وولد سليم بْن مَنْصُور : بُهْثَة بْن سُليم ، وأمه العَصْماء بِنْت بُهثة بْن غَنمْ بْن غني.
فولد بُهثة : سُليم ، وهم فِي بني عامر بْن رفاعة بْن الحارث بْن بُهثة بْن سُليم ، وامرأَ القيس بْن بهثة ، وعوف بْن بهثة ، وكان كاهنًا ، وثعلبة بْن بهثة ، ومعاوية بْن بهثة ، وأمهم هند بِنْت مازن بْن مَنْصُور.
فولد امرؤ القيس بْن بُهثة : خفاف بْن امرئ القيس ، وتيم بْن امرئ القيس وهو بَهْز ، وأمهم مارية بِنْت الجُعَيد العبدية.
فولد خُفاف : عَميرة ، وعصية بْن خفاف ، وناصرة بْن خُفاف ، ومالك بْن خُفاف ، وأمهم سلمى بِنْت زَيْد بْن ليث بْن قضاعة.
فولد عَميرة : كعب بْن عَميرة ، وسلمة بْن عَميرة ، ومرة بْن عَميرة ، وأمهم ليلى بِنْت المصلات من جُهينة.
ومنهم : بشر بْن قيس بْن مالك بْن أَبِي نُميلة بْن كعب بْن عَميرة ، الَّذِي يَقُولُ لَهُ : خفاف بْن نُدْبةَ : ومَيْتٌ بالجناب أَثَلّ عرشي كصخر أَوْ كعمرو أَوْ كبشر يعني : عَمْرو بْن الشريد ، وصخر بْن عَمْرو ، وابنه مالك بْن بشر ، الَّذِي يَقُولُ لَهُ : الْعَبَّاس بْن مرداس السلمي : فليأتينكم ابْنُ قيلة مالك بالخيل تردى والرجال غضاب وقيلة أمّه ابْنَة الحارث بْن عُجْرة بْن عَبْد اللَّه بْن يقظة بْن عُصيَّة .
وعبد اللَّه بْن كامل بْن حبيب بْن عَمْرو بْن رئاب بْن مرة ، الَّذِي يَقُولُ وكان من غزاة الشام ، وشهد يَوْم مرج الصُفر ، فَقَالَ : شهدتْ قبائل مالكٍ وتَغَيَّبَتْ عني عَميرةُ يَوْم مرج الصُفَّرِ يعني : مالك بْن يقظة بْن عصية بْن خُفاف.
ومنهم : الفُجاءة ، وهو بَحير بْن إياس بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد ياليل بْن سَلَمة بْن عَميرة.
قَالُوا : أتى الفجاءة أبا بَكْر رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ ، فَقَالَ لَهُ : " احملني وَقَوِّني أقاتل المرتدين.
فحمله وأعطاه سلاحًا ، فخرج يعترض النَّاس ، فيقتل المسلمين والمرتدين ، وجمع جمعًا ، فكتب أَبُو بَكْر إلى طريف بْن حاجرة يأمره بقتاله فقاتله ، وأسره ابْنُ حاجرة ، فبعث بِهِ إلى أَبِي ، بكر فأمر أَبُو بَكْر بإحراقه فِي ناحية المصلى ".
وَيُقَال : أن أبا بَكْر كتب إلى معن بْن حاجرة فِي قتال الفجاءة ، فوجه إِلَيْه أخاه طريف.
وولد عُصَيَّة بْن خفاف : يَقظة بْن عُصيَّة ، ورواحة بْن عصيَّة ، ومُليل بْن عصيَّة .2
2417 فولد يقظة : رَيّاح بْن يقظة ، وعوف بْن يقظة ، ومالك بْن يقظة وهو الدفاع.
وعبد اللَّه بْن يقظة.
فولد ريّاح : عَمْرو بْن ريّاح وهو الشريد.
قَالَ حَمَّاد الراوية : كَانَ قَدْ شرد عن أَبِيهِ ، وهو يَفَعَة ، فوجده ، فسماه الشريد.
