صفحات من تاريخ مصر

صباح الخيرات من امام جامع الفتح بميدان رمسيس - تصوير و مشاركة من أ. طة رجب

يعود بناء المسجد قديما في الاصل و المتواجد في ميدان رمسيس، إلى عهد الحاكم بأمر الله في العصر الفاطمي، و قيل إنه كان يوجد مكانه دير وكنيسة، ليضطر الخليفة إلى هدمها لتأسيس الجامع.

في تلك الفترة، كان المسجد يطل على نهر النيل مباشرةً بقرية «أم دنين»، رمسيس حاليًا، والذي تواجد فيه وقتها مقر الأسطول البحري للدولة الفاطمية، ومكانًا لصناعة السفن الحربية.
الاسم الأول للمسجد قديما كان «المقس»، حسب ما خطط إليه المقريزي وقت إنشائه، وهو نفس الاسم المطلق على قلعة قريبة منه تطل على النيل، وبعد فترة أعاد بناء الجامع الحاكم بأمر الله.

ويرجع البعض تسمية «المقس» لسبب آخر، وهي تحريف لكلمة «المكس» المأخوذة عن مسمى ضريبة «المكوس»، ويتم تحصيلها على البضائع القادمة إلى مصر من خلال الميناء المتواجد آنذاك على النيل.

المنطقة التي يتواجد فيها المسجد كانت تطل بأكملها على نهر النيل، ومع مرور الزمن انحسرت المياه عن مجراها، قبلها كان الجامع محاطًا بأراض زراعية شاسعة وحدائق النخيل، كما تواجدت أراض خصبة، تتوسطها حاليًا أراضي حي الفجالة.

#دليل_مصر_التاريخي

من امام زخارف قبة السلطان أبو سعيد قانصوه - عدسة ومشاركة من أ. امانى أحمد

تعود القبة لسنة " 904 هـ / 1499 م " ، وتقع بشارع السلطان أحمد بمنشية ناصر ، بقرافة المماليك الشرقية ،وهذه القبة مشيدة من الحجر وأهم ما يميزها الزخارف الهندسية الرائعة حيث نجد أشكال الأطباق النجمية وأنصافها و كذلك زخارف الدقماق البديعة ، مما يوضح براعة الفنان و المعماري المصري في الزخرفة على كافة المواد حجرية كانت أو غيرها.

#دليل_مصر_التاريخي

من سقف قصر الأمير طاز بشارع السيوفية بحى الخليفه بمدينة القاهرة - تصوير و مشاركة من أ. سارة وليد

يقع بشارع السيوفية بحى الخليفة ويطل القصر بواجهته الرئيسية على شارع السيوفية وهذه الواجهة بما فيها السبيل الذي يقع في طرفها الغربي مجددة على يد الأمير علي أغا دار السعادة في العصر العثماني، وقد أنشأ علي أغا دار السعادة بهذه الواجهة خمسة عشر حانوتاً أو محلاً تجارياً. و منشئ هذا القصر هو الأمير طاز أحد أمراء عصر أسرة محمد بن قلاوون وأبنائه سنة 753هـ/ 1352م

و يتكون عند إنشائه من فناء أوسط فسيح تحيط به المباني الخدمية والسكنية والإسطبلات من كافة جوانبه، وفي عصر الخديو إسماعيل بنيَّ مبنى وسط فناء القصر فقسمه إلى قسمين، وكان يوجد بوسط الفناء حوض ماء كبير ربما استخدم كحوض لأسماك الزينة أو استخدم لإستحمام من بداخل القصر، وقد استخدم القصر إستخدامات متعددة على مر العصور حتى رمم ترميماً شاملاً وإستخدم الآن من قبل صندوق التنمية الثقافية

#دليل_مصر_التاريخي

735:قبة الأمير سنجر المظفـر .ش السيوفية . القاهرة

رقم الاثر :

261

الموقع :

تقع عند التقاء شارع السيوفية مع شارع الحلمية وتقاطعهما مع شارع المظفر بحي الخليفة بمدينة القاهرة

المنشئ :

الأمير علم الدين سنجر المظفـر

تاريخ الانشاء :

722هـ-1322م

من هو :

أنشأها الأمير علم الدين سنجر المظفرى المنصورى كان فى بادئى الامر من أحد مماليك السلطان المنصور قلاوون ثم خدم ابنه الناصر محمد بن قلاوون، و اختص بالمظفر بيبرس الجاشنكير و به عرف و توفى عام 722هـ/ 1322م،

الوصف المعمارى :

لها واجهتان جددا عند بناء منزل علي باشا مبارك. وبداخل الضريح تربة بسيطة من الخشب عليها كتابة نصها: هذا قبر العبد الفقير إلى ربه علم الدين سنجر المظفر.

والضريح يتكون من حجرة مربعة يعلوها قبة تبدأ منطقة إنتقالها بنهاية جدران الحجرة الخارجية وهي مثمنة الشكل فتح بكل ضلع من أضلاعها نافذة مستطيلة، يعلو ذلك رقبة القبة التي يعلوها شريط كتابي بخط الثلث المملوكي،

أما القبة من الخارج فمضلعه بضلوع رأسية مكونة من أربعة وعشرين ضلعاً يتخللها خرزانات ويتوجها هلال نحاسي، وتطل الواجهة الرئيسية على شارع السيوفية،

وهو عبارة عن فتحة مستطيلة يعلوها عتب يعلوه نافذة مفصصة من ثمانية فصوص مفرغة في الحجر، وتطل الواجهة الأخرى على شارع المظفر.

توفي في في 17 صفر 722 . وعلى الأجناب الثلاثة الأخرى نقشت آيات من القرآن الكريم.

المصادر :

1 : حسن قاسم فى المزرات الاسلامية . ج 3 ص 222 , عبد الرحمن زكي، موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام، القاهرة: مكتب الأنجلو المصرية، 1987، ص192. السخاوى فى تحفة الأحباب

2 : الصور "1" عدسة : أ. محمد قمر

326: سبيل الأمير يوسف بك الكبير . ش السيوفية . القاهرة

رقم الاثر:

262

الموقع :

يقع بتقاطع شارع السيوفية وشارع الحلمية القديمة ومواجها لمستشفى الحلمية العام

المنشئ :

الأمير يوسف بك الكبير

تاريخ الانشاء :

١٧٧٢ م _ ١١٨٦ هجرية

من هو :

منشئ هذا السبيل هوالأمير يوسف بك الكبير على عهد الوالى العثمانى قره خليل أغا باشا حين كانت مصر ولاية خاضعة للسلطان العثمانى بأسطنبول عام 1186هـ / 1772م آثر رقم " 262 " .كان يوسف بك من مماليك الأمير محمد بك ابوالذهب الذى قرباه اليه وادناه وفى عام 1186هـ انعم عليه بالأمارة وزاد فى اكرامه وزوجه بأخته .

وتولى امارة الحج- اى المشرف على قافلة الحج فى ذهابها الى مكة المكرمة- .

يصف الجبرتى فى عجائب الآثار الأمير يوسف بك ( كان فيه حدة زائدة وتخليط فى الأمور والحركات ولايستقر بالمجلس بل يقوم ويقعد ويصرخ ويروق حاله فى بعض الأوقات فيظهر منه بعض الأنسانية ثم يتغير ويتعكر من ادنى شئ ، ولما مات سيده ابى الذهب وتولى امارة الحج ازداد عتوا وعسفا وانحرافا وخصوصا مع طائفة الفقهاء والمتعممين ).

ومن هؤلاء المتعممين الذين جار عليهم يوسف بك الشيخ احمد صادومة وكان له شهرة عظيمة واتفق ان يوسف بك اختلى بمحظية له فأخبرته ان الشيخ احمد صادومة كتب على جسدها كتابه لتحببها الى سيدها فغضب يوسف بك على الشيخ صادومة وأمر بقتله والقائه فى البحر. كان للأزهر وعلمائه دور كبير فى مجابهة بطش يوسف بك وجبروته،

واتفق ان الشيخ حسن الجداوى شيخ المالكية أفتى بطلاق زوجه لغياب زوجها عنها فلماعاد الزوج اشتكى ليوسف بك وطلب رد زوجته لعصمته . اجتمع يوسف بك بالمشايخ وخاطبهم :

ما أقبح افعالكم يامشايخ من يقول ان المرأة تطلق زوجها اذا غاب عنها وعندها ماتنفقه وماتصرفه ثم يأتى الزوج فيجدها مع غيره . فقال له الشيخ حسن الجداوى المالكى : نحن أعلم بالأحكام الشرعية وأنا الذى فسخت النكاح على قاعدة مذهبى .

فصرخ يوسف بك فى وجهه وقال : والله لأكسر رأسك . فقام الشيخ على الصعيدى وسب يوسف بك وقال له : لعنك الله ولعن اليسرجى – اى تاجر العبيد – الذى جاء بك ومن باعك ومن اشتراك ومن جعلك اميرا ،وخرج المشايخ وهم يسبونه وهو يسمعهم .

