منتديات السادة الهوارة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات السادة الهوارة

د/مصطفى سليمان أبو الطيب الهوارى

د مصطفى سليمان ابوالطيب ابويوسف عايد الهوارى من مواليد محافظة الاسكندرية 8-6-1973 الاصل من محافظه اسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيلة هوارة عايد الهوارى دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمة مشكاة للدرسات الاسلامية عن القبائل النازحة لمصر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء الهوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 ومؤلف مجلد قاموس القبائل العربية المصرية( مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة) و موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهم1-تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2- القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3- القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4-رجال العصر فى أنسابهوازن وبنى هلال وبنى نصر 5-الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية -6-القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف و الامين العام لمجلس للقبائل المصرية والعربية بالاسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصرى للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالاسكندرية حاصل على شهادة تفدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان [رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوطفرع عبدالقادرالعامرية الإسكندرية/ وكيل مؤسسين حزب التحرير العربى حزب لم يكتمل امين عام التنظيم بحزب مصر الثورة سابقا مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعه بالاسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدنى رئيس لجنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية وباحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية بمصر والوطن العربى موبايل رقم 01224369577 01002920977 01119825377
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة

من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة

    أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:06 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【تحديد لفظة العرب】

    الجزء الأول :

    نطلق لفظــة "العـــرب" اليـــوم على سكّان بلاد واسعة ، يكتبون ويؤلفون وينشرون ويخاطبون بالإذاعـــة والتلفزيون" بلغة واحدة ، نقول لها : لغة العرب أو لغة الضاد أو لغة القرآن الكريم.
    وإن تكلمـوا وتفاهموا وتعـاملوا فيمـا بينهم وفي حياتهم اليومية أدّوا ذلك بلهجات محلية متباينة؛ ذلك لأن تلك اللهجات إذا أًرجعت رجعت إلى أصل واحــد هـــو اللسان العـــربي المذكور وإلى ألسنة قبائل عربية قديمة وإلى ألفــاظ أعجمية دخــلت تلك اللهجات بعـــوامل عديدة لا يدخل البحث في بيان أسبابها في نطاق هـــذا البحث.

    ونحــن إذْ نطلق لفظـــة "عـــرب" و"العـــرب" على سكان البلاد العـربية فإنما نطلقها إطلاقًًا عامًا على البـــدو وعلى الحضر، لا نفرق بين طائفة من الطائفتين ، ولا بين بلـــد وبلـــد.
    نطلقها بمعنى جنسية وقــومية وعلم على رسٍّ لـه خصائص وسمات وعـــلامات وتفكير يــربط الحاضرين بالماضين كما يربط الماضي بالحاضر

    واللفظة بهـــذ المعنى وبهـذا الشكـــل مصطلح يرجـــع إلى مـا قبل الإسلام ولكنه لا يـــرتقي تأريخيًّا إلى ما قبل الميلاد، بـل لا يرتقي عن الإسلام إلى عهد جــدّ بعيد ؛ فأنت إذا رجعت إلى القـــرآن الكريم ، وإلى حديث رسول الله ﷺ ، وجـــدت للفظة مـــدلولًا يختلف عــن مدلولها في النصـــوص الجاهلية التي عُثـــر عليها حتى الآن أو في التـــوراة والإنجيـــل والتلمـود وبقيــة كتب اليهـــود والنصــارى وما بقي مــن مـــؤلفات يونانية ولاتينية تعـــود إلى ما قبل الإسلام.
    فهي في هـــذه أعــراب أهل وبر ، أي طـــائفة خاصـــة مـــن العـــرب.

    أمــا في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي ، وفي الشعر المعاصر للرسول ﷺ فإنها علــم على الطائفتين واسم للسان الذي نــزل بــه القـــرآن الكريم لسان أهـــل الحضر ولسان أهل الوبر على حـــد سواء.
    {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}

    {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} .

    وإذا مــا سألتني عــن معنى لفظـــة "عرب" عند علماء العربية فإني أقول لك :
    إن لعلماء العـــربية آراء في المعنى تجدها مسطورة في كتب اللغة وفي المعجمات ؛ ولكنها كلها مــن نـــوع البحوث المألوفة المبنية على أقــوال وآراء لا تعتمد على نصــوص جاهلية ولا على دراسات عميقة مقـــارنة وُضعت على الحدس والتخمين وبعد حيـــرة شديدة في إيجـــاد تعليل مقبول فقالوا ما قالوه مما هو مذكور في الموارد اللغوية المعـــروفة ، وفي طليعتها المعجمات وكتب الأدب وكل آرائهــم تفسير اللفظة وفي محـــاولة إيجـــاد أصلها ومعانيها ، هو إسلامي دوّن في الإسلام.

    وترى علماء العربية حَيَارى في تعيين أول مــن نطــق بالعـــربية ؛ فبينما يذهبون إلى أن "يعرب" كان أول من أعرب في لسانه وتكلـــم بهذا اللسان العربي ، ثم يقولون : ولـــذلك عــرف هــذا اللسان باللسان العربي ، وتراهم يجعلون العـــربية لسان أهـــل الجنة ولسان آدم ، أي : أنهم يرجعون عهده إلى مبدأ الخليقة، وقد كانت الخليقة قبـــل خَلْـــق "يعرب" بالطبع بـــزمان طـــويل ، ثـــم تـــراهم يقولون :
    أول من تكلـــم بالعـربية ونسي لسان أبيه إسماعيلُ ، أُلْهِم إسماعيل هـــذا اللسان العربي إلهامًا ، وكان أول مــن فُتِق لسانه بالعربية المبينة ، وهو ابن أربـــع عشرة سنة.
    وإسماعيل هــو جدّ العرب المستعربة على حـــد قـــولهم.
    والقائلون إن "يعـــرب" هـــو أول من أعرب في لسانه، وإنــه أول من نطق
    بالعربية، وإن العربية إنما سميت بــه فأخــذت مــن اسمه ، إنمـا هـــم القحطانيون ، وهـــم يأتـون بمختلف الــروايات والأقـــوال لإثبـــات أن القحطانيين هـــم أصل العــرب ، وأن لسانهم هو لسان العرب الأول، ومنهم تعلّـــم العدنانيون العـــربية ، ويـأتون بشاهـــد مــن شعر "حسان بن ثابت" على إثبات ذلك ، يقـــولون :
    إنــه قـــاله ، وإن قوله هذا هو برهان على أن منشأ اللغــة العـــربية هو من اليمن. يقـــولون إنـــه قـــال :

    تعلمتم من منطق الشيخ يعرب ... أبينا ؛ فصرتم معربين ذوي نفـــر
    وكنتم قديمًا ما بكم غيـــر عجمة ... كـــلام ، وكنتـــم كالبهائم في القفر

    ولم يكن يخطر ببال هؤلاء أن سكان اليمـن قبـــل الإسلام كانـــوا ينطقون بلهجـــات تختلف عــن لهجة القـــرآن الكـــريم ، وأن مـن سيأتي سيكتشف سرّ "المسنَد" ، ويتمكن بـــذلك مـــن قـــراءة نصوصه والتعـرف على لغته وأن عـــربيته هي عــربية تختلف عن هـــذه العربية التي نــدوّن بها ، حتى ذهـــب الأمـــر بعلمــاء العـــربية في الإسلام بالطبع إلى إخراج الحميــرية واللهجات العـــربية الجنوبية الأخرى مــن العـــربية ، وقصر العـــربية على العـــربية التي نزل بها القـرآن الكريم وعلى ما تفـــرع منها من لهجات كما سأتحــدث عن ذلك فيما بعــد. وهـــو رأي يمثــل رأي العــدنانيين خصـــوم القحطانيين.

    والقائلون إن يعــرب هــو جدّ العربية وموجدها، عاجزون عن التوفيق بين رأيهم هـــذا ورأيهم في أن العـــربية قديمة قـدم العالم ، وأنها لغة آدم في الجنــة ، ثـــم هــم عاجزون أيضًا عن بيان كيف كان لسان أجداد "يعـــرب" وكيف اهتدى "يعـرب" إلى استنباطه لهذه اللغة العــربية ، وكيف تمكن من إيجاده وحده لها من غير مؤازرة ولا معين ؟ إلى غيـــر ذلك مــن أسئلة لم يكـــن يفطن لها أهل الأخبار في ذلك الزمن، وللإخباريين بعد كلام في هذا الموضوع طويل، الأشهر منه القولان المذكوران ووفـق البعض بينهما بــأن قالوا : إن "يعـــرب" أول مــن نطـــق بمنطق العربية ، وإسماعيل هـــو أول من نطق بالعربية الخالصة الحجازية التي أنـــزل عليها القرآن.

    أمــا المستشرقون وعلمــاء التـــوراة المحدثون ؛ فقـد تتبعوا تأريخ الكلمة وتتبعوا معناهـا في اللغات الساميـــة وبحثــوا عنهـا في الكتابات الجاهلية وفي كتابات "الآشوريين" فيــه لفظة "عـــرب" هـــو نصّ آشوري من أيـــام الملك "شلمنصر الثالث" "الثاني؟ " ملك آشور.
    وقـــد تبين لهـم أن لفظة "عـــرب" لم تكــن تعني عنــد الآشوريين ما تعنيه عندنا من معنى ، بــل كانوا يقصدون بها بـــداوة وإمـــارة "مشيخة" كانـت تحكــم في الباديـة المتاخمة للحدود الآشوريــة ، كـــان حكمها يتـــوسع ويتقلص في الباديــة تبعًا للظـــروف السياسية ولقـــوة شخصية الأميـــر وكان يحكمها أمير يلقب نفسه بلقب "ملك" يقال له "جنديبو" أي "جندب" وكــانت صلاته سئية بالآشوريين.

    ولما كانت الكتابة الآشورية لا تحــرك المقاطــع ، صعُب على العلمــاء ضبط الكلمــة ؛ فاختلفوا في كيفية المنطق بها ، فقــرئت : "aribi" و "arubu" و "aribu" و "arub" و "arabi" و "urbi" و "arbi" إلى غيـــر ذلك مــن قـــراءات. والظاهـر أن صيغة "urbi" كانـــت مــن الصيغ القليلة الاستعمال ويغلب على الظــن أنها استعملت في زمــن متأخـــر ، وأنهــا كـــانت بمعنى "أعـــراب" على نحـــو مـا يقصد مـن كلمي "عُـــربي" و"أعـرابي" في لهجة أهل العـــراق لهذا العهد. وهي تقابــل كلمة "عـــرب" التي هي مــن الكلمات المتأخـــرة كـــذلك على رأي بعض المستشرقين.
    وعلى كل حـال فإن الآشوريين كانوا يقصدون بكلمـــة "عـــربي" على اختلاف أشكالها بـــداوة ومشيخة كانـــت تحكم في أيــامهم الباديــة تمييزًا لها عــن قبـــائل أخـــرى كانت مستقرة في تخوم البادية".

    ووردت في الكتــابات البابليــة جملة "ماتواربي" "matu a-ra-bi"، "Matu arabaai" ، ومعنى "ماتو" "متو" أرض ، فيكـــون المعنى "أرض عـــربي"، أي "أرض العرب"، أو "بـلاد العـــرب" ، أو "العـــربية" ، أو "بـــلاد الأعـــراب" بتعبير أصــدق وأصح ؛ إذ قصـــد بها الباديـــة ، وكـــانت تحفل بالأعـــراب. وجـــاءت في كتـــابة "بهستون" بيستون" "behistun" لــدار الكبيـــر "داريوس" لفظــة "أرباية" "عرباية" "arabaya"، وذلك في النص الفارسي المكتـوب باللغـــة "الأخمينية"، ولفظة "arpaya"" "m ar payah" في النص المكتوب بلهجة أهـــل السوس "susian" "susiana" وهي اللهجة العيلامية لغـــة "عيـــلام".
    ومـراد البابليين أو الآشوريين أو الفرس من "العربية" أو "بلاد العرب". الباديــة التي في غــرب نهر الفـــرات الممتدة إلى تخـــوم بـــلاد الشام.

    وقد ذكرت "العربية" بعد آشور وبابل وقبل مصر في نصّ "دارا" المذكور. فحمل ذلك بعض العلماء على إدخال طـــور سيناء في جملـة هـــذه الأرضين.
    وقــد عاشت قبائل عربية عديدة في منطقة سيناء قبــل الميـــلاد.

    وبهــذا المعنى أي معنى البـــداوة والأعـــرابية والجفاف والقفر ، وردت اللفظة في العبـــرانية وفي لغــات سامية أخـــرى ، ويـــدل ذلك على أن لفظــة "عـــرب" في تلك اللغـات المتقاربة هـــو البـداوة وحياة البادية أي بمعنى "أعـــراب". وإذا راجعنا المواضـــع التي وردت فيـها كلمــة "عربي" و "عرب" في التوراة، تجدها بهذا المعنى تمامًا ؛ ففي كل المواضع التي وردت فيهـا في سفـر "أشعياء" "Isaiah" مثــلًا نـــرى أنها استعملت بمعنى بــداوة وأعــرابية ، كالذي جاء فيـــه : "ولا يخيم هنـــاك أعـــرابي". فقصد بلفظة "عرب" في هـــذه الآية الأخيـــرة البــادية مـــوطن العـــزلة والوحشة والخطر ، ولـــم يقصــد بها قومية وعلمية لمجلس معين بالمعنى المعـــروف المفهوم.
    ولــم يقصد بجملة "بــلاد العرب" في الآية المذكورة والتي هي ترجمة "مسا هـ - عـــراب" "MASSA HA-arab، المعنى المفهوم من "بلاد العـــرب" في الزمـــن الحاضـر أو في صـــدر الإسلام ؛ وإنمــا المـــراد بهــا البادية ، التي بين بلاد الشام والعراق وهي مـــوطن الأعـــراب.
    وبهذا المعنى أيضًا وردت في"أرميا" ففي الآيــة "وكـــل ملـــوك العـــرب" الـــواردة في الإصحاح الخامس والعشرين، تعني لفظـــة "العـــرب" الأعرابي" ، أي "عرب البادية" والمراد من "وكل ملوك العرب" و "كل رؤساء العرب" و" مشايخهم" ، رؤساء قبائل ومشايخ. لا ملوك مــدن وحكومات.

    وأما الآية: "في الطرقات جلست لهم كأعرابي في البرية"، فـــإنها واضحة وهي من الآيــات الواردة في "أرميا". والمـــراد بها أعـــرابي من البادية ، لا حضري مـن أهـــل الحاضرة.
    فالمفهوم إذن مـن لفظة "عـــرب" في إصحاحات "أرميا" إنما هـــو البـداوة والباديـــة والأعـــرابية ليس غيـــر.

    ومما يؤيد هذا الرأي ورود "ها عرابة ha 'arabah" في العبرانية ، ويـــراد بها مــا يقال لــه : "وادي العربة" ، أي الوادي الممتد من البحر الميت أو من بحـــر الجليل إلى خليج العقبة. وتعني لفظة "عـــرابة" في العبــرانية الجفــاف وحـــافة الصحـــراء وأرض محــروفة ، أي معـــاني ذات صلة بالبــداوة والباديـــة ، وقد أقامت في هـــذا الـــوادي قبائل بـــدوية شملتها لفظة "عـــرب".
    وفي تقارب لفظة "عـــرب" و "عرابة" وتقــارب معنـــاها ، دلالة على الأصل المشترك للفظتين.
    ويعـــدّ وادي "العـــربة" وكذلك "طور سيناء" في بلاد العـــرب.
    وقصد بــــ "العربية" برية سورية في "رسالة القـــديس بـــوليس إلى أهـل غـــلاطية".

    وقد عرف علماء العـــربية هذه الصلة بين كلمة "عـرب" و"عرابة" أو "عربة" فقالوا : "إنهم سمّوا عربًا باسم بلدهم العربات ، وقال إسحاق بن الفرج : عـــربة باحــة العرب ، وباحة دار أبي الفصاحة "إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام".
    وقالـــوا : "وأقـــامت قـــريش بعـربة فتنخت بها ، وانتشر سائر العرب في جزيرتها ؛ فنسبوا كلهـــم إلى عـــربة لأن أباهم إسماعيل، صلى الله عليه وسلم، نشأ وربّى أولاده فيها فكثروا. فلما لـــم تحتملهم البـــلاد ، انتشروا وأقـــامت قـــريش بها ، وقـــد هـــب بعضهم إلى أن عربة من تهامة، وهذا لا ينفي على كل حـــال وجـود الصلة بين الكلمتين.
    ورواية هـــؤلاء العلماء ، مأخوذة مـن التوراة، أخذوها من أهل الكتاب، ولا سيما مــن اليهـود وذلك باتصــال المسلمين بهم ، واستفسارهم منهـــم عن أمــور عديدة وردت في التــوراة ولا سيما في الأمـــور التي وردت مجملًا في القـــرآن الكريم والأمـــور التي تخص تأريـخ العـــرب وصلاتهم بأهـــل الكتاب.
    ويــرى بعض علماء التـــوراة أن كلمة "عـــرب" إنما شاعت وانتشرت عنـــد العبرانيين بعد ضعف "الإشماعيليين" "الإسماعيليين" وتدهورهــم وتغلـب الأعـــراب عليهم حتى صارت اللفظة مــرادفة عندهم لكلمة "إشماعيليين". ثــم تغلبت عليهم ؛ فصــارت تشملهم مــع أن "الإشماعيليين" كانوا أعـــرابًا كـــذلك ، أي قبائل بــدوية تتنقل مـن مكان إلى مكان، طلبًا للمرعى وللماء. وكانت تسكن أيضًا في المناطق التي سكنها الأعـــراب ، أي أهل البادية.

    ويـرى أولئك العلماء أن كلمة "عــرب" لفظــة متأخــرة ، اقتبسها العبرانيون مــن الآشوريين والبابليين ، بـــدليل ورودهـــا في النصوص الآشورية والبابلية ، وهي نصوص يعود عهدها إلى مــا قبل التـــوراة. ولشيوعها بعد لفظة "إشماعيليين" ، ولأدائها المعنى ذاته المـــراد مـن اللفظة ، ربط بينهما وبيـن لفظـــة "إشماعيليين"، ولأدائها المعنى ذاته المـــراد من اللفظة ، ربط بينها وبين لفظــة "إشماعيليين" وصـــارت نسبًا ، فصُير جـــد هـــؤلاء العـــرب "إشماعيل"، وعـدوًّا من أبناء إسماعيل.

    هـذا مــا يخص التوراة ، أما "التمود" فقد قصدت بلفظة "عـرب" و "عريم" "arbim" "عــربئيم" "arbi'im" الأعراب كذلك، أي المعنى نفسه الذي ورد في الأسفار القـــديمة، وجعلت لفظــة "عـــربي" مـــرادفة لكلمـة "إسماعيل" في بعض المـــواضع.

    وقبـــل أن أنتقـــل مــن البحــث في مدلول لفظه "عـــرب" عند العبرانيين إلى البحث في مدلولها عنـــد اليونان أود أن أشير إلى أن العبرانيين كانــوا إذا تحدثوا عن أهل المدر، أي الحضر ذكروهم بأسمائهم.
    وفي سلاسل النسب الـواردة في التوراة، أمثلة كثيرة لهذا النوع سوف أتحدث عنها.

    وأول من ذكر العــرب من اليونان هو "أسكيلوس ، أسخيلوس" "أشيلس" "أخيلوس" "Aeschylus"، "525- 456 قبل الميلاد" مـــن أهل الأخبــار منهم ، ذكــرهم في كلامه على جيش "أحشويرش" "xerxes"، وقـــال :
    إنه كان في جيشه ضابط عــربي من الرؤساء مشهور. ثـــم تـــلاه "هيرودوتس" شيخ المؤرخين "نحــو 484- 425 قبل الميلاد ،فتحدث في مواضيع مــن تـــأريخه عــن العـــرب حديثًا يظهر منه أنــه كان على شيء مــن العلـــم بهم.
    وقد أطلق لفظة "arabae" على بلاد العـــرب ، الباديـــة وجـــزيرة العــرب والأرضين الواقعة إلى الشرق من نهر النيـــل ، فأدخــل "طـــور سيناء" وما بعـــدها إلى ضفـــاف النيل في بــلاد العـــرب.
    فلفظة "العـــربية" "arabae" عنـد اليـــونان والـــرومان ، هي في معنى "بـــلاد العـــرب". وقــد شملت جزيرة العـــرب وباديـــة الشام. وسكانها هم عــرب على اختلاف لغاتهم ولهجاتهم على سبيل التغليب ؛ لاعتقادهـم أن البـــداوة كانت هي الغالبة على هــذه الأرضين ؛ فأطلقوها مــن ثـــم على الأرضين المذكورة.
    وتـــدل المعلومات الــواردة في كتب اليـــونان واللاتين المـــؤلفة بعـــد "هيرودوتس" على تحسن وتقدم في معارفهم عـن بلاد العـــرب ، وعلى أن حـــدودها قــد توسعت في مداركهم فشملت البادية وجزيرة العرب وطور سيناء في أغلــب الأحيان ؛ فصـارت لفظـة "arabae" عنـــدهم علمًا على الأرضين المأهــولة بالعـــرب والتي تتغلب عليها الطبيعة الصحراوية وصـــارت كلمة "عــربي" عندهم علمًا للشخص المقيم في تلك الأرضين من بــدو ومــن حضر ؛ إلا أن فكرتهم عــن حضر بلاد العــرب لم تكن ترتفع عن فكرتهم عـن البدوي ، بمعنى أنهم كانـــوا يتصوّرون أن العـــرب هـــم أعـــراب.
    ووردت في جغرافية "سترابون" كلمة "أرمي" "erembi"، ومعناها اللغـــوي الدخـــول في الأرض أو السكنى في حفـــر الأرض وكهوفها وقــد أشار إلى غمــوض هــذه الكلمة ومــا يقصــد بهـا ، أيقصد بهـا أهـــل "طرغلوديته" "troglodytea" أي "سكان الكهوف" أم العـــرب؟
    ولكنه ذكــر أن هناك من كان يريد بها العرب ، وأنها كانت تعني هذا المعنى عند بعضهم في الأيام المتقدمة ومن الجائـــز أن تكـــون تحـريفًا لكلمة "arabi" فأصبحت بهذا الشكل.

    أمــا "الإرميون" ؛ فلـم يختلفوا عـــن "الآشوريين" و"البابليين" في مفهوم "بلاد العـــرب". أي ما يسمى بـ"بادية الشام" وبادية السماوة. وهي الباديـة الواسعة الممتدة مــن نهر الفرات إلى تخوم الشام. وقـد أطلقوا على القسم الشرقي من هـذه البادية، وهو القسم الخاضـــع لنفوذ الفــرس ، اسم "بيت عـــرباية" "beth' arb'aya" و "باعرباية" "ba'arabaya" ، ومعناها "أرض العـــرب".
    وقـــد استعملت هـــذه التسمية في المؤلفات اليونانية المتأخرة. وفي هـذا الاستعمال أيضًا معنى الأعرابية والسكنى في الباديــة.
    ووردت لفظة "عـــرب" في عـــدد من كتابات "الحضر". وردت مثلًا في النص الــذي وسم بـــ"79" حيث جاء في السطرين التاسع والعاشر "وبجندا دعــرب" ، أي :
    "وبجنود العــرب". وفي السطر الرابع عشر: "وبحطر وعرب"، أي "وبالحضر وبالعرب". ووردت في النص: "193": "ملكادي عـــرب" ، أي "ملك العـــرب" وفي النص "194" وفي نصوص أخـــرى. وقــد وردت اللفظة في كــل هذه النصوص بمعنى "أعــراب" ، ولم تـــرد علمًا على قـــوم وجنس ، أي بالمعنى المفهوم من اللفظة في الوقت الحاضر.

    هـــذا ، وليست لدينا كتـابات جاهلية مــن النـــوع الـــذي يقـــول لـــه المستشرقون "كتابات عـــربية شمالية"، فيها اسم "العرب"، غير نصّ واحـــد ، هـــو النص الذي يعـــود إلى "امرئ القيس بن عمـــرو". وقـــد ورد فيه :
    "مر القيس بر عمرو، ملك العــرب كله ذو إسرالتج وملك الأسدين ونزروا وملوكهم وهرب مذحجو ... ". ولورد لفظة "العـــرب" في هــذا النص الذي يعـــود عهده إلى سنة "328 م" شأن كبير "غير أننا لا نستطيع أن نقول : إن لفظة "العرب" هنا، يراد بها العرب بدوًا وحضرًا، أي : يراد بها العلم على قومية ، بل يظهر مــن النص بوضوح وجـــلاء أنـــه قصد "الأعـــراب" ، أي القبائل التي كانت تقطن الباديــة في تلك الأيـــام.
    أمـا النصوص العربية الجنوبية ؛ فقد وردت فيها لفظــة "أعـــرب" بمعنى "أعــراب" ، ولم يقصد بها قومية ، أي علـــم لهذا الجنس المعـــروف ، الـذي يشمل كل سكان بلاد العرب من بــدو ومــن حضـــر ، فــورد : "وأعرب ملك حضرموت" ، أي "وأعـــراب ملك حضرموت" ، وورد : "وأعـــرب ملك سبأ" ، أي "وأعـــراب ملك سبأ". وكالذي ورد في نصّ "أبرهــة" ، نائب ملك الحبشة على اليمـــن ؛ ففي كـل هذه المواضع ومواضع أخرى ، وردت بمعنى أعـــراب".
    أما أهل المدن والمتحضرون ، فكانوا يعرفون بمدنهم أو بقبائلهم ، وكانت مستقر في الغالب. ولهذا قيل "سبأ"و "هَمْدَان" و"حِمْيَر" وقبـــائل أخـــرى بمعنى أنها قبـــائل مستقرة متحضرة تمتاز عــن القبائل المتنقلة المسماة "أعـــرب" في النصوص العـــربية الجنوبية ؛ مما يــدل على أن لفظــة "عرب" و "العرب" لــم تكـــن تـــؤدي معنى الجنس والتقومية ذلك في الكتابات العـــربية الجنوبية المــدونة والواصلة إلينا إلى قُبيل الإسلام بقليل "449 م" "542 م".
    والرأي عندي أن العرب الجنوبيين لم يفهموا هذا المعنى من اللفظة إلا بعد دخولهم في الإسلام ، ووقوفهم على القـــرآن الكريم ، وتكلمهم باللغة التي نزل بها، وذلك بفضل الإسلام بالطبع. وقـــد وردت لفظــة "عـــرب" في النصوص علمًا لأشخاص.
    وقـــد عـرف البدو ، أي سكان البادية بالأعـــراب في عـربية القرآن الكريم. وقــد ذكـــروا في مــواضع من كتاب الله ، وقــد نعتـــوا فيه بنعوت سيئة تدل على أثر خلق البادية فيهم. وقد ذكـــر بعض العلماء أن الأعراب بادية العـــرب ، وأنهم سكان البادية.
    والنص الوحيـــد الوحيـد الذي وردت فيه لفظة "العـــرب" علمًا على العرب جميعًا من حضر وأعراب ، ونعت فيه لسانهم باللسان العربي ، هـــو القرآن الكريم. وقد ذهب "د. هـ. ملر" إلى أن القـــرآن الكـــريم هـــو الــذي خصص الكلمة وجعلها علمًا لقومية تشمل كل العـــرب. وهــو يشك في صحة ورود كلمة "عـــرب" علمًا لقومية في الشعر الجاهلي ، كالذي ورد في شعر لامرئ القيس ، وفي الأخبـــار المـــدونة في كتب الأدب على ألسنة بعض الجاهليين.
    ورأي "ملر" هذا رأي ضعيف لا يستند إلى دليل ؛ إذ كيــف تعقـل مخـــاطبة القـــرآن قـومًا بهذا المعنى لو لم يكن لهم علم سابق بـه؟ وفي الآيات دلالة واضحة على أن القوم كان لهم إدراك لهذا المعنى قبل الإسلام، وأنهم كانوا ينعتون لسانهم باللسان العربي وأنهم كانـــوا يقولون للألسنة الأخرى ألسنة أعجمية : {أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ} {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيّاً} . {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} . {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} ففي هـذه الآيات وآيات أخرى غيرها دلالة على أن الجاهلين كانوا يطلقون على لسانهم لسانًا عـــربيًا ، وفي ذلك دليـــل على وجـــود الحس بالقـومية قبيل الإسلام.

    ونحـــن لا نـــزال نميز الأعـــراب عـن الحضر ، ونعتدّهم طبقة خاصة تختلف عـن الحضر ، فنطلق عليهم لفظة :"عـرب" في معنى بدو وأعراب أي بالمعنى الأصلي القديم ، ونرى أن عشيرة "الرولة" وعشائر أخرى تقسم سكان الجزيرة إلى قسمين :
    حضر و "عـــرب". وتقصد بالعـــرب أصحاب الخيام أي المتنقّلين، وتقسم العرب، أي البدو إلى "عـــرب القبيلة" وهـــو "عـــرب الديرة"، وهـــم العرب المقيمون على حـــافات البـــوادي والأريـــاف ، أي في معنى "عـــرب الضاحية" و "عـــرب الضواحي" في اصطلاح القـــدامى.
    ثـــم تقسم الحضر وتسميهم أيضًا بـ"أهل الطين" إلى "قارين"، والواحد "قروني"، وهم المستقرون الذين لهم أماكـــن ثابتـــة ينـــزلونها أبدًا ، وإلى "راعية" والمفــرد راع ، وهم أصحاب أغنـــام وشبه حضـــر ، ويقال لهـــم" شوّاية" وو"شيّان" و "شاوية" و "رحم الديرة" بحسب لغات القبائل.
    وأشبه مصطلح مـــن المصطلحات القديمة بمصطلح "شوّاية" و "شاوية"، هو "الأرحاء"، وهي القبائل التي لا تنتجع ولا تبرح مكانها؛ إلا أن ينتجع بعضها في البرحاء وعـــام الجدب.
    وخلاصة ما تقدم أن لفظة "ع ر ب"، "عـرب" هي بمعنى التبدي والأعرابية في كــل اللغات السامية ، ولـــم تكن تفهم إلا بهذا المعنى في أقدم النصوص التاريخية التي وصلت إلينا، وهي النصوص الآشورية، وقد عنت بها البدو عامة، مهما كان سيدهم أو رئيسهم.
    وبهذا المعنى استعملت عند غيرهم. ولما توسعت مـدارك الأعـــاجم وزاد اتصالهم واحتكاكهم بالعرب وبجزيرة العـــرب توسعوا في استعمال اللفظة حتى صارت تشمل أكثر العـــرب على اعتبار أنهم أهل بـــادية وأن حياتهم حياة أعـــراب. ومن هنا غلبت عليهم وعلى بـــلادهم ، فصارت علَمية عنـد أولئك الأعاجم على بلاد العرب وعلى سكانها، وأطلق لذلك كتبة اللاتين واليونان على بلاد العرب لفظة "arabae" "Arabia" أي "العربية" بمعنى بلاد العرب.

    لقــد أوقعنا هـذا الاستعمال في جهل بأحــوال كثير مــن الشعوب والقبائل ذكـــرت بأسمائها دون أن يشار إلى جنسها.
    فحرنا في أمـــرها ، ولـــم نتمكن من إدخالها في جملة العرب؛ لأن الموارد التي تملكها اليـــوم لـــم تنص على أصلها ؛ فلم تكن من عادتها، ولم يكن في مصطلح ذلك اليوم كما قلت إطلاق لفظة "عـرب" إلا على الأعراب عامـــة ، وذلك عند جهل اسم القبيلة وكـــانت تلك القبيلة بـــادية غيـــر مستقرة، وقد رأينا أن العرب أنفسهم لـــم يكونوا يسمون أنفسهم قبل الميلاد، إلا بأسمائهم، ولولا وجودهم في جزيرة العـــرب ولولا عثورنا على كتابات أو مــوارد أشارت إليهم، لكان حالهم حـــال من ذكرنا ، أي لما تمكّنّا مـــن إدخالهم في العـــرب ، ونحن لا نستطيع أن نفعل شيئًا تجــاه القبائل المذكورة، وليس لنا إلا الانتظار فلعل الزمن يبعث نصًّا يكشف عــن حقيقة بعض تلك القبائل.
    هـــذا ويُلاجظ أن عـــددًا من القبائل العربية الضاربة في الشمال والساكنة في العـــراق وفي بلاد الشام ، تأثرت بلغـــة بين إرم ، فكتبت بها ، كما فعل غيرهم من الناس الساكنين في هذه الأرضين، مع أنهم لم يكونوا من بني إرم. ولهذا حسبوا على بني إرم ، مع أن أصلهم من جنس آخر. وفي ضمن هـــؤلاء قبائل عـــربية عديدة ، ضاع أصلها ؛ لأنهـــا تثقفت بثقافة بني إرم فظن لـــذلك أنها منهـــم.

    الآن وقـــد انتهت مــن تحديد معنى "عـــرب" وتطورها إلى قبيل الإسلام أرى لزامًا عليّ أن أتحدث عــن ألفاظ أخــرى استعملت بمعنى "عــرب" في عهد من العهود، وعند بعض الشعوب

    في الجزء الثاني من الموضوع 》..


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:07 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    أما بنـــو "قمعة بن إلياس" فهـــم من نسل "عامر بن قمعة" ، واسم "قمعة" عميـــر.
    وقد ولد "عامر" هذا :
    "أفصى" و"ربيعة" وهي لحيّ.
    فـــولد "لحيّ" :
    "عامر بن لحيّ".
    وولد "عامر بن لحيّ" :
    "عَمْرًا" وهو عمرو بن لحي، نسب إلى جـــده ، فعــرف بعمرو بن لحي. وهو على قـــول الأخباريين أول من غيــر دين إسماعيل ودعا العرب إلى عبادة الأوثان...
    وأشهر بطـــون "قمعة" :
    "أسلم"، و"خــزاعة" في رأي بعض النسابين.
    ولـم يشر إلى عقب يذكر لقمعة بعض آخـــر من علماء الأنساب.

    أما "أسلم" ، فهـــم :
    "بنو أفصى بن عامر بن قمعة".

    وأما "خزاعة" ، فهـــم :
    "بنو عمرو بن عامر بن لحيّ" وهـــو ربيعة، وقد كانت مواطن خزاعة في أنحاء مكة في مرّ الظهران وما يليه. وكانـــوا حلفاء لقـــريش. ودخلوا في عـــام الحديبية في عهد رسول الله ﷺ وقـــد ذهـب بعض النسابين كما أشرت سابقًا إلى ذلك إلى أن خزاعة من غسان ، وأنها من نسل حارثة بن عمرو "عامر" مزيقياء ، وأنها أقامت بمـــر الظهران حين سارت غسان إلى الشام ، وتخزعوا عنهم ، فَسُمّوا خزاعة.
    وإلى نسبة خـــزاعة إلى غسان ذهب نسابو خزاعة.

    ومن صلب "عمرو بن لحيّ" ، أي خـــزاعة :
    "بنو سلول بن كعب بن عمرو بن عامر بن لحيّ" ، ومنهـم :
    قمير "قمر"، و"مطرود" و"مازن" و"سعد" و"حليل"، و"حُبْشيّة" وهـــم بطــن ، وهـــو حاجب الكعبة.

    ووالد "حُبّي" التي تزوجها "قصيّ بن كلاب"، ومن نسل "حليل أبو غبشان" واسمه "المحترش" ، باع الكعبة بـزق خمر من "قصيّ بن كلاب".

    ومن ولد "حبشية بن كعب بن عمرو بن عامر بن لحي" :
    "حرام"، و "غاضرة".
    ومن نسل "بني عوف بن عمرو بن عامر بن لحي" :
    "جفنة" "بنو جهينة"، وهـــم عبـــاد بالحيرة.
    ومن نسل "سعد بن عمرو بن لحي": "بنو المصطلق".
    ومن "بني أفصى بن عامر بن قمعة بن عامر بن قمعة" :
    "بنو أسلم"، و"سلامان" و"هوازن" ، و"بنو ملكان بن أفصى بن عامر بن قمعة" و"بنو مالك بن أفصى".

    وقـــد تحدثت سابقًا عن رأي نسابي اليمن في خزاعة ، وعدها من جماعة قحطان.
    ونظرًا لعـــد بعض النسابين إياها من "عدنان" تحدثت عنها في هذا الباب.

    أما فرع "مدركة" فيتكون من أصلين :
    في المنشور التالي 》》


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:07 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    والفــرع الثاني من فروع "مضر"، هو من نسل "إلياس".
    ويتكون هـــذا الفرع من ثلاث كتل : "طابخة"، و"قمعة"، و"مدركة".
    ولكل من هذه الكتل قبائل وبطون.

    أما "طابخة"، واسمه عمرو "عامر" فهو والد ولــد يسميه النسابون "أُدا" و"أُد" والد عـــدة أولاد هـــم :
    "مر"، و"ضبة"، و"عمرو" وهـــو مزينة و"عبد مناة"، و"حميس" خميس.

    وذكروا أن "بني حميس"، شهدوا يوم الفيل مـــع الحبشة ، فقتلوا ، فقــل نسلهم.

    أما "ضبّة بن أُد" ، فـــولد :
    "سعد بن ضبّة"، و"سعيد" ولا عقــب لـــه ، قتله الحارث بن كعب ، ثم قتل ضبّة الحارث بن كعب ، وفي ذلك سارت الأمثال الثلاثة :
    "أسعد أم سعيد" و "الحديث ذو شجون" و "سبق السيف العذل" قالها كلها ضبة ، و "باسل بن ضبّة".
    ويذكـــر الأخباريون أن "الديلم" مــن نسله. يقصد "باسل بن ضبّة"

    وولد "سعد بن ضبة" :
    "بكر بن سعد"، و"ثعلبة"، و"صريم"

    ومن "بكر بن سعد" :
    "ضرار بن عمرو بن مالك" ، سيد بني ضبّة. وقـــد شهـــد يـــوم القرنتين ، و"المفضل بن يعلى" صـــاحب المفضليات ، و"حبيش بن دلف بن العون" ، وكان ينــازع ضرار بن عمرو الرياسة وحضر يوم القرنتين ، و"بني تيم بن ذهل".
    وتعد "ضبّة" جمرة من جمرات العرب التي أشرت إليها ، وتقـــع منازلها في اليمامة ، وفي خـــلال الحـــرب التي وقعت بين "عبس" و"ذبيان" دخلــت عبس أرض "ضبة" ، ولكنها اضطرت إلى مغادرتها بعـــد النزاع الذي حدث بين عبس وضبة. وجاورت بني عامر بن صعصعة. وفي يوم "جَبَلة"، وهــو من الأيام المشهورة التي وقعت بعد يـــوم رحرحان بعام ، ويصادف ذلك عام مولد النبي على روايـــة. أو قبل مولده بسبع عشرة سنة على روايـــة أخـــرى. كانت ضبة مع ذبيان وتميم
    وأسد والرباب وفـــزارة في مهاجمة "بني عامر بن صعصعة". وبالرغم من كثرة هذه القبائل تمكنت "بنو عامر" مـن الظفر بــه ومــن إلحاق الهزيمــة "بتميم" وبمن ضامها.
    وإلى مشورة قيس بن زهير العبسي يعـــود الفضل في انتصار بني عامر. وفي رواية أن "لقيطًا" استنجد أيضًا بالنعمان بن المنذر ، فأنجده بأخيـــه لأمه "حسّان بن وبرة الكلبي"، وبصاحب هجر وهو "الجون الكندي" فأنجده بابنيه معاوية وعمرو وغـــزا بني عامر. وقد أصيب تميم ومن كان معها من القبائل بخسائر ، وبوقـــوع عدد من الزعماء أسرى في أيدي بني عامر، فقتل في هـــذا اليوم لقيط بن زرارة، وأسر حاج بن زرارة، أسره ذو الرقيبة ، وأسر "سنان بن أبي حارثة المري" وجزت ناصيته، وأطلق إمعانًا في امتهانه ، وأسر "عمرو بن عدس" وجـــزت ناصيته كـــذلك ثـــم أخلي سبيله.
    وقتل "معاوية بن الجون"، ومنقذ بن طريف الأسدي ، ومالك بن ربعي بن جندل.
    ويعــد جزّ الناصية بعــد الأسر خاصة من أشد درجات الامتهان ، ولا سيما جـــزّ نواصي السادة والرؤساء.

    وفي يوم النسّار ، لحقت ضبّة وعديّ بأسد وطيء وغطفان في غـــزوهم لبني عامر ، وقـــد ألحقـــوا خسائــر فادحة ببني عامر ، وهــذا مما غـــاظ تميمًا ، فجعلها تلحـــق طيئًا وغطفان وحلفاءهـــم مــن ضبة وعدي يـــوم الفجار ، حتى قتلت من طيء أكثـــر مما قتلت طيء يـــوم النسار.

    ومن ذريـــة "عبد مناة بن أُد" :
    "تيم"، و"عدي"، و"عوف"، و"ثور"، و "أشيب". وهــؤلاء هم "الرباب"، لأنهم تحالفوا مـع بني عمهم ضبّة علي بني عمهم تميم بن مرّ ، فغمسوا أيديهم في رُب.

    ومن "بني عوف بن عبد مناة" :
    "بنـــو عكل".
    ومن "بني عمرو بن أد" :
    "مزينة"، نسبوا إلى أمهم "مزينة بنت كلب بن وبرة".
    وتقـع ديار الرباب بالدهناء في جوار "بني تميم".

    ومن ولد "أُد بن طابخة" :
    "مر بن أُد" :
    فولد "مر" :
    "تميمًا" و"ثعلبة"، وهو ظاعنة، و"بكـر بن مرّ" ، وهو الشعيراء، و"محارب بن مرّ" ، وهو صوفة. ومن النساء برة أم النضر، وملك وملكان بني كنانة. وهي أيضا أم "أسد بن خزيمة" وهند ابنة مر وقـد ولدت بكرًا وتغلب وعنز بني وائل بن قاسط ، وتُكمة بنت مــر وقد ولـدت غطفان بن سعد ، وسليما وسلامان بن منصور ، وجديلة بنت مر وقــد ولدت فهمًا وعدوان ، وإليها ينسبون، وعاتكة بنت مر. وهي والدة عـــذرة بن سعد وإخـــوته.

    وأما "صوفة" ، فإنهم كانــوا يجيزون بالحاج. وقد انقرضوا عن آخرهم في الجاهليـة ، فورث ذلك آل صفوان بن شجنة "سجنة" "شحمة" ، مــن "بني سعد بن زيد مناة بن تميم".
    ومن هؤلاء على رواية كان "عامر بن أحيمر السعدي" الـــذي حصـــل على برديّ مُحوّق من "النعمان بن المنذر" في مجلس مفاخـــر حضرته وفـــود العرب عقد بحضرة النعمان بن المنذر في الحيرة.
    وقـــد بزّ عامـــر هــذا الحاضرين في الفخـــر وفي الانتساب على الطريقة المألوفة. ولما سأله النعمان : بِــمَ أنت أعـــز العرب؟ قال : العِزّ والعـــدد من العرب في "معـــد" ثـــم في "نـــزار" ثم في "تميـــم"، ثم في "سعـــد"، ثم في "كعب" ، ثم في "عوف"، ثــم في "بهدلة"، فمن أنكـــر هذا من العـــرب فلينافرني؟
    فلما لم ينافره أحد ، ذهب بالبردين.

    و"تميم" مــن القبائل العربية الكبيرة المعروفة، وقد نعتهم ابن حزم بقوله: "وهـــم قاعـــدة مـــن أكبـــر قـــواعد العـــرب".
    وتعـــد في مقابل "قيس" و "ربيعة" ، وهي الممثلة لمجموعة "مضـــر" في بعض الأحيان. وهي أقـــرب جغرافيًّا وتأريخيًّا إلى قيس وربيعــة منها إلى "كنـــانة".
    ومعارفنا عـــن تأريخها مستمدة مثل معـارفنا عن القبائل الأخــرى المماثلة من الروايات المدونة في كتب الأخباريين.
    ويـــزعم الأخباريون أن جـــد هـــذه القبيلة مدفون في موضع "مُـرّان"، وهم يروون قصصًا عنه وعـــن ميلاد أولاده مـــن هـــذا النـــوع الـذي ألفنا وروده عن الأخباريين.
    ولا نستطيع في الـــوقت الحاضر أن نـــرتقي بتأريخ "تميم" عـــن القـــرن السادس للميلاد، فليست لدينا موارد تأريخية يعتمد عليها ترفـــع تأريـــخ هـــذه القبيلة إلى مــا قبل ذلك ، ولا يعني هـــذا أننا ننكـــر أن يكـــون لها تأريخ قديـــم ، إذ يجوز أن يكون لها عهد أقدـــم مـــن هـــذا العهد الـــذي نتحدث عنـــه.
    ولكننا لا نملك الآن نصوصًا جـــاهلية أو موارد إسلامية يُطْمأن إليها، ترجع تأريخ "تميم" إلى ما قبل هـذا القرن.
    أما في القـــرن السادس ، فقــد كانت "تميم" قبيلة بـــارزة ظاهرة ، بطونها منتشرة في العـــربية الشرقية ، وفي نجـــد وفي العـــراق ، وفي أنحـــاء مختلفة من جزيرة العــرب ، مجاورة لقبائل معروفة مثل أســـد وغطفان وبني عبد القيس وتغلب، متصلة بها.

    ومن "بني دارم" من تميم كان المنذر بن ساوي حاكم البحرين والذي أسلم في أيام الرسول.
    وكانـــت لتميم صـــلات متينة بملوك الحيرة ، وكـــان مــن عادتهـم جعــل الردافة في بطــن من بطونهم ، وهو بطن بني يربوع. وقد ثار هــذا البطن وهاج ، لما حـــولت الردافة إلى بطـن آخـــر من بطون تميم ، هو بطن "بني دارم" ، ولم يقبلوا إلا برجوعها إليهم لما كان للردافة من مكـــانة في ذلك الوقت.
    ونجـــد في كتاب الأخباريين أسماء أيام عديدة وقعت بين تميم وغيرها مــن القبائل ، خاصـــة قبائل "بكر بن وائل". كما نجــد إشارات إلى حروب وقعــت بينهم وبين بعض ملـــوك الحيرة.
    وقد أشرت إلى القصص الذي يرويـه أهـــل الاخبار عـن غـــزو "سابور ذي الأكتاف" لجـــزيرة العـــرب وإلى ما زعمــوه من تنكيله بالقبائل وانتزاعـه أكتافهم ، ومن هـــذه القبائل قبيلة تميم. ويذكـــر الأخباريون أيضا أن "كسرى برويز" "كسرى أبرويز" "khusrawparwez"، كتب إلى عامله على هجر ، وهو "المكعبر"، أن ينتقــم مــن تميم ، لتعرضها لقافلــة كـــانت محملة بالتجارات وبالهدايا مرسلة إليه ، فقتل المكعبر بالمشقر عددًا كبيرًا منهم.
    ولتميم صلات متينة برجال مكة، وقد كان لرجالهم ذكر وخبر في سوق "عكاظ".
    فمنهم كان حكّام الموسم. كما تولوا القيام ببعض مناسك الحـــج وقــد صاهرهم بعض رجـــال مكـــة.
    ويظهر من بعض روايات الأخباريين أن تميمًا وبقية القبائل المنتمية إلى "أد" كانت تتعبد لـــ "شمس".
    وكان لشمس بيت "تعبده بنو أُد كلها: ضبة وتميم ، وعدي ، وعكل ، وثور. وكـــان ســـدنته من "بني أوس بن مخاشن بن معاويــة بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم"، فكسره هند بن أبي هالة بن أسيد بن الحلاحل بن أوس بن مخاشن".

    وعبــدت طائفة مــن تميم "الدَّبَران" مــن النجوم ، ولهم قصة عــن هـــذه النجـــوم.
    وكان بعض "تميم" على النصرانية ومنهم عدي بن زيد العبادي، كما كان بعض منهم من دان بالمجوسية، ومن هؤلاء زرارة بن عدس التميمي وابنه حاج بن زرارة والأقـــرع بن حابس.
    وفي شواهــد كتب النحـــو والصرف أمثلة عديدة من لهجة تميـــم ، وهي تشير إلى وجود فوارق ومميزات في تلك اللهجة تميزها عـــن اللهجة التي نزل بها القرآن الكريم.
    وقــد أخرجت هذه القبيلة عــددًا من الشعراء في الجاهلية والإسلام. وللاستشهاد بلهجة "تميم"، ولوجـــود عـــدد مـن الشعراء الذين يعدون من كبار الشعراء عند علماء الشعر، أهمية كبيـــرة ولا شك في دراسة اللهجات العـــربية ، وعـــلاقاتها بلهجة القــرآن الكريم....

    وقد أدى تعدد بطون تميم وانتشارها إلى نشوب حروب بينها ، وإلى تكتّلها كتلًا وتكــوين أحلاف بينها ، كالحلف الذي كان بين "بني يربوع" و "بني نهشل". وقـد نسب "لأبي اليقظان" النسابة كتاب في أحلاف تميم اسمه: "كتاب حلف تميم بعضها بعضًا".

    وبطون "تميم" عديدة ، تفرعت على رأي النسابين من :
    "الحارث"، و "عمرو"، و "زيد مناة' أولاد "تميـــم".
    ومن ولـــد "عمرو" :
    "العنبر"، و"الهجيم"، و"أسيد"، و"مالك"، و"الحارث"، و"قليب". و"الحرماز"، و"كعب" على روايـــة أخـــرى.
    ومن بطون "بني كعب" :
    "بنو فهد". وقـــد عرف نسل الحارث بالحَبِطات.
    ومن بطون "بني مالك بن عمرو بن تميم" :
    "مازن"، و "الحرماز"، و "غيلان"، و"غسان".
    ومن "بني أسيد بن عمرو بن تميم" : "بنو كاهل"، ومنهـم "أوس بن حجر" الشاعر الجاهلي المعـــروف. وكـــان شاعر "مضـــر" حتى أسقطه "زهير" ، و"بنو شريف"
    ومنهم "أكثم بن صيفي" مــن حكماء العـــرب في الجاهلية و"حنظلة بن ربيعة"، بن أخي أكثم. وقـــد كتـــب للنبي الوحي.
    ومن "بني مالك بن زيد مناة بن تميم" :
    "البراجم"، و"بنو دارم".
    ومن "بني حنظلة" :
    "بنو يربوع".
    ومن "بني يربوع" :
    "بنو ثعلبة"..
    ومن "بني الحارث بن يربوع" :
    "بنو سليط"،
    ومـن نسل "مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم" :
    "بنو فُقَيْم"، و "بنو نهشل"، و "بنو مجاشع"، وفي "بني رياح بن يربوع" كانت ردافـــة قبل الإسلام.
    ومن "بني العنبر بن يربوع" كانت سجاح.

    وذكـــر "البلاذري" أن "بكر بن وائل" أغارت على "بني عمرو بن تميم" يوم "الصليب"، ومعها ناس مــن الأساورة فهزمتهم "بنو عمرو" وقتلت "طريفا" رأس الأساورة.
    وذكر أن "بكرًا" كانت تحت يد كسرى وفارس فكانوا يقوونهم ويجهزونهم وكان يشرف عليهم عامل "عين التمر". ويظهر أن "بني عمرو"، كانوا قد اعتدوا على "عِير كسرى"، فجهز "بكر بن وائل" عليهم.

    أما "بنو قمعة بن إلياس"》》
    التالي


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:08 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    وولد "سليم بن منصور" :
    "بُهثة" بُهتة.
    ومن ولد "بهثة" :
    "الحارث"، و"ثعلبة"، "امرؤ القيس"، و "عوف"، و"معاوية".
    ومن بطون "امرئ القيس" :
    "بنو عصيّة"، "مالك ذو التاج"، و"كرز" و"عمرو"، و"هند"، و"بنو خالد بن صخر بن الشريد".
    ـ
    وقــد تـــوجت بنــو سليم مالكًا ملكًا عليها ، وقتل مالكًا وكرزًا عبد الله بن جذل الطعان الكناني.

    وقد اشتهرت بلاد بني سليم بالمعْدِن الذي فيها ، ولذلك قيل لها معدن بني سليم.
    ومن "بني الحارث بن بهثة" :
    "بنو ذكوان".
    ومــن "بني عبس بن رفاعــة بن الحارث" :
    "العباس بن مرداس" ، وهـــم مــن القبائـل التي لعنها الرسول ﷺ لقتلها أهل "بئـــر معونة".
    وقد لعن الرسول ﷺ "بني عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة" كذلك للسبب نفسه.

    ومن "بني ثعلبة بن بهثة بن سليم": "حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص" ، وكـان بمكــة في الجاهلية محتسبًا بأمـــر بالمعروف وينهي عن المنكر.

    وتعـــد قبيلة "بني سليم" من القبائل المهمة الساكنـة في الحجاز في أرض اشتهرت بمعادنها وبخصبها ، وبها حِرَار منها : حرة "بني سليم" ، وحرة ليلى، وبها مياه استفادت منها القبيلة في الزرع.
    وتجاورهـــا مــن القبائل "غطفان" و"هـــوازن" و "هـــلال". وكانــوا على صلات حسنة باليهود ، كما كانوا على صـــلات وثيقة بقريش. وقــد تحالف معهم أشراف مكـــة وكبارها لما لهــم من علاقات اقتصادية بهذه القبيلة.

    ويـــروى أن "النعمان بن المنذر" كـان قــد نقم على بني سُليم لأمر أحدثوه فأرسل عليهم جيشًا، ولكنه لم يتمكن منهم ، وهُزم الجيش.
    و"لبني سليم" ككل القبــائل الأخــرى أيـــام. منها :
    يوم ذات الرَّمرم وهـــو "لبني مازن" على "بني سُليم" ، ويــوم تثليت وهـــو بين "مـــراد" و "بني سليم".

    وكان لهم صنم يقال لـه "ضمار" كان عند مرداس والد العباس بن مرداس. فلما تـــوفي مرداس ، وضعه العباس في بيت يتعبد لـــه.
    فلما ظهر الإسلام، أسلم، وأحرق ذلك الصنـــم.

    وولد "معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور" أولادًا ، هـــم :
    "نصر" ، و "جشم"، و "صعصعة" ، و "عـــوف".
    ويسمون بنية الوقَعَة.
    وقــد دخلوا في "بني عمرو بن كلاب بن الحارث".

    ومن "بني نصـــر" :
    "معاوية ربيعة بن عثمان" وهـــو أول عربي قتل عجميًا في يوم القادسية.

    ومن "بني جشم بن معاوية" :
    "دُريــد بن الصمة" مـــن الفـــرسان المعروفين. ولهم حـــروب مع "أسد" و "غطفان" و "عبس" ، وكانــت مواطنهم بالسروات.

    أما ولد "صعصعة بن معاوية"، فهم : "عامـر"، و"مرّة" ويعرف أبناؤه "ببني سلول" نسبوا إلى أمهم ، و "غـــالب" وأمـــه تماضر ، وقـــد نسب ولده إلى أمهم. و"ربيعة" وأمة عويصرة، وإليها نسب. و "عبــد الله"، و "الحــارث" : وأمهما عادية ، وإليها نُسبا ، و"كبير"، و"عمرو"، و"زبير" وأمهم وائلة، وإليها نسبوا. و "قيس" ، و "عـــوف"، و "مساور"، و"سيار"، و"مشجور" أمهم عـــدبة ، فنسبوا إليها.

    ويـــلاحظ أن النسابين قـــد جعلـــوا لصعصعة عـــدة نساء ، ونسبـــوا إلى هـــؤلاء النسوة أولادهن ، فعلـوا ذلك للتمييز بين هـــؤلاء الأولاد ولا شك.

    وذهـــب بعض المستشرقين إلى احتمال كـــون "بني عامـــر" هـــم : hamirei""، "hamirou"، "hamirinoei" المـــذكورين في تأريــخ "بلينيسوس".
    وتقـــع منازلهـــم بيـــن منــازل قبائل "هوازن" و"سليم" و"ثقيف"، ولهم مع القبائل الأخـــرى مثل "بني حنيفة" و"عبس" و"ذبيان" و"فزارة" و"تميم" و "بني نهد" و "سعد" و "الرباب" حـــروب عــديدة ، تـــرد أخبارها في الأيـــام.

    ومن نسل "عامر بن صعصعة" : "ربيعة"، و"هلال"، و"نمير"، و"سواءة".
    ومن "بني ربيعة بن عامر صعصعة": "كلاب"، و"عامر"، و"كليب".
    ومن "بني عامر ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة" :
    "معاوية ذو السهمين"، لأنه كان يأخذ سهمه من غزوات بني عامر ، أقام أو غزا. و"بنو عمرو بن عامر" المعروف بـــ "فارس الضحياء".
    ومن "بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة" وهـــم :
    "خالد الأصبغ" و "ربيعة الأحوص" ، و"مالك الطيّان" ، أمهم بنت رياح بن الأشل الغنويّ. و "عتبة"، و"عـــوف"، أمهما فاطمة بنت عبد مناف بن قصيّ بن كلاب.
    فـــولد "الأحوص" :
    "عوفًا"، و "عمرًا"، و "شريحًا"، قـــاتل لقيط بن زرارة يوم جبلة، وقد سادوا جميعًا.
    ومن "عوف بن الأحوص" :
    "علقمة بن علاثة" الذي نافر عامر بن الطفيل.
    ومن نسل "خالد بن جعفر بن كلاب": "أرْبَد بن قيس بن جزء بن خالد" ، وهـــو الذي أراد مع عامر بن الطفيل قتل رسول الله ﷺ .

