تاريخ الأنصار قديماً :-
قبيلتهم الأنصار(الأوس والخزرج) في الجاهلية والإسلام ، يتفق المؤرخون على أن هاتين القبيلتين قحطانيتان هاجرتا ، في القرن الثالث الميلادي ، وكان الموطن الأصلي اليمن مملكة سبأ بسد مأرب (المرحلة الأولى) وإثر حادثة (سيل العرم) وخراب مأرب هاجروا إلى يثرب ( المدينة المنورة) (المرحلة الثانية) وكانت لهم أيام لم تحفظ وقد نشبت حروب طويلة بين الأوس والخزرج في الجاهلية ،منها يوم بعاث ويوم الدرك ووقعة كانت بينهم في الحديقة ويوم الربيع , ونلاحظ أيضا أن الأوس والخزرج لم تكونا قبليتين عندما نزحوا من اليمن إلى الحجاز بعد تصدع سد مأرب وإنما كانوا قبيلة واحده هي الخزرج ، وكان الأوس فرعاً من
الخزرج، وهم الأوس بن جشم بن الحارث ، فوقع الخلاف بين الأوس والخزرج، وانفصل الأوس بن جشم وانضم إليهم إخوتهم عبد الأشهل بن جشم وزعوراء وهم أهل راتج وعمرو والحريش . وكانوا بنو زعوراء بن عبد الأشهل قبيل قوي محارب ، حضر به جانب الأوس وقوي أمرهم أمام الخزرج ، وأنضمم إليهم اليهود أحياناً . وخاصة في معركة
بعاث، فانتصر الأوس على الخزرج ، وأسرع الخزرج إلى مكة لطلب الحلف، وقد تلاشت هذه الخلافات كلها بعد الإسلام ، وقد اشتركوا في العهد الذي تعاهدوا عليه لحماية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد منَ الله على هاتين القبيلتين إذ جعلهم الأنصار الذين اعتمد عليهم الرسول الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نشر هذه الرسالة السماوية العظيمة وألف بين قلوبهم بعد هذه السنوات الطويلة من الحروب التي كادت أنْ تفنيهم وجعلهم إخواناً , فبعد أن بايع أشراف الأنصار الرسول الكريم في بيعة العقبة الأولى والثانية على الحماية والنصرةَ ودعوة الهجرة إلى يثرب وبعد هذه الهجرة النبوية المباركة تحولت حروب هاتين القبيلتين من حروب قبلية تعتمد على التعصب كله فتحولت هاتان القبيلتان إلى قبيلة جديدة موحدة سماهم الله من فوق سبع سموات بالأنصار ، ومنّ الله عليهم بالفضل الكبير واختار من رجالها الشهداء الذين كانوا يموتون بين يدي رسول الله لنصرته ونصرة دينه الحنيف ، ولقد أحس الأنصار أن الله سبحانه وتعالى وهبهم بالإسلام نعمة كبرى ، وأن عليهم أن يقابلوا هذه النعمة الكبرى بان يهبوا وجودهم معركته الكبرى مع الكفر وأهله ، ولا غرابه والحالة هذه أن نجد أن حوالي نصف الأنصار وحلفائهم قد استشهدوا في مغازي الرسول وحروب الردة وفتوحات الإسلام .
رحم الله الأنصار فقد كانوا نعمة على الإسلام ، وكان الإسلام نعمة عليهم ، ولقد قدموا أرواحهم للإسلام طائعين مختارين ، وكان لهم دور عظيم في بناء أمة الإسلام الأولى وفي الجهاد وصدقوا ونصحوا وأخلصوا واستشهد الكثير جدا منهم ،ولكن أبناءهم وأحفادهم ظلوا بعد ذلك يحملون ذكرى الأنصار في عالم الإسلام كله في كافة عصوره ، وعندما تجلى فضل الأنصار وما بدا من إخلاصهم وصدق إيمانهم واستعدادهم الكامل للبذل والتضحية في سبيل الإسلام وجماعته ، كرمهم الله في القرآن الكريم بآيتين من سورة الأنفال . فقد جاء في الآية 72 في تلك السورة ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ) وجاء في الآية 74 من نفس السورة ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم ) وقد اقتصرت تسمية الأنصار على الأوس والخزرج وأوليائهم من أهل المدينة . أما لفظ المهاجرين فقد شمل القريشيين والمكيين وغيرهم ممن هاجر إلى المدينة وأسلم ودخل في أمة الإسلام .