ولما ثقل أمر يوسف بك على الأمراء الذين بيدهم الحل والعقد دبروا قتله . وفى يوم الأربعاء ثانى شهر رجب عام 1191هـ / 1777م فجلسوا معه ساعة

وحادثوه فى امور شتى فلما هموا بالأنصراف ضرب احدهم يوسف بالسيف فوقع على ظهره وتتابع الآخرون ضربه بالسيوف حتى اجهزوا عليه وخلا منه المكان ودخل فى خبر كان .

الوصف المعماري :

ينفرد هذا السبيل بكونه سبيل مستقل غير ملحق بأية منشآت، كما أنه لا يعلوه مبنى الكُتاب الذي اعتيد بناؤه أعلى السبيل،

ويطل هذا السبيل بإحدى واجهتيه على شارع السيوفية أو بالأحرى نقطة إلتقاء شارع الحلمية بشارع السيوفية، بينما تطل الواجهة الأخرى على شارع المظفر.

ويقع مدخل السبيل الرئيسي في أقصى اليمين من الواجهة الرئيسية المطلة على شارع السيوفية، ويعلو مدخل السبيل نافذة مستطيلة تتوسط دخلة يوجد على جانبيها عمودان من الحجر،

يتبع السبيل في تخطيطه العام نمط الأسلوب المحلي أو المملوكي فيتكون من حجرة تسبيل يوجد بها شباكا تسبيل يطل أحدهما على شارع السيوفية والآخر على شارع المظفر الجانبي،

وقد وضع مهندس السبيل في زاويته عمود رخامي مزخرف بزخارف زجزاجية وهو أسلوب متبع في زخرفة زوايا الأسبلة والقباب

الضريحية، وقد إستخدمت الأحجار الموضوعة في صفوف أفقية في بناء هذا السبيل، ومن الجدير بالذكر أن هذا السبيل هو الوحيد ذو الشباكين الذي يوجد بشارع السيوفية.

و السبيل له واجهتين، واحدة رئيسية هي الواجهة الشمالية الغربية التى تطل على شارع السيوفية، و يتوسط هذه الواجهة شباك التسبيل وبطرفها المدخل الرئيسي،

ويزين هذه الواجهة عدة أشكال زخرفية محفورة فى الحجر على جانبى شباك التسبيل عبارة عن أشكال مستطيلات بداخلها زخارف ميمية الشكل.

والواجهة الثانية هى الواجهة الشمالية الشرقية و تطل على شارع سنجر المظفر، وتلتقى مع الواجهة الرئيسية فى عمود رخامى ذو بدن حلزونى الشكل يشغل ناصية البناء بين الواجهتين ويتوسط هذه الواجهة شباك آخر للتسبيل.

السبيل له مدخل رئيسى واحد يقع بطرف الواجهة الرئيسية التى تطل على شارع السيوفية، وهو عبارة عن دخلة عميقة تنتهى من أعلى بأربعة صفوف من المقرنصات، ويتوسط هذه الدخلة فتحة باب يعلوها عتب يعلوه نفيس ثم عقد عاتق مكون من صنجات حجرية معشقة،

ويوجد على جانبي الباب من أسفل مصطبتين، ويحيط بالمدخل إطار من زخرفة قالبية بارزة تعرف بزخرفة الجفت اللاعب ذو الميمة.

اما عن شباك التسبيل فهو عبارة عن فتحة مستطيلة مغشاة بمصبعات معدنية من النحاس، يعلوها عتب حجرى يعلوه نفيس يعلوه عقد عاتق من صنجات مزررة يعلوه بحر غائر ربما كان يشتمل على النص التأسيسى للسبيل.

المصادر :

1: الجبرتى فى عجائب الآثار , ابو العلا خليل . باحث فى الاثار الاسلامية و مؤرخ - د. محمود حامد الحسينى فى الأسبلة العثمانية ص 205

2 : الصور "1" عدسة : أ. عمرو السلطان

من امام زخارف مدخل مدرسة السلطان حسن بميدان القلعة بمدينة القاهرة - تصوير و مشاركة من د. ابراهيم فوزى

يذكر هرتس باشا على مهندس السلطان حسن اتخاذه مقرنصات مقلوبة لتحلية قواعد الأعمدة، ومنها استنتج أن المهندس أجنبى عن هذه البلاد، وعلق على ذلك بقوله : "ولكن أتى لنا العلم ببلده وهو لم يترك لنا اسمه ولا أثره، ولذلك جعلنا جميعاً متشوقين لمعرفته"، واستطرد فقا: " ولم يذكر أحد المؤرخين ـ حتى ولا المقريزي الذي يكثر الكلام على الآثار ـ اسم المهندس،

كما أننا لم نعثر على شئ يتضمنه فى الكتابات المنقوشة على جدران الجامع، ولذلك يضطرنا الحال إلى معاودة البحث عن أثر يدلنا عليه، أو إشارة تهدينا إليه بالتأمل فى كيفية تصميم دقائق البناء وكيفية توقيعها، للوصول إلى هذه الغاية جعلنا الدعامة الصغرى المركبة على أحد وجوه متف الباب محل نظرنا في دلتنا على أن المهندس ـ لعدم استطاعته تدوين اسمه فى عمله ـ اكتفى بنسبة الفخر إلى وطنه فأشار إليه إشارة اللبيل فى ركن صغير، وهى إشارة تخفى على العامة، ولكنها كافية لأن يتهدي بها من كان بسر الأحجار عليها .

وبيان ذلك أن هذه الدعامة ترى عليها ستة سطوح بعضها فوق بعض متعاقبة بين كبير وصغير، وكلها محلاة برسوم بارزة، أما الكبار فرسومها متشابهة أو تكاد تكون كذلك، فإن فى جميعها أقواساً ستينية مرتكزة على زوج من العمد الصغيرة، وهذه الأقواس ـ وإن لم يكن فيها ما يستوقف النظر خلاف كون الرسومات الزهرية النباتية التى فى السطح الباطن جلية البيان ـ فإن العمد تسترعي النظر بأبدانها المهندمة الدالة على أنها طراز قديم ،

أما الرسومات المنقوشة فى السطوح الصغيرة فأغرب من ذلك، إذ قد مثل فى الأسفل منها بيت صغير ذو طبقتين سطحه على شكل جملون وبجانبه بناءان أعلا منه، ومن الباطن بناء آخر له باب وعدة نوافذ، وفى السطح الذي يلي كنيسة، وطبقة أرضية عالية لها باب ينتهي عالية على شكل جمالون، وعليها طبقة أخرى أقل منها فى الأهمية متخذة قاعدة لقبة يزيد حجمها عن نصف كرة، وهى ترتكز على قاعدة مخروطية .

واستخلص من هذا الوصف مستنتجاً أن المهندس وضع هذه الدقائق فى الرسم ليكشف بها عن جنسيته، ورجح أن المهندس بيزنطى تلقى أصول الطراز الإسلامي في أحد البلاد السلجوقية، مما مكنه من تصميم بناء فائق فى بابه مثل جامع السلطان حسن،

وهو رأى يؤيده ما كان من الروابط والعلاقات المستمرة بين بيزنطة وملوك بنى سلجوق"، إن الغموض الذي أحاط بالفنان الذى أبدع هذه المدرسة أحاط غيره من بقية المنشآت المعمارية فى مصر، ولكن عبقرية هذا الفنان كانت حافزة دائماً لمعرفته، لأنه شاد بناء عظيم لم يسبق ولم يلحق .

وفى هذا الصدد كتب الأستاذ الجليل مسيو جاستون فييت عند بحثه هذه المدرسة: إن جامع السلطان حسن عمل عظيم خالد، ولكن شخصية الفنان العبقرى الذى ابتدعه يكتنفها الظلام، وفى يوم 14 نوفمبر سنة 1944 ـ

أثناء اشتغالي بمراجعة كتابات الجامع لنشرها مع أستاذى الجليل مسيو فييت ضمن مجموعة الكتابات التاريخية الجارى نشرها ـ عثرت فى المدرسة الحنفية على اسم المهندس مكتوباً فى طرازها الجصى بما نصه"

" بسم الله الرحمن الرحيم إن المتقين فى جنات ونعيم وعيون أدخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما فى صدورهم من غل ـ إلى قوله تعالى: وما هم منها بمخرجين، اللهم ما يا دائم لا يفنا يا من نعمه لا تحصا أدم العز والتمكين والنصر والفتح المبين ببقاء من أيدت به الإسلام والمسلمين وأحييت .... حسن ابن مولانا السلطان ال .... .... عنه ما وليته وخلده فى ذريته كتبه تحمو دولته، وشاد عمارته محمد بن بيليك المحسني"،

وكتبة تحمو (أى أن هذه الأدعية مكتوبة بالحماية دولته)، وقد كتب تحمو بدلا من تحمى ـ ومثل هذا الخطأ وقع فى نفس الكتابة، فقد كتب " يا دائم لا يفنا يا نعمه لا تحصا" بالألف بدل الياء .

