مُساهمةموضوع: الحضارة الفرعونية واللغة ...ملف شامل... الجمعة 30 يوليو 2010 - 1:30
حضارة قدماء المصريين أو كما تسمى أحيانا حضارة وادي النيل هي حضارة نشأت
بطول نهر النيل بشمال شرق أفريقيا منذ سنة3000 ق.م. إلى سنة30 ق.م. وهي
أطول حضارة مكوثا بالعالم القديم, ويقصد بالحضارة المصرية القديمة من
الناحية الجغرافية تلك الحضارة التي نبعت بالوادي ودلتا النيل حيث كان
يعيش المصريون القدماء. ومن الناحية الثقافية تشير كلمة الحضارة للغتهم
وعباداتهم وعاداتهم وتنظيمهم لحياتهم وإدارة شئونهم الحياتية والإدارية
ومفهومهم للطبيعة من حولهم وتعاملهم مع الشعوب المجاورة. ويعتبر نهر النيل
الذي يدور حوله حضارة قدماء المصريين بنبع من فوق هضاب الحبشة بشرق
أفريقيا ومنابع النيل بجنوب السودان متجها من السودان شمالا لمصر ليأتي
الفيضان كل عام ليعذي التربة بالطمي. وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية
جعلت إقتصاد مصر في تنام متجدد معتمدا أساسا علي الزراعة. ومما ساعد عل
ظهور الحضارة أيضا خلو السماء من الغيوم وسطوع الشمس المشرفة تقريبا طوال
العام لتمد المصريين القدماء يالدفء والضوء. كما أن مصر محمية من الجيران
بالصحراء بالغرب والبحر من الشمال والشرق ووجود الشلالات (الجنادل)
جنوبابالنوبة علي النيل مما جعلها أرضا شبه مهجورة. وفي هذه الأرض ظهر
اثنان من عجائب الدنيا السبع. وهما الأهرامات بالجيزة وفنار الإسكندرية.
وهذا الإستقرار المكاني جعل قدماء المصريين يبدعون حضارتهم ومدنيتهم فوق
أرضهم. فأوجدوا العلوم والآداب والتقاليد والعادات والكتابات والقصص
والأساطير وتركوا من بعدهم نسجيلات جدارية ومخطوطية على البردي لتأصيل هذه
الحضارة المبتكرة . فشيدوا البنايات الضخمة كالأهرامات والمعابد والمقابر
التي تحدت الزمن. علاوة علي المخطوطات والرسومات والنقوشات والصور الملونة
والتي ظلت حتي اليوم . وكانوا يعالجون نبات البردي ليصنعوا منه اطماره
الرقيقة وكتبوا عليها تاريخهم وعلومهم وعاداتهم وتقاليده لتكون رسالة
لأحفادهم وللعالم أجمع. فكانوا يكتبون عليها باللغة الهيروغليفية وهي
كتابة تصويرية التي فيها الرمز يعبر عن صورة معروفة. وابتدعوا مفاهيم في
الحساب والهندسة ودرسوا الطب و طب الأسنان وعملوا لهم التقويم الزمني حسب
ملاحظاتهم للشمس والنجوم(أنظر : دوائر الحجر). ورغم أن قدماء المصريين
كانوا يعبدون آلهة عديدة إلا ان دعوة التوحيد الإلهي ظهرت علي يد الملك
إخناتون. كما أنهم أول من صوروابتدع عقيدة الحياة الأخروية. وهذه المفاهيم
لم تكن موجودة لدي بقية الشعوب. وبنوا المقابر المزينة والمزخرفة وقاموا
بتأثيثها ليعيشوا بها عيشة أبدية. وكانت مصر القوة العظمي بالعالم القديم
وكان تأثيرها السياسي في أحيان كثيرة يمتد نفوذه لدول الجوار شرقا في آسيا
وغربا بأ فريقيا. وجنوبا بالنوبة وبلاد بونت بالصومال. وكان قدماء
المصريين يطلقون علي أرضهم كيمت Kemet أي الأرض السوداء لأن النيل يمدها
بالطمي وكان يطلق عليها أيضا ديشرت Deshret أي الأرض الحمراء إشارة للون
رمال الصحراء تحترق تحت أشعة الشمس. وكانت وفرة مياه الفيضان قد جعلهم
يفيمون شبكة للري والزراعة وصنعوا القوارب للملاحة والنقل وصيد الأسماك من
النهر. وأعطتهم الأرض المعادن والجواهر النفيسة كالذهب والفضة والنحاس.
وكانوا يتبادلون السلع مع دول الجوار.وتاريخ مصر نجده يبدأ منذ سنة
8000ق.م في منطقة جنوب شرق مصر عند الحدود السودانية الشمالية الشرقية.
وقد جاءها قوم رعاة
وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشائشية للرعي ومناخها
مضياف وكان بها بحيرات من مياه الأمطارالموسمية. وآثارهم تدل علي أنهم
كانوا مستوطنين هناك يرعون الماشية. وخلفوا من بعدهم بنايات ضخمة في سنة
6000ق.م. وسلالة هؤلاء بعد 2000سنة قد نزحوا لوادي النيل وأقاموا الحضارة
المصرية القديمة ولاسيما بعدما أقفرات هذه المنطقة الرعوية وتغير مناخها.
