منتديات السادة الهوارة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات السادة الهوارة

د/مصطفى سليمان أبو الطيب الهوارى

د مصطفى سليمان ابوالطيب ابويوسف عايد الهوارى من مواليد محافظة الاسكندرية 8-6-1973 الاصل من محافظه اسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيلة هوارة عايد الهوارى دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمة مشكاة للدرسات الاسلامية عن القبائل النازحة لمصر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء الهوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 ومؤلف مجلد قاموس القبائل العربية المصرية( مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة) و موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهم1-تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2- القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3- القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4-رجال العصر فى أنسابهوازن وبنى هلال وبنى نصر 5-الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية -6-القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف و الامين العام لمجلس للقبائل المصرية والعربية بالاسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصرى للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالاسكندرية حاصل على شهادة تفدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان [رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوطفرع عبدالقادرالعامرية الإسكندرية/ وكيل مؤسسين حزب التحرير العربى حزب لم يكتمل امين عام التنظيم بحزب مصر الثورة سابقا مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعه بالاسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدنى رئيس لجنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية وباحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية بمصر والوطن العربى موبايل رقم 01224369577 01002920977 01119825377
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى سفير النوايا الحسنة المنظمه الضمير العالمى لحقوق الإنسان إحدى منظمات التابعه للامم المتحده رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة
من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة

من هـو د:مصطفي سليمان أبوالطيب أبوعايـد الهواري د:مصـطفى سليمان السـيد أبو الطيب محمد أبو الطيب محمد أبويـوسف بن شيخ العـرب محمد بن شيخ عربان هوارة حمد بن شيخ العرب محمود بن شيخ العرب حمد بن الأمير حماد بن الأمير ريان بن الأمير عايد الهوارى الملقب بسيد العرب الأمير منصور بن الأمير ناصر بن الأميرسليم بن الأمير بهنان بن الأمير عوف بن الأمير مالك بن الأمير ناصر بن الأمير قيس بن الأميرالحارث بن الأمير سعد بن الأمير مالك بن الأميرغندور بن الأمير سرحان بن الأمير مالك بن الأميرعمرو بن الأمير عمارة بن الأمير عمران بن الأمير حمدان بن الأمير عامر بن الأمير عمرو بن سعد بن مسعود بن عمر بن عمير بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن عامر بن ربيعة فارس العرب الذى قتل أول فارسى فى معركة القادسية منه بنو ربيعه بن عثمان بن ربيعة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان ومنه بنو دهمان بن نصر ومنه بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنه القبائل الهوازنية بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنه القبائل القيسية بن عيلان بن مضر ومنه بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان هو جد القبائل العدنانية بجزيرة العرب بن أد بن أدد بن هميسع بن سلامان ابن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن بلداس بن يدلاف بن طانج بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن ارعوى بن عيض بن ديشان بن عيص بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضه بن عرام بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام أبن تارح بن ناحور بن ساروع أو ساروغ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ ابن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيت بن آدم عليهما السلام من مواليد محافظـة الإسكندرية 8-6-1973 الأصل من محافظه أسيوط مركز صدفا قرية الدوير عايد قبيـلة هوارة عايد الهوارى مسقـط رأس شيـخ مشايـخ عربان هوارة أسيوط الأمير عايد الهواري الملقب بسيـد العرب دكتوراة فى التاريخ الاسلامى فى انساب القبائل العربية عام 2015 من اكاديمية مشكـاة للدرسات العربية والاسلامية عن القبائـل النازحة لمصـر عقب الفتح الاسلامى رئيس ومؤسس الجمعية الخيرية لأبناء هوارة عام 2012 المشهرة برقم 3107 سفيـر النوايا الحسنة من منظـمة الضميـر التابعة للامم المتحدة ومؤلف مجـلد قاموس القبائل العربية المصرية 1:مفاتيح الانارة فى انساب قبائل العرب والمرابطين والهوارة 2:موسوعه القبائل والعائلات العربية والمصرية وهــم 1:تاريخ الامارة فى أنساب قبائل وعائلات الهوارة 2: القول السليم فى بطون وعشائر بنى سليم 3:القول المتين فى تاريخ وأنساب قبائل المرابطين وبنى سليم 4:رجال العصر فى أنساب هوازن وبنى هلال وبنى نصر 5:الأقوال الجلية فى أنساب وقبائل سيناء والشرقية 6:القول الشاف فى أنساب قبائل الأنصار والأشراف الامين العام لمجلس القبائل المصرية والعربية بالإسكندرية حاصل على درع وشهادة تقدير من المجلس المصري للقبائل المصرية والعربية رئيس اللجنة العليا لدعم الجيش والشرطة والمصالحات بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان بالإسكندرية حاصل على شهادة تقدير من المنظمة المصرية لحقوق الانسان رئيس الجمعية الخيرية لأبناء محافظة أسيوط فرع عبدالقادر العامرية الإسكندرية وكيل مؤسسين حزب التحرير العربي حزب لم يكتمل امين عام التنظـيم بحزب مصر الثـورة سابقاً مرشح مجلس الشعب بالدائرة الرابعة بالإسكندرية عن الشباب والجمعيات الاهلية عام 2011 حاصـل على العديد من شهادات التقدير من الجمعيات الاهلية والمجالس عن دورة فى المجتمع المدني. رئيس لجـنة المساعدات الطبية بالجمعيات الاهلية شعبة العامرية باحث ومؤرخ فى تاريخ القبائل العربية والمصرية بمصر والوطن العربي أمين عام المجلس الأعلى للقبائل العربية والمصرية بالإسكندريــة

    أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:34 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    الـــرقيق :

    وقـــد كانت بمكــة جالية كبيـــرة من أصل إفــــريقي عرفت بـ"الأحابيش"، وهـــم سود البشرة، اشتراهم أثــرياء مكـــة للعمل لهم في مختلف الأعمال ولخــدمتهم.
    وقـــد كان هـذا الرقيق ضرورة لازمة لاقتصــاد مكـــة ولنظامها الاجتماعي في ذلك الزمن, فقد كـــان يقوم مقام الآلـــة في خدمـــة التاجـــر وصاحب العمــــل، فكـــان مصــدرًا مـن مصادر الثـــروة، وآلــة مسخرة تخدم سيدها بأكل بطنها، كما كان سلاحًا يستخدم للدفــــاع عن السادة في أيــام السلم وفي أيــــام الحــــرب (١).
    وقـــد سبــــق أن أشرتُ إلى وجــــود "أحــــابيش" بين أهــــل مكة، زعــــم الإخباريون أنهـــم عـــرب، وأنهم إنما عرفـــوا بالأحابيش؛ لأنهـــم تحابشوا أي : تحالفــوا وتعاهدوا على التناصر والتآزر عند جبل "حبشي"، فهـم على زعــــم هـــؤلاء الإخباريين أحـــابيش آخرون لا صلة لهم بالأحابيش الــذين أتحــــدث عنهــــم.

    وقـــد أشار أهـل الأخبار إلى أن قومًا من أشراف مكـــة تزوجـــوا حبشيات فأولدن لهــــم أولادًا.
    ذكــروا منهم "نضلة بن هاشم بن عبد منــــاف" و"نفيـــل بن عبـــد العزى" و"عمـــرو بن ربيعــــة" و"الخطاب بن نفيل" والد "عمر بن الخطاب", ويذكر أن "ثابـــت بـــن قيس بن شماس الأنصاري" عيَّـــر "عمـــر بن الخطاب" فقال لــه : يابن السوداء, فأنزل الله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} (٢) و"عمرو بن العاص" وجماعة آخـــرين (٣).

    وقامـــت بخدمة قريش طائفة أخرى من الآلات الحيــــة، هي أدق عمــــلًا وأحسن خدمةً وأرقى في الإنتاج من الطائفة الأولى: الأحابيش، استوردت من الشمال من بــلاد الشام والعـــراق هي الأسرى "البيض" الــــذين كانـــوا يقعون في أيـــدي الروم أو الفرس أو القبائل المغيرة على الحدود فيباعون في أسواق النخــاسة, ومنها ينقلــون إلى مختلف أنحــــاء جــزيرة العــرب للقيام بمختلف الأعمال.