والمعروف أن السلطان حسن عندما شرع فى عمارة مدرسته/ أشرف عليها مهندسين ومشدين (ملاحظى عمارة)، فإذا وجدنا اسم ابن بيليك بجانب اسم السلطان حسن فلا شك أن لأكبر مهندس فيهم، خصوصاً إذا عرفنا أن من البيوتات الكبيرة الذين اصطفاهم السلطان حسن وقربهم منه،

وكان من أمراء الألوف، ومن تتبع تراجم اسة ابن بيليك ـ وقد نشأت هذه الأسرة فى عصر المنصور قلاوون، وتقلب أفراد أسرتها فى وظائف الدولة فى عهد هذه الأسرة، وكثير منهم تسمى محمد ـ وجدنا المؤرخين يخلطون فيهم، وآخرهم محمد بن بيليك الذين خلطوا ترجمته بترجمة أبيه، وكل ما عرفناه عنه أنه كان من أمراء الألوف ومن أولاد الناس، وأنه وقف بجانب السلطان حسن فى محنته مع يلبغا، ولم نقف على بقية ترجمته ولا سنة وفاته .

ولا يضير فى عدم العثور على نعته المهندس فى الفقرات الصغيرة التى بين أيدينا من ترجمته، لأن كثيراً من المهندسين لم يكونوا محترفين الهندسة، بل اشتغل بها ملوك وأمراء وعلماء كا اشتغلوا بغيرها من الفنون والصناعات، والشواهد كثيرة،

فقد ثبت أن الناصر محمد بن قلاوون هندس بنفسه قصر الأمير يلبغا اليحيارى وقد كان قصراً عظيما، وأن الملك الصالح صالح بان الناصر محمد بن قلاوون كان مغرماً بالصناعات وأجاد صناعة الزجاج وغيرها، وأن الأمير قطلو بك بن قراسنقر أحد أمراء الطبلخاناه كان مهندساً للري، فقد عمر قناة بالقدس و استقدمه الناصر محمد بن قلاوون إلى مصر ليعهد إليه بمشروع عمل قناة للماء من بركة الجيش .

وأن العلامة أحمد بن علي بن إبراهيم الغساني الأسواني المصرى كان عالماً كاتبا شاعرا مؤرخا مهندسا، وأن الأمير سنجر بن عبدالله الشجاعى المنصوري وزير الديار المصرية كان خبيراً بالسياسة والعمارة، وهو الذى نفذ منشآت المنصور قلاوون، هذا عدا الكثير من الملوك والوزراء والأمراء الذين اشتغلوا بكثير من العلوم ونبغوا فيها، ولدينا مسألة طريفة تعزز أن ابن بيليك هو المهندس، ذلك أن لكمة بيليك التركية معناها بالعربية سعد .

وقد كبت المؤرخون أن السلطان حسن لما صلى الجمعة فى المسجد عند افتتاحه أنعم على البنائين والمهندسين، كما كافأ الفعلة لكل واحد منهم عشرة دنانير، فأنشد الشاعر ابن نباتة المصرى مقطوعة فى المغنى ضمنها اسم المهندي فقال:

مليك التقى هنيت بالجامع الذي ...... وجدت مبناه سعدا موقفا
وشعراء هذا العصر من دأبهم تضمين الأسماء فى شعرهم، فنجد أن هذا الشاعر قد هنأ الملك الكامل شعبان بملك مصر بأبيات منها:

طلعة سلطاننا تبدت .... بكامل السعد فى الطلوع
فأعجب لها كيف منه أبدت .... هلال شعبان في ربيع

وإذا لم يكن محمد بن بليك هذا مهندساً فذا لما استطاع بناء هذه المدرسة، وما أذن له بوضع اسمه بجانب اسم السلطان، ولا لهج الشعراء باسمه مع السلطان، وقد فيض الله لهذه المدرسة لجنة حفظ الآثار العربية فبذلك فى إصلاحها محهوداً جباراً فأكملت بناء منارته وأصلحت جدرانها ورخامها ونجارتها وأرضيتها حتى أعادت إليها رونقها، بعد أن صرفت عليها 40 ألف جنيه، وانتهت هذه الأعمال فى منتصف سنة 1915 تحت إشراف المهندس الكبير هرتس باشا كبير مهندسيها،

زخارف الشريط الكتابي الخاص بمدرسة السلطان حسن بمدينة القاهرة

الكوفى المزخرف (المخمل)

الذى تدخل الزخرفة النباتية عليه من أجل معالجة الفراغات البينية للحروف بصورة عامة؛ و لمعالجة الفراغات فيما بين الحروف المنتصبة بصورة خاصة.
ويتم ذلك من خلال امتلائها بأشكال الزخرفة التوريقية على العموم.

وأطلق عليه بعض الباحثين فى هذه الحالة تحديدا بكوفي (الفراغ الزخرفي) الذي انتشرت أمثلته على عمائر القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى.

أما الحالة الأخرى له فهي التى يطلق عليه بكوفي (المهاد الزخرفي) الذي تقوم أسطره الكتابية على أرضية زخرفية كاملة أي أن الكتابة فيه تكون فوق مساحة تغطيها الزخارف النباتية التوريقية،

ومن أشهر أمثلته: الأشرطة الكتابية الكوفية التى تزين بعض جدران مدرسة (السلطان حسن) بميدان القلعة بالقاهرة

#دليل_مصر_التاريخي

الطابية العثمانية - اعلى الهوي . الطرف الشمالى . أسوان - تصوير و مشاركة من أ. اسلام ماهر

مسجل بقرار وزارى 28 - 9 -2006م رقم 1067 لسنة 2008م و تقع بمدينة اسوان على ارتفاع يعلو 130 مترًا فوق سطح الأرض أعلى منحدرات التلال التي تشكل ضفة النيل الغربية لمدينة أسوان، وفي واجهة الطرف الشمالي الغربي لجزيرة الألفنتين "الفيلة".

و يرجح تاريخ انشاء الطابية القرن الرابع - الخامس الهجرى - القرن العاشر - الحادى عشر الميلادى وهي واحدة من عدة قباب ممتدة على طول الجانب الغربي بينها فواصل متباعدة، وهذه القباب أهم ما يميز الشكل العام للجهة الغربية.

و القبة فى الاصل طابية عثمانية للمراقبة وكانت تستخدم كأبراج حراسة ومراقبة لتأمين حدود مدينة أسوان، وتأمين حركة التجارة في النيل خلال العصور القديمة"، و عرفت ف السجلات الاثار بقبة بأعلى الهوى ثم حرفت إلى قبة على الهوى ثم الشيخ على ابوالهوى التى لا اساس لها من الصحة

#دليل_مصر_التاريخي

يسعد صباحكم من مسجد نبيهة يكن بالسيدة زينب - عمائر طراز النيو مملوك (محاكاة الطراز المملوكى القديم) - تصوير و مشاركة من أ. مؤمن هشام

Good morning from Nabiha Yakan Mosque in Sayeda Zainab - Neo-Mamluk Buildings (Old Mamluk Style).

نبيهة يكن بنت المرحوم أحمد باشا يكن بن ابراهيم يكن بن مصطفى بك دالي باشي قوله لي بن أحمد أغا و توفيت منشئته قبل تمام محرابه فى سنة " 1320- 1902. تم بعدها سنة 1335هجريا - 1916م ,

و السيده نبيهه المذكوره هى زوجة المرحوم راشد باشا حسنى الجركسى عتيق عباس الأول القائد العام للجيش المصري كان مات سنة 1323هجريا - -1905م

و له منها المرحوم أحمد بيك احسان , مات بالاسكندرية فى رمضان 1365هجريا - 1946م . و امها هى المرحومة ابروكامان عتيقة المرحوم أحمد باشا يكن , و ابروكامان اسم علم جركسى معناه " مقوس الحواجب "و لنبيهه هانم وقف على المسجد و ذويها محرر فى 11 ذى القعده سنة 1320هجريا

401:جامع السيدة خوشيار هانم - الرفاعى . القلعة .الخليفة . القاهرة

رقم الاثر :

640

الموقع :

يقع بميدان القلعة بمنطقة الخليفه بالقاهرة

المنشئ :

السيدة خوشيار هانم - م اول بناء : المهندس حسين فهمي - م ثانى استكمال بناء : ماكس هرتز باشا ومساعده كارلو فيرجيليو سيلفايني

تاريخ الانشاء :

1286 - 1330ه / 1869 - 1912م

تاريخ الجامع :

أنشأته والدة الخديوي اسماعيل السيدة خوشيار، أزيلت الزاوية بمشتملات القبور التى كانت عليها والبيوت المجاورة لها وعدة حارات،

و أمرت خوشيار هانم الأمير حسين باشا فهمي المعمار وكيل ديوان الأوقاف بأن يعد لها تصميماً لجامع لها ومدافن لأسرتها في سنة 1286هـ- 1870م،

وقد صرف على مواد بنائه قرابة 440 ألف جنيه مصري، مما أزعج الخديوي إسماعيل لشدة الأزمة المالية في ذلك الوقت".

وبدأ "حسين باشـا فهمي" العمل في المسجد، ولكن توقف عام 1885 م بسبب وفاة خوشيار هانم، وقام هرتس باشا باستكمال بنائه عام 1905، وتم افتتاح المسجد عام 1330هـ- 1912م.