    ومن نسل "مالك بن جعفر بن كلاب": "عامــر" ، وهو أبو براء ربيعة ملاعب الأسنة، و"الطفيل"، وهـــو والد عامـر بن الطفيل، و"لبيد الشاعر".

    ومن نسل "عتبة بن جعفر بن كلاب": "عـــروة الرحّال بن عتبة بن جعفر" الـــذي أجـــار لطيمة الحيــرة ، فقتله البرّاض الكناني ، ومــن أجله كـــانت حـــرب الفجار ، وابنته كبشة هي أم عامر بن الطفيل، ولدته يـــوم جبلة.

    ومن نسل "عمرو بن كلاب الصعق" ، وهـــو عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كـــلاب. وكـــان سيدًا يطعم بعكاظ ، ومن ولـــده الشاعر يزيد بن عمرو الصعق.

    ومــن "بني الضباب بن كلاب بن ربيعة" :
    "شَمِر بن ذي الجوشن" عليه لعنة الله
    قاتل سيد الشهداء الإمام "الحسين بن علي".

    ومن "كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة"
    "جَعدة"، و "الحَرِيش"، و "عقيل"، و"قشير"، و"عبد الله"، و"حبيب".

    ومن ولد "عبد الله" :
    "نهم" و"العجلان"، وهـــم قبيلة.

    ومن "جعدة" :
    "الشاعر النابغة الجعدي".

    ومن "بني قُشير" :
    "مالك ذو الرقيبة بن سلمة الخير" الذي أسر حاجب بن زرارة يوم جبلة.

    ومن "عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة" :
    "المنتفق بن عامر بن عقيل"، وهـــم بطـــن ، و"ربيعة بن عامر" ، ومنهـــم "الحارث الأبرص" قاتل زيد بن عمرو بن عدس يوم جبلة، و"بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل".

    وتقـــع منـــازل "الضباب" في أرض "كلاب" ، ومـــن بطونهم :
    "ضبّ" و"ضبيب" و"حسل" و"حسيل" ، وقـــد وقعت بينهم وبين "جعفر بن كلاب" يـــوم عـــرف بيوم حرابيب ، ويـــوم آخـــر عـــرف بيوم هراميت.
    وأما منازل "جعدة" ، فهي في الفلــج من اليمامة.
    وأما "الحـــريش" ، فكانت منـــازلهم باليمامـــة ، واشتركت في يـــوم الرحرحان.
    وكانـــت مساكـــن "عقيل" بالبحرين وهاجروا إلى العراق ، وكان لهم أثـــر ملحوظ في تأريـــخ العـــراق في الإسلام.

    والفرع الثاني من فروع "مضر" ، هو من نسل إلياس... المنشور التالي


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:08 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    أما "فزارة" ، فـــولد :
    "عديًّا"، و"ظالمًا"، و"مازنًا"، و"شمخًا" سمخا "شمجا" ، و"مـــرّة".
    ومن "بني عـــديّ" :
    "بغيض بن مالك بن سعد" الـــذي اجتمعت عليـــه "قيس" في الجاهلية و"بنو بدر بن عمرو بن حوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة" ، وهـــم "بيت فـــزارة" وعـــددهم ، و "بنوه حذيفة" الذي يقـــال لــه ربّ "معد"، و"حمل"، المقتولان يوم الهبأة و"مالك" ، و "عوف" ، المقتولان في حرب داحس والغبراء ، و"الحارث" ، و"ربيعة" ، وقد سادوا كلهم.

    ومن "بني ظالم" :
    "نعامة" الذي يتمثل بــه في إدراك الثأر ، وكان فيه هـــوج ، ورويت لــه أمثال كثيرة.
    ومن "بني شمخ" :
    "ظويلم" المعروف بمانـــع الحــريم ، "سُمّي بذلك لأنــه خرج في الجاهلية يـــريد الحج ، فنــزل على المغيرة بن عبد الله المخزومي ، فأراد أن يأخــذ منه ما كانت قريش تأخـــذ ممن نزل عليها في الجاهليــة ، ولــذلك سُمّي الحريم.
    وكانوا يأخذون بعض ثيابــه أو بعض بدنته التي ينحر ، فامتنع عليه "ظويلم" ، وقـــال :

    يـــا ربّ هل عندك من غفيره ... إن منى مانعة المغيره
    ومانع بعد منى ثبيره ... ومانعي ربي أن أزوره..

    و"ظويلم" الذي منع "عمرو بن صرمة الإتـــاوة التي كـــان يأخذها مــن "غطفان".
    وتقـــع مواطن "فزارة" بنجد وبوادي القرى ، وانتشروا بعـــد ذلك -وخاصة في الفتوحات الإسلامية- في مواطن أخرى ، وذهبت بطـــون منهم إلى شمال إفريقية وكان "لحذيفة بن بدر رئيس فزارة أثر خطير في حرب داحس التي وقعــت بين عبس وذبيان ، ولهم حـــروب وأيـــام مـــع القبائل الأخرى مثل حربها مع عمرو بن تميم ومع التيم ومع هوازن ومع بني جشم بن بكر ومع بني عامـــر. يذكرها أهل الأخبار في حديثهم عن الأيام.
    وقد قاد حذيفة بن بدر فزارة ، ومرّة يوم النسار ، ويوم الجفار، وفي حرب داحس حتى قتل فيها يوم الهبأة. وقد عــرف "حــذيفة" هـــذا بـــ "رب معـــد". وكـــان ابنـــه "حصن" مـــن سادات فـــزارة.
    ومن بني "مازن بن فزارة" :
    "بنو العشراء" ، "وبنو سيار بن عمرو الـــذي
    رهن قوسه بألف بعير ، وضمنها لملك من ملوك اليمن ، وذلك أن بني حارث بن مرّة ، قتلــوا ابنا لعمرو بن هند ، فرهن سيّار قوسه.

    ومـــن ولـــد "سيّار" :
    "زبّان" ، و "قطبة".

    ومـــن ولـــد "قطبة" :
    "هرم بن قطبة":، وهـــو مـــن حكماء العــرب ، وإليه تحاكم عامر بن طفيل وعلقمة بن علاثة ، وكان ممن أدركوا الإسلام.

    وأمـا ولـــد "أعصر بن سعد بن قيس عيلان" ، فهـــم :
    "مالك" ، ومن نسله باهلــة ، و"عمرو" وهــــو غنيّ ، وأمهما مـــن هَمْـــدان ، و"ثعلبة" و "عامر" و"معاوية"، وأمهم الطفاوة بنت جـــرم بن "زبان".

    ومـــن ولـــد "مالك" :
    "سعد مناة":، وأمــه باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة مــن مذحج ، وبها عـــرف سعد مناة ونسله. و "معن بن مالك" وهـــو الـــذي خلف أبــاه على باهلــة ، ومـــن نسله "عمارة بن عبد العزى" ، قاتل عبد الدار بن قصي.

    ومن بطون "باهلة" :
    "بنو قتيبة" ، ومنهم "سهم" ، و "بنو أصمع" ، و "وائل بن معن".
    وتقــع منازل هذه القبيلة في اليمامة في الأصل ، ويظن بعض المستشرقين أنها قبيلة bahilitae" "pachylitae"" التي ذكـــرها "بلينيوس". وقبيلة "bliulaei" الوارد اسمها في جغرافية "بطلميوس".

    وأما "غنيّ"، فقبيلة كانت ديارها في جوار "طيء" وعند حمى ضَرِيّة. ومنها "رباج بن الأشل" ، وابن أخيه "ثعلبة" قاتل "شأس بن زهير بن خزيمة العبسي".
    وقيل : إن رباحًا هــو قـــاتل شأس. وكانت لهم ظاعنة ضخمة بالشام.

    ومن بطون "غنيّ" :
    "عبد" ، و "زبان" ، و "صريم" ، و "ضبينة" ، و"بنو عتريف"، وكانت لهم حروب مع "عبس" ومع "زيد الخيل".
    ومن أصنامهم التي عبدوها :
    اللات ، ومناة ، والعزى.
    ومــن شعرائهم "طفيل بن عمرو الغَنَوي" ، و"كعب بن سعد الغَنَوي".

    ومن ولد "خصفة بن قيس عيلان": "عكرمة" ، وأمه أخت كلب بن وبرة لأبيه، و"محارب".
    ومن "محارب" :
    "عامر بن وهب بن مجاشع" المعروف بذي الرمحين ، وكان سيد قومـــه ، وقد غزا باهلة وأوقع فيها ، وأسر منها، و"سبع الوارث" ، وهـــو "مالك بن عمرو بن حارثة بن عبد بن سلول الكيدبان" ، واسمه عبد الله. القائل لرسول الله :
    "جملي أحب إليّ من ربّك"

    والعقب مــن "محارب" لصلبــه في فخذين :
    "طريف" ، و "جسر".

    والفـــرع الثاني مـن فــرعي "خصفة" فــرع ضخم كبيـــر بالقياس إلى فرع "محارب" ، فهـــو يشتمل على ولــد "منصور بن عكرمة" ، وهـــم :
    "مازن"، و"هوازن"، و"سُليم"، و"سلامان"، و"أبو مالك".

    ومن بني "هوازن"، ومن ولد بكر : "معاوية"، و"منبه"، و"سعد"، و"يزيد"

    وقــد قتل "معاوية" ، فجعل عامر بن الظرب العدواني ديته مائة من الإبل. ويقول الأخباريون إن هذه أول دية قضى فيها بذلك ، وأن لقمان كان قد جعلها قبل ذلك مائة جدي.
    وفي بني "سعـد بن بكــر بن هوازن" استرضع الرسول ﷺ .

    ومن بطون "بكر" الأخرى :
    "جشم بن معاوية بن بكر"، ومنهـــم : "بنو جداعة" ، رهط دريد بن الصمة ، و"بنو سلول" وهــم : "بنو مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر" ، و"عامر بن صعصعة".

    و"هوازن" مــن القبائل العـــربية الضخمة ، وقـــد تفـــرعت منها قبائل كبيـــرة معــروفة كانت لها شهرة بين القبائل.
    سكنت في مواضع متعددة من نجــد على حـــدود اليمن وفي الحجاز. ويظهر مــن انتساب هـــذه القبـــائل المعـــروفة الكبيـــرة إليها ، ثـــم مـن اقتصار اســـم "هـــوازن" على قبيلة واحـــدة فيما بعد ، واختصاصها بـــه أنها كانت في الأصل حلفًا ضـم جملة قبائل ، ثــم انفصل لعــوامل سياسية واقتصادية مختلفة ، فلـــم يبــق من ذلك الحلف إلا الرابطة التأريخية التي بقيت في ذاكــرة نسابي القبائل وهي رابطة النسب. وقد وقعت بين القبائل التي ترجع نسبها إلى هوازن وبين قبيلة هوازن حـــروب عديدة.
    وقـــد كانت هوازن في جملة القبائل الخاضعـة "للتبابعة" ، فلما استقلت قبائل "معدّ" عن اليمن ، كانت هوازن في جملة مــن استقلت مــن تلك القبائل.

    ولكنها أخذت تدفع الإتاوة "لزهير بن
    جذيمة سيد عبس من غطفان. فلما قتل زهير ، استقلت من غطفان ، ولم تدفع الإتاوة إليها.
    ولما انتهت حرب عبس وذبيان وعقد الصلح بين القبيلتين المتنافستين وقعت حـــروب وأيـــام بين بطـــون "غطفان" و"هوازن" ، منها :
    يوم الرقم ، ويوم النباع، ويوم اللوى، دارت الدائرة فيها على "هـوازن" كما وقعت بينها وبين قبـــائل "كنانـــة" و"قريش" و"ثقيف" أيـــام عديدة.

    وكان "هوازن" في جملة القبائل التي قاومت الإسلام.
    وقد غـــزاها الرسول ﷺ ، بعد فتــح مكـــة ، فتمكن منها ، ودخـــلت في الإسلام ثـــم ارتـــدت بعد وفاته ، ثم عـــادت مع التوابين بعـــد أن غلبهــم "الخليفة أبو بكر الصديق".

    وكــان "لهوازن" صنـــم يعظمونه في عكاظ اسمه "جهار" ، سدنته من "آل عــوف النصريين" ، تشاركهم في عبادته "محارب" ، وكـــان في "سفـح أطْحَل".
    ومن ولد "منبه بن بكر بن هوازن بن منصور" :
    "قَسيّ" وهـــو ثقيف .
    وولد "قسي" :
    "جشمًا" و "عوفًا" و "دارسًا". وقـــد دخـــل ولـــده في "الأزد".
    ومن "بني عوف بن ثقيف" :
    "الحجاج بن يوسف الثقفي". ومـــن بني غيرة بن عوف بن ثقيف، الشاعر أمية بن أبي الصلت. و الأخنس بن شريق، والحارث بن كلدة وأبو عبيدة بن مسعود، والد المختار.

    ومن بطون ثقيف الأخرى :
    "بنو عقدة بن غيرة" ، و"بنو معتب" ، و"بنو حبيب"، و"بنو اليسار بن مالك بن حطيط".
    ومن "بني مُعتب" :
    "غيلان بن مسلمة بن معتب" وكانت له وفادة على كسرى.
    و"لثقيف" حـــروب يظهر أنها كانت في الغالب دفاعًا عن النفس ، إذ نجد "ثقيفًا" تهاجـــم فيها في الطائـــف ، فتضطر إلى الدفاع عنها.
    وقد كان من أصنامها اللات، وله بيت بالطائــف على صخــرة يضاهون بــه الكعبة بمكة. وكانوا يهدون إليه الثياب لستره بـه ، ويطوفون حــوله. وسدنته من "آل أبي العاص بن أبي يسار بن مالك من ثقيف".

    _________


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:09 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    وسمى النسابون ابن مضــر عيلانَ كــذلك ، وقـال بعضهم "إن عيلان لـم يكن بأب لقيس ولا ابن لمضر ، وإنما هـــو "قيس بن مضر".
    وعيلان اسم فرس لقيس مشهور في خيل العــرب مفضل ، وكان قيس بن مضر يسابق عليــه.
    وكان رجل من "بجيلة يقال له قيس كبــة الفرس لـه مشهورة أيضًا ، وكانا متجاورين في دار واحـــدة قبــل أن تلحق بجيلة بأرض اليمن.
    وهـــذا على مذهب مــن جعل بجيلة ابنًا لأنمار بن نزار.
    وكـان فرساهما مشهورين مذكــورين فكان الرجل إذا سأل عن "قيس" ، أو ذكــر قيسًا ، قيــل لـه : أقيس عيلان تريـــد ، أم قيس كبّة؟ فصار قيس لا يعرف إلا بقيس عيلان ، وهـــو قيس بن مضر بن نزار.. وقــد قيل إن قيسًا سُمّي عيلان بغلام كـــان لـــه ، وقيل سُمّي عيلان بكلب كان لــه يقــال لــه عيلان"
    إلى غيـــر ذلك مـن تفاسير وتعليلات تشير إلى اضطراب النسابين والأخباريين في "الناس" وفي "قيس عيلان".
    وقــد عـــرف المنتسبون إلى "قيس عيلان بـــ"قيس" و "بقيس عيلان" وبـــ"عيلان" وبـــ"القيسيين" وب"القيسية" كذلك، وهي من الكتل القبائلية الضخمة.
    ومــع ذلك لا نعرف مــن تأريخها قبل القـــرن السادس للميلاد شيئًا يذكـــر. ولـــم يـــرد اسمها في كتب "الكلاسيكيين".
    وقد ذكر لها الأخباريون أيامًا عديدة تشمل حروبًا وقعت بين القبائل القيسية نفسها ، وحروبًا وقعت بين قيس وقبائل أخرى من غير قيس.

    وقد خضعت قبائل قيس مثل أكثر القبائل العدنانية الأخرى لحكم مملكة "كندة" القصير.

    وقد ولد "الناس" أو عيلان :
    "قيسا" و"دهمان".
    وقد جعل بعض النسابين "قيسا" ابنًا "لمضر" ، وقالـــوا :
    إنه عيلان ، وأن عيلان عبد حضنه فنسب قيس إليه.

    وقد ولد "قيس" عدة أولاد ، هـــم : "خصفة"، و"سعد"، و"عمرو".
    ومن ولـــد "عمـــرو" :
    "فهم" ، و "الحارث" وهـــو عدوان ، وأمهما جديلة بنت مرّ بن أد ، فنسبوا إليها. وقيل : هي جديلة بنت مدركة بن إلياس.

    وكان "لفهم" عـــدة أولاد ، منهـــم : "قَيْن" ، و "سعد"، و "عامر"، و"عائد"، ومن "بني سعد" : "تأبط شرًّا الشاعر" وكانت الطائف مــن مواطن "فهم" و "عدوان" ، ثـم غلبتهم عليها "ثقيف" ، فخرجوا إلى تهامة ونجد.
    ومن "بني طرود" ، وهـــم بطن مـــن "فهـــم" ، كان بأرض نجد ، الأعشى.

    أما أبناء "عدوان بن عمرو" فهم :
    "زيد"، و "يشكر"، و "دَوْس". ويقـــال إنهم "دَوْس" التي في الأزد ، وكانـت ديارهـــم بالطائف ، ثــم تركوها بعــد نـــزول "ثقيف" فيها وارتحلوا إلى تهامة....▪
    ومن ولد "زيد بن عدوان" :
    "أبو سيارة" الذي كان يدفـــع بالناس في المواسم.
    ومن "بني يشكر بن عدوان" :
    عامر بن الظرب بن عمرو بن عَيّاذ بن يشكر بن عدوان، وقد عرف عامر بن الظرب هذا بـــ "حاكـــم العـــرب" في الجاهلية. وهو شقيق :
    "سعد" ، و "عمر" ، و "صعصعة"، و "ثعلبة".
    ومن بني "ثعلبة بن الظرب" :
    "ذو الأصبع العداوني" مــن الشعراء المعروفين.
    ومن بطون "عدوان" الأخرى :
    "بنو خارجة"، و"بنو وابش"، و"بنو رهم بن ناج" .

    ومن نسل "سعد بن قيس عيلان" : "غطفان" و"منبه" وهـــو أعصر.

    أما "غطفان" ، فقبيلة كبيرة معروفة وهنـــاك قبيلة أخـــرى تسمى بـــ "غطفان" كذلك ، وهي يمانية، تنسب إلى "غطفان بن سعــد بن مـــالك بن حرام بن جذام". أما هــذه ، فعدنانية في عرف النسّابين ، وتقع منازل هذه القبيلة شرقي خيبر وحـــدود الحجاز إلى جبلَيْ "طيء".
    وقــد وقعت بين غطفان وبني عامــر بن صعصعة عـــدة أيام ، منها :
    يــوم الرقم ، ويــوم القرنتين ، ويـوم طوالة ، ويــوم قرن . وقـــد كانوا مع الأحـــزاب في محاربـة الرسول ﷺ. وكانوا يعبدون "العُزّى". شجرة بنخلة عندها وثـن تعبدها "غطفان"، سدنتها مــن بني "صرمة بن مرّة" ، وكـــانت قريش تعظمها ، وكــانت "غنى" و "بــاهلة" تعبـــدها معهم.
    هدمها خالد بن الوليد ، وهــدم البيت وكسر الوثن.
    وكانــوا يطوفون حول البيت ، "بيت بساء" تشبهًا بطــواف القبائل الأخرى حول الكعبة بمكة ، ولهم صنـــم آخـر مـــوضعه في مشارف الشأم يسمى "الأقيصر".
    ومــن رؤساء "غطفان" الــذين سادوا فيها ، زهير بن جذيمة العبسي ، وقد قاد عطفان كلها، وعمرو بن جؤيّة بن لوذان الفزاري ، وقـد قاد غطفان كلها إلى يـــوم الخنان إلى بكر بن وائل ، وبدر بن عمرو ، وقد قاد غطفان لبني أسد ، وعيينة بن حصن بن حذيفة ، قـــاد غطفان إلى بني تغلب يـــوم الساجسي.
    ويبدأ تأريخ غطفان باستقلال قبائل "معدّ" وخروجها من حكم اليمن على ما يـــرويه الأخباريون.

    وكان رئيس قبائل "غطفان" في هذا العهد زهير بن جذيمة العبسي سيد عبس، وعبس من غطفان، وقد تلقب بلقب ملك وجبى الإتاوة من هــوازن ثـــم قتله خـــالد بن جعفر بن كلاب فترأس عبس ابنه "قيس" ، وتـــرأس ذبيان -وهي من قبائل غطفان كذلك- حذيفة بن الفـــزاري. وتمكن الحارث بن ظالم أحد الفُتّاك في الجاهلية من قتل خالد بن جعفر ، وهـــو في جوار ملك الحيرة، وقد أدت هذه الحوادث إلى تشتيت قبائل "غطفان" ، وإلى نشوب حروب بينها خاصة بين عبس وذبيان.
    وقــد كانت قبائل "غطفان" في جملة القبائـــل التي قــاومت الإسلام واشتركت مـــع القبائل الأخـــرى في محاربـــة الرسول ﷺ ومهاجمة المدينة، ثم أسلمت في السنة الثامنة للهجرة.
    وبعد وفاة الرسول ﷺ عادت أكثرية "غطفان" ، فارتـــدت عـــن الإسلام وهاجمت المدينة. ولكن أبا بكر تمكن من صدّها ، ثم عادت كما عاد غيرها إلى حظيرة الإسلام.

    وولد "غطفان" ثلاثة أولاد ، هـــم : "ريث" ، و "بغيض" و "أشجع" على رواية ، وولد "ريثًا وعبد العزَّى" على روايـــة أخـــرى.
    وقد بدل رسول الله ﷺ اسم "عبـــد العزى" فجعله عبد الله ، فعرف نسله بالاسم الجديد.
    وقد ولد "ريث" من الولـــد :
    "أهون" ، و "مازنًا" و "أشجع" و "بغيضًا" ، وذلك على رواية من جعل "لغطفان" ولـــدين ، هما :
    "ريث" و "عبد العزى".

    ومـــن بطـــون "أشْجَع" :
    "بكر" و "سبيع".
    ومـــن" سبيع" :
    "حلاوة" خلاوة ، و"هفّان" و"فتيان" ، و "قنفذ" ، و "ذبيان".
    وتقـــع مـــواطن "أشجع" في الحجاز بضواحي يثـــرب ، وكانـــوا حلفـــاء للخزرج من الأزد.
    وقد ساعدوهم في يوم "بعاث". وقد كـــان بينهم وبين "سُلَيم بن منصور" يـــوم كان في مــوضع الجــر.

    ومـــن ولـــد "بغيض" :
    "عبس" ، و "ذُبيان" ويضاف إليهما "أنمار" في بعض الروايات.
    ومــن نسل "عبس" :
    "قطيعة" ، و "وردة"، و "الحارث" ، و "ورقة".
    ومـــن نسل "قطيعة" :
    "زهير بن جذيمة" سيد "بني عبس" ، وجميع غطفان ، و"قيس بن زهير بن جذيمة" صـــاحب حـــرب داحس والغبراء ، و "الربيع بن زياد" وزيـــر النعمان ، و "الحارث بن زهير" قتــله كليب يوم عراعر ، و"شأس بن زهير" قتله فَـــزَارة
    ومن "عبس" :
    "عنترة بن شدّاد" البطل الجاهلي الشهير.
    وهناك جملة قبائل وبطـــون عـــرفت "بعبس" ، ففي أسد وحنيفة وهوازن وعمرو ابن قيس عيلان وعكّ بطـون عرفت بعبس ، وهي تسمية معروفــة وردت في الكتابات الصفوية والتدمرية والنبطية ، فهي مــن الأسماء القديمة المعروفة عند العرب الشماليين.

    وتعـــد "عبس" جمـــرة مـــن جمرات العرب وجمرات العرب هي :
    "ضبّة بن أد" ، و "عبس بن بغيض" ، والحارث بن كعب ، و "يربوع بن حنظلة" ، و "بنو نمير بن عامر"
    أو أقل مــن ذلك على حسب تعـــدد الروايات. ويقصدون بالجمرة القبيلة التي لا تنضم إلى أحـــد ، ولا تحالف غيـــرها ، وتصبر في قتال من يقاتلها مـــن القبائل ، أو القبيلة التي يكـــون فيها ثلاثمائة فارس أو ألف فارس. وهــو تعريف لا يمكن أن ينطبق على قبيلة ما من القبائل، حتى على هــذه القبائل التي قالـوا عنها إنها الجمرات فـــلا بـــد في القتال بين القبائل مـن حلف ، ومــن طلب مساعدة القبـــائل الأخـــرى. ولـــذلك نجـــد الأخباريين يذكرون أن بعض هذه القبائل طفئت لأنها حالفت القبيلة الفلانية. فذكروا أن "ضبة" طفئت لأنها حالفت الرباب وأن "الحارث" طفئت لأنها حالفت "مذحجًا" ، وأن "عبْسًا" طفئت أيضًا لانتقالها إلى "بني عامر بن صعصعة" يوم جبلة. وهكـــذا إذا استقصيت كـلام الأخباريين الوارد في مناسبات أخـــرى عـــن هــذه القبائل ، تجد أنه يصادم مــا قالـــوه من عـــدم تحالف القبـــائل المـــذكورة وانضمامها إلى القبائل الأخرى. وظنّي أن شهرة "عبس" في الشجاعة خاصة من دون القبائل الأخـــرى إنما وردت إليها من هـــذا القصص المروي عن "عنترة بن شداد".
    ومن ولد "ذبيان" :
    "فزار" و "سعد"، وفي روايات أخــرى أن والد "سعد" هـــو "ثعلبة"
    ابن ذبيان.

    وولـــد "سعد" :
    "عوفًا" ، وهــو والـــد "مُرّة" و"ثعلبة".

    ومن بني "مرّة بن عــوف" :
    "خزيمة"، و"غطفان"، و"سنان".

    ومن بني "سنان هرم بن سنان" : و"بنو يربوع بن مرة بن عوف" ، ومنهم النابغة الذبياني ، والحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ من الفتاك.

    ومن "بني مــرة" :
    "بنو سهم بن مرة" .

    ومن "بني ثعلبة بن سعد" :
    "بنو بجالة بن ثعلبة بن سعد"، و"بنو عجب بن ثعلبة بن سعد"، و"بنو رزام بن ثعلبة بن سعد".
    وقــد وقعــت بين بني عبس وذبيان حـــروب عديدة ، سأتحدث عنها في الأيام ، والظاهر أنـــه كـــانت بين القبيلتين منافسة شديدة.

    أما "فزارة" 》》تابع


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:09 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    وأما "عَك" ، فهم من القبائل العربية القديمة، وهم "أكيته" "AKKITAI" عنـــد "بطلميوس"، ولا نعـــرف مــن أخبـــارها في نصوص المسند شيئًا ويظهر مــن اختـــلاف النسّابين في نسبها ، ومن جعلها من قحطان تارة ومن عـــدنان تارة أخــرى ، أنها كانت على اتصال بالجماعتين ، واختلطت بهما بالفعل، ولهذا الاختلاط أثره في تكـــوين الأنساب ، كما أن لمحالفاتها لقبائل "عدنان" و "قحطان" أثره في النسب.
    ولهذا نجــد بعض النسابين يجعلون عكا ابنًا لعدنان ، فهو على حد قولهم شقيق معدّ ، ونجد بعضا آخر يسميه الحارث ، ويجعل عكًّا لقبًا لــه ، ثـــم يصيره ابنًا للديث بن عدنان فيقول :

    هو "عك بن الديث بن عدنان" أي أنه حفيـــد عـدنان.
    ثم نجد قسمًا آخر يصيره من "الأزد" أي مــن قحطان ، فيجعله "عَكّ بـن عــدنان بـن عبد الله بـن الأزد ، بـن الغــوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان".
    وأرى أن "عـــدثان" و "عــدنان" كلمة واحـــدة. وقع فيها تحريف ، فصارت الكلمة الواحــدة كلمتين ، وليس مــن المستغرب وقـــوع ذلك.
    فالكلمتان واحــدة في الحــروف ، ما عـــدا حـــرفي الثاء والنــون اللذين يتشابهان في الرسم أيضا فيما عــدا عـــدد النقط.

    وقد رجح نشوان بن سعيد الحميري وهـــو مـن اليمــن مــن "حمير" ، رأي القائلين من النسّابين برجـــوع نسب "عَكّ" في الأزد ، فقـــال :
    "عك" قبيلة من العــرب يقال لهم ولد عك بن عدنان أخي معـد ، ويقال لهم ولــد عك بن عــدثان بـن عبد الله بن الأزد ، وهو أصح القولين. وإنما سبب انتسابهم في معــد أن غسان وقـت خروج الأزد من مـــأرب نزلوا تهامـــة وبها عكّ ، فخيرتهم عَكّ بين شرقي تهامة وغربيها ، فاختارت غسّان الشرقي ، ومكثت به زمانًا، حتى قيل لهم إن عكًّا أثخن منكم لَبَنًا ، وأدسم منكم سمنًا ، لأن أموالكم إذا سرحت استقبلت الشمس ، وإذا راحت استقبلت الشمس ، فأحرّت الشمس رءوسها، وأموال عكّ تستدبر الشمس عند الطلوع والغروب ، فاستقالت غسان عكًّا ، فلم تقلها ، فاقتتلوا ، فقتلت غسان عكًّا قتلًا ذريعًا وأجلتها عن كثير من أوطانها، فمن ثم انتفت عك من اليمن ، وانتسبت إلى معد".

    وقــد ذكـــر نشوان شعرًا جـــاء فيه :

    《ألم ترَ عكًّا هامة الأزد أصبحت ... مذبذبة الأنساب بين القبائل
    وعقت أباها الأزد واستبدلت به ... أبا لم يلدها في القرون الأوائل》

    ومــن ولـــد "عك" :
    "علقمة"
    ومن ولد "علقمة" :
    "الشاهد"
    ومن ولد "الشاهد" :
    "غافق"، من نسل هؤلاء تفرعت سائر "عك".
    ونجد بعض النسابين يغفلون علقمة" ويجعلون "الشاهد" ولــدًا من أولاد "عدنان" ومنهم من جعل لعك ولدين هما :
    "الشاهد" ، و "عبد الله"
    وجعل "للشاهد" ولدين كـذلك ، هما : "غافق" ، و "ساعدة"
    و"لعبد الله" بطنين كذلك ، هما : "عبس" و "بولان".
    ومــن بطـــون "غافق" :
    "القيانة" ، و "المقاصرة" ، و "دهنة". ومن بطون "ساعدة" :
    "لام" ، و "صخر" ، و "دعج" ، و"نعج"، و "زعل" ، و "قين" ، و "قاضية"، و "علاقة"، و"هامل"، و"والبة"، و"قحر". ومن بطون "عبس" :
    "زهير"، و"مالك"، و "طريف"، و"زيد"، و"العسالق"، و"الحجبية"، و"غنم"، و"تاج"، و"منسك".

    ومــن بطـــون "بولان" :
    "الهليلي"، و"الحربي".
    ويلاحظ أن معظــم قبـــائل "عكّ" وبطونها ، هي في اليمــن ، بينما هي قبائـــل "عدنانية" على رأي أكثريـــة النسابين.

    وقد علل بعض النسابين ذلك بقوله :

    "وإنما كثـــرت قبائل "عك بن عدنان" باليمن ، لأن "عكًّا" تـــزوج بنت أشعر فأولــد فيهم ، فكانت الـــدار واحــدة لذلك السبب".

    _______________


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:10 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    الجـــزء الخامس :

    وأما "بكر بن وائل" ، فكــان من نسله "عليٌّ"، و"يشكر"، و"بدن".

    وقد دخل "بنو بدن" في "بني يشكر"

    ومــن "بني يشكر" :
    الشاعر "الحارث بن حلزة"، و"الريّان اليشكري" ، سيد بني بكـر في حربهم مع "بني تغلب".
    وكان من نسل "عليّ بن بكر" :
    "صعب بن علي" ، وهـــو والد "مالك" و"لُجَيْم" و"عكابة".

    ومن "مالك بن صعب" :
    "سهلُ بن شيبان بن زمان" المعروف بالنفد.
    ومن بطون "يشكر" :
    "بنو غُبر بن غنم بن حبيب بن كعب بن يشكر" ، و"بنو كنانة" و"بنو حرب بن يشكر" ، و"بنو ذبيان بن كنانة بن يشكر".

    و"بكــر بن وائل"، مـن القبائل الكبيرة التي كان لها شأن معروف عند ظهور الإسلام.
    وهي مثل القبائل "العدنانية" الأخرى مــن القبائل المهاجـــرة التي تركــت ديارها القـــديمة على حـــد قـــول الأخباريين، وهي تهامــة ، على أثـــر الحـــروب الكثيرة المملّة التي وقعت بين العدنانيين، فهاجرت إلى اليمامة ثم إلى البحرين والعراق.

    ويذكــر أنها أخـــذت تغزو مع "تميم" و"عبد القيس" حدود الفــرس ، حتى اضطر "سابور" الثاني المعروف بـــ "سابور ذي الأكتاف" حـــوالي سنة "350 للميـــلاد" على مهاجمة هـــذه القبائل ومحاربتها ، وتخريب المنازل التي كانت تنزل بها.
    فلما انتهى من حروبه، أمر بنقل كثير مـــن الأسرى إلى الأهـــواز وكـــرمان لإسكانهم هناك.
    وفي القـــرن الخامس للميلاد ، كـــان الحكم على "بكر" وأكثر قبائل "معدّ" على حد رواية الأخباريين في أيــدي "التبابعة" ، ثم في أيدي ملوك "كندة" نصبهم التبابعـة أنفسهم ملـــوكًا على تلك القبائل.
    وكـــان أولهم "حجر آكل المرار" الذي انتــزع من "اللخميين" مــا كـــان في أيديهم من ملك ، بكر بن وائل ووسع ملكه.
    فلما تـــوفي "حجر" تولى الملك ابنــه "عمرو" المعروف بالمقصور من بعده وبقيت "بكــر" تابعة له ، وكذلك لابنه الحارث مغتصب عــرش الحيرة على نحو ما ذكرت. وكان الحارث قد وزع أبناءه على القبائل ، ليتولوا إدارة شئونها فعين ابنه "شراحيل" أو شرحبيل أو "سلمة" حاكمًا على بكــر. فلما أعاد "أنو شروان" عرش الحيرة إلى أصحابه "اللخميين" ، وانتكس الأمر مع الحارث ، حتى اضطر إلى الهَرَب إلى ديار كلب أو غيرها ، حيث لاقى مصيره بكيفية لم يتفق على وصفها الأخباريون، وقعت النفرة بين أولاده ، ودَبَّ الخـــلاف بين أبنائــه فاقتتلوا ، وتحزبت القبائل واقتتلت. ثمَّ وجد رؤساؤها أنها فرصة سانحة فاستقلوا عن "كندة" ، وعادت إلى ما كانت عليه من الفرقة والاستقلال.

    وترأس كليب وائل تغلب و بكرًا وقبائل معـــد ، وقاتـل جمـــوع اليمن وهزمهم ، وعظـــم شأنه ، وصار ملكًا زمانًا من الدهـــر ، ثــم داخله الزهو والغـــرور ، فبغى على أتباعه ، وحمى أكثـــر الأرضين ، فلــم يسمح لأحــد بالرعي فيها إلا بإذنه، فقتله رجل من بكر اسمه "جساس" في قصة يرويها الأخباريون، فثارت تغلب ، وطالب أخو كليب وهو "مهلهل" بالأخذ بالثأر من بكر.
    فجرت بين القبيلتين حــروب طويلة استمرت على ما يذكــر الأخباريون أربعين عامًا ، هلك فيها خلق كثيــر وانتهت بمقتل "جساس" ، وهــلاك "مهلهل" في قصص مُنَمَّق مـن هـذا القصص الذي يرويـــه أهل الأخبار.
    وقد أضعفت هذه الحروب القبيلتين ولا شك ، وقــد تــدخل ملوك الحيرة في الأمر ، فأصلحوا بينهم :
    أصلح بينهم "المنذر بن ماء السماء" على روايـــة ، أو "عمرو بن هند" في رواية أخـــرى، وقد كانوا مـــع المنذر الثالث في غـــزوته التي غـــزا بها "الغساسنة" ، كما كانوا مع النعمان بن المنذر.
    وقد حاربوا الفرس مع "بني شيبان" فانتصروا عليه في معركة ذي قـــار. وكان يؤيد الفرس من العـــرب : "تغلب" و"طي"ء و "إياد" و"بهراء" و "قضاعة" و "العباد" و "النمر بن قاسط".
    وقـــد اتفقت "إياد" سرًّا مــع "بكر بن وائل" فانهزمت حيــن اشتباك المعركة، فانهزمت الفرس ومن ساعد الفـــرس مــن القبــائل التي اشتركت معها تأييدًا "لإياس بن قبيصة" ، أو بغضًا لبكــر كما هو شأن تغلــب ، أو طمعًا في ربـــح من الفرس أو رغبـة في التقرب إليهم.
    وقد كان لهذه المعركة أثر كبير في نفوس القبائل، ومركزها مع الفرس.

    ويظهر أن بكرًا لم تخضع للفرس، ولا لحكم الحيرة بعد معركة ذي قـــار.

    وفي السنة التاسعة من الهجرة دخل قسم منها في الإسلام، فعين الرسول "المنذر بن ساوى" عليها وعلى "بني عبد القيس". غيــر أنها ارتـدت عنها بعد وفاة الرسول، فهاجمت مع قيس بن ثعلبة برئاسة الحطيم بن ضبيعة البحرين ، وعينت "الغرور" ملكًا على هذه الديار.
    عنــدئذ أرسل أبو بكــر عليهم جيشًا بقيـــادة العلاء الحضرمي ومــن بقي على الإسلام من بكر وشيبان ، تمكن منهم ورَجَمَهُمْ إلى حظيرة الإسلام.

    ومن "لُجَيْم بن صعب" :
    "بنو حنيفة"، و"بنو عجل"، ابنا "لجيم بن صعب بن عليّ"
    و"بنو حنيفة" هـــم : أهل اليمامة.

    ومــن "حنيفة" :
    "الدُّئل" ، وتقــع مواطنهم في اليمامة كذلك.
    ومــن ولـــد "الدُّئل بن حنيفة" :
    "بنو مرة" و "عبد الله" و "ذهل" و "ثعلبـــة".
    ومـــن "بني مرّة" :
    "هود بن علي بن ثمامة" الذي تــوجه إلى كسرى ، و "عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد العُزّى" ، وهـــو قـــاتل المنذر بن ماء السماء يـــوم عيــن أباغ.
    ومــن "عـــديّ بن حنيفة" :
    "مسيلمة الكذّاب".

    وأما ولد "عُكابة بن صعب". فهـــم : "ثعلبة" وهو الحضن ، و"قيس" وقــد دخل بنوه في "بني ذهل".

    فولد "ثعلبة بن عكابة" :
    "شيبان" ، و "ذهل" ، و "قيسًا" ، و "الحارث". وقــد دخل بنـوه في "بني أنمار بن دب بن مــرة بن ذهـل بن شيبان". وأمهم رقاش ، وهي البرشاء بنت الحارث بن العتيك بن غنم بن تغلب.
    وولـــد "ثعلبة" أيضًا :
    "تيـــم الله بن ثعلبة" ، وأمه الجدماء بنت جلّ بن عدي بن عبد مناة بن أد بــن طابخـة بـن إلياس بن مضـــر ، و"أتيد" ، و "ضنّة". ودخل "بنو ضنّة" في "بني عـــذرة". ودخـل "بنو أتيد" في "بني هند من بني شيبان".

    ومن ولد "ثعلبة بن عكابة" :
    "تيم الله".
    ومــن ولـــد "تيـــم الله بن ثعلبـة بن عكابــة" :
    "شيبان" ، ومنهم "أوس بن محصن"، وهو الذي أطلق له السبي يوم أوارة. و"صعير بن عامر" وكان من فـــرسان "بكـــر".
    ومن بني "ذهل بن ثعلبة بن عكابة" : "بنو سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة" ، وتقـــع مواطنهم في اليمامة وكانوا أرداف ملوك كنـــدة. و "بنـــو رقاش" وهـم الرقاشيون أبناء مالك "ملكان" وزيـــد "زيد مناة" ابني "شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة" مــن زوجــه رقاش بنت ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. وكان بنو شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة من البطون الضخمة، ورئيسهم في الجاهلية مرة بن ذهل بن شيبان ، ومــن نسله : "جساس" قـــاتل "كليب".

    ومن نسل "قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب" :
    "ضبيعة"، و"تيم"، و"ثعلبة"، و"سعد".

    ومــن نسل "ضبيعة الأعشى" :
    "ميمون بن قيس" الشاعـــر المعروف و"المرقش الأكبر" و"المرقش الأصغر و"طرفة بن العبد"، وعمرو بن قميئة" وشعراء آخرون.
    وتعــدّ هذه القبيلة في طليعة القبائل بكثرة من ظهر فيها من الشعـراء. وتقـــع منازل "قيس" في اليمامة. وكـــانت صلاتهم وثيقــة بالمناذرة. ومنهم كتيبة الصنائع إحـــدى كتائب النعمان بن المنذر.

    ومن بني "أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان" :
    عمرو بن أبي ربيعة بالمزدلف ، وابنه حارثة ذو التاج ، وكان على بني بكر يوم أوارة ، وهاني بن مسعود الشيباني الذي هاج القتال بين "بني بكر" و"بني تميم" و"ضبة" و"الرباب" يوم ذي قار، ومفروق واسمه النعمان بن عمرو الأصم، وهو من فرسان بكر وساداتهم، وأعشى بني ربيعة ، وهــو عبد الله بن خارجة بن حبيب بن قيس بن عمرو بن أبي ربيعة الشاعر.

    ومن بني "مرة بن ذهل بن شيبان" : "همام" ، و "جساس" قـــاتل كليب التغلبي، و"المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرّة بن ذهل الشيباني" القائـــد الإسلامي الشهير قـــاتل "مهران".

    ____________


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:10 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    الجـــزء الرابع :

    تغلـــب :

    و"تغلب" مـن القبائــل العربية الكبيرة التي ورد اسمها كثيــرًا في مـــؤلفات الأخباريين والمؤرخين ولها أيام مــع القبائل الأخــرى ، وهي مثـــل سائـــر القبائل "العدنانية" الأخـــرى مهاجرة على عـــرف النسابين ، تركت ديارها وارتحلت إلى الشمال ، فسكنت في العـــراق وفي بادية الشام ، واتصلت منـــازلها "بالغساسنة" و "المناذرة" و "الـــروم" و "الفـــرس".
    وكـــانت غالبيتها على النصرانية عند ظهور الإسلام.

    وينسب النسابـــون "تغلب" إلى جـــد أعلى زعموا أن اسمه "تغلب" ، وهـــو "تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جــديلة بـن أسد بن ربيعة بن نــزار".

    وقـــد عـــرفت هـــذه القبيلة بـــ "الغلباء".
    وهـــو نعت يـــدل على فخــر القبيلة بنفسها وعلى تباهيها على غيرها من القبائل.
    ذكـــر بعض أهل الأخبار عنها قوله : "لــو أبطأ الإسلام قليلًا ، لأكـل "بنـــو تغلب" الناس". تعبيـــرًا عــن قـــوتها وكثرتها وأهميتها إذْ ذاك بين القبائل.

    وقيـــل في اسمها "تغلب بنت وائل" بالتأنيث، ذهابًا إلى القبيلة، كما قالوا: "تميم بنت مرّ".
    جـــاء في شعر الفـــرزدق :

    لولا فوارس تغلب ابنة وائل ... ورد العـــدو عليك كـل مكـــان.

    وقد كانت لرؤساء تغلب الرئاسة على قبائـــل "ربيعـة" ، كما صار لها اللواء.
    أي رئاسة الحـــرب.
    فمن يحمل اللـــواء تكون لــه الرئاسة في الحـــرب .
    ويــرى أهـل الأخبار أن قبيلة "تغلب" مثل سائر قبائل "ربيعة" كانت تسكن في الأصل في تهامـــة ، ثــم انتشرت فنزلت الحجاز ونجد والبحرين، فلما تحاربت مـــع "بكر بن وائل" ، زحفت نحـــو الشمال حتى بلغـــت أطـــراف الجـــزيرة ، فسكن قـــوم منها جهات سنجار ونصيبين ، حتى عـــرفت تلك الديار بـــ "ديار ربيعة".
    وديـار "ربيعة" بين الموصل إلى رأس عين ونصيبين و "دنيسر" والخابـــور وما بين هذه المدن والقرى. وجمعت هـــذه الديار بين "ديار بكر" و "ديـار ربيعة" وسميت كلهـــا بـــ "ديـــار ربيعة".
    وقد انتشرت بطون تغلب في الثرثار بين سنجار وتكريت.

    ويروي أهل الأخبار أن أول من نـــزل بطون تغلب في الجزيرة الفراتية هو: "علقمة بن سيف بن شرحبيل بن مالك بن سعد بن جشم بن بكر" وقد قاتل أهل الجزيرة حتى غلبهم وأنزل قــومه بها.
    ويـــؤيدون رأيهم هــذا بما جــاء في معلقة "عمـــرو بن كلثوم" :

    ورثنا مجد علقمة بن سيف ... أبـــاح لنا حصون المجـــد دينا.

    وقــد كان شريفًا رئيسًا في الجاهلية
    وقـــد أدى اتصال "تغلب" بالـــروم وبنصارى العـــراق والجــزيرة وبـــلاد الشأم إلى دخــول قســـم منهـــم في النصرانية كمعظم القبائل التي دخلت العـراق وبلاد الشام. وهي من القبائل المتنصرة ومــن سكان الخيام.

    وقـــد تغلب الشاعــر "جــابر بن حنى التغلبي" ، ويقال إنه قال في شعر له مخاطبًا بهراء :

    وقد زعمت بهراء أن رماحنا ... رماح نصارى لا تخوض إلى الـدم.

    وهــو بيت مــن قصيدة يفتخــر فيها بقــومه وبشجاعتهم : ومعنى هـــذا البيت إن صح، أن النصارى لم يكونوا أشداء في الحروب، وأنهم لم يكونوا على شــاكلة العــرب الــوثنيين في الطعن والضــرب.

    ومن ولد "تغلب" في رأي النسابين : "غنـــم" و "الأوس" و "عمـــران".

    ومــن بطـــون "غنـــم" :
    "الأراقم". وهـــم :
    "جشم" و"مالك" و"عمرو" و"ثعلبة" و"الحارث" و"معاوية" وهـــم :
    "بنو بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب".ومنهم : "عمرو بن الخنس" قاتـل "الحارث بن ظالم" ، وكـــان "الأسود بن منذر" ملك الحيرة قـد طلب ذلك منــه. ومنهم : "الهذيل بن هبيرة" وكــان قــد رأس "تغلب" في الجاهليــة. وكـــان جـــرارًا للجيوش أسره يـزيد بن حذيفة السعدي.
    ومن "بني تغلب" "السفّاح بن خالد" واسمه "سلمة". وكان جرارًا للجيوش في الجاهلية. وإنما سمي "السفاح" لأنه سفح المزاد يوم كاظمة ، وقال لأصحابه :
    قاتلوا فإنكــم إن أهــزمتم مُتــم عطشًا.
    ومــن بني "غنم" :
    بنو جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. ومنهم الشاعر : عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم ، ومن ولده : عبد الله والأسود ، وهما شاعــران سيدان. وعَبّاد ، وهـــو قاتل "بشر بن عمرو بن عدس".
    ومنهم : "أبو حنش" ، عاصم بن النعمان بن مالك بن عتاب ، وهو ابن عم عمرو بن كلثوم. وهـــو قـــاتل "شرحبيل بن الحارث" الكندي، وذلك يوم الكلاب. ومنهـــم : "الفدوكس" الـــذين منهـــم : "الأخطل".

    ومن بني جشم بن بكر بن الحارث : "كليب وائل" ، ذو الصيت الشهير في كتب أهل الأخبار شقيق. "مهلهل". و "كليب وائل" هو "وائل بن ربيعة بن الحارث بن زهير".
    وقـد ضرب بـه المثل في العـــز فقيل "أعز من كليب وائل". وكـــان والـــده "ربيعة" ، قد قــاد "مضر" و "ربيعة : يــوم السلان إلى أهل اليمن ، وأدخله "السكري" في جملة "الجرارين".

    أما السبب الذي حمل "ربيعة بن مرة بن الحارث بن زهير التغلبي" على مقارعــة قبائل اليمـن وحروبها ، فهو شعور أبناء "تغلب" بوجوب التخلص من نفــوذ اليمن عليها ، ومــن حكـــم "زهير بن جناب الكلبي" عليها.
    فقـد زعـــم أهــل الأخبار أن " تغلب" كانت مثل سائر قبائل "معدّ" خاضعة لنفــوذ حكام اليمن ، وقـد سئمت من جـــوار الحكـــام الـــذين ينصبهم "التبابعة" عليها ، فظهر رجـــال فيها عزموا على التخلص مــن ذلك النفوذ وتكــوين حلف قـــوي يكبـــح جماح اليمن يتألف مــن قبـــائل "معـــد".
    وكان مــن بين أولئك الرجال "ربيعة بن الحارث بن زهير" والـــد "كليب وائل" ، وكــانت خطته ضـــرب اليمن للتخلص من حكـــم "زهير بن جناب" الـــذي كـان حكّام اليمن قـــد أقاموه على قبائل "معدّ".
    وجمــع قبائل "مضر" و "ربيعة" تحت زعـــامة واحدة ، وبذلك تتخلص تلك القبائل مــن تحكم اليمـن في شئونها ومــن دفـــع الإتـــاوة لها.
    ويذكـــر أهـــل الأخبـــار أن "زهير بن جناب" الكلبي القضاعي، كان قد ولي أمـــر "معـــد" بمساعدة حكّــام اليمن وتأييدهم لــه ، ويذكر بعض منهم أن "أبرهــة" الحبشي هـــو الـــذي نصب زهيرًا عليها وأيده وأعانه على معــدّ. وذاك حينما غـــزا "أبـــرهة" نجـــدًا وتوسع فيها ، فجاءه "زهير" ليتقرب إليه ، وليعينه على بعض قبائل معدّ.
    وسار "زهيــر" في حكم "معدّ" ، حتى اشتط وبغى وقسا في جمـــع الإتاوة فضجر الناس منــه ، وهاجمه "زيابة" من "بني تيم الله"، وطعنه طعنة ظن أنــه قــد قضى بها عليه. ولكن زهيرًا نجا منها ، فجمع عندئذ قـــومه ومـن كـــان معهم مــن قبائل قحطان وغزا بكرًا وتغلب ، فانهزمت بكر ثم تغلب وأسر كليب ومهلهل ابنا ربيعــة وجماعة من أشراف تغلب. فتأثـــرت قبائل ربيعة من هذه الهزيمة، وعينت "ربيعة بن مرّة بن الحارث بن زهيـــر التغلبي" رئيسًا عليها ، فحمل ربيعـــة ومن انقاد إليه على زهير ، واسترجع الأسرى ولكن زهيرًا لم يلبث أن عــاد إلى ما كان عليه من جمع الإتاوة من "معـــد".
    وكليب وائل ، كما يظهر مــن روايات الأخباريين ، رجل صلب قوي ، ارتفع نجمه بعد يوم "خزازى" "خزاز" الذي أظهر قوة معدّ لما اجتمعت؛ فانتخب رئيسًا مطــاعًا على هـــذه القبـــائل وأعطي الملك والتاج ، وبقي على ذلك دهــرًا ، حتى دخله زهـــو شديد فأخـذ يبغي على القبائل ويشتط في أخــذ الإتاوة منها وفي اتخـاذ خيــرة الأرض المخصبة ذات المياه الغــزيرة مناطــق حمى لا يجـــوز لإبـل غيــره الـــرعي فيها ، وفي الاستيلاء على مواضــع الماء ، حتى ضجـرت الناس منــه وسئمت حكمه وودت لو تمكنت مــن التخلص ممن جـــوره وتعسفه.
    قـــال "ابن الكلبي" :
    لم تجتمع معد كلها إلا على ثلاثة من رؤساء العرب ، وهم :
    عامر بن الظرب بن عمرو بن بكر بن يشكر بن الحارث : والثاني ربيعة بن الحارث بن مرة بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب، وهو قائد معـــد يــوم السلان. وهـــو كما رأينا والد "كليب". والثالث : كليب بن ربيعة. ويظهر من ذلك أنــه ورث رئاسة قــومه ورئاسة معـــدّ من والـده ، وأنه زاد في قومه وفي مكانته يــوم قــاوم قبائل اليمن وتغلب عليها في "يوم خزاز"، وكانت معـــدّ تهاب اليمــن ، وتخضع لملوكها لـــذلك كان يوم السلان ويوم خـــزاز نصرًا معنويًّا كبيــرًا لها ، جــرأها على الوقوف أمـــام اليمن ، وعلى تحديها. وجعلها تشعـــر بأنها قـــوة وأن في إمكانها صـــد اليمن لـو اتحدت قبائل "معـــدّ" فيما بينها ، ووحدت كلمتها تحت رئـــاسة رئيس قـــوي قـــدير.

    ويذكر أهل الأخبار أن معـدا اجتمعت كلها تحت رايتـــه ، وجعلت لــه قسم الملك وتاجه وتحيته وطاعته ، فغبر بذلك حينًا من الدهر ثم دخله زهـــو شديد وبغى على قومه حتى بلغ من بغيــه أنه كان يحمي مواقع السحاب فلا يرعى حماه.

    ويقول : وحش أرض كذا في جواري فلا يهاج ، ولا تــورد إبل أحد مع إبله ولا تـــوقد نـــاره. وكان إذا رأى أرضًا فأعجبته حماها ومنـــع الناس عنهـا وذلك بأن يطلق جروا يعوي ، فيكون المكان الذي ينقطع فيه صوت العواء فلا يسمع ، هو حد تلك الأرض.
    قيـــل ولذلك عـــرف بـــ "كليب".
    وكان "كليب" قـــد تزوج "جليلة بنت مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة" وهي أخت "جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة". وهي أيضًا من أشراف قومها ، و "ذهل بن شيبان" مــن الأسر المعـــروفة التي نجـــد لها اسمًا بين الجاهليين.
    وقد أدت عنجهية "كليب" وغطرسته إلى مقتله، وسبب ذلك على ما يقوله أهل الأخبار أن ناقـــة كانت للبسوس خالة "جَسّاس" ، أو إلى "جليلة أخت جساس" على روايـــة ، أو إلى رجــل اسمه "سعد الجـــرمي" واسم الناقــة "السراب" كـانت قـــد اختلطت بـإبل "كليب" وأخـــذت تـــرعى معها ، فلما رآهـــا كليب ، أنكـــرها واستعظم أمر دخـــولها المـــرعى مـــع إبله ، فـرمى ضـــرعها بسهم فنفرت وهي تـــرغو. فلما رأت "البسوس" ، أو "جليلة" أو رأى "سعد الجرمي" الناقــة وقـــد أصيبت بسهم كليب ، عـــز على صاحبها ذلك ، أو على صاحبتها حسب اختــلاف الروايات ، وذهب أو ذهبت كـــل واحـــدة منهما إلى "جساس" ، صارخًا أو صارخة ، وكــل منهم في جواره وعند فناء بيته فثار الدم في رأسه، وأخذته العزة، وذهب غاضبًا إلى "كليب" ومعــه "عمرو بن الحارث" فكلماه ، وأظهر جسّاس ما حــلّ بـــه مـــن ذل وإهـــانة بـــرمي "السراب" بالسهــم ، فلـــم يبال بهما فطعنه "جساس" وضـــربه "عمرو بن الحارث" ، فقتـــل كليب.
    وقــد أثـــار مقتل "كليب وائل" هـــذا حـــربًا استمرت أربعين سنة على مـا يذكــره أهل الأخبار عرفت بـــ "حرب البسوس". وهي في الواقــع معـــارك وغــزوات وقعت في أوقات متقطعة وقعت بين "تغلب" ومن حالفها وبين "بكـــر". أثارها وأشعل نارها "مهلهل" أخو "كليب" أخذًا بثأر أخيه من "بني بكــر" قـــوم "جساس". وأعلنها دون اهتمـام لتوسط عقــلاء "بكـــر" بحل القضيــة حـــلا سليمًا حقنًا لــدماء الطرفين.
    بتأدية ديــة الملوك ، وهي ألف ناقـــة سود المقل ، أو أن يأخذوا أحد أبناء "مرة بن ذهل" والد جساس، فيقتلوه بدم "كليب".
    وأبت بعض قبائل "بكـر" الدخول في حرب مع "تغلب": واعتزلت عن "بني شيبان" قـــوم جساس : ومـن هؤلاء "بنو لجيم" و "بنو يشكر". وانسحبت "الحارث بن عباد". وعشائر أخـــرى. وتــولى "مرة بن ذهل" قيـادة قــومه مــن "بني شيبان" من "بكـــر".
    فكانت معارك وملاحــم ذكر أسماءها أهل الأخبار. منها "يوم النهى" ، وهو أول يـــوم مــن أيــام حرب البسوس على رواية ، ويوم عنيزة ، وهــو أول يـــوم مــن هــذه الأيـام على روايـــة أخرى. ثم وقعت أيام أخرى منها يوم "الذنائب" ، وهـــو يـــوم قتل فيه : "شراحيل بن مرّة بن همام" والحارث بن مرة ، وهمام بن مرّة أخو جساس من أمه وأبيه. وعمرو بن سدوس بن شيبان. وهـــو من بني ذهل بن ثعلبة وسعد بن ضبيعة، وهو من بني قيس بن ثعلبة وآخرون. وقد قيل إن منهم مــن قتــل في أيـــام أخـــرى.
    ومن بقية الأيام : يوم واردات، ويوم عويرضات ، ويوم الحنو ويـــوم أنيق ويوم ضربة ، ويوم القصيبات ، ويوم العصيات ، ويــوم قضة ، وهــو يـــوم التحالق، وفيه حَلَقَ رجال بكـر لمتهم وذلك ليميز البكريون عن غيرهم، إلى غيــر ذلك من أيـام تجد أسماءها في كتــب الأخبار والتأريخ والأدب.
    وقد توسط رؤساء بكر عند "مهلهل" بــأن يــوقف القتال ، بعـــد أن سقط القاتــل وهـــو "جسّاس" قتيـــلًا في معــركة مــن هذه المعارك ، يقال إنها معـــركة "يوم واردات" لكنه لـم يقبل وأبي إلا الاستمرار في القتـال حتى يشفي نفسه من "بني بكـر" ، فتدخل "الحارث بن عياد: عندئذ واشترك مع البكريين ، وتــولى أمـــر "بني بكـــر" ووقعت أيـــام أخــرى أثرت في "بني تغلب". وقـــد وقــع "مهلهل" في يوم "قضة" وهـــو يـــوم "تحلاق اللمم" أسيرا في أيـــدي "الحارث بن عباد" ولم يكن يعـــرفه. فسأله الحارث عن مكان "مهلهل" قائــلا لــه : دلني على عدي بن ربيعة "وهـــو اسم مهلهل" وأخلي عنك. فقال لــه عـــدي : عليك العهود بـــذلك إن دللتك عليه؟ قال : نعــم. قـال: فأنا عـــدي. فجزَّ ناصيته وتركـــه. وقـــال فيـــه :

    لهف نفسي على عـــدي ولــم أعـ ... ـرف عـــديًا إذ أمكنتني اليدان....

