البجا المنطقة الممتدة من ساحل البحر الأحمر
شرقا حتى نهر النيل غرباً
ومن منطقة قوص في صعيد مصر شمالاً حتى حدود
إرتريا و إثيوبيا
جنوباً .
تضاربت الآراء حول الأصل
الإثني لقبائل البجا
، و نسبهم بعض الباحثين و المؤرخين إلى نسل
كوش بن حام الذين يرجح أنهم أول من سكن سواحل
البحر الأحمر الغربية التي
يقال أنهم نزحوا إليها من الجزيرة العربية
قبل أكثر من
عشرة آلاف سنة ، بينما يردهم
البعض الآخر إلى الشعوب السامية الشرقية .
وتقول
دائرة المعارف البريطانية ( إن
لفظة البجا تطلق على مجموعة من القبائل
الواسعة الانتشار و التي تعود
إلى قدماء المهاجرين الساميين) . و يحتاج
البحث عن الجذور الأصلية لقبائل البجا لعمل
دؤوب و دراسات و بحوث طويلة و دقيقة تستند إلى
مصادر موثوقة و موثقة .
قبائل
البجة
[/center]
و
تتكون مجموعات البجا من قبائل كبيرة
تتفرع بدورها إلى عشائر و
أفخاذ متشعبة . و تشتمل القبائل البجاوية
الكبيرة على قبائل (1) الهدندوة و (2) الأمارار و
(3) الأتمن و (4) البنى عامر و (5) الملهيتكناب و (6)
الحلنقة و (7) العبابده و ( و البشاريين و (9)
الكميلاب و (10) الارتيقة و (11) الأشراف و (12)
الجعافرة
و (13)
الحباب و (14) السواكنية
. و تتكون كل قبيلة من هذه القبائل من عشائر و
أفخاذ متشعبة يطول
شرحها .
اختلفت
المصادر حول أصول لغة البجا بنفس الدرجة التي
تضاربت فيها آراء الباحثين و المؤرخين حول
أصولهم الإثنية . فقد أوردت
الموسوعة البريطانية عن لغة
البجا أنها تنحدر من اللغة الحامية بينما
تقول آراء أخرى إنها لهجة كوشية
منحدرة من أصل حامى . و يقول
المرحوم محمد الأمين شريف في كتابه [ دراسة
حول
اللغة البجاوية ] " إن اللغة
البجاوية التي يسميها أهلها (تبداوى) هي فصيلة
أصيلة من فصيلة
اللغات الحامية القوقازية مثل
اللغات المصرية والنوبية والصومالية
و الدنكلية .
و
يعتقد (لبسيوس) " أنها اللغة التي كانت
سائدة في مملكة مروي القديمة".
و
البداويت
قوم من الرعاة الرحل الذين يرعون الإبل
والجمال
العربية و
يسعون خلف الكلأ حيثما كان و
تعتمد
معيشتهم على ما يأتيهم من أرض
الحبشة وأرض مصر والنوبة . و البداويت كالعرب
ينحدرون قبائل
وأفخاذ و لكل فخذ رئيس أو زعيم
عشيرة . و قد كان لهم قديماً زعيم
يرضخ لحكمه
جميع رؤساء العشائر و
قد كان يسكن قرية اسمها (هجر) .
و
للبداويت ثلاث
رحلات سنوية يقومون بها بحثاً
عن الكلأ و الماء حيث يقومون برحلة في الخريف
للمنطقة التي تقع جنوب خور عرب وشرق
نهر عطبرة وحول
نهري القاش و سيتيت ومداخل
إرتريا و إثيوبيا وتسمى (تمار) . وفى
الشتاء يتجه
البداويت إلى ساحل البحر
الأحمر لاقتناص موسم الأمطار
حيث يقطنون منطقة تسمى
(قنب) . وفى
الصيف يتجه البداويت إلى أعالى الجبال وبطون
الأودية في وسط
منطقتهم عندما يكون الجو
معتدلاً حيث تثمر
الأشجار وتخضر المراعي وتتوفر
المياه في
الآبار وهى المنطقة التي يطول
استقرارهم فيها أكثر من أى منطقة أخرى خلال
تجوالهم وتسمى (دامر) .