    يضاف إلى هـــؤلاء، الرقيق المستورد من أسواق أوروبا، لبيعـــه في أسواق الشرق، وأسعار هـــذه البضاعـــة وإن كــــانت أغلى ثمنًا من أسعار البضاعة المستوردة من إفريقيا، إلا أن الجودة في الإنتاج والتفنن فيه، والبراعة في الصناعات التي لا تعـــرفها بضاعــــة الجنــــوب تعــــوِّض عن هذا الفــرق.

    ومن جملة ما وُكل إلى رقيق العــراق وبلاد الشام والروم وغيرهم من ذوي البشرة البيضاء من أعمــــال, إدارة المبيعات، والقيــــام بالحــــرف التي تحتاج إلى خبــرة ومهارة وفن، وهي مـــن اختصــــاص أهــــل المــــدن والمستقرين, مثــــل : أعمــــال البناء والتجــــارة والأعمال الــــدقيقة.

    وهــــذه البضاعــــة التي استـــوردتها قـــريش إلى مكــــة -وإن كانت تابعة تُؤْمَــــرُ فتفعل، وتُكَلَّـــفُ فتستجيب- كــانت بضاعة حيــة، لها قلب نــابض ودمـــاغ يعمل، ولحــم ودم، ولبعضها علــــم وفهم ومعــرفة تفوق معـــرفة أصحابها المالكين لها.
    فبضاعة هذا شأنها لا بد أن تترك أثرًا في البيئـــة التي استوردت إليها. والإخباريون الــــذين هــــم مـــرجعنا الوحيد في رواية أيام الجاهلية قبيل الإسلام، وإن لــــم يحدثونا عن أمـــر هــــؤلاء القــــوم في نفوس ساداتهم والــــذين اختلطــــوا بهــــم، نستطيع بالاعتماد على نقـــد بعض النتف مــن رواياتهم أن نصل إلى هــــذه النتيجة التي هي شيء طبيعي وأمــــر ليس بغــــريب؛ نتيجة تقــــول : إن هــــذه البضاعة تركـــت في نفوس أهل مكة وفي نفوس العرب الآخرين ممن كان لهـــم رقيـق، أثرًا ليس إلى إنكاره من سيبل، وإن بعض المصطلحات الفارسية والرومية والحبشية التي كانــت معــروفة عنـــد العـــرب قبيل الإسلام، والتي أكدوا هم أنفسهم أنها لــــم تكن عــــربية، ولا سيما ما كــان يتعلق منها بالصناعات والأعمال التي يأنف العــربي مــن الاشتغال بها، إنما دخلت لغتهـــم وشاعت بينهــــم مــن طــــريق هــــؤلاء (٤).

    وقـــد كان أغلب الرقيق الأبيض على النصرانية، وقــــد ذكــــر الإخباريــون أسماء لبعضهم من نزلاء مكــــة تشير بوضوح إلى تنصرهم. وقد كان فيهم من يتقن العــــربية، ويعبر عن أفكاره بها تعبيــرًا صحيحًا واضحًا, وفيهــم مـــن لا يفقه هـــذه اللغة؛ لأنه حديث عهـــد بها، فكان يتكلم بلسان أعجمي أو بعـــربية ركيكة، ومنهم مـــن كــان يتباحث في أمور الدين ويشرح لمــن يجالسه ما جاء في ديانته وفي كتبه المقــــدسة. وقد أشار القرآن الكــريم إلى ذلك في الآيات : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} (٥).

    {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا, وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (٦).

    وقـــال "ابن هشام" في تفسير الآية : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} : "وكــــان رسول الله ﷺ - فيما بلغني، كثيــــرًا مـــا يجلس عنــد المـــروة إلى مبيعة غلام نصراني، يقال له جبر، عبد لبني الحضرمي، وكانوا يقولون : والله مــا يعلِّــــم محمدًا كثيرًا مما يأتي بــه إلا جبر النصراني، غـــلام بني الحضرمي فأنــــزل الله عز وجــــل في ذلك من قــــولهم : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ....} "(٧).

    وهناك أشخاص آخــرون كانوا موالي لا يحسنون العــــربية ولا يجيــــدون النطــــق بها (٨).
    وروي عـــن "عبد الله بن مسلم الحضرمي" أنه "قال : كـان لنا عبدان أحدهما يقال له يسار، والآخر يقال له جبـــر، وكانـــا صيقلين, فكانا يقــرآن كتابهما ويعملان عملهما, وكان رسول الله ﷺ يمر بهما فيسمع قراءتهما, فقالوا : إنما يتعلم منهما, فنــــزلت :
    {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُون} "(٩).

    وأشير إلى غلام آخر كان بمكة، اسمه "بلعام"، وكــان قينًا، ذكــر أن الرسول ﷺ كــــان يدخــــل عليه ويخرج من عنده، فقالــــوا : إنــــه كان يتعلم منه وقيل : إن ذلك الرجل الذي قال أهـل مكة : إن الرسول ﷺ كان يتعلم منه اسمه "أبو اليسر"، وكان نصرانيًّا (١٠).

    وفي جملة من أشار إليهم أهل اليسر من النصارى الذين كانوا بمكــة, رجل اسمه "نسطاس"، وكــــان من مـوالي "صفوان بن أميـــــة" (١١) ونسطور الـــــرومي، ويـــــوحنا مــولى صهيب الرومي، وصهيب الرومي نفسه، وهو من الصحابة، جـــــاء من بــلاد الشام ونزل بمكة، وتشارك مع مثري قريش عبد الله بن جدعان, ثـــم استقل عنه وصار ثريا من أثرياء مكـــة. ثم دخل في الإسلام (١٢) ومنهم مولى يوناني تـــــزوج سمية أم بـــــلال (١٣).
    وقد بقي نفر من النصارى محتفظين بدينهم بمكة في أيام الرسول ﷺ (١٤).

    وفي حديث الإخباريين عن بناء الكعبة أن قريشًا استعانت بعامل من الروم، أو من الأقباط اسمه باقوم، كان نجارًا مقيمًا بمكة، في تسقيف البيت. وفي حديث آخر لهم: إن هذا الرجل كان في سفينة جهزها قيصر الروم لبناء كنيسة, وقد شحنها بالرخام والخشب والحديد، فجنحت عند "الشعيبة" فاستعانت قريش بما تبقى من أخشابها وبخبرة هذا الرومي في تسقيف البيت (١٥). وقد دعى بـ"بلقوم الرومي" أيضًا (١٦).

    وفي كتب السير وكتب تراجم الصحابة أسماء جوارٍ يونانيات أو من بلاد الشام أو من العراق، وقد تزوجن في مكة ونسلن ذرية كانوا فيها قبل الإسلام, وقد كان منهن في مواضع أخرى من جزيرة العرب بالطبع.
    ويعود قسط كبير من وجود الكلمات الحبشية والرومية والفارسية في العربية إلى الرقيق الأسود والأبيض. وهذه الكلمات هي مسميات لأمور غريبة عن العربية لم يكن لأهل مكة ولا لغيرهم علم بها، فاستعملوها كما وردت وأخذت، أو صقلت حتى لاءمت اللسان العربي، كما حدث ويحدث في اللغات الأخرى، وعربت وصارت من ألفاظ العربية، وقد لاحق قسمًا منها علماء اللغة، فوضعوا فيها كتبًا بحثت في تلك المعربات، وفي القرآن الكريم طائفة منها لم يغفل عنها أرباب اللغة والمفسرون (١٧).