المصدر كتاب (عرب ساحل الخليج )بحث واعداد / سعود بن عبدالعزيز آل رافع الأنصاري
ذكر نسب الأنصار وهم الأوس والخزرج: ، والأوس : الذئب والعطية أيضا ، والخزرج : الريح الباردة ولا أحسب الأوس في اللغة إلا العطية خاصة وهي مصدر أسته وأما أوس الذي هو الذئب فعلم كاسم الرجل وهو كقولك : أسامة في اسم الأسد . وليس أوس إذا أردت الذئب كقولك : ذئب وأسد ، ولو كان كذلك لجمع وعرف - قال - كما يفعل بأسماء الأجناس ولقيل في الأنثى : أوسة كما يقال ذئبة وفي الحديث ما يقوي هذا ، وهو قوله عليه السلام " هذا أويس يسألكم من أموالكم " فقالوا : " لا تطيب له أنفسنا بشيء " ولم يقل هذا الأوس فتأمله وليس أوس على هذا من المسمين بالسباع ولا منقولا من الأجناس إلا من العطية خاصة وفيه عمرو ، وهو مزيقياء لأنه - فيما ذكروا - كان يمزق كل يوم حلة . ابن عامر وهو ماء السماء . ابن حارثة الغطريف بن امرئ القيس وهو البهلول بن ثعلبة الصنم بن مازن السراج ابن الأسد ويقال لثعلبة أبيه الصنم وكان يقال لثعلبة ابن عمرو جد الأوس والخزرج : ثعلبة العنقاء وكأنهم ملوك متوجون ومات حارثة بن ثعلبة العنقاء والد الأوس والخزرج بالمدينة بعد ظهورهم على الروم بالشام ومصالحة غسان لملك الروم ، وكان موت حارثة وجذع بن سنان من صيحة كانت بين السماء والأرض سمع فيه صهيل الخيل وبعد موت حارثة كان ما كان من نكث يهود العهود حتى ظهرت الأوس والخزرج عليهم بمن استنصروا به من ملوك جفنة ويقال في الأسد الأزد بالسين والزاي واسمه الازدراء بن الغوث . قاله وثيمة بن موسى بن الفرات . وقال غيره سمي أسدا لكثرة ما أسدى إلى الناس من الأيادي . ورفع في النسب إلى كهلان بن سبأ ، وكهلان كان ملكا بعد حمير ، وعاش - فيما ذكروا - ثلاثمائة سنة ثم تحول الملك إلى أخيه حمير ، ثم في بنيهم وهم وائل ومالك وعمرو وعامر وسعد وعوف .