ورويبة بْن رياح ، وأمهما تعجر بِنْت سَلَمة بْن عَميرة بْن خُفاف.
فمن بني الشريد : صخر ، ومعاوية ، وخنساء الشاعرة ، واسمها : تماضر بِنْت عَمْرو بِنْت الحارث بْن عَمْرو الشريد بْن رياح بْن يقظة بْن عصية ، وللخنساء يَقُولُ دريد بْن الصمَّة : حيُّوا تماضر واربعوا صَحْبِي .
. وَقَدْ كتبت مقتل صخر ، ومقتل معاوية أخوي الخنساء فيما تقدم ، أما معاوية فقتله هاشم بْن حرملة ، وأمَّا صخر فقتله بنو أسد ، وأمَّا الخنساء فخطبها دريد بْن الصمة ، فَأبت أن تتزوجه ، وقالت : هُوَ شيخ كبير ، فَقَالَ دريد : وتزعم أنني شيخ كبير فهل نَبَّأْتِها أَني ابنُ أمس فلا تلدي ولا ينكحك مثلي إِذَا ما ليلة طُرِقَتْ بنحس وقَاكَ والله يابنة آل عمروٍ من الأزواج أمثالي ونفسي فتزوجها عَبْد العزى بْن عَبْد اللَّه بْن رواحة بْن مُليل بْن عُصَيَّة ، فولدت لَهُ : أبا شجرة ، واسمه عَمْرو بْن عَبْد العزى ، وأسلمت الخنساء ، وجعلت تلبس صدارًا من شعر ، وذلك أن صخرًا قَالَ فيها ، وكان بَرًّا بها : وكيف لا أَمْنَحُها خيارها ولو هَلَكْتُ شَقَّقَتْ خمارها واتخذت من شعر صدارها فلما هلك جعلت تلبس صدارًا من شعر ، فَقَالَ لها عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ : " عزمتُ عليك لَمَّا ألقيتِ صدارك فإنه شيء اتخذته فِي الجاهلية ".
وكان أَبُو شجرة ابْنُ خنساء عَلَى جمع من بني سُليم فِي الردة فقاتلهم خَالِد بْن الوليد المخزومي رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ ، ففض اللَّه جمع المشركين ، وجعل خَالِد يحرق المرتدين ، فبلغ أبا بَكْر رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : " لا أشيم سيفًا سَلَّه اللَّه عَلَى الكفار ".
ثُمَّ أسلم أَبُو شجرة ، فقدم عَلَى عُمَر وهو يعطي النَّاس من أهل الخِلَّة ، فاستعطاه ، فَقَالَ لَهُ : أَلَسْتَ القائل : ورويتُ رمحي من كتيبة خالدٍ وإني لأرجو بعدها أن أُعَمَّرا وعلاه بالدّرَّة ، فَقَالَ : قَدْ محا الْإِسْلَام ذَلِكَ يا أمير المؤمنين فأعطاه .2
وحدَّثني عَبَّاس بْن هشام الكلبي ، عن أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ عَمْرو بْن الحارث بْن الشريد يأخذ بيدي ابنيه : صخر ، ومعاوية بالموسم ، ويقول : أَنَا أَبُو خَيْريْ مُضَر ، من أنكر فَليُغيّر ، فما يُغَيِّر ذَلِكَ عَلَيْهِ أحد.
ومنهم : خُفَاف بْن نَدْبَة ، وهي أمه سوداء ، وأبوه عَمير بْن الحارث بْن الشريد الشَّاعِر ، وأبو أمه الشيطان بْن قَنان سَبيَّةٌ من بني الحارث بْن كعب ، وَيُقَال : أن نَدبة سوداء.
هَذَا قول الكلبي.
وقَالَ أَبُو اليقظان : كَانَ خُفاف أسود ، وهو القائل : كِلَانا يُسَوِّدُه قَوْمُه عَلَى ذَلِكَ النسب المظلم كِلَانا سنيد إلى قومه فَسُوقَا رويدًا ولا تحطم وكان خفاف ، يكنى : أبا خراشة.