و الجامع يرجع في الأصل إلى مسجد صغير من العصر الفاطمي يسمى الذخيرة، أنشأه المـلك جـعفر والي القاهرة في عام 516هـ،

الوصف المعمارى :

تخطيط بيت الصلاة و هو عبارة عن مربع تعلوه قبة رائعة محمولة على أربعة عقود ضخمة, بأركان كل منها أربعة أعمدة رخامية تيجانها منقوشة ومذهبة, وتتدلى من السقف ثريات نحاسية, وغطي سطح المسجد بأسقف خشبية محلاة بنقوش مذهبة جميلة.

والواجهات قسمت كل منها إلى ثلاثة أقسام، وجدار القبلة، و دكة المبلغ حملت على ثلاثة أعمدة،

ومناطق انتقال القباب، المقرنصات البديعة التي تحملها، تيجان الأعمدة الشاهقة، الدخلات والصدور المقرنصة في الواجهة،

الأعتاب والعقود المزررة أو المعشقة التي تتخذ أشكالاً وريقات نباتية متداخلة تعلو فتحات الأبواب والمداخل والتي ميزت الفن المملوكي".

ويعد محرابه الخشبى يشكّل من قطع خشبية متناهية الصغر بطريقة الحشوات المجمعة المجموعة كونت أطباقاً نجمية متجاورة شغلت ريشتي المنبر ومقدمته، فطعمت ترساته وكنداته ولوذاته بقطع من العاج والصدف،

و أسقفة قسمت إلى مربوعات وتماسيح وكسيت بطبقة اللازورد الأزرق و يضم الجامع شواهد قبور الأسرة العلوية،

حيث دفن به زينب هانم، وتوحيدة هانم، وعلي جمال الدين،

وإبراهيم حلمي، والسلطان حسين كامل ابن الخديوي إسماعيل، والملك فؤاد، وكذلك دفنت به خوشيار هانم، وابنها الخديوي إسماعيل،

كما دفنت به زوجات الخديوي إسماعيل الأميرة شهرت فزا، والأميرة جنانيار، والأميرة جشم آفت،

والأميرة فادية الابنة الصغرى للملك فاروق، وأخيراً الأميرة فريال أم الملك فؤاد التي توفيت عام 2009 بناء على طلبها"، كما دفن بالمسجد شاه إيران "محمد رضا بهلوي"، زوج الأميرة فوزية شقيقة الملك.

وقبر جنانيار هانم زوجة الخديوي إسماعيل صمم على الطراز المسيحي، يعلوه صليب وأسفله آيات قرآنية، وتلك الصلبان "مجرد زخارف في نظر الفنان يقسم بها المساحات الهندسية،

والتحليل المعماري لأشكال الصلبان الكبيرة التي شكلت على واجهات المسجد الشاهقة الارتفاع،

هو طراز معماري للنوافذ القوطية، وهي من الناحية الإنشائية تشير إلى نظرية توزيع الأحمال خاصة مع هذا الارتفاع الشاهق لجدرانه الخارجية،

المصادر :

1: د. محمود أحمد محمد، أستاذ العمارة الإسلامية كلية الآداب جامعة عين شمس . د .سعاد ماهر في موسوعتها -مساجد مصر

2: الصور "1" عدسة :أ .أحمد البراوى .

صباح الخيرات من امام باب باريس بمنطقة قصر عابدين بعدسات و مشاركة من أ. ريهام علي

يذكر استاذ يحيى الناظر عن تلك البوابة و أطلق علي المدخل هذا الاسم لان " إسماعيل باشا" كان يأمل في الانتهاء من تشييد القصر وتأسيسه مع البدء في احتفالات افتتاح قناة السويس في 17 نوفمبر 1869 م لكي يستقبل فيه ضيوفه من ملوك و أمراء أوربا ودول العالم الأخرى وفي مقدمتهم

الإمبراطورة "أوجيني" زوجة الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث التي كانت السبب في أن يطلق اسم "باريس" علي هذا الباب تكريماً لها . هذا ما تذكرة الكتب التاريخيه ومواقع النت وهو حقيقه ويبقى بقية القصه التى نتشرف بعرضها :-

لقد أعاد الملك فؤاد الاول بناء وتصميم " باب باريس "ووضع المشروع تحت اشراف كبير المهندسين المعماريين بالقصور الملكيه "انطوان لاشياك "وتم هذا المشروع خلال المده من عام 1917 الى عام 1918 تولى جلالة الملك فؤاد الحكم وهو ما يؤيد ما ذكرناه سابقا من ان هذا الرجل كان لدية رؤية "Vision " واستراتيجية لنهضة متكامله طبقها فور تولية العرش

وحول لاشياك المدخل ذو العقد البسيط بأجزائةالثلاثه الى مدخل أثرى قام بتصميمه المهندس المعمارى " برومبالينى " مكون من واجهتين مزخرفتين احدهما تواجه شارع عابدين وقشلاقات الحرس ( قسم عابدين الان ) والاخرى تواجة الحديقه ويمكن رؤيتها من الجناح الجديد للملكه

واحتفظ بأسم "بوابة باريس" كما سماه الخديوى اسماعيل أما الباب الخشبى فقد تطابق تصميمه مع تصميمات عام 1919 وحفر على ضلفتيه الاحرف الاولى من اسم اسماعيل باشا تكريما له "IP" وصممت بوابة الدخول على النمط الكلاسيكى الحديث فكان لها بهو داخلى يصل الى أماكن قوة الحرس على جانبى السور

#دليل_مصر_التاريخي

جامع الحتو . شارع باب النصر . الجمالية - تصوير و مشاركة من أ. مصطفى عاطف

هو دار السيد محمود الحتو بن السيد يوسف تاجر مشهور وهو الذى عرف به جامع الحتو وهو تجاه وكالة الصابون ويقول على باشا مبارك فى خططه ج4 ص 81: ( جامع الحتو ) هذا الجامع بين باب النصر وحارة الجونية تجاه وكالة الصابون بناه السيد محمود بن السيد يوسف الحتو الغزى شيخ وكالة الصابون سنة 1280

وعمل به سبيل ومكتبا وكان قبل ذلك مدفنا فوقه زاوية صغيرة تعرف بزاوية الشهداء

وكان يعرف أولا بعين الغزال لما فيه مدفن يعتقد الناس أنه مدفن للست عين الغزال التى لم نقف لها على ترجمة إلا ان المسجد بناه السيد محمود بعد أن كاد يصير مكان للمنكرات

فلما تول السيد محمود وظيفة نظره من وزارة الأوقاف فقام ببناه مسجدا ويتكون من واجهة رئيسية ومدخل رئيسى يصعد له بعدة درجات و يفتح على الصحن . ويوجد ايضا سبيل .

#دليل_مصر_التاريخي

من داخل مسجد الامير تنم من بخشاش- الرصافى بحارة السيدة زينب بمدينة القاهرة - تصوير و مشاركة من أ. ريهام على

عبارة عن شبه مربع تقريبا إذ يبلغ طوله 17٫5 وعرضه 16٫5، وتبلغ مساحته 288 مترا مربعًا تقريبا. وتقع الواجهة الرئيسية للمسجد فى الضلع الشمالى ويبلغ طولها 16٫5 متر،

ويبلغ ارتفاعها 27 مترا ويوجد بهذه الواجهة المدخل الرئيسى للمسجد وعلى جانبيه توجد حنيات مسطحة على جانبه الشرقى توجد حنيتان وعلى جانبه الغربى توجد حنية واحدة يبلغ اتساع كل منهما 1٫95 متر وتمتد حتى نهاية الواجهة وتنتهى كل منها بثلاث من الدلايات البديعة التكوين.

وبدائره من الأعلى على إزار خشب منقوش فيه سورة يس، لمنارته ثلاثة أدوار منقوش بدائرها آيات قرآنية

#دليل_مصر_التاريخي

حل رموز اللغة المصرية القديمة - ج 2

اعداد و تقدين : الراحل سليم حسن - موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي

نظرة سريعة على جهود العلماء من مختلف الجنسيات، الذين كان لأبحاثهم وأعمالهم أثر ممتاز في تقدم علم الآثار المصرية:

أوَّلًا: الفرنسيون: ظهر بعد «شمبليون» العالم «أمانويل دي روجيه»، وقد قام بنقل الكثير من النقوش، وبدأ في وضع بحث منظم عن تاريخ مصر أساسه نقوش آثارها، كما وضع مؤلفًا قيمًا عن جغرافية الوجه البحري، وفي أيامه ظهر العالم العظيم «مارييت» الذي يرجع إليه الفضل في تأسيس المتحف المصري ومصلحة الآثار المصرية سنة ١٨٥٧،

وقد كان أول من قام بحفائر على نمط كبير، وكشف عن المعابد والجبانات، وكان من أهم مراكز أبحاثه منطقة شقارة حيث كان أول مكتشف لمقابر العجل «أبيس» المعروفة ﺑ «السرابيوم» ولكثير من مقابر الدولة القديمة هناك، وقد كان للعلماء الفرنسيين في هذا الوقت نشاط كبير فظهر منهم الكثيرون، وأسس إلى جانب مصلحة الآثار المصرية المعهد الفرنسي للعاديات الشرقية ومقره القاهرة، وقد قام المعهد منذ إنشائه بطبع الكثير من الأبحاث الثمينة، ونتائج حفائره المستمرة في كثير من جهات القطر.