واستقروا سنة 4000ق.م. بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة ونجادة(مادة)
وأبيدوس(مادة) (أنظر : بداري). وقد بدأت الزراعة في بلدة البداري منذ
ستة5000 ق.م. وكلن الفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة. وكانت
مدينة مرميد بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500ق.م. وفي مدينة بوتو
ظهرت صناعة الفخار المزخرف يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا. وكان هناك
إختلاف بين المصريين القدماء مابين مصر العليا ومصر السفلي في العقيدة
وطريقة دفن الموتي والعمارة .وجاء الملك مينا عام 3100ق.م. ووحد القطرين
(مصر العليا ومصر السفلي). وكان يضع علي رأسه التاجين الأبيض يرمز للوجه
القبلي والأحمر للوجه البحري . وجعل الملك مينا منف Memphis العاصمة
الموحدة و كانت تقع غرب النيل عند الجيزة وأبيدوس المقبرة الملكية والتي
إنتقلت لسقارة إبان عصر المملكة القديمة ..
وكان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات( 5000ق.م. – 3000ق.م.) لا يتعدي مئات
الالآف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. –2134 ق.م.) بلغ عددهم 2مليون
نسمة وإبان المملكة الوسطي (2040 ق.م. – 1640 ق.م.) زاد العدد وأثناء
المملكة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م.) بلغ العدد من 3 إلى 4 مليون
نسمة. وفي العصر الهيليني (332ق.م. - 30 ق.م.) بلغ العدد 7 مليون نسمة.
وبعدها دخلت مصر العصر الروماني. وكان المصريون يجاورون النهر. لأنها
مجتمع زراعي وكانت منف وطيبة مركزين هامين عندما كانت كل منهما العاصمة.
العصر الفرعوني
بدأت الحضارة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ بنحو مائة ألف سنة ، واعتبر
المصريون القدماء ، منذ أواخر العصر الحجري القديم (10آلاف عام قبل
الميلاد ) بأنهم أمة قائمة بذاتها وأطلقوا علي أنفسهم أهل مصر أو ناس
الأرض
ونشأت مملكتان في مصر إحداهما في الشمال عاصمتها بوتو في غرب الدلتا
وشعارها البردي وتعبد الإله حورورمزها الثعبان والأخري في الجنوب عاصمتها
نخن أو الكاب الحالية وشعارها اللوتس وتعبد الإله ست
وقد قامت عدة محاولات في عصر ما قبل التاريخ لتوحيد مملكتي الشمال والجنوب
حتي نجح الملك مينا حوالي عام 3200 ق .م في توحيد الشمال والجنوب ، وأنشأ
عاصمة الدولة المتحدة عند رأس الدلتا وسماها (القلعة البيضاء) وهي التي
عرفت فيما بعد باسم ( منف ) أو(ممفيس ) مؤسسا بذلك أول دولة في التاريخ
تظهر كوحدة سياسية لها عاصمة وبها حكومة مركزية وجهاز إداري من جيش وشرطة
وتعليم وقضاء
عصر الدولة القديمة 2980 ق. م .- 2475 ق . م
تطورت الحضارة المصرية وتبلورت مبادئ الحكومة المركزية ، وشهد عصر هذه
الدولة نهضة شاملة في شتي نواحي الحياة ، حيث توصل المصريون إلي الكتابة
الهيروغليفية أي ( النقش المقدس ) ، واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد
ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان . واستقبلت مصر عصراً مجيداً في
تاريخها عرف باسم عصر بناة الأهرامات ، وشهد هذا العصر بناء أول هرم (هرم
سقارة) ، ومع تطور الزراعة والصناعة استخدم المصريون أول أسطول نهري لنقل
منتجاتهم . وبلغت الملاحة البحرية شأنا عظيما وأصبحت حرفة منظمة كغيرها من
الحرف الراسخة التي اشتهرت بها مصر القديمة
عصر الدولة الوسطي 2160ق.م .- 1580 ق.م
اهتم ملوك الدولة الوسطي بالمشروعات الأكثر نفعا للشعب فازدهرت الزراعة
وتطورت المصنوعات اليدوية ، أنتج الفنانون المصريون والمهندسون تراثاً
رائعاً انتشر في الأقصر والفيوم وعين شمس . كذلك ازدهر الفن والأدب في هذا
العصر ولكن نهاية حكم هذه الدولة شهد غزو الهكسوس واحتلالهم لمصر
عصر الدولة الحديثة 1580ق.م. - 1150ق.م
بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء علي الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر
الشرقية عاد الأمن والاستقرار إلي ربوع البلاد . وبدأت مصر عهداً جديداً
هو عهد الدولة الحديثة ، وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد ،
فتم إنشاء جيش قوي لتكوين امبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقاً إلي
الشلال الرابع علي نهر النيل جنوباً. وأصبحت مصر قوة عظمي ، وصارت بذلك
امبراطورية عظيمة مترامية الأطراف وأقدم امبراطورية في التاريخ. لقد حاز
ملوك وملكات الأسرة الثانية عشرة شهرة عالمية في ميادين السياسة والحرب
والثقافة والحضارة والدين .. "أحمس" بطل التحرير .. "امنحوتب الأول"
العادل الذي أصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع المعايير العادلة للأجور
والحوافز .. "تحتمس الأول" المحارب الذي وسع الحدود المصرية شمالا وجنوبا
ونشر التعليم وتوسع في فتح المناجم وصناعة التعدين .. "وتحتمس الثاني"
المتأنق و"تحتمس الثالث" الامبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة وأول
فاتح عظيم في تاريخ العالم .. و "تحتمس الرابع" الدبلوماسي الذي كان أول
من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية.. و"امنحوتب الثالث" أغني ملك في
العالم القديم والذي فتح المدارس "بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون
التشكيلية والتطبيقية .. و"اخناتون" أول الموحدين وأول ملك في تاريخ
الانسانية نادي بوحدانية الله خالق كل شئ .. و"توت عنخ آمون" الذي حاز
شهرة في العالم المعاصر
ومن أشهر ملكات هذه الأسرة علي سبيل المثال الملكة " اياح حتب" زوجة الملك
"سقنن رع" ، والملكة " أحمس نفرتاري " زوجة أحمس الأول ، والملكة "تي" بنت
الشعب وزوجة امنحوتب الثالث وأم اخناتون ، والملكة "نفرتيتي" زوجة
"اخناتون " والملكة العظيمة "حتشبسوت" التي حكمت مصر قرابة عشرين عاما .
وبلغت مصر في عهدها أعلي قمة في الحضارة والعمارة والتجارة الدولية حيث
أرسلت البعثة البحرية التجارية والعلمية الي بلاد بونت كذلك شيدت واحدا من
أعظم الآثار المعمارية وأكثرها روعة وفخامة وهو معبد "الدير البحري" علي
الشاطئ الغربي للنيل في مواجهة الأقصر وهو معبد فريد في تصميمه وليس له
مثيل بين معابد العالم القديم كلها
وشهد هذا العصر أيضا ثورة اخناتون الدينية حيث دعا إلي عبادة إله واحد
ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمة جديدة للبلاد وأسماها "اخيتاتون". وتعرضت
مصر منذ حكم الأسرة 21 حتي 28 لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 ق.م ثم
الفرس حتي انتهي حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الإسكندر الأكبر مصر
اشتهرت الحضارة المصرية القديمة مثل حضارة وادي ما بين النهرين، بأنها
أقدم الحضارات التي عرفها التاريخ، فقد كانت تقوم نظم اجتماعية متطورة
جعلتها أكثر بلاد ذلك الزمن تقدماً، لقد ساهمت عدة عوامل في تقدم وتطور
هذه الحضارة، مثل اكتشاف الكتابة واستخدامها في الألف الثالث قبل الميلاد
واستثمارهم لمياه النيل، والمنعة الجغرافية التي ضمنتها لهم حدودهم
الطبيعية من مخاطر الغزو الخارجي.
إلا أن هذا المجتمع المتحضر كانت تحكمه سلالة الفراعنة، وكانت تحكم بنظام
الكفر البواح الذي عرف بأنه نظام الحكم الفرعوني، كما يقص علينا القرآن
الكريم، لقد انتفخ الفراعنة غروراً، وأنكروا الله وأداروا ظهورهم له، ولكن
في النهاية لم تنفعهم قوتهم ومنعتهم وحضارتهم العظيمة وتفوقهم العسكري في
مواجهة الهلاك.
التعليم والكتابة
كان مستقلا في مصر القديمة وكانت الكتابة والقراءة محدودتين بين نسبة
صغيرة من الصفوة الحاكمة أو الكتبة في الجهاز الإداري. وكان أبناء الأسرة
الملكية والصفوة الحاكمة يتعلمون بالقصر. وبقية أبناء الشعب كانوا يتعلمون
في مدارس المعابد أو بالمنزول . وكان تعليم البنات قاصرا علي الكتابة
والقراءة بالبيت. وكان المدرسون صارمين وكانوا يستعملون الضرب .
