الفصل الثالث
أ. من هم بنو ( إمهدي )
ب. بطون بني إمهدي
ج. الحقب التاريخية في حياة بني إمهدي
(1) عهد ما قبل الإسلام
(2) عهد الفتوحات ألإسلاميه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين
(3) عهد الخلافة الأموية
(4) عهد الخلافة العباسية
(5) عهد الدولتين ( الطولونية والإخشيدية )
(6) عهد الخلافة الفاطمية
(7) عهد ( الأيوبيين ، الاتابك والمماليك )
(
عهد العثمانيون
من هم بنو إمهدي ؟
بعد أن عرفنا تقسيمات النسب حسب آراء علماء النسب وعرفنا أن قحطان هو جذم اليمن ويجوز أن ننسب للأعلى دائما وكلما انقرض جيل أو طبقه أصبح لمن دونه أن يأخذ مكانه بترتيب النسب فيجوز لنا الآن أن نعتبر جذاما أي ( عمرو بن عدي ) جذما وجمهوره الذي يليه هم بنيه ( حرام وحشم ) ويجوز أن نعتبر حرام ( جمهور ) ويليه في الطبقة الثالثة ( الشعب ) فيكون طريف من ذريه ( حرام ) هو ( الشعب ) ولان طبقة الرابعة هي ( القبيلة ) وهي دون الشعب وتجمع العشائر فإن إمهدي يجمع كافة عمائر بني إمهدي فيما يتبع وقد دخل في بني إمهدي بعض من القبائل الأخرى من جذام مثل بنو عقبه الذين كانوا في منطقه الشوبك والكرك أيام المماليك وأصبحوا بحكم القربى حيث كان أميرهم شطي بن عبية المتوفى سنه ( 748ه/ 1347م) وأصبح بنو إمهدي الأكثر قوة وعددا وتوسعت لهم البلاد شرق الأردن حتى أصبح لهم فيها أكثر من عشرين إمارة امتدت من حسمى وتبوك وأيله ومعان والشوبك وآبل الزيت وآبل التفاح إلى إمارة البلقاء وإمارة الزرقاء وإمارة الفحيص وإمارة وادي السير حيث سمي ( عراق الأمير) وهو اسم بلده ( العراق ) ولأن الأمير المهداوي سكنها سميت بعراق الأمير ثم كانت آخر إماراتهم في تبنه من لواء الكورة ومنها كان غروب نجم بني مهدي وهذا امتد عبر حقبه طويلة من الزمن ولم يكن بآن واحد وقد كان لهم أيام المماليك درك الحج الشامي حيث كتب ذلك بخط كاتب السلطان الظاهر بيبرس والي الشام آنذاك وأقطعهم منطقة البلقاء مع دفع مبلغ من المال كرسم سنوي لهم لحماية الطرق وتقديم ألفي فارس حسب نظام الإقطاع المملوكي وهكذا استمرت إماراتهم إلى أن كانت آخر أيامهم بافول نجمهم في انتهاء إمارة تبنه حوالي عام 1769م
بطون بنو إمهدي
تشير معاجم اللغة إلى أن كلمة مهدي لغة " هي بالأصل الثلاثي ( مهد) ومهد الشيء أي بسطه وجعله سويا فيقال ممهدا وجمعه ( مهود ) والمهيد هو الماء العذب الخالص الزلال وحرارته بين البارد والساخن ( الفاتر ) وأما تسمية القبيلة بهذا الاسم فهو يعود للجد الأعلى وهو إمهدي وقد تكرر هذا الاسم بأشكال مثل ( مهيد ، مهدي ، إمهادي ، مهداوي ...الخ) ولكن التسمية هي عائده إلى إمهادي بن عايد الله بن حسن بن علي وينتهي الاسم إلى طريف وطريف هو من نسل الشهيد الأول في الإسلام بأرض الشام ( فروة بن عمرو بن نافرة النفاثي من كهلان ) وقد تفرع عن هذه ( العمارة ) ( طريف ) وهي الطبقة الخامسة بطونا عديدة منها تكاثر وانتشر في شتى أنحاء البلاد الإسلامية سواء مع حركة الفتوحات الإسلامية وما تبعها من جيوش في المعارك الاسلاميه مع الصليبيين والمغول وغيرهم ومن هذه البطون :
البطن الأول : العايدي (في مصر ) وجدهم الشيخ إبراهيم العايدي كان أمير عربان منطقة الشرقية
البطن الثاني : آل عمرو في مصر وهم من أبناء جدتهم التركية الأصل الملقبة بالاباضيه
البطن الثالث : بنو بقر بن نجم بنو ابقري وهم في مصر بمنطقة الشرقية والمنوفية .
