هذا جزء من كتاب تاريخ قبائل الأنصار في سائر البلدان والأقصار...
الجزء الخاص بمحافظة قنا في صعيد مصـر
محافظة قنا:
مدينة قنا تقع شرق النيل، وهي من أكبر المحفظات عدداً للسكان.
قال إبن دقماق:هي بلدة كبيرة في ضفة النيل الشرقية خرج منها جماعة من العلماء والرؤساء وأرباب المقامات وأحوال ومكاشفات جباتها عليها بهجة ووضاءة "أي الزوار" من كل الأقطار
ويقول الإدفوي: "قنا" وهي بقاف مكسورة ونون مخففة, وتشترك في النسبة مع " قنا" بضم القاف وتشديد النون, من نواحي النهروان ا.هـ.
ويلي "قنا" الصعيد " أبنود" ويليها " قفط" وقيل إنها كانت مدينة الإقليم أولاً.
حكى بعض المؤرخين, أن بجانب "فقط" قرية يقال لها "قوص" وأنها شرعت في العمارة, وشرعت " قفط" في الخراب, تاريخهُ سنة أربعمائة أو ما يقاربها.
وأخبرني خطيبها وغيره, أنه كان بها أربعون مسبكاً للسكر, وست معاصر للقصب, وبها قباب بأعالي دورها: قالوا: إن من ملك عشرة آلاف دينار, يجعل له قبة في داره.
وقال: كورة "قفط " ويليها " قوص": وهي مدينة العمل الآن, قيل سميت باسم رجل, يقال له: قوص بن قفط بن إخميم بن سفاف بن إشمن بن منف, وقال ابن لهيعة أشمن بن مصر, وهي باب مكة, واليمن, والنوبة, وسواكن, والبالة)ا.هـ.
ويقول الرحالة إبن جبير في كتابه
إنها مدينة حفيلة الأسواق, متسعة المرافق, كثيرة الخلق, لكثرة الصادر والوارد من الحجاج, والتجار اليمنيين, والهنديين, وتجار أرض الحبشة، لأنها محط للرجال, ومجتمع الرفاق, وملتقى الحجاج المغاربة, والمصريين والإسكندريين, ومن يتصل بهم, ومنها يفوزون بصحراء عيذاب, وإليها انقلابهم في صدرهم من الحج)ا.هـ.
وقال الأدفوي:
(وشرق " قوص" العباسةُ وشرقي "العباسة" قرية يقال لها "مسجد النبي" وتسمى "أطسا").
ومن قرى ومراكز محافظة قنا, من الشمال إلى الجنوب هي: سمهود- أبو طست- بهجور- فرشوط - نجع حمادي- هو- دشنا- السمطا- قفط- قوص- الخطارة- الحراجية- ابنود- قمولا – الأقصر- أرمنت- إسنا- الحلة- الكلابية..
بعد إن نقلنا نبذة مبسطة عن محافظة قنا, وهي محافظة كبيرة, ويغلب على سكانها من آل البيت الطاهرين, والسبب في ذلك, لأنها كانت وقف للشريف جماز أبي نمى الأول, بجلب منها الثمارات إلى أرض الحجاز, حتى العالم إبن فهد الهاشمي كان والده في مصر, وقدم إلى مكة كما ذكر ذلك أبن فهد في كتابه....
ومحافظة قنا, حظيت بشيء من الأهتمام والإحترام من الملوك للأسرة الشريفة وعند ذهابي إلى قنا, كان في أستقبالي أنا وأخي العمدة إبراهيم, الكابتن عبد الباسط القاضي من سكان قنا - مركز "فرشوط" أو "فرجشوط" يقلب الشين إلى جيم أحياناً, عند أهل قنا.
والكابتن عبد الباسط جده العلامة عبد الرحيم من أنصار فرشوط, كما ذكر ذلك صاحب الكتاب
قال:أعلم أن من ذرية المترجم "يوسف عبد الجواد الأنصاري أنصار فرجوط "فرشوط" المشهورين عند أنصار جرجا أبناء عمهم, بأسرة (عائلة) أبي ظهر وبعض من ذريته موجود الآن في جرجا, وأول من انتقل من الأنصار من جرجا إلى فرشوط, القاضي عبد الرحيم الشافعي بن أحمد بن محمود بن محمد ويلقب بأبي ظهر بن يوسف صاحب المؤلفات الشهيرة بن عبد الجواد الكبير الأنصاري شارح متن سيدي خليل بن إسحاق, انتقل منها إليها قاضياً) ا.هـ.