الأدب
تؤكد آثار المصريين براعتهم في الكتابة والأدب ويظهر ذلك واضحاً فيما تركه
المصريون من آثار ، ولن ينسي التاريخ فضل المصريين علي الإنسانية في
اختراع الكتابة التي سماها الاغريق "بالخط الهيروغليفي" وتتكون الأبجدية
الهيروغليفية من 24حرفاً .. واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو
الأحمر في الكتابة علي أوراق البردي . وبرع المصريون في الأدب الديني الذي
تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الأخري وأسرار الكون والأساطير
المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد ومن أقدم أمثلة الأدب الديني "نصوص
الأهرامات" و كتاب الموتي
كما برع الأديب المصري القديم في كتابة القصص وحرص علي أن تكون الكلمة
أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين علي رواية تراثهم من
الحكم والأمثال وعلي ترديدها بأعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم
وبذلك كان المصريون من أحرص شعوب العالم علي تسجيل وتدوين تاريخهم
والأحداث التي تعرضوا لها في حياتهم وبهذه الخطوة الحضارية ظهر العديدمن
الأدباء والحكماء والمثقفين المصريين الذين تركوا لنا أعمالا تدل علي مدي
رقي الفكر والثقافة في مصر
الموسيقي
أحب المصري الموسيقي والغناء ، وأقبل المصريون علي الموسيقي واستخدموها في
تربية النشء وفي الاحتفالات العامة والخاصة وخاصة في الجيش ، وكذلك
استخدموها في الصلوات ودفن الموتي
وقد عرف المصريون في عصر الدولة القديمة آلات النفخ والوتريات مثل
"الهارب" (اسمها الفرعوني تيبوتي) وابتدعوا أنماطا وأشكالا من الآلات التي
تؤدي الإيقاعات والنغمات المختلفة وقاموا بتطويرها عبر مراحل تاريخهم
القديم
التزيين
عرف القدماء المصريون التجمل بالحلي والتي تميزت بالدقة الفنية العالية
وجمال التشكيل واستخدمت العناصر الزخرفية من الطبيعة مثل نبات البردي
والنخيل وزهر اللوتس كما استخدموا الأحجار الكريمة ، وحرصت المرأة بصفة
خاصة علي الاهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والأساور والعقود والخواتم
والقلائد والحنة
واختلفت الملابس في مصر الفرعونية من طبقة إلي أخري ، وكانت تصنع من
الكتان الناعم أو من الأقمشة الحريرية المستوردة من بلاد سوريا القديمة ،
وكانت الملابس تتنوع باختلاف المناسبات
هذه الصورة مصغره ... انقر على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 760x524 .
المعتقدات الدينية
يقول المؤرخ الإغريقي هيرودوتس: إن المصريين القدامى كانوا أكثر الناس تقى
في عالم ذلك الزمان، إلا أن دينهم لم يكن دين الحق، بل كانوا مشركين،
وظلوا متمسكين بدينهم المنحرف بسبب تشددهم.
كان المصريون القدامى متأثرين جداً بالبيئة الطبيعية التي كانوا يعيشون
فيها، لقد منعت طبيعة بلادهم الجغرافية عنهم أي هجوم خارجي، فقد كانت مصر
محاطةً بالصحارى والجبال والبحر من كل الجهات، لم تكن الهجمات ممكنة إلا
من طريقين فقط، وكان من الممكن السيطرة عليهما بسهولة، وبفضل هذه الطبيعة
الجغرافية بقيت مصر منعزلة عن العالم الخارجي، إلا أن هذه العزلة مع الزمن
تحولت إلى تعصب أعمى ، وهكذا أصبح لدى المصريين نظرة خاصة منيعة على أي
تغيير، مغلقة عن أي تنوير، فهم قوم لا يرون إلا دينهم قانوناً ومعيشةً،
وأصبح دين آبائهم الذي يذكره القرآن أثمن مالديهم .
لهذا أدار فرعون وحاشيته ظهورهم لموسى وهارون عندما دعوهم لدين الحق:
قال الله تعالىقَالوآ
أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبآءَنَا وَتَكُونَ
لَكُمَا الكِبْرِيَآءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِيْنَ
) (يونس: 78).
كان دين المصريين القدامى ينقسم إلى قسمين: قسم رسمي يختص بالدولة، وقسم
آخر يبحث في معتقدات الناس حول الحياة بعد الموت، ينص المعتقد الديني الذي
يخص الدولة على أن فرعون كينونة مقدسة، وهو انعكاس للآلهة على الأرض ليقيم
العدالة فيها ويحمي الناس.
كانت المعتقدات التي انتشرت بين الناس في غاية التعقيد، وكانت البنود
الدينية التي تتعارض مع دين الدولة الرسمي تلغى بأحكام فرعونية، تقوم
ديانتهم بشكل أساسي على الاعتقاد بتعدد الآلهة، وغالباً ما تصور هذه
الآلهة على شكل جسم بشري يحمل رأس حيوان، إلا أنه من الممكن أيضاً أن
نلتقي بتقاليد محلية تختلف من منطقة إلى أخرى.
تشكل الحياة بعد الموت القسم الأكبر من المعتقدات المصرية، هم يؤمنون بأن
الروح يستأنف الحياة بعد أن يموت الجسد، وحسب هذا المعتقد: تحمل الملائكة
أرواح الموتى إلى الإله القاضي، وإلى جانبه اثنان وأربعون قاضياً، يوضع
الميزان في المنتصف ويوزن قلب الروح في هذا الميزان، يُنقل أولئك الذين
يحملون حسنات أكثر إلى مكان جميل ويعيشون في سعادة، أما أولئك الذين تطغى
سيئاتهم فيرسَلون إلى مكان يذوقون فيه ألوان العذاب، هناك يُعَذَّبون إلى
الأبد من قبل وحش اسمه "آكل الموتى".