    وورد في بعض الأخبار أن الـذي قتل "جساسًا" هـــو "الهجرس" ، وهـو ابن كليب ، وابن أخت جساس، إذ إن أمه هي "جليلة". وكان جسّاس قــد سباه ثم زوجه ابنته ولكنه أبى إلا أن يقتل خاله ، أخذًا منه بدم والده. ويقال إن جسّاسًا لــم يقتــل وإنما مــات حتف أمـــه.
    وفي هـــذا الأسر وجـــز الناصية كان نهاية زعامة "مهلهل" على قومه، فقد تـــرك أهله ، وفر إلى "مذحج" ، حيث نــزل بـــ "بني جنب" ، فخطبوا إليـــه ابنته وقيل أختــه فمنعهم ، فأجبروه على تزويجها، وساقوا إليه جلودًا من أدم. وكان قـــد كبــر وتقدم في السن وضعف حـــاله فجاءه أجله بعـد مدة غيـــر طويلة ، ويقال إن عبدين مــن عبيـــد اشتراهما "مهلهل" ليغزوان معه، سئما منه، فلما كانا معه بموضع قفر أجمعا على قتله ، فقتلاه، وبذلك انتهت حياته، وحياة حرب البسوس.

    ويذكر أهل الأخبار أن العــرب صارت تضـــرب المثل في شؤم "البسوس" وفي شؤم "سراب"، فقالت "أشأم من البسوس" و "أشأم من سراب".

    وقـد اقحم الرواة شعرًا في قصصهم عن هذه الحـرب ، وذلك على عادتهم في رواية أخبار الأيام ، وهو لا يخلو مــن أثــر الإثـــارة والعواطف القبلية. ونجـــد في الشعـــر المنسوب إلى البسوس تحــريضًا أثار جسّاسًا حتى دفعه على قتل "كليب" دون أن يفكر في سوء عاقبــة ذلك القتل. ويعــرف هذا النوع من الشعر بـــ "الموثبات". وهــو من شعر التحريض. ومـن هــذا النــوع الشعر الذي تقــوله النساء في نـــدب المـــوتى لإثـــارة شجون الحاضرين.
    ويعــد "مهلهل" في جملة فـــرسان العرب الشجعان المعروفين. كما يعــدّ في جملة الشعراء المتقدمين.
    لقب بـــ "مهلهل"، لأنــه أول مـن رقق الشعر ، أو لقـولــه :

    لما تـــوغل في الكـــراع هجينهم ... هلهلت أثــأر مالكًا أو صنبلا فتـــدبر.

    وقـد كـان لتغلب جملة رؤساء ، منهم رئيس يقـال لــه الجـرّار أدرك النبي وأبى الإسلام فبعث رسول الله ﷺ زيــد الخيــل الشاعر المشهور وأحــد الشجعان المشهورين ، ليطلب منــه الدخول في الإسلام كما تقول إحـدى الروايات أو القتال ، فأبى الإسلام وقـــاتل حتى قتل.
    ولاعتــزاز "تغلب" بنفسها ، ولشعورها بعـــزتها ، امتنعت عــن دفـــع الجزية المفــروض أداؤها على أهـــل الكتاب وذهبت إلى "عمر بن الخطاب" قـائلة لـــه : "نحــن عــرب لا نؤدي ما يؤدي العجم ، ولكـــن خـــذ منّا كما يأخـــذ بعضكم مـــن بعض". ورضيت بدفـــع ضعــف مــا يدفعه المسلمون صدقـة أنفـــة مـــن كلمة "جـــزية". واقتدت قبائل أخـــرى مثل "تنوخ" و "بهراء" بتغلب ، فرضيت بدفــع الصدقة التي يـدفعها المسلمون مضاعفة مفضلين إياهـا على دفع الجزية، لكي لا تكون في مصاف النبط ، ومن لف لفهم من غير العرب، والمساواة فيها تعد إهانة لهم في نظـــرهم ، وإن كـان دافعوها نصـــارى مثلهم ، وهــم إخـوانهم في الـــدين.
    وذكـــر أن "عمر بن الخطاب" لما هَــمّ بفرض الجزية عليهم ، قطعوا الفرات وأرادوا اللحاق بأرض الروم ، فانطلق "النعمان بن زرعـــة" أو "زرعـــة بـن النعمان" إلى "عمـــر" ، فقال لـــه :
    أنشدك الله في بني تغلب، فإنهم قوم من العــرب نائفون من الجزية ، وهم قوم شديدة نكايتهم ، فلا يغن عدوّك بهم. فأرسل عمـر في طلبهم وأضعف عليهم الصدقة...
    ومــن مواضعها التي كـانت تتبرك بها قبـــر القديس مارسرجيوس "مارسرجس" بالرصافة.
    وكــانت تغلب أيضًا في جملة القبائل العدنانية التي خضعت "لآل كنـــدة" حكـــم منهم عليها "معـــد يكرب" المعـــروف بغلفاء ، وخضعت أيضًـا لحكم ملـــوك الحيرة الذيـن حـــاولوا إصلاح البين بين "تغلب وبين بكر بن وائل" ، فأخذوا رهائن مـــن الطرفين ليمنعوهم بـــذلك من القتال.
    وقـــد وقعــت بين الحيين حـــروب طـــويلة سأتحــدث عنها في الفصل الخاص بأيـــام العـــرب قبل الإسلام.
    وقـــد ثار التغلبيون مرارًا على ملوك الحيـــرة وحاربوهم ، والواقـــع أن خضـــوع " تغلــب" والقبائــل الكبيرة الأخـــرى لملوك الحيرة لـــم يكــن إلا خضـــوعًا اسميًّا ، يتمثل في حمـــل الإتاوات إلى الملوك ما داموا أقــوياء ولــذلك كــان ملوك الحيرة كما كــان الأكاسرة والقياصرة يسترضون الرؤساء بالهبات والمال ، ومن جملة هؤلاء، سادت "مشايخ" هذه القبيلة.

    وأمـــا "بكـــر بن وائل"
    الجزء الخامس 》》


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:10 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    الجـــزء الثالث :

    أما نسل "ربيعة بن نزار" ، فهــم :
    "أسد" و "ضبيعة" ، ويضـــاف إليهما "أكلب" على بعض الــروايات ، ومـن
    نسل هـــؤلاء تفرعت قبائل "ربيعـة".

    فمن "أسد" كـــانت :
    "جــديلة" و"عنـــزة" و"عميـــر".

    ومــن "بني عنـــزة" :
    "بنـــو هزّان بن صبـــاح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة". و"بنو جلّان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة. و"بنو الحارث بن الدؤل بن صباح بن عتيك بن أسلم".
    كــان إذا مصر ثــوبيه مصرت عنـــزة معـــه.
    وعـرف من "بني هزان" "آل ضور بن رزاح" وهـــو الــذي يقـــال إنـــه :
    "الحارث بن لـــؤي بــن غالب" الـــذي يسمى "جشمًا" ، وجشم كــان عبـــدًا لأبيـــه ، حضنه فسمي بـــه.

    وتعــد "عنـــزة" مــن القبائل العــربية الكبيـرة ، وهي لا تـــزال مـــن القبائل البارزة في الزمن الحاضر، ولها بطون عـــديدة في الحجـاز ونجــد وباديـة الشأم والشأم.
    أمــا تأريخها قبـل الإسلام ، فهو مثل تـــواريخ القبائل الأخـــرى مـن حيث الغموض.
    وقــد كـــانت تتعبـــد في الجـــاهلية "لمحــرق" و "لسعيـــر".

    وأمــا ولــد "ضبيعة" ، فهـــم :
    "أحمس" و "الحارث".
    ومن "بني أحمس" : الشاعـر المسيب وهـــو "زهيــر بن علس" ، و "الحارث الأضجم بـن عبــد الله بـن ربيعـة بن دوفن" سيد ربيعة الذي نشبت بسبب مقتله حــرب بيــن "بني ربيعـــة" والمتلمس الشاعر.
    ومن "بني أحمس" أيضًا :
    "بنــو الكلبة" ، وهـــم أولاد "مــرّة بـن مـازن بن أوس بن زيد بن أحمس بن ضبيعة" ، ومنهـــم : "الحُلَيْس و "ابن المسيب".

    أما "جديلة" ، وهو جدّ جديلة، فولد : "دُعميًّا" و "جدْيًا".
    وقــد دخـــل بنـــوه في "بني شيبان" و"جدار" جدانا ، وقـد دخل نسله في "بني زهير بن جشم من بني النمر بن قاسط".
    وولـد غيــر ذلك في بعض الروايات.

    وولـــد "دعمي" :
    "أفصى"
    وولــد "أفصى" :
    "هنبسًا" و "عبد القيس" و "جشمًا" ودخـــل بنـــوه في "عبـــد القيس" و"نـاشمًا" ، ودخـــل بنـــوه في "بني تغلــب".
    ومن نسل "عبد القيس بن أفصى : "شن" و "لكيز".
    ومـــن ولـــد "لكيز" :
    "وديعة" وهــو جـــدّ بطن ، و"صباح"، وهـــم بطن كـــذلك ، و "نكرة"

    ومــن بطــون "وديعـة" :
    "عمــرو" ، و "غنـــم" ، و "دهـــن"

    ومــن "عمرو بن وديعة" :
    "مالك" و"ثعلبة" و"عائدة" و"سعد" و "عـــوف" و "الحـارث"
    ومـــن "الحارث" ، ابن أنمار بن عمـرو بن وديعة البراجم" ، وهـــم :
    "عبد شمس" و"عمرو" "وحيّ بني معاوية بـن ثعلبة بـن عوف بـن أنمار بن عمرو بن ربيعة" ، وهؤلاء البراجم هم غير "براجم تميم"، والجارود وقد كــانت لـه صحبة بالرسول ﷺ وولي أولاده منازل رفيعة في الإسلام.

    ومن نسل عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز :
    "ذهل" و "ذاهل"
    ومــن "بني ذهل" :
    "ليث" و "ثعلبة"، وهما ابنا "حـداد بن ظالــم بن ذهل بن عجــل بن عمرو".

    ومــن "ليث بن حــداد" :
    "بنو ذهل بن ليث" ، ومنهم "جيفر بن عبــد عمــرو بن خــوليّ بن همــام بن الفاتــك" .
    ومــن نسل "عمرو بن وديعة" :
    "بنــو محارب" ، ومنهـم : "الحطم بن محارب" ، وإليـــه تنسب الـــدروع الحطمية ، و "بنــو الدّيل بن عمرو بن وديعة"
    ومــن نسل "وديعة بن لكيز" :
    "بنــو دهن" و"بنــو غنم" ، ومنهــم : "الدّيل" و "مــازن".

    واشتهر من ولد "نكرة بن لكيز" : الشاعــر المثقب ، والشاعـــر الآخـــر الممزق ، وهــو شأس ، و المفضل بـن معشر بن أسجم وهـــو شاعر كذلك .

    أما "شن بن أفصى" فكان من نسله : "يزيد بن شن" ، يذكـــر أهــل الأخبار أنـــه أول مــن ثقـف القنا بالخــط ، و"عديّ" ، و "الدّيل". ومنهم : "عمــرو بـن الجعيد بـن صبــرة بـن الدّيل بـن شن بن أفصى بن عبد القيس" ، وهـو الذي ساق عبد القيس من تهامـة إلى البحرين ، وعـــرف "بالأفكل" ، وكـان سيد ربيعـــة في الجاهلية ، وكــان ذا بغي ، فسارت إليه بنو عصر ، فقتلوه.

    ومـــن "بني عمرو" :
    "رثاب بـن البرّاء" ، وكـــان على ديــن المسيح .....
    ومواطن بني عبد القيس بتهامة في الأصل ، ثـــم ارتحلـت عنها بسبب الحروب التي وقعت بين أبناء ربيعة فـذهبت إلى البحــرين ، فتغلبت على من كان قد سكن قبلهم بها من "إياد" ومــن "بكر بن وائل" و "تميم".
    واقتسمتها بينهم ،فنزلت "جذيمة بن عــوف بن بكر بن عــوف بن أنمار بن عمرو بن وديعــة بن لكيــز" الخـــط وأفناءها ونزلت "شن أفصى" طرفها وأدناها إلى العراق ، ونزلت "نكرة بن لكيــز" القطيف ومــا حـــوله والشفار والظهران إلى الرمــل ومـا بين هجــر إلى قطــر وبينونة ، ونزلت "عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة" و"العمور" ، وهـــم :
    "بنو الدّيل بن عمرو" ، و "محـارب بن عمــرو" ، و "عجل بن عمرو" الجــوف والعيـون والأحساء ، ودخلت قبـــائل منهــم جـــوف عُمان فصاروا شركـاء "للأزد" في بـــلادهم.
    وقد بقيت "بنو عبد القيس" في هذه المــواضع محتفظة بهــا عنــد ظهور الإسلام...
    ويظن أن "aboukaiun"، وهـو اسم قبيلة وموضـــع ذكـــر في جغـــرافية "بطلميوس" هـــو "عبد القيس".
    ولــم يتحـدث "الكلاسيكيون" شأنهم في أكثـــر ما كتبوه عـن بـــلاد العرب بشيء عــن هـــذه القبيلة.
    ولكـــن الأخباريين يروون أن عـــرب بـــلاد عبـد القيس والبحرين وكاظمة غزوا السواحل المقابلة لهم مـن أرض إيران، وذلك لضيق معاشهم، وللضنك الـــذي حــل بهم في عهد "سابور ذي الأكتاف" "سابور الثاني" منتهزين فرصة اضطراب الأمن في تلك البلاد وضعف الحكومــة بسب صغـــر سن الملك.
    فلما كبر الملك واشتد ، جمـع جموعه وسار بها على الغازين ، ففتك بهـــم وأسر منهم خلقًا كثيرًا ، ثم عبر البحر "فورد الخط واستقرى بــلاد البحرين يقتل أهلها ولا يقبل فداء.
    ولا يعــرج عن غنيمة ، ثم مضى على وجهه ، فـورد هجـــر ، وبها نـاس من أعراب "تميم" و"بكر بن وائل" و"عبد القيس" ، فأفشى فيهــم القتل" "ثـــم عطف على بـــلاد عبد القيس ، فأبـاد أهلها" ثم سار إلى اليمامة ، فقتل بها مقتلة كبيرة ، ولــم يمـــر في طريقه بماء إلا غوره، ولا جب من جبابهم إلا طمّه، حتى وصل قرب المدينة، فقتل من وجد هناك من العـــرب ، وأسر. ثــم عطف نحو بـلاد بكر وتغلب فيما بيـــن مملكة فـــارس ومناظر الـــروم بأرض الشام ، فقتل من وجـد بها من العـــرب ، وسبى وطَمَّ مياههم ، ثـــم أسكن مــن "بني تغلب" مـن البحرين دارين واسمهما هيبح و الخط ، ومن كــان مــن عبد القيس وطــوائف مـن بني تميم هجر ، ومن كان من بكر بن وائل كرمان ، ومن كان منهم من بني حنظلة بالرملية مـن بـــلاد الأهـــواز.

    وهـــم يذكرون أيضًا أن عــرب الشام قـــد تأثـــروا بما فعلــه "سابور" بهــم فاتفقوا مـــع الـــروم ، وانتقموا منه. ولكن سابور بعد انتصاره على الـروم عـــاد فاتبع سياسة استرضاء العــرب فاستصلحهم ، وأسكن بعض قبـــائل "تغلب" و "عبد القيس" و "بكر بن وائل" كـــرمان وتـــوج والأهـــواز.

    وهــذه الرواية الثانيــة هي ، ولا شك الجزء الأخير من حديثهم عــن حملة "سابور" على بـــلاد العـــرب ، أخذها الطبـــري أو المــورد الذي اعتمد عليه من مــورد كان قد جزأ الكلام ، فصار الحــديث الواحـــد حديثين اثنين. ونجــد ذلك واضحًا وضـوحًا تامًّا في اتفاق العبارات بين الروايتين ، ثم إن الإسكان الإجباري في أرض مــا ليس نــوعًا مــن الاستصلاح والاسترضاء. وفي حـــديث الأخباريين عــن حملة سابور على بلاد العــرب ووصوله إلى مقــربة مـــن المـــدينة وعـــن تنكيله بالعـــرب وحــرقه المدن وطمّه المياه مبالغات كبيرة ولا شك ، أخــذت مـن مـوارد فارسية بولغ فيها ، وليس في روايـــات المؤرخين الــروم عن هـــذا الحـــادث مــا يـــؤيد هـــذا الزعـــم.
    وكـــان والي البحـــرين عنـــد ظهور الإسلام ، "المنذر بن ساوى"، وهو من "بني تميــم" ، يحكمها باسم الفـــرس على حـــد روايـــة الأخباريين ، وقــد أرسل إليـــه الرسول ﷺ رسولا عنــه يدعوه وقومه من "بني عبد القيس" إلى الإسلام.
    وكــان رسول ' رسول الله ﷺ هـــو "العلاء بن الحضرمي".
    فلما أتــاه "العلاء" يدعــوه ومن معـه بالبحـــرين إلى الإســلام أو الجـــزية أسلم المنـــذر ، وأسلم جميع العـــرب بالبحرين.
    وقــد أوفدوا وفدًا عنهم إلى الرسول برئاسة المنذر بن الحارث بن النعمان بن زياد بن نصــر بن عمرو بن عـوف بـن جــزيمة بـن عــوف بـن أنمار بـن عمــرو بن وديعــة بن بكــر" ، فـاتصل بالرسولﷺ ، وصارت لــه صحبة ومكانة منه. ووفد منهم إلى الرسول ﷺ أيضًـا الجارود وهـــو "بشر ابن عمرو بن خناش" ، وثعلبة أخو عوف بن جذيمة، وفدا في بني عبد القيس سنة تسع مع المنذر بن ساوى. وكان نصرانيًّا فأسلم.

    وكـان بين "بني عبد القيس" وسكان البحرين والعـــربية الشرقية بصــورة عامة جماعة على دين يهود وجماعة أخـرى على ديــن المجوس ، وجماعة على دين النصارى.
    وقـــد صالــح من قرر البقاء في دينه العلاء بن الحضرمي والمنذر بن ساوى على الجزية.

    وينسب إلى أبي "عبيــدة معمـر بـن المثنى" كتــاب أخبار بني عبد القيس اسمه "كتاب خبـــر عبد القيس" وإلى عَــلّان الشعوبي كتــاب اسمه "مثالب عبد القيس" ، كـــذلك ينسب إلى المدائني كتاب اسمه "كتــاب أشراف عبد القيس".

    ومــن ولـــد "هنب بن أفصى" :
    "قاسط بن هنب" ، وهو والد وائل بن قاسط ، و "النمر" .
    ومـــن "بني النمر" :
    "تيم الله" و"أوس مناة" و"عبد مناة" و"قاسط"..
    ومــن "بني تيم الله بن عامر" :
    "سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط". و "أبو حــوط الحظائر بن جابر"، والد "جابر الخير" أخـــو "المنذر بن ماء السماء" لأمـــه.

    ومن رجال "بني النمر بن قاسط" : "سنان بن مالك" ، وكـــان على الأبلة استعمله كســرى عليها. وهـــو والــد "صهيب" من أصحاب الرسول ﷺ .
    وقد عرف "صهيب" بصهيب الرومي. وذكــر ابن خلـــدون أنـــه ينسب إلى الروم ، فهل عنى بــذلك أن أمــه من الروم، أو أن أجداده مــن أصل رومي عُدّوا من النمر بن قاسط .؟
    ومــن أشهر ديـــار "النمر بن قاسط" رأس العين "رأس".

    وقـد كانت النمر بن قاسط في جملة القبائـــل العـــدنانية الأخـــرى التي خضعت لحكـــم "كنـــدة" ، ويذكـــر الأخباريـــون في تعليـل ذلك أن "الحـــارث بن أبي شمر الغساني" لما قتل "عمرو بن حجر" ملك بعــده ابنه "الحارث بن عمرو" ، وأمـه بنت عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان.
    ونــزل الحيــرة. فلما تفاسدت القبائل مـن "نــزار" ، أتاه أشرافهم ، فقالوا :
    إنا في دينـــك ، ونحـــن نخـــاف أن نتفانى فيما يحدث بيننا، فوجه معنا بنيك ، ينــزلون فينا ، فيكفون بعضنا عــن بعض.
    ففرق ولده في قبائل العــرب ، فملك ابنه "حجرًا" على بني أسد و غطفان وملك ابنـــه شرحبيــل قتيـــل يـــوم الكـــلاب على "بكـر بن وائل" بأسرها و"بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم" و"الرباب" ، وملك ابنه معد يكرب ، وهـــو غلفاء ، على بني تغلب والنمر بن قاسط وسعد بن زيد مناة وطـــوائف من بني دارم بن مالك بن حنظلة والصنائع، وهم بنو رُقَيّة قوم كانـــوا يكونون مــع الملوك من شذاذ العـرب ، وملك ابنه عبد الله على عبد القيس ، وملك ابنه سلمى على قيس".
    فكــانت هـــذه القبيلة إذن في جملـة القبائــل العـــدنانية التي جمع شتاتها تـــاج كنـــدة. وليس في روايـــة الأخباريين هذه غرابة، فقد رأينا امرأ القيس يحكــم قبله قبائــل عـــديدة ويفرض تاجه عليها، ثم يوزّع أبناءه على تلك القبائل.
    ولكـــن هـــذا التوحيد لا يـــدوم في العادة أمدًا طويلًا ، إنما يتوقف على حكمة الحكام، وعلى حسن تصرفهم وعلى قوتهم وقدرتهم ، وسلطة ذات يدهم. فإذا ظهر ضعف على الحاكم أو الحكام ، أو حدث حادث ، يتبين منه للقبائل الخاضعة أن من خضعت له لم يعد قويًّا متمكنًا، ثارت عليه ثم لا يلبث ذلك البناء أن ينهار.

    أما نسل "وائل بن قاسط" ، فهم :
    "بكر" و "دثار" ، وهــو تغلب ، و"عبــد الله" ، وهو عنز ، و"الشُّخيص"، وقــد دخل نسله في بني تغلب و"الحارث" وقد دخـــل في "بني عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل. أمهم كلهم هنـــد .....》

    تغلب 》 انظر الجـــزء الرابـــع


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:11 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    الجـــزء الثاني :

    أما "مضـــر" ، فولد :
    "إلياس" و"الناس" ويعـــرف أيضـا بعيـــلان ، وأمهما "الحنفاء
    ابنة إياد بن معـدّ" ، وسماها ابن حزم "أسمى بنــت سود بــن أسلم بـن الحارث بن قضاعة" ، فهي "قضاعية" على هـــذا الـــرأي....▪

    وجعــل بعض النسابيــن أم "إلياس" امـــرأة دعـــوها "الربــاب بنت إيــاد المعدية" ، فهي إذن على هذه النسبة مـــن "معـــد".
    و"مضـــر" هـــو شعب في نظــر أهـل الأنساب ، والشعب في عرفهم أعظم مــن القبيلة
    فهو أكبــر وحــدة اجتماعية سياسية في اصطـــلاح النسابين ، وهـــو مــن أعظم شعوب مجموعة "عدنان"، ولم يعثــر على هـــذا الاسم في الكتابات الجـــاهلية ، ولا في مـــؤلفات الكلاسيكيين. أما اسم "معــدّ" ، فقــد أشير إليه كما ذكـرت سابقًا في بعض مـــؤلفات الكلاسيكيين....▪

    وأما اسم "نـــزار" فقــد ورد في نص "النمارة" الــذي يرجـع عهده إلى سنة 328 للميـــلاد.
    وقـد عــرف مضر بـــ "مضر الحمراء" عنــد النسابين ، ويقولون إنــه عــرف بــذلك "لأن أبــاه أوصى لـه من مــاله بالـــذهب".
    ويظهر أنها كــانت قبيلة عظيمة عنـد ظهـــور الإسلام ، ثـــم انــدمجت في غيــرها من قبائل هذه المجموعة : "مجموعة عـدنان" ، حتى تغلبت على "مضــر" تسمية "قيس" ، أي تسمية أبنــاء قيس عيلان "قيس بن عيلان" "قيس عيلان" في الإسلام ، فصـارت "قيس" تــؤدي معنى "العــدنانية" واستعملت في مقــابل عـــرب اليمـن قاطبــة ، فيقــال :
    "قيس" و "يمــن".
    وولـــد "لإلياس" :
    "مدركة" واسمه عامر ، و"عمرو" وهو طابخــة ، و "قمعـة" واسمه عميـــر ، وأمهم "خنــدف" ، واسمها "ليلى بنت حُلــوان بــن عمــران بــن الحاف بــن قضاعــة".
    وقـــد نسبــوا إلى أمهـــم فقيـل لهــم "خنــدف".
    وقــد حصـــر بعض النسابيــن نسل "خنـدف" في "مـــدركة" و "طابخـة" ولــذلك حصــروا قبـــائل "مضـر" في أصلين خندف وقيس عيلان.

    أمــا "مـــدركة" ، فــولد لــه :
    "خــزيمة" ، و "هذيل". وأمهما "سلمى بنت أسد بن ربيعة بن نـزار" ، ونسب بعضهم لــه ولــدًا هـــو "غـــالب".

    وولـــد "خــزيمة" :
    "كنانـــة". وأمه "عوانة بنت قيس بن عيلان" ، و "أســدًا" ، و "أســدة" ، و"الههون" وأمهم "برّة بنت مرّ بن أد بن طابخــة بــن إلياس بــن مضـر بن مضر بن نـزار" ، وهي أخت "تميم بن مــرّ".
    و "هـــذيل" قبيلة متسعة ، لها بطـون كثيـــرة.
    وليس النسابون على اتفاق بينهم في تعيين أولاد "أسدة"، فجعلهم بعضهم "جــذامًا" و "لخمًا" و "عــاملة"
    ونسب هـــؤلاء في اليمــن كما أشرت إلى ذلك في أنساب قبـــائل قحطـان على رأي أكثـــر النسابين.

    وأمــا نسل "الهون" فهـــم :
    "عضل" ، و "ديش" ، ويعــرفـون بالقارة ، وهم بنـو "بيشع بن مليح بن الهون". على حدّ قول بعض النسابين وبطنان مــن "خـــزاعة" همــا :
    "الحيا" و "المصطلق" ، حلفــاء "لبني الحارث بن عبد مناة بن كنــانة". ويعرفون على حد قولهم بالأحابيش: "أحابيش قـريش". لأن قريشًا حالفت بني "الحارث بن عبد مناة بن كنــانة" على "بكــر بن عبد مناة" ، فهم حلفاء قـــريش.....▪

    وأولاد "كنــانة" ، هـــم :
    "النضـر" ، وهو أكبر أولاده وبـه يكنى و "مالك" مالكا ، و "ملكان"، و"مليك" و "غــزوان" ، و "عمــرو" ، و "عامر" وأمهــم "برّة بنت مرّ" أخت "تميم بن مرّ" ، وهي نفسها زوج "خزيمة" والـد "كنانة" ، تزوجها كنانة بعد وفاة أبيه. وكانت العادة في الجاهلية أن يتزوج الولد البكر زوجة أبيه بعــد وفاتـه إذا لــم تكـن أمـه ، وأن يــرث خيار مـاله وهـــو زواج منعـــه الإسلام.
    ويعـــرف هذا الزواج بزواج "المقت".

    انظر >
    نسب قريش "ص10"، جمهرة النسب "ورقة 5"، بلوغ الأرب "2/ 52 وما بعدها".

    وكــانت "لكنانــة" زوج أخـــرى ، هي "هــالة بنت ســويد بــن الغطريف" ويقصدون بالغطريف حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن النبت، وقـــد ولدت لــه :
    "حُــدال" و"سعـدًا" و"عــوفًا" و "مجــربة".
    وقــد تـرك هؤلاء الأولاد ذرية ، فكان مــن نسل "حــدّان" جماعــة أقـامت بعدن أبين ، وكان من نسل "مجربة" "بنــو ساعـدة".

    أمــا زوج "كنــانة" الثالثــة ، فكــانت "الذفراء" : واسمها فكيهة. وهي بنت هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
    وقـــد ولـــدت لـــه :
    "عبــد مناة".

    وولــد "النضـــر" ، وهــو قــريش على بعض الآراء :
    "مالكًا" على رأي أكثر النسابين وأضــاف بعضهم إليـه ولـدين آخرين هما : "يخلد الصلت" ، وأمهم عكرشة بنت عــدوان بـن عمرو بـن قيس بـن عيلان.
    ومن "يخلد" قـريش بن بدر بن يخلد بن النضــر" ، وكـان دليل قــريش في التجـــارة في الجاهلية ، وبــه سميت قــريش على رأي بعض النسابين و"باسم بدر" والده دعي "بدر" ، وإلى "الصلت بن النضر" ينسب :
    "بنــو مليح" ملـح ، على رأي ، بينما يعدون من "خـــزاعة" في رأي آخـــر.

    أمــا ولــد "مـــالك" ، فهو فهر ، وهـــو قريش ، وأمه جندلة بنت الحارث بن جندل بـن عامر بـن سعد بـن الحارث بن عضاض بن جرهم"، فهي جرهمية على هذا النسب. وبــه سميت قريش قريشًا على رأي أكثريـة أهل الأخبار. ولهذا يقــال لهــم "بنــو فهر".

    وللأخباريين روايـــات عــديدة في معنى "قــريش".

    وولــد "فهر" :
    "غالبًا" و "الحارث" و "محاربًا" و "جندلة" ، وأمهــم "ليلى بنت الحارث بـن تميـم بـن سعـد بـن هـذيل بـن مـــدركة".
    وولــد "غـــالب بن فهر" :
    "لؤيًّا" و "تميمًا" وهــو الأدرم ، وأمهما "عاتكة بنت يخلد بن النضرة بن كنانة" ، و "قيس بن غالب" وقـــد انقـــرض نسله. (جمهرة "ص11".)

    ومــن ولــد "لـــؤي" :
    "كعـب" و "عــامر" ، وهمـا البطاح ، و "سامـة" ومــن نسله :
    "بنو ناجية"، و"خزيمة" وهم "عائذة" وقـد نــزلوا في بني "أبي ربيعة" مـن شيبان ، و "الحـارث" وهــو جثم ، وهـــم في : "همدان" ، وأمهم "ماربة بنت كعب بن القين بن جسر بن شيع الله بـن أسد بــن وبـرة بـن تغلب بـن حلـوان بـن عمـران بـن الحـاف بـن قضاعة" ، و "سعد بن لؤي" وهـــم بنانــة ، وقـد نزلوا في "بني شيبان"، وأمه "يسرة بنت غالب بـن الهون بـن خزيمة"، و "عوف بن لؤي" وقد دخل نسله في "بني ذببيان بن غطفان بن قيس عيلان" ، وهـــم :
    "بنو مرّة بن عوف بن ذببيان" رهـــط الحارث بن ظالم المري.
    وقـد دخــل أكثـــر هــؤلاء الأبناء في غيـــرهم ، ولـــذلك أدخلهم النسّابون فيمن دخلوا فيهم ، وعدوا نَسْلَ :
    "كعب" و "عامر" الصرحاء مــن ولـد "لـــؤي" وحـــده.

    وولـــد "كعب" :
    "مرَّة" ، و "هصيصًا"، وأمهما "وحشية بنت شيبان بـن محـارب بـن فهـــر" و"عــدي" وأمه "حبيبة بنت بجالة بن سعد بـن فهم بـن عمرو بـن قيس بـن عيلان بـن مضــر" .

    وولــد "مــرّة" :
    "كـلابًـا" ، وأمــه "هنــد بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانــة" و"سرير" والد هنــد هــو أول من نسأ الشهور ، ثـم نسأها القلمس ابن أخيه من بعـده ، واسمه عــديّ بن ثعلبة بن الحارث بن كنانـــة. ثـم صار النسيء في ولـده ، وكــان آخـرهم "جنادة بن عــوف".
    وولد أيضا "تيـم بن مرة" و"يقظة بن مـرة" ، وأمهما بنت سعد ، وهـو بـارق بـن حارثة بـن عمرو بـن عامـر" جــد قبيلة بارق.
    ومـن "عـــدي بـن كعب" :
    "عمر بن الخطاب" و"زيــد".

    أما "كلاب" ، فكان لـه من الـولد :
    "قصيّ" و "زهــرة".
    ومن نسل "قصي" :
    "عبـد مناف" و "عبـد الدار" و "عبـد العـزى".
    وقد تحدثت سابقًا عن قصيّ منظم قريش.

    فولد "عبد مناف بن قصيّ" :
    "عمرًا" وهو هاشم ، و"المطلب" وهــو عبد شمس و"نوفلًا".
    وأم "هاشم" و"عبد شمس" و "المطلب" عاتكة بنت مرّة بن هلال بن فالح بــن ذكوان السلمية.
    وأم "نــوفل" واقدة من بني مازن بن صعصعة السلمية ، خلف عليها هـاشم بن عبد مناف بعــد أبيه ، فولدت لـه ابنتين : "خالدة" و "ضعينة".

    ومـــن بطـــون "كـــلاب" :
    "بنــو زهـرة"
    ومـــن بطــون "تيم بن مــرّة" :
    "أبــو بكــر الصديق" ، و "عبد الله بن جــدعان" سيد قــريش في الجاهلية

    ومــن بطـــون "يقظة بن مرّة" :
    "بنــو مخــزوم" ، ومنهــم خـــالد بــن الـــوليد".

    ومــن نسل "هصيص بن كعب" :
    "بنـو جمح" ، وهم ولد جمح بن عمرو بن هصيص ، و"بنو سهم بن عمرو بن هصيص".
    ومــن "بني سهم" :
    "عمرو بن العاص".
    وقــد وقعت حــرب بين "بني جمح" و"بني محــارب بن فهر" في موضـع عــرف "بردم بني جمح" بمكة ، قتلت فيـه بنــو محــارب بني جمــح أشـــد القتل ، فعــرف ذلك المــوضع بالــردم بما ردم عليــه مــن القتلى يومئذ.
    وكان "أمية بن خلف" على بني جمح في حـــرب الفجار.

    أما نسل "ربيعة بن نزار"
    الجزء الثالث
    __________________


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:12 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【• القبائل العــدنانية •】

    الجزء الأول :

    أوجـــزت الكــلام في الفصل المتقدم على القبائل القحطانية ، أي القبائـــل التي يرجـــع نسبها إلى اليمن ، وفي هـــذا الفصل سأحاول الكـــلام على قبائل القسم الثاني من العـــرب ، أي قبائل العدنانيين، مقتصرًا في الغالب على ذكـــر القبائل الكبرى ، سالكًا ما سكلتــه في الفصـــل المتقـــدم مـــن طـــريقة أهـــل الأنساب في تـــرتيب القبائـــل.
    وجـدّ قبائل هذا الفصل "عدنان" من سلسلة تنتهي "بإسماعيل بن إبراهيم الخليل" جد الإسماعيليين.
    وهــو مثل قحطان شخصية لا نعرف من أمـــرها شيئًا ، ولا من خبرها غير هـــذا الــذي يقصّه علينا الأخباريون. وهـــو على حـــد قولهم من معاصري الملك "بختنصر" ملك بـابـل "604 - 561 ق. م" الذي أوحى الله إليه على لسان "برخيا بن أحنيا بن زربابل بــن سلتيل" أن يغزو العـرب في أيام ابنه "معـــدّ بن عـــدنان" على حـــد قــول الأخباريين .....▪

    ويزعـم الأخباريون أنهم وجــدوا في كتــب "برخيــا" هــذا نسب "عــدنان" وأنـــه كان معروفًا عند أهـــل الكتاب وعلمائهــم ، مثبتًا في أسفارهــم. واستشهدوا على نسبه بشعر "لأميــة بن أبي الصّلت".
    فمن ذرية "عدنان" إذن ، تفرعت هذه القبائل التي سأتحدث عنها في هــذا الفصل.

    وقـد بخل الأخباريون على "عـدنـان" فلــم يمنحوه من الولــد غيـــر ولدين همـــا :
    "معـــد" ، و "الحـــارث" وهـــو عـكّ. وأمهما : "منهاد بنت لهم بن جليد بن طسم".
    وقــد بخلوا عليه بأسماء نسائه أيضًا على مــا يظهر ، إذ لم يذكروا لنا اسم زوجة أخرى لـه. ولا ندري نحن ، وقد عشنا بعدهم بقــرون ، سر هذا البخل الشنيع...▪
    ومــن نسل هــذين الــولدين تفـرعت قبائل "عدنان" ، فأولـــد "معـــد" :
    "نـــزارًا" ،وأضــاف بعض النسابين "قضاعة" إليـــه.
    وأمهما "معانة بنت جوشم بن جهلمة بن عامــر بن عــوف بن عـديّ بن دُب بن جـــرهم".
    وقـــد أشرت إلى اختـــلاف النسابين في نسب "قضاعــة" وإرجاع بعضهم إيــاه إلى معــدّ وبعضهم إلى قحطان وإلى محــاولة كــل فريق جرهم إليه لعــوامل سياسية بحتة وإن اكتسبت صبغـة نسب وأصــل وحسب فالموضـــوع هـــو تكتـــل وتحـــزب وتنافس. وقضاعــة كتلة مــن القبائل كبيرة ، لذلك كان لاجتذابها إلى أحـد المعسكرين السياسيين المتطاحنين أهمية عظيمة في سياسة ذلك العهـد لذلك نجد نَسّابي كل فريق يحاولون جهدهم إثبـــات نسب "قضاعــة" في فــريقهم ، حريصين على نفي نسبتها إلى الفريق المعارض ، وإخراجها منها وتفنيد حجج الخصوم.

    هـــذا "أبو عبد الله الزبيري" "156 - 236هـ" وهــو قـــرشي ، ومعدود من مشاهيـــر النسابين ، يذكـــر نســب قضاعــة فيقول :
    "وقـــد انتسبت قضاعــة إلى حميـــر فقالوا : قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ" ، وأمــه عُكبرة ، امــرأة من سبأ خلف عليها معد، فولدت قضاعة على فراش "معدّ" ، وزَوّروا في ذلك شعرًا فقالـــوا :

    يا أيها الداعي ادعنه وأبشر ... ولكن قضاعيًّا ولا تَنَـزّرْ
    قضاعة بن مالك بن حمير ... النسب المعروف غير المنكرْ .

    قـــال : وأشعار قضاعة في الجاهلية وبعد الجاهلية ، تــدل على أن نسبهم في "معـــدّ".
    وجعــل ابن حزم "لمعدّ" خمسة أولاد هـــم :
    "نزار بن معدّ" ، و "إياد بن معدّ" ، و "قنص بن معدّ" ، و "عبيد الرماح بن معـدّ" ، و "الضحاك بن معـدّ".

    وذكر أن من الأخباريين من يزعم أن ملوك الحيرة من المناذرة هم من ولد "قنص" ، وأن "عبيد الرماح" دخلـــوا في "بني مالك بن كنانة"، وأن "الضحاك بن معد" هو الذي أغار على بني إسرائيل في أربعين مـن تهامـة. ونسب ابن الكلبي "لمعد" جملة أولاد آخـــرين ....
    ويذكـر بعض الأخباريين أن الإمـــارة بعد معدّ على العرب كانت إلى قنص بعد أبيه ، فأراد إخراج أخيه نزار من الحــرم ، فأخرجه أهل مكة ، وقَدّموا عليـــه "نـزارًا".
    وقـــد ولـــد "لنزار" :
    "مضر" و "إياد" ، وأمهما ، "خبيّة بنت عك بن عدنان"، و "ربيعة" و "أنمار" ، وأمهما حُدالة بنت وعلان بن جوشم بن جهلمة بن عامر بن عوف بن عديّ بن دُبّ بن جرهم" ،
    فهمــا ليسا صــريحين في نظـــر النسابين "كمضر" و"إيـاد" لأنهما ليسا مثلهما من أب عــدناني وأم عدنانية.

    ومـــن النسابين مــن قـــال :
    إن "ربيعة ومضر الصريحان من ولد إسماعيل"، فلم يجعل إيادًا بذلك من العــدنانيين الصريحين.....▪

    وفي روايـــة الأخباريين أن "نـــزارًا" حينما شعر بدنو أجله قسم ما عنــده على أولاده ، فجعل "لربيعة" الفــرس و"لمضر" القبـــة الحمـــراء ، و"لأنمار" الحمار ، و "لإياد" الحلمة والعصا.
    ثـم تخاصموا بعـد ذلك ، واتفقوا على التحكيم ، فحكم بينهما أفعى نجران.

    ولـم يجزم ابن حــزم في نسبة "أنمار نــزار" فبعد أن ذكر "مضر" و"ربيعة" و"إيادًا" وهـــم ولـــد نـــزار ، قـــال :
    "وقيل : أنمار" ، ثم قال : "وذكروا أن "خثعمًا" و "بجيلة" من ولـــد "أنمار".

    أما أبو عبد الله المصعب بن عبد الله مصعب الزبيري ، فأثبت نسب "أنمار" في "نـزار".
    وذكــر أن من أنمار : "بجيلة" انتسبوا إلى اليمن ، إلا مـن كــان منهم بالشام والمغـــرب ، فإنهـــم على نسبهـم إلى "أنمــار بــن نـــزار" .
    ويظهر أن نسابي "خثعم" و"بجيلة" يأبـون انتسابهم إلى "أنمار" إذ ذكروا ذلك ، ويـــرون أن "أراش بن عمـــرو" تزوّج ابنة أنمار، وهي سلامة، فولدت لــه ولــدًا سمي "أنمار بن أراش".

    ويذكــر النسابون أنــه لم يشتهر أحد من ولــد أنمار. ومعنى هـــذا أن هـذه القبيلة ، كان قــد ضعف حالها وذابت في غيـــرها ، لـــذلك لـــم يـــذكر لها النسابون شيئًا مـــن البطون.

    وقـد نسب "الزبيري" خثعمًا إلى أقبل "أفتل" بن أنمار بن نـــزار ، وذكـــر أن "خثعمًا" هــو اسم جبل تحالفوا عليه فنسبوا إليـــه ، وهـــم بالسراة على نسبهم إلى أنمار بن نزار.
    وإذا كــانت بيـــن اليمـن فيما هنـالك وبين "مضر" حــرب ، كانت خثعم مع اليمـــن على "مضـــر".
    كــذلك نسب "خـــزيمة" وهـو يشكـر إلى أنمـــار .
    وكــان "إيــاد" على رواية الأخباريين أكبـــر أولاد "معـد" وإليه يرجع نسب كـــل إيـــادي.
    وأولـــد "إيـــاد" :
    "زهــرًا" و "دعميًّا" و "نمارة" ، ومــن نسلهم تفـــرعت سائـــر "إيـــاد".
    وقـــد ارتحلت إيـــاد عـــن منـــازلها الأصلية ، بسبب الحـــروب ، فـــذهب قسم كبيـــر منها إلى العـــراق حيـث نزلـــوا في الأنبـــار وفي عيــن أبـاغ وسنداد وتكريت وبطن إياد وباعجة وأماكــن أخـــرى ، وذهب قسم آخـــر منهـم إلى البحرين حيث انضموا إلى "قضاعــة" ، كما سكن قسم منهم في بـــلاد الشام.

    ويــروي الأخباريون أن "إيادًا" الـذين كانـــوا اختاروا الإقامــة في البحرين وهجــر بعـد تركهم مواطنهم القديمة في تهامة اضطروا إلى ترك مواطنهم الثانية والهجرة منها إلى العراق على أثــر قـدوم "بني عبد القيس" و "شن بن أفصى" ومـن معهم مهاجرين مـن منازلهـم إلى هجـــر والبحرين ، فــإن هـؤلاء القادمين الجدد لما بلغوا هجر والبحرين ضامـــوا مــن وجدوهم بها من "إياد" و "الأزد" ، ثـم أجلت "عبـد القيس" إيادًا عن تلك البلاد ، فساروا نحو العراق ، وتبعتهم شن بن أفصى فعطفت عليهم "إيـاد" واقتتلوا معهم حتى كاد القوم يتفانون ، وقــد بادت بسبب ذلك قبائــل مــن "شن" .

    أما منازل إياد القديمة، فكانت تهامة مع أبناء أنمار ما بين حد أرض مضـر إلى حــد نجران ومـا والاها وصاقبها مـــن البـــلاد. ثم فارقت أنمار إخوتها "ربيعة" و"مضر" و"إيادًا فكثرت إياد وزاد عددها وكثـرت قبائلها ، فأخذت تعتــدي على أبنــاء "ربيعة" و"مضـر" فوقعت بينها وبينهم من جـراء بغيها هذا حروب ، واجتمعت مضر وربيعة عليها ، ثــم تحــاربوا في مــوضع من ديارهم يسمى "خانقًا" وهــو "لكنانة" فغلبت إيـــاد ، وظعنت مـــن منـازلها وافترقت عـن إخوتها ، وتفرقت على رأي بعض الأخباريين ثــلاث فــرق : فرقة مع "أسد بن خزيمة" بذي طوى وفــرقة لحقت بعين أباغ.
    وأقبــل الجمهور حتى نــزلوا بناحيـة سنداد. ثم اتفقوا ، فكانوا يعبدون ذا الكعبات : بيتا بسنداد -وعبدتها "بكـر بن وائل" بعدهم - فانتشروا فيما بين سنداد وكاظمة، وإلى بارق والخورنق ومــا يليها ، واستطالوا على الفـرات حتى خالطوا أرض الجـــزيرة ، فكـان لهم موضع دير الأغور ودير الجماجم ودير مرة ، وكثـر من بعين أباغ منهم حتى صـــاروا كالليل كثــرة ، وبقيـت هنــاك تغيـــر على مــن يليها من أهل البـوادي ، وتغــزوا مــع ملوك آل نصر المغازي" ، وحــالها حسن معهم ومــع الأكاسرة ، حتى حــدث حـادث أفسد مــا بينهــم وبيـن الفـــرس ، يــرجعه الأخباريون إلى اعتداء نفـر من إيــاد على نسوة من أشراف الأعاجم وذلك في أيـــام "أنــو شروان بــن قباذ" أو "كسرى بن هرمز" فسار إليهم الفـرس فانحازت إيــاد إلى الفــرات ، وجعلوا يعبــرون إبلهـم بالقراقير ، ويجوزون الفرات. فتبعتهم الأعاجم ، وكان على إيـــاد يـــومئذ "بياضة ابن ربـاح بــن طارق الإيادي".
    فلما التقى الناس، ارتجزت "هند بنت بياضة" شعرًا مشهورًا معروفًا ، أوله :

    《نحن بنـــات طارق ... نمشي على المفارق》

    ثم هجمت إياد على الفرس، وهزمتها آخر النهار ، وقتلت الجيش الذي كـان يتعقبها ، فلــم يفلت منـــه إلا الشريد وجمعوا جماجمهم ، فجعلوها كالكوم فسمي ذلك الموضـــع ديــر الجماجم.
    هــذه روايـة مـن عــدة رويات وردت عن الحــرب التي وقعت بين الفــرس وإيــاد ، وهي الروايـــة الوحيدة التي يـــرد فيها خبـــر انتصار "إيــاد" على الفـــرس...
    أمـا الرويات الأخرى ، فتقول بانتصار الفــرس على إيــاد. فرواية "أبي علي القالي مثلًا عن رجاله تنص على غزو أنو شروان لإياد على أثر اعتداء نفــر من إياد على نسوة الأعاجم، وتعقيبه لهـم ، وقتله خلقًا منهم ، حتى اضطر بعضهم إلى النزول بتكريت، وبعضهم أرض الموصل والجزيرة، عندئذ بعث أنو شروان ناسًا من بكر بن وائل مـع الفرس فنفوهم عن تكريت والموصل إلى قـــرية يقـــال لها الحَرَجيّة ، ثــم التقوا بهــم ثانيــة في هـــذا الموضع فهزمهم الفــرس ، وقتلت منهم كثيرًا ودفنت أجسادهم بها في مقبرة ذكـر صاحب الــرواية أنها كــانت معـروفة بها إلى يـــومه.
    وسارت البقية حتى نــزلت بقـرى من أرض الروم، وسار بعضهم إلى حمص وأطراف الشام.
    وكــان 'الحارث بن همـام بن مــرّة بن ذهل بن شيبان" فيمن سار إليهم مـن بكر بن وائل مع الأعاجم، فأجار ناسًا مــن إيــاد ، كـــان فيهم :
    "أبو دواد الإيادي".
    وفي روايــة أخـــرى أن إيـادًا كــانت مقـربة عند الفــرس ، حتى إن كسرى بن هرمز كان قـــد اتخذ جماعة منهم امتازوا بحسن الرماية، فجعلهم رماة عنــده ، وجعلهم مراصد على الطريق فيمـا بينــه وبين الفــرات لئلّا يعبــره أحــد عليهم ، إلى أن حـدثت حــادثة الاعتداء على النسوة ، فغضب كسرى على "إيــاد" ، وأرسل جيشًا عليهم لحقهم وقـــد عبـــروا دجلة ، فجثا الإياديون على الركب ، ورموا الفرس رشقًا واحــدًا. عنــدئذ أمــر "كسرى" بإرسال الخيل عليهم، وأمر "لقيط بن يعمر بن خارجة بن عَوْبَثان الإيادي" وكان كاتبه بالعربية وترجمانه ، وكان محبوسًا عنده أن يكتب إلى من كان مــن شداد قـــومه ، فيما بينهم وبين الجـــزيرة ، أن يقبلوا إلى قـــومهم فيجتمعوا ، ليغير على "إيـــاد" كلهم فيقتلهم. فكتب "لقيط" إلى قـــومه ينــذرهم كسرى ، ويحذرهم إيـاه في جملة قصائد رواهـــا الأخباريون. فهربت إيــاد وأمـــر "كسرى" الخيــل فأحدقت بهم وبالذين بقوا مـن خلف الفـــرات.
    ثم وضعوا فيهم السيوف ، ومن غرق منهم بالماء أكثـر ممن قتــل بالسيف. ولما بلـــغ كسرى شعـــر لقيط قتله.
    أما من هرب من إياد إلى الشام، ومن كـــان قـــد هاجـــر إليها ، فقـــد دان للغساسنة ، وتنصر كأكثر عـرب الروم ولحق أكثرهم بلاد الروم فيمن دخلها مـــع "جبلة بن الأيهم" مـــن "غسان" و "قضاعـة" و "لخـــم" و "جــذام" .

    ولـــدينا روايـــة أخـــرى في أسباب تسمية موضع ديـــر الجماجــم بهـــذا الاسم ، تشير إلى حدوث معـركة بين الفــرس وإيــاد ، وقتل إياد لقـوم من الفـــرس ، ولكنها حــادثة أخــرى غير الحـــادثة المتقــدمة على مــا يظهر يرويها "ابن الكلبي" ، خلاصتها :
    أن رجلًا من إياد اسمه بلاد الرماح أو بــلال الرماح ، وهــو "أنبت بن محرز الإيادي" ، قتـــل قـــومًا مـن الفـــرس ونصب رءوسهم عنـد الــدير ، فسمي دير الجماجم.
    ولم تذكــر هــذه الرواية زمن حدوث هذا القتل ، وهل كان قبل إجلاء إيـاد عــن العـــراق أو بعـــده كما جـاء في الروايات السابقة ؟
    وهل كان هذا انتقامًا مـن الفرس بعد مـا فعلوه بإياد؟ غيــر أن هناك رواية أخـــرى يرويها ابن الكلبي أيضا تشير بوضـــوح إلى أن فتــك إيـاد بالفرس في موضــع ديــر الجماجم إنما كــان بعـــد نفي كسرى إياهــم إلى الشام وفتكه بهــم ، أي أن هـذا الفتك كــان عملا انتقاميًّا من الفــرس ، لما فعلوه بإياد. يقول ابن الكلبي : "كـان كسرى قــد قتــل إيـادًا ، ونفاهــم إلى الشام فأقبلت ألف فــارس منهم حتى نزلوا السواد. فجـــاء رجــل منهـم وأخبـــر كسرى يخبرهم ، فأنفذ إليهم مقـــدار ألف وأربعمائة فارس ليقتلوهم، فقال لهم ذلك الرجل الواشي :
    انزلوا قــريبًا حتى أعلــم لكم علمهم. فــرجع إلى قومه وأخبرهم ، فأقبلوا حتى وقعوا بالأساورة ، فقتلوهم عن آخرهم ، وجعلوا جماجمهم قبة. وبلغ كسرى خبــرهم ، فخـــرج في أهليهم يبكون. فلما رآهم، اغتم لهم، وأمر أن يبنى عليهم ديــر سمي ديــر الجماجم". وهـــذه الرواية عـن فتـك إياد بالفرس، وهي أقرب إلى المنطق مــن الرواية الأولى التي ذكــرتها عن النـــزاع بين كسرى وإيــاد.
    على أن هنـــاك أخبــارًا أخرى ذكــرها الأخباريون في تعليل اسم مـــوضع "دير الجماجم" لا تشير إشارة ما إلى هذا الاصطدام بين الفرس وإياد، إنما أشار بعضها إلى حـــرب وقعــت بين إياد وبين "بني نهد" في هـذا المكان قتل فيها خلـق مــن إيــاد وقضاعــة ودفنــوا هناك ، فسمي الموضــع بهذا الاسم ، كما نسبت الحــرب إلى قبائل أخـــرى لم يـــرد بينها اسم إيــاد.

    وفي روايــة الأخباريون عــن فتـــك كسرى بإياد ، ونفيه إياهـم إلى الشام مبالغة كبيرة ولا شك. فـــإننا نجدهم أنفسهم يذكـــرون إيــادًا مــع الفرس تحـــارب في معــركة "ذي قار" ، ثـــم يذكرون أنها اتفقت سرًا مع بكـر على أن تخذل الفــرس يـــوم اللقاء.
    وقد خذلتهم بالفعل ، إذ ولت منهزمة ساعة اشتداد القتال فانهزمت الفــرس. ثـم تراهم يذكرون إيادًا في أخبار الفتــوح ، فيروون أنها حـاربت تحت إمـرة "بهران بن بهران جوبين" المسلمين ، أي أنها كانت تحارب مـــع الفـــرس في العـــراق. وأن صـــلاتهم كــانت حسنة بهــم. وهـذا يناقض ما زعمــوه عــن نفي الفـــرس لهــم عـن العـــراق.
    ولـــم تكـــن إيــاد من القبائل العربية النصرانية التي مـــالت إلى تـــأييد المسلمين ، ففي الفتوحات الإسلامية للعـــراق كانـــوا مـــع الفـــرس على المسلمين وإن ساعدهـم قسم منهــم بالاتفاق معهـم سرًّا ، كما حـــدث في فتــح تكريت. وفي الشام انضم قسم منهم إلى "هـرقل" "heraclius" في محاولاتــه اليائسة التي قـــام بها للاحتفاظ ببـــلاد الشام ولاستخلاص مــا استولى عليه المسلمون مــن تلك البقاع.
    ولما حلت الهزائم بالروم ، فضل قسم منهم الهجرة إلى بلاد الروم والإقامة فيها. وقد كان ذلك عن عاطفة دينية ولا شك.
    غيــر أن هــذا لا يعني أن جمهرة إياد كـــانت كلها مـــع الـــروم.

    ذكـــرت أن مــن المواضع التي كـانت لإيــاد في العـــراق ، موضع "سنداد".