    ======================
    (١) راجع مقال الأب لامانس في مجلة المشرق، السنة الرابعة والثلاثون "1936" "ص1 وما بعدها", "ص527 وما بعدها", وعنوانه: "الأحابيش والنظام العسكري في مكة".
    (٢) الحجرات, الآية 11.
    (٣) المحبر "ص306", "أبناء الحبشيات".
    (٤) صحيح مسلم: "2/ 189", أسد الغابة "5/ 579", المشرق, السنة "35" "1937" "82".
    (٥) النحل 16, الآية 103.
    (٦) الفرقان، الآية 4 وما بعدها.
    (٧) ابن هشام: السيرة "ص260".
    (٨) الواحدي: أسباب النزول "212"، أسد الغابة "3/ 131"، "5/ 194، 462".
    (٩) الإصابة "1/ 222".
    (١٠) الإصابة "1/ 165".
    (١١) الأغاني "4/ 42"، ابن هشام, السيرة "640"، أسد الغابة "2/ 240"، المشرق, السنة الخامسة والثلاثون، "1937م" "ص88".
    (١٢) ابن هشام "321".
    (١٣) المشرق، الجزء المذكور "ص89".
    (١٤) "ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على نصراني بمكة دينارًا كل سنة"، كتاب الخراج ليحيى بن آدم "53"، ابن سعد، الطبقات "1/ 39", المشرق, الجزء المذكور "ص95".
    (١٥) الطبري "2/ 200", السيرة الحلبية "1/ 143"، الإصابة "1/ 136 وما بعدها ",
    Ency., III, P. 584.
    (١٦) الإصابة "1/ 166".
    (١٧) المعرب، للجواليقي.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:34 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام
    الجزء الحادي عشر :

    الآية: {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ, أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} .

    وقد مات أبو أحيحة بماله في الطائف في السنة الأولى، أو في السنة الثانية من الهجرة, مات كافرًا وقد بني له قبر مشرف. وقد رأى أبو بكر قبره فسبه، فسب ابناه أبا قحافة، فنهى النبي عن سب الأموات؛ لما يثير ذلك من عداوة بين الأحياء، ولما فيه من إهانة للأموات (١).
    وقد ساهم "أبو أحيحة" بثلاثين ألف دينار في رأس مال القافلة التي تولى قيادتها أبو سفيان. ومبلغ مثل هذا ليس بشيء قليل بالنسبة إلى الوضع المالي في تلك الأيام.
    ومن سادة قريش : الأسود بن عامر بن السبَّاق بن عبد الدار بن قصي (٢).
    ومن رجال بني فِهر: ضِرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب. وكان فارس قريش في الجاهلية، وأدرك الإسلام. وكان شاعرًا فارسيًّا, وقد أخذ مرباع بني فهر في الجاهلية (٣)..

    ومن رجال بني عامر بن لؤي: عمرو بن عبد ود بن أبي قيس، كان فارس قريش في الجاهلية، بل فارس كِنانة, قتله علي بن أبي طالب (٤). ومن "بني عبد ود" سهيل بن عمرو، وكان من رجال قريش في الجاهلية، ثم أسلم، وهو الذي بعثته قريش يحكم الهدنة بينهم وبين النبي, يوم الحديبية (٥).
    ومن سادات قريش : قيس بن عدي بن سعد بن سهم. وقد ضرب به المثل في العز حتى قيل: "كأنه في العز قيس بن عدي", وكان يأتي الخمار وبيده مقرعة، فيعرض عليه خمره، فإن كانت جيدة، وإلا قال له: "أجد خمرك، ثم يقرع رأسه وينصرف"(٦).
    وذكر أنه كانت له قينتان يجتمع إليهما فتيان قريش : أبو لهب وأشباهه، وهو الذي أمرهم بسرقة الغزال من الكعبة، ففعلوا فقسمه على قيانه، وكان غزالًا من ذهب مدفونًا، فقطعت قريش رجالًا ممن سرقه، وأرادوا قطع يد أبي لهب، فحمته أخواله من خزاعه (٧).
    وذكر أن "مقيس بن عبد قيس بن قيس بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم"، هو صاحب قصة الغزال (٨).

    وكان "الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم"، أحد المستهزئين المؤذين لرسول الله، وهو "ابن الغيطلة". وهو الذي نزلت فيه : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} ، وكان يأخذ حجرًا، فإذا رأى أحسن منه تركه وأخذ الأحسن. وكان دهريا يقول: "لقد غر محمد نفسه وأصحابه أن وعدهم أن يحيوا بعد الموت، والله ما يهلكنا إلا الدهر ومرور الأيام والأحداث"(٩).
    وممن اشتهر من بني عبد شمس: "عتبة بن ربيعة بن عبد شمس"(١٠) وكان نديمًا لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف (١١).

    أما أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن مناف، ويكنى أيضًا بأبي حنظلة، فكان مثل سائر رجال مكة تاجرًا صاحب أسفار، ثريًّا، جمع مالًا من تجارته. وكان صاحب "عير قريش"، فهو المؤتمن عليها وهو قائدها، وهو رجل جد خبير بالطرق والمسالك. وقد نجح في كل أسفاره، وأوصل تجارة مكة إلى أماكنها سالمة مضمونة، فلم يتمكن المسلمون من مفاجأته وأخذه مع أموال قريش وتجارتهم العظيمة التي تحت قيادته، حينما كان قافلًا من بلاد الشام يريد مكة، إذ أحس بالخطر، فغير طريقه وسلك طريق الساحل, وأفلت مع قافلته ورجالها، وعدتهم سبعون، ووصل إلى مكة سالمًا، فنشبت على أثر ذلك معركة بدر (١٢).
    وكانت قيادة قريش في الحرب إلى أبي سفيان أيضًا، ورثها من أبيه (١٣) ورجل له فضل قيادة عير قريش، وقيادة مكة في الحرب، لا بد أن يكون في مقدمة سادات مكة وعلى رأس طبقتها المحافظة ذات العنجهية، التي ترى أن لها حق الرئاسة والزعامة والكلمة والرأي.

    وليس لأحد مكانة إلا إذا كان ذا مال وجاه وحَسَب، وعلى الباقين طاعة السادة، ومراعاة سنن الآباء والأجداد، والإخلاص لعبادة الآباء والأجداد، والدفاع عن آلهة الكعبة التي كانت السبب في إعطاء قريش منزلة خاصة عند العرب.

    وكان -فضلًا عن هذا وذاك- رجلًا صاحب لسان، ينظم الشعر ويجيد الهجاء, ويحسن النزول إلى أسوأ مستوًى يصل إليه السوقي والحوشة من الإقذاع في الكلام وإلحاق الأذى بالناس. وقد أظهر قابلياته في ذلك في عناده ضد الإسلام, وفي إيذائه الرسول ﷺ وفي إلحاقه الأذى بالمسلمين, وقد هيأ كل ما عنده من مواهب وكفايات وقدرات مالية لمقاومة الإسلام ولمحاربة الرسول وللقضاء على الدعوة التي جاءت مقوضة لديانة الآباء والأجداد من عبادة الأصنام، ومن المحافظة على العرف، ومن تحطيم الزعامة، والخضوع لحكم الفقراء والرقيق. وفي القرآن الكريم آيات نزلت في حقه، وقد كان من المحرضين العاملين في معركة أحد (١٤).
    ويذكر أنه ذهب إلى الشام واتصل بـ"هرقل" وأخذ يحرضه على الرسول, ولكن الروم لم يبالوا بتحريضه, فعاد إلى مكة (١٥).

    ويُعد "عبد العزى بن عبد المطلب" من هذا الرعيل من وجهاء مكة الذين حاربوا الرسول ﷺ ، ونصبوا له العداوة.
    كان موسرًا جمع مالًا طائلًا، كما يفهم ذلك من "سورة المسد" :
    {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} .
    وكان من التجار، له تجارة مع بلاد الشام (١٦) وكان من هؤلاء الذين أبوا التنكر لدين آبائهم وأجدادهم وإطاعة رجل فقير، وهم أكثر منه مالًا وأكبر سنًّا.
    رُوي أن رسول الله ﷺ كان بسوق ذي المجاز يقول : "أيها الناس, قولوا: لا إله إلا الله, تفلحوا" وإذا برجل يأتي من خلفه ويرميه بحجارة أدمت ساقيه وعرقوبيه، وهو يقول للناس: إنه كذاب لا تصدقوه (١٧).
    ويعد "أبو لهب" وهو "عبد العزى" ويكنى أيضا بـ"أبي عتبة"، من هذه الطبقة الوجيهة المعروفة من قريش. وهو عم الرسول (١٨) وكان مع ذلك من الذين حملوا حقدًا شديدًا عليه. وكانت زوجته تحرضه على معاداته وإيذائه، وفي حقهما نزلت سورة "تبت", وهي السورة الحادية عشرة من السور التي نزلت بمكة على رأي أكثر العلماء.