وهو قاتل مالك بْن حمار الفزاري ، وَقَدْ ذكرنا خبره ، وله يَقُولُ : أقول لَهُ والرمح يَأْطُرَ مَتْنَهُ تَأَمَّلْ خُفاقًا إنني أَنَا ذلكا وأدرك الْإِسْلَام فأسلم ، وبقي إلى زمن عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ ، فلقيه عُمَر ، وهو عَلَى بعير وبين يديه ابْنُ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَر : " يا أبا خُراشة من هَذَا ؟ قَالَ : ابني وَقَدْ خرف.
قَالَ : ما اتّهمت عَلَيْهِ ؟ قَالَ : امْرَأَة لَهُ سيئة الخلق.
قَالَ : إن سوء خَلَقَ المرأة ليتخوف ومنه عَلَى الرجل إِذَا أَسَنَّ ".
وقَالَ عَبَّاس لخُفاف : أبا خراشة إمَّا كنت ذا نفرٍ فإنّ قومي لم تأكلهم الضبع تأبى حبيب مواليها وأَنْفُسها أن يُسْلِمُوك ولن يُسْطَاعَ ما منعوا إنْ يَكُ جلمود صخرٍ لا يُثَلِّمُهُ توقد عَلَيْهِ فيحميه فينصدع وَقَدْ رثى خفاف أبا بَكْر رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ.
قَالَ الكلبي : ومنهم : هند الأغر بْن خَالِد بْن صخر بْن الشريد ، وكان أسر فروة بْن مُسيك المرادي فِي غارة كانت بينهم ، وَقَدْ أسلم فروة ، ووفد عَلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وولاه عُمَر صدقات مذحج.
وولد عوف بْن يقظة بْن عصية : مالك بْن عوف ، ووهب بْن عوف.
منهم : أَبُو العاج كبير بْن فروة بْن خثيم بْن عَبْد بْن حبيب بْن مالك بْن عوف بْن يقظة.
ولاه يُوسُف بْن عُمَر الثقفي البصرة فِي أيام هشام بْن عَبْد الملك ، فَوَلَّى أَبُو العاج شرطته مُحَمَّد بْن واسع العابد ، وكان أَبُو العاج أعرابيًا جافيًا ، وكني : أبا العاج لنتوء ثناياه ، وعقبه بالشام .2 وقَالَ أَبُو الْحَسَن المدائني : سَمِعَ يونس النحوي أبا العاج يقرأ : فأدبر يشتد ، يريد : يسعى.
قَالَ : وكان أَبُو العاج عند هشام ، وعند هشام خاله إِبْرَاهِيم المخزومي ، فذكر يُوسُف بْن عُمَر ، فنال إِبْرَاهِيم مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو العاج : يابن السوداء أَيُوسُف يُذكر بهذا ؟ فلم يفهم هشام ، وأُشير إلى أَبِي العاج ، فسكت ونميتْ إلى يُوسُف ، فشكرها لَهُ ، فلما ولي العراق أَخْرَجَهُ معه ، وَيُقَال : بل استزاره بعد فزَاره ، فولاه وولى أَبُو العاج رجلًا بعض كورد دجلة.
فقدم عَلَيْهِ ووصف لَهُ سيرته ، وقَالَ : لقد بلغ من رضى أهل عملي بي أَنْ نثروا عليَّ حتَّى كسروا قناديل المسجد الجامع ، فَقَالَ : لا جَرَمَ لتَغْرَمَنَّ ثمنها أَوْ تشتري مثلها.
المدائني ، عن عَمْرو بْن خَالِد ، قَالَ : حفر أَبُو العاج نهرًا ، فكان يمر إِلَيْه متنكبًا قوسًا عربية والنُهَّرْ يُعْرف بِهِ.