    ويفهم مــن روايات الأخباريين عنــه أنــه قصر ونهر ومنازل نزلت بها إياد حيــن مجيئها إلى العراق ، وأنــه كان في الأصل اسم حــاكم فارسي كــان قد عين على هذه المنطقة، فأقام بها مـدة طويلة ، وبنى أبنية كثيــرة مـن جملتها القصر الـــذي ذكـــر في شعر ينسب إلى الأسود بن يعفر النهشلي" جـــاء فيـــه :

    《أهــل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات مــن سنداد》

    وأنه أيضًا اسم قصر كان العرب تحج إليــه ، وهـــو الـــذي قصده الهمداني بقـــوله : "وكانـوا يعبدون بيتًا يسمى "ذا الكعبات" ، والكعبات حـــروف الترابيع".
    ويظهر مـــن روايــات الأخباريين عن هـــذا القصر أنـــه كـــان مــن القصور الضخمة المعـــروفة.
    يظهر أنـــه كان مـــربع الشكل ، أو ذا مربعات ولذلك عـــرف بـــ "الكعبات" وبـــ "ذي الكعبات".
    وذكـــر أيضًا أنـــه كـان لربيعة ، وأنها كانت تطـــوف حـــوله حيث قالـــوا :

    "الكعبات ، بيت كـان لربيعة ، كــانوا يطوفون بـــه".

    ويظهر مـن أقوال الأخباريين وجــود عـــدة بيــوت كانت على هيأة كعبات في جـــزيرة العـــرب لعبادة الأصنـام تحـــج القبائل إليها وتطوف حـــولها سأتحدث عنها في الجـــزء الخـــاص بالحياة الدينية عنـــد العـــرب قبـــل الإسلام ، ومنها بيت كان بـــ "أحد" على رواية ، أو على مقربة من شداد "سنداد" على روايـــة ابن دريــد ، أو على شاطئ الفـــرات على روايـــة تنسب إلى ابن الكلبي عـــرف بـــ "السعيدة" كــانت "ربيعـة" تحجه في الجاهلية ، وأظنهم يقصدون هـــذا البيت بيت سنداد. .........


    أما مضـــــــر
    الجـــزء الثاني إن شاء الله....


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:12 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【 المجتمع العربي 】

    《الأحلاف》

    وكـان للأحلاف شأن خطير في حياة الجاهليين.
    والحلف في اصطلاح علماء اللغـــة : العهدُ بين القوم ، والحلف والمحالفة: المعاهدة ، وأصله اليمين الذي يأخــذ بعضهم من بعض بها العهد ، ثم عُبـــر بـــه عــن كــل يمين , والمحالفة :
    أن يحلف كـــل للآخـــر (١).

    فمعنى الحلف في الأصــل المعاقـدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، وتحالفوا بمعنى تعاهدوا وعقدوا اتفاقًا وعهدًا ، وتآخوا على العمل يدًا واحدة، وقد حالف الرسول بين المهاجرين والأنصار, أي : آخى بينهم (٢).
    وفي كلمة الحلف شيء من الدلالة على الشعائر والأيمان والمعاني الدينية؛ ولذلك قيل للحلف اليمين لأن من عادتهم عند عقد الحلف بسط أيمانهم إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا وتبايعوا (٣).
    وكانوا ينظرون إليها على أن لها قداسة خاصة وحرمة، والحانث بيمينه ينظر إليه بأشد أنواع التحقير والازدراء. ويعد الحنث باليمين من الموبقات ومن الكبائر التي لا يُغتفر صدورها من شخص في شريعة الجاهليين, وقد أمر الإسلام بالوفاء بالعهد (٤).
    و"العهد" بمعنى الحلف أيضًا, وقيل : العهد: كل ما عُوهد عليه، وكل ما بين الناس من المواثيق.
    وهـــو أيضًا الموثق واليمين ؛ ولذلك ورد : "على عهد الله" و"أخــذت عليه عهد الله" ، و "ولي العهد" ؛ لأنــه ولي الميثاق الـــذي يؤخـذ على مـــن بايع الخليفة, وعلى من يعطي العهد الوفاء به :
    {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} (٥), {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ} (٦), أي: من وفاء (٧).
    ووردت لفظة "عاهدتم" بمعنى التحالف والتعاقد في مواضع من كتاب الله (٨).
    ويرد "الميثاق" بمعنى العهد والمواثقة : المعاهدة ، وأما "التواثق" فالتحالف والتعاهد.
    وفي القرآن الكريم :
    {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ} (٩), {فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} (١٠) {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ} (١١).
    وقد قال العلماء : إنـــه عقــد مـــؤكد بيمين وعهد (١٢).

    والحلف الـــذي نتحدث عنـــه هـــو "ميثاق" ؛ لأنـــه عهد يـــؤخذ بحلف مؤكـــد بيمين.
    وتكــون بين المتحالفين مواثيق على الوفـــاء بالالتزامات التي نص عليها واتفق الطرفان المتعاقدان أو الأطراف المتعاقدة على الوفاء بها كاملة غير منقوصة.
    ويكون الحلف بين الأفراد، كما يكون بين الجماعات والحكومات فيتحالف الأفراد بعضهم مع بعض، ويعلن ذلك الحلف ليكون معلومًا بين الناس وتتحالف القبائل بعضها مع بعض ويعلن حلفها هذا ليكون معلومًا عند أفرادها وعند القبائل الأخرى وتتحالف الحكومات :
    حكومات عربية مع حكومات عربية أو حكومات عـــربية مع حكومات أعجمية.
    وفي "المسند" أمثلة عـــديدة على محالفات الحكومات العربية بعضها مـــع بعض ، أو محالفتها لحكومة أجنبية مثـــل :
    الحبشة ، كما في الكتابات الآشورية وفي مؤلفات اليونان واللاتين ، وفي كتب أهل الأخبار أمثلة من محالفات العـــرب مـــع غيرهم ، أو محالفاتهم بعضهم مـــع بعض.
    والفكرة التي حملت العرب على عقد الأحلاف ، هي نفس الفكــرة التي تدفعهم اليوم على عقد الأحلاف بينهم أو مع غيرهم.
    وهي الضرورة والدفاع عن مصالح خاصة أو عامة، أي : نفس الفكرة التي تدفع الدول على التكتل والتحزب وعقد الأحلاف الدولية في هذا اليوم ، أو في المستقبل.
    وهناك أحلاف عقدت لأغراض هجومية ، وأحلاف عقدت لمصالح اقتصادية ، مثل أكثر أحلاف قــريش مع القبائل , وأحلاف لتثبيت نظم وإقرار قوانين وأخذ حقوق وردع ظالم وإنصاف مظلوم.

    وقد تعقد الأحلاف لأغراض معينة فتكون لها آجال محددة، كأن تسعى قبيلة لعقد حلف مع قبيلة أخرى لمساعدتها في صد غزو سيقع عليها أو لمساعدتها في غزو قبيلة أخرى أو الوقوف موقف حياد تجاه الغزو، أو مساعدة قبيلة قبيلة أخرى للأخذ بثأر من قبيلة لها ثأر معها.
    ومثل هذه الأحلاف لا تعمر طويلًا إذ ينتهي أجلها بانتهاء الغاية التي من أجلها عقد الحلف.

    والغالب أن الضعيف هو الذي يبحث عن حليف يحالفه ؛ ليقوي بهذا التحالف نفسه ، ويعز به مكانه. قال البكري:
    "فلما رأت القبائل ما وقع بينها من الاختلاف والفرقة، وتنافس الناس في الماء والكلأ، والتماسهم المعاش في المتسع، وغلبة بعضهم بعضًا على البلاد والمعاش ، واستضعاف القوي للضعيف -انضم الذليل منهم إلى العزيز, وحالف القليل منهم الكثير وتباين القوم في ديارهم ومحالِّهم وانتشر كل قوم فيما يليهم" (١٣).

    لقد دفعت الضرورات قبائل جزيرة العرب إلى تكوين الأحلاف للمحافظة على الأمن وللدفاع عن مصالحها المشتركة كما تفعل الدول.
    وإذا دام الحلف أمدًا , وبقيت هذه الرابطة التي جمعت شمل تلك القبائل متينة، فإن هذه الرابطة تنتهي إلى نسب يشعر معه أفراد الحلف أنهم من أسرة واحدة تسلسلت من جد واحد.
    وقد يحدث ما يفسد هذه الرابطة، أو ما يدعو إلى انفصال بعض قبائل الحلف، فتنضم القبائل المنفصلة إلى أحلاف أخرى ، وهكذا نجد في الجزيرة أحلافًا تتكون ، وأحلافا قديمة تنحل أو تضعف (١٤).

    لم يكن في مقدور القبائل أو العشائر الصغيرة المحافظة على نفسها من غير حليف قوي يشد أزرها إذا هاجمتها قبيلة أخرى ، أو أرادت الأخذ بالثأر منها.
    لقد كانت معظم القبائل داخلة في هذه الأحلاف، إلا عددًا قليلًا من القبائل القوية الكثيرة العدد، وكانت تتفاخر بنفسها؛ لأنها لا تعتمد على حليف يدافع عنها، بل كانت تأخذ بثأرها وتنال حقها بالسيف.
    ويشترك المتحالفون في الغالب في المواطن، وقد تنزل القبائل على حلفائها ، وتكون الهيمنة بالطبع في هذه للقبائل الكبيرة (١٥).

    وقد عرفت مثل هذه الأحلاف عند سائر الشعوب السامية كالعبرانيين مثلًا، وطالما انتهت تلك الأحلاف كما انتهت عند العرب إلى نسب، فيشعر المتحالفون أنهم من أسرة واحدة يجمع بينهم نسب واحد (١٦).
    ويقال للحلف "تكلع" عنـــد اليمانيين(١٧), "وبه سمي ذو الكلاع وهو ملك حميري من ملوك اليمن من الأذواء، وسمي ذا الكلاع ؛ لأنهم تكلعوا على يديه أي تجمعوا، وإذا اجتمعت القبائل وتناصرت فقد تكلعت" (١٨).

    ولما كانت المصالح الخاصة هي العامل المؤثر في تأليف الأحلاف كان أمد الحلف يتوقف في الغالب على دوام تلك المصالح. وقد تعقد الأحلاف لتنفيذ شروط اتفق عليها كأن تعقد لغزو قبيلة، أو للوقوف أمام غزو محتمل، أو لأجل معين. ومتى نفذت أو تلكأ أحد الطرفين في التنفيذ، انحل الحلف، وتعد هذه الناحية من النواحي الضعيفة في التأريخ العربي، فإن تفكير القبائل لم يكن يتجاوز عند عقدهم هذه الأحلاف مصالح العشائر أو القبائل الخاصة؛ لذلك نجدها تتألف للمسائل الداخلية التي تخص قبائل جزيرة العرب, ولم تكن موجهة للدفاع عن بلاد العرب ولمقاومة أعداء العرب. ولا يمكن أن نطلب من نظام يقوم على العصبية القبلية أن يفعل غير ذلك، فإن وطن القبيلة ضيق بضيق الأرض التي تنزل فيها, فإذا ارتحلت عنها، ونزلت بأرض جديدة، كانت الأرض الجديدة هي المواطن الجديد الذي تبالغ القبيلة في الدفاع عنه. ولما كانت هذه النزعة الفردية هي هدف سياسة سادات القبائل، أصبحت حتى اليوم من أهم العوائق في تكوين الحكومات الكبيرة في جزيرة العرب، ومن أبرز مظاهر الحياة السياسية للأعراب.
    وخير مثال للقبائل التي اقتضت مصالحها التكتل والتحالف بينها، هو الحلف الذي قيل له "تنوخ". فقد اجتمع بالبحرين قبائل من العرب، وتحالفوا وتعاقدوا على التناصر والتساعد والتآزر فصاروا يدًا واحدة، وضمهم اسم "تنوخ" (١٩) , وحلف "فرسان" وهو حلف آخر قديم تكون من انضمام قبائل عديدة بعضها إلى بعض للتناصر والتآزر (٢٠).

    ولما لم يعرف أهل الأخبار واللغة شيئًا من تلك الأمور العادية، أوجدوا تلك القصص والأخبار والأنساب المدونة
    عن تنوخ وأمثال تنوخ (٢١).
    ومن هذا القبيل، الحلف الذي قيل له: "البراجم", وهو من عمرو وظليم وقيس وكلفة وغالب. زعم أهل الأخبار أن "حارثة بن عمرو بن حنظلة"، قال لهم: أيتها القبائل التي قد ذهب عددها، تعالوا فلنجتمع ولنكن كبراجم يدي هذه, فقبلوا، فقيل لهم: البراجم, وهم يد مع عبد الله بن دارم. فنحن أمام حلف من أحياء قل عددها وذهب أمرها، وخافت على نفسها، فلم تجد أمامها من وسيلة للمحافظة على حياتها سوى التحالف، فكان من ذلك حلف البراجم (٢٢).
    ونجد لفظة "الحليفان" للدلالة على تحالف قبيلتين، أو "الأحلاف" تعبيرًا عن حلف عُقد بين قبيلتين أو أكثر -تتردد في كتب أهل الأنساب والأخبار, وقد قصد بها أحلاف عديدة. فقد قيل لأسد وغطفان: "الحليفان"؛ لأنهما تحالفا وتعاقدا وعقدا حلفًا بينهما على التناصر والتآزر، كما قيل لهما "الأحلاف", والأحلاف أسد وغطفان (٢٣) , وقيل لقوم من ثقيف: "الأحلاف". والظاهر أنهم كانوا في الأصل طوائف لم تتمكن من البقاء وحدها في وسط عالم لا يعيش فيه إلا القوي، فتحالفت للدفاع عن نفسها، ويقال لأسد وطيء: "الحليفان", ولفِزَارة وأسد: "حليفان"؛ لأن خزاعة لما أجلت بني أسد عن الحرم، خرجت فحالفت طيئًا، ثم حالفت بني فزارة (٢٤).
    ولما تحالفت غطفان وبنو أسد وطيء، قيل لهم: الأحاليف؛ لعقدهم حلفًا على التناصر والتآزر (٢٥).

    وقد ورد في معلقة "الحارث بن حلزة اليشكري" اسم "حلف ذي المجاز", الذي عُقد بين بكر وتغلب بوساطة "عمرو بن هند"، وقد أخذ فيه عمرو بن هند العهود والمواثيق والكفلاء من الطرفين حذر الجور والتعدي (٢٦).
    وتكون الهيمنة في الأحلاف التي تعقد بين قبائل غير متكافئة للقبائل القوية، أي: للقبائل التي لجأت إليها القبائل الضعيفة لعقد حلف معها. فتكون الكلمة عندئذ لسادات القبائل البارزة في هذا الحلف, وعلى القبائل الضعيفة دفع شيء للقبائل القوية في مقابل حمايتها لها وبسط سلطانها عليها, ومنع ما قد يقع من اعتداء من قبائل أخرى عليها.
    وقد كانت هذه الأحلاف تدوم ما دامت المصالح متشابهة، فإذا اختل التوازن بين المتحالفين، أو وجد أحد الطرفين أن مصالحه تقتضي الانضمام إلى حلف آخر, فسخ ذلك العقد وعقد حلفا آخر، وحالف قبائل أخرى قد تكون معادية لقبائل الحلف السابق، ويقال لفسخ الأحلاف: "الخلع" (٢٧).
    وهكذا كانت الحياة السياسية في الجاهلية: أحلاف تتكون وأخرى قديمة تنحل, ولا سيما إذا كانت قد تكونت من قبائل لا رابطة دموية بينها ولا اشتراك في المواطن، وإنما كانت عوامل مؤقتة وأحوال طارئة اقتضت تكتلها, ثم اقتضت انحلالها لزوال تلك الأسباب.
    وتعقد الأحلاف أحيانا بين عشائر وبطون قبيلة واحدة، تعقد على نمط الأحلاف التي تعقد بين القبائل. وقد يعقد الحلف بين عشائر وبطون قبيلة، وبين عشائر وبطون قبائل غريبة؛ وذلك بسبب حدوث مشاحنات ومنافسات بين عشائر وبطون القبيلة، فتتكتل العشائر والبطون وتتحزب وقد تتقاتل, وتضطر عندئذٍ إلى تأليف أحلاف بينها لتتغلب بها على العشائر والبطون المنافسة. ومثل هذه الأحلاف تضعف القبيلة وتؤدي إلى تصدعها ما لم يتدارك أمرها أصحاب الرأي والسداد فيتولوا إصلاح ما قد وقع بين رجال القبيلة من فساد, وتهدئة الحال حفظًا لمصلحة القبيلة. ونجد أمثلة من هذا القبيل عند أهل الأخبار.
    ولم يكن من الواجب على كل أحياء قبيلة، الاشتراك في الأحلاف التي تعقدها غالبية أحياء تلك القبيلة، فقد اعتزلت "حنيفة" الحلف الذي عقدته قبائل "بكر" في الجاهلية؛ لأنها كانت من أهل المدر، وكان الحلف في أهل الوبر, فلما جاء الإسلام دخلت في "عجل"، وصارت لهزمة (٢٨).
    وكان في العرف الجاهلي أن الأحياء التي تتحضر من قبيلة ما، لا تدخل في الأحلاف التي تعقدها الأحياء المتبدية؛ لاختلاف الحالة، لا سيما إذا كانت المواطن بعيدة. فالحضارة تبعد الأعراب عمن يتحضر منهم, إلا إذا وجدت مصالح خاصة، والمصالح أساس التعامل.
    ونظرًا إلى ما للحلف من قدسية في النفوس، أصبح من المعتاد عقده في مراسيم مؤثرة ورد وصف بعضها في الأخبار، مثل حلف "المطيبين" الذي عقد في مكة بعد اختلاف بني عبد مناف وهاشم والمطلب ونوفل مع بني عبد الدار بن قصي، وإجماعهم على أخذ ما في أيدي بني عبد الدار مما كان قصي قد جعله فيهم من الحجابة واللواء والسقاية والرفادة، فعقد كل قوم على أمرهم حلفًا مؤكدًا, على ألا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضًا "ما بَلَّ بحرٌ صوفةُ"، فأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبًا, فيزعمون أن بعض نساء بني عبد مناف أخرجنها لهم، فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها، فتعاقدوا وتعاهدوا هم وحلفاؤهم، ثم مسكوا الكعبة بأيديهم توكيدًا على أنفسهم، فسُموا المطيبين. وتعاقد بنو عبد الدار وتعاهدوا هم وحلفاؤهم عند الكعبة حلفًا مؤكدًا على ألا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضًا، فسُموا الأحلاف (٢٩)..

    "والأحـــلاف ست قبائل :
    عبد الدار ، وجمح ، ومخزوم ، وبنو عدي , وكعب ، وسهم" (٣٠).
    ومــن هــذا القبيل حلف الفضول ، إذ تداعت قبائل مـن قـــريش إلى حلف وتعاهدوا وتعاقـــدوا على ألا يجدوا بمكة مظلومًا مـن أهلها ومن غيرهـم ممن دخلها من سائر الناس إلا قامـوا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عنـــه مظلمته ، فسمت قـــريش ذلك الحلف حلف الفضول (٣١) , وهو من الأحــلاف التي ظل الناس يحترمون أحكامها حتى الإسلام.
    وقد عقد على هذه الصورة: اجتمعت بنو هاشم وأسد وزهرة وتيم في دار عبد الله بن جدعان ، وصنـــع لهـــم طعامًا كثيرًا , ثم "عمدوا إلى ماء من ماء زمـــزم فجعلوه في جفنة ، ثـــم بعثوا به إلى البيت فغسلت به أركانه ثـــم أتـــوا بـــه فشربوه" (٣٢).
    وأضيف إلى هـــذه الأحلاف ، حلـــف "الـــرباب". وهـــو حلف عقـــد بيـــن المتحالفين بإدخال أيديهم في "رُبّ" وتحالفوا عليه ، أو لأنهم جاءوا بـرب فأكلـــوا منـــه ، وغمسوا أيديهم فيه وتحالفوا عليه, فصاروا يـــدًا واحدة وقيـــل :
    لأنهم اجتمعوا كاجتماع الربابة، وهم: تيم وعدي وعُكْل ومُزَينة وضَبَّة أو : ضبة , وثــور ، وعكل ، وتيم ، وعــدي (٣٣).
    ومن تلك الأحلاف ، حلف لَعَقة الـــدم وقد عقد على أثر تخاصم القبائل من
    قـــريش في وضع الحجر الأسود في موضعه. فلما استعدت للقتال قــربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دمًا ، ثــم تعاقدوا هـــو "وبنو عدي بن كعب بن لؤي" على المـــوت وأدخلـــوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة، فسموا "لعقـــة الـــدم" (٣٤).
    ويظهر أن عقد الحلف بإدخال الأيدي في الدم من المراسيم المعروفة.
    وقـد عرف قوم من بني عامر بن عبد مناة بن كنانــة بلعقة الـــدم , وكانــوا ذوي بـــأس شديـــد (٣٥), وجـــاء أن "خَثْعَمًا" إنما سمــوا خثعمًا ؛ لأنهـــم غمسوا أيديهم في دم جَزُور (٣٦).

    وتعقد الأحلاف على النار كذلك، وقد وصف "هيرودوتس" طـــريقة مـــن طرق التحالف والمؤاخاة والمحافظة على العهود عنـــد العـــرب ، فذكر أن العـــرب يحـافظـون على العهـــود والمـــواثيق محافظة شديــدة ، لا يشاركهم في ذلك أحـــد مــن الأمـــم ولها قـــداسة خاصة عندهـــم ، حتى تكـــاد تكـــون مـــن الأمـــور الدينية المقدسة.
    وإذا ما أراد أحـــدهم عقد حلف مـــع آخر ، أوقفا شخصًا ثالثًا بينهما ليقوم بإجراء المراسيم المطلوبة في عقـــد الحلف؛ ليكتسب حكما شرعيًّا فيأخذ ذلك الشخص حجرًا له حافة حـــادة كالسكين يخدش بـــه راحتي الشخصين قرب الإصبع الوسطى، ثم يقطع قطعة مـن ملابسهما فيغمسهما في دمي الــراحتين ، ويلـــوث بهما سبعة أحجار.
    ويكـــون مكـــان هــذا الشخص الذي يقـــوم بإجـــراء هـــذه الشعائـــر في الوسط ، يتلو أدعية وصلاة للإلهين "باخوس" "Bachus" و"أورانيا" "Urania" ، حتى إذا انتهو منها قــاد الحلف حليفه إلى أهلـــه وعشيرتـــه لإخبارهـــم بـــذلك وللإعـــلان عنـــه فيصبـــح الحليف أخًـــا لـــه وحليفًا أمـــرهما واحـــد بالـــوفاء (٣٧).
    ومـــا ذكـــره "هيرودوتس" عن عقــد العـــرب أحـــلافهم على النــار ، هـــو صحيح على وجـــه عـــام. يؤيده ما ذكره أهل الأخبار عن "نـــار التحالف" وقولهم :كان أهل الجاهلية إذا أرادوا أن يعقدوا حلفًا ، أوقــدا نارًا وعقدوا حلفهـــم عنـــدها ، ودعـــوا بالحرمان والمنـــع من خيـــرها على من ينقض العهد ويحل العقد ، وكانوا يطرحون فيها الملـــح والكبـــريت ، فـــإذا استشاطت قالوا للحالف : هــذه النار تهددتك ، يخوفونـه بها حتى يحافظ على العهد والوعد ، ولا يحلف كـــذبًا ويضمر غير ما يظهر ؛ ولذلك عــرفت هـــذه النار بنار التحـــالف. وهي نــار يقسم المتخاصمون عليها كذلك، فإن كـــان الحالف مبطلًا نكل ، وإن بريئًا حلف ولهذا سموها أيضًا "نار المهوّل" و"الهولة"(٣٨)
    وذكــر أنهم كانـوا لا يعقدون حلفًا إلا عليها. وقـد أشار إلى هذه النار "أوس بن حجـــر" ، إذ قـــال :

    《 إذا استقبلته الشمس ، صـــد بوجهه ... كما صـــد عن نــار المهوّل حـــالف 》

    كما أشار إليها الكميت :

    《 هُمُــو خوَّفوني بالعمى هُــوَّة الـــردى ... كما شب نـــار الحالفين المهوّل 》 (٣٩)

    وقـــد ذكر أهل الأخبار حلفًا سموه : "حلف المحرقين" ، وزعمــوا أن المتحالفين تحــالفوا عنـــد نــار حتى أمحشوا أي : احترقوا , وأن يزيد بن أبي حارثة بن سنان , وهو أخو هــرم بن سنان الــذي مدحه زهير ، يمحش المحاش ، وهـــم بنو خصيلة بن مرة وبنو نشبة بن غيظ بن مرة على بني يربوع بن غيظ بن مرة" رهط النابغة فتحالفوا على بني يـــربوع على النار فسموا المحاشّ بتحالفهم على النار (٤٠).
    وزعموا أن المحاش القـوم يجتمعون من قبائل شتى، فيتحالفون عند النار (٤١).
    وذكـــر علماء اللغـــة أن "المحاشن" : القـوم يجتمعون مــن قبائل يحالفون غيــرهم من الحلف عند النار , وكانوا يـــوقدون نـــارًا لـدى الحلف ليكــون أوكـــد.
    وقـــد أشير إلى ذلك في شعر للنابغة إذ يقـــول :
    《جمـــع محاشك يا يزيد، فإنني ... أعـــددت يربوعًا لكـــم ، وتميما》

    قيل: يعني صرمة وسهمًا ومالكًا, بني مرة بن عــوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض وضبة بن سعد ؛ لأنهم تحالفوا بالنار ، فسموا المحاش (٤٢).

    وقـــريب مـــن هـــذا مــا كانت تفعله قـــريش حيـــن تعقـــد حلفًا ، فيأخذ الحليــف حليفــه إلى الكعبـــة ، ثـــم يطـــوفان بالأصنـــام لإشهادهـا على ذلك، ثم يعود الحليف بحليفه لإشهاد قـــريش ومـن يكون في الكعبة آنئذ على صحـــة هـــذا الحلف ، وقبـــوله محالفة الحليف ، إذ أصبح وله ما لــه وعليه ما عليه ، وعلى قومه حمايته حمايتهم له.
    وقـــد ذكـــرت كتب السيرة والأخبـار والأدب طـــرفًا مــن أخبار المحالفات التي كـــانت تعقـــد بمكـــة وكيفيتها وبعض المراسيم التي تمــت فيها.
    ولا تعرف صيغة واحدة معينة للقسم الذي يقسم به المحالفون.
    فمنهـم مــن أقسم بالأصنـــام التي يعبدونها ويقفون عنـــدها حيـــن يعقدون الحلف , ومنهم ، وهـم أغلب أهل مكـــة ، من كانـــوا يحلفون عند الركن من الكعبة ، فيضع المتحالفون أيديهم عليه ، فيحلفون.
    وقـد ذكر أن قَسَم قريش والأحابيش عنــد الركـــن يــوم تحالفوا وتعاقدوا حلفـــوا "بالله القاتل وحـــرمة البيت والمقام والركن والشهر الحـــرام على مصر , على الخلق جميعًا, حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وعلى التعاقد والتساعد على من عاداهم من الناس مــا بل بحـــر صوفة ، وما قام حــراء وثبير، وما طلعت شمس من مشرقها إلى يـــوم القيامـــة" (٤٣).
    ومنهم من أقسم بالآباء والأجداد، لما لهـــم مــن مكانة ومقام في نفوسهم. ومنهـــم من حلف وعقــد الحلف عند المشاهـــد العظيمـة ، أو في معـــابد الأصنام ، أو عند قبور سادات القبائل المحترمين ، فيحلفون بصاحب هــذا القبـــر ويذكـــرون اسمه على التعاقد والتآزر أو على مـا يتفق المتحالفون عليه ، وعلى الوفاء بالعهد.

    وقــد رُوي أن النبي ﷺ أدرك "عمــر" في ركب وهـــو يحلف بأبيه ، فنادى رسول الله ﷺ : "أمـا أن ﴿ الله - عز وجل ﴾- ينهاكم أن تحلفوا بآبائكـــم.
    مـــن كـــان حــالفًا ، فليحلف بالله أو يصمت" (٤٤).
    وفي كتب أهل الأخبار والأدب أسماء قبائل يظهر أنها كانت أسماء أحلاف عقـــدت في مراسيم خـاصة ، يمكن الوقــوف عليها وتعيينها من دراستها والوقوف على معانيها ، مثـل الرباب والمحاش وما شاكل ذلك من أسماء.
    ومـــن عاداتهم في عقــد الأحلاف ما ذكـــرته مــن التحالف على الطيب أو النار أو القسم عنـــد صنـــم.

    "وفي حـــديث الهجرة :
    وقد غمس حلفًا في آل العاص ، أي : أخذ نصيبًا من عقدهم وحلفهم يأمن بـــه.
    وكــان عادتهم أن يحضروا في جفنة طيبًا أو دمًا أو رمادًا ، فيدخلون فيـه أيديهــم عنـد التحالف ليتـــم عقدهم عليـــه باشتراكهم في شيء واحــد"
    (٤٥).
    وحلفوا بالملــح وبالماء , "قــال ابن الأعرابي" :
    "والعـرب تحلف بالملح والماء تعظيما لهما"(٤٦) , ومن المجاز : "ملحه على ركبته" ، بمعنى قليـل الـــوفاء (٤٧) , وحلفوا بالخبـــز والملـــح. وعلى مـن يأكل خبـز وملح شخص الوفاء لذلك الشخص، ولا يجوز الاعتداء على من أكل خبز وملح قبيلة ، وعليها الدفاع عنــه وأخــذ حقه ممن ظلمه من أهل تلك القبيلة.

    وتـــدون الأحـــلاف أحيـانا لتوكيدها وتثبيتها ، وتحفظ عنـــد المتعاقدين وقـــد تودع في المعابد كالـــذي رُوي في خبر "صحيفة قريش" يوم تآمـــر المشركون وتحالفـــوا على مقاطعـــة "بني هاشــم" في شِعْبهم ، إذ كتبـــوا صحيفة بما اتفقوا عليه, ثم أودعوها -كمـــا يقـــول أهـــل الأخبار- جـــوف الكعبة، وكالذي ورد من تحالف ذبيان وعبس وتدوينهم مــا تحـالفوا عليــه في الكتاب ، وتعاهدوا وأقسموا على اتباع مــا كتب فيـــه ، والعمل بـــه.
    وإلى ذلك أشير في شعر قيس (٤٨).
    ونجـــد في شعـــر "زهير" :

    《 ألا أبلــغ الأحـلاف عني رسالة ... وذبيان : هـــل أقسمتم كل مقسم؟

    إشارة إلى قسم أخـذ من المتعاقدين ليلتزموا الـــوفاء بما تحالفـــوا عليــه وهـــم "الأحـــلاف".
    كما نجــد في شعـر الحارث بن حلزة اليشكري :

    《واذكـــروا حلف ذي المجاز ومـا قد ....م فيــه العهود والكُفـــلاءُ
    حـــذر الجور والتعدي، وهـــل ينـ ... ـقض مــا في المهارق الأهـــواءُ》

    إشارة إلى العهــود والـــرهائن التي أخــذت من "بني تغلب" و "بني بكر" للـــوفاء بمـا توافقوا وتعاهدوا عليــه ودونـــوه مـن شروط على "المهارق" أي : القراطيس ، تـــوكيدًا لما اتفقوا عليـــه مشافهة.
    وكـــان الملك "عمــرو بن هنـد" ، قــد أصلـــح بين الطـــرفين بحلف ، سمي حلــف ذي المجاز ، فأخـــذ عليهـــم المـــواثيق والـــرهائن (٤٩).

    ويـــوثق مــا اتفق عليـــه مـن عهـود وأحــلاف ومواثيق ، رؤساء الأطراف المتعاقدة , بـــأن تـــدون أسماؤهـــم وتختـــم بخواتيمهم ، لتكـون شهادة بصحـــة مــا اتفق عليـــه ، كما يفعل المتعاهدون على صحة العقد ، وعلى صحة الخواتيم ، وبــأن ما اتفق عليه كـــان بحضورهم، وبأنهم شهود على كـــل ذلك.
    وفي أخبار أهل الأخبار شواهد تشهد بتدوين الجاهليين لعقود الأحـــلاف. ورد في شرح "التبريزي" على المعلقات قـــوله في معـــرض شرحـه لمعلقة "الحارث بن حلزة اليشكري" : إن كـانت أهواؤكم زينت لكـم الغــدر والخيانة بعــد مـا تحالفنا وتعاقـــدنا فكيف تصنعون بما هـــو في الصحف مكتوب عليكم من العهود والمواثيق والبينات فيما علينا وعليكم (٥٠)؟.

    وورد أن أهل الجاهلية "كانوا يدعون في الجاهلية مــن يكتب لهـــم ذكـــر الحلف والهدنة تعظيمًا للأمر، وتبعيدًا من النسيان" (٥١)....
    وورد في شعر ينسب إلى "درهم بن زيد الأوسي" ، ما يفيد وجود صحف مكتـــوبة بعهود عقـــدت بيـن الأوس والخـزرج (٥٢) , ووردت إشـــارة إلى "الصحف" : صحف العهود والمواثيق في شعر للشاعر "قيس بن الخطيم (٥٣).
    وروي أنــه قــد كـــان عنـــد "عمر بن إبراهيم" من ولد "أبرهة بن الصباح" الحبشي المعـــروف ، كتـــاب دون "الدينوري" صورتـه ، فيه حلف اليمن وربيعة في حكـــم الملك "تبـــع بـن ملكيكرب" ، وقـــد دون بشهر رجـب الأصـــم (٥٤)....
    وهـــو كتـــاب يظهـــر أنـــه دون في الإسلام ، وأن واضعه لـم يكن له علم بأحـــوال اليمــن في ذلك العهد.
    على كـــل ، فـــإنه يشير إلى وجـــود تـــدوين العهود عنـــد الجاهليين.
    ولما تحالفت قـــريش على مقـــاطعة "بني هاشم" و "بني المطلب" كتبـت كتابًا بما اتفقت عليـه ، كتبه "منصور بن عكرمة العبدري"، وذكـر أنه حفظ عنـــد "أم الجُلَّاس بنت مُخربة الحنظلية" خالة أبي جهل ، وذكر أنـه عُلِّق في جـــوف الكعبة (٥٥).

    وشهادات الشهود على صحة العقـود أو الأوامــر معــروفة عند أهـل اليمن إذ وردت في الأوامـــر الملكية التي أصدرها ملـــوك اليمن وفي قوانينهم التي كانـــوا يصدرونها لأتباعهم.
    وقـد عرفت عند أهل مكة، وهم قوم تجـــار وأصحاب مصالح، ولهم عقود ومواثيق ومعاهدات مـــع غيرهم من أهل القـــرى وسادات القبائل.
    وفي القـــرآن الكـــريم ألفاظ لها صلة بالشهادة والشهود , منها :
    "شهدتـم" و "شهدوا" ، و "أشهد" ، و "تشهد" , و "تشهدون" ، و "شاهد" , و "الشهادة" , وقـــد أمـــر بــوجوب المحــافظة على الشهادة وعـــدم كتمانها :
    {وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} (٥٦).

    ولما كـــانت مـــراسيم الأحـــلاف من المـــراسيم المهمة ومـــن الأحـــداث الخطيـــرة ، اقتـــرنت مــن أجل ذلك بتقديم الطعـام للمتحالفين. فيجلس المتحالفون مـن جميع الفـــرقاء على مائدة واحدة كالذي ذكرته من تقديم "عبد الله بن جدعان" الطعام للمتحالفين يـــوم عقـــدوا "حلف الفضول". وقــد تكـون الوليمة نفسها مظهرًا مــن مظاهـــر مـراسيم عقـــد الأحـــلاف ؛ لما للخبز والملح من أثر عند العرب، فعلى من يأكل خبز رجل وملحه أن يمر بــه ويوفي له ؛ ولهذا يعنــف الإنسان الإنسان الغــادر ويوبخـه ، لأنــه لم يراعِ حرمة الخبز والملح ، وهي حـــرمة تكاد تصل إلى حـــرمة الـــدم والـــرحم.
    يتبين مما تقدم أن العــرب كانت ترى تـــوكيد الأحـــلاف بكسوتها بقدسية خـــاصة ، وذلك بعقدها مراسيم ذات صبغة دينية.
    وقــد راعـت في تلك المراسيم جهــد إمكانها إيـــلاج مــا يوضـــع في تلك المـــراسيم إلى أجسام المتحالفين وكأنهم أرادوا بـــذلك إدخـــال القسم وما حلف عليه في جسم المتحالفين ولهذا كـــان الـذين يغمسون إصبعهم في جفنة الـــدم أو في دم الجـــزور يلطعون إصبعهم ، وكـــان الـــذين يغمسون أصابعهـــم في الطيب يلطعون أصابعهم أيضًا ، وكان الذين يقسمون على الماء المقدس يشربون من ذلك الماء ، وكان الذين يجرحون أيديهـــم ويعقدون الحلف يضعــون راحتي المتحالفين اليمنيين إحداهما فـــوق الأخــرى ، إلى آخــر ذلك مــن مظاهـــر تـــوحي أن المتحالفين لـــم يكونوا قــد فعلوا ذلك عبثًا ومن غير هـــدف ولا قصد، بــل أرادوا مـن كل ذلك التأثير في المتحالفين , وجعلهم يشعرون بأن حلفهم هذا -أي قسمهم- على التحالف لتنفيذ ما اتفق عليه قد صار جزءًا من جسمهم ، وقد حل في دمهم كما يحـل الـــدم والخبز في دم الجسم.

    وتعقد الأحلاف الخطيرة المهمة أمام الأصنـــام وفي المعــابد في الغالـــب وذلك كي تكتسب قدسية خـــاصة. ويشرف على عقـــدها سادن الصنـــم وقـــد يساعـــده مساعدون ؛ ليقوموا بمساعدته في إتمــام المراسيم.
    ويكـــون بين قبائل الحلف سلم وود لذلك يستطيع أبناء القبائل المتحالفة المـــرور بمـــواطن هـــذه القبائل غير خـــائفين ، وتمـــر قوافلهم بـــأمان لا يُتعرض لها ، ولا تجبى إلا على وفــق مــا اتفــق عليه وجـــرت عليه عـــادة المتحالفين.
    وعلى أبنـــاء هــذه القبائل حماية من يجتاز بأرضهم وتقـــديم المساعدات لــه وإضافته ودفـــع الأذى عنه، وإذا وقـــع عليه اعتداء من قبائل غــريبة فعليـــه مساعدته والـــذب عنـــه واستصراخ قومـه لنجدته ؛ لأنهم من حلـــف واحـــد , وعلى الإنسان أن يتعصب للحلف تعصبه لقبيلته.

    ويــلاحظ أن الأحـــلاف إذا طالـــت وتماسكت ، أحـــدثت اندماجًا بيــن قبائل الحلف قــد يتحول إلى النسب بأن تـــربط القبائل والعشائر الضعيفة نسبها بنسب القبيلة البارزة المهيمنة على الحلــف , وينتمي الأفـــراد إلى سيـــد تلك القبيلة البارزة , فتدخـل أنسابها في نسب الأكبـــر......

    وفي كتـــب الأنساب والأدب أمثلـة عديدة على تداخل الأنساب، وانتفاء قبـــائل من أنسابها القديمة ودخولها في أنساب جـــديـدة.
    ويـــؤدي انحـــلال الحلف أو انحـلال عقـــد عشائر القبيلة الـــذي هـــو في الواقـــع حلـــف سمي "قبيلة" , إلى انحـــلال الأنساب وظهـــور أنساب جـــديدة ، فإن القبائل المنحلة تنضم إلى حلف جـــديد ، فيحدث ما ذكرته آنفًا مـــن تـــولد أنساب جديدة، ومن تداخـــل قبائـــل في قبـــائل أخـــرى وأخـــذها نسبها.

    من هنا قـــال "جولد زيهر" :
    إنه لفهم الأنساب عند العـــرب ، لا بد من معرفة الأحـلاف والتحالف, فإنها تكوِّن القبائل ؛ لأن أكثر أسماء أجداد القبائـــل هي أسماء أحـــلاف ، ضمت عـــددًا من القبائل توحدت مصالحها فاتفقت على عقـــد حلف فيمـا بينها على نحـــو مـا مـــر.

    وفي كتـــب الأنساب والأدب أدلـــة عديدة معروفة على أسماء أحـــلاف مشت بين الناس وفشت وشاعـــت حتى صـــارت كـــأنها نسب مـــن الأنساب , ومـــن ذلك "الأحـــلاف" و"المطيبون".
    جاء "ابن صفوان" إلى "عبد الله بن عباس", فقـــال لـــه :
    "نعــم الإمارة إمارة الأحلاف ، كانت لكم" , فقال "ابن عباس" : "الذي كان قبلها خير منا.
    كـــان رسول الله ﷺ مــن المطيبين وكـــان عمـــر من الأحلاف" يعني : "إمارة عمر", وقيل لعمر : أحـــلافي ؛ لأنـــه عَـــدَوِي.
    والأحـــلاف صار اسمًا لهم كما صـــار الأنصار اسمًا للأوس والخـــزرج.
    وقـــد أشرت سابقًا إلى اسم "تنوخ". و"الأحابيش" حلف عُقـــد عند جبل حبش بأسفل مـــكة ، فعـــرف المتحالفون بـــه. وهـــم :
    "بنو المصطلق ، والحيا بن سعد بن عمرو ، بنو الهون بن خزيمة" ، وذلك على حـــد قـول أكثـــر أهل الأخبار.

    و"الـــرباب" حلف أيضًا ضـــم خمس قبـــائل ، هي :
    تيم، وعدي, وعكل، ومزينة, وضبة،
    ولكنه سار بين الناس ومشى وكأنه اسم جماعة ترجع إلى نسب واحد.

    وأما "الأحـــلاف" الذين ورد اسمهم في شعر "زهير بن أبي سلمى" فهم : "أســـد" و"غطفان"
    ويقال لحلفهما المـــذكورة أيضًا : "الحليفان".
    و"الأحلاف" كذلك : قوم من "ثقيف".

    لقـــد تركـت الأحـــلاف أثرًا مهمًّا في الحياة السياسية والاجتماعية عنـــد العــرب قبل الإسلام وعند العرب في الإسلام كـــذلك ، على الرغـــم مـــن الحديث المنسوب إلى الرسول ﷺ الـــذي ينـــاهض الحلـــف :

    "لا حلـــف في الإســـلام".

    وقد أدرك الرسول, ولا شك، ضررها بالمجتمع العربي إذ كانت من أسباب التفريق، فحل الأحلاف وأحل الدولة مكانها، وحتم على القبائل إطاعة الرسول أو من يقوم مقامه من المسلمين.

    وأمـــا ما رواه "قيس بن عاصم" من أن الرسول قـــال :
    "لا حلف في الإسلام، ولكـــن تمسكوا بحلف الجاهلية"، فالظاهر أنـــه قصد بـــذلك الجـــوار. وقـــد أكد الإسلام احترام الجار ووجوب الـــدفاع عنه كما أيد الأحلاف الجاهلية التي تدعو إلى الخيـــر ونصـــرة الحـــق.
    أما الممنوع، فما خالف حكم الإسلام ودعـــا إلى الهـــلاك والضـــرر والفتن والقتـــال، فـــذلك الـــذي ورد النهي عنـــه في الإسلام .
    واستعمل الجاهليون لفظـــة "حبـــل" و"حبـــال" للعهـــود والمـــواثيق فــــ"الحبل" هو العهد والذمة والأمان وهو مثل الجوار. وكـــان مــن عـــادة العـــرب في الجـاهليـــة أن يخيـــف بعضهم بعضًا، فكــان الرجــل إذا أراد سفرًا أخـــذ عهدًا من سيد كــل قبيلة فيأمــن بـــه مـــا دام في تلك القبيلة حتى ينتهي إلى الأخرى، فيأخذ مثل ذلك أيضًا، يريد به الأمان. فهذا حبل الجـــوار، أي : مـا دام مجاورًا أرضه.

    وفي هذا المعنى جاء قول الأعشى :

    "وإذا تجوَّزها حبال قبيلة ... أخذت مـــن الأخـرى إليك حبالها"

    وجاء في الحديث: "بيننا وبين القوم حبال"، أي: عهود ومواثيق. وفي هذا المعنى، أي : العهد والـــذمة والأمــان جـــاء :

    وما زلت معتصمًا بحبل منكُمُ ... مـن حَلّ ساحتكم بأسباب, نجـــا.

    التخالـــع :
    وإذا أراد المتحالفون إنهـــاء حلفهـــم وعهدهم الذي تعاهـــدوا عليه بينهم أعلنـــوا
    إخـــاء القبائل :
    وإخاء القبائل هـــو إخـــاء اصطناعي وإن عده أهل الأنساب والأخبار إخاء
    ......
    ========

    (١) المفردات "ص128"، اللسان "9/ 53" "بيروت"، تاج العروس "6/ 75", المخصص "13/ 109", المعاني "6/ 125".
    (٢) تاج العروس "6/ 75", اللسان "9/ 53"، الصحاح "1/ 512"، اللسان "12/ 403"، الصحاح "4/ 1346"، أساس البلاغة "1/ 193".
    (٣) اللسان "17/ 356"، "13/ 462"، "بيروت"، تاج العروس "6/ 75".
    (٤) تفسير ابن كثير "2/ 509"، تفسير الرازي "2/ 147"، تفسير الطبري "1/ 182"، جامع أحكام القرآن للقرطبي "1/ 246"، "9/ 307"، تفسير ابن حيان الأندلسي: البحر المحيط "1/ 174"، تفسير الطبرسي "1/ 40"، تفسير ابن مسعود "1/ 76"، تفسير الخازن "1/ 61"، تفسير البيضاوي "1/ 83".
    (٥) النحل, الآية 91، الكشاف "1/ 41"، تفسير الطبري "3/ 319"، "1/ 182"، تفسير الطبرسي "2/ 379".
    (٦) الأعراف, الآية 102.
    (٧) التوبة, الآية 1، 4، 7, النحل، 91، تفسير الرازي "5/ 47"، شرح صحيح البخاري "11/ 203"، النهاية لابن الأثير "3/ 159"، تفسير الخازن "1/ 423".
    (٨) الرعد، الآية 20.
    (٩) الأنفال، الآية 72.
    (١٠) الرعد، الآية 25.
    (١٢) المفردات "522"، اللسان "12/ 154"، الصحاح "4/ 1564"، الكشاف "1/ 71", البيضاوي "7/ 161"، تفسير الطبري "3/ 329"، اللسان "10/ 370"، "بيروت", تفسير الطبرسي "6/ 157".
    (١٣) معجم ما استعجم "1/ 53".
    (١٤) Goldziher, Muh. Stud., I S., 64.
    (١٥) الأغاني "12/ 118، 123 وما بعدها".
    (١٦) Keunen, De Godsdienst Van Israel, I, p. 113, Noldeke, in ZDMG., XI, S., 15.
    (١٧) المخصص "3/ 109".
    (١٨) اللسان "8/ 313"، "كلع".
    (١٩) تاريخ ابن الأثير "1/ 135"، تأريخ الطبري "1/ 746" "طبعة ليدن"، الأغاني "11/ 155".
    (٢٠) الاشتقاق "ص8", Muh. Stud., I, S. 66.
    (٢١) Muh. Stud., I. S., 66.
    (٢٢) خلق الإنسان "230 وما بعدها"، تاج العروس "8/ 199", "البرجمة".
    (٢٣) قال زهير:
    فمن مبلغ الأحلاف عني رسالة
    وذبيان: هل أقسمتم كل مقسم؟
    وفي رواية: "ألا أبلغ الأحلاف عني رسالة", اللسان "10/ 400"، ديوان زهير "ص18", اللسان "9/ 54"، شرح القصائد العشر للتبريزي "219", الصحاح "4/ 1346".
    (٢٤) اللسان "10/ 401".
    (٢٥ قال ربيعة بن مقروم:
    إذا حل أحياء الأحاليف حوله ... بذي لجب هداته وصواهله
    المفضليات "ص364"، تاج العروس "6/ 75"، شرح ديوان زهير "18".
    (٢٦) واذكرو حلف ذي المجاز وما قد ... م فيه العهود والكفلاء
    شرح المعلقات السبع، للزوزني "ص166".
    (٢٧) Muh. Stud., I, S, 68.
    (٢٨) النقائض "728"، تاج العروس "9/ 69"، "لهزم".
    (٢٩) ابن هشام "1/ 143 وما بعدها"، ابن الأثير، الكامل "1/ 183"، الطبري "1/ 1138"، "ليدن"، اللسان "10/ 400"، المعارف "204" "طبعة وستنفلد"، اليعقوبي "1/ 287" "هوتسما"، التنبيه "180", "طبعة الصاوي"، تاج العروس "6/ 75"، "حلف".
    (٣٠) اللسان "9/ 54"، ابن هشام، سيرة "1/ 84"، البداية والنهاية "2/ 209"، ابن الأثير، الكامل "1/ 267"، المسعودي، التنبيه "180"، المروج "2/ 59"، ابن خلدون "2/ 694"، المحبر "166"، تاج العروس "6/ 75"، القاموس "3/ 280"، النويري، نهاية الأرب "16/ 35"، المعارف "ص204" "طبعة هوتسما"، دائرة المعارف الإسلامية "8/ 49" "الترجمة العربية"، لسان العرب "9/ 54".
    Caetani, Annali, Voi., I, Intro., 120, 2, I, Anno., 8, 20-21, Ency.; 2; p. 307.
    (٣١) ابن هشام "1/ 145"، الأغاني "16/ 64 وما بعدها", المعارف "204" "طبعة هوتسما", الاشتقاق "111" "طبعة وستنفلد"، العقد الفريد "2/ 41"، اللسان "10/ 399", السيرة الحلبية "1/ 146", تاريخ الخميس "1/ 261"، المحبر "167"، عيون الأثر "1/ 52".
    (٣٢) الأغاني "16/ 64".
    (٣٣) الاشتقاق "111"، الصحاح "1/ 131"، اللسان "1/ 388، 403"، تاج العروس "1/ 264"، الأغاني "9/ 14"، العقد "2/ 59".
    (٣٤) ابن هشام "1/ 213"، عيون الأثر، لابن سيد الناس "1/ 52"، أبو الفداء, المختصر في أخبار البشر "1/ 114"، تاج العروس "7/ 62"، القاموس "3/ 280", نسب قريش "283".
    (٣٥) الأغاني "7/ 26".
    (٣٦) المفضليات "ص705"، "واشتقاق خثعم فيما ذكر ابن الكلبي, أنهم نحروا جزورًا, فتخثعموا عليه بالدم، أي: تطلوا به", الاشتقاق "2/ 304".
    (٣٧) Harodotus, Voi., I, p. 213. "Rawlinson..
    (٣٨) صبح الأعشى "1/ 409"، اللسان "11/ 703"، سبائك الذهب، للسويدي "119"، بلوغ الأرب "1/ 162".
    (٣٩) نهاية الأرب "1/ 111".
    (٤٠) اللسان "14/ 238"، و"ورد غيط" و"غيظ".
    (٤١) تاج العروس "4/ 384".
    (٤٢) اللسان "6/ 344 وما بعدها", "محش"، تاج العروس "4/ 348"، "محش".
    (٤٣) اليعقوبي "1/ 212".
    (٤٤) التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول، للشيخ منصور علي ناصف "3/ 74".
    (٤٥) تاج العروس "4/ 203"، اللسان "6/ 157"، "غمس".
    (٤٦) تاج العروس "2/ 230"، "ملح".
    (٤٧) قال مسكين الدارمي:
    لا تلمها, إنها من نسوة ... ملحها موضوعة فوق الركب
    أي: هذه قليلة الوفاء، تاج العروس "2/ 230", "ملح".
    (٤٨) لعمري لقد حالفت ذبيان كلها ... وعبسا على ما في الأديم الممدد
    شعر قيس "21".
    (٤٩) شرح القصائد العشر، للزوزني "345"، شرح القصائد السبع "201", الحيوان للجاحظ "1/ 69 وما بعدها"، المعروف للجواليقي "303".
    (٥٠) شرح المعلقات "268 وما بعدها".
    (٥١) الحيوان، للجاحظ "1/ 69 وما بعدها".
    (٥٢) وإن ما بيننا وبينكم
    حين يقال: الأرحام والصحف
    ناصر الدين الأسد، مصادر الشعر الجاهلي "ص66".
    (٥٣) ديوان قيس بن الخطيم "19".
    (٥٤) الأخبار الطوال "354".
    (٥٥) ابن سعد، طبقات "1/ 208 وما بعدها".
    (٥٦) البقرة, الآية 283.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:13 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    《أنساب القبائـــل》
    الجــــزء الرابع :

    و"مَــذْحِج" مـــن القبائـــل اليمانيـــة الكبيرة وقد تفرعت منها قبائل كبيرة كذلك.
    وتنتسب إلى جـــدّ أعلى لها هـــو "مذحج". وهــو "مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بـن عــريب بـن زيـــد بن كهلان" ، وأبو عدة أولاد، هـــم :
    "جلد بن مذحج" ، و "يحابر". وهـــو مـــراد : و "زيد". وهـــو عنس، و "سعد" العشيرة" ، و "لهيس بن مذحج". وأمهـــم كلهـــم "سلمى بنت منصـــور بن عكـــرمة بن خصفة بــن قيس عيـــلان بن مضـــر".
    ومن بني "عَنْس بن مذحج" :
    "عمّار بن يــاسر" الصحابي المعروف و "الأسود العنسي المتنبي".

    و"لمذحج" مثل القبائل الأخـرى أيام. منها يــوم فيف الريح ويــوم السلان. وهـــو "لربيعة" على "مذحج". وسأتحدث عــن أيـــام "مـذحج" في الفصـــل الخاص بأيام العـــرب قبـــل الإسلام.
    ويشير هـــذا النسب الـــذي يذكـــره النسّابون إلى وجــود صلات قـــديمة وثيقـــة بين "مراد" و "خثعم"، وبين مجموعة القبائل المعروفة "بمذحج". وهـــم أبناء إخوة على رأي النسابين.
    ويذكر الأخباريون أن مواطن "مـراد" القديمة هي في الجوف ، في منطقة رملية جـــرداء ، ويظهر أنها كـــانت متبــدية وكـــان معبـــودها الصنـــم "يغـــوث" ، الصنم الــذي تعبــدت لــه "مـــذحج" كـــذلك.
    روي أن الصنم "يغوث" ، كان لمذحج كلها. وكــان في أنعم ، فقاتلتهم عليه "غطيف" من "مــراد" ، حتى هربوا به إلى نجران ، فأقــروه عند "بني النار" مــن "الضباب" ، مــن "بني كعب" ، واجتمعوا عليـــه جميعًا .
    ويذكر الأخباريون أن المنذر بن مـاء السماء حينما بغى على أخيه عمـــرو هرب عمرو إلى مــراد ، فاحتفلت بــه وعينته رئيسًا عليها ، غيـــر أنه اشتدّ عليهــا حينما تمكـــن وقـــويَ أمـــره فغدرت به وقتلته. لذلك غزاها عمرو بن هند ، وقتـــل قتلة عمـــرو .
    وكـــانت بين مـــراد وهمدان حـــرب وقعت في عهد لـــم يكـــن بعيدًا عن الإسلام. عرفت بيوم الرزم ، انتصرت فيها همدان على مـــراد. وكان رئيس "مـــراد" أيام الرسول ﷺ "فروة بن مسيك المـــرادي" . وقـــد استعمله الـــرسول ﷺ على صدقات "مـــراد" و "زبيد" و "مذحج" ، فاستاءت زبيد ومـــذحج مــن ذلك. وارتد "عمرو بن معد يكرب" في مــرتدين من "زبيد" و"مذحج". فاستجاش فـــروة النبيّ ﷺ فـــوجه إليهـــم جيشًا ، هـــزم المـــرتدين .
    وقبيـــل الإسلام كـــان "هبيـــرة بـن المكشوح بن عبد يغوث" رئيسًا بارزًا على مراد ، وقد عدّه الأخباريون من "الجــرارين" في اليمـــن ، ويقصـــد بالجرار مـــن ترأس ألفًا في الجاهلية وقد كان ابنه قيس من رؤساء مـراد البارزين عنـــد ظهور الإسلام.
    وهـــو الذي قتـــل "الأسود العنسي". وكان هناك رئيس آخر على مراد عند ظهور الإسلام هـو "فروة بن مسيك" المتقدم ذكـــره ، كـــان كـــذلك مـــن الجرارين.
    وأشهر أولاد "يحــابر" ، وهـو مـــراد "ناجية" و "زاهـــر" .
    ومـــن ولـــد "ناجية" :
    "مفرج" ، و "كنانة" ، و "عبد الله" ، و "مالك" ، و "يشكر" ، و "ردمان".
    وقـــد انتسب "ردمان" إلى "حميـــر".

    ومن ولـــد "عبد الله بن ناجية" :
    "غَطِيفٌ" ، وهـــم بطن.
    ومن نسل "ردمان" :
    "قـــرين" و "نابية"، وهمــا بطنان.
    ومن "بني زاهر": "قيس بن المكشوح و "بنو الحصين" و "الربض" و "الصنابح" وهما بطنان..
    وأولاد "سعــد العشيرة" كثيـــرون تفــرعت منهم قبائل وبطون، ويذكر الأخباريون أن "سعد العشيرة" كـــان رجلًا كثير الأولاد حتى إنه كـــان إذا ركب ركب معه ثلاثمائة فـــارس من صلبه. والظاهر أنها كانت من القبائل الكبيـــرة ، وأظن أنها كـــانت تحتمي بصنم هو "سعد العشيرة"، ثـم نسبته فتصور أبناؤها أنه إنسان ، وأنهم من صلبه منحدرون ، وليس هـــذا بأمـــر غـــريب ، وقـد ذكرت أمثلة من هـذا القبيل ، ومنه "تــالب" صنـم همــدان المـــذكور في المسند ، الـــذي صيـره النسابون جـــدًّا من أجــداد همــدان.