البطن الرابع : المهيدات وهم أفخاذ ( سواعده ، عثامنه ، عيسى ، عمامره ، جوهر ، خميس ، تيم ، سليمان ، مهيد ) وهم في منطقة الاقحوانه ( كفر أسد ، صيدور ، الأردن
البطن الخامس : الشقيرات وهم أبناء محمد بن ضامان بن جودة الملقب بـ(أبو شقره) وهم في مناطق الكورة / الأردن ( جفين ، كفر الماء ، ارحابا،الشوبك،المقارعية )
البطن السادس : بنو شبيب ( قطع شبيب ) وتشمل القطارنه، الدلاهمه، أبو سحيبان، أبو تتوه ،وهم في مناطق : عمان ( الجنوبية والغربية ) / أم الحيران ،الجو يده ، القويسمه ، العلياء، النهاريه ،صويلح، طارق، شفا بدران )
البطن السابع : الحيادره ( آل حيدر) وهم أحفاد حيدر بن سليمان ويقطنون مناطق عمان الغربية
البطن الثامن : آل المهداوي ( أبناء محسن ) في شويكه ومنهم قسم كبير في منطقة إربد وتبقى قسم في مناطق ( بيسان ) وقسم آخر في بلدة المشارع / الأغوار الشمالية
البطن التاسع : السويلميين ، آل سلوم والمغاريز وهم أحفاد حمدان بن إبراهيم بن عثمان وقسم منهم في مناطق ( الكوم ، وياجوز ) وآل سلوم في سوريا
البطن العاشر : ( آل قرقش ) وهم أبناء الأمير ضمان الذي توفي في مدينة نابلس نتيجة البرد وأطلق عليهم لقب قرقش ومنهم قسم في مناطق عمان
البطن الحادي عشر : الهبارنه وهم أبناء عوض وهم أبناء عمومة مع السويلميين ويعيشون في مناطق عمان الشمالية .
البطن الثاني عشر : الحوريين ، الحورات وهم أبناء ضامن وقسم منهم في مناطق كفر أسد وحور والبقية في منطقة أبو الزيغان .
البطن الثالث عشر : آل مريود قسم منهم بقي في سوريا والقسم الآخر عاد إلى كفر أسد ومنهم احمد مريود وحسان مريود زعماء الثورة ضد الاستعمار الفرنسي
البطن الرابع عشر : آل مهيد ( ابن مهيد ) واغلبهم في جمهورية سوريا حاليا ونهم الأمير مجحم بن مهيد الذي أطلق عليه لقب (مصوت بالعشاء )
البطن الخامس عشر : آل ألصالحي ومنهم فخذ ( أبو ليفه ) ويقطنون مناطق ( المشارع ، الصوالحه ، دير علا )
وهذه البطون انتشرت في شتى أنحاء بلاد الشام الجنوبية ومنهم الآن في الأردن وسوريا والعراق ومصر وشمال السعودية وشمال السودان والأندلس وقد أطلق عليهم أسماء عديدة حديثه وهذه الحالة التي كانت تخطط لها الدولة العثمانية لتفرقة القبيلة حيثما حلت وكذلك بقيه القبائل البدوية القوية مثل بني صخر أيضا ولهذا بدأ الشتات قديما منذ أكثر من ثلاثمائة عام ثم نتيجة للبعد وانقطاع الصلات أصبح أكثر هذه البطون لا يعرف عن غيره من أبناء العمومة إلا الاسم فقط ولان علم النسب لم يأخذ مكانته منذ أكثر من خمسة قرون فان الضياع لهذا العلم له مغبة كبيرة في زيادة الشتات من هنا نؤكد على أهميه ذلك العلم
الحقب التاريخية في حياة بني إمهدي
(1) عهد ما قبل الإسلام