ولعل أبرز هؤلاء العلماء هو المرحوم «جان مسبرو»، الذي تولى إدارة مصلحة الآثار المصرية مرتين، وقد خلف لنا المئات من أبحاثه في اللغة والآثار، وبخاصة في منطقة سقارة حيث فتح بعض أهرام ملوك الأسرتين الخامسة والسادسة، ووجد جدران حجرات الدفن فيها مغطاة بنصوص ونقوش دينية، وهي المعروفة لنا تحت اسم «متون الأهرام»، وسيأتي ذكرها في موضع آخر من هذا الكتاب، وجاء بعده الكثير من العلماء الفرنسيين أمثال «لوريه» و«دي مرجان» و«لاكو» و«موريه» و«شاسينا».

ثانيًا: الألمان: أول من ظهر من علماء الألمان، وقام بعمل عظيم هو «ريتشارد لبسيوس»، الذي جاء إلى القطر على رأس بعثة «من عام ١٨٤٢–١٨٤٥» لدراسة آثارها على نفقة ملك بروسيا في ذلك الوقت، وقد قامت هذه البعثة بدراسة آثار مصر والنوبة دراسة علمية منظمة، ولم تكتف بنقل النقوش فقط، بل استلزمت أبحاثها عمل الكثير من الحفائر في مصر والنوبة، وقد ظهرت نتيجة أبحاثها في المؤلف الخالد المعروف باسم «لبسيوس دنكميلر»، وقد طبع عام ١٨٤٩ في اثني عشر جزءًا،

وما زال إلى الآن مرجع كل مشتغل بالآثار. بعد لبسيوس تألق نجم عالم آخر هو «هنري بروكش» الذي نجح عام ١٨٤٩ في قراءة الكتابة الديموطيقية، وقد فاق معظم العلماء في ذكائه ونشاطه، ويستحق أن يوضع في صف «شمبليون» في مقدار إنتاجه، وقد وضع قاموسًا في اللغة المصرية القديمة، وقاموسًا آخر لجغرافية مصر وأجرومية للديموطيقية. ثم جاء بعده سنة ١٨٧٨ العالم «أدولف أرمن» وكان أكبر عمل له أن وضع أجرومية للغة المصرية القديمة، وكذلك لكل ما أمكن من المتون المصرية القديمة، واستعان ببعض تلاميذه في ترجمتها، واستخلص منها قاموسًا للغة المصرية، وكذلك كتاب مؤلفًا قيمًا عن الحياة المصرية، يعد من أحسن ما أخرج للناس في هذا الموضوع.

وقد تخرج على يده عدد من العلماء لهم شهرة عالمية، نخص بالذكر منهم الأستاذ «شتيندورف» الذي وضع أجرومية اللغة القبطية، والأستاذ «زيته» الذي جمع متون الأهرام وترجمها، وأصبح بذلك العمدة الوحيد في كل العالم في تفسيرها، والأستاذ «ينكر» الذي يمتاز بمعرفة المتون المصرية في كل عصورها معرفة لا يضارعه فيها أحد، واختص في عصر البطالسة حتى أصبح المرجع الوحيد فيه، والأستاذ «شبيجلبرج» الذي اختص بالديموطيقية والأستاذ «شيفر»، وهو من أحسن العلماء في علم الآثار والفن المصري.

ثالثًا: الإنجليز: وقد قام علماء الإنجليز بقسط وافر في النهوض باللغة المصرية القديمة وآثارها، ونخص بالذكر منهم العالم «برش» و«ولكنسون» صاحب كتاب العادات والأخلاق في مصر القديمة، ثم الأستاذ «جرفث» صاحب التآليف العدة في الديموطيقية وتراجم المتون المصرية، والأستاذ «جردنر» الذي وضع كتابًا في أجرومية اللغة المصرية،

ويعد أكبر عمدة الآن في هذا الباب، وكذلك ساعد بأبحاثه العدة على تقدم قراءة الخط الهيراطيقي، والأستاذ «جن» الذي وضع كتابًا قيمًا في إعراب اللغة المصرية، وأخيرًا الأستاذ «نيوبري» وله أبحاث دقيقة في علم الآثار.

وبجانب هؤلاء العلماء ظهر علماء آخرون من جنسيات أخرى، ساعدوا على النهوض بهذه اللغة، ونخص بالذكر منهم الأستاذ «جولنشيف» الروسي صاحب الأبحاث العدة في اللغة، وقد ترجم كثيرًا من المتون المصرية، والأستاذ «ريزنر» الأمريكي الذي قام بحفائر منظمة في مصر وبلاد النوبة منذ ١٩٠٣، ولا يزال إلى الآن ينقب في منطقة الجيزة غربي الهرم الأكبر، ومن أهم مؤلفاته كتابه عن «منكاورع» باني الهرم الثالث.

أما أكبر عالم خدم التاريخ المصري القديم فهو الأستاذ «برستد»، الذي جمع كل المتون التاريخية، واستخلص منها تاريخًا لمصر، يعتبر رغم قدمه من أكبر المراجع في التاريخ المصري القديم إلى الفتح الفارسي.

أما المصريون فلم يقوموا بدراسة لغة بلادهم وآثارها إلا منذ عهد قريب وعلى رأسهم المرحوم أحمد كمال باشا الذي ألف عدة كتب بالفرنسية والعربية، ثم جاءت النهضة المصرية الحديثة، وقام بعض أبنائها بالحفر والتنقيب ووضع بعض الكتب، وقد أسس في مصر معهدًا لدراسة الآثار المصرية بالجامعة منذ عدة سنوات، وينتظر منه خير كثير، وكذلك أرسلت البعثات لدراسة اللغة المصرية، والأمل كله معقود على هؤلاء الشبان المصريين في النهوض بآثار بلادهم، وإخراج المؤلفات عنها، وإظهار عظمة مصر ومجدها القديم، وهم أولى الناس بهذا الشرف العظيم.

#دليل_مصر_التاريخي

الزخارف داخل الجوامع التاريخية منها جامع السيده خوشيار هانم المعروف باسم دارج الرفاعي ! بميدان القلعة بمدينة القاهرة - تصوير و مشاركةمن أ. محمد مصطفى طة

أبدع الفنانون و المعماريون في استخدام الأشكال النباتيّة، كفروع الأشجار والأوراق والثمار والأزهار في تشكيل زخرفة المنتجات الفنيّة كالعمائر والتحف، حيث جرّد الفنانون وحوّلوا جميع العناصر المستخدمة من شكلها الطبيعي،

حيث كان الفنان يميل إلى شغل المساحات وملء الفراغات، وازداد استخدام هذا النوع من الزخرفة في القرن التاسع للميلاد، وكانت الذروة لهذا الاستخدام في الفترة الممتدة بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد.

بدأ التوجه لاستخدام الزخرفةِ الهندسيّة، و بالرغم من بساطتها لاستخدامها الأشكال الهندسيّة الأساسيّة المربعات والمستقيمات والدوائر والمثلثات،

حيث كان لهذه الأشكال المختلفة دورٌ أساسي ومهم في الزخرفة حيث أصبحت أساساً لأشكال الزخرفةِ فى مصر ، حيث تميّزت بطابعها القوي الذي يظهر جليّاً في استخدام تكوينات الأطباق النجميّة التي ازدانت بها المصنوعات الفنيّة وأسطح العمائر.

#دليل_مصر_التاريخي

البراطيم الخشبيه أعلى سقف مدرسة الاشرف برسباى بحى الجمالية بمدينة القاهرة - عدسة و مشاركة من أ. مجدي طة القاضى

البرطوم هو لفظ حرفي يعني أفلاج النخيل التي كانت تعمل من فلج جذوعه أو شقها إلي نصفين طوليين متساوين من أعلا إلي أسفل لكي تستخدم في تسقيف العمائر الأثرية المختلفة و تقابلها في العربية كلمة الرافد أو الرافدة .

أما المصطلح الأثري فهي عبارة عن كتل خشبية ممده بين طرفي السقف وهو ما يعبر عنه بحواجز السقف وتغلف هذا البراطيم بالتلوين وتحصر فيما بينها مساحات غائرة مستطيله ومربعه وهو ما يعبر عنه باسم مربوعات وتماسيح وتغلف هي الأخرى بالتلوين والتذهيب والزخارف المتنوعة

#دليل_مصر_التاريخي

من شوارع مصر الجديدة - تصوير و مشاركة من أ. سماح غراب

تضم عددا من الميادين المهمة منها (ميدان الكوربة) بشكله المثلث وويرجع تسمية الميدان بهذا الاسم «لا كوربيه» إلى استدارة الشارع على غير عادة الشوارع فى ذلك الوقت والكلمة تعني بالإيطالية الإنحناءة أو القوس حيث كان الترام يأخذ إنحناءة أو دوران في هذا المكان

و (ميدان روكسي) يعد كذلك من أهم المعالم التراثية في مصر الجديدة و يحتوي على البواكي والمباني التراثية التي تعود للعمارة الفنية الإسلامية المغربية الهندية وكان يمر الترام من شارع بغداد بهذه المنطقة قادما إلى منطقة روكسي.