    ومــن أولاد "سعد العشيرة" :
    "الحكـــم" ، و "الصعب" ، و "نمــرة" ، و "جعفي"، و"عائذ الله"، و"أوهن الله" ، و "زيد الله" ، و "أنس الله" ، و"الحـــرّ".
    ومـن البطون المتفرعة من هــؤلاء : "الـدئل" ، وهــم من نسل "الحكم" وقــد دخلـــوا في "تغلب". و"أسلم".

    ومن "جعفي بن سعدالعشيرة" :
    "مرّان" و "حريم".
    أمـــا "بنــو صعب" فأشهرهـــم :
    "أود" و"منبه"، ويسمى أيضًا بـــزبيد. ومـــن نسل "زبيـــد" :
    "مــازن" ، وهـــم بطـــن.
    ومــن قبيلة "أود" :
    "الأفوهُ الأودي" الشاعر المعروف. و"أبين" بطون جلد بن مالك بن أدد ، أي جلد بن مذحج ، بنو عُلة بن جلد.
    ومـن أولاد "عُلة" :
    "عمرو"، و"عامر"، و"حرب"
    تفـــرعت جملة قبائـــل أظهرها :
    "النخع بن عمرو بن علة". و"بنــو الحارث بن كعب بن عمرو بن علة" ، و"رهاء" وهـــو "ضبة بن الحارث بن علة" ، و"صداء" وهـم من نسل "يزيد بن حرب بن علة".
    وقد تحالفت "منبّه" و "الحارث" و"العلاء" العلى و"سيحان" سيحان "سنجان" و"هفان" و"شمران"، وهـــم ولد "يزيد بن حـرب بن علة بن جلد" على بني أخيهم "صداء بن يــزيد بن حـــرب" ، فسُمّوا جَنْبًا، لأنهــم جانبوا عمهم صداء ، وحالفوا بني عمهم بني سعد العشيرة.
    ومــن "جنب" :
    "معاوية الخير الجنبي"، صاحب لواء مذحج في حرب بني وائل، وكان مع "تغلب".
    أما "صداء" فحالفت بني الحارث بن كعب.
    ومن بني "منبّه" كـــان : معاويـــة بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن منبه بن يزيد" الـذي تزوّج بنت مهلهل بن ربيعة التغلبي.
    وتنتسب قبيلة "النخــع" إلى النخع وهـو "جسر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك"، وهـــو "مذحج".
    ومــن "النخـــع" :
    "الأشتر النخعي" ، واسمه "مـــالك بن الحارث" صاحب رسول الله ﷺ ثـم علي بن أبي طالب.
    وللنخع بطون عديدة منها :
    "صُهبان" ، و "وهبيل" ، و "جسر" ، و "جذيمة" ، و "قيس" ، و "حارثة" ، و "صلاءة" ، و "رزام" ، و "الأرت".
    ومــن "الأرت" :
    بنـــو "عبد المدان وعبد الحجر بن المدّان".
    وولـــد "مرّة بن أدد" :
    "رُهْمًا"، و"الحارث".
    ومن رهــم بن مرة كان الأفغى الذي كان يتحاكم إليه بنجران على رواية ابن حزم أو من رهم، من طيء على رواية ابن دريد. أما الهمداني، فذهب إلى أنه من رهم بن مرة بن أدد ، أي على نحو ما ذهب ابن حـــزم إليه.

    و"بنو مُرّة بن أدد" ، إخـــوة "طيء" و"مذحج"و"الأشعريين" بطون كثيرة تنتهي كلها إلى "الحارث بن مُـــرّة" مثل :
    "خولان" و"معافر" و"لخم" و"جذام" و"عاملة" و"كندة".
    أمـا "خـــولان" ، فيرجـــع نسبها إلى خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرّة بن أدد.
    ويسمي النسابون "خَوْلان" فكـلا "أفكلًا" كذلك ، والخوليون هؤلاء هـم "خولان أدد" ، وعرفوا بخولان العالية أيضًا ، وهم غير "خولان بن عمرو بن الحاف "الحافي" بن قضاعة" ، أي خولان القُضاعية ، وهي قبيلة يمانية كــذلك في نظر من جعل قضاعة من اليمانيين.
    وأظن أن هنـــاك صلة بيــن "فكل" و "أفكل" و "يكلى" أو "ركلى" المذكور عنــد بعض الأخباريين ، وقــد زعـــم الهمداني أنــه شقيق "خَولان" ، وابن الابن الآخـــر "لعمرو بن مالك". وقــد نشأت هذه الصور للأمم من تحـريف النُسّاخ ، ومــن التبلبل الـذي يحـدثه أمثالـــه للنسّابين والباحثين في الأنساب.
    وأما أن "يكلى" أو "فكل" هـو شقيق "خَوْلان" ، أو أنه خولان نفسه، فأمـر لا قيمة لـــه.
    ورجـــح "نشوان بن سعيد الحميري" كـــون المـــراد بـــ "خـــولان العالية" خَــولان قضاعة ، وقـد ذكـــر الرأيين وناقش كل واحد منهما ، ثم رَجَّحَ أن خولان العالية هي خـــولان قضاعـة .
    واسم خـــولان مـن الأسماء التي ورد ذكـرها في كتابات المسند. ورد اسمًا لأرض ، كمــا ورد اسمًا لقبيلة ، هي قبيلة خـــولان ويعــود تأريــخ هــذه الكتابات إلى ما قبــل الميـــلاد.
    وتقـع أرض خــولان في نفس المكان الــذي عـــرف في الإسلام بـــ "عـــرّ خَوْلان" وبأرض خـــولان .

    وقـــد ذهب "شيرنكر" إلى أن خولان هي "حــويلة" إحـدى القبائل العربية المذكـــورة في التـــوراة.
    وعند ظهور الإسلام، كــانت خـــولان تتعبد للصنـم ، عــم أنس "عميأنس" وللصنم "يعوق". وفي السنة العاشرة للهجرة ، وصل وفد منها إلى الرسول ﷺ معلنًا لـه الـــدخول في الإسلام.

    وقد اشتركت خــولان مع من اشترك من القبائل العربية في الفتوح فلعبت دورًا هامًا فيها خاصة في فتــوحات مصـــر .
    وإلى "جعفر بن مالك بن الحارث بن مُرّة" يرجـــع نسب "المعافر" . جـــد المعافرين ، ويسمى "بالمعافر الأكبر" تمييزًا له عن "المعافر الأصغر" ، وهو ابن "حضرموت" .

    وقـــد اشتهرت "المعافر" بنــوع مــن الثياب سميت باسمهم.

    ومن ولد عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد بن يشجب، كان الحارث بن عديّ وهــو "عاملة" ، وعمرو بن عديّ وهـو "جذام" ، ومالك بن عديّ وهو "لخم" وعفير بن عديّ وهـــو والد "كنـــدة". وكلها كما نرى قبائل معروفة شهيرة تنتسب إلى القحطانيين.
    وأما أمهم فهي رقاش بنت همدان.
    وذكر ابن خلدون أن الحارث بن عديّ والد عاملة ، سمي "عاملة" باسم أمـه عاملة ، وهي من قضاعـــة. وذكر أنها كـــانت في باديـــة الشام.
    وقـــد يستنتج مــن هــذه الصلة بين القبائل الثـــلاث ، أنها كانت حلفًا في الأصل جمـــع بينها لمصالح مشتركة ولظـــروف متشابهة ألفـت بينها على نحـــو مــا رأينا عنـــد قبائــل أخــرى فصارت نسبًا بمرور الأيام. وقد كانت هــذه الصلة قـوية خاصة بين "لخم" و"جـــذام" حيث اقتــرن اسمهما معًا في الغالب ، ولا سيما في الإســـلام مما يـــدل على اشتراك المصالح بين القبيلتين.
    وكانت "عـــاملة" حليفة "لكــلب" "وغزت معها إلى طيء، فأسر رجـــل من عاملة ، اسمه قعيسيس، عديّ بن حاتـــم ، فانتزعــه منهـم "شعيب بن مسعود العُليمي" من "كلب" وقال له: ما أنت وأسر الاشراف؟ "، وأطلقـــه بغير فـــداء.
    ومن عاملة الشاعر عديّ بن الرقاع.

    ويذكـــر الأخباريون أن بطـــونًا مــن عاملة كانت في الحيرة، كما أن بعضًا منها كانت خاضعة "للزبّاء".
    وإذ صح زعم الأخباريون هذا، فإنــه يدل على قدم وجود هذه القبيلة في بلاد الشام والعراق، ولكننا لا نجد لها ذكــرًا مثل أكثــر القبائل الأخرى في كتب "الكلاسيكيين".
    وكــانت منازلها عنـــد ظهور الإسلام في المنطقة الجنوبية الشرقية للبحر الميت. وقــد اشتركت مـــع القبائــل العربية الأخرى التي ساعدت الـــروم وانضمت إلى جانب "هـــرقل" "heraclius"، ولكن اسمها لـم يـــرد كثيرًا في أخبار فتوح المسلمين لبلاد الشام ، وإنمــا كــان مـــن الأسماء المعروفــة في أيـام الأمويين. وتـدل إقامتها في هـــذه البـــلاد منذ أيــام الجاهلية على أن صلتها ببـلاد الشام كـــانت أقـــوى وأمتــن مــن صلتها بالعـــراق.
    وصنم "عاملة" هـو "الأقيصر" ، وكان في مشارف الشام ، يحجون إليـــه ويحلقون رؤوسهم عنــده.

    وولـــد "جـــذام" : وهـــو "عمــرو بن عديّ بن الحارث بن مرّة" والد قبيلة "جـــذام" الشهيرة مـــن الـــولد :
    "حراما" ، و "جُشَمَ".
    ومـــن "بني حـــرام" :
    "غطفان" و"أفصى" ، وهما ابنا "سعد بــن إيــاس بــن أفصى بــن حرام بن جـــذام".
    وذكـــر ابن حـــزم :
    أن "روح بــن زنباع" ، وهـو من "بني أفصى" ، أراد أن يرد نسب جذام إلى مضــر ، فيقال "جذام بن أسدة" أخو "كنانـــة" و "أسد" ابنـــا "خـــزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر" ، فعارضه في ذلك "نائـل بن قيس".

    ومـــن بطـــون جـــذام :
    "بنو ضبيب" ، و "بنو مخرمة"، و "بنو بعجة" ، و "بنـو نفاثة"، وديارهـــم حــوالي أيلة مـن أول أعمال الحجاز إلى ينبـــع من أطـــراف يثـــرب. وكـــانت لهـــم رياسة في معـان وما حولها من أرض الشأم "لبني النافرة" مــن "نفاثـة" ، ثـــم "لفــروة بن عمرو بن النافرة". وكان عامــلًا للــروم على قومه وعلى من كان حوالي معان من العـــرب. وهـــو الذي بعث إلى رسول الله ﷺ بإسلامه ، وأهـــدى لـه بغـلة بيضاء وسمع بذلك قيصر، فأغرى به "الحارث بن أبي شمر الغساني" ملك "غسان" ، فأخذه وصلبه بفلسطين".

    أمــا "لخـــم" الأخ الآخـــر "لعاملة" و"جــذام" فولد :
    "جــزيلة" و"نمارة"
    وولـــد "نمارة" :
    "عديًّا" ، وهـــو عَمَم و "حبيب" و "جذيمة"، وهـــم "العباد" ، وغيــرهم.
    وولـــد "حبيب بن نمارة" :
    "هانئًا" ، ومــن نسله "تميم الداري" صاحب رسول الله ﷺ .
    ومن نمارة "عمرو بن رزين بن لخم" ومــن ولـــده : "قصير" الــوارد اسمه في قصة "الـزبّاء"
    ومن نسل "عَمَم بن نمارة" :
    "بنــو نصــر بن ربيعــة بن عمـــرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم" ، رهط "آل المنذر" ملـــوك الحيـــرة .....

    ويظهر أن "اللخميين" كانـــوا أقـــدم جماعـــة في هذا الحلف ، وقد كانوا قبل الإسلام في بــلاد الشأم والعراق وفي الباديـــة الفاصلة بينهما وفي مواضع متعددة من فلسطين.
    ومنهم كما رأينا كان "آل لخم" ملوك الحيـــرة. ولا يستبعد أن يكون ظهور هذه القبيلة على أثـــر تصدع حكومة تدمر. حيث مكن هذا التصدع رؤساء القبائل الكبـــرى مــن الظهور .....
    وقد كان "اللخميون" على النصرانية مثـــل "الغساسنة" في الشأم .

    وبدل القصص المروي عن أصل لخـم وانحدارها مــن صلب "إبراهيم عليه السلام" على قـــدم هـــذه القبيلة في نظـــر أهـــل الأخبار.
    ومما جــاء في هـذا القصص أن أحـد "بني لخـــم" هو الذي أخرج "يوسف علية السلام" من البئر .

    وقــد لعب "اللخميون" دورًا هامًّا كما رأينـــا في سياسة الباديـــة وفي مقدرات عـــرب الشأم والعـــراق.
    وفي الإسلام صارت كلمـــة "لخـــم" تطلق على "جـــذام". ويدل ذلك على الصـــلات الـــوثيقة التي ربطت بين القبيلتين.
    ثــم قل استعمال كلمة "لخم" ولخمي بالقياس إلى جذام. حتى صات لخـم تعني في الغالب الأمراء اللخميين.

    وشقيق "لخم" هـــو "عفير بن عدي" والد "ثور"، وهو كندة جدّ قبيلة كندة الشهيرة.
    وولـــد "كنـــدة" :
    "معاوية بن كندة" و"أشرس"، وأمهما هي "رملة بنت أسد بــن ربيعــة بــن نـزار" . ويمثل هذا النسب صلة كندة بقبائل "معـــد". وقـــد نسب بعض النسّابين كندة إلى كندة، وهو ثور بن مــرتع بن معاوية بن كندي بن عفير بن عديّ بن الحارث بن مــرّة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عــريب بن زيــد بن كهلان"
    وقــد ولد هــذا النسب من نسب آخر جعل اسم ولــد عفير "كنـــدي"، ثـــم ساقوا النسب على هذا النحو إلى أن وصلوا إلى "ثور بن مرتع" فقالـــوا : إنه هو "كندة" وأنه شقيق مالك وهو "الصدف" ، و "قيس".
    ومـــن بطـــون "كنـــدة" :
    "معاوية بن كندة" ، ومنه الملوك "بنو الحارث معاويـة الأصغر بن ثـــور بن مــرتع بن معاوية" أســـلاف الشاعر امــرؤ القيس ، وقـد حكموا القبائـــل الأخرى من غير كنـــدة ، ومنها قبائل مـــن "عـــدنان".
    ومـــن ولـــد "أشرس" :
    "السكون" و "السكاسك".
    ومــن "السكون" :
    "بنو عـديّ" و "بنو سعد" وأمهما مــن "مذحج" اسمها تجيب بنت ثوبان بن سُليـــم بن رهــا بن مذحج" ، ولذلك عـــرفوا بـــ "تجيب".
    وكــان "أكيدر بن عبد الملك" صاحب دومة الجندل في أيـــام الرسول ﷺ
    من "السكون" ، وأخوه "بشر بن عبد الملك". يذكرون أنه ذهب إلى الحيرة وتعلم بها الخط ، ثم رجـع إلى مكـــة فتزوج الضهياء بنت حـرب أخت أبي سفيان.
    وأما "الصدف" ، فهو عقب "مالك بن أشرس" على روايــة. وقـد نسب إلى "كندة" ، كمـا نسب إلى حضرموت. ونسبه بعض النسابين إلى "حميـــر". فمن نسبه إلى كنـــدة ، قـــال :
    "الصدف" هـــو : "عمـرو بن مالك بن أشرس بــن شبيب بــن السكون بــن أشرس بن ثور وهو كندة" ، أو عمرو بن مالك بن أشرس" أخو "السكون بن أشرس" . ومن نسبه "حضرموت" قـــال : الصـــدف ، هـــو "الصدف بن أسلم بن زيــد بن مالك بن زيـــد بن حضرموت الأكبر".
    وقد قال عنه بعض الأخباريين :
    إنـه "مالك بن الصباح" أخـــو "أبرهة بن الصباح". و أبـرهة بن الصباح هـو عـربي ! في نظـــر أكثـــر الأخباريين. ولم يعرفوا أنهم يقصدون به "أبرهة الحبشي" صاحب حملة الفيل.
    ومن نسبه إلى "حمير" قـــال : "الصدف" هم من نسل : "الصدف بن عمــرو بــن ديسع بــن السبب بــن شرحبيل بن الحارث بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير الاصغر". أو : الصدف بن سهلة بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بـن الغــوث بن هميسع بن حمير .
    واختـــلاف أهـــل الأنساب، وأهـــل الأخبار في نسب الصدف، دليل على اختلاط هـــذه القبيلة ببطون كنـــدة وحمير وحضرموت.
    ودخـــول بطونها فيها، وانتسابها إلى البطـــون التي دخلت فيها ، ويـــؤدي ذلك في الغالب كما رأينا إلى اختلاط الأنساب.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:14 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    《أنساب القبائـــل》
    الجــــزء الثالث :

    وتنتسب قبائل كثيــرة من اليمن إلى "كهلان بن سبأ" ، وكهــلان هو شقيق حميــر ، فهناك إذنْ صلة بين قبـــائل حمير وقبائل كهلان.
    ويـذكر النسابون أن بني كهلان وبني حمير كانوا يتداولون الملك في بادئ الأمـر بينهم، ثم انفرد بـه بنو حميـــر وبقيت بطـون كهلان في حكمهم في اليمن.
    فلمـا تقلص ملك حميــر ، صـــارت الرياسة على العـــرب الباديـــة "لبني كهلان" لما كانوا باديـن لم يأخذ ترف الحضارة منهم.
    وهكـذا نجــد النَّسَّابين يقسمون أبناء سبأ إلى قسمين :
    حضـــر ، وهـم في رأيهم أبناء حميـر وأهل وبـــر أو متزعمون لأهـــل الوبر وهـــم مــن نسل كهلان.
    والابن الذي ذكـره الأخباريون لكهلان هو "زيـد" ومن ظهره تسلسلت قبائل كهـــلان .
    وقـــد نََجَلَ "زيـــد" ، على حـد قـــول النسابين ، ولـــدين ، هما :
    "مالك" و "عريب".
    وأضاف الهمداني إلى هـذين الولدين ولــدًا ثالثًا سماه "غالبًا".
    ومــن صلب هـــؤلاء الأبنـاء انحدرت قبائـــل كهـــلان.

    ونَجَـــلَ مـــالك بن الولد :
    "الخيار" و "نبتًا"
    فـــولد نبت :
    "الغـــوثَ"
    وولـــد الغـــوث :
    "أددَ "، وهـــو الأزد ، وعَمْرًا.
    ومـــن ولـــد عمـــرو :
    "خثعم" و "بجيلة". ونَجَــل "عمـــرًا" و "قــداز" ومقطعان "مقطعا" على روايـــة للهمداني .
    أمــا الخيار فقـــد ولـــد :
    "ربيعـــة"
    وولـــد ربيعـــة :
    "أوسلة"
    وولـــد أوسلة :
    "زيد بن أوسلة"
    وولـــد زيـــد بن أوسلة :
    "مالكًا" و"سبيعًا" و"ساعًا الأكبر" على رأي. و"مالكا" و "تبع" ، و" عبدًا"، على روايـــة ابن حـــزم.
    وقـد دخل "تبــع" و"عبد" في همدان.

    وولـــد مالك بن زيد من الـــولد :
    "همدان" و؛"الهان".
    وقـــد ولـــد همـــدان :
    نوفا "نوفـــل؟ " بن همـدان على رأي وجملة أولاد آخـــرين على روايـــات أخـــرى .
    ومـــن نسل "نـــوف" تفـرعت قبائــل همدان :
    "حــاشد" ، و "بكيل" ابنا "جشـم بن خيــران بن نـــوف".

    أمــا "عـــريب"، فـــولد :
    "يشجب" على روايـــة ابن حـــزم و"عمْرًا" على روايـــة الهمداني
    فـــولد يشجب أو عمــرو زيـــد بـن يشجب أو زيـــد بــن عمـــرو على اختلاف الروايتين.

    و"الهميسع" وهو "ذو القرنين" السيّار ويكنى "بالصعب" على رواية ذكــرها الهمداني .
    ونَجَـــلَ زيـــد :
    "أدد بن زيـــد"
    فـــولد "أدد" :
    "مـــرة" ، و "نبتًا" ، وهــو الأشعـــر ، وجلهمة وهـو "طيء" ، و"مالكًا"، وهو "مذحج".
    وقد تفرعت من هؤلاء قبائل وبطون.

    و"الأزد" قبائـــل عـــديدة تنتمي كمــا قلت إلى "الأزد" ، وهـــو "الغـــوث". وينسب الأخباريون بيتًا مــن الشعــر إلى حسان بن ثابت ، يقـــولون :
    إنـــه قـــاله في نسب "الأزد"، هـــو :

    《ونحن بنو الغوث بن نبت بن مالكِ بْـ ... ـنَ زيد بن كهلانٍ وأهـــل المفاخـــر》

    يذكـــرون أنـــه قالـــه مفتخرًا بهـــذا النسب، وهـــو منهـــم. وهو شعر قــد يكون وضعه النسابون وأهــل الأخبار على لسانه ، وهـــو مــا أظنه، ليكــون دليلًا لهـــم على صحة دعـــواهم في نسب الأزد، وهم يعلمون ما كان عليه الشاعـــر مـــن تعصب لليمن.

    وقد ذكر الأخباريون أيضًا أن "حمير" تقول إن الأزد منهــم ، وأنه هو "الأزد بــن الغــوث الأكبـــر بـن الهميسع بـن حمير الأكبر".
    ولـم يكفهم ذلك، بل أرادوا أن يثبتوا هـــذا القـــول ويؤيدوه بشعـــر.
    والشعر في نظرهم سند قـوي لإثبات رأي، ولا سيما إذا كان من شعر معمـر أو ملك من الملوك القـــدماء.

    وقــد قـــرأت في كتبهـم ولا شك مـا كتبـــوه مـن الأشعار على لسان "آدم" و"هابيل" و "قابيل" و"عاد" و "ثمود" وأمثـــال ذلك مـن شعـــر زعموا أنهم نظموه بهـــذه العـــربية الجميلة التي نكتب اليـــوم بهـــا، فكيف لا يأتـــون بشعر لإثبـــات رأيهم في هـــذا الباب ينسب إلى "التبابعة"، وهم من خلص العرب وملوكها المعروفين البارزين؟ فرووا شعرًا للتبع أسعد تبع، قالوا إنه ذكر فيه الأزد، وكانـوا معه، فهم مــن حميـــر إذن وهـــو :

    《ومعي مَقـــاولُ حميــرٍ وملوكُها ... والأزدُ أزد شنوءة وعمان》

    وهكـــذا أضافـــوا إلى حميـــر الأزد بجملتها.

    و"أسعد تبع" من "التبابعة" الذين لهم حـــظ سعيــد عنـــد الأخباريين، فهو مؤمن في نظرهم، وهو "ذو القرنين". وهــو مـــن أعظــم التبابعة ، وأفصح شعـــراء العـــرب.
    ولـــم يكتفوا بما أغـــدقوا عليـــه من نعوت، بل أرادوا أكثـر من ذلك وأبعد فقالوا إنه كــان نبيًّا مرسلًا إلى نفسه وأنـــه تنبأ بظهور 【 الرسول ﷺ 】 قبل ظهوره بسبعمائة سنة ، وأنه قال شعـــرًا في ذلك حفظــه الناس هــذه السنين الطويلة عنـه ، وأنه لذلك نهى 【النبي ﷺ】عـــن سبه.
    فهـــو إذن مـــن المـؤمنين الصالحين ومـــن رجـــال الجنة ولا شك ، وهــو قصص روَّجـــه ولا شـــك الحميريون والقحطانيون المتعصبون في الإسلام ، ليُسكتوا بـــذلك خصومهــم السياسيين.
    وهـــم في نظرهــم العدنانيون الذين شرفتهم النبـــوة ورفعت مقامهم في الإســـلام ، فافتخـــروا بهـا على القحطانيين ، ولـــم يكن القحطانيون أقـــل باعًـــا في تـــوليد القصص في الفخـــر مـــن منافسيهم القحطانيين فأوجـــدوا هـــذه الحكــايات عـــن تبابعتهم ، وأوجدوا لهـــم الفتــوحات العظيمة ، ثـــم لـــم يكفهم ذلك كلـــه فقالـــوا :
    إن النبـــوة إذا كـــانت في العدنانيين فإنها كانت أيضًا في القحطانين، بــل هي أقــدم عهدًا فيهم منهــم ، فمنهم كان عـــدة أنبياء.
    وهكذا سدوا الثغرة التي كـان يهاجم منها العدنانيون.

    وقد ولد "الأزد" عدة أولاد ، منهـــم : "مازن" ، و "نصر" ، و "عمرو" ، و"عبد الله" ، و "وقدان" ، و "الأهبوب".
    ومـــن ولـــد "مـــازن" :
    "عمرو"، و"عدي"، و"كعب"، و"ثعلبة". ومـــن ولـــد "ثعلبـــة" :
    "عامـــر" ، و "امرؤ القيس" ، وهـــو البطريق ، و"كـــرز".
    فـــولد "امرؤ القيس" :
    "حـــارثة" ، وهـــو الغطريف.
    وولـــد "حـــارثة" هـــذا :
    "عامـــرًا" المعـــروف 'بماء السماء' و"التـوأم" ، وهـــو 'عامر' ، و"عديًّا" .

    وولـــد "عامـــر" ماء السماء :
    "عمـــرانَ الكاهـن"، و"عمـــرًا مزيقياء "مزيقيا".
    فـــولد "عمـــرو" :
    "مزيقياء ذُهل بن عمرو" وهـو وائـــل وقد سكن نسله بنجران، و"عمران بن عمرو"، و"حارثة بن عمرو"، و "جفنة بن عمرو"، و"ثعلبة العنقاء بن عمرو"، و "أبا حارثة بن عمرو" ، و "مالك بن عمرو" ، و"كعب بن عمرو" ، وقد نـزل بعض هـــؤلاء الولد على مــوضع ماء اسمه "غسان" ، فشربوا منه ، فسُمّوا به. وهم بنو الحارث، وجفنة، ومالك، وكعب .
    ويظهر مــن فحص روايـــات الأخباريون عـــن "الأزد" أنها كـــانت مجموعة ضخمة من القبائل ، ودليل ذلك عــدّ النسابين إياها جرثومة من جـــراثيم "قحطان" ، وقد ذكروا أنها كـــانت سبعًا وعشرين قبيلـــة ، منها "الأوس" و "الخزرج". وهــم من نسل حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف وأمهم قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة بن عمرو مزيقياء .

    ومن ولـــد "عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء" :
    "سعــد" ، وهـــو 'بـــارق' جـــد القبيلة المسماة بهذا الاســـم .
    أما من ولد عمران بن عمــرو مزيقياء فقـــد ولـــد :
    "الأزد" و "الحجر"
    وولـــد "الأزد" :
    "العتيك" و "شهميلًا"
    ومـــن ولـــد "الحجر" :
    "زهــران" و "زيـــد مناة" ، و"سود" و "مـــرحوم" و "عمـــرو" .
    وذكـر ابن حـــزم أن "الأزد" تدعي أن "عمرو بن حجر" هـــذا كـــان نبيًّـــا وبذلك يكون القحطانيون قد أضافوا إليهم نبيًّا آخـــر مـــن الأنبياء الــذين نسبوهم إلى قحطان....•

    وقــد نزلت "بـــارق" في أرض تسمى بارقًا ، فنسبت إليها.
    وقيل وجــاء في نسبها أنها مـن نسل "سعد بن عـديّ بن حــارثة بن عمــرو مزيقياء بــن عامــر مـــاء السماء بــن حــارثة بن امرئ القيس بـن ثعلبة بن مـــازن بن الأزد" وهم إخوة "الأوس" و"الخزرج" ، وليسوا مـــن "غسان".

    ولابن الكلبي أخبار عن "بـــارق" وعن القبيلة التي نـــزلت بها . وقد نزل مع "سعد بن عديّ" ابنا أخيـــه "عمرو بن عدي بن حارثة" ، وهما :
    "مـــالك" و "شبيب" فسُمّـــوا "بارقًا" كـــذلك .
    ومن نسل جفنة بن عمرو مزيقياء : كـان آل جفنة ملوك الشام ، ويقال إن اسم "جفنة" هو 'علبة' ، ولذلك عـرف آله "بآل علبة" كـــذلك .
    وعرف ولد "عمرو بن مازن بن الأزد" وهـــم :
    "عديّ" و"زيد الله" و"لوذان"، و"امرؤ القيس" ، و "الحارث" ، و "حارثة" و "مالك" و"ثعلبة" و "سوادة" و"عوف" و"العاصي" و"خالد" و"الوجيه بغسان كذلك.
    وكـــان منهـــم : "بنو شقران" وهـــم بالشام ، وبنـــو "زمّان بن تيم الله بن حقال" ، وهــو بالحيــرة من "العباد". وإليهم نسبت بيعة "ربيعة بن زِمّان" ومنهم أيضا "الحارث الأعرج بن أبي شمــر الغساني" على رأي بعض النسابين ممن أخرجه من "آل جفنة" وأدخلـه في نسل "عمــرو بن مازن" ومنهـــم : "عبد المسيح بن عمرو بن حيان بن بقيلة" وهم من "آل بقيلة" وكان نصرانيًّا ، وهو الذي صالح خالد بن الوليد عــن أهــل الحيرة ، ومنهـم "ثعلبة بن عمـرو بــن المجالد" رئيس "غسان" أيام ساروا من بطن "مـــرّ" إلى الشام وشقيق جـــذع ، وكـــذلك "سطيح الكاهن" على رأي ابن حــزم. ومنهم :
    بنو غافق ، وبنو صوفة ، وبنو تفلذ. وبطون أخـــرى أشار إليها النسابون.

    وولـــد "عبد الله بن الأزد" :
    "عدثانَ" و "قرنًا" ، وهمـــا قبيلتان ، و"الحارث" ، و"عبد الله" بنو عبد الله بن الأزد.
    وإلى "عدثان" يرجــع بعض النسابين نسب "عـــك" ، فيقولون :
    إنــه "عــك بن عدثان بن عبد الله بن الأزد".
    وكـــان من ولـــد "عمرو بن الأزد" :
    "ماوية" و "عرمان" ، وهمــا بطنان بعمان ، و "ألمــع" و "جدجنة" وهـما أزديون بالحجاز ، و"سعد" و"الضيق" وقــد دخلا في عبد القيس ، وربيعة وامرؤ القيس وهما مـــن "غسان"..

    ومن ولـــد "دوس بن عـدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب" :
    "منهب" و"غنـــم"
    فـــولد "غنـــم" :
    "فهـــم بن غنـــم"
    وولـــد "فهـــم بن غنـــم" :
    "مالك بن فهــم" وأكثـــرهم بعمـــان ، و"سليم بن فهم"، و"طريف بن فهم"، وهـــم بالحجـــاز.

    فـــولد "مـــالك بـن فهــم" :
    "ثــوابة" وولـــده بعمان ، و "جـذيمة الوضّاح" ملك الحيـــرة ، و "عـــوفًا" و "جهضمًا" و "سلمة" ، و "معنا" و "هناءة" و "شبابة" و "الحارث" و "عَمْرًا" و "ثعلبة بن مالك بن فهم". وقـــد دخلت "ثعلبة" في "تنـــوخ".

    ومن قبائل الأزد المعروفة "خزاعة". وتنسب إلى عمرو بن لحي بن حارثة بن عمرو مزيقياء، أو عمرو بن ربيعة، وهـــو "لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر" أو "خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بـن عامــر مـــاء السماء بــن الغطريف" ، ويــذكر الأخباريون عـــن "عمرو" والـــد "خـــزاعة" أنه من بحر البحيـــرة وسيب السايبـــة ووصـــل الوصيلة وحمى الحامي .
    وأنها سميت بخــزاعة لأنها تخــزعت عــن بقية قـــومها وهـــم "الأزد" ، أي تخلفت عنهم فلم تـــذهب معهم ، ثم أقـــامت بمكـــة .
    ويـروي الأخباريون بيتًا ينسبونه إلى الشاعر "حسان بن ثابت" ، هـــو :

    《 ولما هبطنا بطن مـــر تخزعت ... خـــزاعة عنا في حلول كراكر 》

    ويفهم من هذا البيت أن خــزاعة إنما تخلفت عن الأزد بموضع "بطن مـرّ" ، وهو موضع من نواحي مكة، فأقامت بــه ، ولم تلحق ببقية ولــد "عمرو بن عامر" حين أقبلوا من مـأرب يريدون الشام ، وقـد نسب "ياقوت الحموي" هـــذا البيت مـــع أبيات أخــرى إلى "عون بن أيوب الأنصاري الخزرجي"

    ولبعض النسابين والأخباريين رأي في نسب خزاعة ، فهم يرون أنها من "معـــدّ" ، أي مــن "العدنانية" ، وأنها مــن نسل "خــزاعة بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضـــر".
    ولكــن الأكثرية من النسابين ترى أنها مــن "الأزد" ، أي مــن "قحطان".

    وقــد اختارت خـــزاعة بعــد اعتزالها الأزد الـذاهبين إلى الشام الإقامـــة بمكـــة ، وكانت مكة بأيدي "جــرهم" يومئذ أخذتها في أيام ملكها مضاض بن عمرو من "العماليق" أصحابها قبل جرهم ، وساعده في ذلك "السميدع" ملك قطورا ، وبقيت جرهم فيها إلى أن أجلتهم خـــزاعة عنهـا أجـــلاهم رئيسها يومئذٍ ، وهـو "ثعلبة بن عمرو مزيقياء" بعد حـــرب ، فانتقل الحكم إلى الخزاعيين، وتولاها رجــال منهم تلقبوا كسابقيهم بألقاب الملـــوك.

    وانفرد زعيـــم خزاعة "لحيّ" بالحكم وتزوّجَ "فهيرة بنت عامــر بن عمـــرو بن الحــارث بــن مضاض بــن عمــرو الجرهمي" ملك جـرهم ، فولدت لـه : "عَمْــرًا" ، وهـــو "عمــرو بن لحيّ" على نحـــو مــا ذكـــرت.
    ثـم انتقل الحكم من بعده إلى أولاده فكـــان مجموع مـا حكموا خمسمائة عـــام ، وآخـــرهم "حليل بن حبشية" في أيـــام "قصيّ".
    وللأخباريين روايـــات في كيفية استيلاء خزاعة على مكة، وفي الذي استـــولى عليها مــن رؤساء خـــزاعة وهــم يبالغون كثيرا في الــزمن الذي استولت خـزاعة فيه على مكة، وربما لا يتجـــاوز ذلك القـــرن الخامس للميلاد . انظر Ency., II, P, 984.

    أمــا تأريــخ انتهاء حكمها على مكـــة وانتقاله إلى "قريش" في أيام قصيّ" فقد كـان في النصف الأول من القرن السادس للميـــلاد.
    ولكن انتقال السلطة منها إلى قـريش لا يعني أنهــا أصيبت بمــا أصيبت جـــرهم أو غير جرهم بــه من ضعف واندثار ، فقد بقيت خزاعة معـــروفة مشهورة ذات بطـــون عـــديدة في الإسلام.

    فمن جملة "خـــزاعة" :
    "كعب" و"مليح" و"سعد" ، ومنهم بنو "سلول بن عمــرو" ، وبنــو "حليل بن حبشية" سادن الكعبة ، و"بنو قمير" و "بنو المصطلق" الـــذين غـــزاهم 【الرسول ﷺ】 وبطـــون أخـــرى عديدة يذكـــرها النَّسَّابون .

    وكانت خـــزاعة محالفة للرسول ﷺ في نـــزاعه مـــع قـــريش.
    ولما وقعــت حـــرب بينها وبين "بني بكر" وأعان مشركو قــريش حلفاءهم "بني بكر"، ونقضوا بذلك العهد، نصر الرسول ﷺ خـــزاعة ، وأعلن الحرب على قـــريش ، فكان ذلك سبب فتح مكـــة .
    ويعد "آل الجُلنْدي" وهـم ملوك عمان من "الأزد" كـــذلك.
    و"الجُلندي" لقب لكل مــن ملك منهم عُمـــان.
    وآخر من ملك منهم "جيفرٌ" و"عبـد" ابنا الجلندي ، أسلما مـــع أهــل عمان على يـــد عمرو بن العاص ، وقد كان "الجُلندي بن المستكبر" يعشـــر مـــن يقصد سوق "صحار" ، ومـــن يقصــد ميناء "دبــا" مـن التجار القادمين من مختلف أنحاء الجـزيرة أو من الهنــد والصين وإفـــريقية.
    ويفعـــل في ذلك فعـــل الملـــوك . ويرجـــع نسب "المستكبر" إلى :
    بني "نصــر بن زهــران بن كعب".
    وهـــو في عرف النَّسَّابين "المستكبر بن مسعود بن الجرار بن عبد الله بن مغولة بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران".

    أما "جيفر" فهو ابن الجُلندي بن كركر بن المستكبر" وكــان أخوه "عبد الله" ملك عمـــان.
    وقـد جعل بعض علماء الأنساب الأزد ستًّــا وعشرين قبيلة يجمعها جميعها "الأزد" ، وهي :
    "جفنــة" ، و "غسان" و "الأوس" و "الخــزرج" ، و"خــزاعة"، و"مـازن"، و "بـــارق" ، و "ألمـــع" ، و "الحجــر"، و "العتيك" العتيق ، و "راسب" ، و "غامـد"، و"والبة"، و"ثمالة"، و"لهب"، و"زَهْــران"، و"دهمان"، و"الحُدان"، و "شكــر"، و"عـك"، و"دوس" و"فهـم" ، و "الجهاضم" ، و "الأشاقـــر" ، و "القسامل" ، و "الفراهيد".

    وهي أكثر من ذلك، أو أقل عددًا على حسب مــذاهب أهـــل الأنســـاب في ضبط أسماء البطـــون .

    ويصنف النَّسَّابـــون قبائـــل "الأزد" جميعها في أربعــة أصناف من الأزد ، هي :
    "أزد عمان" و"أزد السراة" وهم الذين أقامـــوا في سراة اليمـــن ، و
    "أزد شنوءة" أبنـاء "كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد"، وهم من سكنة السراة كذلك، و"أزد غسان" وهــم مـن شرب من مـــاء غسان .
    ويلاحظ أن هذا التصنيف مبني على أسماء مواضع نزلت فيها قبائل الأزد.
    ومـــواطن الأزد القـــديمة هي مثـــل مـــواطن بقية القحطانيين في اليمن وقـــد تـركتها على أثــر حادث "سيل العـــرم" ، فتفرقت مع من تفــرق من القحطانيين إلى الأماكــن المـــذكورة وذكــر أن "أزد السراة" حـاربت قبيلة "خثعم" التي كانت نازلـة في السراة فتغلبت عليها وانتـزعت الأرض منها وأن "أردشير" الأول أسكن "الأزد في عمـــان. فبقــوا فيها تحـــت حكـــم الفـــرس .
    وكـــان "مناة" و "ذو الخلصة" مـــن أصنـــام الأزد الرئيسية التي تعبـــدت لها ، كما تعبدت لصنم اسمه "العائـم" كـــان في السراة . ولصنم آخـر اسمه "باجـر" ، كان للأزد ولمن جاورهم من "طيء" .
    وأما القبائل المتفـــرعة من "عمرو بن الغوث"، فهي "أنمـــار" ، وتنسب إلى أنمار بــن "أراش" "إراش" "أراشة" ، و"أراش" هـــو ابن عمرو ، وقد نسب بعض النسابين "أنمارًا" إلى "أنمار بن نـــزار بن معدّ بن عدنان" ، فجعلوها مـــن "العدنانيين" ، ويـــدل ذلك على اختـــلاط هـــذه القبيلة بالقبائل التي ترجـــع نسبها إلى مجموعة "معـــدّ".

    وولـــد "أنمـــار" :
    "أفتل" ، وهو 'خثعم' ، وأمه هند بنت مالك بن الغافق بن الشاهد بن عـــكّ" فهي ذات صلة بعـــكّ من ناحية الأم
    وولد أنمار أيضًا "خزيمة" وقد دخلت في الأزد ، و "وادعة" ، و "عبقرًا" ، و "الغوث" ، و"صهيبة"، و "أشهل"، و "شهلًا" ، و "طــريفًا" ، و "سنية"، و"الحارث" ، و"خذعة". وأمهم كلهـــم "بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة" وكانـــوا كلهـــم متحالفين على ولـــد أخيهم "خثعـــم".
    ولهـذا يرجع كثير من النسابين قبائل "أنمار" إلى أصلين :
    "خثعم" و "بجيلة".

    وولـــد "خثعم" ولـــدًا اسمه :
    "حلــف" أو خلــف ، ويعـــود هـــذا الاختلاف إلى غلــط النسّاخ ، ومــن نسله "عفرس"
    فـــولد "عفرس" المذكـــور :
    "ناهسًا" و"شهران" و"ناهبًا" و"نهشًا" و"كودًا" و"ربيعة أبا أكلب".
    ومــن بني "نــاهش" ناهس :
    "حام بن "ناهس" ناهش ، وهم بطن ، و"بنو أجرم" وهـــم بطـــن أيضًـــا. ويُسمّون ببني معاوية كذلك، و"أوس مناة بن ناهس"، وهو الحنيك ، وهــم بطن ، و "بنو عنة" ، و "بنو قحافة".

    وكـــانت منازل "خثعـــم" في الهضبة الممتدة من الطائف إلى نجـــران عند طريق القوافل الممتدة من اليمن إلى الحجاز.
    ولا تزال بطون خثعم معــروفة حتى الآن.
    ومنها بطــون في تهامة وفي عسير. منها مــا هي باديـــة ، ومنها مـــا هي مستقرة تتكسب قوتها من الـــزرع .
    وذهب "ليفي ديلافيدا" في "المعلمة الإسلاميـــة" إلى أن "خثعمًا" ليست قبيلة في الأصل إنما هي حلف تـألف مـــن قبائـــل متعــددة تحالفت بينها لمصالح مشتركة جمعت بينهما، كـــما يحــدث في سائر الأحــلاف ، والـذي أداه إلى هــذا الفهــم اختــلاط هــذه القبيلة في القبائـــل "العدنانيـــة" واختلاف النسابين في نسب "خثعم" وتفسيرهـــم معنى كلمـــة خثعـــم.
    وقـــد ورد ذكـــر خثعم في روايـــات الأخباريين عــن حملة "أبرهـــة" على مكة ، إذْ هم يذكرون أنها عزمت على منعــه مـــن الوصول إلى مكــة ، وأن "نفيل بن حبيب الخثعمي" رئيس خثعم إذ ذاك ، خـــرج بقبيلي خثعم : شهران وناهس ومن تبعه من قبائـل العــرب وقاتله حينما بلغ أرض خثعم غيـــر أن أبرهـــة تغلب عليه ، وأسره وأبقـــاه حيًّا على أن يكـون دليله في طريقه إلى مكة ، وقد سار معه حتى أبلغه الطائــف ، وهناك قـــام بوظيفة إرشاد الحبش إلى مكـــة "أبو رغـــال الثقفي" ، وذلك بأمر من "مسعود بن متعب" رئيس "ثقيف" .
    ويقول الأخباريون إن العــرب صارت ترجم قبر أبي رغال بالمغمس ، وصار سبّة للناس ، ولست أدري لـــم خــص الأخباريون قبـــر أبي رغال بالرجـــم ولـــم يشركوا معـــه قبر "مسعود بن معتب" ، وهـــو الذي كلف - على حد قولهم - أبا رغال أن يرشد أبرهـة إلى مكـــة.
    وقـــد اشتـــرك "خثعم" في المعـركة المعروفة عند الأخباريين باسم يــوم "فيف الريح" ، وهو يوم كان لِمَذْحِج على بني عامر بن صعصعة.
    اشتركت فيه عــدة قبائل أخرى مـــع المتخاصمين . وقــد كانت بطون من مذحج تسكن في جوار خثعم ، وعند ظهور الإسلام كـانت خثعم في حلف مـع "مـــراد" ، وقد اشتركت معها في حـــربها مـــع "قيس".
    وقـــد تعبـــدت "خثعم" مثل "بجيلة" و "دوس" و "باهلة" و "الأزد" للصنــم المسمى "بذي الخلصة" الـــذي هـــدم في الإسلام، هدمه عبد الله بن جرير البجلي. وكـــان لها بيت يدعى كعبــة اليمامة بــه الخلصة. تعبدت إليه .

    أمــا "بجيلة" ، فهــم بطـــون عـديدة متفرقة ، تفـــرقت في أحياء العــرب منذ يـوم حـــربها مع "كلب بن وبرة" بالفجار ، وقــد أعـــاد شملها وجمعها "جرير بن عبد الله بن جابر البجلي" وهو "الشليل بن مالك بـن نصـــر بن ثعلبة بن جشم" صاحب رسول الله ﷺ .
    ومـن أشهر بطون "بجيلة" :
    "قسر"، و"علقمة"، و"بنـو أحمس". و"قيس كبة"، و"بنو عرينة بن نذير"، و"بنو دهن بن معاوية".
    ومــن "قسر" :
    "خالد بن عبد الله القسري".
    وأعـــرف قبائل المجموعة الثانية من قبائـــل كهلان ، وهي المجموعة التي ترفـــع نسبها إلى "الخيار بن زيد بن كهلان" ، هي قبيلة "همدان".
    وهي مـــن القبائـــل المعـــروفة في الجاهلية والإسلام ، وكـــان لها شأن خطـير في كـــلا العهدين.
    وقــد تحدثت في الجـــزء الثاني من كتاب : تأريخ العرب قبل الإسلام عن همدان استنادًا إلى كتابـــات المسند وأشرت إلى صنمها وهو "تألب ريام" وإلى نفر من ملوكها، وإلى منازل في الأرض التي عـــرفت ببلد همدان.
    أمــا الأخباريون وأهـــل الأنساب فيروون أن هذه القبيلة من نسل جدّ أعلى هـو "همدان" وكان يسمى "تلاد الملك" ، وهو في نظرهم والد نـــوف "نوفل" ، وعمـرو ، ورقاش زوج عديّ بن الحارث.
    ويختلف النسابون بعض الاختـلاف في سرد أسماء آبـــاء همدان ، وهـــو اختلاف لا يهمنا نحـن كثيرًا أو قليلًا بعـــد أن وقفنـــا على طبيعة هـــذه الأنساب.
    وأولد "نـــوف بن همدان" :
    "حُبران" "خيوان" "خيران" ، ويعـــود اختلاف هـــذا الاسم إلى الخطأ الذي وقـــع فيـــه النُسَّاخ ولا شك.
    وولد حبران "خيوان" ولدًا اسمه : "جُشم"، وهـــو والد :
    "حاشد" و"بكيل". وهما قبيلا همـدان
    العظيمان ، و "الحارث" وقـد غبر في قيس ، و"زيـــد" وقـــد دخـــل في حـــاشد .
    وأولـــد "حاشد بن جُشم" :
    "جشمًا" ، و"عوصًا" وقـــد دخـــل في كلـــب..
    وولـد "جشم بن حاشد بن جُشم" : "مالكًا" و"معــد يكــرب" و"عمرًا" و "أسعد" و"عريبًا" و"زيــدًا" و"مرثدًا" و"ضمامًا" و"يريــم الأكبر" و"عامرًا" و"ربيعة".
    وأولد "يريم بن جشم" :
    "حاشد الوحش"، وهم بطن بالوحش مـــن أرض الكـــلاع بيــن السحول و "زبيـــد" ، و"عمـــرًا".
    وأولد "عمرو بن يريـــم" :
    "زيدًا" وهو والد "تباع جدّ التباعيين" وتقـــع منـــازلهم بالسحول مـن بلـــد الكـــلاع بعلقان ووادي النهى .
    وإلى "حاشد" تنسب مــرثد ، وهــو : "مرثد بن جشم بن حاشد" في عـرف النسّابين ، وقـــد سبـق أن أشرتُ إلى "مرثد" ، وهو والد ولد اسمه "ربيعة" وهو "ناعط" ، وهـــو بطن ، وولد آخر اسمه "الحـــارث" وهـــم اسم بطـــن كـــذلك.
    وأولد "ناعط بن مرثد بن جشم" : "مــرثدًا" و "شراحيل" و "عامرًا" و"شرحبيل" .
    فـــولد "شرحبيل بن ناعط" وهو ربيعة :
    "أفلـــح" .
    وأولد "أفلح" هذا :
    "عُمَيْرًا ذا مرّان" وكـــان معاصـــرًا للنبي ﷺ .
    ومن "هَمَدان" بطون عديدة كـان لها صيت في الجاهليـــة وفي الإسلام مثـــل :
    بني عليان ، وبني حجور، وبني قدم، وبني فائش ، وبني شاحذ ، وبني جحدن، وبني ابزن، وبني شبام. وذي جعران وذي حدّان، وبني ناعط.
    وهـــم في الواقع عدة بطون ، ومنهم آل ذي المشعار .
    ومـــن بطـــون "بكيل بـن جشم بـن حبران" :
    آل ذي لعوة ، وبنو جذلان و ثعلان ،
    وبنو دومان، ومنهم النشقيون، وبنو صعب بن دومان، وبنو مرهبة من الصعب ، وبنو أرحب من الصعب كذلك ، وبطون أخرى ذكرها الهمداني في الجزء العاشر من الإكليل.
    وهـــو الجـزء الخاص بقبائل همدان.

    ويظهــر مــن رويـــات الأخباريين أن الهمدانيين كانوا يتعبدون للصنمين : "يغـــوث" و "يعـــوق" عنـــد ظهـــور الإسلام .
    ومعنى ذلك أن تطورًا خطيرًا كان قد طرأ على عبادة هذه القبيلة فابتعدت عن صنمها الخاص بها وحاميها الـذي كـــانت تلجأ إليــه في الملمات، وهــو "تألـــب" الـــذي كان معبده بمـــدينة "ريـــام"، ونسيته وتعبـــدت للصنمين المذكورين اللذين لم يـرد اسمهما في كتابات المسند ، وهما مـــن الأصنــام التي استوردت إلى الحجـــاز ونجـــد على مـــا يظـــن مـــن الشمال.

    وقد وقع بين مراد وهمدان والحارث بن كعب" يوم عرف بيوم رزم "يـــوم الرزم" ، وهو موضع في بلاد "مـــراد" وقـــد أخـــذ فيه الصنم "يغـــوث" .

    أمــا قبائل مجموعة "عـــريب بن زيد بن كهلان بن سبأ" فأشهرها :
    الأشعر ، وطيء ، ومذحج، وبنو مرّة.

    أما "الأشعر" ، فـــولد :
    "نبت بــن أدد بن زيــد بن يشجب بن عـــريب بن زيـــد بن كهلان بن سبأ" وهـــم "الأشعريون" والأشعرون والأشاعرة ، وتقـع منازلهم في ناحية الشمال من زبيـــد .

    ومــن بطـــون "الأشعـــر" :
    "الجماهر" ، و"جدّة" و"الأنغم" الأنعم "الأتعم"، و "الأرغـــم"، و "وائـــل"، و "كاهـــل". ومـــن بطونهـــم :
    "غاسل" ، و "ناجية" ، و "الحنيك" ، و "الركب".
    وأما "طيء"، فإنها من ولـــد :
    "جلهمة بن أدد بن يشجب بن عـريب بن زيد كهلان" ، ويذكـــر الأخباريون أنها كانت باليمن، ثم خرجت على أثر "الأزد" إلى الحجاز ، ونـــزلوا سميـرًا وفيدًا في جـــوار "بني أسد" ، ثـــم استـــولوا على أجـــأ وسلمى وهمــا جبلان مـــن بـــلاد أسد ، فأقاموا في الجبلين حتى عرفا بجبلي "طيء".
    وتفـرقت طيء إلى بطـــون عـــديدة يرجــع أصولها النسابون كعادتهم إلى آباء وأجـــداد ، ومـــن هـــؤلاء :
    "جـــديلة"، و"تيـــم الله" بنو تيـــم و "حيش" و"الأسعد"، وقد جلا هـــؤلاء عـن الجبلين. و"بحتر بن عتود' ، و "بنو نبهان" ، و "بنو هنيء" ، و "بنو ثعل" و "الثعالب". وهم بنو "ثعلبة بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء" ، وهــم في طيء نظير الربائع في بني تميم.

    ومــن بني "ثعلبة بن جــدعاء تيم بن ثعلبة" ، وعليهم نـزل امرؤ القيس بن حجر" ، و"عمرو بن ثعلبة بن غياث"، وكان على مقدمة عمرو بن هند يوم أوارة ، وبنـــو "لأم بن ثعلبة".
    ويذكر الأخباريون أن "طيئًا" بعـد أن بلغـــت جبلي أجأ وسلمى ، شاهـدت هناك شيخًا كـان مـــع ابنته يمتلكان جبلي أجأ وسلمى ، وقد ذكـرا لطيء أنهما من بقايا صحار ، وذكروا أن لغة "طيء" هي لغـــة هـــذا الشيـــخ الصحاري.
    وقـــد أوجد الأخباريون هــذه القصة تفسيرًا لبعض المميزات اللغويـة التي امتازت بها لهجة طيء. وصحار اسم موضع واسم بطن من قضاعة أيضًا. وقــد أخذت بطون قضاعة مـــواطن "طيء" في الشمال واختلطت بعض بطـــون طيء "بقضاعـــة".
    فهـل عنى الأخباريون "بصحار" هــذا البطـــن مــن قضاعـــة ، ولا سيما إذا تذكرنا أن علماء اللغة يذكرون وجـود التلتلة في لغـــة طيء ، وقـــد نسبوا التلتلة إلى قضاعـــة كـــذلك؟
    ولا يستبعد أن يكـــون لأسطـــورة الأخباريين عـــن "الشيخ الصحاري" شيء من الواقع ، كأن يشير ذلك إلى صلة صحـــار بطيء.
    ويـــذكر الأخباريون أن الـــرئاسة في الجاهليـــة على طيء كـــانت "لبني هنيء بن عمرو بن الغوث بن طيء" وهـــم رمليــون وإخـوتهم جبليـــون ويعنون بـــذلك أنها كـــانت تنـــزل البـــوادي ، لا جبلي طيء.