استضافنا في منزله بفرشوط, ومن خلالها تعرفنا على أسر الأنصار, الموجودة في محافظة قنا, مبتدياً بعائلتهم, وعائلة القاضي في فرشوط يتفرع إلى عدة فخوذ وهي (محمد العجوز- الأمير- عبد الله- عبد الغني- محمد الأنصاري) وجميع هذه الفخوذ تسكن فرشوط.
وبجوارهم عائلة القاضي القطري, ولكن نسبه يختلف عن عائلة القاضي عبد الرحيم, وهم أبناء القاضي حمد بن حمد بن علي بن القاضي محمد القطري الساعدي الأنصاري, من ذرية الصحابي الجليل (سعد بن عبادة).
وهي متزاوجة مع عائلة القاضي النجاري, تكاد أن تكون اسرة واحدة, لا تستطيع التفريق بينهم, إلا بعد التحقيق, والتدقيق.
وأصل هذه الأسرة قدم جدهم حمد بن علي القطري قاضياً من مدينة "هو"
يقول: على مبارك: في كتابه([5]) عن مدينة هو)
(إن اليونانيين كانوا يسمونها "ديوسبوليس بروا" يعني طيبة الصغرى, وإنها تعرف أيضاً باسم "هم") أ.هـ.
يقول بن حوقل: في كتابه([6]) (المسالك والممالك) أو (صور الأرض) ص1/150.
(إن ماء مصر, أشد عذوبة وحلاوة وبياضاً, من سائر أنهار الإسلام).
ثم علق الأدقوي: في كتابه: (أضواء الطالع السعيد) ص 25 على المقولة وقال: (فإذا كان كما قال, فماء إقليم قوص, أجمع لهذه الصفات: سألت الحكيم الفاضل السديد الدمياطي عن ماء قوص, كم بينه وبين ماء مصر في التفاوت؟ فقال: "انتهيت في السفر في الوجه القبلي إلى (هوّ) وبين مائها وماء مصر كماء بسكرٍ وماء صرف" فإذا تأملت ماء اسوان, كان بينه وبين ماء" هوّ" فرق ظاهر, وفيه من الحسن شدة برده في الصيف, بحيث يصير كأنه ماء فيه ثلج)ا.هـ.
وعائلة القاضي حمد القطري, تم انتقالها من (هوّ) إلى فرشوط في عام 1300هـ وأصبحت ذريته موجودة في فرشوط, وهي تتفرع إلى عدة فخوذ وهي: (آل شمس الدين- آل سعد الدين – آل مصطفى) والأصل لا زال متواجد في قرية "هوّ" التابع لمركز نجع حمادي, ويقال لهم (الحمّادية) والله أعلم.
ثم بعد ذلك جاءنا الباحث الأستاذ سعيد محمد عبد الله, من أهل الخطارة, واجتمع معنا عند الكابتن عبد الباسط القاضي, الذي له وقفات للأنصار, هي محل للإشادة بها فعندما أقدم رجل من أهل فرشوط من غير الأنصار لعمل جمعية وسماها جمعية (عرب الأنصار) ذهب إليه الكابتن العميد عبد الباسط سأله, هل أنت من الأنصار فأجاب الرجل قائلا: لا: قال له الكابتن عبد الباسط, لماذا كتبت الجمعية باسم الأنصار؟ أجاب الرجل: يحق لأي إنسان أن يكتب جمعية (عرب الأنصار) فقال له: الكابتن عبد الباسط, لا يحق أن يتسمى بهذا الاسم, إلا رجل من الأنصار طال الجدال بين الرجل والكابتن عبد الباسط القاضي الأنصاري، فتقدم الكابتن عبد الباسط إلى القضاء, رافعاً الدعوى إلى القاضي.
وبعد أيام, طلب القاضي الرجل بالمحكمة, فأجابه سائلاً, هل أنت من الأنصار؟ قال: لا.