    وكان بيته في جوار بيت رسول الله ﷺ , فذكر أن رسول الله ﷺ قال : "كنت بين شر جارين : بين أبي لهب وعقبة بن أبي معيط, إن كانا ليأتيان بالفروث فيطرحونها في بابي". وكان النبي ﷺ يقول : "يا بني عبد مناف، أي جوار هذا؟ " ثم يميطه عن بابه (١٩)..

    ويذكر أهل الأخبار أن هنالك عشرة أبطن من بطون قريش انتهت إليها الشرف في الجاهلية، ووصل في الإسلام، وهم: أمية، ونوفل، وعبد الدار، وأسد، وتيم، ومخزوم، وعدي، وجمح، وسهم (٢٠)..

    ======================
    (١) الطبري "2/ 398"، أنساب الأشراف "1/ 142".
    (٢) الاشتقاق "ص100".
    (٣) الاشتقاق "ص64".
    (٤) الاشتقاق "ص68".
    (٥) الاشتقاق "ص69".
    (٦) المحبر "ص178"، جمهرة النسب "156".
    (٧) فلذلك يقول بعض شعرائها:
    همو منعوا الشيخ المنافيَّ بعدما
    رأى حمة الأزميل فوق البراجم
    الاشتقاق "76".
    (٨) شرح ديوان حسان "47"، "للبرقوقي".
    (٩) البلاذري، أنساب "1/ 132".
    (١٠) المحبر "ص160", ابن هشام، السيرة "2/ 262".
    (١١) المحبر "ص175".
    (١٢) الطبري "2/ 131".
    (١٣) أخبار مكة "1/ 66".
    (١٤) البداية "4/ 9"، "المطبعة السلفية"، اليعقوبي "2/ 35"، الطبري "2/ 157" "الاستقامة" الطبرسي، مجمع "سورة آل عمران، الآية 172".
    (١٥) الأغاني "6/ 329"، "بيروت 1956م", تهذيب ابن عساكر "73".
    (١٦) حاشية الشهاب "8/ 409".
    (١٧) الطبرسي "10/ 559".
    (١٨) ابن أبي الحديد "1/ 89".
    (١٩) البلاذري، أنساب "1/ 131".
    (٢٠) العقد الفريد "3/ 313 وما بعدها".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:35 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام
    الجزء العاشر :

    وكان يحافظ على الأمانات محافظة شديدة، فلما جاءه "حرب بن أمية" صديقه، وهو من وجهاء مكة وأثريائها كذلك، قائلًا له : أحتبس قِبَلَكَ سلاحَ هوازن وذلك يوم نخلة من أيام الفجار الثاني، أجابه ابن جدعان: أبالغدر تأمرني، يا حرب؟ والله لو أعلم أنه لم يبقَ منها سيف إلا ضُربت به، ولا رمح إلا طعنت به، ما أمسكت منها شيئًا. ثم أبى إلا تسليم السلاح إليهم.

    وقد أسهم "ابن جدعان" في أيام الفجار، وكان على "بني تيم"(١) وأمد قومه بالسلاح والمال, فأعطى مائة رجل سلاحا تاما كاملا وذلك "يوم شمطة", غير ما ألبس من بني قومه والأحابيش(٢) وحمل مائة رجل على مائة بعير، وقيل : ألف رجل على ألف بعير، وذلك يوم "يوم شرب" (٣) أو يوم عكاظ (٤) وله أخ اسمه "كلدة بن جدعان" قتل في الفجار (٥).

    وكان "ابن جدعان" يشرب الخمر على عادة الجاهليين في شربها، بقي يشربها حتى كبر فعافها، ودخل فيمن عاف الخمر على كِبَره من سادات قريش وأشرافها. وكان من عادتهم إذا كبروا ولعب بهم العمر، حرموا شرب الخمر على أنفسهم، "ما مات أحد من كبراء قريش في الجاهلية إلا ترك الخمر استحياءً مما فيها من الدنس. ولقد عابها ابن جدعان قبل موته"(٦).
    ويروون في سبب تركه لها قصتين: قصة تقول: إنه عافها؛ لأنه سكر مرة
    ففقد رشده فاعتدى على أمية بأن لطم عينه، فندم على ما فعل حين سمع بالخبر، وقال: "وبَلَغَ مني الشراب ما أبلغ معه من جليس هذا المبلغ؟ فأعطاه عشرة آلاف درهم، وقال: الخمر عليَّ حرام، ألا لا أذوقها أبدًا", ثم قال شعرًا في ذم الخمر وفي وصف حاله إذ ذاك (٧)..

    ومن الرقيق الذي كان في ملك "ابن جدعان" واكتسب شهرة في الإسلام "صهيب الرومي". بِيعَ في سوق النخاسة، ثم وضع في شراء "ابن جدعان"، وبقي في ملكه إلى أن هلك سيده، ويقال: إنه أعتقه وهو في حياته, وإنه لازمه حتى مماته (٨)..

    وقد كان "ابن جدعان" يلتزم من يستجير به، ويحمي من يأوي إليه. وكان "الحارث بن ظالم" قاتل "خالد بن جعفر بن كلاب" وهو في جوار ملك الحيرة, في جملة من لجأ إلى "ابن جدعان" حين طلبه ملك الحيرة، وبقي في جواره وبمكة حتى أتاه ملك الحيرة. ويقال: إن "الحارث بن ظالم" قدم على عبد الله بن جدعان بعكاظ، وهم يريدون حرب قيس، فلذلك نكس رمحه، ثم رفعه حين عرفوه وأمن. وكانو إذا خافوا فوردوا على من يستجيرون به، أو جاءوا لصلح، نكسوا رماحهم, ويوم عكاظ من أيام الفجار (٩)..

    ورجل ثري وجيه له مكانة ومنزلة عند بني قومه، لا بد أن يصير مرجعًا للناس، يرجعون إليه في المنازعات والخصومات، ليحكم بينهم بما لديه من رجاحة عقل وسلطان؛ لذلك كان في جملة حكام العرب الذين تُحُوكِمَ إليهم (١٠)...

    ولأمية بن أبي الصلت شعر في مدح "عبد الله بن جدعان"، نجده في ديوان أمية وفي كتب الأدب. وقد كان من المقربين عند "أبي زهير"(١١) ومن المكرمين له بسخاء، وكان يعطيه دائمًا. ونجد لأمية شعرًا يطلب فيه من "ابن جدعان" إعطاءه مالًا (١٢)..
    وكان هلاك "ابن جدعان" قبل سنوات من المبعث (١٣) وذكر "البلاذري" أن هلاكه كان قبل المبعث ببضع عشرة سنة (١٤) ولما مات دفن بمكة (١٥). وذكر في رواية أخرى أنه دفن بموضع "برك الغماد"، وراء مكة بخمس ليالٍ بينها وبين اليمن مما يلي البحر أو بين حلى وذهبان.
    وفيه يقول الشاعر :

    سقى الأمطار قبر أبي زهير ... إلى سقف إلى برك الغماد (١٦)..

    ومن رجال مكة الأغنياء "الأسود بن المطلب" المعروف بـ"أبي زمعة", و"زمعة" ابنه، قُتل يوم "بدر" في جملة من قُتل من رجال قريش, وكان يقال له: "زاد الركب"(١٧). وقد عرف ولده الأسود بـ"زاد الركب" كذلك (١٨).
    وكان الأسود ممن أدرك أيام الرسول وعارضه, وعده "ابن حبيب" في جملة المستهزئين من قريش بالرسول، وممن مات كافرا بعد أن أصابه العمر (١٩).
    وكان "الأسود" نديمًا للأسود بن عبد يغوث الزهري, وكانا من أعز قريش في الجاهلية، وكانا يطوفان بالبيت متقلدين بسيفين سيفين, وكانا من المستهزئين بالرسول (٢٠). وذكر أن "الأسود بن عبد يغوث" كان إذا رأى المسلمين، قال لأصحابه: "قد جاءكم ملوك الأرض الذين يرثون ملك كسرى وقيصر. ويقول للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أما كلمت اليوم من السماء، يا محمد؟
    وما أشبه هذا القول". مات حين هاجر النبي, ودفن بالحجون (٢١)..