وحدَّثني عُمَرو بْن شبه ، عن أَبِي عاصم النَّبِيّل ، قَالَ : عدا رَجُل من باهلة عَلَى رَجُل من بني ضُبيعة ، فضربه الضبعي ، فاستعدى الباهليون أبا العاج ، واستعانوا عَلَيْهِ بسَلْم بْن قُتَيْبَة ، فَقَالَ أَبُو العاج : يأمرني ابْنُ قُتَيْبَة أن أتعصب لَهُ عَلَى بني ضبيعة ، فوالله ما أُحب أن النَّاس كلهم فِي الجنة إلّا بني ضبيعة.
يا غلام ، ائتني بسياط عليها ثمارها ، فَقَالَ الباهليون لسلم : أصلح بيننا أيها الرجل ، فأصلح سلم بينهم وانصرفوا.
وضبيعة بْن ربيعة بْن نزار ، فيقال : أن بُهْثَةَ سُليم ، هُوَ بُهْثَة ضُبيعة ، والله أعلم.
قَالُوا : وكان أَبُو العاج يغضب من أَبِي العاج ، فَتَقَدَّم إِلَيْه رَجُل ، فَقَالَ : أصلحك اللَّه يا أبا العاج.
فَقَالَ : أَنَا أَبُو مُحَمَّد يابن البظراء.
فَقَالَ : لا تقل هَذَا ، فإنها كانت مسلمة قَدْ حجت.
فَقَالَ : إن بظرها لا يمنعها من الحج.
وأُتي أَبُو العاج بغلام مأبون ، فقيل : إن هَذَا يُمَكِّنُ من نفسه.
قَالَ : أفتريدون ماذا أُوَكِّلُ بِهِ رجالًا يحفظون دبره ؟ لقد وقعتُ إذًا فِي عناء ، الاست استه يصنع بها ما شاء.
قَالُوا : وكانت ولاية أَبِي العاج البصرة نحوًا من سنة ، ثُمَّ عزله يُوسُف بْن عُمَر.
وولد مالك بْن يقظة : رياح بْن مالك ، ورئاب بْن مالك ، منهم : قِدْر بْن عمار الوافد عَلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وولد عَبْد اللَّه بْن يقظة : معيط بْن عَبْد اللَّه ، وعُجرة بْن عَبْد اللَّه .2
فولد بُهثة : سُليم ، وهم فِي بني عامر بْن رفاعة بْن الحارث بْن بُهثة بْن سُليم ، وامرأَ القيس بْن بهثة ، وعوف بْن بهثة ، وكان كاهنًا ، وثعلبة بْن بهثة ، ومعاوية بْن بهثة ، وأمهم هند بِنْت مازن بْن مَنْصُور.
فولد امرؤ القيس بْن بُهثة : خفاف بْن امرئ القيس ، وتيم بْن امرئ القيس وهو بَهْز ، وأمهم مارية بِنْت الجُعَيد العبدية.
فولد خُفاف : عَميرة ، وعصية بْن خفاف ، وناصرة بْن خُفاف ، ومالك بْن خُفاف ، وأمهم سلمى بِنْت زَيْد بْن ليث بْن قضاعة.
فولد عَميرة : كعب بْن عَميرة ، وسلمة بْن عَميرة ، ومرة بْن عَميرة ، وأمهم ليلى بِنْت المصلات من جُهينة.
ومنهم : بشر بْن قيس بْن مالك بْن أَبِي نُميلة بْن كعب بْن عَميرة ، الَّذِي يَقُولُ لَهُ : خفاف بْن نُدْبةَ : ومَيْتٌ بالجناب أَثَلّ عرشي كصخر أَوْ كعمرو أَوْ كبشر يعني : عَمْرو بْن الشريد ، وصخر بْن عَمْرو ، وابنه مالك بْن بشر ، الَّذِي يَقُولُ لَهُ : الْعَبَّاس بْن مرداس السلمي : فليأتينكم ابْنُ قيلة مالك بالخيل تردى والرجال غضاب وقيلة أمّه ابْنَة الحارث بْن عُجْرة بْن عَبْد اللَّه بْن يقظة بْن عُصيَّة .