فقال القاضي, كيف كتبت الجمعية باسم الأنصار, فقال الرجل: هذا اسم يحق لكل مسلم أن يتسمى به, ثم سأل القاضي, الكابتن عبد الباسط عن الدعوى, فقال أنا رجل من الأنصار, ولدى وثائق وحجج قديمة, فأنا أولى به منه, فحكم القاضي على الرجل بعدم كتابة اسم الأنصار أو الخزرج, وانتهت الدعوى.
يقول الكابتن, هذه القضية الأولى من نوعها في مصر, لم تحدث عبر التاريخ في الصعيد, مما سبب خوفاً لدى بعض العوائل, في كتابة الأنصاري أو الخزرجي وبذلك حافظ الكابتن على اسم الأنصاري والخزرجي في محافظة قنا, وتوجد بالصعيد جمعيات كثيرة للأنصار, لا نستطيع ذكرها بالتفصيل لأن المقام لا يسمح.
نعود إلى اللقاء الذي تم مع الباحث الأستاذ سعيد محمد عبد الله, قال إن لديه بحثاً كاملاً, عن الأسر المتواجدة في محافظة قنا, وقال سوف أجمع الباحثين من كل أسرة باحث في منزلي, وعمل لنا حفلة كبيرة, استدعي الأسر الأنصارية, من مدينة قوص محمد السنجق, ودشنا, وقفط, والأقصر, وارمنت, وإسنا وكان الحضور كبيراً, ومن هذه الشخصيات, الدكتور صبري الأنصاري عميد كلية التربية بجامعة الوادي الجديد, والمقدم محمد علي الطيب من عائلة جاد الرب والأستاذ عمر عليوي البقري, والكابتن عبد الباسط القاضي, ورأفت القاضي ورؤوساء الجمعيات في محافظة قنا, وأخذنا المعلومات عن هذه العوائل, وإليك التفصيل, من شمال قنا, إلى جنوبها, مع توضيح السيرة الذاتية لكل من علمائهم, مع ذكر ذرياتهم, وأماكن إقامتهم.
وقبل كتابة العوائل الأنصارية اليوم, نذكر العلماء الذين كانوا متواجدين في هذه المدن التابعة لمحافظة قنا, ومن هؤلاء العلماء:
1ـ العلامة علي بن محمد بن محمد بن النعمان نور الدين بن كريم الدين بن الزين الأنصاري الهوى نسبة " لهو" ولد في (740هـ).
2ـ الشاعر حسين بن عبد الرحيم بن علي الخطيب الخزرجي الأنصاري القفطي توفي بفقط سنة (1321هـ) من ذرية الصحابي أبي طلحة زيد بن سهل النجاري الخزرجي من عائلة الخطبا في فقط.
3ـ عبد الجواد بن شعيب بن أحمد الأنصاري القنائي له عدة مؤلفات توفي سنة (1073هـ).
4ـ عبد الغفار بن أحمد بن عبد المجيد الأنصاري القوصي أصله من الأقصر له عدة مؤلفات توفي سنة 708هـ.
5ـ العلامة إسماعيل بن حامد عبد الرحمن بن المرحى بن المؤمل بن محمد علي بن إبراهيم من ذرية سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي القوصي ولد بقوص سنة (574هـ) 653هـ له عدة مؤلفات.
6ـ الحسن بن محمد بن صارم بن مخلوف الأنصاري القوصي ولد سنة (610هـ)
7ـ العلامة أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن يوسف بن عبد المنعم النجاري الأنصاري القنائي المولد والمنشأ والوفاة كان شيخا له رياسة ببلد قنا توفي سنة 709هـ.
8 ـ عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك الأنصاري الأرمنتي كان فقيهاً ومفتياً وكان شاعراً.
9ـ علي بن هبة الله حسن بن هبة الله بن جعفر أبو الحسن الأنصاري الأرمنتي كان فاضلاً وأديباً توفي ببلدة سنة (645هـ).
10ـ عمر بن محمد بن أحمد الأنصاري ينعت بالبهاء الأرمنتي تولى الحكم بإسنا وإدفو ودرس بالمدرسة السيفية بأسوان سنة 667هـ
11ـ محمد بن أحمد القرطبي القنائي نشأ بقنا وتوفي بها وله مؤلف التاريخ في عدة مجلدات وكانت له رياسة ووجاهة توفي سنة (693هـ).