    وكان "زمعة بن الأسود" تاجرًا، متجره إلى الشام. وعرف بالدقة في العمل وفي وضع خطط سفره وتجارته, "فكان إذا خرج من عند أبيه في سفر، قال: أسير كذا وكذا، وآتي البلد يوم كذا وكذا، ثم أخرج يوم كذا وكذا، فلا يخرم مما يقول شيئًا"(٢٢)..

    ومن سادات قريش: "يزيد بن زمعة بن الأسود", وكانت إليه المشورة. وذلك أن رؤساء قريش لم يكونوا مجتمعين على أمر حتى يعرضوه عليه، فإن وافقه ولاَّهم عليه، وإلا تخير، وكانوا له أعوانا. وقد أسلم، واستشهد مع الرسول بالطائف (٢٣).

    ويعد حرب بن أمية من وجهاء مكة وسيدًا من سادات كنانة، وكان أمر كنانة كلها إليه يوم شمطة (٢٤). واشترك يوم عكاظ، وقيد نفسه ومعه سفيان وأبو سفيان بن أمية بن عبد شمس؛ وذلك كي يثبتوا في أماكنهم ويتقوى بذلك قومهم فيثبتوا في القتال (٢٥).
    وكان من أثرياء مكة المعروفين.

    ومن سادات مكة: "هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم" وكان له ولبنيه صيت بمكة وذكر عالٍ (٢٦). وذكر أنه كان سيد قريش في دهره، ولما مات صار يوم موته من أيام مكة المشهورة حتى إنهم أرخوا بموته (٢٧), ونادى منادي مكة في أمثال هذه المناسبات: "اشهدوا جنازة ربكم", وكان سيدًا مطاعًا (٢٨) وظل يوم وفاة "هشام" يومًا يؤرخ به سبع سنين إلى أن كانت السنة التي بنوا فيها الكعبة، فأرخوا بها (٢٩).
    وهو من الرجال الذين نعتوا بين قومهم بـ"زاد الركب"؛ لأنه كان يُقري المسافرين الذين يسافرون معه (٣٠).

    ومن أبناء "هشام بن المغيرة" المذكور "أبو جهل" و"الحارث بن هشام". أما "الحارث بن هشام" فقد عرف بالكرم والجود. ذكر أن داره كانت مفتوحة للضيوف يدخلون, وإذا جفانٍ مملوءة خبزًا ولحمًا, وهو جالس على سرير يحث الناس على الأكل. ويروى أن "أبا ذر" قدم مكة معتمرًا، فقال: "أما من مضيف؟ " قالوا: "بلى كثير, وأقربهم منزلًا الحارث بن هشام". فأتى بابه، فقال: "أما من قِرًى؟ " فقالت له جارية: "بلى". فأخرجت إليه زبيبًا في يدها. فقال: "ولِمَ لَمْ تجعليه في طبق؟ " فعُلم أنه ضيف, وقالت: "ادخل" فدخل, فإذا بالحارث على كرسي وبين يديه جفانٍ فيها خبز ولحم, وأنطاع عليها زبيب. فقال: "أصب" فأكل, ثم قال: "هذا لك". فأقام ثلاثًا ثم رجع إلى المدينة، فأخبر النبي خبره، فقال: "إنه لسري ابن سري, وددت أنه أسلم" (٣١). وكان نديمًا لحكيم بن حزام بن خويلد بن أسد(٣٢).

    وأما "أبو الحكم: عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن مُرَّة"، فكان من رجال "بني مخزوم" المعدودين ومن المعادين للإسلام، بل كان على رأس أشد الناس عداوةً للرسول، وقد كناه الرسول بـ"أبي جهل" لأنه كان يكنى قبل ذلك بـ"أبي الحكم" فاشتهر بهذه الكنية، حتى لم يعد يعرف إلا بها في الإسلام (٣٣). وكان من المقتسمين، وهم سبعة عشر رجلًا من قريش اقتسموا عقاب مكة, فكانوا إذا حضروا الموسم يصدون الناس عن رسول الله, وفيهم نزلت: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} (٣٤).
    وكان من المطعمين لحرب يوم بدر, نحر عشرًا (٣٥). وكان نديمًا للحكم بن أبي العاص بن أمية, و"الحكم" هذا هو الطريد (٣٦).

    وأخبر "ابن الكلبي" أن أخوين من "بني سليم"، دخلا مكة معتمرين, فما وجدا بها شراء ولا قرى، فبينا هما كذلك إذ رأيا قوما بمضون، فسألا: "أين هؤلاء القوم؟ " فقيل لهما: يريدان الطعام. فمضيا في جملتهم حتى أتوا دارًا فولجوها، فإذا رجل آدم، أحول، على سرير وعليه حلة سوداء, وإذا جفانٍ مملوءة خبزا ولحما. فقعدوا فأكلوا, فشبع أحد الأخوين وقال لأخيه: "كم تأكل؟ أما شبعت؟ ". فقال الجالس على السرير: "كُلْ, فإنما جعل الطعام ليؤكل". فلما فرغوا, خرجوا من باب الدار غير الذي دخلوا منه, فإذا هم بإبل موقوفة، فقالوا: "ما هذه الإبل؟ " قيل: للطعام الذي رأيتم. وكان الرجل الجالس على السرير صاحب الطعام, فإذا به أبو جهل بن هشام (٣٧).

    ويظهر أنه كان قاسيًا قسا حتى على النساء، فعذب عددًا منهن بنفسه عذابًا أليمًا. عذب "زنيرة"، وكانت لبني مخزوم حتى عميت، وعذب غيرها حتى هلكت، وممن هلكن "سمية" أم عمار بن ياسر (٣٨). وكان يأتي من يسلم، فيكلمه ليفتنه عن دينه: يأتي الرجل الشريف، ويقول له: أتترك دينك ودين أبيك، وهو خير منك؟ ويقبح رأيه وفعله, ويسفه حلمه. وإن كان تاجرًا يقول له: ستكسد تجارتك، ويهلك مالك. وإن كان ضعيفًا, أوصى بمن يعذبه حتى يترك دينه. جاء مرة دار أبي بكر، فلما لم يجده لطم خد أسماء ابنته لطمة طرح قرطها. وكان فاحشًا بذيئًا (٣٩)

    ويذكر أهل الأخبار أنه كان لا يبالي في أكل حقوق الغرباء القادمين إلى
    مكة، فماطل مرة في أثمان إبل اشتراها من رجل من "أراش"، وماطل مرة أخرى في إبل أخذها من رجل من "زبيد"، ولم يدفع أثمانها ولم يعوض عنها إلا بالتجاء الرجلين إلى النبي، فأخذ حقهما منه، وانتصف منه. ويظهر أن "أبا جهل" وإن كان قاسيًا بغيضًا للرسول مؤذيًا له، غير أنه كان يخشاه إذا رآه ووقف أمامه، وأما إيذاؤه له, فكان بانتهاز غفلة يعتدي فيها على الرسول, أو بتحريض غيره للتحرش به (٤٠).

    وعرف "عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية" بالجود، وذكر أنه كان معرقًا به. كان جوادًا ابن جواد ابن جواد ابن جواد (٤١).

    وكان الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، من أشراف مكة وسادتها, وقد عرف بين قومه بـ"العدل". وذكر أنه إنما عرف بذلك؛ لأنه كان يعدل قريشًا كلها، فكانت قريش تكسو الكعبة جميعها، ويكسوها الوليد وحده، وذلك لثرائه وغناه. قيل: إنه كان له مال وزرع بالطائف، وكان يملك حديقة بها غرس فيها الأشجار والفواكه (٤٢) وقد كان لذلك متعاليًا متغطرسًا. فلما أظهر الرسول الإسلام، كان مثل بقية سراة مكة وأغنيائها من المعادين له؛ لأنه أنف أن يتبع رجلًا هو دونه في المال والاسم والثراء, فكافح الإسلام, واستهزأ بالرسول وبالإسلام، وكان أحد "المستهزئين" الذين نزلت بحقهم آيات تعنفهم وتوبخهم وتصفهم بالكفر وبالغرور والاستكبار، وأنه كان يرى أن من الذلة الخضوع للرسول؛ لأنه دونه مالًا ونفرًا (٤٣).