و
أثناء
هذا الترحال يتم نقل " العروس " أو المرآة
الحديثة
الزواج في هودج على جمل و
يتم تزيين ذلك الهودج بريش النعام والحرير و
السكسك
كما يعلق فيه جرس . و يخصص لذلك
الكرنفال الفولكلوري الجمل الأكثر إلفة . و
يهتم البداويت
بالإبل اهتماماً كبيراً لأنها
ترمز لديهم على القوة للدرجة التي يتم فيها
تمييز قبيلة عن القبائل الأخرى بالعلامة التي
توشم بها تلك القبيلة ابلها . ويختلف الوشم
الذي تضعه
القبائل على أجسام انعامها من الغنم والإبل
والبقر من قبيلة لأخرى . ويعتز البجا بإبلهم
كثيرا
ًومن هنا جاء اعتزازهم برعيهم
فهم شديدو التمسك به ولا يقبلون بل يحتقرون
أية
مهنة أخرى غير الرعي . و
كانت مهنة الرعي التي يمتهنها البداويت كافية
لسد جل
متطلباتهم اليومية .
تأثرت
حياة البجا بمجمل الظروف والمؤثرات
التي تلت اعتناقهم الإسلام عبر
الطرق الصوفية
كما تأثرت بالمجموعات القبلية
الأخرى التي وفدت للمنطقة بما فيهم من قبائل
عربية وغيرها . و يعزى التأثير الأكبر في نمط
حياة البجا لقسوة
تضاريس المنطقة التي عاشوا
فيها و تضافرها مع مهنة
الرعي الذي امتهنوها بالإضافة لضعف انتشار
التعليم بين هذه القبائل .
ويبدو
واضحاً
اليوم أن البجا يشعرون
بأنهم مجموعة متميزة سواء كان ذلك باعتبار
اللغة
أو العادات والتقاليد ويتضح
أيضاً أن لطبيعة حياتهم المذكورة أثر كبير في
تركيبتهم
الشخصية الحذرة
إلى حد ما .
و من هنا
يأتي سبب ضعف اختلاطهم بمن
حولهم من المجموعات. ومن
الظواهر الدالة على حالة الحذر أن الفرد منهم
لابد وأن
يحمل معه سلاحه على الدوام . و
تتمثل أسلحة البجا التقليدية في السيف
والسكين والعصا و الدرقة
التي تجعلهم في حالة استعداد دائم للقتال
بل نجدهم
يعيبون من لا يحمل سلاحه سواء
كان من قبيلتهم أو من
قبيلة أخرى .
والتحية
عند البجا
مميزة خاصة عند النساء . وتبدأ
التحية عند الرجال بجملة (سلام إليكم) تليها
المصافحة بالأيدي
وهى طريقة التحية عند الرجال
خاصة ولا يعرفون التحية بالأحضان أو
القبل ككثير من جيرانهم من
الشعوب . أما عند النساء ، فتقوم المرأة
بمصافحة المرأة
الأخرى
باليد اليمنى مع وضع خد كل منهما على خد
الأخرى ثلاث مرات و تبدأ
التحية بوضع الخد الأيمن على
الخد الأيمن للمرأة الأخرى ثم الأيسر على
الأيسر و أخيراً الأيمن على
الأيمن . و بعد انتهاء المصافحة
للرجال
وتحية النساء للنساء يدخل
الجميع فيما يسمونه ( دبى دهليت) وهو
سؤال كل طرف عن حال
الآخر ويمتد السؤال خاصة من
المقيم للمسافر عن الأهل و صحتهم وأحوالهم
والسؤال عن المنطقة و حالة
الأمطار فيها و النباتات و الأنعام بالإضافة
إلى تفاصيل أخرى كثيرة
.
ومن