حضارة قدماء المصريين أو كما تسمى أحيانا حضارة وادي النيل هي حضارة نشأت
بطول نهر النيل بشمال شرق أفريقيا منذ سنة3000 ق.م. إلى سنة30 ق.م. وهي
أطول حضارة مكوثا بالعالم القديم, ويقصد بالحضارة المصرية القديمة من
الناحية الجغرافية تلك الحضارة التي نبعت بالوادي ودلتا النيل حيث كان
يعيش المصريون القدماء. ومن الناحية الثقافية تشير كلمة الحضارة للغتهم
وعباداتهم وعاداتهم وتنظيمهم لحياتهم وإدارة شئونهم الحياتية والإدارية
ومفهومهم للطبيعة من حولهم وتعاملهم مع الشعوب المجاورة. ويعتبر نهر النيل
الذي يدور حوله حضارة قدماء المصريين بنبع من فوق هضاب الحبشة بشرق
أفريقيا ومنابع النيل بجنوب السودان متجها من السودان شمالا لمصر ليأتي
الفيضان كل عام ليعذي التربة بالطمي. وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية
جعلت إقتصاد مصر في تنام متجدد معتمدا أساسا علي الزراعة. ومما ساعد عل
ظهور الحضارة أيضا خلو السماء من الغيوم وسطوع الشمس المشرفة تقريبا طوال
العام لتمد المصريين القدماء يالدفء والضوء. كما أن مصر محمية من الجيران
بالصحراء بالغرب والبحر من الشمال والشرق ووجود الشلالات (الجنادل)
جنوبابالنوبة علي النيل مما جعلها أرضا شبه مهجورة. وفي هذه الأرض ظهر
اثنان من عجائب الدنيا السبع. وهما الأهرامات بالجيزة وفنار الإسكندرية.
وهذا الإستقرار المكاني جعل قدماء المصريين يبدعون حضارتهم ومدنيتهم فوق
أرضهم. فأوجدوا العلوم والآداب والتقاليد والعادات والكتابات والقصص
والأساطير وتركوا من بعدهم نسجيلات جدارية ومخطوطية على البردي لتأصيل هذه
الحضارة المبتكرة . فشيدوا البنايات الضخمة كالأهرامات والمعابد والمقابر
التي تحدت الزمن. علاوة علي المخطوطات والرسومات والنقوشات والصور الملونة
والتي ظلت حتي اليوم . وكانوا يعالجون نبات البردي ليصنعوا منه اطماره
الرقيقة وكتبوا عليها تاريخهم وعلومهم وعاداتهم وتقاليده لتكون رسالة
لأحفادهم وللعالم أجمع. فكانوا يكتبون عليها باللغة الهيروغليفية وهي
كتابة تصويرية التي فيها الرمز يعبر عن صورة معروفة. وابتدعوا مفاهيم في
الحساب والهندسة ودرسوا الطب و طب الأسنان وعملوا لهم التقويم الزمني حسب
ملاحظاتهم للشمس والنجوم(أنظر : دوائر الحجر). ورغم أن قدماء المصريين
كانوا يعبدون آلهة عديدة إلا ان دعوة التوحيد الإلهي ظهرت علي يد الملك
إخناتون. كما أنهم أول من صوروابتدع عقيدة الحياة الأخروية. وهذه المفاهيم
لم تكن موجودة لدي بقية الشعوب. وبنوا المقابر المزينة والمزخرفة وقاموا
بتأثيثها ليعيشوا بها عيشة أبدية. وكانت مصر القوة العظمي بالعالم القديم
وكان تأثيرها السياسي في أحيان كثيرة يمتد نفوذه لدول الجوار شرقا في آسيا
وغربا بأ فريقيا. وجنوبا بالنوبة وبلاد بونت بالصومال. وكان قدماء
المصريين يطلقون علي أرضهم كيمت Kemet أي الأرض السوداء لأن النيل يمدها
بالطمي وكان يطلق عليها أيضا ديشرت Deshret أي الأرض الحمراء إشارة للون
رمال الصحراء تحترق تحت أشعة الشمس. وكانت وفرة مياه الفيضان قد جعلهم
يفيمون شبكة للري والزراعة وصنعوا القوارب للملاحة والنقل وصيد الأسماك من
النهر. وأعطتهم الأرض المعادن والجواهر النفيسة كالذهب والفضة والنحاس.
وكانوا يتبادلون السلع مع دول الجوار.وتاريخ مصر نجده يبدأ منذ سنة
8000ق.م في منطقة جنوب شرق مصر عند الحدود السودانية الشمالية الشرقية.
وقد جاءها قوم رعاة
وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشائشية للرعي ومناخها
مضياف وكان بها بحيرات من مياه الأمطارالموسمية. وآثارهم تدل علي أنهم
كانوا مستوطنين هناك يرعون الماشية. وخلفوا من بعدهم بنايات ضخمة في سنة
6000ق.م. وسلالة هؤلاء بعد 2000سنة قد نزحوا لوادي النيل وأقاموا الحضارة
المصرية القديمة ولاسيما بعدما أقفرات هذه المنطقة الرعوية وتغير مناخها.