و (شارع الاهرام) الشهير بمصر الجديدة حيث كان المارة وسكان الشارع يستطيعون منه مشاهدة الأهرامات الأثرية بالجيزة وذلك قبل إنشاء المباني العالية، لذلك اطلق عليه شارع الاهرام، كما يضم حي مصر الجديدة ميدان الجامع و ميدان الاسماعلية اللذين يضمان عددا من المباني التراثية التاريخية التي تدل على عظمة هذا الحي العريق.

#دليل_مصر_التاريخي

حل رموز اللغة المصرية القديمة - ج 1

اعداد و تقديم الراحل سليم حسن - موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصر الإهناسي

بقيت اللغة المصرية القديمة سرًّا من الأسرار نحو ١٤٠٠ عام إلى أن جاء «شمبليون» سنة ١٨٢٢، وكشف عن أسرارها بحل رموز الهيروغليفية، على أن لغة القوم نفسها لم تمح من البلاد خلال تلك المدة، بل بقيت في شكل آخر هو اللغة القبطية، وذلك أن الهيروغليفية منذ دخول الإسكندر الأكبر لمصر أخذت تُكتب علاوة على كتابتها بالإشارات المصرية بحروف إغريقية بعد إضافة سبعة حروف ديموطيقية، لم يكن لها مثيل في اللغة اليونانية،

ومنذ ذلك العهد صار يطلق على اللغة المصرية القديمة اللغة القبطية، أي المصرية، وقد كانت الكتابات المتداولة في البلاد على ثلاثة أشكال مختلفة إلى أواخر عهد الرومان في مصر، وهي الكتابة الهيروغليفية؛ أي الكتابة التقليدية للبلاد، ثم الكتابة الإغريقية، ثم الكتابة القبطية، وقد اختفت الكتابة الهيروغليفية في أواخر القرن الرابع الميلاد باختفاء الوثنية من البلاد، ولم تعد كتابة القوم، أما اللغة الإغريقية فقضي على تداولها ، بينما بقيت الكتابة القبطية لغة القوم في بعض أماكن في الوجه القبلي في الصلوات والعبادات والمدارس إلى أواخر القرن السابع عشر، ثم انحصرت بعد ذلك في الصلوات الدينية المحضة إلى يومنا هذا ولا يجيد معرفتها إلا نفر قليل.

ومن ذلك نرى أن اللغة القبطية، وهي لهجة من اللغة المصرية، قد حفظت لنا مكتوبة بحروف يونانية، وتوجد لها أجرومية وقاموس باللغة العربية وباللغة اليونانية، وفي أواسط القرن السابع عشر فهم الأب اليسوعي «كرشر» أن اللغة القبطية تحفظ في ثناياها اللغة المصرية القديمة مكتوبة بحروف يونانية، وقد أخذ يقوم ببحوث علمية في هذه اللغة، غير أنه لما أراد أن يرجع باللغة القبطية إلى اللغة المصرية لم يفلح قط، وقد تساءل عن اللغة المصرية هل هي حروف، أو أصوات، أو معان؟ وكيف يمكن قراءتها؟

على أنه لم يصلنا من الأقدمين عن اللغة المصرية إلا تعاريف نادرة غامضة، والاسم نفسه «الهيروغليفية» ينبئ عن الغموض؛ إذ معناه «الكتابة المقدسة» كما قال «هيرودوت» و«ديودور».

وقد ذكر «كليمنت» الإسكندري الذي عاش في أواخر القرن الثاني الميلادي، أنه رأي بعض القوم يتكلمون اللغة المصرية ويكتبونها بالهيروغليفية، وقد أخبرنا «هيرودوت» ومن بعده «ديودور» أنه يوجد في مصر نوعان من الكتابة: أحدهما الكتابة المقدسة ولا يعرفها إلا الكهنة، والثاني الديموطيقية؛ أي لغة عامة الناس،

ولكن تفسير هذه الكتابات بقي سرًّا غامضًا إلى أن كشف صدفة أحد جنود «نابليون» حجر رشيد عام ١٧٩٩، وذلك أن الحملة الفرنسية التي قادها «نابليون» إلى وادي النيل لم يكن غرضها الوحيد الاحتلال العسكري، بل كان كذلك لبحوث علمية عن المدنية المصرية،

ولذلك جاءت معه طائفة من أهل العلم، وقد ساعدهم الحظ بأن كشف صدفة أحد ضباط المدفعية المسمى «بوشار» في أغسطس ١٧٩٩ أثناء الحفر في قلعة رشيد، قطعة من حجر البازلت منقوشة بثلاث كتابات مختلفة، كانت ثالثتها وهي السفلية بالنسبة للحجر مكتوبة باللغة الإغريقية. وعبارة الكتابة مرسوم ملكي أصدره بطليموس الخامس عام ١٩٦ق.م وقد ذكر في النص الإغريقي أنه نفس المتن المكتوب بالكتابتين الأخريين وهما الهيروغليفية «الكتابة المقدسة» والديموطيقية «كتاب الشعب».

ومن ذلك نرى أن حجر رشيد كان مكتوبًا بكتابتين مصريتين، وبِذَا يحتوي على مفتاح السر للكتابة الهيروغليفية؛ إذ إن معاني كل الكلمات المنقوشة على هذا الحجر موجودة في النص الإغريقي، وأول من حاول فك رموز هذا الحجر هو «سلفستر دي ساسي» عام ١٨٠٢، وكان عالمًا باللغة العربية، وقد كانت محاولته منصبة على القسم الديموطيقي ظنًّا منه لتشابه هذا الخط بالكتابة العربية الرقعة وجود علاقة بينهما. غير أن جهوده هو و«أكربلاد» لم تفلح إلا في معرفة خرطوش «بطليموس».

ومنذ عام ١٨١٤ حاول الدكتور «توماس ينج» الإنجليزي أن يحل رموز هذه اللغة من النص الهيروغليفي، وقد كان يعلم من جهود من سبقه أن الأسماء الملكية مثل بطليموس، لا بُدَّ أن تكون موضوعة داخل خراطيش، وعلى ذلك رتب العلامات التي وجدت في الخرطوش كحروف تمثل لفظة بطليموس، وقد توصل فعلًا لمعرفة مجموعة الحروف التي تكوِّن اسم بطليموس،

غير أنه لم يتمكن من معرفة الحروف الصوتية بالضبط التي تكوِّن هذا الاسم، ولذلك فإنه لما أراد أن يطبق الحروف الأبجدية التي استخلصها خطأ، لم يمكنه أن يصل إلى أية كلمة قبطية لها نطق مماثل.

وفي الوقت الذي كان يشتغل فيه الدكتور «توماس ينج» بهذا الموضوع، كان هناك شاب في مقتبل العمر اسمه «جان فرنسوا شمبليون» ١٧٩٠–١٨٣٢ يدرس علم التاريخ في جامعة «جرينوبل»، وقد أخذ على عاتقه حل رموز هذه اللغة، وقد كان مغرمًا منذ نعومة أظفاره بالتاريخ المصري، وقد تعلم كل ما تركه لنا السلف من العصور القديمة عن هذه اللغة واللغة القبطية أيضًا، وقد عرف من أعمال «دي ساسي» والدكتور «ينج» أن أسماء الأعلام الإغريقية يجب أن تكتب بحروف أبجدية مصرية، وعلى هذه القاعدة بنى أساس أبحاثه التي أخذت تسير في طريق النجاح منذ عام ١٨٢١.

وأول عمل قام به «شمبليون» في هذا الصدد أنه بحث موضوع اختلاف الكتابات المصرية القديمة، وبرهن أن الكتابة الهيراطيقية هي اختصار للكتابة الهيروغليفية، وعلى ذلك تكون الكتابة المصرية القديمة واحدة، غير أنها تكتب بثلاثة أشكال كاللغة العربية مثلًا، فهي تكتب بالرقعة والنسخ والثلث، وعلى ذلك لا بُدَّ أن يوجد في الكتابة الهيروغليفية كما في الديموطيقية إشارات لها قيمة صوتية وأبجدية.

وقد لاحظ «شمبليون» من جهة أخرى عندما كان يحسب الإشارات الهيروغليفية التي على حجر رشيد أنها أكثر في عددها من كلمات المتن الإغريقي المقابل، وعلى ذلك استخلص أن كل إشارة هيروغليفية لا تمثل فكرة ولا تمثل كلمة، وعلى هذا الأساس ابتدأ «شمبليون» في بحث خراطيش حجر رشيد ثانية،

وفي عام ١٨٢٢ وصلت إليه نسخة لخرطوشين جديدين قد نقشا على مسلة صغيرة، وجدت في «الفيلة»، وقد كان مكتوبًا على قاعدة هذه المسلة تقدمة باللغة الإغريقية لبطليموس وكليوبترة، وقد برهن «شمبليون» أن الخرطوش الأول من هذين الخرطوشين هو لبطليموس؛ إذ يشبه تمامًا خرطوش حجر رشيد، والثاني يجب أن يقرأ كليوبترة، وذلك أن هناك خمسة حروف مشتركة في كِلَا الاسمين: ب، ت، ل، و، ي.

والواقع أن هناك خمس إشارات متشابهة كل من موضعها المنطقي في كِلَا الاسمين الهيروغليفيين، ومن جهة أخرى فإننا لا نجد حرف «س» في اسم الملكة، على حين أنه يوجد فيه إشارات جديدة هي ق، أ، ر، ولا توجد في الملك بطليموس.