    ومن ولـده "إياس بن قبيصة بن أبي غفر بن النعمان بن حيّة بن سعنة بن الحارث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سفر بن هنيء بن عمرو بن الغـــوث بن طيء" الـــذي ولي مــلك الحيـــرة بأمـــر كسرى وكان له شأن يذكـــر عند الفـــرس.
    وكـــان "لطيء" جد هــذه القبيلة من الولد :
    "فطرة"، و"الغوث" و"الحارث".
    فأمـــا ولـــد "الحارث" فـــدخلوا في "مهرة بن حيـدان".
    وأما ولـــد "فطرة" ، فمنهم :
    "جديلة". وولـــد "خارجة بن سعد بن فطرة" : و"تيم الله" ، و"حيش" ، و"الأسعد".
    ومن نسل هؤلاء تفرعت سائر بطون طيء.
    ومـــن بني "الغوث بن طيء" :
    "بنو ثعل"، ومنهـــم سلامان وجرول. ومن بني "سلامان" :
    "بحتر"، و"معن"، وهـــما بطنان ضخمان ، وجرول بن ثعل. ومن بني جرول بن ثعل :
    "ربيعة بن جرول". وهـــم بطن ضخم و"لوذان بن جرول بن ثعل".
    ومن بني "ربيعة بن جرول" :
    "أخزم" و "النجــد". والأخـــزم بطون عديدة ، ومنها عــدي بن أخزم ، ومن رجالها الطائي المعـــروف بجـــوده . وعمرو بن الشيخ وكان أرمى الناس في زمانه.
    وفي استطاعتنا أن نقول عـــن طيء وإن كنـــا لا نعـــرف شيئًا يـــذكر من تاريخها في الجـــاهلية - إنها كـــانت ذات مكانـــة خطيرة في تلك الأيـــام بدليل إطلاق اسمها عند بعض الكتبة الكلاسيكيين وعند الفرس والسريان وعند يهود بابل ، على جميع العـــرب كما أشرت إلى ذلك في الجــزء الأول من هذا الكتاب.
    ولا يعقل إطـــلاق اسم هـــذه القبيلة على جميع العرب لو لم تكن لها منزلة ومكانـــة في تلك الأيام ، ولو لم تكن قـــوية كثيرة العدد ممعنة في الغــزو ومهاجمة الحـــدود ، حتى صار في روع السريان أنها أقـــوى العـــرب ، فأطلقوا اسمها عليهم. وبدليل اختيار الفرس "لإياس بن قبيصة" ، وهو من "طيء" لتـــولي الحكم في الحيـــرة مرتين ، ولا بد أن يكون لمركز قبيلته سند قـــوي أسنده في الحكم. وليس بمستبعد أن تكون قبائل قضاعة قــد حلـــت محـــل طيء في الشمال مما اضطـــر الأخيـــرة إلى التزحزح مـــن أمـــاكنها والـــدخول في غيـــرها والاكتفـــاء بمنطقتها في جنـــوب النفـــود. أي في جبلي طيء.
    وبالرغم من انتزاع طيء لجـــزء من أرض "بني أسد" ، وهــم من "مضر" ، وسكناهم فيها، فإن بني أسد وكذلك بني ضبة التي كانت قد تحولت عــن "بني تميم" إلى "طيء" ، انضموا إلى طيء وساعـــدوها في الحـــرب التي وقعـت بينها وبين "بني يربوع" وهم مـــن "تميـــم" ، تساعدهم بنو سعـد. وانتهت بهزيمة "بني يــــربوع" في موضع "رجلة التيس". ولكــن ذلك لا يعني أن العلاقات بين بطــون طيء وأسد كــــانت حسنة دومًا، وثيقة لم يعكــــر صفوها مـــا يقــــع عادة بين القبائل من حــــروب. فقد وقعت بين القبيلتين حروب كذلك. منها : الحرب التي وقعت بالخص في العـراق على مقــــربة مـــن قادسية الكــوفة. وقد انتهت هــــذه الحــــرب كمــــا تنتهي الحــروب الأخــــرى بتصفية حسابها بدفــــع الديات وبعقد صلــــح.
    وقـــد وقعت بين عبس وطيء جملة غــــزوات. قضت إحـــداها على حياة "عنترة بن شداد" ، البطــــل الأسود الشهير. أغــــار عنترة مــع قومه على بني نبهان من طيء ، وهو شيخ كبير قد عبثت به يد الدهر ، فجعل يرتجز وهو يطرد طــريدة لطيء. فانهزمت عبس. وأصيب عنتــــرة بجرح قضى عليه. وهناك روايـــة أخرى في مقتل بطل عبس.
    وفي روايــــة للأخباريين أن ابن هند ملك الحيرة أغــــار على إبــــل لطيء فحــــرض زرارة بن عدس ، عمرو بن هنــــد على طيء ، وقــــال لــــه إنهم يتوعَّدونك ، فغزاهم فــوقعت بسبب ذلك جملة حوادث تسلسلت إلى يوم أوارة. وكــان عمرو بن هند كما يقول الأخباريون قد عاقد الحيّ الذي غزاه على أن لا ينازعــــوا ولا يفاخروا ولا يغــــزوا ، فلما غــــزا "عمـــرو بن هند اليمامة ، ورجــــع ، مــرّ بطيء ، انتهز زرارة بن عدس -وكــــان كارهًا لطيء مبغضا لها- هــــذه الفــــرصة، وأخـــذ يحرضه على غزوها، ويشجعه عليه. وما زال بـــه على ذلك ، حتى غزاها بعد أن بلغه هجاء الشعراء الطائيين له، لإصابته بعض النسوة من طيء. فتمكن منها وأخــذ جملة أسرى ، من بطــــن "أخزم" ، وهــــم رهط "حاتم الطائي".
    وكــــانت صلة هــــذه القبيلة بالفرس حسنة ، ولما أراد الملك النعمان الالتجاء إليهــــم والدخــــول فيهــــم ليمنعوه من الفــــرس ، لمصاهرته لهم وأخذه زوجتين هما فرعة بنت سعد بن حــــارثة بن لام بنت أوس بن حارثة بن لام منهــــم ، لم تقبل طيء جواره ولا مساعدته، وقالت لــــه :
    "لولا صهرك قاتلناك، فإنه لا حاجة لنا في معاداة كسرى". وقد جعل كسرى إياس بن قبيصة على الرجــــال مــن الفــرس والعـــرب في حرب "بكر بن وائل" في معــــركة "ذي قــــار".
    ويظهر مــن روايــــات الأخباريين أن رؤساء طيء كانوا يحكمونها، وكانوا يلقبون بملك. فقد ذكروا أن عدي بن حاتم الطائي كــــان رئيس طيء في أيام الرسول، وكان مالكًا عليهم يأخذ منها المرباع.
    فلما جاءت خيل الرسول إليه بقيادة علي بن أبي طالب، فرّ إلى الشأم، ثم تـرك الشأم، وذهب إلى الرسول ﷺ فأسلم .
    أما صنم طيء، فكان "الفلس"، وكان بنجــد ، قريبًا من "فيد". وسدنته من "بني بولان". هـــدمه "علي بن أبي طالب" بأمــر النبي ، وكانت طيء قد قلدت الصنـــم سيفين يقال لأحدهما "مخذم" وللآخـــر "رسوب" ، أهداهما إليه الحارث بن أبي شمر ، فأخذهما عليّ بن أبي طالب.
    وتعبـــدت طيء لصنـــم آخـــر هـــو "رضى". كما تعبدت لصنم ثالث هـــو "سهيل".

    تـــابع الجـــزء الرابع 》》


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:14 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    《أنساب القبائـــل》
    الجــــزء الثاني :

    وأما "بليّ" ، فقد كانت مواطنهم عند ظهور الإسلام على مقـــربة من تيماء بين مـــواطن جهينة وجُذام ، أي في المنطقة التي كــــانت لثمــــود في جغرافية "بطلميوس".

    ومــــن "بليّ" :
    "بنو فــــران" و "هني".
    ولـــم يذكر الأخباريون بطونًا ضخمة عديدة لبهراء، ويظهر أنها لم تكن من القبائل الكثيرة العدد.
    ومــن بطــــونها :
    قاسط ،وعبدة ،وأهود"أهوذ" ومبشر، وبنو هنب بن القين، وبنو فائش "بنو قاس"، وشبيب ابني دريم، ومطرود، وثمامة،وعكرمة،وثعلبة،ودهز، وسعد.

    وأما عمــــران بن الحاف "الحافي". فولــــد "حلوان" ، وقد ولد هذا جملة أولاد هــــم :
    تغلب، وربان وهــــو علاف، ومـــزاح، وعمــرو، وهـــو سليح، وعابد، وعائذ،

    وهــــم أجداد قبائل، كما ذكــرت ذلك آنفًا.
    ومــن "بني سليح" :
    حماطة ، وهــــم "ضجعم بن سعد بن سليح" ، وهم الضجاعمة الذين ملكوا بالشأم قبــــل "غسان".
    وبنـــو سليح هــــم أسلاف الغساسنة كذلك، وهم في نظر النسابين أبناء : "سليــــح بن حلـــوان بن عمـــران بن الحاف".
    ونسبت إلى سليح بطون أخرى منها: أشجــع وعمــرو والأبصــر والعبيــد .

    ومــن نسل "ربــان" "زبان"، قبيلـة "جــــرم"، ومن ولــــد جــــرم : قــدامة، وملكان، وناجية، وجــدّة .

    ومـن جــــرم كان "عصام" حــاجب النعمان.
    ومــن بطــــون جــرم الأخرى :
    بنو راسب ، وبنو شمخ.

    أما "تغلب بن حلوان" ، فــــولد :
    وبــرة، وولد وبرة أسدًا، والنمر وكلبًا.
    وهي قبائل ضخمة
    والبـــرك ، والثعلب ، وهمــا بطنــان ضخمان.
    وولــــد "أسد" :
    تيــم الله وشيـــع اللآت.
    فــــولد "تيم الله بن أسد" :
    فهــم ، وهم من "تنوخ"، وقسم، وهم بالجـــزيرة، حلفاء "لبني تغلب"، ومن فهــــم :
    "مالك بن زهيــر بن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبــرة".
    وعليه تنخت تنــــوخ وعلى عــمّ أبيه "مالك بن فهم"
    فتنوخ على ثلاثة أبطن :
    بطن اسمه فهم، وهم هــــؤلاء. وبطن اسمه نــــزار، وهـــم لوث، ليس نزار لهم بوالد ولا أم. ولكنهم مـــن بطون قضاعـة كلها، مـــن "بني العجلان بن الثعلب"
    ومن بني تيم الله بن أسد بن وبـــرة، ومـــن غيـرهم؛ وبطن ثالث يقـال لـه الأحلاف، وهم من جميع القبائل كلها. ومـن كنـــدة ولخـــم وجـــذام وعبــد القيس .

    ومـن نسل "شيع اللآت" :
    "بنو القين". وهو النعمان بن جسر بن شيع اللآت بن أسد بن وبرة .
    ومـن بطـــون "بني القين" :
    جشــم "جسم"، وزعيزعة ، وأنس ، وثعلبة، وفالج ، و "بنو مالك بن كعب بن القين. وكعــب وكنانـــة ، ومـــالك ومعاويــة. وبطـــون أخـــرى ذكـــرها "وستنفلد".
    وكـان "للقين" جمع عظيم وثروة في أكناف الشأم، فكانوا يناهضون "كلـب بن وبــرة" ، ثـــم ضعف أمرهم ووهن حتى مــا يكـــاد أن يعـــرفوا .

    ومـن نسل "النمر بن وبرة بن تغلب" : التيم ، وجعثمة ، ووائل وهو خُشَيْن ، وقتبة ، وغاضرة ، و "عــاينة" عاتية ، وبطـــون أخـــرى دخلــت في قبائــل عــديدة، فعدت منها ، مما يــدل على أنها لم تكـــن ذات عدة وعـــدد، لذلك كان لا بد لها من الدخـول في القبائل الأخـــرى والاندمـــاج فيها، لحمايـــة نفسها مـن تعديات القبائل والبطــون القـــوية عليها.

    و"كلـــب" من قبائل قضاعة الشهيرة. وتنسب إلى هـــذه المجموعة :
    "تغلب بن حلوان" فجدّها في عـــرف النسابين "كلب بن وبرة بن تغلب بــن حلــوان بن عمـــران بــن الحاف بــن قضاعة". وكانوا ينزلون في الجاهلية دومـة الجنــدل وتبـــوك وأطـــراف الشام .
    وقــد كـــانت لهـــم لهجة خاصـة لــم يستعملها أحـــد مـــن الشعـــراء الجاهليين. ولعـــل ذلك بسبب اتصال هذه القبيلة "بالنبط" أي ببقيـــة "بني إرم" وبغيرهم ممن لم تكن لهم عربية نقيـة، فتأثرت لهجتها بهذا الاختلاط.
    واشتهر من رجـال هذه القبيلة "زهير بن جناب" ، وهـــو ممن يــدخله الأخباريـون في المعمرين الجاهليين.

    وجعلوا عمـره أربعمائة وعشرين سنة ونسبــوا إليـــه مئتي وقعــة، وجعلوه سيد قـــومه وخطيبهم وشاعـــرهم ووافدهـــم إلى الملـــوك وطبيبهم وكاهنهـــم وفارسهـــم ، ونسبوا إليــه الأمثال والشعر، وذكروا أن من شعره قـــوله :

    《ونادمت الملوك من آل عمـــرو ... وبعدهـــم بني مـــاء السماء》

    وأنــه قاله وقـد بلـــغ من العمر مئتي عــام، فجعلوه بذلك معاصرًا للمناذرة ملوك الحيرة، فيكون على قولهم هذا قــد عاش طـــويلًا في الإسلام. وقـد أدرك "هشام بن الكلبي" هذا التناقض في إحدى رواياته، فصحح عمر زهير واقتصر على مئتي عام. وهـــو عمــر كـــاف ولا شك يشتاق أن يبلغه كـــل إنسان.
    ولكنه عمــر استقله الأشياخ الكلبيون الـــذين لا يرضيهم هذا التنقيص في السن.

    ولم يكن "زهير" رئيسًا لكلـــب خاصة بـــل كـــان على رأي الــرواة الكلبيين رئيسًا على كـــلِّ قضاعـــة. ويذكـــر الأخباريون أن قضاعة لـم تجمع على إطاعـة رئيس إلا زهيـرًا وإلا رزاح بن ربيعــة ، وهو من "عـــذرة".
    وكان رزاح هذا أخا "قصي بن كلاب" لأمـــه.
    وقـد جعل الأخباريون زهيرًا معاصرًا "لكليب بن وائل". ويفهــم مـــن شعر منسوب إلى "المسبب بن الرفل" وهو من ولــد زهير بن جناب قاله مفتخرا بــزهير متبجحًا به :
    أن أبرهـــة كان قد اصطفى آل زهيـر وسوّدها على الناس، وأعطاه الإمــرة عليهم، وجعله أميـرًا على حيي معــد وعلى ابني وائـــل حيـــث أهـــانهما وأذلهما.
    ومعنى ذلك أن زهيــرًا كــان في أيام أبرهـــة ، أي في النصف الأول مـــن القرن السادس للميلاد، وأنه على ذلك كان معاصرًا "لقصي" زعيم قـــريش.

    ولـــم يقنع الـــرواة الكلبيون بكل مــا ذكـــروه عن حياة زهير، بل أرادوا أن تكـــون خاتمة زهيـــر خاتمة غريبـــة كــذلك كغرابة حياته، فذكوا أنه كبــر حتى خـــرف وحتى استخـفت بـــه نساؤه، وأنـــه لــم يتمكن من الأكـــل بنفسه ، فصـــارت معـــزبته تطعمـــه بنفسها، إلى أن مـــلّ الحياة على هذا النمط، فأخـــذ يشرب الخمــر صــرفًا أيــامًــا حتى مـــات.
    وذكـروا أن أحدًا من العــرب لم يفعل هـذا الفعل غير زهيـر وغير "أبي براء عامر بن مالك بن جعفر" ، والشاعـــر "عمـــرو بن كلثـــوم".
    ومن حـــروب زهيـــر حربه مع بكـــر وتغلب ابني وائل، ويروي الأخباريون في ذلك أن أبرهـــة حيـن طلـــع على نجـــد أتاه زهيـر فأكرمه وفضله على من أتاه من العـرب، ثم أقرّه على بكر وتغلب ابني وائــل، فـــوليهم.
    وصار يجبي لهــم الخراج، وحدث أن أصابتهـــم سنة شديـدة لـــم يتمكنوا فيها مــن دفـــع ما عليهم إليـــه.
    فلما طالبهم بها، اعتــذروا عن الدفــع فاشتدّ عليهـــم ، ومنعهم مـن النجعة حتى يـــؤدوا مــا عليهـــم ، فكـــادت مواشيهم تهلك. فلما رأى ذلك "ابن زيابة" أحـــد بني تيـــم الله بن ثعلبة وكان فاتكًـــا معروفًا، أتى زهيرًا وهو نائــم، فأغمد السيف في بطنه، ثم فرَّ هـــاربًا ظانًّا أنــه قد أهلكه.
    ولما أفاق زهيــر ، أخـذه من كان معه من قومه حتى وصلوا به إلى قبيلته، فجمع عندئذ جموعه ومن قدر عليه من أهل اليمن وغزا بهم بكرًا وتغلب، وقاتلهم قتالًا شديدًا انهزمت به بكر، وقاتلت تغلب بعدها، فانهزمت أيضًا، وأسر كليب ومهلهل ابنا ربيعة، وأخذت الأموال، وكثرت القتلى في بني تغلب، وأسرت جماعة من فرسانهم ووجوههم، وانتصر زهير نصرًا عظيمًا .
    ونسبت إليه حرب أخرى مع غطفان، قالوا إن سببها أن بني ريث بن غطفان حين خرجوا من تهامة ساروا بأجمعهم، فتعرض لهم صداء، وهي قبيلة من مذحج، فقاتلوهم، وبنو بغيض سائرون بأهليهم وأموالهم، فقاتلوهم عن حريمهم فظهروا على صداء وفتكوا فيهم، فعزت بغيض بذلك، وأثرت، وكَثُرَتْ أموالها، فلما رأت ذلك، قال: "والله لنتخذن حرمًا مثل مكة لا يقتل صيده ولا يهاج عائذه"، فبنوا حرمًا، ووليه "بنو مرة بن عوف" فلما بلغ فعلهم وما أجمعوا عليه زهير بن جناب، أبى ذلك، وقرر منع غطفان من اتخاذ هذا الحرم، فسار إليها بجموع كبيرة، فظفر بها، وأصاب حاجته منها، وأخذ فارسًا منهم في حرمهم فقتله، وعطل ذلك الحرم..
    وروى الأخباريون أنه حارب بني القين بن جسر. وكانت له أخت متزوجة فيهم، فأرسلت من أخبره بعزم بني القين على محاربته، فاستعد لها، فقاتلها، وقتل رئيسها وانصرفت خائبة عنه" .
    ويظهر من غربلة روايات الأخباريين عن زهير بن جناب، أن بطل كلب هذا كان من رجـال القرن السادس للميلاد وأنــه لم يكــن بعيد عهد عن الإسلام وأنـه كــان معاصرًا لأبرهة، ولعلّه كان قــد تحالف معه، فترك حلفه معه أثرا في ذاكـــرة الأخباريين.
    والظاهر أنـــه كان ذا شخصية قــويّة ومحـــاربًا ، حـــارب جمـــلة قبائـــل فأخضعها، وبذلك بسط نفــوذه عليها ورفـــع اســـم قبيلتـــه على القبائـــل الأخـــرى.
    ولعل اتصاله بأبرهة وباليمن هو الذي أوجـــد رابطــة نسب قبائل قضاعـــة بحميـــر.
    وقــد سبق أن قلـــت إن المحـــالفات كانت تـــؤدي في الغالب إلى الالتحام في الأنساب.

    أما ما أورده الأخباريون بشأن زمانـه وعمـــره، فهو مما لا قيمة لـــه.

    فمن عـــادة القصاص، رفــع من كانوا يتحـــدثون عنهـــم مــن الشخصيات البارزة التي كانت لها شأن وخطر في القــدم ، وإضافة السنين الطويلة إلى أعمارهـــم ، والمبالغات والإغراب إلى قصصهم ليكون ذلك أوقع في نفوس السامعين وفي مخيلة المعجبين بهذا النـــوع مـــن الحكايات.

    ولهـــذا الإغـــراب جعـــل بعـــض المستشرقين "زهيـــرًا" شخصيـــة خـــرافية، وبطلًا خياليًّا أوجدته على رأيهـــم مخيلة الأخبـــاريين ، ولكـــن الإغــراب في القصص مهما بولغ فيه لا يكـــون حُجَّة قاطعة في كـون من قيل فيه شخصية خـــرافية لا وجود لها.
    فقد أغـرب الأخباريون في "أبرهـــة" معاصر زهير، وبالغوا في الــذي رووه عنـــه ، ورفعوا أيامه إلى أيام "داود" وأيـــام "سليمان" وجعلوا لـــه أيـــاما أخـرى. ولكن "أبرهة" فند أقاصيصهم عنـــه وبيّــن في كتـــاباته التي دونها على سد مـــأرب أنـه من رجال القرن السادس للميـــلاد.
    ومعظم مــن روى عنهـــم الأخباريون هـــذا النوع من القصص، هم رجـــال مثلنا، عاشوا ومـــاتوا، وكانت أيامهم في الغالـــب في القـــرن السادس للميــلاد، أي في عهـد لم يكـــن بعيدًا جـــدًّا عن الإسلام لـــم تتمكن ذاكـرة الـــرواة وحفظة الأخبـــار مــن حفظ شيء عنهـــم ، إلا أن هـــذا النوع من القصص المحبـــوب، المطلـــوب مــن الناس، يقصه القصّاصون في الليالي المقمرة الجميلة ويقصـــه المعمــرون مــن رجـــال القبيلة ليكـــون فخـــرًا لقبيلتهم.
    وهـــذا النـــوع مــن القصص هو نوع بدائي من أنواع حفظ التأريخ، وأكثر مـــن حفـــظ وروى أخبارا "زهيــر بن جناب الشرقي بن القطامي" و"هشام بن الكلبي" وأبـــوه "محمد" وجماعـة آخـــرون من المشايخ الكلبيين. كانوا يروون هــذا النـــوع من القصص عن رجال كلب، حملهم على ذلك تعصبهم لقبيلتهم "كلـــب".
    وأكثـــر مــا روي عــن كلب ، هــو من إخـــراج تلك الأيدي الكلبية، نشرتـــه وأذاعته بين الناس ، ومن حسن حظ كلـــب أن شيـــوخ الأخباريين الـذين ذكـــرتهم كانـوا منها، فكان لقصصهم هـــذا صـــداه البعيـــد عنـــد جمهــرة الأخباريين.

    و"كلب" في حــد ذاتها جملة قبـــائل وبطـــون ضخمة ، منهـــا :
    رفيـــدة ، وعُـــرَيْنة ، وصحب ،
    وبنــو كنانة ، وهي قبيلة ضخمة من بطـــونها :
    بنو عـــدي ، وبنو زهيـــر ، وبنو عليم وبنو جناب.

    وذكـر بعض الأخباريين أن كلبا كانت تحكــم دومــة الجندل، وأن أول مـن حكمها منهم هـو "دجانة بن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب".
    وذكـــروا أيضًـــا أن الملك على دومة الجندل وتبـوك ، كان لهم إلى أن ظهر الإسلام ، وأنهم كانـــوا يتداولونه مع "السكون" مـــن "كنـــدة".
    فلما ظهــر الإسلام، كــان على دومــة الجندل "الأكيــدر بن عبــد الملك بن السكون".
    وأظهر قبائل مجموعة أسلم، جهينة، وسعد هذيم، ونهد. أبناء زيد بن ليث بن الأسود بن أسلم بن الحاف قضاعة.
    أمــا "جهينة" فقـــد كانت منازلها في نجد في الأصل، وعنـد ظهور الإسلام كانت تقيــم في الحجاز على مقــربة من المدينة بين ساحل البحر الأحمر ووادي القـــرى .
    ومن "جهينة" :
    "قيس" و "مودعـة".
    فـــولد قيس :
    "غطفان" و "غيّان".
    ويعرفون "برشدان" كـــذلك. عـــرفوا في أيـــام الرسول .

    وأمـا "نهـــد" فقد سكنت أكبر بطونها في منطقة نجران. وقد دخلت بطون منهـــا في قبائـــل أخـــرى واندمجت فيها.
    وأمـــا "سعد هذيم" فأشهر قبائلها : "بنو عـــذرة"، و "بنو ضنــة".

    وتقـع منازل "بني عـــذرة" في أعالي الحجاز عدد من القبائل المنتمية إلى مجمـــوعة قضاعـــة ، وهي :
    نهــد ، وجهينة ، وكلب ، وبلي.
    وتقـع أرضها في جوار "غطفان" ومن مواضعها : وادي القرى ، وتبـوك حتى أيلة.
    ويـــذكر الإخباريون أن "بني عــذرة" حينما وفـــدوا إلى وادي القـــرى مـن مواطنهم الأصلية على أثـــر الحروب التي وقعـــت بيـــن قبـــائل قضاعــة وحميـــر ، وجـــدوا اليهود في هـــذه الديار ، فتحالفوا معهم ، وعاشوا في هـــذا الوادي وفي المواضع المجاورة لـــه .
    وقــد ذهب شبرنكر إلى أن "عـــذرة" هي "أدريته adrithae" القبيلة التي ذكـــرها "بطلميوس".
    أمـــا تأريـــخ "عـــذرة" البعيدة عـــن الإسلام فـــلا نعرف عنه شيئًا يذكر. وما نعـــرفه منه يخص الأيام القريبة مـــن الإسلام. وإلى صـــلاتها الوثيقة وحلفها مـــع قبائـــل "سعد هذيـــم" خاصة بني ضنة وبنو سلامان ، يعود نشوء هذا النسب الذي ربط فيما بين فروع هـذه الكتلة ، وكذلك كتلة "بني أسلـــم" ومنها "جهينة" التي كـــانت ذات صلات حسنة ببني عذرة ، ولهذا السبب أطلـــق النسابـــون على هــذه الجماعـــة "صحـــار".
    وكـــان لبني عـــذرة صـــلات بقبيلة "قــريش" تتجلى في خبر الأخباريين عن مساعدة رزاح ، وهـو منهم لأخيه من أمه قصي زعيم قريش في نزاعه مع خـــزاعة كما أشرت إليه في أثناء كـــلامي على مكـــة. كـــذلك كان لهم صلت بالأوس والخزرج
    حيث يـــذكر الأخباريون أن والـــدة الأوس والخـــزرج كـــانت مـــن تلك القبيلة ، فهي -في عرفهم- قَيْلَة بنت كاهل "هالك" بن عـــذرة، وهكذا نجد لبني عذرة عـــلاقات بأهل المدينتين المتنافستين : يثرب ، ومكة. والزواج بين القبائل مـــن الأمـــور التي تقرب بينها وتصـــل أنسابها بعضها ببعض.

    ومن بطـــون هذه القبيلة :
    بنو ضنة ، وبنو جلهمة ، وبنو زقزقة ، وبنو الجلحاء ، وبنو حردش ، وبنو حُنّ ، وبنو مـــدلج على رأي بعـــض النَّسَّابين ، وبنو رفاعــة ، وبنو كثـــر ، وبنو صرمة ، وبنو حرام ، وبنو نصر ، وبطـــون أخـــرى يذكـــرها أهـــل الأنساب.

    وتنتسب قبائل كثيرة من اليمن إلى كهلان بن سبأ، وكهلان هو شقيق حمير.
    تابع الجزء الثالث 》》


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:15 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    《أنساب القبائـــل》
    الجزء الأول :

    تحدثت في مواضع متعددة من هـذا الكتــاب عن تقسيم القبائل العــــربية المألوف عند الأخباريين.
    أما الحديث في هذا الفصل، فهو عن أثـــر القبائــل العــــربية في الجاهلية المتصلة بالإسلام.
    وبعبارة أخــرى القبائل العـــربية التي كـــانت في القــــرن السادس للميلاد.

    ويضيق بنا هـــذا الفصـــل لــــو أردنا الكـــلام على جميــع القبائل وبطونها وأفخاذها وعمائرها لــــذلك سأكتفي في هـــذا الفصل بذكر القبائل الكبرى وبالإشارة إلى بطونها إن كانت مهمة.

    وفي كتـــب الأخباريين والمــــؤلفات المــــدونة في الأنساب الكفاية لمـــن طلب المــــزيد.
    والتصنيف المألــــوف للقبائــــل هـــو حاصل عـــرف جـــرى عليه النسَّابون ولا نعــــرف تدوينًا لأهــــل الجاهلية للأنساب، إنما نعــــرف أن أول تدوين رسمي كان هــو التدوين الذي تم في زمـــن الخليفة الثاني "عمر بن الخطاب" حيث ظهرت الحاجـــة إلى التسجيل، فسجلت.
    ولــم تصل ويــا للأسف سجلات ذلك الـــديوان إلينا، ولم يصرح أحـــد من النسابين أنـــه أخـــذ مادة أنسابه من تلك السجلات. وإنما الـذي بين أيدينا هــو خلاصة وجهة نظر النسابين في أنساب القبائل، وعلى هــــذا التقسيم اعتمــــد المعنيّون بهذا الموضوع.
    وإذا غضضنا الطـــرف عــن التصنيف المتبــــع في حصر أنساب العرب كلها في أصلين أساسيين "قحطان" و"عدنان" فإننا نـرى القبائل كما يفهم من روايات الأخباريين كتــلًا، ترجــع كــل كتلة منها نسبها إلى جـــدّ قديم تزعـــم أن قبائلها انحدرت من صلبه.

    وقـد تحدثت مرارًا عن طبيعة هؤلاء الأجــــداد.

    ومـــن هــــذه الكتل التي كــانت عند ظهور الإسلام، كتلة "حميــــر" وكتلة "كهــــلان" وكتلة "قضاعـــة" وكتلــة "مضــــر" وكتلة "ربيعــــة". وكل كتلة مجموعة قبائــــل كبيــــرة، ترجع في عصبيتها إلى تلك الكتلة.

    أما "حميـــر" فقد تحدثت عنها سابقًا وأشرت إلى ورود اسمها لــــدى بعض الكتبة الكلاسيكيين مثل "سترابون" والمــؤرخ "بلينيوس" وذلك في أثناء كــلامه على حملة "أوليوس غالوس" حيث عدها من أشهر القبائل العـربية التي كــانت في اليمــــن إذْ ذاك ، كما أشـــرت إلى ورود اسمها في نصوص المسند التي يعـــود تأريخها إلى مـــا بعــــد الميلاد ، وهو اسم أرض معينة واسم شعب.
    أما الـــذي نفهمه من الأخباريين، فهو أن "حميــــر" اسم واسع يشمل قبائل "قحطان" عنــــد ظهور الإسلام.

    وقــد يكون مرد ذلك إلى ظهور هذه القبيلة في هــذا الزمــن وبروزها في هــذا العهد في اليمــــن، فانتمى إليها كثير من القبائل على العادة الجاريــة في الانتماء إلى المشاهير....

    ويرجع النسابون نسب "حميــــر" إلى "حميـر بن سبأ الأكبــر بن يشجب بن يعــــرب" ويقولون إن اسمه "العرنج" "العرنجج"، وهـــو في نظــرهم والــد جملة أولاد، جعلهم بعضهم تسعة هم: الهميسع ، ومالك ، وزيــد ، وعــريب ، ووائل و "مشروح" مسروح ، ومعــــد يكرب ، وأوس ، ومرة .
    وجعلهم بعض آخـــر أقل من ذلك، أو أكثــــر عــــددًا
    وهــم أنفسهم أجـــداد قبائل "حمير".

    ومـــن نسل هــــؤلاء :
    "بنو مـــرة" وهــــم في حضــــرموت والأملوك ، وبنـو خيران ، وذو رعين ، وبنو هــوزن ، والأوزاع وبنو شعبان ، وبنــو عبد شمس، وبنو شرعب، وزيد الجمهور. وبنو الصوّار، وأكثــــر قبائل حميــــر منهــــم.
    وقـــد كــــان الملك فيهـــم وبقي إلى مبعث الرسول.
    ومنهم "الحارث الرائش" الذي غــــزا -على زعــــم الأخباريين- الأعاجــــم والــــروم، وعرف بــــ "ملك الأملاك" وحملت إليه الهدايا مـن أرض الصين وبــــلاد التـــرك والهند، وملك الأرض بأسرها، وأدت إليــــه جميــــع الناس الخــــراج.

    وقــد جعلــــوا مــــدة حكمــــه خمسًا وعشرين ومئـــة سنة، وهي مــــدة لا أدري كيف اكتفى بها أصحاب الأخبار الــذين اعتادوا منـــح العمــر الطويل لملوك هم أقل شأنًا ودرجة بكثير من هــــذا الملك المظفر السعيد.

    ويظهر لنا من تـــدقيق منازل القبائل والبطون المنسوبة إلى "حميـــر" أنها كـــانت في العــــربية الجنوبية، وأنها بقيت في مـــواضعها على الغالب في الإسلام.
    بينما نجــد قبائــــل "كهلان" وبطونها وهي فـــرع "سبأ الثاني" وقد سكنت في مواضــع بعيدة عـــن اليمن. وهي قبائــــل ضخمة. أضخــــم مـن قبائل "حميــــر".
    ثـم إنها كانت تتكلم بلهجة قريبة من لهجة القــرآن الكــــريم في الإسلام.

    أما بطون "حميــــر" فقد كانت تتكلم بلغة ركيكة رديئة غير فصيحة بعيدة عـــن العــــربية على حــــدّ تعبيــــر الأخباريين، ويظهر أن هــــذا التباين كان عامـــلًا مهما في تميز حمير عـن غيــــرها وفي حشر البطون في جذم "حميــــر". فمــن حـــافظ على لهجته القديمة، وبقي يستعملها، عُدّ في هذا
    الجـــذم. ولـــم يحـــافظ على هـــذه اللهجات إلا الـــذين بقوا في أماكنهم وفي مـــواضعهـــم ، ولـــم يختلطـوا بالقبائل الأخـــرى التي تأثرت لهجتها بلهجة القـــرآن الكـــريم.
    و"حمير" عنـــد الأخباريين أبو الملوك التبابعـــة والأذواء والأقيـــال، وهـــو شقيق "كهلان" أبي الملـــوك من الأزد من بني جفنة ومـن "لخـــم".

    ويلاحظ أنهم قد حصروا حكم اليمن والقبائـــل القحطانية المقيمة بها في "حمير" على حيــن جعلوا الملك على عرب الشأم وعرب العراق ويثرب في أيدي المنتسبين إلى "كهلان" أي أنهم خصوا الحكم في خارج اليمن بأيدي إخـــوة "حميـــر" فـــوزعوا الملك في اليمـــن وفي خارجها بين الأخوين.

    و"حمير" في عــرفهم هو الابن الأكبر "لسبأ" فلعلَّ هذا الكبــر هو الذي شفع لــه أن يكون الوارث لليمــن، والحاكم على قبـــائل قحطان وعـــدنان فيها. وأخـــذ مكـــانة الأب بعـــد مـــوته والجلوس على عــرشه، ميزة لا ينالها إلا الابن البكر ، وقد ملك "حمير" بعد أبيـــه على حـــدّ قولهم أكثـر من مئة عـــام .
    ويـــذكر قوم من الأخباريين أن حكم "حمير" كـان للملوك منها، ثم للأقيال. و"القيل" هـــو الـذي يخلف الملك في مجلسه، فيجلس في مكانـه، ويحكم فـــلا يـــرد حكمـــه.
    ومـــن هـــؤلاء الأقيـــال على زعمهم المثامنة، "وهـــم ثمانية رجال كانــوا من حميــر، وكانوا ملوكًا على قومهم وهـــم من تحت أيــدي ملوك حميـــر وأولادهم قبائل من حميــر، ويسمون "المثامنة". وكـان من شأنهم لا يتملك ملك مــن حميـــر إلا بإرادتهـــم ، وإن اجتمعوا على عزله عزلوه.
    وهـــم :
    يزن، وسحر، وثعلبان الأكبر، ومرة ذو عثكلان.
    هـــؤلاء مــن أولاد "سبأ الأصغر".
    ومقار بن مالك من أولاد "حميـــر الأصغر" ، وعلقمة ذو جــدن، وذو صرواح".

    ويلي "الأقيال" في الحكـم "الأذواء" وهــــم كثيــــرون منهــــم :
    ذو فيفان، وذو يهــر، وذو يـــزن، وذو أصبـــح ، وذو الشعبين ، وذو حوال ، وذو منـــاخ ، وذو يحضب ، وذو قينان.

    ولما أعاد "عمر بن يوسف بن رسول" مـؤلف كتاب "طــــرفة الأصحاب في معــرفة الأنساب" المتوفى سنة ست وتسعين وستمائة، وهــــو نفسه ملك مـــن ملــــوك اليمــــن، الحديث عـــن المثامنة ، ذكــــر أنهم ثمانية أقيــــال استقاموا بعــــد "سيف بن ذي يزن" وهــــم :
    آل ذي مناخ ، وآل ذي يــزن ، وآل ذي خليــل ، وآل ذي مقـــار ، وآل ذي عثكلان ، وآل ذي ثعلبان ، وآل ذي معافـــر ، وآل ذي جـــدن.
    وأعظمهم آل ذي يزمن لخؤولة أسعد الكامــــل. وهكــذا نجده يرجع تأريخ ظهورهم إلى ما بعــــد أيام سيف بن ذي يزن، ثم يرجعها إلى ما قبل ذلك ويغير الأسماء ويبدل.
    ولكن علينا أن نعلم أن الأخباريين لا يعرفون التواريخ على وجه صحيح مضبوط، ثم إنهم يخلقون من الرجل جملة رجال، فخلقوا من أبـــرهة مثلا وقـــد عرفنا زمــانه، جملة أبــــرهات وزَّعــوا أيامها في أزمان تبدأ عندهم قبــل أيام "سليمان بن داود" وتنتهي بأبرهـــة الحقيقي حاكم اليمــــن بعد الميلاد.
    فــلا غـــرابة إن ذكروا أكثر من سيف بن ذي يزن ورجعوا بتاريخ أيامه إلى الــــوراء.
    وكثيـــرا مــن أسماء البطون والقبائل التي يرجـــع النسابــــون نسبهــا إلى حمير ، هي أسماء وردت في نصوص المسند ، ومنها أسماء قبائل وبطــون حقًّــــا ، ولكنها ليست بالطبــــع على الشكل الذي يراه الأخباريون، ولا من حميــــر بالضرورة. هي أسماء أقوام ولكنها خالية من الآبــــاء والأجــداد.

    أما الآباء والأجداد، فهي من مولدات
    المتأخرين منهـــم ، وأغلب ظني أنها مــن المستحدثات التي ظهـــرت في الجـــاهلية المتصلة بالإســـلام وفي الإسلام.

    وقد ذكر الأخباريون أسماء عدد كبير مـــن البطــون والقبائل المنتسبة إلى حميـــر ، كان لها شأن كبير في تأريخ اليمـــن في الإسلام. أما في خارجها فقـــد أعطى الأخبـــاريون الأدواء الكبـــرى لأبنـــاء "كهـــلان".

    وأمـــا "قضاعة" فللنسابين في أصلها آراء، منهم من أرجع نسبها إلى حمير فجعــل نسبها "قضاعــة بن مالك بن عمرو بن مُرّة بن زيد بن حميـــر".
    ومنهم من نسبها إلى "معـــدّ" فجعل قضاعة الابن البكر لمعــدّ ، ومنهم من صيـــرها جـــذمًا مستقلًّا مثل جـــذم قحطان عــدنان. ومرد هذا الاختلاف إلى عـــوامل سياسية أثـــرت تأثيرًا كبيرًا في تصنيف الأنساب، ولا سيما في أيام "معاويـة" وابنه يزيد اللذين بـــذلا أموالًا جسيمة لرؤساء قضاعة في سبيــل حملهم على الانتفـــاء من اليمــن والانتساب إلى معـــد ، لكونها قـــوة كبيرة في بــلاد الشأم في ذلك العهد ، ولا سيما أن منهم "بني كلب" فذكـــر أن زعماءها وافقوا تجاه هذه المغريات على الانتساب إلى "معـــدّ" غيـــر أن الأكثرية رفضت ذلك، وأبت إلا الانتساب إلى قحطان.
    ويــرى بعض النسابين والمستشرقين أن انتساب قضاعـــة إلى يمن غيـــر قـــديم .
    "قال أبو جعفر بن حبيب النّسَّابة : لم تـــزل قضاعة في الجاهلية والإسلام تعرف بمعـدّ حتى كانت الفتنة بالشأم بيـــن كلب وقيس عيلان أيام مروان بن الحكـــم. فمالت "كلب" يومئذ إلى اليمــن ، فانتمت إلى حمير، استظهارًا منهم بهم على "قيس".
    وذكـــر ابن الأثيــر في الأنساب هــذا الاختلاف ، ثـــم قـــال :
    ولهذا قـــال محمد بن سلام البصــري النَّسَّابة لما سئل: أنزار أكثر أم اليمن؟ فقـــال : إن تمعددت قضاعة ،فنـــزار أكثـــــر ، وإن تيمنت ، فاليمن".

    والظاهـــر أن اختــلاط قبائل قضاعة بقبائل قحطان وبقبائل عـــدنان هــو الذي أحـــدث هـــذا الارتباك بين أهل الأنساب، فجعلهم ينسبونها تارة إلى قحطان، وأخـــــرى إلى عـــدنان.
    تضاف إلى ذلك العــــوامل السياسية التي يغفل عــن إدراكها أهـل الأخبار.

    ولا أستبعد كــون قضـاعة كتلة مــن القبائل كـــانت قائمــــة بنفسها قبـــل الإسلام. ربما كــــانت حلفًا كبيرًا في الأصل، ثم تجزأت وتشتّت، فالتحق قسم منها بمعد، وقسم منها باليمن.

    وقد صرح بعض النَّسَّابين المعروفين أن العــــرب ثــــلاث جــــراثيم :
    نــــزار ، واليمــــن وقضاعــــة.
    فجعل قضاعة جــذمًا قائمًا بذاته مما يشير إلى أهميتها قبــل الإسلام وفي الإسلام، خاصـــةً إذا ما تذكرنا مكانة القبائل المنتمية إليها وأثــــرها الكبير في السياسة في الجاهلية وبعدها.

    ولما للنسب مـــن أثــــر خطيــــر في الميزان السياسي لذلك العهد، خاصة في أيام معاوية وفي دور الفتن التي وقعــــت في صدر دولــــة الأمويين ولثقل هــــذه الكتلة، كـــان من المهم لمعاوية اجتذابها إليــــه ، وضمّها إلي "معـدّ" وهو منها، لتقوية هذا الحزب.

    وكـــان قضاعة جد القضاعيين الأكبر على رواية أهــــل الأخبار، مثل سائر أبناء سبأ، مقيمًا في اليمن أرض آبائه وأجـداده. ولكنه تشاجر مع "وائل بن حمير وتخاصم معه وآثر الهجرة إلى الشَّحر، فـــذهب إليها، وأقام في هذه الأرض مـــع أبنائه ، وصار ملكًا عليها إلى أن تــوفي بها، فقبــــر هناك.
    فصــــار الملك لابنــــه "الحاف" "الحافي"، وهو في زعـــم الأخباريين والد ثــــلاثة أولاد، هــــم :
    "عمــرو" ، و "عمــران" ، و "أسلم".
    ومن نسل هــــؤلاء تفــــرعت قبائل قضاعــــة. وأما أمهم، فبنت غافق بن الشاهد بن عك". فكــــان مــــن صلب عمــــرو : حيدان : وبليّ ، وبهـــراء. وكـــان من عمران ابنه حلوان ، وأمه ضرية بنت ربيعة بن نزار بن معـــدّ.

    فـــولد حلـــوان :
    تغلب ، وربان ، ومزاحا وعمرا وهـــو سليح ، وعابدًا وعائذًا وقـد دخلا في "غسان" ، و"تـــزيد" وقــد دخل نسله في "تنـــوخ".
    وكان من نسل أسلم :
    "سعد هذيم" ، و "جهينة" ، و "نهد" .
    وجعـل من رجّــع نسب قضاعـــة إلى "معد" الأرض التي أقام فيها قضاعـة وأبناؤه جُـــدّة وما دونها إلى منتهى ذات عـــرق، إلى حيِّـــز الحـــرم، مـن السهل والجبل.
    وبجُـدّة ولـــد "جدّة بن جرم بن ربان بن حلــوان بن عمــران بن الحاف بن قضاعـــة" وبهـــا سُمِّي على قـــول أصحاب الأخبـــار .

    أما "حيدان" فتنسب إلى "حيدان بن عمرو بن الحاف" والد مهـرة في نظر النسابين ، فهو جـــدّ قبيلـــة عـــربية جنوبية على هذا الرأي، وما زال اسم مهرة معروفًا حتى الآن.
    و"لمهرة" لغــة خاصة، عني بدراستها المستشرقون، وهـــم مـــن القبائـــل العــربية القديمة التي ورد ذكرها في مـــؤلفات "الكلاسيكيين".
    وقـد علل بعض العلماء القدماء بعـــد لغة "مهرة" عن العـــربية بقـــوله : "مهرة انقطعوا بالشَّحر، فبقيت لغتهم الأولى الحميرية لهـــم ، يتكلمون بها إلى هـــذا اليـــوم".
    وذكر ابن حـزم لحيدان أولادًا آخرين هـــم :
    يــزيد ، وعُــريب، وعــربد ، وجنادة.

    ويظهـــر مــن روايـــات النسابين أن بطون "حيـــدان" لم تكن كثيرة، وأن مواطنها لم تتجاوز العربية الجنوبية وأنها كـــانت تتكلم بلهجات العـــربية الجنوبية القـــديمة ، وحافظت عليها في الإسلام.
    فهي مثل بطون "حمير" ، تختلف في لهجتها عـــن القبائـــل الأخـــرى التي تكلمــت بلهجة مقاربـــة مـــن اللهجة العـــربية الفصحى.
    إذنْ فما الـــرابط الذي جعل النسابين يرجعون نسب قبائل "حيـــدان" إلى قضاعـــة مع هذا الاختلاف البين في اللهجات؟ ومـــع سكناهـا في محـــل قـــاص نـــاءٍ عند الساحـــل الجنوبي للجـــزيرة ؟
    اللهم إلا أن تكون كل فروع قضاعة على هذا الطراز من اللهجات، وهـــذا أمر لم يتحدث عنه الأخباريون ولم يعــــرفوه.

    وأما "بليّ" ، فقد كانت مواطنهم عند ظهور الإسلام على مقـــربة من تيماء بين مــــواطن جهينة وجُذام، أي في المنطقة التي كــــانت لثمــــود في جغرافية "بطلميوس".

    انظر الجزء الثاني 》》


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:15 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【 المجتمع العــــربي 】

    《 المــــوالي 》

    والمــــولى : الولي والعصبة والحليف وابن العــم والعــم والأخ والابن وابن الأخـــت والعصبات كلهــــم والجــــار والشريك (١).
    فللفظة إذن معــــانٍ عديــدة، أهمها بالنسبة لنا أن المـــولى : العبـــد, أي : المملوك الذي يمن عليه صاحبه، بــأن يفـــك رقبته فيعتقه، ويصير المملوك بــــذلك مــــولى لعاتقــــه.
    وسوف نـــرى أن الموالي أنواع, وهم الــــذين نبحث عنهم في هذا المكان.

    و"المــــوالي : العصبة. هــم كانوا في الجاهلية المــوالي، فلما دخلت العجم على العرب لم يجدوا لهم اسمًا، فقال الله تبــــارك وتعالى : {فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} .

    فسموا المــــوالي.... والمــــولى اليـوم موليان : مولى يــرث ويورث, فهؤلاء ذوو الأرحام، ومولى يورث ولا يرث, فهــــؤلاء العتاقــــة" (٢).

    والعرب تسمي ابن العم المولى، ومنه قــــول الشاعر :

    《ومولى رمينا حوله وهو مدغل ... بأعــراضنا والمندبات سروع》
    يعني بــــذلك : وابن عم رمينا حوله.

    ومنه قــــول الفضل بن العباس :

    《مهلًا بني عمنا, مهلًا موالينا ... لا تظهرنّ لنا ما كان مدفونا》 (٣)

    والموالي أنواع، موالي عتق ومــوالي عتاقة، وهــــو الرقيق أو الأسير الذي تفك رقبته بعتقه, كأن يشتري رجــل مملوكًا فيشتريه فيعتقه (٤).

    وفي جملة ما كــان يفعله الجاهليون في مقابــــل فــــك رقبــــة المملـــوك اشتراطهم على المملوك عمــل عمـــل يعيَّن لــه، فإن قام بــه وأتمه أعتقت رقبته, ويصير مولى لمعتقه إن شاء ولـــه الخيار في أن يختار غير سيده مـولى له، إن اشترط ذلك على سيده أو اشترط سيده عليــــه ذلك الشرط.

    وقـــد يقــــع الاختيار على ذلك بعــد وقــــوع العتــــق.

    ومـن الموالي : موالي مكاتبة "موالي المكاتبة", وذلك بأن يشترط في عقد البيــــع، أن العبــــد يكاتب على نفسه بثمنه، فإذا سعى وأداه عتــــق.

    ذكــــر أيضًا أن المكاتبــــة :
    أن يكــــاتب الرجل عبــــده على مال يــــؤديه إليــــه منجَّمًا، فإذا أداه صار حــــرًّا، والعبــــد مكــــاتب.

    وقيــــل : المكاتبة : أن يكاتب الرجل عبده أو أمته على مـــال ينجمه عليه ويكتب عليه أنه إذا أدى نجــومه في كل نجم كذا وكذا، فهو حر، فإذا أدى جميــــع مــا كاتبـــه عليه، فقــد عتق وولاؤه لمــــولاه الــــذي كاتبــــه.
    وذلك أن مولاه سوغه كسبه الذي هو في الأصل لمــــولاه, فالسيد مكــاتب والعبد مكاتب إذا عقد عليه ما فارقه عليه من أداء المال.
    سميت مكاتبـــة لما يكتب للعبد عليه -على السيد- مــن العتــــق إذا أدى ما فُــــورق عليه, ولما يكتب للسيد على العبــــد مــن النجوم التي يؤديها في محلها، وأن لـــه تعجيزه إذا عجز عن أداء نجــــم يحــــل عليــــه (٥).

    والأصـــل في ولاء المكاتبة، أن مـــن أعتـــق عبـــدًا كـان ولاؤه له، فينسب إليه, وإذا مات كان هو وارثه. وقد لا يتحول الــــولاء للــولي، إذا اشترطوا أولًا ألا يكــــون ولاؤه لمعتقه، بل لمن يـــؤدي ثمن المكاتبة مثلًا, وقد يعتق المملوك ولا يكــون لأحــــد ولاء عليه وتكــــون العتاقة عندئذ "سائبة". و"السائبة": العبــد يعتق على ألا ولاء لـــه، أي: عليه، ويحق عندئذ أن يضع مالــــه حيث يشاء (٦).

    ومن أسباب العتاقة: التدبير, وهو أن يعلق المالك عتق مملوكه على شرط هو بعد وفاته، كأن يقول له: أنت حر بعــد مــوتي, فــــلا يــــرثه أهله (٧).

    وأما مـــولى العقــــد, ويقال لــــه : مولى حلف ومـولى اصطناع، فيكون بانتماء رجل إلى رجل آخـــر بعقد، أو قبيلة إلى قبيلة أخــــرى بحلف. وذلك بأن يتعاقـــد ضعيف مع قـــوي على أن يساعــده ويعاضده، ويقـــوم في مقـــابل ذلك بأداء ما اتفــق عليه مـــن شروط, وينتسب المولى عندئذ إلى سيده، أي : مــــولاه الــذي قبـــل ولاءه.
    ومن هــذا القبيل يهــود يثـــرب، فقد كانوا في ولاية الأوس والخزرج، لجأ كــــل بطن منهم إلى بطن من الأوس أو الخــــزرج يتعززون بهم، وصــاروا مــــوالي لهـم, إذا وقــــع عليهم ضيم لجئـــوا إلى مــن انتموا إليه بالـــولاء للدفــــاع عنهم.
    ولما ظهر الإسلام كـــان من دخل في ولاء "عبد الله بن أبي"، ومنهــم مــن دخــــل في ولاء "سعـــد بن معـــاذ" ومنهم من كــــان في ولاء "عبادة بن الصامت".
    وكــان عليهم في مقابل ذلك، العــون والنصرة لمن دخلــــوا في ولائــــه أو ولائهم، والــدفاع عنهم، وأن يكـونوا بمثابــة العــون لهــــم.

    وكـــان من مــــوالي الحلف، قوم من اليهود والنصارى والمجوس.
    ولما ظهر الإسلام، أبطل عــن تــــولي أهـــل الكتاب (٨), إذ جعلهم في ذمة المسلمين.

    ويـــدخل في هذا الـــولاء ولاء قبائل وعشائر صغيـــرة لقبائل أكبــــر منها, وذلك في سبيل الحصول على حمايتها لها ودفــاعها عنها, فيتوجب عليها أداء مـا شرط عليها من شروط عنــــد طلبها الــــولاء, مـــن العصبية والعقل وما شاكل ذلك مــن حقوق.

    أما مــــولى الرحم، فيكتسب الـــولاء بالــــزواج من مــــوالي بعض القبائل، فينسب إلى القبيلة التي تــــزوج من مــــواليها (٩).

    وذكــــر بعض أهل الأخبار أن الموالي ثلاثة :
    > مــــولى اليمين المحالف
    > ومــــولى الدار المجاور
    > ومــــولى النسب ابن العم والقرابة.

    وقـــد ذكــــرت هـذه الأنواع في هذا البيت :
    《نبئت حيًّا على نعمان أفرادهم ... مولى اليمين ومولى الدار والنسب》 (١٠)

    وقـــد ذكـــر "الجاحظ" "أن المـــوالي أقــــرب إلى العــــرب في كثيــــر من المعاني؛ لأنهــــم عــــرب في المدّعى وفي العاقلة، وفي الوارثــــة.
    وهذا تأويل لقوله : مولى القوم منهم ومــــولى القــــوم من أنفسهم. والــــولاء لحمة كلحمة النسب"(١١).

    ولهذا عــــد المــــوالي في نسب مــن دخلـــوا في ولائه, وتعصبوا وتحزبوا لــــولاء المــــولى.
    والمــوالي مهما كانوا عـــربًا أو عجمًا كانــــوا أقـــل شأنًا في مجتمعهم من الأحــــرار.
    إذ نظر إليهم على أنهم دون العــــرب الأحـرار في المكانة؛ ولهذا فقلما زوج الأحـــرار بناتهم للموالي, حتى ضرب بهـم المثل في القلة والذلة, ولا سيما إذا كان الإنسان مولى موالٍ, فقيــل : "مــــولى المــــوالي"، قيــــل ذلك في الإسلام أيضا.
    ورد في الشعــــر :

    《فلو كان عبد الله مولى هجوته ... ولكن عبد الله مولى مواليا》 (١٢)

    وقــد بقيت نظــرة الازدراء المذكورة حتى في الإســــلام, فمــــع مساواة الإسلام للعــــرب بغيـــرهم وإتيــــانه بمقياس جـــديد في تفضيل الخلـــق بعضهم على بعض هـو مقياس العمل الصالح، المتجسم في قــــوله :

    "أيها الناس, إن الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية وفخرها بالآباء، كلكم لآدم، وآدم من تراب، ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى"(١٣) ,

    أو قــــوله :
    "الناس في الإسلام ســــواء، الناس طف الصاع لآدم وحــــواء, لا فضل لعربي على عجمي، ولا عجمي على عــــربي إلا بتقوى الله"، "لا تأتــــوني بأنسابكم وأتــــوني بأعمالكم، فأقول للناس هكذا ولكــــم هكذا"(١٤)

    نجــــد أن العـــرب بقيت في الإسلام أيضًا تـــأنف من تــــزويج بناتهم إلى الموالي بسبب شرط "الكفاءة" الــذي كـان سنة من سنن أهل الجاهلية في الــــزواج : كفــــاءة النسب والمنـــزلة والحــــرفة, وإذا تــــزوج مـــولى بنتًا عــــربية، عُيرت القبيلة بــــه.

    وقـــد هجـــا الشاعر "أبو بجير" "عبد القيس"؛ لتزويجهم بناتهـــم للمــوالي (١٥) وذهــب البعض إلى قاعــــدة : "الكفاءة في النسب والـدين والصنعة والحـــرية, ولا تزوج عربية بأعجمي, ولا قــرشية بغير قرشي، ولا هاشمية بغيــــر هاشمي، ولا عفيفة بفاجــــر" (١٦) , وأن "قــريشًا بعضهم أكفاء لبعض, بطـــن ببطن، والعــــرب بعضهــم أكفــــاء لبعض، قبيلة بقبيلة

    والمــوالي بعضهم أكفاء لبعض, رجل برجــــل" (١٧).

    =====================

    (١) اللسان "15/ 408 وما بعدها"، "صادر", "ولي". قال الشاعر:
    هم المولى وإن جنفوا علينا ... وأنا من لقائهم لزور
    يعني بني العم. وقال اللهبي يخاطب بني أمية:
    مهلًا بني عمنا, مهلًا موالينا ... امشوا رويدا كما كنتم تكونونا
    تاج العروس "10/ 399", "ولي".
    (٢) تفسير الطبري "5/ 33".
    (٣) تفسير الطبري "5/ 32".
    (٤) اللسان "10/ 243"، "عتق".
    (٥) اللسان "1/ 700"، "كتب".
    (٦) تاج العروس "1/ 305".
    (٧) تاج العروس "3/ 200"، "دبر".
    (٨) المائدة، الآية 51، تفسير الطبري "6/ 177", الآلوسي، تفسير "6/ 140".
    (٩) تأريخ التمدن الإسلامي "4/ 31".
    (١٠) العمدة "2/ 198".
    (١١) مناقب الترك "1/ 12"، من رسائل الجاحظ، "تحقيق عبد السلام هارون".
    (١٢) الثعالبي, "ثمار", "690".
    (١٣) العبادي، الإسلام والمشكلة العنصرية "58".
    (١٤) اليعقوبي "2/ 100"، "حجة الوداع"، وتروى الخطبة بصور مختلفة.
    (١٥) العقد الفريد "3/ 232".
    (١٦) العبادي, الإسلام والمشكلة العنصرية "67"، أبو إسحاق الشيرازي, كتاب التنبيه في الفقه على مذهب الإمام الشافعي "95".
    (١٧) العبادي، الإسلام والمشكلة العنصرية "66".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:16 pm

    > كاهل :

    بطن من بني أسيد، من عمرو بن تميم بن مرّ بن أدّ.

    (الاشتقاق لابن دريد ص 127)

    > كاهل بن أسد :

    بطن من أسد بر خزيمة، من العدنانية، و هم: بنو كاهل ابن أسد بن خزيمة بن مدركة (عمرو) ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان‌ (١) .

    (تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 320 نهاية الارب للنويري ج 2 ص 350. صبح الأعشى للقلقشندي ج 1 ص 350. لسان العرب لابن منظور ج 14 ص 124. الصحاح للجوهري ج 2 ص 237. نهاية الأرب للقلقشندي مخطوط ق 162-2. معجم البلدان لياقوت ج 2 ص 780.

    تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 112)
    (١) و يقال لهم: الكاهلية.

    > كاهل بن عُذْرة :

    بطن من عذرة من قضاعة، و هم: بنو كاهل بن عذرة ابن سعد هذيم‌ (١).

    (تاج العروس للزبيدي ج 8 ص 107.

    نهاية الأرب للقلقشندي مخطوط ق 163-1.

    العقد الفريد لابن عبد ربه ج 2)

    (١) تاج العروس. و في نهاية الأرب للقلقشندي بنو كاهل ابن عذرة بن زيد من قضاعة. و في العقد الفريد:

    كاهل بن سعد بن هذيل.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:16 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【 المجتمع العربي 】

    【 أسماء أجداد القبائل 】

    ولكــــل قبيلة -كما ذكــرت- جد تنتمي إليه وتفاخــــر وتباهي بــــه.

    وقد يكـــون هذا الجد جدًّا حقيقًّا, أي: إنسانًا عــــاش ومـــات، وساد القبيلة وتـــرك أثـــرًا كبيــــرًا في قبيلته حتى نسبت القبيلة إليــــه.
    وقـــد يكون الجــــد اسم حلــف تكوَّن وتألف من قبائل عديدة، حتى عــرفت بـه، ودعيت بذلك الحلف, وصار وكأنه اسم جــــد وإنسان عــــاش.
    ومن هذا القبيل اسم "تنـوخ" على حد زعم أهــل الأخبار, فقد رووا أن تنوخًا قبائــــل عــــديدة، اجتمعت وتخالفت وأقامــــت في مواضعها (١).