لم يكن ضمن منطقة بلاد الشام سابقا من العرب سوى من قدم من أبناء يعرب بن قحطان وتوزعوا كما ذكرنا سابقا في الفصل الأول وجاء منهم إلى بلاد الشام بنو عمرو بن عدي بن الحارث بن مره بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن عامر ( سبأ الأكبر ) بن يشجب بن يعرب ( المرعف )بن قحطان وقد اصطحبهم أبناء عمومتهم أبناء كنده بن ثور بن عفير وأبناء الحارث ( عامله ) وأبناء مالك ( لخم )وتوزعوا في شمال الجزيرة العربية على الحدود دولة الرومان من الفرات إلى النيل حيث كانت تعرف كلها بلاد الشام وجنوبا بحر ( القلزم ) أو البحر الأحمر ولما كانت الرومان تدين بالنصرانية فقد انتشرت هذه الديانة فيما بينهم خاصة لاحتكاكهم بالرومان وقد حاول الرومان السيطرة على هؤلاء البدو لكنهم وجدوا فيهم غلظة وقسوة وشدة في حروبهم فهابوهم وداهنوهم واقطعوهم قيمة من المال لكل أمير منهم حيث كان منهم ثلاثة ملوك ضمن المنطقة فالايهم بن جبله بن الحارث صاحب تدمر ثم كان أخواه المنذر وعمرو ثم تبعهم جبله بن الحارث بن جبله بن أبي شمر وخلال ملكه ظهرت الدعوة الاسلاميه في الحجاز ببدايتها وكان يحكم الجزء الجنوبي من بلاد الشام في إمارة معان وأيله والشوبك الأمير الشهيد فروة بن عمرو بن النافثة بن حرام بن عمرو جذام الذي كان قريبا من مقر الدعوة المحمدية وكان أيضا الاكيدر في دومة الجندل والحرة الرجلاء أميرا عليهما وقد كان من النبي صلى الله عليه وسلم أن بدا بدعوة ممن يليه من الأقطار لدين الإسلام فأرسل الرسل إلى كافة الملوك تدريجيا وكان أن أرسل إلى فروة بن عمرو بن نافرة بن نافثة يدعوه للإسلام فما كان منه إلا ملبيا لاسيما انه على دين النصرانية ويعلم من خلال ما ورثه عن أجداده أن هناك نبيا سيأتي ونصرانيته التي بشرت بقدوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا ننسى ما ذكرناه من شعر جده الرائش المحدث في الفصل الأول فقام فروه بإرسال كتاب إلى النبي مع هدية ورد له النبي هدية تكريما له ثم اسلم حوله عدد من أقاربه و ذووه ضمن إيله ومعان والشوبك فلما بلغ الرومان ذلك خشوا على ملكهم أن يضيع منهم وطلب القيصر زيادة إقطاعه من الأرض ومرة يزيد له في مخصصاته المالية السنوية ولكنه وجد فيه عزيمة قويه فأمر بصلبه وبقي ثلاثة أيام وهو يحاول معه ليعود عن دينه ولما أبى أمر بقتله وان يبقى مصلوبا على عين عفرى في منطقة الطفيلة لكي يكون عبره لغيره وقبل قتله قال :
بلغ سراة المسلمين بأنني سلم لربي أعظمي ومقامي
وقيل انه دفن في ذلك الكهف الواقع بأعلى الوادي الذي تنحدر من أسفله ينابيع الماء الحارة في عفرى رحمه الله واسكنه فسيح جنانه وكفاه مكانة انه أول شهيد في الإسلام على ارض الشام وقد كان في حساب الرومان أن هذا الموقف سيكون درسا وعبرة رادعين لمن أراد أن يلتحق بصفوف الإسلام لكنهم اخطأوا التقدير فقد كان سببا بزيادة تمسك المسلمين بإسلامهم وسرعة نشر الدعوة الإسلامية في بلاد الشام وتقريب الساعة نهايتهم واندثار هويتهم فقد جاء بعد فتره بسيطة قدوم رفاعة بن زيد بن روح بن حرام بن عمرو في هدنه الحديبية قبل خيبر فأهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما واسلم فحسن إسلامه وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ِِبنو مهدي كتاب كشف الحجاب في التاريخ والانساب للمؤلف الاستاذ حسين الشقيرات
منقووووول