وعبد اللَّه بْن كامل بْن حبيب بْن عَمْرو بْن رئاب بْن مرة ، الَّذِي يَقُولُ وكان من غزاة الشام ، وشهد يَوْم مرج الصُفر ، فَقَالَ : شهدتْ قبائل مالكٍ وتَغَيَّبَتْ عني عَميرةُ يَوْم مرج الصُفَّرِ يعني : مالك بْن يقظة بْن عصية بْن خُفاف.
ومنهم : الفُجاءة ، وهو بَحير بْن إياس بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد ياليل بْن سَلَمة بْن عَميرة.
قَالُوا : أتى الفجاءة أبا بَكْر رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ ، فَقَالَ لَهُ : " احملني وَقَوِّني أقاتل المرتدين.
فحمله وأعطاه سلاحًا ، فخرج يعترض النَّاس ، فيقتل المسلمين والمرتدين ، وجمع جمعًا ، فكتب أَبُو بَكْر إلى طريف بْن حاجرة يأمره بقتاله فقاتله ، وأسره ابْنُ حاجرة ، فبعث بِهِ إلى أَبِي ، بكر فأمر أَبُو بَكْر بإحراقه فِي ناحية المصلى ".
وَيُقَال : أن أبا بَكْر كتب إلى معن بْن حاجرة فِي قتال الفجاءة ، فوجه إِلَيْه أخاه طريف.
وولد عُصَيَّة بْن خفاف : يَقظة بْن عُصيَّة ، ورواحة بْن عصيَّة ، ومُليل بْن عصيَّة .2
2417 فولد يقظة : رَيّاح بْن يقظة ، وعوف بْن يقظة ، ومالك بْن يقظة وهو الدفاع.
وعبد اللَّه بْن يقظة.
فولد ريّاح : عَمْرو بْن ريّاح وهو الشريد.
قَالَ حَمَّاد الراوية : كَانَ قَدْ شرد عن أَبِيهِ ، وهو يَفَعَة ، فوجده ، فسماه الشريد.
ورويبة بْن رياح ، وأمهما تعجر بِنْت سَلَمة بْن عَميرة بْن خُفاف.
فمن بني الشريد : صخر ، ومعاوية ، وخنساء الشاعرة ، واسمها : تماضر بِنْت عَمْرو بِنْت الحارث بْن عَمْرو الشريد بْن رياح بْن يقظة بْن عصية ، وللخنساء يَقُولُ دريد بْن الصمَّة : حيُّوا تماضر واربعوا صَحْبِي .
. وَقَدْ كتبت مقتل صخر ، ومقتل معاوية أخوي الخنساء فيما تقدم ، أما معاوية فقتله هاشم بْن حرملة ، وأمَّا صخر فقتله بنو أسد ، وأمَّا الخنساء فخطبها دريد بْن الصمة ، فَأبت أن تتزوجه ، وقالت : هُوَ شيخ كبير ، فَقَالَ دريد : وتزعم أنني شيخ كبير فهل نَبَّأْتِها أَني ابنُ أمس فلا تلدي ولا ينكحك مثلي إِذَا ما ليلة طُرِقَتْ بنحس وقَاكَ والله يابنة آل عمروٍ من الأزواج أمثالي ونفسي فتزوجها عَبْد العزى بْن عَبْد اللَّه بْن رواحة بْن مُليل بْن عُصَيَّة ، فولدت لَهُ : أبا شجرة ، واسمه عَمْرو بْن عَبْد العزى ، وأسلمت الخنساء ، وجعلت تلبس صدارًا من شعر ، وذلك أن صخرًا قَالَ فيها ، وكان بَرًّا بها : وكيف لا أَمْنَحُها خيارها ولو هَلَكْتُ شَقَّقَتْ خمارها واتخذت من شعر صدارها فلما هلك جعلت تلبس صدارًا من شعر ، فَقَالَ لها عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ : " عزمتُ عليك لَمَّا ألقيتِ صدارك فإنه شيء اتخذته فِي الجاهلية ".