    وقد كان "الوليد" من الحكام الذين تُحُوكِمَ إليهم, وإليه تحاكم بنو عبد مناف في موضوع قتل "خداش" إنسانًا منهم (٤٤).
    وقد عرف بـ"ابن صخرة" نسبة إلى أمه (٤٥) وذكر أنه كان في جملة من حرَّم في الجاهلية الخمر على نفسه
    وضرب فيها ابنه هشامًا على شربها (٤٦). وقد عده "ابن حبيب" في جملة زنادقة قريش، وذكر أنه وجماعته تعلموا الزندقة من نصارى الحيرة (٤٧) ولم يفسر قصده من الزندقة.
    ويذكرون أن "الوليد" كان أسنَّ قريش يوم حكم في قضية "خداش"، وحكم فيها بـ"القَسامة"، فكان بذلك أول من سن "القسامة" في قريش (٤٨)..
    ومات الوليد بعد الهجرة بثلاثة أشهر أو نحوها، ودفن بالحجون (٤٩) وذكر "محمد بن حبيب" أن "أبا أحيحة" كان نديمًا للوليد بن المغيرة, على عادة القوم في اتخاذ الندماء (٥٠).

    وأبو "أحيحة" هو سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، المعروف بـ"ذي العمامة"؛ لأنه كان لا يعتم أحد بمكة بلون عمامته إعظامًا له (٥١) كما عرف بـ"ذي التاج" وذلك للسبب نفسه (٥٢) وقد ذكره "أبو قبيس بن الأسلت" في شعر ينسب إليه (٥٣). وكان مثل أكثر رجال تاجرًا, قدم مرة الشام في تجارة، فحبسه "عمرو بن جَفْنَةَ"؛ حبسه مع هشام بن سعد العامري، وبقي في محبسه حتى جاء بنو عبد شمس، فافتدوه بمال كثير (٥٤).
    وكان أبو أحيحة ممن أخذتهم العزة من أشراف مكة، فلم يقبلوا الدخول في الإسلام, وممن أظهر عداوته للرسول، خاصة بعد تحريض النضر بن الحارث والوليد بن المغيرة له على معاداته. وقد كان مثل سائر أشراف مكة يرى أن الأمر العظيم يجب أن يكون في العظماء, وهو من العصبة التي أشير إليها في هذه الآية: {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ, أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} (٥٥).

    تابع الجزء الحادي عشر 》》
    ======================
    (١) ابن الأثير، الكامل "1/ 359 وما بعدها"، تأريخ الخميس "1/ 255"، البدء والتأريخ "4/ 134 وما بعدها".
    (٢) ابن الأثير، الكامل "1/ 361"، الصحاح "2/ 778", نهاية الأرب "15/ 427 وما بعدها", أيام العرب "331".
    (٣) سمط النجوم "1/ 196"، نهاية الأرب "15/ 429".
    (٤) أيام العرب "334".
    (٥) نسب قريش "291".
    (٦) الأغاني "8/ 332", نسب قريش "292 وما بعدها".
    (٧) نهاية الأرب "4/ 88".
    (٨) المعارف "264"، أنساب الأشراف "1/ 180".
    (٩) أنساب الأشراف "1/ 42 وما بعدها".
    (١٠) البخلاء "ص214".
    (١١) الجاحظ, البيان والتبيين "1/ 17"، الأغاني "8/ 327 وما بعدها".
    (١٢)
    أأطلب حاجتي؟ أم قد كفاني ... حياؤك؟ إن شيمتك الحياء
    ابن عساكر، التأريخ الكبير "3/ 122".
    (١٣) الإصابة "2/ 279"، البداية "2/ 218"، تأريخ الخميس "1/ 256", سمط النجوم "1/ 202".
    (١٤) أنساب الأشراف "1/ 180".
    (١٥) المعارف "ص175".
    (١٦) تاج العروس "7/ 107"، "برك".
    (١٧) الاشتقاق "ص58"، نسب قريش "218 وما بعدها".
    (١٨) المحبر "ص137".
    (١٩) المحبر "ص159"، البلاذري، أنساب "1/ 149 وما بعدها".
    (٢٠) المحبر "174"
    (٢١) البلاذري، أنساب "1/ 131 وما بعدها".
    (٢٢) المحبر "ص 158 وما بعدها".
    (٢٣) بلوغ الأرب "1/ 249".
    (٢٤) أيام العرب "331".
    (٢٥) أيام العرب "334".
    (٢٦) الاشتقاق "60".
    (٢٧) وأصبح بطن مكة مقشعرًّا
    كأن الأرض ليس بها هشام
    الاشتقاق "92"، نسب قريش "301".
    (٢٨) الاشتقاق "63", المحبر "139"، المعارف "32".
    (٢٩) المحبر "139"، الأغاني "15/ 11".
    (٣٠) الاشتقاق "92".
    (٣١) المحبر "ص139 وما بعدها", نسب قريش "301".
    (٣٢) المحبر "ص176".
    (٣٣) المحبر "ص139"، البلاذري، أنساب "1/ 125".
    (٣٤) المحبر "160".
    (٣٥) المحبر "161".
    (٣٦) المحبر "ص176".
    (٣٧) "فاذا هو أبو جهل بن هشام"، هكذا في نهاية الخبر. بينما الخبر يخص الحارث بن هشام، كما جاء في أوله، راجع المحبة "ص139", ويظهر أن مراده من الخبر الثاني الخاص بالأخوين: "أبو جهل"؛ لأنه كان أحول كما هو بهذا الخبر, وقد كان أبو جهل من الحولان الأشراف، المحبر "ص303".
    (٣٨) ابن الأثير، الكامل "2/ 47 وما بعدها".
    (٣٩) ابن الأثير, الكامل "2/ 47 وما بعدها".
    (٤٠) البلاذري، أنساب "1/ 130".
    (٤١) المحبر "ص140 وما بعدها".
    (٤٢) Ency., Iv, p. 111.
    (٤٣) تفسير الطبري "5/ 36"، ابن هشام "1/ 72 وما بعدها".
    (٤٤) المحبر "ص337".
    (٤٥) المحبر "ص337".
    (٤٦) المحبر "237".
    (٤٧) المحبر "161".
    (٤٨) المحبر "ص337".
    (٤٩) البلاذري، أنساب "1/ 134".
    (٥٠) المحبر "174"، البلاذري، أنساب "1/ 134".
    (٥١) المحبر "ص165", الاشتقاق "ص49".
    (٥٢) الطبري "2/ 398"، المحبر "165", البلاذري، أنساب "1/ 141".
    (٥٣) البيان والتبيين "3/ 97"، البلاذري، أنساب "1/ 141".
    (٥٤) البيان والتبيين "3/ 97"، الإصابة "3859".
    (٥٥) الزخرف، الرقم 43, الآية 31 وما بعدها، البلاذري، أنساب "1/ 141".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:35 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام
    الجــــزء التاسع :
    《 وجهاء مكــــة 》

    وكــــان أمر مكــــة إلى وجهاء أمـرها مثــــل : "بنو مخـــزوم"، و"بنو عبـــد شمس" و"بنو زهـــرة" و"بنو سهــــم" و"بنو المطلب"، و"بنو هاشم" و"بنو نوفــل" و"بنو عــدي" و"بنو كنانــــة" و"بنو أسد" و"بنو تَيْم" و"بنو جمح" و"بنو عبد الدار" و"بنو عامر بن لؤيّ" و"بنو محارب بن فهر".
    وذكــر بعض أهــل الأخبار، أن الشرف والــرياسة في قـــريش في الجاهلية في "بني قصي"، لا ينازعــونهــــم ولا يفخـــر عليهم فاخر, فلم يزالوا ينقاد لهــــم ويرأسون. وكـــان لقريش ست مآثـــر كلهــا لبني قصي دون سائــــر قــــريش؛ منهــــا >الحجابة والسقاية والـــرفادة والندوة واللواء والرياسة. فلما هلك "حـــرب بن أميــة"، وكـــان "حــــرب" رئيسًا بعد المطلب، تفرقت الــــرياسة والشــــرف في "بني عبد مناف"...

    فــكان في "بني هاشم" :
    الزبير وأبو طالب وحمزة والعباس بن عبد المطلب.

    وفي "بني أميــة" :
    أبو أحيحة، وهو سعد بن العاص بن أمية، وهو "ذو العمامة"، كان لا يعتم أحــد بمكة بلون عمامته إعظامًا لـــه.