وذكر لطمة ولد عمرو بن عامر لأبيه وأنه كان أصغر ولده . قال المسعودي : واسمه مالك وقال غيره ثعلبة . وقال ويقال إنه كان يتيما في حجره . وقول حسان
ما سألت فإنا معشر أنف
الأسد نسبتنا ، والماء غسان
يا أخت آل فراس إنني رجل
من معشر لهم في المجد بنيان
واشتقاق غسان اسم ذلك الماء من الغس وهو الضعيف كما قال
غس الأمانة صنبور فصنبور
ويروى غسي ، ويقال للهر إذا زجر غس بتخفيف السين قاله صاحب العين . والغسيسة من الرطب التي يبدؤها الإرطاب من قبل مغلاقها ، ولا تكون إلا ضعيفة ساقطة . سبأ وسيل العرم :
قبيلتهم الأنصار(الأوس والخزرج) في الجاهلية والإسلام ، يتفق المؤرخون على أن هاتين القبيلتين قحطانيتان هاجرتا ، في القرن الثالث الميلادي ، وكان الموطن الأصلي اليمن مملكة سبأ بسد مأرب (المرحلة الأولى) وإثر حادثة (سيل العرم) وخراب مأرب هاجروا إلى يثرب ( المدينة المنورة) (المرحلة الثانية) وكانت لهم أيام لم تحفظ وقد نشبت حروب طويلة بين الأوس والخزرج في الجاهلية ،منها يوم بعاث ويوم الدرك ووقعة كانت بينهم في الحديقة ويوم الربيع , ونلاحظ أيضا أن الأوس والخزرج لم تكونا قبليتين عندما نزحوا من اليمن إلى الحجاز بعد تصدع سد مأرب وإنما كانوا قبيلة واحده هي الخزرج ، وكان الأوس فرعاً من
الخزرج، وهم الأوس بن جشم بن الحارث ، فوقع الخلاف بين الأوس والخزرج، وانفصل الأوس بن جشم وانضم إليهم إخوتهم عبد الأشهل بن جشم وزعوراء وهم أهل راتج وعمرو والحريش . وكانوا بنو زعوراء بن عبد الأشهل قبيل قوي محارب ، حضر به جانب الأوس وقوي أمرهم أمام الخزرج ، وأنضمم إليهم اليهود أحياناً . وخاصة في معركة
بعاث، فانتصر الأوس على الخزرج ، وأسرع الخزرج إلى مكة لطلب الحلف، وقد تلاشت هذه الخلافات كلها بعد الإسلام ، وقد اشتركوا في العهد الذي تعاهدوا عليه لحماية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد منَ الله على هاتين القبيلتين إذ جعلهم الأنصار الذين اعتمد عليهم الرسول الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نشر هذه الرسالة السماوية العظيمة وألف بين قلوبهم بعد هذه السنوات الطويلة من الحروب التي كادت أنْ تفنيهم وجعلهم إخواناً , فبعد أن بايع أشراف الأنصار الرسول الكريم في بيعة العقبة الأولى والثانية على الحماية والنصرةَ ودعوة الهجرة إلى يثرب وبعد هذه الهجرة النبوية المباركة تحولت حروب هاتين القبيلتين من حروب قبلية تعتمد على التعصب كله فتحولت هاتان القبيلتان إلى قبيلة جديدة موحدة سماهم الله من فوق سبع سموات بالأنصار ، ومنّ الله عليهم بالفضل الكبير واختار من رجالها الشهداء الذين كانوا يموتون بين يدي رسول الله لنصرته ونصرة دينه الحنيف ، ولقد أحس الأنصار أن الله سبحانه وتعالى وهبهم بالإسلام نعمة كبرى ، وأن عليهم أن يقابلوا هذه النعمة الكبرى بان يهبوا وجودهم معركته الكبرى مع الكفر وأهله ، ولا غرابه والحالة هذه أن نجد أن حوالي نصف الأنصار وحلفائهم قد استشهدوا في مغازي الرسول وحروب الردة وفتوحات الإسلام .
رحم الله الأنصار فقد كانوا نعمة على الإسلام ، وكان الإسلام نعمة عليهم ، ولقد قدموا أرواحهم للإسلام طائعين مختارين ، وكان لهم دور عظيم في بناء أمة الإسلام الأولى وفي الجهاد وصدقوا ونصحوا وأخلصوا واستشهد الكثير جدا منهم ،ولكن أبناءهم وأحفادهم ظلوا بعد ذلك يحملون ذكرى الأنصار في عالم الإسلام كله في كافة عصوره ، وعندما تجلى فضل الأنصار وما بدا من إخلاصهم وصدق إيمانهم واستعدادهم الكامل للبذل والتضحية في سبيل الإسلام وجماعته ، كرمهم الله في القرآن الكريم بآيتين من سورة الأنفال . فقد جاء في الآية 72 في تلك السورة ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ) وجاء في الآية 74 من نفس السورة ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم ) وقد اقتصرت تسمية الأنصار على الأوس والخزرج وأوليائهم من أهل المدينة . أما لفظ المهاجرين فقد شمل القريشيين والمكيين وغيرهم ممن هاجر إلى المدينة وأسلم ودخل في أمة الإسلام .