    وقد يكون اسم موضع، أقـــامت قبيلة به، فنسبت إليه, كما يذكر أهل الأخبار من اسم "غسان".

    وقد يكون اسم إله عبد، فنسب عباده إليه مثل "بني سعد العشيرة"، و"تالب ريام" جد قبيلة "همدان"، وقـــد يكون اسم حيوان أو نبات أو ما شابـــه ذلك مما يدخل في دراسة أصول الأسماء ومصادرها واشتقاقها، وهــــو شيء مألوف نـــراه عند غيــر العــــرب أيضًا فليس العرب بدعًا وحدهم في هذه الأمــــور.

    وما يذكــــره ويرويه أهــل الأخبار عن أزمنة أجــــداد القبائل، فيه أغــــلاط وأوهام.
    فقـــد يرفعون زمـــان رجـل فيبعدونه كثيــــرًا عن الإسلام, بينما هــــو مـــن الرجــــال الـــذين عاشوا قبيل الإسلام وقــد يجعلون الرجـــل مـــن الجاهلية القريبة من الإسلام، بينما يجب وضعه قبــــل الإسلام بقرون، ثم هناك أخطاء فادحة في سـرد سلاسل النسب، وفي أسماء الأشخاص، ولا سيما في الأنساب القديمــة، بحيث يصعب على الباحث الأخــــذ بها والتأكد منها.

    أمــا بالنسبة إلى الأنساب القــريبة من الإسلام، فإن وضعها يختلف عن وضع الأنساب المـــذكورة، إذ يغلــــب عليها طابــــع الصحة والضبط.

    وقد ذهب المستشرق "بلاشير" إلى أن طــريقة النسابين بالنسبة إلى الأرهاط هي طــريقة إيجابية مقبولة، ولكنها لا تستند إلى أسس صحيحة بالنسبــة للقبائل والأحــلاف؛ بسبب أن تحـــالف القبائل وتكتلها راجــــع إلى عــــوامل المصلحة الخاصة والمنافــع السياسية وهي تتغير دومًا بتغير المصالح، تتولد تبعًا لذلك أحـــلاف لم تكــــن موجودة وتموت أحلاف قــــديمة، وتظهر قبائل كبيرة وتموت غيرها. ولهذا التغير فعل قوي في تكوين الأنساب وفي نشوئها, إذ تتبدل وتتغيــر الأنساب تبعًا لــذلك التغيـــر، ومــن ثَمَّ فــلا يمكن الاعتماد على الأنساب الكبــــرى، التي دونها علمــــاء النسب وجمعوها في مجموعات، وشجروها حفـــدة وآبـــاء وأجــــدادًا (٢).

    والمصالـح السياسية للقبائل لا تقيــــم وزنًا للأخـــوة وللنسب؛ فــإذا اختلفت المصلحة فــــلا تجـد القبائل عندئذ أي غضاضـــة في الانفصال عـــن قبيلة مؤاخية لها, لتتحالف مع قبيلة غريبة عنها في النسب، ومحاربة أختها التي انفصمت عنها. فعبس مثلًا تحالفت مع "بني عامر" في حــــرب البسوس على "ذبيان"، وهي أختها, وتحالفت ذبيان مع "تميم" على "عبس"، مـــع مـــا بين "تميم" و"عبس" و"ذبيان" من عــــداء قــــديم.
    وقد وقعت أيــــام بين "تغلب" و"بكر" مع صلة الرحــــم والقرابة القوية التي ربطت بين القبيلتين الأختين(٣).
    وقــــع كــل ذلك وحــــدث بسبب تغير المصالــح التي كانت تــــربط فيما بين هــــذه القبائل.

    【أرض القبيلة】

    ولكـــل قبيلة أرض تعيش عليها وتنزل بها وتعتبــــرها ملكًــــا لها، تنتشر بهـــا بطونها وعشائرها، ولا تسمح لغــــريب النــــزول بها والمرور بها إلا بموافقتها وبــــرضاها.
    وقــــد اختص كـــل بطن منها بناحيته فانفرد بها واعتبرها أرضًا خاصة بــــه.
    وتكــــون الأرض التي تحل القبيلة بها "منــــزلًا" لها، و"منازل" لأبنائها الــذين ينــــزلون بها. يضربون بها خيامهم, فتكون الأرض مضارب لها, تستوطنها وتقيــــم بها وتصير وطنًا لها، أي : دار إقامــــة، ما دامت تقيـــم بها, وموضع بيــــوتها.
    لذلك يعبــر عـــن الأرض التي تقيم بها القبيلة بـ"بيوت القبيلة" وبـ"بيوت العشيرة"؛ لأنها مضــــرب البيــــوت.

    وتمتد أرض القبيلة إلى المواضـع التي تصل بيوتها إليها, فما يقع إلى الداخل فهو من موطن القبيلة، وما وقع خارج حدود نفوذ القبيلة خرج عن مواطنها. وتعين الحــــدود بالظــــواهر الطبيعية البارزة، مثل تلال أو أودية أو رمال أو ما شاكل ذلك, ونظــرًا إلى عدم تثبيت القبائل لحــــدودها على الأرض بـرسم معالم بارزة لها، صارت الحــــدود سببًا مـــن أسباب النــــزاع المستمر والقتال الــــدائم بين القبائــــل.

    وتكــون مواضع الماء في أرض القبيلة قبلة أبنــــائها، يستقون منهــــا مــا يحتاجون إليـــه مـــن "إكسير الحياة" وتكـــون هــذه المواضع آبارًا أو عيون ماء أو حسيًّا وما شاكل ذلك.
    وتتفق القبيلة فيما بينها على حقـــوق السقي، ويــــؤدي الإخــــلال بحقوق السقي إلى وقوع نزاع، قد يــؤدي إلى قتــــال، ولا سيما في أيــــام القيظ وانحباس المطر، حيث تشتد الحاجة إلى الماء، ويصير افتقاده سببًا لهلاك الأنفس والمال.
    والقاعــــدة أن مــاء القبيلة مشاع في القبيلة, أمــا المياه المحمية : المياه التي تحمى للسادة والــرؤساء، والمياه الخاصة، كالآبــــار التي يحفرها أصحابها، فتكون خاصة بهم, لا يجوز الاستقاء منها إلا بإذن.

    【 سادات القبائل 】

    وسيد القبيلة بالنسبــة للقبيلة، مثـــل ملك مملكــــة بالنسبة لمملكته, فهــــو الرئيس والمرجع والمسئول عن أتباعه في السلــــم والحــــرب, يقصده ذوو الحاجات من أبناء القبيلة إن احتاجوا إلى حاجـــة.
    وقـــد يجمع هـــذا الرئيس شمل جملة قبائــــل، ويترأسها، وقـد ينصب نفسه ملكًا عليها، كالذي فعله ملوك كندة من بني "آل آكل المـــرَّار" وغيــــرهم مـــن الملوك.
    وقـــد لا نخطئ إذا مــا قلنا : إن أكثــر مؤسسي الأسر المالكة في بلاد العرب، كانوا سادات قبائل في الأصل استغلوا مواهبهـــم وقابلياتهم، وإمكــــانية قبيلتهم, وسخروها في سبيل الحصول على الملك، وعلى التلقب بلقب "ملك"، فنالــــوه.

    ويقــــال للسيد : المسوّد, ويذكر علماء اللغــــة أن السيد يطلـــق على الــــرب والمالك والشريف والفاضل والكــــريم والحليم ومحتمل أذى قـــومه والزوج والمقدم والرئيس.
    وسيد القبيلة هو رئيسها، تقول العرب: "فــــلان سيدنا" أي : رئيسنا والــــذي نعظمه, وتقول: "ساد قومه"(٤).
    وهي من الألفاظ المستعملة عند عرب الحجاز ونجد والعراق وبلاد الشام أما العــــربية الجنوبية فقــــد استخدمت ألفاظًا أخــــرى بــــدلًا عنها.
    ويقــــال لسيد القبيلة "رئيس القبيلة" والــــرئيس : سيد القــــوم، والرياسة : السيادة, ويقال : فــــلان رأس ورئيس القوم (٥), ورؤساء القبائل هم سادات القبائــــل.

    【 صفــــات الــــرئيس 】

    وعلى من يسود في قومه أن يتحلى بخلال حميدة وسجايا طيبة، تجعــــل الناس يعترفون بسيادته عليهم، كـــأن يحتمل أذى قــومه؛ ولذلك قيل للسيد "محتمل أذى قومه"، وأن يكون شريفًا في أفعالــه حليما كـــريما، يغض نظره عـــن أعمـــال الحمقى والجهلــة، وأن يتجاهــــل السفلة والسفهاء الجاهلين قــــلا يغضب ولا يثــــور، وأن يكظـــم غيظــــه, جــــاء في المثل :
    "احلــــم تسد" (٦), وأن يحتـرم الناس مهما كانت منازلهم، وأن يـــؤلف بينهم ويكتسب محبتهــــم، وأن يكــــون ملاذهم، وأن يجعــل بيته بيتًا للجميع ومضيفا لكل مــن يفد إليه من كبير أو حقيــــر أو صغيــــر، وأن يفتــــح قلبه للجميع.(٧)

    وعلى الرئيس أن يكــــون في مقدمــة القوم في الحــروب والغزو، وأن يكون شجاعًا لا يهاب المـــوت، حتى يكسب النصر لنفسه ولقـومه، وعليه أن يكون قائــــد قبيلته وواضع خطط الحـــرب لأنه رمــــز القبيلة ورمز النصر وباعث الهمــــم في نفـــوس أبنائه، وهـــو أب القبيلة، وإذا لم يكــن قدوة لأبنائه في ساعات الشدة والخطــر، فتــــرت همم أبنــــاء القبيلة, ولا يثيــــر القبـــائل إلا الشعارات والنخــــوة وإلهاب المشاعـر حتى تندفــــع اندفاعًــــا في القتال.

    والــرئيس هــــو روح القبيلة وشعارها فــــإذا أصيب بمكــــروه أو جبـــن في القتال، وإذا خـــرَّ صريعًا في المعــركة هــــربت قبيلته في الغالب, وتراجعت القهقرى, إلا إذا وجــــد في القبيلة من يؤجج فيها نــــار الحماسة ويبث فيها العــــزيمة للوقــوف والصمود.
    ويكون مثل هــذا الرجل من الشجعان الأقوياء أصحاب الإرادة القوية الذين يعرفــــون نفسية قبيلتهم، وإلا فليس مـــن السهل على رجــــل التأثيــر على قبيلة, وهي في مثــــل هــــذا الوضع.

    ولأثر الرئيس في مصير الحــرب، كان الفرسان يوجهون كــــل قــــوتهم نحو الــــرؤساء؛ لأنهم على علــــم بأنهـم إن تمكنوا مـــن الــــرئيس فقتلوه, غلبوا عدوهم في الغالب وقضوا عليه.
    فهو الروح المعنوية عند الأعراب، يليه حامل اللــــواء فإذا سقط حامل اللواء قتيلًا, أسرع مـــن عُين ليكون خليفته في التقاط الــراية وحملها، وإذا سقط هذا أيضًا أسرع من يأتي بعده وهكذا. فإن سقوط الراية معناه هزيمة منكرة ستحيق بمن سقطت رايتــــه؛ ولهــــذا كانوا يختارون رجالًا شجعانًا يولونهم أمــــر اللواء, بحيث إذا سقط أحدهم أخــــذ من يليه مكــــانه، وهكذا حتى النصــــر.

    فيحدث الانفصام والانقسام وقد يعلن الرئيس حــــربًا على العشيرة العاقَّــــة المنشقة، ولهذا يعــد سيد القبيلة الذي تجتمع لــــه رئاسة قبيلة كبيــــرة مــن السادات المحظوظين, وحظــه هــــو ثمـــرة ذكائــــه ومواهبه وقابلياته, ولا شك.
    ومــن هــؤلاء المحظوظين الذين دوَّن أهــــل الأخبــار أسماءهم : "جَهْبل بن ثعلبة اليشكري"، سيد "بكر بن وائل"، فقد اجتمعت "بكر" حوله، و"عمرو بن شيبان بن ذهل"، و"عمرو بن قيس الأصم", و"الكلح", و"بشر بن عمرو بن مسعود"، و"همام بن مرة", و"الحارث بن عباد" (٨), وقــد اجتمعت حــــولهم "بكر بن وائل"، وانضوت تحت لوائهم, وذلك في مناسبات أشــار إليها أهــــل الأخبار, مثل وقوع بعض الأيام. ولولا هـــذه الأيــــام، وتلك المناسبات التي اضطرت القبيلة إلى التكتل والتجمـــع فيها حــــول زعيم واحد ليخلصها من المخاطــــر، لما تجمعت حــــوله؛ لأن التجمع لا يلتئم مع طبــــع أهل البادية الــــذين جبلتهم الطبيعة على التشتت والتفــــرق.

    وذكر أهـــل الأخبار أن "خالد بن جعفر بن كلاب"، و"عروة الرحال بن عتيبة بن جعفر"، و"الأحوص بن جعفر"، و"عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب"، هم أربعة اجتمعت عليهم "هوازن"، ولم تجتمع "هوازن" كلها في الجاهلية إلا على هؤلاء الأربعة, وهــم كلهم من "بني جعفر بن كــلاب"(٩), مما يــــدل على صعوبة انقياد عشائـــر "هـــوازن" لزعامــــة رجــــل واحــــد.
    وهــــذا مثل واحـــد من أمثلة صعوبة انقياد القبــــائل لــــرئاسة رئيس؛ لأن الانقياد لرئيس واحــد, معناه في نظر رؤساء العشائر، خضــــوعهم لغيـــرهم واستذلالهم لــــه وتنازلهم عن حريتهم وعـــن استقلالهم في إدارة شئــــون عشائرهم لغيرهم ولو كان هذا الرئيس منهم، أضف إلى ذلك الخسائر المادية التي قد يصابون بها من هذا الانقياد.

    وقــــد عــــرفت قبائل "ربيعة" خاصـة بتخاصمها وبتباغضها وبتحاسد رؤسائها؛ لذلك لـــم تقبــل في الغالــب بتملك رئيس منها عليها.
    بل كان سادتها يراجعون التبابعة -على ما يقــوله أهــــل الأخبار- لتمليك سيد منهــم عليهم, كانــــوا يراجعون اليمن كلما اختلفوا فيما بينهــــم على تمليك ملك عليهم. وقد ذكـــر أهل الأخبار أن من جملة أسباب تعيين والد الشاعر "امرئ القيس" الكندي ملكًا على بني أسد وتعيين أعمامه ملوكًا على القبائل الأخرى، هو تناحر سادات ربيعة فيما بينهم، وتباغضهم وتفرق كلمتهم، حتى كان كل واحد منهم يرى أنه أولى من غيــــره بالملك، فــــدبَّ الخــــلافُ بين القبائــــل، وتطــــاول السفهاء على الأشراف وأهل البيوتات، وعندئذٍ وجد سادات القبائل أن الأمن لا يرجع إليهم إلا بذهابهم إلى كنــــدة لتنصيب ملوك منها عليهم. فكان ما كان مــن تنصيب والد الشاعر على "بني أسد" وتنصيب أعمامــه على القبائل الأخــــرى، إلا أن الأمـــن لــم يستتب ولم يستقر طويلًا بين هـــذه القبائل المتنازعة، إذ قــــرر الرحيــــل عنهـــا -وعــــاد الخصام داء "ربيعة"- إلى وطنه, وعــــادت حليمة إلى عادتها القديمة على ما يقوله أهل الأمثال.
    وقـــد أشار أهــــل الأخبار إلى رجـــال ذكــــروا أنهم تمكنوا مـــن حكم معـــد وربيعة, ومعنى ذلك أنهــــم كانــوا من ذوي الشخصيات القــــوية, وبــــذلك تمكنــوا من فــــرض أنفسهم على هذه القبائل المتباغضة. من هؤلاء : حذيفة بن بـــدر, وهــــو مــــن سادات غطفان وبيتهم, وهو والد "حصن" أبي عيينة, وقــــد أدرك "عيينة" النبي، فأسلم ثم ارتد, وأسلم بعد ذلك على يد أبي بكر (١٠).

    وقد قاد "حذيفة" "بني فزارة" و"مرة" يوم النسار، ويوم الجفار، وفي حرب داحس حتى قتل فيها يوم الهباءة. وقد عرف بـ"رب معد" (١١) , وما كان ليعرف بذلك لو لم يكن من أصحاب القوة والمكانة حتى ساد قبائل معد.
    ومن سادات "ربيعة" "الأفكل"، و"عمرو بن جعيد" من "بني الديل", وكان ذا بغي، فسارت إليه "بنو عَصَر" فقتلوه (١٢) , و"الحارث الأضجم بن عبد الله بن ربيعة بن دوفن"، من "بني دوفن", قديم السؤدد فيهم كانت تجبى إليه إتاوتهم (١٣), و"عامر الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم بن النمر بن قاسط", وكان سيد "النمر بن قاسط" في الجاهلية وصاحب مرباعهم (١٤).

    【 رئاسة القبائل 】

    لا نملك نصًّا جاهليًّا فيه شيء عن الشروط التي يجب أن تتوفر في الرجل كي يكون رئيسًا على قبيلة, ولا نجد في روايات أهل الأخبار أخبارًا واضحة صريحة عن طريقة تولي الرئاسة عند الجاهليين. لذا لا نستطيع البتَّ في موضوع شروط انتقال الرئاسة من رئيس قبيلة متوفى أو مخلوع إلى رئيس جديد, وهل كانت الرئاسة وراثية على طريقة انتقال العروش في النظام الملكي، أم كانت اختيارًا وانتخابًا وشورًى, بمعنى أن اختيار الرئيس يكون برأي من رؤساء القبيلة، وليس بسنة الإرث؟. والذي ظهر لنا من دراسة أخبار أهل الأخبار في هذا الموضوع أن الجاهليين كانوا قد ساروا على سنة الإرث في تولي الرئاسة, كما ساروا على طريقة الاختيار.
    أما أنها كانت رئاسة وراثية؛ فلأنها رئاسة مثل سائر الرئاسات عند العرب، كرئاسة المكربين والملوك والأقيال والأذواء والأقيان وكل الرئاسات الجاهلية الأخرى. وقد كانت هذه الرئاسات رئاسات وراثية في الأغلب؛ لذا كانت رئاسة القبيلة بالوراثة أيضًا, تنتقل الرئاسة من الأب إلى الابن الأكبر. ويؤيد هذا الاستنتاج ما نجده في أكثر روايات القبائل, وتولي الأبناء رئاستها بعد الآباء.
    وأما أنها بالنص والتعيين، فكالذي ذكروه من أمر اختيار "حصن بن حذيفة بن بدر" ابنه "عيينة" لرئاسة قومه من بعده. ولم يكن عيينة أليق من غيره بأن يكون سيد قومه، فاستدعى أولاده وقال لعيينة: أنت خليفتي ورئيس قومك من بعدي. ثم قال لقومه "بني بدر": لوائي ورياستي لعيينة، ثم أوصاهم بما يجب أن يفعلوه على عادة السادات عند اشتداد المرض بهم وشعورهم بدنو أجلهم؛ من وجوب التكتل والتهيؤ للقتال وعدم التجرؤ على الملوك، فإن أيديهم أطول من أيدي الرعية، فسمعوا له وأطاعوا، واختاروه رئيسًا عليهم (١٥).
    وأما أنها شورى ورأي، فعند عدم وجود عقب للرئيس المتوفى، أو عند وجود تنافس وتباغض بين أبناء الرئيس المتوفى بسبب كونهم من زوجات مختلفات فيما بينهن، يخشى عندئذ من انقسام القبيلة على نفسها، ويحسم الخلاف باختيار أحزم الأبناء أو تنصيب رجل قريب أو بعيد عن الرئيس، يجدونه أهلًا وكفؤًا لتولي الرئاسة فيولونها إياه. وقد يلجئون إلى الرأي في حالة تشتت شمل القبيلة, بظهور رجال أشراف فيها, لهم كفاءات وقابليات وشهرة تفوق شهرة أسرة...

    【 خصال السادة 】

    يذكر أهل الأخبار أن أهل الجاهلية كانوا لا يسودون إلا من تكاملت فيه ست خصال: السخاء والنجدة والصبر والحلم والتواضع والبيان, وقالوا: قيل
    لقيس بن عاصم: بِمَ سُدْتَ قومك؟ قال: ببذل الندى وكف الأذى ونصرة المولى وتعجيل القِرَى, وقد يسود الرجل بالعقل والعفة والأدب والعلم. ووصف بعضهم السؤدد بأنه اصطناع العشيرة واحتمال الجريرة. وقد سئل أحد السادات: بأي شيء سدت قومك؟ فقال: "إني -والله- لأعفو عن سفيههم، وأحلم عن جاهلهم، وأسعى في حوائجهم, وأعطي سائلهم، فمن فعل فعلي فهو مثلي، ومن فعل أحسن من فعلي فهو أفضل مني، ومن قصر عن فعلي فأنا خير منه" (١٦).

    وذكر أهل الأخبار أيضًا، أن العرب كانت تسود على أشياء, فكانت مضر تسود ذا رأيها, وأما ربيعة فمن أطعم الطعام، وأما اليمن فعلى النسب (١٧).
    والرئيس الناجح، هو الرئيس الذكي الفطن الذي تكون له قدرة وقابلية على التصرف بذكاء وبحذر وفقًا لعقلية القبائل. فيعرف كيف يعامل كل شخص يأتي إليه المعاملة التي تلائمه وتليق به، بحلم وصبر وأناة، وبقساوة وغلظة أحيانًا؛ من أجل إخافة أتباعه، لخوف القبائل من البطاش الظالم. على ألا يسرف في ظلمه ويمعن في غيه، فيقع له ما وقع لكليب وائل ولأمثاله من الذين أسرفوا في الاعتماد على أنفسهم وعلى قابلياتهم، فأهلكوا أنفسهم. ولهذا كان من شأن عقلاء سادات القبائل عرض المنازعات والخصومات القبلية للحكم فيها, وبذلك يخلصون أنفسهم من مشكلات صعبة كانت ستقع تبعتها على أكتافهم فيما إذا انفردوا بالنظر بها دون سائر الرؤساء.
    ومن أعراف الحكم عند القبائل، أن سيد القبيلة يستمد رأيه من رأي أشراف قبيلته ووجوهها في الأمور الهامة التي تخص حياة القبيلة؛ ليستنير برأيهم، وليعرف رأي أتباعه في معالجتها. وتساعد هذه المشورة سادات القبائل مساعدة كبيرة في التمكن من إدارة القبيلة إدارة حسنة ترضي الغالبية، وقد توصل الرئيس إلى النجاح والنصر في الغزو، فيرتفع اسمه ويعلو نجمه. ولا زال سادات القبائل يستمعون إلى مشورة رؤساء القبيلة، ويقيمون لرأيهم وزنا إلى يومنا هذا. ورأيهم هذا هو مجرد مشورة ونصح؛ بمعنى أنه لا يلزم سيد القبيلة بوجوب العمل بموجبه, فقد ينبذه ويعمل برأيه وبقراره، لا سيما إذا كان قوي الشخصية متجبرًا عنيدًا.

    وقد يكون النجاح حليفه، فتزداد بذلك هيبته على أتباعه، وقد يمنى بخسارة فادحة فتقضي عليه وعلى حياته أيضًا. والنظام القبلي بعد, هو نظام استشاري, الرأي فيه لأصحاب الرأي فقط, أما الأفراد, أي: أبناء القبيلة وسوادها، فلا رأي لهم في تسيير الأمور، إلا إذا برز أحدهم وظهر في قبيلته بمواهب يعترف بها، كالحكمة أو الشرف، فقد يدخل في عداد أولي الرأي، ويكون له عندئذٍ عندهم رأي مسموع.

    وعلى الرغم من استبداد بعض السادة برأيهم، وحكمهم بما يوحي إليه به حسهم وشعورهم، وتصرفهم في الأمور تصرفًا كيفيًّا، فإنهم كانوا يقيمون مع كل ذلك وزنًا للرأي، وقد يكون هذا الرأي رأي رجل مغمور من عامة أبناء القبيلة، أو رأي شاعر أو خطيب أو أي شخص آخر من أبناء القبيلة. فالحكم عند القبائل بهذا, حكم فردي استشاري يتوقف الرأي فيه على شخصية وكفاءة رئيس القبيلة، وعلى شخصية وكفاءة رؤساء البطون والأحياء.
    وقد أدت غطرسة وعنجهية بعض سادات القبائل بهم إلى الموت, فقد لجئوا إلى القسوة والقهر في الحكم واستبدوا برأيهم استبدادًا فرق بينهم وبين رؤساء قبيلتهم؛ مما دفع بعض فرسان القبيلة وشجعانها على قتلهم للتخلص منهم، كالذي كان من أمر "كليب وائل"، الذي تعسف في حكمه وتجبر فاختار خيرة الأرضين الخصبة، فجعلها حمًى له، لا يحق لأحد الرعي بها، إلا بإذن منه. فأزعج عمله هذا من خضع لحكمه، فكانت عاقبته القتل.
    والحلم عند العرب من أهم الصفات التي تؤهل الإنسان لحكم الناس. وهو عندهم الأناة والعقل، وقيل: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب (١٨) ومعالجة الأمور بهدوء وضبط أعصاب. وهو أحزم سياسة تلائم طبع الحكم، وقد عدوه من خلال الحكماء.
    وممن عرف واشتهر أكثر من غيره بالحلم: "الأحنف بن قيس"، حتى ضربت العرب به المثل, فقالت: هو أحلم من الأحنف.

    ========

    (١) تاج العروس "2/ 254"، "تنخ".
    (٢) بلاشير، تأريخ الأدب العربي "العصر الجاهلي"، تعريب الدكتور إبراهيم كيلاني "ص25 وما بعدها".
    (٣) بلاشير "25".
    (٤) اللسان "3/ 228 وما بعدها", "سود".
    (٥) اللسان "6/ 92"، "رأس".
    (٦) بلوغ الأرب "1/ 99 وما بعدها".
    (٧) لامانس، مجلة المشرق، 1932م, عدد 2 "110".
    (٨) المحبر "ص254".
    (٩) المحبر "253 وما بعدها".
    (١٠) ابن دريد، الاشتقاق "173".
    (١١) المحبر "249"، "461"، جمهرة "243".
    (١٢) الاشتقاق "197".
    (١٣) الاشتقاق "193"، "جمهرة "275".
    (١٤) الاشتقاق "202"، جمهرة "283".
    (١٥) أمالي المرتضى "1/ 531".
    (١٦) بلوغ الأرب "2/ 187 وما بعدها".
    (١٧) بلوغ الأرب "2/ 187".
    (١٨) تاج العروس "8/ 256"، "حلم".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:17 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【 المجتمع العربي 】

    【القبائل القوية】

    والقبائل مثل الدول، أنماط ودرجات منها قبائل قوية نشطة تعتمد على نفسها في الدفاع عن كيانها، ومنها قبائل أقل من هذه القبائل شأنًا وقوة تتحالف مع غيرها في الدفاع عن نفسها؛ لتكون من الحلف كتلة قبلية مهابة, وقبائل صغيرة ليست لها قدرة على الدفاع عن حياضها وحدها؛ لذلك تركن إلى التحالف مع قبائل أخرى أقوى منها لتحافظ بذلك على وجودها.

    والقبائل القوية هي القبائل الكثيرة العدد والموارد. وإذا ترأسها سادات ذوو كفاءة وقدرة، هابتها القبائل الأخرى، وسادت على غيرها، وكونت منها ومن القبائل التي تستولي عليها مملكة، كالذي فعلته كندة. ولم يورد العلماء شروطًا في الحد الأدني أو الحد الأكبر للقبيلة، وذلك من ناحية عدد العشائر والبطون والأفخاذ، فلم نعثر على حد معين إذا بلغته جماعة من الناس وجب إطلاق لفظة "قبيلة" عليها. بل نجد علماء النسب يطلقونها أحيانًا على بطون وأفخاذ.
    فيقولون :
    قبائل قريش، ويذكرون أسماءها، بينما هي في الواقع "آل" أو أرهاط وبطون.

    ويقال للقبائل التي تستقل بنفسها وتستغني عن غيرها "الأرحى" وعرفت القبيلة التي لا تنضم إلى أحد بـ"الجمرة".

    وذكر أنها القبيلة تقاتل جماعة قبائل, وكل قبيل انضموا فصاروا يدًا واحدةً ولم يحالفوا غيرهم، فهم جمرة.

    وقيل : الجمرة :
    كل قوم يصيرون لقتال من قاتلهم لا يحالفون أحدًا ولا ينضمون إلى أحد, تكون القبيلة نفسها جمرة تصبر لقراع القبائل كما صبرت عبس لقبائل قيس.

    ولما سأل "عمر" "الحطيئة" عن عبس ومقاومتها قبائل قيس، قال :
    "يا أمير المؤمنين, كنا ألف فارس كأننا ذهبة حمراء، لا نستجمر ولا نحالف، أي : لا نسأل غيرنا أن يجتمعوا إلينا لاستغنائهم عنهم".
    والجمرة: اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأها من سائر القبائل (١).

    وذكر أن "الجمرة" ألف فارس، أي : القبيلة التي يكون فيها ذلك العدد من الفرسان، وقيل : ثلاثمائة فارس أو نحوها.
    والذي يستنتج من آراء علماء اللغة والنسب في تعريف "الجمرة"، أنها القبائل المقاتلة القوية التي تعتمد على نفسها في القتال، ولا تركن إلى غيرها، ولا تحالف غيرها لتستفيد من هذا الحلف في قراع القبائل (٢).

    ومن مفاخر هذه القبائل كثرة ما عندها من فرسان، والفرسان في ذلك اليوم هم عماد حركة الجيوش، ومن أسباب القوة والانتصار.
    وقد عدوا القبيلة التي يكون فيها ثلاثمائة فارس أو نحوها جمرة، وقيل: الجمرة ألف فارس (٣).

    ومن جمرات العرب :
    ضبة بن أد، وعبس بن بغيض، والحارث بن كعب، ويربوع بن حنظلة (٤).

    وذكر بعض العلماء أن جمرات العرب ثلاث جمرات :
    بنو ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وبنو الحارث بن كعب، وبنو نمير بن عامر, فطفئت منهم جمرتان؛ طفئت ضبة؛ لأنها حالفت الرباب, وطفئت بنو الحارث؛ لأنها حالفت مذحج.
    وبقيت "نمير" لم تطفأ؛ لأنها لم تحالف.

    وورد أن الجمرات : عبس بن ذبيان بن بغيض، والحارث بن كعب، وضبة بن أد، وهم إخوة لأم؛ لأن أمهم امرأة من اليمن, تزوجها كعب بن عبد المدان يزيد بن قطن، فولدت له : الحارث بن كعب، وهم أشراف اليمن، ثم تزوجها "بغيض بن ريث بن غطفان"، فولدت له عبسًا وهم فرسان العرب، ثم تزوجها "أد" فولدت له ضبة.
    فجمرتان في مضر، وهما عبس وضبة وجمرة في اليمن، وهم بنو الحارث بن كعب.
    وذكر بعض آخر أن الحارث, هم بنو كعب بن علة بن جلد، ومنهم من عد تميمًا من الجمرات (٥).

    "قال الخليل : الجمرة : كل قوم يصبرون لقتال من قاتلهم، لا يحالفون أحدًا، ولا ينضمون إلى أحد، تكون القبيلة نفسها جمرة تصبر لمقارعة القبائل كما صبرت عبس لقيس كلها" (٦)

    وإذا تأملت كلام العلماء في جمرات العرب، تجده يصادم بعضه بعضًا حتى إن الواحد منهم يذكر عددًا، ثم يذكر عددًا غيره في موضع آخر من كتابه.

    وقد اعتذر عن ذلك بعض العلماء إذ قال : "قلت : فإذا تأملت كلامهم تجده مصادمًا بعضه مع بعض"، ثم ذكر أمثلة من أمثلة هذا التصادم، ثم خلص إلى هذه النتيجة، واعتذر عنهم بقوله : "وإذا تأملت كلامهم, علمت أنه لا مخالفة ولا منافاة، إلا أن البعض فصَّل والبعض أجمل" (٧).

    وعندي أن للعواطف القبلية دخلًا في هذا الاضطراب، فمن النسابين من تعصب لقبيلة، فجعلها من الجمرات؛ بسبب صلته بها، ومنهم من تعصب لغيرها، ومنهم من تعصب على هذه القبيلة أو تلك، فأخرجها من الجمرات، فمن هنا وقع هذا الارتباك عند العلماء, حين سألوا نسابي القبائل ورواة الأخبار عن أيام الجاهلية، وعن الأنساب والقبائل، وهي من أهم الأمور حساسية عند العرب, فظهرت العصبية في مؤلفات أهل النسب والأخبار حين شرعوا بالتدوين.

    وعرفت القبائل القوية الكبيرة التي تفرعت منها جملة قبائل بـ"أم القبائل", ومن هذه القبائل "بكر بن وائل"(٨). وسبب ذلك أن القبيلة القوية تكبر بسبب انضمام القبائل الصغيرة، فإذا توسعت وتضخم عددها صار من الصعب عليها البقاء في منازلها، فتضطر عندئذ إلى التوسع والانتشار في أرضين جديدة.
    وقد تغادر أحياء منها منازلها لتجد لها منزلًا طيبًا جديدًا، فتبتعد بذلك عن القبيلة الكبيرة التي جمعت تلك الأحياء, فتكون بمثابة الأم للقبائل النازحة، تربطها بها رابطة ذكرى الأمومة, التي تتحول إلى نسب تحفظه ذاكرة حفاظ الأنساب.

    وعرفت أربع قبائل بشدتها وبأسها، فقيل لها : "رضفات العرب", وهي : "شيبان وتغلب وبهراء وإياد" (٩).

    وقيل لـ"كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان" من قضاعة، و"طيء بن أدد", و"حنظلة بن مالك بن زيد مناة" من "تميم"، و"عامر بن صعصعة بن معاوية" من "هوازن"، "جماجم العرب"(١٠).

    وذكر أن "الجماجم" السادات والرؤساء، وأن القبائل المذكورة كانت من جماجم القبائل، أي : من رؤسائها، وقد دُعيت بـ"جماجم"؛ لأنها بمنزلة جمجمة الرأس بالنسبة للإنسان (١١), أي : إن هذه القبائل من القبائل الرئيسة عند الجاهليين.
    وبين القبائل، قبائل دعاها "ابن حبيب" "أثافي العرب"، وهي: "سليم" و"هوازن" من "قيس عيلان"، و"غطفان"، و"أعصر" و"محارب بن خصفة"(١٢), و "الإثفية": العدد الكثير والجماعة من الناس (١٣).

    والظاهر أنها إنما عرفت بذلك لكثرة عددها.

    ===========

    (١) اللسان "14/ 314"، "صادر"، "رحا"، تاج العروس "10/ 146", "رحا".
    (٢) اللسان "4/ 145"، "صادر"، "جمر"، الحصري، زهر الآداب "1/ 25".
    (٣) تاج العروس "3/ 107"، "صادر", "جمر".
    (٤) المحبر "ص234".
    (٥) تاج العروس "3/ 107".
    (٦) الثعالبي، ثمار "160".
    (٧) تاج العروس "3/ 107".
    (٨) المعارف "ص96"، "بكر بن وائل".
    (٩) تاج العروس "6/ 119"، "رضف"، المحبر "234".
    (١٠) المحبر "ص134".
    (١١) تاج العروس "8/ 233".
    (١٢) المحبر "234".
    (١٣) تاج العروس "6/ 37" "أثف"، الثعالبي، ثمار "161".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:17 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【 المجتمع العربي 】

    【 القبيلة 】

    والقبيلة هي عماد الحياة في الباديـــة بها يحتمي الأعـــرابي في الدفاع عــن نفسه وعن مالـــه، حيث لا "شُرَط" في البـــوادي تـؤدب المعتدين، ولا سجون يُسجــن فيها الخارجــون على نظـــام المجتمع، وكل ما هناك "عصبية" تأخـذ بالحـــق و"أعـــراف" يجب أن تطـــاع.

    والـــرابط الـــذي يـــربط شمل القبيلة ويجمع شتاتها هـــو "النسب", ويفسر ذلك بارتباط أبناء القبيلة كلها بنسب واحد وبدم واحد وبصلب جد أعلى, مـــن صلبه انحـــدر أفـــراد القبيلة في اعتقادهم ؛ ولهذا نجــد أهـــل الأنساب يرجعون نسب كل قبيلة إلى جـد أعلى ثـــم يرجعون أنساب الجـــدود، أي : أجـداد القبائل إلى أجداد أقدم، وهكذا حتى يصلوا إلى الجدين العـــرب : "قحطـــان" و "عـــدنان".

    وقد حفظت الكتابات العربية الجنوبية أسماء عــدد كبير من القبائل، لم يعرف أسماء أكثـــرها أهـــل الأخبـــار.

    وهي تفيـــدنا مــن هـذه الناحية فائدة كبيــرة في الوقوف على هـــذه القبائل وبعضها كـــان قد هلك وانحلَّ واختلط في القبائـــل الأخـــرى قبـــل الميـــلاد وبعضها بعـــد الميــلاد وقبـــل الإسلام بأمـــد.
    وتتألـــف القبيلة مــن بيـــوت يختلف عـــددها باختـــلاف حجـــم القبيلة وباختلاف المـــواسم.
    ففي مـــواسم الربيـــع، تضطر أحيـــاء القبيلة إلى الانتشار والابتعاد؛ لتتمكن إبلها من الــرعي ومـن إمـــلاء بطــونها بالعشب, فتتجمع على شكـــل مستوطنات يتــراوح عـــدد بيـوت كل مستوطنة منها ما بين الخمسين والمائة والخمسين بيتًا.
    أما في المواسم الأخرى، حيث تنحبس الأمطار وتجـــف الأرض، فتعـود أحياء القبيلة إلى تكتلها وتجمعها، فتكون كل مجموعة حوالي "500" بيت أو أكثـــر تتجمع حذر وقوع غزو عليها وللتعاون فيما بينها عنـــد الشدة والعسر (١).

    والقبيلة في عرف علماء اللغة: جماعة من أب واحد، والقبائل في نظرهم من قبائل الرأس لاجتماعها، أو من قبائل الشجرة وهي أغصانها (٢) ، فهي إذن جماعة من الناس تضم طوائف أصغر منها، وهي تنتمي كلها إلى أصل واحد، وجذر راسخ، ولها نسب مشترك يتصل بأب واحد هو أبعد الآباء والجد الأكبر للقبيلة.
    فالرابط الــذي يـــربط بين أبناء القبيلة ويجمع شملها ويوحـد بين أفرادها هو "الدم"، أي النسب، والنسب عندهم هو القـومية ورمــز المجتمع السياسي في الباديـــة.

    والقبيلة هي الحكـومة الوحيـــدة التي يفقهها الأعـــرابي, حيــث لا يشاهـــد حكـــومة أخـــرى فـــوقها. وما تقـــرره حكومته هذه مـن قرارات يطاع وينفذ وبها يستطيع أن يأخـــذ حقـــه مـــن المعتدي عليه.

    وهــذه النظرة الخاصة بتعريف القبيلة هي التي حملت أهل الأنساب والأخبار على إطـــلاق لفظـة "القبيلة" على الحضر أيضًا مع أنهم استقروا وأقاموا

    فقريش عندهــم قبيلة، والأوس والخزرج قبيلة، وثقيف قبيلة؛ ذلك لأن هؤلاء الناس وإن تحضروا واستقروا وأقاموا وتركوا الحياة الأعرابية، إلا أنهم بقوا رغم ذلك على مذهب أهل الوبر ودينهم في التمسك بالانتساب إلى جد أعلى وإلى أحياء وبطون, وفي إجابة النخوة والعصبية، وما شابه ذلك من سجايا البداوة، فعدوا في القبائل، وإن صاروا حضرًا وأهل قرار، وقد طلقوا التنقل وانتجاع الكلأ.
    وتشارك الشعوب السامية العرب في هذه النظرة؛ لأن نظامها الاجتماعي القديم هو كالنظام العربي قائم على القبيلة, والقبيلة عندها جماعة من بيوت ترى أنها من أصل واحد، وقد انحدرت كلها من صلب جد واحد. فهم جميعًا أبناء الجد الذي تتسمى به القبيلة، وهم مثل العرب في النداء وفي النسب, قد يذكرون الاسم فقط فيقولون مثلًا :
    أدوم ومؤاب وإسرائيل ويهوذا، أو أبناء إسرائيل وأبناء يهوذا، وبنو إسرائيل وبنو يهوذا، وقد يقولون : بيت إسرائيل وبيت يوسف وبيت خمرى وبيت أديني بمعنى أبناء المذكورين، تمامًا كما نقول : غسان وآل غسان، وأبناء غسان, وأولاد غسان, ومن غسان، وغساني، وما شاكل ذلك، ويريدون بها شيئًا واحدًا، وهو النسب، أي : الانتماء إلى جد واحد, به تسمى القبيلة وإليه يرجع نسبها.
    وهم يشعرون كالعرب أن أبناء القبيلة هم إخوة وهم من دم واحد, ومن لحم ودم ذلك الجد. وهم يخاطبون بعضهم بعضًا بقولهم: "أنت من لحمي ودمي", وفي التوراة أمثلة عديدة من هذا القبيل. فلما ذهب "أبو مالك بن يربعل" إلى عشيرة أمه خاطب أبناءها بقوله: "أيما خير لكم! أن يتسلط عليكم سبعون رجلًا جميع بني يربعل، أم أن يتسلط عليكم رجل واحد, واذكروا أني أنا عظمكم ولحمكم" (٣).

    وقد اعتبر "داود" جميع أبناء عشيرته إخوة له (٤), وخاطب "شيوخ يهوذا" بقوله: "أنتم إخوتي، أنتم عظمي ولحمي"(٥).

    فأبناء القبيلة هم إخوة من دم واحد, يسري في أجسامهم جميعًا ما دامت القبيلة حية باقية. ووحدة الدم هذه هي الرابط الذي يجمع شمل القبيلة, وهي صلة رحم، وعصبية، والحكومة الصحيحة التي يجب أن تطاع.
    والعربي مثل بقية الساميين لم يفهم الدولة إلا أنها دولة القبيلة, وهي دولة صلة الرحم التي تربط الأسرة بالقبيلة، دولة العظم واللحم، دولة اللحم والدم, أي: دولة النسب. فالنسب هو الذي يربط بين أفراد الدولة ويجمع شملهم، وهو دين الدولة عندهم وقانونها المقرر المعترف به.

    وعلى هذا القانون يعامل الإنسان، وبالعرف القبلي تسير الأمور، فالحكام من القبيلة، وأحكامهم أحكام تنفذ في القبيلة، وإذا كانت ملائمة لعقلية القبيلة والبيئة، وهذا هو ما يحدث في الغالب, تصير سنة للقبيلة، نستطيع تسميتها بـ"سنة الأولين".

    ووطن القبيلة هو بالطبع مضارب القبيلة حيث تكون، وحيث يصل نفوذها إليه، فهو يتقلص ويتوسع بتلقص وبتوسع نفوذ القبيلة.

    وقد واجه المسلمون في أيام الفتوح صعوبة كبيرة في فتوحهم؛ بسبب العقلية القبلية وضيق أفقها، وعدم تمكنها من التخلص من مثلها الجاهلية بسهولة. فقد كان على القائد أن يقاتل عدوه بجيش يحارب على شكل كتل قبائل، تتكون كل كتلة من مقاتلي قبيلة واحدة، لا من جنود ينتمون إلى أمة هي فوق الكتل والقبائل. وكان على رأس كل وحدة مقاتلة رؤساء من القبيلة التي ينتمي إليها الجنود، وقد واجه الإمام "علي" صعوبة حينما حارب في معركة الجمل وفي معركة صفين وغيرها، إذ اشترطت عليه القبائل المحاربة، ألا تحارب إلا رجال قبيلتها الذين يكونون ضده، فالهمدانيون الذين معه يحاربون الهمدانيين الذين يحاربون مع خصمه. وهكذا فعلت بقية القبائل، للعصبية القبلية؛ لأنهم لم يكونوا يستطيعون رؤية قبيلة غريبة تفتك بإخوانهم من قبيلتهم، وهم ينادون بشعار العصبية، شعار القبيلة. أما هم فإن قاتلوا إخوانهم من قبيلتهم، فإن قتالهم هذا يختلف عن قتال الإخوة حين يقتتلون قتالًا قد يكون أشد ضراوة من قتال الغرباء، لا يلتفت فيه إلى وجود دم واحد بين المتقاتلين، وإلى أنهم من بيت أب وأم، يحتم عليهم التكتل والتعصب، إذ لا غريب هنا أمامهم في هذا القتال.

    ولست بحاجة وأنا في هذا المكان، لتكرار قول سبق أن قلته في الجزء الأول من هذا الكتاب قد نشرته سابقاً , من أن أسماء القبائل لا تعني بالضرورة أنها أسماء أجداد حقيقيين عاشوا وماتوا.

    فبينها كما سبق أن قلت أسماء مواضع، مثل غسان، وبينها أسماء أصنام مثل "بني سعد العشيرة", وبينها أسماء أحلاف مثل "تنوخ", وبينها نعوت وألقاب ... إلى آخر ذلك من أسماء قبائل وصلت إلى علم علماء الأنساب, فأوجدوا لها معاني واعتبروها أسماء رجال حقيقيين تزوجوا ونسلوا ومنهم من كان عاقرًا فلم ينسل، فذهب أثره، ولم تبق له بقية (٦).

    والمفهوم من لفظة "القبيلة" في العادة: القبائل التي تتألف من عمائر وما وراء العمائر من أقسام. فإذا ذكرت القبيلة انصراف الذهن إلى آلاف من البيوت تجتمع تحت اسم تلك القبيلة. ولكن الناس يتجوزون في الكلام، وفي الكتابة أحيانًا فيطلقونها على عدد قليل من الناس, قد يبلغ ثلاثة نفر أو أربعة مثل: "بني عبد الله بن أفصي بن جديلة"، و"بني جساس بن عمرو بن خوية بن لوذان" من "بني فزارة"، و"كليب بن عدي بن جناب بن هبل"، و"بني شقرة" من تميم. وقد يطلقونها على أكثر من ذلك، ولكن على عدد قليل من الناس أيضًا، كأن يكون خمسين رجلًا أو ستين (٧) , وهذا الاستعمال، هو على سبيل التجوز لا الاصطلاح.
    ويرى علماء العربية أن هناك تجمعات، هي في نظرهم أكبر حجمًا من القبيلة, أطلقوا عليها "الشعوب". فذكروا أن الشعوب فوق القبائل، ومثاله: بنو قحطان، وبنو عدنان، فكل منهما شعب, وما دونهما قبائل. وذهب بعض منهم إلى أن "الشعوب" للعجم، فإن الشعوب بالنسبة لهم، مثل القبائل للعرب، ومنه قيل للذي يتعصب للعجم "شعوبي"، وقيل : بل هي للعرب وللعجم.
    والذي عليه أكثر علماء الأنساب أن الشعب أكبر من القبيلة، وأن الشعب أبو القبائل الذي ينتسبون إليه، أي : يجمعهم ويضمهم (٨).

    ويظهر أن مرد هذا الاختلاف هو ما ورد في القرآن الكريم من قوله: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (٩).
    فقدم "الشعوب" على القبائل, فذهب أكثر المفسرين والعلماء إلى أن هذا التقديم يعني أن الشعب أكبر من القبيلة، وأن الشعوب الجمَّاع والقبائل البطون، أو الشعوب الجمهور والقبائل الأفخاذ، أو الشعوب: النسب البعيد، والقبائل: دون ذلك، كقولك فلان من بني فلان، وفلان من بني فلان. وتأول بعض آخر هذا المعنى، فذهبوا إلى أن هذا التقديم أو التأخير، لا علاقة له بالكبر، أي : بحجم الشعب أو القبيلة، والآية لا تريد ذلك، وإنما تريد الأنساب، وأنها نزلت في بيان أن الإنسان لا بنسبه، وإنما بعمله. وعلى هذا, فإن الشعب في نظرهم دون القبيلة في الترتيب, والشعب بعد القبيلة في الدرجة (١٠).

    وقد أخذ العلماء بالتأويل الأول للفظة "الشعب" حتى صار هذا المعنى هو المعنى المفهوم منها عند الناس في الإسلام، فهي إنما تعني اليوم جنسًا من أجناس البشر له خصائصه ومميزاته، كالشعب العربي والشعب اليوناني والشعب التركي والشعب البريطاني والشعب الأمريكي، وهكذا, أو جزءًا كبيرًا مستقلًّا من أجزاء أمة واحدة، كأن نقول: الشعب العراقي، والشعب السوري، والشعب السعودي، والشعب المصري، أي: وحدة جغرافية سياسية ذات كيان.

    ولفظة "الشعب" من الألفاظ الواردة في نصوص المسند, وهي فيها بمعنى قبيلة، وتكتب "شعبن"، بمعنى "الشعب"، وحرف النون في أواخر الأسماء أداة للتعريف في العربيات الجنوبية. فهي إذن مرادف "قبيلة" بالضبط, والجمع "أشعب"، أي "شعوب". ورد "سباواشعبهمو"، أي "سبأ وشعوبهم", أو "سبأ وقبائلهم" بتعبير أدق وأصح. وورد "شعبن معن"، أي "قبيلة معين"، و"شعين همدان", أي "قبيلة همدان".

    والظاهر أن أهل مكة وقفوا في الجاهلية على هذه اللفظة أيضًا فاستخدموها, وأن قبائل حجازية مجاورة لمكة، كانت تستعمل لفظة "شعب" و"الشعب" بمعنى قبيلة، ونظرًا لورودهما معًا في القرآن الكريم، فرَّق العلماء بين اللفظتين، باعتبار أن ذكرهما معًا يعنى وجود بعض الاختلاف في المراد منهما. فوقع من ثَمَّ بين المسلمين هذا التمييز، وصارت لفظة "الشعب" تدل على معنى يختلف عن معنى كلمة "قبيلة" و"القبيلة".

    ويلي الشعب في اصطلاح أهل النسب : القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ، ثم الفصيلة. فالشعب النسب الأبعد مثل عدنان وقحطان، والقبيلة مثل ربيعة ومضر، والعمارة مثل قريش وكنانة، والبطن مثل بني عبد مناف وبني مخزوم، ومثل بني هاشم، وبني أمية، والفصيلة مثل بني أبي طالب وبني العباس (١١).
    وجعل "ابن الكلبي" مرتبة بين الفخذ والفصيلة هي مرتبة العشيرة, وهي رهط الرجل (١٢).

    وورد أن البطن دون القبيلة أو دون الفخذ وفوق العمارة. وذكر بعضهم أن أول العشيرة: الشعب ثم القبيلة ثم الفصيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ (١٣).
    وذلك على رأي من جعل العشيرة: العامة، مثل: بني تميم وبني عمرو بن تميم، أي: الجماعة العظيمة (١٤).

    وزاد بعض العلماء الجذم قبل الشعب، وبعد الفصيلة العشيرة، ومنهم من زاد بعد العشيرة الأسرة، ثم العترة. ورتبها آخرون على هذه الصورة: جذم, ثم جمهور، ثم شعب، ثم قبيلة، ثم عمارة، ثم بطن، ثم فخذ، ثم عشيرة, ثم فصيلة، ثم رهط، ثم أسرة، ثم عترة، ثم ذرية. وزاد غيرهم في أثنائها ثلاثة هي: بيت، وحي، وجماع (١٥).

    وذكر بعض علماء اللغة أن "الجذم"، الأصل في كل شيء؛ فيقال: جذم القوم: أهلهم وعشيرتهم, ومنه حديث حاطب: "لم يكن رجل من قريش إلا له جذم بمكة"(١٦).

    وذكر بعض العلماء أن العمارة الحي العظيم يقوم بنفسه (١٧), وأن الفرق بين الحي والقبيلة هو أن الحي لا يقال فيه: بنو فلان نحو قريش وثقيف ومعد وجذام, والقبائل يقال فيها: بنو فلان مثل بني نعيم وبني سلول (١٨).
    وذكر أيضًا أن العمارة : الحي العظيم الذي يقوم بنفسه، ينفرد بظعنها وإقامتها ونجعتها, وقيل هو أصغر من القبيلة. وفي الحديث: "أنه كتب لعمائر كلب وأحلافها كتابًا". قال التغلبي:
    لكل أناس من معد عمارة ... عروضٌ، إليها يلجئون، وجانب (١٩).

    وقسم "النويري" النظام القبلي عند العرب إلى عشر طبقات (٢٠) , وابتدأ بـ"الجذم" وهو الأصل, وهو قحطان وعدنان، والطبقة الأولى، ثم الجماهير وهي الطبقة الثانية، ثم الطبقة الثالثة: الشعوب، والطبقة الرابعة: القبيلة، وهي التي دون الشعب تجمع العمائر، ثم الطبقة الخامسة: العمائر، وهي التي دون القبائل، وتجمع البطون، ثم الطبقة السادسة: البطون، وهي التي تجمع الأفخاذ, والطبقة السابعة: الأفخاذ, وهي أصغر من البطن، والفخذ تجمع العشائر, والطبقة الثامنة: العشائر، واحدها عشيرة، وهم الذين يتعاقلون إلى أربعة آباء, والطبقة التاسعة: الفصائل، واحدها فصيلة، وهم أهل بيت الرجل وخاصته، والطبقة العاشرة: الرهط، وهم الرجل وأسرته (٢١).

    ==============

    (١) W. Caskel, Die Bedeutung der Beduinen, S., 8.
    (٢) تاج العروس "8/ 72"، "قبل".
    (٣) سفر القضاة، الإصحاح التاسع، الآية 2.
    (٤) صموئيل الأول، الإصحاح 20, الآية 29.
    (٥) صموئيل الثاني، الإصحاح التاسع عشر, الآية 13.
    (٦) راجع الجزء الأول من هذا الكتاب سأنشره لاحقا "ص294 وما بعدها".
    (٧) المحبر "ص256"، "القبائل التي لا يزيد عددها".
    (٨) تاج العروس "1/ 318"، الخوارزمي، مفاتيح العلوم "74".
    (٩) سورة الحجرات، السورة رقم 49، آية 13، تفسير الطبري "26/ 88", تفسير الألوسي "26/ 147".
    (١٠) تفسير الطبري "26/ 88".
    (١١) اللسان "14/ 57"، "16/ 199"، بلوغ الأرب "3/ 187 وما بعدها"، "تاج العروس "8/ 72"، السيرة الحلبية "1/ 37"، العمدة "2/ 191"، "محمد محيي الدين عبد الحميد", تاج العروس "9/ 141"، "بطن".
    (١٢) العقد الفريد "3/ 283 فما بعدها", المقريزي، النزاع والتخاصم "65", نهاية الأرب للنويري "2/ 262 وما بعدها".
    (١٣) تاج العروس "9/ 141"، "بطن".
    (١٤) تاج العروس "3/ 403"، "عشر".
    (١٥) اللسان "18/ 235"، نهاية الأرب، للنويري "3/ 262 فما بعدها", الخوارزمي، مفاتيح العلوم "74".
    (١٦) تاج العروس "8/ 222".
    (١٧) المفضليات "ص414"، القاموس "2/ 95".
    (١٨) الخوارزمي، مفاتيح "ص74".
    (١٩) اللسان "4/ 606"، "عمر".
    (٢٠) نهاية الأرب "2/ 277"، "الباب الرابع من القسم الأول من الفن الثاني في الأنساب".
    (٢١) نهاية الأرب "2/ 284 وما بعدها".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:18 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【 القحطانية والعدنانية 】

    تحـــدثت في الجـــزء الأول من هـــذا الكتاب عــن القحطانية والعدنانية بما فيه الكفايـــة , وأعـــود هنا فأقـــول :

    إن ما ذكرته عن أهل المدر وأهل الوبـر أي: عن الحضر والبدو أو الأعراب وهم أهــل البادية، لا يعني أن الحضــر هــم القحطانيون.
    وأن الأعراب هم العدنانيون, كما ذهب إلى ذلك بعض المستشرقين باعتبار أن غالبية مــن نسميهم القحطانيين هـــم حضر، أو أقرب من غيـرهم إلى الحضر وأن غالبية العدنانية أعـــرابية متبدية

    والصـــواب عنـــدي :
    أن في القحطانيين عربًا وأعـرابًا، وفي العدنانيين حضرًا وباديـــة، وإن غلبت البداوة على العدنانيين؛ لأن من وجـــد الماء الدائم تنخ عليه وتحضر قحطانيًّا كان النازل أو عدنانيًّا، فالحضارة تنبت حيث يكـــون الماء، والمــاء لا يعـــرف النسب والقبائل, من وجــده وظفر بــه وأقـــام عليــه تحضــر واستقر فصـــار حضريًّا.

    ولهذا نجد أن في حضر جزيرة العــرب أقـــوامًا يحشرهــم أهـــل الأنساب في قحطان, ونجــد في حضرهــا أقـــوامًا يرجعون نسبهم إلى عـــدنان.

    ونحــن إذا مــا رسمنا خارطـــة لكيفية تـــوزع الحضـــر والأعـــراب, أو كيفية انتشار القبائل، فـــإننا نجــد أن منــازل القبائل متـداخلة مشتبكة، ليست بينها حـدود ولا أسوار حاجزة تحجز القبائل القحطانية عــن القبائـــل العدنانية, إلا في العـــربية الجنوبية حيـــث يرجـــع النسابون نسب أكثـــر قبائلها إلى أصل قحطاني.