بعد أن كتبنا عن هؤلاء العلماء, نذكر مواطن ذرياتهم وهي:
مركز دشنا:
مدينة تقع شرق نهر النيل، ومن هذه العائلات:
1ـ عائلة الفجيري: وهم يسكنون قرية (أبو دياب غرب).
وتوجد بعض العائلات لكن لم أستطع ذكرها إلا بعد التحقيق والتدقيق بسبب التداخلات، ولعلنا نستدرك ذلك في الطبعات القادمة إذا اتضحت الرؤية.
2ـ عائلة الشيخ رسلان والشيخ عبد الكريم وهم يسكنون قرية قاو بحري.
مركز قنا:
1ـ عائلة حسب الله.
2ـ عائلة آل منصور.
3ـ عائلة التروسة وتسكن (قرية الجبلاو).
4ـ عائلة الشيخ محمود، تسكن قرية أبنود.
5ـ عائلة المعمارنة، تسكن قرية كرم عمران (العمارنة).
6ـ عائلة أبو نصر، تسكن قرية الكلاحين.
7ـ عائلة العمرانية الخواجه.
8ـ عائلة السنجق، يسكنون دشنا.
مركز قفط: وهي تقع شرق نهر النيل.
1ـ عائلة عرمان، يسكنون قرية الحراجية.
2ـ عائلة الخطبا يسكنون مدينة قفط.
3ـ عائلة القويضي.
مركز قوص: وهي تقع شرق نهر النيل.
1. عائلة الشيخ الطواب، يسكنون مدينة قوص.
2. عائلة آل منصور.
3. عائلة آل سيو.
4. عائلة حامد، يسكنون قرية الكرانية.
5. عائلة سند يسكنون قرية الكرانية أيضا.
6. عائلة حمد، يسكنون قرية الكرانية أيضا.
7. عائلة ريان، يسكنون قرية الكرانية أيضا.
8. عائلة مبارك (الأمير كاب)
مركز نقادة: الخطارة وهي تقع غرب نهر النيل.
1. عائلة الحمادية.
2. عائلة العقوبات.
3. آل أيوب.
4. آل صلاح الدين.
5. آل شعلان.
6. آل جاد الرب موسى.
7. آل عبد العال.
8. الخطبا.
9. الشيخ رسلان.
مركز الأقصر:
وهي مدينة ذات آثار فرعونية قديمة يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم، وهي مدينة الفراعنة.
1) عائلة الشيخ الطواب.
2) عائلة الشيخ مصطفى.
3) عائلة آل يونس أصلهم من أسوان.
4) عائلة الحاج صبري، أصلهم من الخطارية بأسوان.
5) عائلة الأمير كاب (مبارك).
6) عائلة الخطبا.
مركز أرمنت: وهي مدينة تقع غرب نهر النيل.
1) عائلة محمود بك.
2) عائلة سعيد.
3) عائلة أبو الدهب.
4) عائلة أبو هاشم.
5) عائلة السواطية.
مركز إسنا: وهي تقع شرق نهر النيل.
1) عائلة الرواشد.
2) عائلة موسى بن عمران.
3) عائلة وهب بن عمران.
4) عائلة القراعاب العمرانية.
5) عائلة العطاطلة.
6) عائلة عبد المولى.
7) عائلة عبد الباقي.
عائلة أبو الروح.
9) عائلة العواضاب والعجاجين.
مركز دشنا:
1) عائلة الخليصي.
2) عائلة السعدني.
3) عائلة سبحات.
4) عائلة عبد الباري، وهي من عائلة النجاجرة بصعايدة كلح الجبل.
لو نظرنا إلى هذه العائلات الأنصارية نجدها تنتمي إلى أوسيين وخزرجيين، ولكن لوجود تداخل في بعضهم البعض لم نستطع التفريق بدقة، كما أن البعض منهم ذابوا في قبائل أخرى مثل الهواري.
ومن هذه العائلات النجمية التي دخلت في حلف الهواري، ومن أسباب تكوين هذا الحلف هو محاربة المماليك حكام مصر في القرن الثامن والتاسع الهجريين بقيادة (شيخ العرب همام) شيخ قبيلة الهمامية.