من هم الجذاميون ؟ قبل الإجابة على هذا السؤال لا بد من أن تعرف الشجرة التي وصلتك ثمرتها ولكي نعرف بنو جذام لا بد من التعمق في جذور تلك الشجرة الكبيرة. لقد أجمع علماء النسب على أن العرب العاربة هُم أبناَء قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام،وكان له عدة أبناء في اليمن اختلف علماء النسب في عددهم،فمنهم من أحصاهم بعشرة و منهم من جعلهم ثمانية،ويهمنا في هذا الموضوع ابنة يَعُربْ (بفتحٍ بأوله وضَمٍّ بأوسطه وسكونٍ بآخره) حيث تولى بعد أبيه قحطان الملك في اليمن وأخاه (جُرُهم) ولاه الحجاز . ثم تتابع الُملك فيهم إلى أن وصل إلى الحارث الرائش وهو صاحب عِلَم الزمان والحديث عن مستقبل الأيام؛وله قصائد طويلة في ذلك منها: أنا الملك المتوج ذو العطايا جلبتُ الخيل من أوطان سامِ بني قحطان فانتجعوا و سيروا وحَُجوا البيت في البلد الحرامِ وكونوا مثل ملطاط بن عمرو وذي إنس الغطارفة الكرام ِ فنحن الاغلبون إذا بطشنا ونحن المُتّقون لكلُ ذام ِ وإنا يوم نغضبُ أو نُسامي تكادُ الأرضُ ترجُفُ بالأنامِ وفينا المُلُك والأملاك حقاً ونحنُ الاكرمون بنو الكرامِ ...إلــى أن يـــصــــل إلى قوله: ويملك بعدُهم رجلٌ عظيمٌ نبيٌّ لا يُرخِّصُ في الحرام يُفارقُ أهلهُ وله كتابٌ يوافقُ خطهُ رجُع الكلام وهي قصيدة طويلة،ثم وصل الملك إلى سبأ الأكبر الذي أسس سد سبأ المعروف باليمن واسمه(عامر) ولقب بـ (عبد شمس) لشدة بياض وجهه ثم جاء آخر ملوكهم من الأحفاد عمرو بن عامر الملقّب (بمزيقياء)والذي كانت زوجته (طريفة) بنت الحجورية وهي التي تنبأت بانهيار السد ونصحت زوجها عمرو بن عامر بالخروج من اليمن إلى بلاد (عكّ) والتي كان يحكمها (شملَّقة) بن الجباب ولم يأذن لهم بدخول المنطقة إلا مرورا وضاق بهم لكثرتهم وشدتهم فنزلوا بعيدا عنه ثم أرسل عمرو بن عامر أبناؤه في جميع الاتجاهات بحثا عن مكان ملائم لهم، ولتأخرهم ودنوا أجله بسبب مرضه أوصى ابنه ثعلبة الملقب (بالعنقاء) - وهو جد الأوس والخزرج- ممن كان أحفادهم أنصار وأصهار رسول الله e في صدر الإسلام ثم اتجهوا نحو مكة وكان سكانها (جرهم) فأبوا عليهم دخولها إلا قتالاً...فقاتلوهم وظفروا بهم ونتيجة لذلك تولّت (خزاعة) سدانة الكعبة حوالي ثلاث مئة سنة،ولما ضاقت مكة عليهم لكثرتهم وأرادوا الخروج اتفقوا على أن يتوزعوا باتجاهات مختلفة ضمن البلاد المحيطة حتى لا يضيق بعضهم ببعض مستقبلا فأتجه بنو النضر بن الازد إلى عمان وعرفوا بأزد فيما بعد وأتجه (خزاعة) إلى وادي (مر) وكانت مساكنهم في الجاهلية والإسلام وأتجه حارثة بن ثعلبة ( العنقاء) بأبنائه وأعقابهم إلى يثرب وعرفوا فيما بعد بالاوس والخزرج ثم اتجه مالك بن فهم الازدي إلى العراق وأطراف فارس وعرفوا لاحقا عمرو بن عامر الملقب (بماء السماء) وهو الأكثر ذرية حيث يروى أنه كان له (مائة من النساء ) ورافقه قبيلة غسان و(غسان) هو اسم لماء وردوه فسموا به، وهؤلاء تحركوا مع جفنه نحو الشمال بملوك الحيرة قبل أن يملكها (بنو لخم) أما (جفنة) بن*** إلى البلاد الشام وعرف (جفنة) بهذا اللقب بسبب استخدام (جفنة الطعام) التي ورثها عن أبيه والتي كانت تُركَّب في نهاية كل عام حيث يأتي العيد فيطهى الطعام ويوضع بها ووصفت بأنها من كبر حجمها (أنها كان يتحلّقَها مائه رجل) يأكل منها القاعد والراكب والقائم وكانت تجزأ بعد انتهاء العيد السنوي وما أن وطئت أقدامهم أرض الشام الجنوبية حتى أتاهم عامل قيصر الرومان يطلب الجباية عن سكنى الأرض الواقعة تحت حكم الرومان وكان جذع بن سنان شيخهم (سِنّاً) حيث أعطاه سيفه ريثما يتوفر المبلغ المطلوب ولأن الجابي شتمه ولم يحترم موقفه فقد قتله جذع وراح مضرب مثل في طلب الجباية "خذ من جذع ما أعطاك". وكان مقتل العامل سبباً في قتال القيصر لهم لكنهم هزموه ولأنه رأى منهم عزيمة و بأساً فقد صانعهم وأنابهم على الشام إلى أن جاءهم الإسلام وقد جاءهم بعد فترة قبيلة (سليح) أبناء عمومتهم ونزلوا بلاد الشام .