    أمــا في الأماكـــن الأخرى، فإن القبائل القحطانية وكـــذلك القبائل العـــدنانية منتشرة انتشارًا لا يـــدل على وجـــود تكتل وتحـــزب, بـــل نجــد القحطانية تجـــاور العـــدنانية وتخـالطها ونجـــد القحطانية في جـــوار القحطانية والعدنانية في جـــوار العـــدنانية، مما يـــدل على أن هذا التوزيع لم يقم ولم يستند على عنصــرية وحـــزبية وعلى هجـــرات منتظمة، وإنما قام على حق القوة وتحكم القوي في الضعيف، مهما كـــان عنصر القوي وأصله, وأن التكتل قـــد حدث بدوافـــع سياسية عسكرية لعبت دورًا خطيـــرًا في تكون النسب.

    وظاهـــرة أخـــرى نـــراها عنــد القبائل تتجلى في أن القبائـــل وإن تنقلـــت وارتحلت مــن مكـــان إلى مكان، سعيًا وراء الماء والكـــلأ، كمـــا يذكـــر أهـــل الأخبـــار، إلا أن ذلك لا يعني أن هـــذه الحـــركة هي حـــركة دائمية مستمــرة وأن القبائـــل كانت تنتقل دومًـــا مـــن مكــان إلى مكــان، بحيث صار الترحل لها سنة دائمـــة لازمـــة.
    فلو ثبتنا منازل القبائل على "خريطة" صـــورة جـــزيرة العـــرب، استنادًا إلى روايات أهـــل الأخبار عنها، وجــدنا أن منازل القبائل لـــم تتبدل إلا للضرورات ولأسباب قاهرة تكره القبيلة على تــرك ديـــارها والارتحـــال عنها إلى منـــازل جديدة، كأن تغزوها قبائل كثيرة العدد أقـــوى منهــا أو ينحبس عنهــا المطــر سنين، تهلك الضــرع، أو تحاربها قـــوة نظامية أقـــوى منها، كـــالذي وقـــع لـ" إيـــاد"، حيث أزاحها "بنو عبد القيس" عــن مواطنها في البحـــرين، ثم شتت الفـــرس شملها في العـــراق فعنـــدئذ تضطر القبيلة وهي مكـــرهة مجبــورة على ترك ديارها للبحث عن ديار أخرى جديـــدة.
    وتكـــاد تكـــون أكثـــر أسباب هجـرات القبائـــل وارتحالها مـــن أمـــاكنها إلى أماكن أخـــرى هي الأسباب المذكورة.

    وطراز حياة القبائل في جــزيرة العرب باستثناء العـــربية الجنوبية، متشابـــه بحيث يصعب أن نجــد فروقًا واضحة ظاهـــرة بيــن القبائـــل التي ينسبها النسابون المسلمون إلى قحطــان أو إلى عدنان، فهي متشابهة وعلى وتيرة واحـــدة.

    وأمــا اللغـــة، فـــإننا لا نجـــد فيما بين القبائـــل العـــدنانية والقحطانيـــة أي خلاف يذكر على ما يظهر من روايات علماء اللغة، بل نجد أن لهجات القبائل القحطانية الشماليـــة هي لهجـــات عـــدنانية، مخالفة للهجات أهل اليمــن المعروفة التي كــانت سائدة في اليمن إلى ظهور الإســـلام.

    فلهجات أهـــل اليمـــن مـــن الحميرية وغيـــرها، بعيـــدة عن لهجات القبائــل القحطانية والعــدنانية بعـــدًا متساويًا حتى بالنسبة إلى القبائل اليمانية التي غـــادرت اليمن في عهـــد متأخــر، كما سأبحث عن ذلك فيما بعد، وفي القسم الخاص بلغات أهل الجاهلية.
    ولهذه الظاهـــرة أهمية كبيــرة بالنسبة إلى دراسة اللغــة والنسب عند العــرب الجاهليين.

    وعندي أن ما يذهب إليه المستشرقون من تقسيم العـــرب إلى عرب جنوبيين وعـــرب شماليين، هــو تقسيم لا يمكن اعتباره تقسيمًا علميًّا؛ فــإن ما نشاهده من فـــروق في الملامح والمظاهر بين أهل العــربية الجنوبية مــن أهل اليمن وحضرموت ومسقط وعمــان, وبيـــن أهل الحجاز ونجد والعــرب الشماليين الآخرين، وإن كـــان واضحًا ظاهرًا ولا مجال إلى نكرانه, إلا أن هذه الفروق لا يمكـــن اعتبارها مع ذلك حـــدًّا فاصلًا يقسم العـــرب إلى مجموعتين : مجموعة شماليــة ومجموعة جنــوبية لسبب بسيـط جـــدا سبق أن بينته في الجزء الأول من هذا الكتاب، وتحدثت عنه في مواضع أخرى منه، وهو أن كل مجموعة من المجموعتين لا تكون في نفسها وحــدة متناسقة متجانسة، بــل تتألــف مــن مجموعات يختلف بعضها عـــن بعض في السحن وفي الملامـــح بسبب عـــوامل الاتصـــال بالعالـــم الخارجي، وبسبب اختــلاف الظــروف الطبيعية التي يعيش فيهــا أفـــراد كل مجموعـــة.
    فأهل جبال اليمن والجبال المتصلة بها الممتدة إلى عمـــان، يختلفون اختلافًًا بينًا عـــن أهـــل السواحـــل والأرضين المنخفضة، ليس في الملامح والسحن فحسب، بـــل وفي العمل وفي النشاط وفي المـــدارك أيضًا.

    وأهـــل السراة في العـــربية الغـــربية يختلفون عن أهل تهامــة وبقية ساحل البحر الأحمر، وأهل نجـد يختلفون عن أهـــل ساحل الخليج. يختلفون عنهــم في السحن والملامـــح كمـــا يختلفون عنهم في المـــدارك وفي حــدة الذهن. وهـــذا الاختلاف هو شيء واقعي بين العيون، يراه كل إنسان حين يزور بلاد العـــرب، وهو في حـد ذاته شاهد على فساد نظــرية المستشرقين في تقسيم العـــرب إلى مجموعتين.

    وبعــد، فهــذه الطبيعة طبيعة جـــزيرة العـــرب؛ من جـــو وأرض، من انحباس مطر ومن ارتفاع في درجات الحرارة, ومـن يبــوسة في الهـــواء، وقلـــة في الرطـــوبة, ومـــن اختــلاف في ضغط الجــو اختلافًًا يخل بتوازنه فيثير فيه أعاصير وعواصف، تعتدي على حــرمة التــربة الهادئة الراقدة، فترتفــع رمالها إلى ارتفاعات متباينة، وتلفـح الأوجــه والأجسام بــــ"سموم" وبما شاكله مــن أهـــوية مـــزعجة تثيـر الغضب وتلهب العصب، وتجعـــل الجـــو داكنًـــا أظلم مغبـــرا.
    أضف إلى ذلك ما نـــراه من نور ساطع وأشعة لامعة تحمل أمواجًا غير مـرئية تؤثر في خلايا البشرة وفي النفس، ثم هـــذه الرطوبة المفرطة المتحكمة في التهائـــم، وهـــذه النـــدرة في الأنهـــار والإسراف في ظهــور البـــوادي والصحاري، وتحكـــم الطبيعة تحكمًـــا جائرًا في توزيع النبات والحيوان على أهـــل جزيرة العـــرب, كل هذه الأمور وأمثالها أثرت أثرًا كبيرًا في نفس أهل جــزيرة العـــرب، وفي شكل أجسامهم وفي حـــالة معيشتهم, فجعلتهم يختلفون عن غيرهم بأمور، ويتباينون فيما بينهـــم بأمـــور، وذلك لاختـــلاف طبيعة أجزاء الجزيرة نفسها.
    ونحــن لـــن نستطيع فهم العــرب فهمًا صحيحًا دقيقًًــا إلا إذا درسنـــا هـــذه الأمور المذكورة وأمثالها دراسة علمية دقيقة؛ وعنـــدئذ فقط نستطيع فهـــم سبب تفشي البداوة بين العرب وسبب تطبع العـــرب بطباع خاصة, واتسامهم بسمات وعـــلامات خاصــة وبملامـــح ومظاهر جسمية متباينة، وأمثال ذلك ممــا تعـــرضت لـــه في بحث الجنس والسامية، وفي بحـــث طبيعة العقلية العـــربية، وما قيل في حقها من أقوال وما ورد في العـــرب من مـــدح أو ذم, ومــن وصف صـــادق أو كـــاذب.

    ...
    ربيعـــة ومضـــر ويمـــن وقضاعة (١).

    وذلك على رأي من جعل قضاعـــة ركنًا قائمًا بــذاته, ولا يمكن أن يخرج نسب عـــربي أصيـــل عـــن أصــل من هــذه الأصـــول.

    وورد أن العـــرب في النسب على أربـع طبقـــات :
    خندفي, وقيسي، ونزاري، ويمني (٢),

    ويمـــن هي قحطـــان.

    وكـان العـــرب يتعززون بانتسابهم إلى اليمــن، فكـــان مـــن ينقلب على نسبه يتخـــذ لنفسه نسبًا يمانيًّا.

    "وأكثـــر العـــزوة لمن ينقلب عن نفسه إلى اليمن، لأجـــل أن الملوك كانت في اليمـــن مثـــل :
    آل النعمان بن المنذر من لخـــم، وآل سليح من قضاعـــة، وآل محـــرق، وآل العـــرنج، وهـــو حِمْيَر الأكبـــر ابن سبأ كالتبابعة والأذواء, وغيرهـــم.

    والعـــرب يطلبون العـــز ولــو كـان في شامخات الشواهــق، وبطـــون الأمالق البـــوالق، فينتسبون إلى الأعز لحماية الحمية وإبـــاءة الـــدنية ... "(٣).

    ورجع بعض النسابين المعروفين نسب العـــرب إلى ثـــلاث جـــراثيم :

    نـــزار، واليمـــن, وقضاعـــة (٤).

    ويمثل رأيهم هذا رأي القائلين بالأركان الأربعة للقبائل بالضبط؛ لأن نـــزارًا هو في عرفهم والد ربيعــة ومضر، وكل ما فعلـــوه هنا هـــو أنهـــم حـذفوا اسمي الـــولدين وأحلـــوا اسم والـــدهما في محلهما.
    ورجـــع "المأمـــون" الخليفة العباسي أصـــول العـــرب إلى :

    > قيـــــس
    >ويمـــــن
    >وربيعـــــة
    >ومضـــــر.

    فلما تعرض عــــربي بالمأمون وهو في زيارته لبلاد الشام، ولامـــــه في تقديم أهل خـــــراسان على العرب، بقولــــه :

    "يا أمير المؤمنين, انظر لعــــرب الشام كما نظرت لعجم خـــــراسان"، أجابـــه الخليفة :
    "أكثـــرت عليَّ يا أخا أهل الشام، والله ما أنــــزلت قيسًا عن ظهور الخيــل إلا وأنا أرى أنـــه لـــم يبــق في بيت مالي درهـــــم واحـــــد.

    وأمــــا اليمـــن فــــوالله ما أحببتها ولا أحبتني قـــــط.

    وأما "ربيعـــة" فساخطة على ربها منذ بعث الله نبيه من "مضــــر" ولم يخرج اثنان إلا خـــــرج أحدهما شاربا, اغرب عني فعل الله بـــــك......"(٥).

    فأركان العرب في رأي المأمون أربعة :

    《قيس》 و 《يمـــن》 و 《ربيعـــة》 و 《مضــــر》 . وهي كتــــل
    كــانت على عـــادة العـــــرب متنافسة متحاسدة متباغضة، تــــرى كل واحدة منها نفسها وكأنها أمـة دون سائر الأمم

    و"يمـــن" كناية عن العــرب الجنوبيين مــــن :
    "همدان" و "حمير" و "كنــدة" وأمثالها

    وأمـــا "قيس" و"ربيعة" و"مضـــر" فكناية عن "تكتلات" وتجمعات العـرب مـــن غيـــــر اليمـــــن.

    وذهب "ابن حزم" إلى أن جميع العرب من أب واحد، سوى ثلاث قبائل هي :

    "تنـــوخ" و "العُتـــق" و "غسان"

    فإن كــــل قبيلة منها مجتمعة من عدة بطــــون؛ وذلك أن تتــــوخًا اسم لعشر قبـــــائل اجتمعوا وأقامـــوا بالبحرين فسموا تنوخًا.

    والعتـــــق : جمـــعٌ اجتمعوا على النبي فظهر بهـــــم فأعتقهم فسموا بـــذلك

    و"غسان" عـــدة بطون نــزلوا على ماء يسمى غسان فسموا بـــــه (٦).

    ولما جــاء "خالد بن الوليد" إلى العراق كان جيشه من :
    "ربيعـــة" و"مضـــر" (٧)..

    ومن قبائل يمانية، ومعنى هذا وجــود ثـــلاثة أركان قبائل محـــاربة.

    ولما قـــال "خالد بن الوليد" لـ"عدي بن عدي بن زيد العبادي : "ويحكـــم ! ما أنتم! أعرب, فما تنقمون من العرب؟ أم عجـــم, فمـــا تنقمون مـــن الإنصـــاف والعـــدل؟ قـــال عـــدي : بـــل عـــرب عاربـــة وأخرى متعـــربة، فقـــال :
    لـــو كنتـــم كما تقـــولون لـــم تحادونا وتكـــرهوا أمرنا, فقال لـــه عـــدي : ليــدلك على ما نقوله أنه ليس لنا لسان إلا بالعـــربية، فقال : صـــدقت" (٨).

    ولا تعني جملة "بل عرب عاربة وأخرى متعربة" معنى :
    أن العــرب عربان، عــرب عاربة وعرب متعربة، على النحـو المفهوم منها عنــد أهـــل الأخبـــار.
    بـــل هي تعبـــر عـــن واقــع أصل أهل الحيـــرة, فقد كـــان أهلها بيـن عـــرب صــرحاء وبين عرب متعربة أي جماعة لم تكن عربيــة في الأصل, وإنما كانت من أصـــل عراقي وفارسي أقامت في الحيرة، وتأثرت بأهلها العـرب فتكلمت العـــربية حتى صارت العـــربية لسانها فهي من العـــرب المتعربـــة.

    وقـــد كان كـل عـــرب العراق على هذا النحو في ذلك الـــوقت، فهم بين عرب خلص وبين عـــرب متعـــربة، لــم تكن أصولها من منبت عـــربي، وإنما دخلت في العرب فتطبعت بطباعهم وأخــذت لسانهــم حتى نسيت ألسنتها القديمــة وصـــارت مـــن العـــرب......

    وقد ذكر بعض المؤرخين أن العرب من "نــزار" ملكتهم الفرس, وأن العرب من "غسان" ملكتهـــم الـــروم (٩) , فجعـل "نــزارًا" في مقابل غسان، ولم يكن كل عـــرب الـعراق من "نـــزار", يدلك على ذلك أن ملـــوك الحيرة على رأي أهـــل الأخبار من قحطان. والـذي يلاحظ من كيفية توزيع القبائل على حسب رواية أهـــل الأخبار أن معظم قبائل العـــراق هي من قبائل "نــزار" أو من "ربيعة" و "مضـــر" بتعبير آخــر. أما معظم قبائل بــلاد الشام فهي مـن "يمـــن", أي على عكس الحال في العـــراق, فهل يمثـــل هــذا التقسيم تـوزيعًا تأريخيًّا صحيحًا بمعنى أن أكثر قبائل العراق، قد وردت العـــراق من العـربية الشرقية والعربية الوسطى، أي : مــن سواحـــل الخليــج ونجد، وأن عرب بلاد الشام إنما جاءوا إلى هناك من اليمن، عن طريق الحجاز ونجـــد؟ أم أنـــه تقسيم سياسي اصطـــلاحي، نشأ قبـــل الإسلام بعهــد طـــويل من المنافسة التي كـــانت بين العـــراق وبـــلاد الشام، المنـافسة التي ظلت باقية في الإسلام, فقد كــان بين العراق وبين بلاد الشام عـداء وتباغض لعوامـــل لا مجال للبحث فيها في هذا المكـــان؟.

    وقــد استولت حكـــومات العـــراق من حـــكومات وطنية وأجنبية على بـــلاد الشام مـــرارا، مما ولـــد مـرارة وأوجد حقـــدًا بين أهــل العـــراق وأهل الشام فانتقل ذلك إلى عـــرب القطرين أيضًا. فحارب عـــرب العراق عرب بلاد الشام حتى وصـــل هـــذا العـــداء إلى دعوى وجـــود فـــرق بين أصل عــرب العراق وأصل عـــرب بلاد الشام, فصارت أكثر قبائـــل العـراق في عرف أهل الأنساب مـــن "ربيعـــة" و "مضــر" و "نــزار"
    وصار معظم بلاد الشام في عرفهم من اليمــن، قياسًا على ما كان عليه العـرب عنـــد ظهـــور الإسلام مـــن "أنصـــار" و "مهاجرين" أو من يمـــن وعدنان، أو قحطان وعـــدنان ومـــا شابه ذلك من أسماء.
    أما رأيي، فإن لأهــل الأخبار يدًا طولى في هــذا التقسيم الذي ظهر وأينع في الإسلام، وإن الجاهلية لـــم تكــن تخلو مـــن تجمعات وتكتلات قبليــة، ولكنها كـــانت تختلــف عـــن التجمعات التي أثارتها النعـــرة القبلية الجـــديدة التي بـــرزت في الإسلام، والتي أثــرت على ظهورها عـــوامل عـديدة إلى أن ثبتت ودونـــت في كتـــب أهـــل الأنساب والأخبـــار.....
    وجعـــل بعض أهـل الأخبـــار العـــرب "يمنًا" و"نزارًا" وذكر أن اليمن أصحاب بحـــر و "بني نـــزار" أصحاب بــر (١٠).
    وقصـــدوا باليمـــن أصحـــاب الساحل الـــذين عـــركوا البحر وخبـروه، عكس "نـزار"، عرب البر، وهم قوم لا علم لهم بالبحر، إنهم لم يتعودوا على ركوبه؛ إذ سكنوا البــر ولم يعركوا البحر، فخافوا منـــه وتجنبوه....

    والآراء المتقدمة في تقسيم العرب إلى أركــان وكتل، هي آراء عـــربية محضة أخذت من واقع الحال, ولم تستمد من التقسيم المألـــوف للعـــرب إلى "قحطانيين" و "عدنانيين" ، التقسيم المأخـــوذ مـن التـــوراة على نحـــو ما شرحت ذلك في الجــزء الأول من هذا الكتـــاب؛ وذلك لأن الحيــاة في بـــلاد العـــرب هي حياة تكتل وتحزب, فكان لا بد للقبائل من عقد أحلاف فيما بينها للمحافظــة على نفسها مــن افتـــراس القبائــل الكبيـــرة لها، ومـــن استذلالها وأخـــذ مـــا تملكـــه.

    وبهـــذه الأحـــلاف حـــافظت القبائــل الضعيفة على حياتها، وحدَّت من طمع القبائـــل الضخمة في القبائــل الهزيلـة وصار في الإمكان السيطرة على الأمن والتقليل من حمى غــزو القبائل بعضها بعضًـــا...
    وحاجـــة الأعـــراب إلى الأحـلاف أكثر وأشد مــن حاجـــة الحضر إليها، وذلك بسبب أن الغزو في البادية ضرورة من ضرورات الحياة لفقـــر البادية وشحها لانبساط أرضها وعــدم وجــود حواجز طبيعية تعـــوق الغـــزو وتحمي المغزو منه. فاضطرت القبائل إلى خلق حماية طبيعية لها هي الأحـــلاف, والأحـلاف هي لغاية حمايـــة المـــال والنفس في الغالـــب، ولكبــح جماح المعتدين إذن.

    أمـــا الأحـــلاف الهجومية التي تعقـــد لتحقيق أغـــراض هجومية مثل غـــزو حلف حلفًا آخــر أو قبيلة ضخمة قبيلة ضخمة أخــرى، فإنها لا تعمر طويلًا كما تعمـــر الأحـــلاف الدفاعية؛ لأن أسباب انعقادها تـــزول بتنفيذ ما اتفـــق عليه وقـــد يتحطـــم الحلـــف بسبب ظهور اختلافات مصالح لم تكــن في حسبان المتحالفين يـــوم عقـــدوا حلفهـــم فيتصدع بنيان الحلف ويتهدم ويـزول الحلف ليظهر محله حلف آخـــر جديد.
    أما الحضر، فإن لهم مـن حماية أرضهم لهـم, ومن طبيعة الحياة التي يحيونها مـــا يخفف مـــن حــاجتهم إلى الحلف القبلي، ويجعـــل أحــلافهم أحلافًًا من طـــراز آخـــر.
    فقـــد منحت الطبيعة الحضــر حجـــرًا صلدًا بنوا بــه أبراجًا وحصونًا ومعاقل حمـــوا بهــا مستوطناتهم، مـــن طمــع الطامعين فيهم، ولا سيما من الأعـراب الذين لا يسهل عليهم اقتحام الحصون ولا تهديمها لعـــدم وجـود أسلحة تؤثر فيها، ومنحتهم تـــربة صار مـن الممكن عمـل الآجـــر واللبن منها لبناء المحافد والآطام ومـــا شاكـــل ذلك مـن وسائل الــدفاع، كما أمدتهم بمواد بناء مكنتهم مــن إنشاء الحيطان والأسوار حـــولها وهي مانـــع يصد الأعـراب عن الحضر. وهـــم بالإضافـــة إلى ذلك أقـــدر على الـــدفاع عن أنفسهم وعلى اللجوء إلى الحيل للتخلص مــن الأعـــراب؛ بسبب تحضرهــم وتقــدمهم في التفكير على عقلية الفطرة التي جبل البـــدو عليها.

    وغاية ما فعله الحضر من الأحلاف هو تحالفهم مع من أحاط بهم من الأعراب لضمان عـــدم تحرشهم بهـــم أو لمنـــع الأعـــراب الآخــرين مــن التحرش بهم وعقد حبال مع القبائل لمرور تجارهــم من أرضها بأمن وسلام مقابل هدايا أو أربـــاح أو أمـــوال تعيـــن، تدفـــع إلى ساداتها تأليفًا لقلوبهــم وضمانًا منهـــم لهـــم بعـــدم تحـــرش أحـــد بهـــم.

    ولما تقدم انحصرت الأحـــلاف الكبرى أو التكتلات القبلية الضخمة بالأرضين المكشوفة التي غلـــب عليها الطابـــع الصحراوي، وبين القبائـــل التي غلبت البـــداوة عليها.
    والأحلاف الكبرى، هي في نظري كناية عن النسب الأكبـــر عند العرب؛ فربيعة ومضر وإيــاد وأنمار وقضاعة، هي في الواقع تكتلات قبلية تكونت مـن قبائل غلبت البـداوة على طبعها، وقد ظهرت خارج العـــربية الجنوبية، أي : خـــارج الأرضين التي غلب علي سكانها طابــع الارتباط بالأرض والقـــرار.

    أمـــا القبائــل القحطانية، التي هي في التـوراة كناية عن قبائل عربية جنوبية مستقـرة، فكتـــل أخــذت أسماءها من الأرضين التي كـــانت تحكمها أو مـــن اسم القبيلة التي سميت باسمها, وبين أسماء القبائــل وأسماء الأرضين صلــة متينة، بحيث يصعب الحكـــم فيما إذا كانت الأرض قد أخذت اسمها من اسم القبيلة, أو أن القبيلة أخذت اسمها من اســـم الأرض.....

    وقد لعبت فكـــرة "قحطان" و"عدنان" دورًا مهمًّـــا في حصـــر الأنساب عنـــد العـــرب في الإسلام.
    يذكـر الجاحظ أن رجلًا اسمه "شويس الساسي التميمي العــدوي" المعـــروف بـ"أبي فـــرعون"، كان قـد قدم البصرة فذهب إلى رجـــل منها اسمه "كهمس" يلتمس العون منـــه، فأعطاه رغيفًا من الخبز الحواري، ثم ذهب إلى رجل آخر اسمه "عمـر بن مهران"، فلــم يعطه مـا كـــان يـــريد، فضـــاق ذرعًـــا من هــذا الرغيف، وذهب إلى حلقة "بني عــدي" فوقف عليهم وهم مجتمعون، وأخــرج الـرغيف مــن جـــرابه وألقاه في وسط المجلس, وقـــال : يـــا بني عـــدي , استفحلوا هذا الرغيف؛ فإنـه أنبل نتاج على وجـه الأرض ! ثم قال شعرًا سخر فيـــه من أهـــل البصرة, ومن تشدقهم في الانتساب إلى قحطــان أو عـــدنان وفحش بهمــا ومــن انتساب الناس إليهمــا ، بينمـا الناس هنـــالك مــا بيـن "نبـــط" أو "خـــوزان" . (١١)

    ومن أهم القبائل القحطانية التي كــان لها شأن يـذكر عند ظهور الإسلام وفي الإسلام, حميـر وكهلان, ومن مجموعة حميــر قضاعة، في رأي مــن جعـــل قضاعـة من اليمن, ومن قضاعـــة كلب وأسد ومــن أسد تنـــوخ.

    وأمـــا مجموعة "كهلان" فتتألف مـــن "الأزد" و "همــدان" و"مذحج وطيء" ومـــن الأزد : "غسان" و "الأوس" و "الخـــزرج".

    و"ربيعـة" من القبائل العـــربية الكبيرة العــدد، وقـد سبق أن تحدثت عنها في مواضــع من الأجـــزاء السابقة من هذا الكتاب.
    وقد عرفت "ربيعة" بــــ"ربيعة الفرس" ويعلل أهـــل الأخبـــار اشتهارها بـذلك بقولهم :
    "وربيعة الفرس , هو ابن نـــزار بن معد بن عـــدنان "، أبـــو قبيلة.
    وإنما قيل لـه ربيعة الفرس؛ لأنه أعطي من ميراث أبيه الخيل، وأعطي أخـــوه "مضــر" الذهب, فسمي مضر الحمراء. وأعطي أنمار أخـــوهما : الغنـم، فسمي أنمـــار الشاة (١٢).
    وذكـــروا أيضا :
    أن نـــزارًا لما حضرته الوفاة، آثر إيـادًا بـــولاية الكعبـة، وأعطى مضـــر ناقـــة حمــراء، فسمي مضر الحمراء، وأعطى ربيعـــة فــرسه، فسموا ربيعة الفـــرس وأعطى أنمارًا جـــارية لـــه تسمى : "بجيلة" فحضنت بنيــه، فسمي بجيلة أنمـــار"(١٣).

    وذكــر أيضًا أن نزارًا لما حضرته الوفاة قسم مـــاله بين بنيه، "وهـــم أربعـــة :
    مضــر وربيعــة وإيــاد وأنمــار

    وقـــال : يا بني، هـــذه القبة, وهي من أدم, حمـــراء ومــا أشبهها مـــن المال لمضــر، وهذا الخباء الأسود وما أشبهه مــن المال لــربيعة، وهذه الخادمة وما أشبهها مــن المال لإياد, وهـــذه البدرة والمجلس لأنمــار يجلس فيـــه".
    ولمـــا مــات تــوجهوا إلى "الأفعى بـن الأفعى الجرهمي" وكان ملك نجـــران وصادفـــوا في طريقهم أعـــرابيا ضل بعيــره، فوصفوه لـــه، فقـــال لهــم : دلـــوني عليـــه.
    ولما حلفـــوا لـــه أنهم لــم يــروه وإنما وصفوه مــن أثـــره، لـــم يصدقهم بــل أخـــذهم إلى "الأفعى" ليحلفوا أمامــه أنهم لم يروه، فلما بلغوه قصوا قصتهم مع الأعرابي، وذكروا أنهم إنما وصفوه مــن أثـــره على الأرض، فحكـــم لهـــم "الأفعى" بأنهـــم صادقــون، وأنهم لــم يشاهدوه، ثـــم احتفـل بهـــم بعـــد أن عـــرفهم وجـــرب ذكاءهـم، وحكم بأن لمضــر القبة الحمــراء والدنانير والإبل وهي حمر فسميت: مضر الحمراء، وأن لــربيعة الخباء الأسود من دابـــة ومال فصارت له الخيل، وهي دهـم، فسميت ربيعـــة الفـــرس. ثـــم قـال : وما أشبه الخـــادم، وكـــانت شمطاء، فهو لإيـــاد فصارت لـــه الماشية البلق مــن الخيل وغيـــرها، وقضى لأنمـــار بالدراهـــم والأرض (١٤).
    و"مضـــر" مـــن القبائل الكبيرة، وقـــد عـــرفت بـ"مضر الحمراء" كما ذكـــرت. وفســر علمـــاء اللغـــة والنسب اشتهار "مضــر" على نحو ما ذكـرت قبل قليل وفسره بعضهم بقوله : ومضـر الحمراء لأنـــه أعطي الذهب من ميـــراث أبيه, وأخـــوه ربيعـــة أعطي الخيــل، فلقب بالفـــرس, أو لأن شعارهم في الحــرب الـــرايات الحمـــر (١٥).
    وقـال بعض علماء اللغـــة : وإنما سمي مضـــر بمضـــر : "لولعـــه بشرب اللبــن الماضـــر أو لبياض لونـــه"، و"العـــرب تسمي الأبيض أحمر؛ فلذلك قيل مضـر الحمراء"(١٦).

    وذكـــر بعض أهـــل الأخبـار أن مضـــر مضـــران :
    مضـــر الحمـــراء لسكناهــا قباب الأدم ومضــر السوداء لسكناها المظال (١٧).

    ويظهر من هذه التفسيرات، أن "مضر" كانت قد نعتت بـ"الحمراء" قبل ظهور الإسلام.
    وأن "ربيعة" كانت قد عــرفت بـ"ربيعة الفـــرس"، ولعل هذا بسبب أن "مضر" كـــانت إذ ذاك قبائل ذات إبــل وتجارة ومـــال، ومنها "قـــريش" التي عـرفت بتجارتها وبما جمعته مـــن مال، فقالوا "مضـــر الحمـــراء".
    وأمــا "ربيعــة"، فكــانت قبائل متبدية غازية محاربة، لها خيــل وفرسان؛ لهذا عـــرفت بــــ"ربيعـــة الفـــرس".

    وقـــد أشار الشاعـر "لبيـــد" إلى ربيعة ومضـــر في شعره, حين تعـــرض لذكر المـــوت، فقـــال :
    تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهــل أنـــا إلا مــن ربيعـــة أو مضـــر (١٨)...

    ==========

    (١) بلوغ الأرب "3/ 203".
    (٢) نهاية الأرب "3/ 278".
    (٣) نهاية الأرب "2/ 283".
    (٤) الإنباه "63".
    (٥) الإسلام والمشكلة العنصرية، لعبد الحميد العبادي "ص90 وما بعدها".
    (٦) بلوغ الأرب "3/ 191".
    (٧) الطبري "3/ 347"، "مسير خالد إلى العراق وصلح الحيرة".
    (٨) الطبري "3/ 361".
    (٩) المعاني الكبير "2/ 941 وما بعدها".
    (١٠) المعاني الكبير "2/ 640".
    (١١) كتاب البغال، من رسائل الجاحظ "2/ 314 وما بعدها".
    (١٢) تاج العروس "5/ 343"، "ربع".
    (١٣) نهاية الأرب "16/ 10".
    (١٤) الدميري، حياة الحيوان "1/ 31" "الأفعى".
    (١٥) تاج العروس "3/ 158"، "حمر".
    (١٦) تاج العروس "3/ 44"، "مضر".
    (١٧) نهاية الأرب "916".
    (١٨) ديوان لبيد "1/ 28"، "2/ 1".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:19 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【 المجتمع العربي 】

    【 العـــرب أفخـــر الأمـــم 】

    يرى الجاحظ أن العـــرب أفخـــر الأمم وأرفعها وأحفظها لأيامها، وينسب ذلك إلى طبيعة بـــلادهم، إذ "كانـــوا سكان فيافٍ وتربية العـراء, لا يعرفون العمق ولا اللثــق، ولا البخـــار ولا الغلـــظ ولا العفن ولا التخم، أذهان حداد، ونفوس منكـــرة، فحين حملوا حدهـم ووجهوا قـولهم لقـــول الشعر وبلاغـــة المنطق وتشقيق اللغـــة وتصاريف الكلام، بعـد قيافة الأثـــر وحفظ النسب، والاهتداء بالنجوم، والاستدلال بالآفاق، وتعــرف الأنــواء، والبصـر بالخيل وآلة الحــرب والحفظ لكـــل مسموع والاعتبار بكــل محسوس، وإحكـــام شأن المثالـــب والمناقـــب، بلغـــوا في ذلك الغايـــة وحـــازوا كـــل أمنيـــة.
    وببعض هـــذه العلل صـــارت نفوسهم أكبـــر، وهممهم أرفـــع من جميع الأمم وأفخر، ولأيامهم أحفظ وأذكـــر" (١).

    وهـــم لطبيعة الأرض التي وُلـــدوا بها صاروا على هـــذه الحـال, ولم يصيروا كاليونان في الحكمة وفي العلــوم، ولا كالصين في السبك والصياغة والإفراغ والإذابة والأصباغ العجيبة، وأصحاب الخـــرط والنحـت والتصاويـر، ولا كالهنود أو الفـــرس (٢).

    وقـــد وصـــف الأعـــرابي بالتفاخـــر وبالتباهي، فهـــو فخـور معجب بنفسه مترفـع عن غيــره حتى لكأنه النمر، مع أنــه من أفقـــر الناس؛ ولهذا صاروا إذا أرادوا وصف شخص متغطرس متجبر مـــع أنه لا يملك شيئًا يفوّق بـــه نفسه على غيـــره, قالـــوا عنـــه :
    "نبطي في حبــوته, أعرابي في نمرته، أسد في تامــورته" (٣).

    وفلـــانة بيضـــاء، فمعنــاه الكـــرم في الأخـــلاق لا لـــون الخلقة.
    وإذا قالـــوا : فلان أحمر وفلانة حمراء عنـــوا بياض اللـــون, والعـــرب تسمي المـــوالي : الحمـــراء (٤).

    جـــاء في الحـــديث :
    "بعثت إلى الأحمـر والأسود"، أي : إلى العجـــم والعـــرب كافـــة (٥).

    وورد أن العـــرب تقـــول :
    جــاء بغنمه حمــر الكلى وجاء بها سود البطون، معناهما المهازيل، وهــو مجاز (٦).

    ويذكرون أن معنى حمر الكلى الامتلاء والسمن، والسواد بمعنى الهــزال والرشاقة.
    ولما كـــان الأعاجـــم ممتلئي الجسم بالنظر إلى العرب، قالوا لهم "الحمراء".

    وقد كان العــرب يطلقون على الموالي "الحمراء"، واذا سبُّوا أحدهم قالـــوا : "يابن حمراء العجان, أي :
    يابن الأمــة، كلمـــة في السب والـــذم" (٧).

    ولعلهم فعلوا ذلك بسبب امتلاء أجسام المـــوالي ولا سيما العجـان، الـــذين لا يتحركــون ولا يتنقلون مــن أماكنهـــم ويأكلون الخبز فامتلأت لـذلك بطونهم وتكـــرشوا.
    ولم يشرح علماء العربية الأسباب التي حملــت العـــرب على تلقيب العجـــم بـ"رقاب المـــزاود" "رقاب المزود"(٨).

    وقـد ذكــر بعض العلماء، أن العرب إنما لقبت العجـــم بـ"رقاب المزاود"؛ لطول رقابهـــم أو لضخامتها كأنها ملأى (٩).

    ويكنى العـرب بـ"السبط" عن العجمي, وبـ"الجعد" عن العربي (١٠) ؛ وذلك لأن سبوطة الشعر هي الغالبـــة على شعور العجـــم مــن الــروم والفرس وجعودة الشعر هي الغالبة على شعور العـــرب.

    ولكنهم كانوا يفرقون بين جعودة شعر العـــرب وجعودة شعر الـــزنج والنـوبة لأنهــم ينظرون إلى الزنج والسود على أنهم دونهم في المنزلة والمكانة؛ ولهذا قالـــوا :
    إن العـــرب تمدح الرجـــل إذ تقول : رجـــل جعد، أي : كـــريم جـــواد كناية عـــن كـــونه عربيًّا سخيًّا؛ لأن العـــرب موصوفون بالجعودة، وتـــذم الرجـــل أيضًا حيـــن تقـــول : رجـــل جعــد، إذ يقصدون بـــذلك رجـــلًا لئيمًا لا يبض حجره، وقد يراد به رجل قصير متردد الخلق, فهو من الأضداد؛ لذلك فالجعد في صفات الرجال يكـــون مدحًا وذمًّا.

    وإذا قالـوا : رجل جعد السبوطة فمدح إلا أن يكون قططًا مفلفل الشعـــر فهو حينئذ ذم (١١).

    ومـــن المجاز قـــول العـــرب :
    الأعـــداء صهب السبال وسود الأكبــاد وإن لـــم يكـــونوا كـــذلك، أي صهب السبال، فكذلك يقـــال لهـــم.

    ورد في الشعـــر :

    جاءوا يجرون الحديث جــرًّا ... صهب السبال يبتغون الشرَّا
    وإنما يريـــدون أن عداوتهـم كعـــداوة الـروم, والـــروم صهب السبال والشعر وإلا فهـــم عـــرب وألوانهـــم الأدمـــة والسمرة والسواد (١٢).

    ويـــذكر علماء اللغـة أن العـــرب تصف ألوانها بالسواد، وتصف ألـــوان العجــم بالحمرة, وقد افتخر الشعراء بذلك في الجاهلية وفي الإسلام.
    مـــن ذلك قـــول الفضل بن عباس بن عتبة اللهبي :

    وأنا الأخضـــر من يعرفني ... أخضـــر الجلـــدة في بيت العـــرب
    يقـــول : أنا خالص؛ لأن ألوان العـــرب السمرة.

    و من ذلك قـــول مسكين الـــدارمي :

    أنـــا مسكين لمـــن يعرفني ... لـــوني السمرة ألـــوان العـــرب (١٣)

    قـال "الجاحظ":
    "والعـــرب تفخـــر بسواد اللون ... وقد فخـــرت خُضـــر محـــارب بأنها سود والسود عنـــد العـــرب الخضر".

    ثـم ذكـــر أمثلة من أمثلة افتخار بعض القبائل والأشخاص بكونهـــم "خضرًا", حتى قـــال :
    "وخضر غسان بنو جفنة الملوك, قـــال الغساني :

    إن الخضارمة الخضر الـــذين ودوا ... أهـــل البـــريص ثمانى منهم الحكـــم
    وقد ذكـــر حسان أو غيره الخضر من "بني عكيـــم" ، حيـــن قـــال :

    ولست مـــن بني هاشـــم في بيت مكـــرمة ... ولا بني جمـــح الخضـــر الجلاعيد قالوا :
    وكــان ولد عبد المطلب العشرة السادة دُلمًا ضخمًا، نظر إليهم عامر بن الطفيل يطوفون كأنهـــم جمال جـــون، فقال : بهـــؤلاء تمنـــع السدانـــة.

    وكـــان عبد الله بن عباس أدلـم ضخمًا وآل أبي طالـــب أشرف الخلق، وهـــم سود وأدم ودلـــم" (١٤).

    واشتهر بعض سودان العرب بالشجاعة والإقدام، منهم أربعة عرفـــوا بـ"أغربة العرب" وذؤبان العـــرب, منهـــم :
    عنتـــر وخفـــاف بن ندبة السلمي، سار فيه السواد من قبل أمه، وهو من حـرة بني سليم ، أدرك النبي، وكـــان شاعــرًا شجاعًـــا، وقـــل مـــا يجتمـــع الشعــر والشجاعـــة في واحـــد.
    ومنهـــم "السليك بن السلكة" (١٥).
    وهناك قبائــل غلب على لـــونها السواد حتى عبر عنها بـ"دلم", والدلم : الرجـل الشديد الســـواد (١٦).

    جـــاء إليها السواد ؛ لكـــون أصلها مــن إفـــريقيا على مـــا يظهر، وكانت قـــد استقرت بجزيرة العرب وتعربت، حتى عدت من العـــرب, أما الأسر والأفـــراد الـــدلم، فقـــد ظهر السواد على لونهـم بالتـــزاوج مـــن الملونين.

    فقـــد كــان من عادة الأشراف الاتصال بالإمـــاء السود، فإذا ولدن منهم أولادًا نجبًا شجعانًا ألحقهــم آباؤهـــم بهـــم ونسبوهم إليهـــم كالذي كـان من أمـــر "عنتـــرة العبسي" وقد مال قـــوم من قريش إلى التزوج بالإماء السود، وقـد ظهـــرت هـــذه النـــزعة بيـن السادات والأشـــراف....

    وقد ذكـر "الجاحظ" في معرض حجج الســـودان على البيضان ، وعلى لسان الـــزنج قـــولهم للعـــرب :
    "من جهلكم أنكـــم رأيتمونا لكـم أكفاء في الجاهلية في نسائكـــم، فلما جـــاء عدل الإسلام رأيتم ذلك فاسدًا, وما بنا الرغبـــة عنكم، مع أن البادية منا ملأى ممن قـــد تـــزوج ورأس وساد، ومنـــع الـــذمار، وكَنَفَكم من العـــدو" (١٧).

    وفي هـــذا القـــول إشارة إلى التزاوج الـــذي كـــان بين العــرب والزنج, أي : السودان المجلوبين مـــن إفـريقيا، في أيــام الجاهلية، وإلى انصراف العـــرب عنه في الإسلام، ما خـلا البادية؛ وذلك بسبب إقبالهم على التزوج بالفارسيات والروميات وبغيـــرهن على مـــا يظهر بسبب الفتوح وتـوسع أسواق النخاسة في هـــذا الـــوقت, وارتفـــاع مستوى الوضع الاقتصادي للعــرب في الإسلام عنـــه في الجاهلية؛ مما مكنهـــم مـــن التـــزوج بالأجنبيات البيض الجميلات وتفضيلهن على السودانيات.....••

    وظهور نظرة الازدراء إلى السودان في الإســـلام؛ بسبب الأعاجـــم المسلمين الذين كانـــوا يزدرون العبيد وينظرون إليهــم على أنهم دونهـــم في المنـــزلة فانتقلت هذه النظرة منهم إلى العــرب.

    ويظهر مـــن رسالة الجاحظ : "فخـــر السودان على البيضان"، أن نزاعًا كان قـــد دبَّ بيـــن السودان والعـــرب في الإســـلام؛ بسبب نظـــرة الازدراء التي أخـــذ الفاتحون ينظرون بها إليهـــم, فصـــاروا يترفعـــون عنهـــم ولا يخالطونهـــم، وهـــذا ممـــا أغاظهـــم وحملهـــم على نبش الماضي، والإتيان بالأخبار وبالأشعار عن دور الحبش في جزيرة العرب قبل الإسلام، وكيف أنهم كانـــوا قد ملكوا "بلاد العــرب من لدن الحبشة إلى مكـــة" (١٨) وهـــزموا "ذا نـــواس" وقتلوا أقيال حميـــر، فملكوا العـــرب ولــم يملكهم العرب (١٩) , إلى غير ذلك من دعــاوٍ تجدها في قصيدة الشاعـــر الـــزنجي "الحيقطان", التي يفتخر فيها بالحبش على العرب, على نحـــو فخر الشعوبية بأصـــولهم على العـــرب.
    وهي قصيدة شهيرة، قالها يـــوم سمع "جـــرير" يسخر منـــه بشعر قالــه في وصفه, فرد عليه ردًّا شديدًا بقصيدته هـــذه التي نظمها وهو باليمامة (٢٠).

    وقـــد عُـــرفت بعض القبائـــل ببياض بشرتها، واشتهرت نساؤهـــا ببيـــاض البشرة، ورد "في الحـــديث :
    أنه لما خرج من مكة قال له رجل : إن كنت تريد النساء البيض والنوق الأدم, فعليك "ببني مـــدلج" (٢١).

    ويقال للمـــرأة التي يغلب على لـــونها البياض : "الحمراء"، وقد لقب الرسول زوجته "عائشة" بـ"الحميراء"؛ لبياض لونهـــا.

    ============

    (١) مناقب الترك، من رسائل الجاحظ "1/ 70".
    (٢) مناقب الترك, من رسائل الجاحظ "1/ 66 وما بعدها".
    (٣) تاج العروس "3/ 585"، "نمر".
    (٤) اللسان "4/ 210"، "حمر"، تاج العروس "3/ 154"، "حمر".
    (٥) تاج العروس "3/ 154"، "حمر".
    (٦) تاج العروس "3/ 158".
    (٧) تاج العروس "3/ 158".
    (٨) اللسان "ز/ و/ د"، "3/ 198".
    (٩) تاج العروس "2/ 366"، "زاد".
    (١٠) تاج العروس "5/ 149"، "سبط".
    (١١) تاج العروس "2/ 320 وما بعدها", "جعد".
    (١٢) تاج العروس "1/ 342"، "صهب".
    (١٣) تاج العروس "3/ 179 وما بعدها"، "خضر"، رسائل الجاحظ، كتاب فخر السودان على البيضان "1/ 207"، "تحقيق عبد السلام هارون".
    (١٤) فخر السودان، للجاحظ "1/ 207 وما بعدها"، من "رسائل الجاحظ"، تحقيق "عبد السلام هارون".
    (١٥) الثعالبي، ثمار "159 وما بعدها".
    (١٦) تاج العروس "8/ 292", "دلم".
    (١٧) من رسائل الجاحظ "1/ 197".
    (١٨) رسائل الجاحظ "1/ 193 وما بعدها".
    (١٩) المصدر نفسه.
    (٢٠) رسائل الجاحظ "1/ 180، 182 وما بعدها".
    (٢١) تاج العروس "8/ 181 وما بعدها"، "أدم".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 3 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:19 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    【 المجتمع العربي 】

    الجزء الخامس :

    【ملامح العرب】

    والعرب وإن كانـوا من الجنس السامي إلا أنهم يختلفون عن بقية "أبناء سام" في الملامــــح الجسمانية وفي فصائل الـــدم، وفي أمــــور أخـــرى؛ ذلك لأن السامية كما سبق أن قلـــــت, جنسية ثقافيـــــة.
    أمـــا مــن الناحيــة "البيولوجية" وهي تتعلق بالملامـــح وبأمـــــور بيولوجية أخــــرى فليست بجنسية خاصة يمكن تمييزها مــــن بيـــن قبائــــل الأجناس البشرية، لما نراه فيما بين شعوبها من تبـــــاين.

    ثـــم إن بين العـــــرب أنفسهـــم، تباينًا واختـــلافًا في الملامح، بسبب قــــرب العرب وبعدهم من الأعاجم, وأثر فعل الـــــرقيق والأسرى في امتزاج الــــدم بينهم, ثم أثر فعل الطبيعة وعملها في الإنسان، وما تقدمه له من غذاء ونــوع مـــاء وحــــر وبرد ومطر وضغط جوي ونـــــوع تـــــ
    ربة.

    واليهود هم من الجنس السامي، جنس خليط كذلك في القـديم وفي الحديث فقـــد دخـــل اليهود دم غــــريب أيضًا ونجـــــد في التـــــوراة وفي أسفـــــار المكابيين والكتب العبـــرانية الأخــرى إكــــراه اليهود للشعوب التي استولــوا على أرضها على التهود, فــــدخلت في اليهوديـــة، وهي ليست مـــن أصـــــل يهــودي، وصارت من يهـــود.
    وقـــد دخلت اليهودية في حمير وبني كنانة وبني الحارث كعب وكندة، وهــم مـــن العــــرب (١), ودخل آخــرون في اليهودية، وصـــــاروا يهودًا.
    فاليهود مثــل غيـــرهم، فيهم اليهودي الخالص، وفيهم اليهودي الغريب, وفي ملامحهم المتباينة مــا هـــو دليل على وجـــــود الاختلاط في الـــــدم.

    وأنا إذ أتكلم عن ملامح العــربي، فإني لا أزعــــم أن لـــدي أو لـــدى الباحثين مقاييس خاصـــــة ثابتـــة نستطيع أن نقيس بها ملامـــــح العـــــرب, بحيث نحددها في حدود ونرسم لها رسومًا لا تتعـــداها ولا تتخطاها.
    فحدود مثل هذه لا يمكن أن توجد ولا يمكن أن ترسم؛ لأن بين العـــرب تباينًا وتنابزًا في الصور وفي الملامح بحيث يكـــون من الصعب علينا وضــع حدود ثابتة لملامح العـــرب، يخضع لها كـــل العـــرب أو أكثرهم. وسبب ذلك اتساع جزيرة العـرب, ووجود سواحل طويلة جــــدا تقابل قارتين :
    قارة سوداء هي إفريقيا، وقارة أخــرى هي آسيا، لـــون بشــرة سكان سواحلها الجنوبيـــة الشـــرقية السواد والسمرة الغامقـــة. وهي سواحل مفتوحة غذَّت جـــزيرة العــرب بعناصر ملونة اختلط دمها بالــدم العربي حتى أثر ذلك اللون في سحن الناس هناك, فبان السواد أو اللـــون الداكـــن على السواحل العربية المقــابلة لسيلان وللهنــــد, وظهرت الملامح الإفريقية على سحن الساحل الغربي لجزيرة العرب من تهامة فيما بعد حتى ساحل عمان، وظهرت سحن وملامح أقوام بيض من روم ورومان وأهل فارس في مواضع أخرى من جزيرة العرب، بسبب سياسة الحكومات القاضية بالتهجير نكاية بالمهجرين، أو بسبب تنقلات الجيوش والحروب، أو التجارة، أو الخطط العسكرية القاضية بحماية المصالح الاقتصادية, وذلك بوضع حاميات عسكرية على سواحل الجزيرة لحماية السفن من غارات الأعراب ولصوص البحر. ثم يحدث أن تنقطع الأسباب برجال تلك الحاميات، وتنقطع صلاتهم بالأم لعوامل عديدة، فيستقروا في مواضعهم ويتعربوا حتى صاروا عربًا نسوا أصلهم وعدوا من خلص العرب, ولكن العرق دساس كما يقول الناس، فبقي أثره بارزًا ظاهرًا على الوجوه، نراه حتى اليوم في تغاير وتمايز سحن سكان السواحل فيما بينها، وفي تغايرها عن سحن أهل باطن جزيرة العرب تغايرًا ملحوظًا. وقد أشرت في كتابي "تأريخ العرب قبل الإسلام" وفي الجزء الأول والثاني من هذا الكتاب إلى أثر المستعمرات اليونانية في سحن العرب، كما هو الحال في جزيرة "فيلكة" في الكويت وإلى أثر الرقيق والتجارة في باطن جزيرة العرب مما يجعلني في غنى عن إعادة الكلام عن ذلك مرة أخرى.
    وقد ذكر أهل الأخبار أن الروم سكنت في الجاهلية جبل "ملكان" وهو جبل في بلاد طيء (٢) , فلا يستبعد بقاء هؤلاء فيه وسكنهم فيه، وتحولهم إلى عرب بتعربهم كما تعرب غيرهم من اليونان ممن نزل المستوطنات اليونانية في بلاد العرب.

    ونجد بمكة ويثرب وبمواضع أخرى من جزيرة العرب موالي أصلهم من الفرس أو الروم, برز منهم بعض الصحابة مثل: "سلمان الفارسي" و"رومان الرومي", وهو من موالي الرسول (٣), وغيرهم.

    وقد ترك هؤلاء الموالي أثرًا في ملامح الناس ولا شك.
    ثم يلاحظ أن أجسام سكان السواحل أقصر من أجسام أبناء الجبال والنجاد, وأن أهل التهائم والسواحل الجنوبية لجزيرة العرب أقصر قامة من أهل نجاد اليمن أو أهل نجد. كما نجد اختلافًا بين ملامح القبائل لا زال بارزًا حتى اليوم، اختلافًا يتحدث عن طبيعة الامتزاج الذي وقع في الدم في أيام الجاهلية أيضًا، لاختلاط الدماء وامتزاجها بالعوامل التي ذكرتها، وإن ذهب البعض إلى أن جزيرة العرب كانت في عزلة عن العالم, فهذه العزلة التي يتحدثون عنها، هي عزلة لم تكن عامة ولا يمكن أن نسميها عزلة صحيحة إلا بالنسبة للقبائل المتبدية التي عاشت في صميم البوادي، غير أن تلك القبائل لم تتمكن مع ذلك من عزل نفسها عن الرقيق والأسرى الغرباء.

    ثم نجد فروقًا بين العرب والأعراب، سببه اختلاف المحيط والظروف والغذاء, فالعربي ممتلئ الجسم بالقياس إلى الأعرابي الرشيق القليل اللحم، الدقيق العظم. وتظهر هذه النحافة في وجه الأعرابي أيضًا، فوجهه ممشوق قليل اللحم، دقيق ممتد, ذو ذقن بارز، وأنف دقيق، وعينين براقتين. وتعد الرشاقة في جسم العربي من محاسنه؛ لأنها تجعله معتدل القوام، خفيف الحركة، وقد مدح "امرؤ القيس" الغلام الخف، أي: الخفيف الجسم، السريع الحركة الذي ينزل عن صهواته ويلوي بأثواب العنيف المثقل, أي: الثقيل الجسم السمين. وقيل: الخفيف في الجسم والخفاف في التوقد والذكاء (٤), ويعد ثقل الجسم من المعيبات.

    ومن المجاز التخفيف ضد التثقيل والخفيف ضد الثقيل, وقد اعتبروا الثقل ذمًّا في الإنسان, فقيل: هو ثقيل على جلسائه، وهو ثقيل الظل، ويقال: مجالسة الثقيل تضني الروح، حتى ألف بعض العلماء في أخبار الثقلاء (٥).

    و"الربع" من الرجال، أي المتوسط القامة، النموذج الأوسط للإنسان وحد الكمال في الجسم عند العرب, ويقال له : "ربعة", و"مربوع". وقد نعت رسول الله بأنه "ربعة" من الرجال، وورد أنه كان أطول من المربوع وأقصر من المشذب (٦).
    والوسط عند العرب هو بين الجيد والرديء, وأوسط الشيء أفضله وخياره, ومنه الحديث: "خيار الأمور أوساطها" (٧).
    وقد هابت العرب أصحاب الطول في الجسم، والكبر في الرأس, واحترموا أصحاب الهيبة والتأثير في النفس، وقد ذكر بعض منهم في كتب أهل الأخبار. وقد رموا القصير بالمكر والخديعة، ولكنهم اعتبروا القصر في الجسم من العيوب، لا سيما إذا كان ذلك القصير غليظ البطن, وقد عرف الإنسان الموصوف بهذه الصفة بالدحداح وبالداح وبالدودح وبالذحذاح (٨).
    والدودحة القصر مع السمن (٩) , وأما "الدرحاية"، فالرجل الكثير اللحم القصير السمين البطين، اللئيم الخلقة, وعرف الرجل المسن الذي ذهبت أسنانه بـ"الدردح" (١٠).

    واعتبر العرب طول العنق من سمات المدح؛ ولذلك وصف رؤساء العرب بطول العنق. وعُبر عن الرؤساء والكبراء والأشراف بـ"الأعناق"، و"أعناق", وعبر عن الجماعة الكثيرة بـ"الأعناق" كذلك (١١).
    وذكر الشاعر "عروة بن الورد" عنق الآرام في شعر له, وصفه للناشئات الماشية بتبختر. إذ قال :

    والناشئات الماشيات الخوزرى ... كعنق الآرام أوفى أو صرى (١٢)

    والعرب مثل غيرهم لا يحبون الصلع، ويكثر ظهوره بين العجزة والمسنين والأشراف. وقد ذكر أن أكثر الأشراف من العرب كانوا من الصلع، وتفسير ذلك أن أكثر الأشراف هم من ذوي الأسنان، وأن الإنسان إذا تقدمت به السن، أخذ الصلع يجد له مكانًا في رأسه فيلعب فيه. ومن ذلك قول الناس يوم بدر: "ما قتلنا إلا عجائز صلعًا" أي: مشايخ عجزة عن الحرب. وأنشد "ابن الأعرابي": "يلوح في حافات قتلاه الصلع" أي: يتجنب الأوغاد ولا يقتل إلا الأشراف (١٣).
    وهم يفضلون "الأفرع" على الأصلع, والأفرع هو الكثير الشعر, وكان "أبو بكر" أفرع، وكان عمر أصلع, وكان رسول الله أفرع ذا جمة (١٤).
    والصلع خير من "القرع"؛ لأن القرع داء يصيب الرأس، فيؤثر في منظره

    تابع الجزء السادس 》》》

    العرب أفخر الأمم :

    ================

    (١) الأعلاق النفيسة "217".
    (٢) تاج العروس "7/ 184"، "ملك".
    (٣) تاج العروس "8/ 320"، "روم".
    (٤) تاج العروس "6/ 92 وما بعدها"، "خف".
    (٥) "قال الراغب: الثقل في الإنسان يستعمل تارة في الذم وهو أكثر في التعارف، وتارة في المدح"، تاج العروس "7/ 245"، "ثقل".
    (٦) تاج العروس "5/ 338"، "ربع".
    (٧) تاج العروس "5/ 240 وما بعدها"، "وسط".
    (٨) تاج العروس "2/ 135"، "دح".
    (٩) تاج العروس "2/ 136"، "دودحة".
    (١٠) تاج العروس "2/ 136"، "دردح".
    (١١) تاج العروس "7/ 26"، "عنق".
    (١٢) اللسان "4/ 237"، "خزر".
    (١٣) تاج العروس "5/ 416"، "صلع".
    (١٤) تاج العروس "5/ 449"، "فرع".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 9:58 pm