وكان أَبُو شجرة ابْنُ خنساء عَلَى جمع من بني سُليم فِي الردة فقاتلهم خَالِد بْن الوليد المخزومي رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ ، ففض اللَّه جمع المشركين ، وجعل خَالِد يحرق المرتدين ، فبلغ أبا بَكْر رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : " لا أشيم سيفًا سَلَّه اللَّه عَلَى الكفار ".
ثُمَّ أسلم أَبُو شجرة ، فقدم عَلَى عُمَر وهو يعطي النَّاس من أهل الخِلَّة ، فاستعطاه ، فَقَالَ لَهُ : أَلَسْتَ القائل : ورويتُ رمحي من كتيبة خالدٍ وإني لأرجو بعدها أن أُعَمَّرا وعلاه بالدّرَّة ، فَقَالَ : قَدْ محا الْإِسْلَام ذَلِكَ يا أمير المؤمنين فأعطاه .2
وحدَّثني عَبَّاس بْن هشام الكلبي ، عن أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ عَمْرو بْن الحارث بْن الشريد يأخذ بيدي ابنيه : صخر ، ومعاوية بالموسم ، ويقول : أَنَا أَبُو خَيْريْ مُضَر ، من أنكر فَليُغيّر ، فما يُغَيِّر ذَلِكَ عَلَيْهِ أحد.
ومنهم : خُفَاف بْن نَدْبَة ، وهي أمه سوداء ، وأبوه عَمير بْن الحارث بْن الشريد الشَّاعِر ، وأبو أمه الشيطان بْن قَنان سَبيَّةٌ من بني الحارث بْن كعب ، وَيُقَال : أن نَدبة سوداء.
هَذَا قول الكلبي.
وقَالَ أَبُو اليقظان : كَانَ خُفاف أسود ، وهو القائل : كِلَانا يُسَوِّدُه قَوْمُه عَلَى ذَلِكَ النسب المظلم كِلَانا سنيد إلى قومه فَسُوقَا رويدًا ولا تحطم وكان خفاف ، يكنى : أبا خراشة.
وهو قاتل مالك بْن حمار الفزاري ، وَقَدْ ذكرنا خبره ، وله يَقُولُ : أقول لَهُ والرمح يَأْطُرَ مَتْنَهُ تَأَمَّلْ خُفاقًا إنني أَنَا ذلكا وأدرك الْإِسْلَام فأسلم ، وبقي إلى زمن عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ ، فلقيه عُمَر ، وهو عَلَى بعير وبين يديه ابْنُ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَر : " يا أبا خُراشة من هَذَا ؟ قَالَ : ابني وَقَدْ خرف.
قَالَ : ما اتّهمت عَلَيْهِ ؟ قَالَ : امْرَأَة لَهُ سيئة الخلق.
قَالَ : إن سوء خَلَقَ المرأة ليتخوف ومنه عَلَى الرجل إِذَا أَسَنَّ ".
وقَالَ عَبَّاس لخُفاف : أبا خراشة إمَّا كنت ذا نفرٍ فإنّ قومي لم تأكلهم الضبع تأبى حبيب مواليها وأَنْفُسها أن يُسْلِمُوك ولن يُسْطَاعَ ما منعوا إنْ يَكُ جلمود صخرٍ لا يُثَلِّمُهُ توقد عَلَيْهِ فيحميه فينصدع وَقَدْ رثى خفاف أبا بَكْر رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ.
قَالَ الكلبي : ومنهم : هند الأغر بْن خَالِد بْن صخر بْن الشريد ، وكان أسر فروة بْن مُسيك المرادي فِي غارة كانت بينهم ، وَقَدْ أسلم فروة ، ووفد عَلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وولاه عُمَر صدقات مذحج.
وولد عوف بْن يقظة بْن عصية : مالك بْن عوف ، ووهب بْن عوف.
منهم : أَبُو العاج كبير بْن فروة بْن خثيم بْن عَبْد بْن حبيب بْن مالك بْن عوف بْن يقظة.