المصدر كتاب (عرب ساحل الخليج )بحث واعداد / سعود بن عبدالعزيز آل رافع الأنصاري
ذكر نسب الأنصار وهم الأوس والخزرج: ، والأوس : الذئب والعطية أيضا ، والخزرج : الريح الباردة ولا أحسب الأوس في اللغة إلا العطية خاصة وهي مصدر أسته وأما أوس الذي هو الذئب فعلم كاسم الرجل وهو كقولك : أسامة في اسم الأسد . وليس أوس إذا أردت الذئب كقولك : ذئب وأسد ، ولو كان كذلك لجمع وعرف - قال - كما يفعل بأسماء الأجناس ولقيل في الأنثى : أوسة كما يقال ذئبة وفي الحديث ما يقوي هذا ، وهو قوله عليه السلام " هذا أويس يسألكم من أموالكم " فقالوا : " لا تطيب له أنفسنا بشيء " ولم يقل هذا الأوس فتأمله وليس أوس على هذا من المسمين بالسباع ولا منقولا من الأجناس إلا من العطية خاصة وفيه عمرو ، وهو مزيقياء لأنه - فيما ذكروا - كان يمزق كل يوم حلة . ابن عامر وهو ماء السماء . ابن حارثة الغطريف بن امرئ القيس وهو البهلول بن ثعلبة الصنم بن مازن السراج ابن الأسد ويقال لثعلبة أبيه الصنم وكان يقال لثعلبة ابن عمرو جد الأوس والخزرج : ثعلبة العنقاء وكأنهم ملوك متوجون ومات حارثة بن ثعلبة العنقاء والد الأوس والخزرج بالمدينة بعد ظهورهم على الروم بالشام ومصالحة غسان لملك الروم ، وكان موت حارثة وجذع بن سنان من صيحة كانت بين السماء والأرض سمع فيه صهيل الخيل وبعد موت حارثة كان ما كان من نكث يهود العهود حتى ظهرت الأوس والخزرج عليهم بمن استنصروا به من ملوك جفنة ويقال في الأسد الأزد بالسين والزاي واسمه الازدراء بن الغوث . قاله وثيمة بن موسى بن الفرات . وقال غيره سمي أسدا لكثرة ما أسدى إلى الناس من الأيادي . ورفع في النسب إلى كهلان بن سبأ ، وكهلان كان ملكا بعد حمير ، وعاش - فيما ذكروا - ثلاثمائة سنة ثم تحول الملك إلى أخيه حمير ، ثم في بنيهم وهم وائل ومالك وعمرو وعامر وسعد وعوف .
وذكر لطمة ولد عمرو بن عامر لأبيه وأنه كان أصغر ولده . قال المسعودي : واسمه مالك وقال غيره ثعلبة . وقال ويقال إنه كان يتيما في حجره . وقول حسان
ما سألت فإنا معشر أنف
الأسد نسبتنا ، والماء غسان
يا أخت آل فراس إنني رجل
من معشر لهم في المجد بنيان
واشتقاق غسان اسم ذلك الماء من الغس وهو الضعيف كما قال
غس الأمانة صنبور فصنبور
ويروى غسي ، ويقال للهر إذا زجر غس بتخفيف السين قاله صاحب العين . والغسيسة من الرطب التي يبدؤها الإرطاب من قبل مغلاقها ، ولا تكون إلا ضعيفة ساقطة . سبأ وسيل العرم :