وملوك الشام بعد (جفنة) موضحة في شجرة الملوك من اليمن في بلاد الشام حسب تسلسلهم في تسلسل رقم (5) من شجرات النسب (الملحق د/من الفصل السابع). وهؤلاء الذين قال فيهم حسان بن ثابت الصحابي الشاعر الأنصاري مادحاً أبناء عمومته : أولاد جفنة حول قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضل يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسالون عن السواد المقبل بيض الوجوه ..كريمة احسابهم شم الأنوف من الطراز الأول وكان ملكهم حين بُعث النبيe(عوف بن أبي شمر) وذكر أن حسان بن ثابت وفد على الحارث بن أبي شمر بالشام وكان النعمان بن المنذر ملكاً على الحيرة في العراق.ثم تبع الحارث بن أبي شمر في الملك (جبلة بن الأيهم) الذي أسلم في خلافة عمر بن الخطاب t ثم أرتدَّ خلال الحج في البيت الحرام بسبب قصته مع الأعرابي الذي داس إزاره خلال طوافة فكشف عورته. وقد قسمت قبائل اليمن من صلب (سبأ) حسب أبناؤه وهذه القبائل هي: - قبيلة (حِميَر ) وهي قضاعة،وكهلان ،وعاملة ،والأشعر ،وقبيلة عمرو وبه تكون قبائل اليمن الأم (خمسة قبائل) ومنها تفرغت العمائر ثم البطون والأفخاذ وعنها أخذت الفصائل . - قبيلة كهلان هي القبيلة الثانية من قبائل اليمن وهي باسم الأب الأكبر كهلان بن سبأ (عامر) بن يشجب بن يعرب بن قحطان و(المرعف) هو لقب يعرب ويتفرع عن قبيلة كهلان ثمانية عمائر هي: *جَُذَام( بضم أوله وفتح الذال ) وهو اسم (لمرض )أطلق على عمرو ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان وهو (أخ لخم وعم كندة ) وعرف أبناؤه حرام وحشم أو (جشم ) كما ورد ببعض المصادر بأبناء جذام أو بني جذام وجميع ولده منهما وفيهم العدد والشرف وإليهم ينسب فروة بن عمرو بن النافرة بن النافثة الجذامي أول شهيد في الإسلام بأرض الشام وكذلك ينسب رفاعة بن زيد الجذامي الذي أهدى رسول الله eالغلام (مدعما) والذي عرف بصاحب (الشملة) ومنهم أيضا بنو هود ملوك الأندلس وهم بنو هود بن عبد الله بن موسى بن سالم الجذامي وقيل أنهم من أبناء روح بن زنباع وأول ملوكهم سليمان المستعين (بسرقسطة) وطاعوا للخلفاء العباسيين ومنهم بنو مردنيش ملوك (بلنسية) من الأندلس أيضا وأول ملوكهم عبد الله بن سعد بن مرديش الجذامي واستمر ملكهم إلى أن غلبهم عليه (الطاغية) صاحب برشلونة سنة (544ه) أما بقيه جذام فقد انتشروا في أقطار الأرض مع الفتوحات الإسلامية في كافة اتجاهاتها (مصر،السودان،شمال المغرب ومنهم من عاد إلى جزيرة العرب). وقد ورد كتاب من البرنو ملك السودان إلى الظاهر برقوق سلطان مصر آنذاك يذكر فيه" أن بجواره قوماً من جذام أغاروا على قومه وأهله و(سبوا) منهم وباعوهم، فإذا كان ممن بيع منهم عندك فأرجوا استعادتهم إليّ " والمشهور من بقية جذام (عشرون بطناً) بين كبير وصغير أصبحت الآن موزعة أكثر مما سبق بشتى انحاء بلاد الشام والعراق ومصر وأجزاء من الأندلس،وحسب مراتب طبقات علم النسب تصبح هذه البطون قبائل في مناطق تواجدها وعمائر إذا ردت لجذام ومن هذه البطون: | |
ردمعاقتباسردمعاقتباس |
فترة الأقامة : 1159 يوم |
زيارات الملف الشخصي : 2 |
إحصائية مشاركات » إبن مهيد | ||
المواضيـع | الــــــردود | |
[+] | [+] | |
بمـــعــدل : 0.02 يوميا |
إبن مهيد |
مشاهدة ملفه الشخصي |
البحث عن المشاركات التي كتبها إبن مهيد |