    وفي "بني المطلب" :
    عبـــد يزيد بن هاشم بن المطلب، و"عبد يزيد" هو "المحض لا قذى فيه"
    وفي "بني نوفل" :
    المطعم بن عدي بن نوفل.

    وفي بني "أسد بن عبد العزى" :
    خويلد بن أسد، وعثمان بن الحويرث بن أسد.
    وقد كانت النبوة والخلافة لبني عبد مناف، ويشركهم في الشورى :
    "زهــــرة" و "تيــــم" و "عــــدي" و"أسد" (١).

    وقـــد اختص "بنو كنانـــة" بالنسيء, فكــــان نسأة الشهور منهــــم, وهـــم "القلامسة", وكانــــوا فقهاء العــــرب والمفتين لهــــم في دينهــــم (٢). فمكانتهم إذن بين الناس هي مكانـــة روحيـــة، فبيدهم الفقه والإفتاء.

    ومكة وإن كانت مجتمعا حضريا أهله أهل مدر في الغالب، غير أنها لـم تكن حضرية تامــة الحضارة بالمعنى الذي نفهمه اليــوم؛ لأن الحياة فيها كـــانت مبنية على أساس العصبية القبلية.

    المدينـة مقسمة إلى شعاب، والشعاب هي وحــــدات اجتماعيــــة مستقلــة تحكمهــا الأسر، وبيـــن الأسر نــــزاع وتنافس على الجاه والنفوذ نزاع وإن لم يقلق الأمن ويعبث بسلام المدينة إلا أنه أثر في حياتها الاجتماعية أثرًا خطيــــرًا، انتقلت عــــدواه إلى أيــام الإسلام.

    لقد حــــاول بعض رؤسائها ووجوهها التحكم بأمر مكة، وإعلان نفسه ملكا عليها, يحلي رأسه بالتاج شأن الملوك المتوجين، ولكنه لم يفلح ولــم ينجح حتى ذكــــر أن بعضهــــم التجـــأ إلى الغــــرباء؛ لمساعدتهــــم بنفوذهــــم السياسي والـمـادي والعسكــــري في تنصيب أنفسهم ملــــوكا عليها، فلـــم ينجحوا، كالــــذي ذكروه عن "عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى" المعروف بـ"البطــــريق"، من أنه طمع في ملك مكــــة، فلما عجــــز عن ذلك خرج إلى قيصر، فسأله أن يملِّكه على قــــريش، وقــال : أحملهم على دينك فيدخلون في طاعتك، ففعل، وكتــب لـــه عهـــدًا وختمه بالــــذهب، فهابت قريش "قيصر" وهموا أن يدينوا لـــه ثم قام"الأسود بن المطلب أبو زمعة" فصــــاح، والناس في الطــــواف : إن قريشا لقاح! لا تملك ولا تملك, وصاح الأسود بن أسد بن عبد العزى : ألا إن مكــــة حي لقـــاح، لا تــــدين لملك. فاتسعت قـــريش على كلامه، ومنعوا عثمان مما جاء له، ولم يتم لــه مراده فمات عنــد ابن جفنة ؛ فاتهمت "بنــو أسد ابن جفنة" بقتله (٣), وابن جفنة هــــو "عمرو بن جفنة الغساني" (٤).

    ولـــم يكـــن عثمان بن الحويرث أول زعيــــم جــــاهلي فُتن بالملك وبلقب مــــلك, الحبيب إلى النفــــوس، حتى حمله ذلك على استجـــداء هذا اللقب والحصول عليه بأيــــة طريقة كــانت ولـــو عن سبيل التـــودد إلى الأقوياء الغــــرباء والتوسل إليهم؛ لمساعدتهم في تنصيبهم ملوكًا على قومهم.

    ففي كتب أهــــل الأخبار والتـــواريخ أسماء نفـــر كانوا على شاكلته، فتنهم الملك وأعماهم الطمع وحملهم ضعف الشخصية وفقــــر النفس حتى على التـوسل إلى "الساسانيين" و "الروم" لتنصيبهم على قومهــــم ومنحهــــم اللقــــب الحبيب، ووضـــع التاج على رأسهــــم، في مقابل وضــــع أنفسهم وقومهــــم في خــــدمة السادة المساعدين أصحاب المنة والفضــــل.

    ولقـــد استمات عثمان بن الحـــويرث في سبيل الحصول على ملك مكــــة حتى ذكر أنه تنصر وتقـرب بذلك إلى الروم، وحسنت منزلته عنــدهم، ومن يــــدري؟ فلعله كــان مدفوعًا مأمورًا حرضه الــروم ودفعوه للحصول على المدينة المقدسة؛ ليتمكنوا بــذلك من السيطرة على الحجاز والوصــول إلى اليمـن والسيطرة على العربية الغربية والعـــربية الجنوبية، وإخضاع جزيرة العــــرب بــــذلك لنفوذهــــم.
    ولقـــد جمع القـــوم ورغبهم وأنذرهم وحذرهـــم بغضب الــــروم عليهم إن عارضــوا مشروعه وقاومــوا تنصيبه ملكًــا عليهم, قائــــلًا لهــــم :
    "يا قــوم، إن قيصر قد علمتم أمانكم ببلاده، وما تصيبون مــن التجارة في كنفــه, وقــد ملكني عليكــم، وأنا ابن عمكـــم، وأحدكم، وإنما آخــــذ منكم الجراب من القرظ والعكة مـن السمن والأوهاب، فأجمع ذلك ثم أذهب إليه وأنا أخــــاف إن أبيتم ذلك أن يمنـــع منكـــم الشام، فلا تتجروا به وينقطع مرفقكــــم منــــه"(٥).

    وإذا صــــح أن هــذا الكــلام هو كلام "عثمان بن الحويرث" حقًّــــا، وأنــــه خاطـــب بــــه قومــــه لحثهــــم على الاعتراف بـــه ملكا على مكـــة، فإنــه يكون كــلام رجل عرف من أين يكلم قومه، وكيف يأتيهم! فقد هددهم بأن الـــروم سيمنعونهم مــن الاتجار مـــع الشام إن خالفــوه ولــم يبايعوه ولــم يسلموا له بالملك، وقد كلفه "قيصر" بـــه؛ لأنه يعلم أن تجارة قــــريش مع بلاد الشام هي مصدر من أهم مصادر رزقهــم, ولهذا ظن بأنهم سيخضعون لـــه ويقبلون بما جــــاء بــــه.
    ولكن أشراف مكـة من أصحاب المال والنفــــوذ، لـــم يحملوا هـــذا التهديد محمل الجــــد، فالـــروم لا يهمهم أمر "عثمان" كثيرًا، ثم إن تهديدهم بقطع تجارة قــــريش مــــع الشام تهديد لا يمكن تحقيقه، وحــدود الشام طويلة ومفتوحة، ولعلهـــم وجدوا أن كـــلام "عثمان" هــــو ادعاء لـــم يصدر عــن الــــروم، تفوه به، من حيث لا يعلمون فلــــم يقيموا لــــه وزنًــــا....•

    ولم يذكر أهــل الأخبار شيئا عن لقب "البطريق" الذي منحوه لـ"عثمان بن الحويرث"(٦)...
    ولا أظن أن الروم قد منحوه له؛ لأنهم لم يكونوا يمنحون هـــذا اللقب المهم إلا لكبــار العاملين في خدمتهم، ممن أدى لهم خدمات جليلة، ولا أظن أنــه يشير إلى درجة دينية؛ لأنه لم يشتهر بين "النصارى" شهرة كبيرة ولــم ينل من العلــــم والمكانــــة ما يؤهلــه لأن يكون "بطريارخًا" على الكنيسة.

    وقـــد ذكـــر علماء اللغة أن "البطرق" القائد، معـــرب، وهـو الحاذق بالحرب وأمورها، وهو ذو منصب عند الـــروم (٧).
    فـــلا يعقل أن يكون "عثمان" قد نال هــذه المنزلة عنـــد البيزنطيين, وهي منزلـــة لــــم ينلهـا إلا بعض ملــــوك الغساسنة مع صلتهم القويــــة بهــم.

    ومما يذكره أهل الأخبار عن "عثمان" هذا، أنه كان في رؤساء حرب الفجار من قــــريش, وأنه كان من "بني أسد بن عبد العـــزى"، وأنــــه كـــان أحـــد الهجائين (٨).