ولاه يُوسُف بْن عُمَر الثقفي البصرة فِي أيام هشام بْن عَبْد الملك ، فَوَلَّى أَبُو العاج شرطته مُحَمَّد بْن واسع العابد ، وكان أَبُو العاج أعرابيًا جافيًا ، وكني : أبا العاج لنتوء ثناياه ، وعقبه بالشام .2 وقَالَ أَبُو الْحَسَن المدائني : سَمِعَ يونس النحوي أبا العاج يقرأ : فأدبر يشتد ، يريد : يسعى.
قَالَ : وكان أَبُو العاج عند هشام ، وعند هشام خاله إِبْرَاهِيم المخزومي ، فذكر يُوسُف بْن عُمَر ، فنال إِبْرَاهِيم مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو العاج : يابن السوداء أَيُوسُف يُذكر بهذا ؟ فلم يفهم هشام ، وأُشير إلى أَبِي العاج ، فسكت ونميتْ إلى يُوسُف ، فشكرها لَهُ ، فلما ولي العراق أَخْرَجَهُ معه ، وَيُقَال : بل استزاره بعد فزَاره ، فولاه وولى أَبُو العاج رجلًا بعض كورد دجلة.
فقدم عَلَيْهِ ووصف لَهُ سيرته ، وقَالَ : لقد بلغ من رضى أهل عملي بي أَنْ نثروا عليَّ حتَّى كسروا قناديل المسجد الجامع ، فَقَالَ : لا جَرَمَ لتَغْرَمَنَّ ثمنها أَوْ تشتري مثلها.
المدائني ، عن عَمْرو بْن خَالِد ، قَالَ : حفر أَبُو العاج نهرًا ، فكان يمر إِلَيْه متنكبًا قوسًا عربية والنُهَّرْ يُعْرف بِهِ.
وحدَّثني عُمَرو بْن شبه ، عن أَبِي عاصم النَّبِيّل ، قَالَ : عدا رَجُل من باهلة عَلَى رَجُل من بني ضُبيعة ، فضربه الضبعي ، فاستعدى الباهليون أبا العاج ، واستعانوا عَلَيْهِ بسَلْم بْن قُتَيْبَة ، فَقَالَ أَبُو العاج : يأمرني ابْنُ قُتَيْبَة أن أتعصب لَهُ عَلَى بني ضبيعة ، فوالله ما أُحب أن النَّاس كلهم فِي الجنة إلّا بني ضبيعة.
يا غلام ، ائتني بسياط عليها ثمارها ، فَقَالَ الباهليون لسلم : أصلح بيننا أيها الرجل ، فأصلح سلم بينهم وانصرفوا.
وضبيعة بْن ربيعة بْن نزار ، فيقال : أن بُهْثَةَ سُليم ، هُوَ بُهْثَة ضُبيعة ، والله أعلم.
قَالُوا : وكان أَبُو العاج يغضب من أَبِي العاج ، فَتَقَدَّم إِلَيْه رَجُل ، فَقَالَ : أصلحك اللَّه يا أبا العاج.
فَقَالَ : أَنَا أَبُو مُحَمَّد يابن البظراء.
فَقَالَ : لا تقل هَذَا ، فإنها كانت مسلمة قَدْ حجت.
فَقَالَ : إن بظرها لا يمنعها من الحج.
وأُتي أَبُو العاج بغلام مأبون ، فقيل : إن هَذَا يُمَكِّنُ من نفسه.
قَالَ : أفتريدون ماذا أُوَكِّلُ بِهِ رجالًا يحفظون دبره ؟ لقد وقعتُ إذًا فِي عناء ، الاست استه يصنع بها ما شاء.
قَالُوا : وكانت ولاية أَبِي العاج البصرة نحوًا من سنة ، ثُمَّ عزله يُوسُف بْن عُمَر.
وولد مالك بْن يقظة : رياح بْن مالك ، ورئاب بْن مالك ، منهم : قِدْر بْن عمار الوافد عَلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وولد عَبْد اللَّه بْن يقظة : معيط بْن عَبْد اللَّه ، وعُجرة بْن عَبْد اللَّه .2