واستقروا سنة 4000ق.م. بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة ونجادة(مادة)
وأبيدوس(مادة) (أنظر : بداري). وقد بدأت الزراعة في بلدة البداري منذ
ستة5000 ق.م. وكلن الفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة. وكانت
مدينة مرميد بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500ق.م. وفي مدينة بوتو
ظهرت صناعة الفخار المزخرف يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا. وكان هناك
إختلاف بين المصريين القدماء مابين مصر العليا ومصر السفلي في العقيدة
وطريقة دفن الموتي والعمارة .وجاء الملك مينا عام 3100ق.م. ووحد القطرين
(مصر العليا ومصر السفلي). وكان يضع علي رأسه التاجين الأبيض يرمز للوجه
القبلي والأحمر للوجه البحري . وجعل الملك مينا منف Memphis العاصمة
الموحدة و كانت تقع غرب النيل عند الجيزة وأبيدوس المقبرة الملكية والتي
إنتقلت لسقارة إبان عصر المملكة القديمة ..
وكان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات( 5000ق.م. – 3000ق.م.) لا يتعدي مئات
الالآف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. –2134 ق.م.) بلغ عددهم 2مليون
نسمة وإبان المملكة الوسطي (2040 ق.م. – 1640 ق.م.) زاد العدد وأثناء
المملكة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م.) بلغ العدد من 3 إلى 4 مليون
نسمة. وفي العصر الهيليني (332ق.م. - 30 ق.م.) بلغ العدد 7 مليون نسمة.
وبعدها دخلت مصر العصر الروماني. وكان المصريون يجاورون النهر. لأنها
مجتمع زراعي وكانت منف وطيبة مركزين هامين عندما كانت كل منهما العاصمة.
العصر الفرعوني
بدأت الحضارة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ بنحو مائة ألف سنة ، واعتبر
المصريون القدماء ، منذ أواخر العصر الحجري القديم (10آلاف عام قبل
الميلاد ) بأنهم أمة قائمة بذاتها وأطلقوا علي أنفسهم أهل مصر أو ناس
الأرض
ونشأت مملكتان في مصر إحداهما في الشمال عاصمتها بوتو في غرب الدلتا
وشعارها البردي وتعبد الإله حورورمزها الثعبان والأخري في الجنوب عاصمتها
نخن أو الكاب الحالية وشعارها اللوتس وتعبد الإله ست
وقد قامت عدة محاولات في عصر ما قبل التاريخ لتوحيد مملكتي الشمال والجنوب
حتي نجح الملك مينا حوالي عام 3200 ق .م في توحيد الشمال والجنوب ، وأنشأ
عاصمة الدولة المتحدة عند رأس الدلتا وسماها (القلعة البيضاء) وهي التي
عرفت فيما بعد باسم ( منف ) أو(ممفيس ) مؤسسا بذلك أول دولة في التاريخ
تظهر كوحدة سياسية لها عاصمة وبها حكومة مركزية وجهاز إداري من جيش وشرطة
وتعليم وقضاء
عصر الدولة القديمة 2980 ق. م .- 2475 ق . م
تطورت الحضارة المصرية وتبلورت مبادئ الحكومة المركزية ، وشهد عصر هذه
الدولة نهضة شاملة في شتي نواحي الحياة ، حيث توصل المصريون إلي الكتابة
الهيروغليفية أي ( النقش المقدس ) ، واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد
ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان . واستقبلت مصر عصراً مجيداً في
تاريخها عرف باسم عصر بناة الأهرامات ، وشهد هذا العصر بناء أول هرم (هرم
سقارة) ، ومع تطور الزراعة والصناعة استخدم المصريون أول أسطول نهري لنقل
منتجاتهم . وبلغت الملاحة البحرية شأنا عظيما وأصبحت حرفة منظمة كغيرها من
الحرف الراسخة التي اشتهرت بها مصر القديمة
عصر الدولة الوسطي 2160ق.م .- 1580 ق.م
اهتم ملوك الدولة الوسطي بالمشروعات الأكثر نفعا للشعب فازدهرت الزراعة
وتطورت المصنوعات اليدوية ، أنتج الفنانون المصريون والمهندسون تراثاً
رائعاً انتشر في الأقصر والفيوم وعين شمس . كذلك ازدهر الفن والأدب في هذا
العصر ولكن نهاية حكم هذه الدولة شهد غزو الهكسوس واحتلالهم لمصر
عصر الدولة الحديثة 1580ق.م. - 1150ق.م
بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء علي الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر
الشرقية عاد الأمن والاستقرار إلي ربوع البلاد . وبدأت مصر عهداً جديداً
هو عهد الدولة الحديثة ، وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد ،
فتم إنشاء جيش قوي لتكوين امبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقاً إلي
الشلال الرابع علي نهر النيل جنوباً. وأصبحت مصر قوة عظمي ، وصارت بذلك
امبراطورية عظيمة مترامية الأطراف وأقدم امبراطورية في التاريخ. لقد حاز
ملوك وملكات الأسرة الثانية عشرة شهرة عالمية في ميادين السياسة والحرب
والثقافة والحضارة والدين .. "أحمس" بطل التحرير .. "امنحوتب الأول"
العادل الذي أصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع المعايير العادلة للأجور
والحوافز .. "تحتمس الأول" المحارب الذي وسع الحدود المصرية شمالا وجنوبا
ونشر التعليم وتوسع في فتح المناجم وصناعة التعدين .. "وتحتمس الثاني"
المتأنق و"تحتمس الثالث" الامبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة وأول
فاتح عظيم في تاريخ العالم .. و "تحتمس الرابع" الدبلوماسي الذي كان أول
من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية.. و"امنحوتب الثالث" أغني ملك في
العالم القديم والذي فتح المدارس "بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون
التشكيلية والتطبيقية .. و"اخناتون" أول الموحدين وأول ملك في تاريخ
الانسانية نادي بوحدانية الله خالق كل شئ .. و"توت عنخ آمون" الذي حاز
شهرة في العالم المعاصر
ومن أشهر ملكات هذه الأسرة علي سبيل المثال الملكة " اياح حتب" زوجة الملك
"سقنن رع" ، والملكة " أحمس نفرتاري " زوجة أحمس الأول ، والملكة "تي" بنت
الشعب وزوجة امنحوتب الثالث وأم اخناتون ، والملكة "نفرتيتي" زوجة
"اخناتون " والملكة العظيمة "حتشبسوت" التي حكمت مصر قرابة عشرين عاما .
وبلغت مصر في عهدها أعلي قمة في الحضارة والعمارة والتجارة الدولية حيث
أرسلت البعثة البحرية التجارية والعلمية الي بلاد بونت كذلك شيدت واحدا من
أعظم الآثار المعمارية وأكثرها روعة وفخامة وهو معبد "الدير البحري" علي
الشاطئ الغربي للنيل في مواجهة الأقصر وهو معبد فريد في تصميمه وليس له
مثيل بين معابد العالم القديم كلها
وشهد هذا العصر أيضا ثورة اخناتون الدينية حيث دعا إلي عبادة إله واحد
ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمة جديدة للبلاد وأسماها "اخيتاتون". وتعرضت
مصر منذ حكم الأسرة 21 حتي 28 لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 ق.م ثم
الفرس حتي انتهي حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الإسكندر الأكبر مصر
اشتهرت الحضارة المصرية القديمة مثل حضارة وادي ما بين النهرين، بأنها
أقدم الحضارات التي عرفها التاريخ، فقد كانت تقوم نظم اجتماعية متطورة
جعلتها أكثر بلاد ذلك الزمن تقدماً، لقد ساهمت عدة عوامل في تقدم وتطور
هذه الحضارة، مثل اكتشاف الكتابة واستخدامها في الألف الثالث قبل الميلاد
واستثمارهم لمياه النيل، والمنعة الجغرافية التي ضمنتها لهم حدودهم
الطبيعية من مخاطر الغزو الخارجي.
إلا أن هذا المجتمع المتحضر كانت تحكمه سلالة الفراعنة، وكانت تحكم بنظام
الكفر البواح الذي عرف بأنه نظام الحكم الفرعوني، كما يقص علينا القرآن
الكريم، لقد انتفخ الفراعنة غروراً، وأنكروا الله وأداروا ظهورهم له، ولكن
في النهاية لم تنفعهم قوتهم ومنعتهم وحضارتهم العظيمة وتفوقهم العسكري في
مواجهة الهلاك.
التعليم والكتابة
كان مستقلا في مصر القديمة وكانت الكتابة والقراءة محدودتين بين نسبة
صغيرة من الصفوة الحاكمة أو الكتبة في الجهاز الإداري. وكان أبناء الأسرة
الملكية والصفوة الحاكمة يتعلمون بالقصر. وبقية أبناء الشعب كانوا يتعلمون
في مدارس المعابد أو بالمنزول . وكان تعليم البنات قاصرا علي الكتابة
والقراءة بالبيت. وكان المدرسون صارمين وكانوا يستعملون الضرب .