والخلاصة: حيث أن هناك إشارات متشابهة في هذين الاسمين، وتعبر في كل منهما عن نفس الصوت، فلا بد أن تكون حروفًا صوتية محضة، وقد مكث «شمبليون» بضعة أسابيع يطبق الحروف الأبجدية التي وجدها على كل أسماء البطالسة والقياصرة التي كانت موجودة في كتاب «وصف مصر»، الذي وضعته الحملة الفرنسية، فتوصل إلى قراءة ٧٩ خرطوشًا أخرى جديدة وصل في خلال قراءتها إلى معرفة حروف أبجدية جديدة، وبذلك أمكنه أن يعمل جدولًا بالحروف الأبجدية الصوتية.

وقد أثبت هذه النتيجة الباهرة في خطاب أرسله إلى «داسييه» أمين السر الدائم للمجمع العلمي الفرنسي في ٢٧ سبتمبر سنة ١٨٢٢، وفيه أعلن أنه يمكن قراءة الخراطيش الهيروغليفية.

على أنه إلى هذه اللحظة لم يكن قد تمكن إلا من قراءة أسماء الملوك الإغريق وقياصرة الرومان، والآن كيف يمكنه أن يحل رموز الكتابة في العصر الفرعوني وهي التي تحتوى على نفس العناصر الصوتية؟ على أنه قد أعلن في خطابه بأنه واثق من نجاحه قريبًا في قراءة خراطيش المصريين القدماء كما قرأ خراطيش البطالسة والقياصرة.

والواقع أن «شمبليون» قد وصلته نسخة من خراطيش مصدرها معبد أقدم من المعابد الإغريقية، وقد تعرف في أحد الخراطيش في نهاية الاسم على الإشارتين المقوستين، وكل منهما يمثل الحرف الأخير من اسم بطليموس الموجود على حجر رشيد فقرأهما س «س»، وفي أول الخرطوش نشاهد القرص المستدير، وهو الذي كان يرمز به للشمس، ويقرأ في المتون الإغريقية والقبطية بلفظة «رع»،

أما الإشارة المتوسطة فقد رآها «شمبليون» على حجر رشيد كما هي مكتوبة هنا ومتبوعة بحرف س، وتقابل في الإغريقية «يوم الولادة» للملك، فاستنتج أن هذه الكلمة التي ليست بحرف أبجدي تقابل الكلمة القبطية «مس»؛ أي يلد أو «مس»؛ أي طفل، فرتب «شمبليون» هذه العناصر مع بعضها، فأصبحت «رع-مس-سس» أي رعمسيس، وقد ذكر هذا الاسم «مانيتون» و«تاسيت» على أنه لم يتمكن من قراءة الاسم فحسب، بل فهم معناه وترجمه، فعلى حسب القبطية معناه: «رع» يلده؛ أي ابن «رع».

وقد تثبت من طريقته في الحال بقراءة الخرطوش الثاني؛ إذ وجد فيه أن الطائر «إبيس» قد حل محل رع في بداية الخرطوش السابق، وفيه الإشارتان التاليتان متفقتان في كِلَا الخرطوشين، ونحن نعلم في الإغريقية أن الطائر «إبيس» كان يرمز به للإله «تحوت» وعلى ذلك يجب أن يقرأ الخرطوش الثاني «تحوت-مس-س»، والواقع أن «مانيتون» قد ذكر لنا اسم الفرعون تحوتمس، وعلى حسب القبطية يفسر تحوت يلده أي: «ابن تحوت».

ومن ذلك الوقت فطنت عبقرية «شمبليون» إلى أن الكتابة التي على الآثار الفرعونية قبل العصر الإغريقي الروماني لم تكن حروفًا أبجدية محضة كما في خراطيش بطليموس وكليوبترة، ثم إنها لم تكن إشارات رمزية فحسب، كما كان يعتقد الناس من قبل، بل إنها في الواقع كانت تحتوى على:

(١)إشارات رمزية أو تصويرية مثل «رع» و«تحوت».
(٢)وإشارات صوتية قد تكون أحيانًا مركبة من مقطع مثل «مس»، وأحيانًا من حروف أبجدية مثل حروف «س».

والحقيقة أن الخطأ الذي وقع فيه أسلاف «شمبليون» والذي كان هو نفسه يشاركهم فيه إلى يوم وصوله إلى هذه الحقيقة، هو الاعتقاد بأن الكتابة الهيروغليفية أحيانًا تصويرية بأجمعها أو صوتية بأجمعها، ولكن الواقع أن نظام هذه الكتابة هو — كما شاهدنا — نظام مركب؛ إذ إنها كتابة تصويرية ورمزية وصوتية، ونشاهد ذلك في جملة واحدة، بل في كلمة واحدة كما سبق شرحه.

وبعد ذلك تقدم شمبليون في حل الرموز، فضرب فيها بسهم صائب، ووضع لها قاموسًا وأجرومية، ثم جاء إلى مصر، وقام فيها بسياحة علمية، ووضع مؤلفًا جمع فيه كثيرًا من النقوش المصرية سماه «آثار مصر وبلاد النوبة»، ولما عاد إلى بلاده عين أستاذً لكرسي الآثار المصرية، وقد أنشئ له خصيصًا في كلية فرنسا، ولكنه كان قد أنهكه النصب في عشرة الأعوام التي قضاها في البحث المضني مما قضى على صحته، فمات في ٤ مارس سنة ١٨٣٢ تاركًا وراءه للخلف من الباحثين أجروميته وقاموسه في اللغة المصرية القديمة.

وبعد أن وضع «شمبليون» النواة الأساسية لحل رموز اللغة، جاء بعده علماء من مختلف الجنسيات تقدموا كثيرًا في دراسة اللغة وعلم الآثار، ولم يقفوا عند حد دراسة الظاهر منها، بل قاموا بحفائر كشفت عن كثير من النقوش والآثار الجنازية، مما ساعد على فهم عصور التاريخ وحضارة المصريين، ولا تزال هذه الجهود رغم مضى أكثر من قرن عليها تتقدم من يوم إلى آخر، وما زالت هذه الحفائر والأبحاث تطالعنا كل يوم بمعلومات جديدة تزيد في معرفتنا عن تاريخ مصر، وتنير الكثير من عصورها الغامضة، كما أنه من شأنها أن تصحح الكثير من الأخطاء والنظريات التي أتى بها العلماء السابقون.

#دليل_مصر_التاريخي

مساء الخيرات من امام مدرسة السلطان قلاوون: بشارع المعز لدين الله - تصوير و مشاركة من أ. مريم ناصر

أنشأها السلطان المنصور سيف الدين قلاوون وبابها الرئيسي مقابل تربة السلطان الصالح نجم الدين الأيوبي يؤدي إلى مجاز طويل ينتهي ببابين يوصلان إلى القبة وقاعدتها، يقابلهما بابان يؤديان إلى المسجد والمدرسة.

وبنهاية المجاز من الجهة الغربية باب كان يؤدي إلى البيمارستان. ووجهة هذه المباني الجليلة تمثل منظراً رائعاً في العمارة المصرية يتوجه طراز مشحون بالآيات القرآنية وغيرها من الكتابات المثبتة لتاريخ البناء.

والقبة محمولة على أربعة أكتاف مربعة ذات أسفال مكسية بالفسيفساء، ويتوسط هذه الأكتاف أربعة أزواج من العمد الجرانيتية، تيجانها مذهبة وتحمل ثمانية عقود تحمل رقبة القبة والجدران مكسية بالرخام الدقيق. وأمام قاعة القبة توجد المدرسة بمحرابها البديع، وقد درس البيمارستان وحل محله مستشفى حديث.

استغرق بناء المجموعة حوالي 14 شهراً. فكان البدء في عمارتها في شهر ربيع الآخر سنة 683هـ 1283م، والفراغ منها في جمادى الأولى سنة 684هـ (1284م). وقد نقش على عتبة الباب الرئيسي ما نصه: " أمر بإنشاء هذه القبة الشريفة المعظمة والمدرسة المباركة والبيمارتسان المبارك مولانا الأعظم الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الصالحي.

وكان ابتداء عمارة ذلك في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، والفراغ منه في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وستمائة".