الأدب
تؤكد آثار المصريين براعتهم في الكتابة والأدب ويظهر ذلك واضحاً فيما تركه
المصريون من آثار ، ولن ينسي التاريخ فضل المصريين علي الإنسانية في
اختراع الكتابة التي سماها الاغريق "بالخط الهيروغليفي" وتتكون الأبجدية
الهيروغليفية من 24حرفاً .. واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو
الأحمر في الكتابة علي أوراق البردي . وبرع المصريون في الأدب الديني الذي
تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الأخري وأسرار الكون والأساطير
المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد ومن أقدم أمثلة الأدب الديني "نصوص
الأهرامات" و كتاب الموتي
كما برع الأديب المصري القديم في كتابة القصص وحرص علي أن تكون الكلمة
أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين علي رواية تراثهم من
الحكم والأمثال وعلي ترديدها بأعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم
وبذلك كان المصريون من أحرص شعوب العالم علي تسجيل وتدوين تاريخهم
والأحداث التي تعرضوا لها في حياتهم وبهذه الخطوة الحضارية ظهر العديدمن
الأدباء والحكماء والمثقفين المصريين الذين تركوا لنا أعمالا تدل علي مدي
رقي الفكر والثقافة في مصر
الموسيقي
أحب المصري الموسيقي والغناء ، وأقبل المصريون علي الموسيقي واستخدموها في
تربية النشء وفي الاحتفالات العامة والخاصة وخاصة في الجيش ، وكذلك
استخدموها في الصلوات ودفن الموتي
وقد عرف المصريون في عصر الدولة القديمة آلات النفخ والوتريات مثل
"الهارب" (اسمها الفرعوني تيبوتي) وابتدعوا أنماطا وأشكالا من الآلات التي
تؤدي الإيقاعات والنغمات المختلفة وقاموا بتطويرها عبر مراحل تاريخهم
القديم
التزيين
عرف القدماء المصريون التجمل بالحلي والتي تميزت بالدقة الفنية العالية
وجمال التشكيل واستخدمت العناصر الزخرفية من الطبيعة مثل نبات البردي
والنخيل وزهر اللوتس كما استخدموا الأحجار الكريمة ، وحرصت المرأة بصفة
خاصة علي الاهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والأساور والعقود والخواتم
والقلائد والحنة
واختلفت الملابس في مصر الفرعونية من طبقة إلي أخري ، وكانت تصنع من
الكتان الناعم أو من الأقمشة الحريرية المستوردة من بلاد سوريا القديمة ،
وكانت الملابس تتنوع باختلاف المناسبات
هذه الصورة مصغره ... انقر على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 760x524 .
المعتقدات الدينية
يقول المؤرخ الإغريقي هيرودوتس: إن المصريين القدامى كانوا أكثر الناس تقى
في عالم ذلك الزمان، إلا أن دينهم لم يكن دين الحق، بل كانوا مشركين،
وظلوا متمسكين بدينهم المنحرف بسبب تشددهم.
كان المصريون القدامى متأثرين جداً بالبيئة الطبيعية التي كانوا يعيشون
فيها، لقد منعت طبيعة بلادهم الجغرافية عنهم أي هجوم خارجي، فقد كانت مصر
محاطةً بالصحارى والجبال والبحر من كل الجهات، لم تكن الهجمات ممكنة إلا
من طريقين فقط، وكان من الممكن السيطرة عليهما بسهولة، وبفضل هذه الطبيعة
الجغرافية بقيت مصر منعزلة عن العالم الخارجي، إلا أن هذه العزلة مع الزمن
تحولت إلى تعصب أعمى ، وهكذا أصبح لدى المصريين نظرة خاصة منيعة على أي
تغيير، مغلقة عن أي تنوير، فهم قوم لا يرون إلا دينهم قانوناً ومعيشةً،
وأصبح دين آبائهم الذي يذكره القرآن أثمن مالديهم .
لهذا أدار فرعون وحاشيته ظهورهم لموسى وهارون عندما دعوهم لدين الحق:
قال الله تعالىقَالوآ
أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبآءَنَا وَتَكُونَ
لَكُمَا الكِبْرِيَآءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِيْنَ
) (يونس: 78).
كان دين المصريين القدامى ينقسم إلى قسمين: قسم رسمي يختص بالدولة، وقسم
آخر يبحث في معتقدات الناس حول الحياة بعد الموت، ينص المعتقد الديني الذي
يخص الدولة على أن فرعون كينونة مقدسة، وهو انعكاس للآلهة على الأرض ليقيم
العدالة فيها ويحمي الناس.
كانت المعتقدات التي انتشرت بين الناس في غاية التعقيد، وكانت البنود
الدينية التي تتعارض مع دين الدولة الرسمي تلغى بأحكام فرعونية، تقوم
ديانتهم بشكل أساسي على الاعتقاد بتعدد الآلهة، وغالباً ما تصور هذه
الآلهة على شكل جسم بشري يحمل رأس حيوان، إلا أنه من الممكن أيضاً أن
نلتقي بتقاليد محلية تختلف من منطقة إلى أخرى.
تشكل الحياة بعد الموت القسم الأكبر من المعتقدات المصرية، هم يؤمنون بأن
الروح يستأنف الحياة بعد أن يموت الجسد، وحسب هذا المعتقد: تحمل الملائكة
أرواح الموتى إلى الإله القاضي، وإلى جانبه اثنان وأربعون قاضياً، يوضع
الميزان في المنتصف ويوزن قلب الروح في هذا الميزان، يُنقل أولئك الذين
يحملون حسنات أكثر إلى مكان جميل ويعيشون في سعادة، أما أولئك الذين تطغى
سيئاتهم فيرسَلون إلى مكان يذوقون فيه ألوان العذاب، هناك يُعَذَّبون إلى
الأبد من قبل وحش اسمه "آكل الموتى".