وقد نقش على باب القبة بما نصه: " أمر بإنشاء هذه القبة الشريفة المعظمة مولانا وسيدنا السلطان الأعظم الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الصالحي قسيم أمير المؤمنين أدام الله أيامه وحرس أنعامه ونشر في الخافقين ألويته وأعلامه. وكان ابتداء عمارتها في شوال سنة ثلاث وثمانين وستمائة والفراغ منها في صفر سنة أربع وثمانين وستمائة للهجرة المحمدية النبوية"

#دليل_مصر_التاريخي

أحد محاريب جامع الازهر بمتحف الفن بميدان باب الخلق بمدينة القاهرة - تصوير : أ. كريم الشافعي

تم عمله في عهد الإمام الآمر بأحكام الله سنة٥١٩ هجري/ ١١٢٥ميلادي وصنع هذا المحراب من خشب الشوح التركي وحشواته من خشب النبق وفي طرفيه عمودان يحملان لوحه قياسها 50 سم × 1.22 سم

نقش عليه نص من سته أسطر بخط الكوفي المزهر: بسم الله الرحمن الرحيم حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطي وقوموا لله قانتين إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا ،

مما أمر بعمل هذا المحراب المبارك برسم الجامع الازهر الشريف بالمعزية القاهرة سيدنا ومولانا المنصور أبي علي الآمر بأحكام الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلي آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين ابن الامام المستعلي بالله أمير المؤمنين ابن الامام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليهم اجمعين وعلي ابائهم الطاهرين بني الهداة الطاهرين وسلم تسليما الي يوم الدين في شهور سنه تسع عشرة وخمسمائة الحمد لله وحد

والمحراب مكون من قبلة من خشب النبق، على جانبيها عمودان ينتهي كل منهما بمحمل وبقاعدة رمانية الشكل، ويرتكز عليها عقد مدبب، ويحيط بالقبلة شبه إطار في كل من جانبيه الأيمن والأيسر أربع حشوات من خشب النبق، تشتمل على زخارف نباتية ووريقات ذات ثلاثة أو خمسة فصوص؛ حيث يعلو حنية المحراب حشوة خشبية مستطيلة،

حفر فيها شريط قوام زخارفه تفريعات نباتية تنبثق منها أوراق تشبه أنصاف المراوح النخيلية، كما زخرفت الحشوات الجانبية بتفريعات نباتية وأوراق شجر داخل جامات مستديرة،

ويحيط بهذه الحشوات إطار زخرفي يشبه الإطار الذي يعلو حنية المحراب، ويزين القواطيع الستة الأفقية الصغيرة التي تفصل بين الحشوات الجانبية زخارف نباتية من تفريعات وأوراق تشبه أنصاف المراوح النخيلية.

#دليل_مصر_التاريخي

تعرف على تفاصيل توظيف المباني التراثية بمنطقة باب العزب

تهدف الدراسة، محل مذكرة التفاهم لوضع المخطط العام والجدوى الاقتصادية بغرض عرضه على المجلس الأعلى للآثار لاعتمادها لخلق أول منطقة إبداع متكاملة في الشرق الأوسط وأفريقيا في قلب القاهرة التاريخية، بما لها من عمق ثقافي متفرد كأحد أهم مواقع التراث العالمي

وذلك من خلال توظيف المباني التراثية الموجودة داخل منطقة باب العزب كعناصر جذب هامة تستضيف بداخلها المكونات الأساسية لمنطقة الإبداع من محتوى تعليمي وإبداعي وحرفي وتجاري وترفيهي وترويجي لجذب الزائرين للمنطقة من داخل مصر وخارجها وتحفيز مخرجات الاقتصاد الإبداعي في مصر وربطه بالشبكات والأسواق العالمية.

المشروع سيتضمن ثلاثة محاور رئيسية: أولها مشروع حفظ مؤقت ودرء الخطورة عن المباني الموجودة عن طريق إزالة القمامة من المنطقة المحيطة وعزل الأرضيات مع إجراء بعض الترميمات الطفيفة على ضلفتي باب العزب وصيانة أحجار الحوائط لوقف تأكلها لحين البدء في مشروع ترميم متكامل لها، هذا بالإضافة إلى إجراء الإصلاحات اللازمة على العناصر الخشبية كالمشربيات والأبواب والنوافذ، وكذلك إصلاح بعض العناصر الحجرية والجصية.

أما المحور الثاني، يتضمن إعداد مشاريع ترميم متكاملة ومفصلة لباب العزب وثلاثة مباني حوله والساحة والسلالم الخارجية للباب، بحيث يشمل أيضا توثيق تاريخي وأثري كامل للمباني الأثرية بالمنطقة وهي باب العزب والسلالم ومنحدر النقل والتي تعود لعصر الوالي محمد على باشا والمبنى الهيكلي للباب الشمالي من القرن التاسع عشر والساحة والدرج ومبنى هيكلي من عصر الخديوي إسماعيل.

و إعداد دراسة كاملة عن طرق الحفاظ على تلك المباني والتنمية المستدامة حولها، بالإضافة إلى تقديم مقترحات لإعادة استخدام المنطقة والتكلفة المتوقعة.

أما عن المحور الثالث للمشروع، فسيشمل إقامة ورش عمل وندوات لإعداد خطة الحفاظ على تلك المباني بما يضمن صيانتها بصورة دورية كما هو متبع في كافة المشاريع التي تتم بمنطقة القاهرة التاريخية، وذلك عن طريق تكوين مجموعة من الكوادر الشابة من الأثريين والمرممين والمعماريين وخاصة قاطني المنطقة ليكونوا قادرين على تحقيق الهدف المرجو من المشروع بما يضمن الحفاظ على المنطقة وصيانتها وإعادة توظيفها.

الدراسة يقوم بها 8 مكاتب استشارية دولية ومصرية، المشروع يبني على الدراسات السابقة لمنطقة باب العزب التي قام بها عدد من خبراء التراث المصريين والمؤسسات الدولية خلال العقدين الماضيين.

الجدير بالذكر ان اعضاء اللجنة الدائمة وافقت على البدء في مشروع متكامل لدرء الخطورة عن المباني الأثرية بمنطقة باب العزب بقلعة صلاح الدين الأيوبي.

#دليل_مصر_التاريخي

من قصر الفريد شماس بمنطقة مصر الجديدة - تصوير و مشاركة من أ.أحمد ابو بكر

فى 19 يناير 1938 زينت واجهات القصر بالأنوار والرايات الملونة، استعدادا للزفاف، وقبلها كان أهالى مصر الجديدة يحتشدون امام القصر لرؤية العروس الملكية.

زفاف الملك فاروق من الملكة فريدة، "صافيناز ذو الفقار" واحد من أهم حفلات الزفاف الملكية التى أقيمت فى ذلك الوقت، حيث جاءت الفرق الموسيقية كى تحيى ليلة الزفاف

وقدمت الخيول العربية رقصاتها وقام أصحاب القصور المجاورة بتزيين قصورهم، لتخرج الملكة فريدة " صافيناز ذو الفقار " من قصر الفريد شماس إلى قصر القبة لتصبح ملكة يوم زفافها في 20 يناير 1938 ، ليعود القصر لصاحبه

#دليل_مصر_التاريخي

المحراب السادس الخاص بجامع أحمد ابن طولون بمدينة القاهرة - تصوير : د. محمد الباز

يوجد على يسار المحراب الكبير محراب جصي جميل حافل بالزخارف الجصية والكتابات النسخية ويرجع إلى القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي،

ويتألف من عقد مدبب تتكون زخارفه من شريط كتابي منفذ بالخط النسخي نصه في الشريط الذي يحيط بالعقد من الداخل' فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ' الآية 98 و جزء من الآية 99 من سورة الحجر،

وبتجويف المحراب من أعلي كتابة نصها 'رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ' جزء من الآية 99 من سورة الحجر، ويحيط بحنية المحراب شريط كتابي به الآية 150 من سورة البقرة يبدأ من الجهة اليمنى،

وقد تآكلت بداية ونهاية هذا الشريط، ونص ماتبقى منه: '............ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ'، ومن أعلى 'فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ'، ومن جهة اليسار: 'حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمـ .............'.

#دليل_مصر_التاريخب

من امام مدرسة الامير سنقر السعدى بشارع السيوفيه بمدينة القاهرة - تصوير و مشاركة من أ. محمد قمر

أنشأ هذه المدرسة الأمير شمس الدين سنقر السعدي سنة 715 ه / 1315 م أحد أمراء السلطان المملوكي البحري الناصر محمد بن قلاوون، وألحق بها قبة ضريحية، وتقع في شارع السيوفية بحي الخليفة بمدينة القاهرة،

ويذكر المقريزي أن سنقر السعدي ألحق بهذه المدرسة رباطاً للنساء. والباقي من المدرسة الآن واجهتها الشمالية الغربية المطلة على شارع السيوفية والإيوان الشمالي الغربي والقبة الضريحية،

وقد كشفت الحفائر التي أجرتها البعثة الإيطالية تحت مستوى أرض التكية المولوية عن بعض العناصر المعمارية التي تنتمي لهذه المدرسة

ويبدو أنه انتهى من بنائها سنة 721هـ/ 1321م كما يذكر التاريخ المدون على قبة الضريح، وتعلو مئذنة المدرسة كتلة المدخل، كما تظهر واجهة القبة الضريحية وواجهة الإيوان الشمالي الغربي من خلال هذه الواجهة المطلة على شارع السيوفية، كما تضم مسرحًا " السمعة خانه وحجرات لطلاب العلم ولذلك سُميت بالتكية المولوية.

#دليل_مصر_التاريخي

محراب لاجين بجامع أحمد ابن طولون بشارع الخليفه بمدينة القاهرة

هو المحراب الأيسر وعمله المنصور لاجين سنة 696هـ/ 1297م وكتب عليه بالخط الكوفي المزهر ما نصه:

"بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذا المحراب المبارك مولانا السلطان الملك المنصور حسام الدنيا والدين لاجين سلطان الإسلام والمسلمين".

#دليل_مصر_التاريخي