    ومن وجهاء مكـة وساداتها المقدمين المعــــروفين :
    "عبد الله بن جدعان" وكــــان ثــــريًّا واسع الثــــراء، كما كان كريمًا، أسرف في أواخــــر عمــــره في إكرام الناس وبالغ في إعطائهم حتى حجـر رهطه عليه لما أسن، فكـــان إذا أعطى أحدًا شيئًا، رجعـــوا على المعطى فأخـذوه منـــه. فكان إذا سأل سائل، قال: "كن مني قــــريبا إذا جلست، فــــإني سألطمك، فــــلا ترضَ إلا بأن تلطمني بلطمتك، أو تفتــــدي لطمتك بفــــداء رغيب ترضــــاه"(٩).

    وإلى هــــذا الحـــادث أشار ابن قيس الرقيات :
    والــــذي إن أشار نحوك لطمًا ... تبـــع اللطم نائــــل وعطــــاء (١٠).

    وينسبه النسابــــون إلى "بني تيم بن مُرَّة"، ويقــــولون في نسبه : إنــــه "عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة", وهـــو ابن عم والد الخليفة "أبي بكــــر"(١١) ويذكرون "أنه كــــان في ابتداء أمره صعلوكًا تــــرب اليدين، وكان مع ذلك شريرًا فاتكًا، لا يـزال يجني الجنايات فيعقل عنــــه أبــــوه وقومــــه، حتى أبغضته عشيرته، ونفاه أبـــوه، وحلف ألا يؤويه أبدًا، فخرج في شعاب مكة حائرا مائرا يتمنى الموت أن ينزل بـه فــــرأى شقا في جبل، فظن أن فيـــه حيـــة، فتعرض للشق يرجو أن يكون فيـــه ما يقتله فيستريح، فلــــم يجد شيئا، فدخل فيه"، فـــإذا به أمام غار هــو مقبرة من مقابر ملوك "جـــرهم" وفيه كنــــوز وأمـــوال من أموالهــــم ثمينة, من بينها "ثعبان" مصنوع مـن ذهــــب، لــــه
    عينان من ياقــــوت. ووجــــد جثث الملوك على أسرَّة، لم ير مثلها، وعليها ثيــاب مــن وشي، لا يُمَسُّ منها شيء إلا انتثر كالهباء مــــن طــــول الزمان فأخذ من الغار حاجته ثم خرج، وعلَّم الشق بعــــلامة، وأغلق بابه بالحجارة وأرسل إلى أبيه بالمال الذي خــرج به منــه يسترضيه ويستعطفه، ووصــل عشيرته كلهم، فـ سادهم وجعل ينفق من ذلك الكنـز، ويطعم الناس، ويفعل المعــروف. وكان كلما احتاج إلى مال ذهـــب، فاستخرج ما يحتاج إليه من ذلك الكنــــز, حتى صــــار مــن أغنى أغنياء مكــــة (١٢).

    فثـــراء "عبد الله بن جدعان" هو من هـذا الكنز, على زعم رواة هذه القصة التي يتصـــل سندها بـ"عبد الملك بن هشام" راوية "كتاب التيجان"، وهـــو كتاب مليء بالأقاصيص والأساطيـــر وقـــد تكــون القصة صحيحة، فعثور الناس على كنــــوز ودفائن من الأمور المألوفة، وقـــد عثر غيره ممن جاءوا قبله أو جاءوا بعده على كنــوز، بل ما زال الناس حتى اليــوم يعثرون عليها مصادفــــة أو في أثنــــاء الحفــــر والتنقيب. والشيء الغـــريب فيها هو هـــذا التــــزويق والنتميق، وهو أيضا شيء مألـــوف بالنسبة إلينا، وغيــــر غريب وقد تعودنا قراءته، فمن عـادة القصاصين ورواة الأساطيــــر والأباطيل الإغــــراب في كــــلامهم والكذب فيه لأسباب لا مجال لذكرها هنا، وعلى رأس هــذه الطائفة "وهب بن منبه" صاحب "كتــــاب التيجان".

    وذكــــر أنه لثــــرائه كان لا يشرب ولا يأكــل إلا بآنية مـن الــــذهب والفضة فعــــرف لذلك بـ"حاسي الذهب"(١٣)

    ويــذكر أهــل الأخبار أن "عبد الله بن جـــدعان" كــــان نخاسًا، لــه جــــوارٍ يساعين، ويبيع أولادهن.
    فكانت جــواريه تؤجــــر للرجال، وما ينتج عن هذا السفاح مــن نسل يربى فيبقي منــــه عبد الله ما يشاء ويبيع منـــه مــــا يشاء (١٤).
    ولكنــــه مـــع اتجــاره بالرقيق، وعلى النحو المتقـــدم، كـــان -كما يقولون- يعتق الرقـــاب, ويعين على النــوائب ويساعـــد الناس, ويقضي الحاجــات (١٥) ولا سيما بعد تقدمـــه في السن.

    ولا يستبعد أن يكــون ما ذكـــره أهل الأخبار عن "عبد الله بن جدعان"، هو مـــن صنـــع حساده ومبغضيه ممـــن حسدوه على مــا بلــــغ إليه بمكة من مركـــز وجاه. ومثل هذا التشنيع على الناس شائع مألوف, لا سيما وقد كان في الأصل فقيــرا غيـــر موسر، فغني بجده واجتهاده, فتقوَّل عليه حساده مـــن أهــــل زمانــــه تلك الأقــــوال.

    وقـــد عـــرف "ابن جدعان" بإكــــرام الناس وبالإنفــاق على أهــــل مدينته وروى أهـل الأخبار أمثلة عديدة على جــــوده وسخائــــه.
    مـــن ذلك : ما رووه من أنـــه كان قد وضع جفنة كبيرة مـلأها طعامًا ليأكل منهـا الناس، وكــــانت الجفنــــة على درجة كبيــــرة من السعة بحيث غرق فيها صبي كــــان قــــد سقط فيها.

    وذكــــروا أن الرسول قــــال :
    "لقــــد كنت أستظل بظل جفنة عبــد الله بن جدعان صكَّة عُمَيّ" أي: وقت الظهيرة (١٦). ووصفوا الجفنة فقالوا: إنها "كــــانت لابن جدعـــان في الجاهلية، يطعـــم فيها الناس، وكــان يأكــــل منهـــا القائــــم والراكــــب لعظمها"(١٧). يأكل الراكب منها، وهـو على بعيره من عـــرض حافتها وكثرة طعامها (١٨).
    وذكروا أنه كان يطعم التمر والسويق ويسقي اللبن، حتى سمع قـــول أمية بن أبي الصلت :

    ولقــــد رأيــت الفاعلين وفعلهــــم ... فــــرأيت أكرمهــــم بني الديَّان
    البر يُلْبَك بالشهاد طعامهــــم ... لا مـا يعللنا بنــــو جـــدعان

    فبلغ ذلك عبد الله بن جدعان، فوجـه إلى اليمـــن من جــــاءه بمــن يعمـــل الفالـــوذج بالعسل، فكــــان أول مـــن أدخله بمكة، وجعل مناديا ينادي كــل ليلة بمكة على ظهر الكعبة : أن هلموا إلى جفنة ابن جدعان. فقال أمية بن أبي الصلت :

    لــه داعٍ بمكة مشمعل ... وآخر فوق كعبتها ينــــادي (١٩)
    إلى ردحٍ من الشيزي مــــلاءٍ ... لُباب البــــر يلبك بالشهاد (٢٠)

    ويذكر أهل الأخبار أن "أمية" كان قد أتى "بني الديان" فدخــــل على "عبد المدان بن الديان" مــــن بني الحارث بن كعب بنجران، فإذا بـه على سريره وكأن وجهه قمـــر، وبنوه حوله، فدعا بالطعام، فأُتي بالفالوذج، فأكل طعامًا عجيبًا ثــــم انصرف فقــــال في ذلك الشعر المذكــــور، فلما بلغ شعره "ابن جدعان", أرسل ألفي بعيــر إلى الشام تحمــــل إليــــه البُــرَّ والشهد والسمن وجعل لـــه مناديين يناديان : أحدهما بأسفل مكة والآخــــر بأعلاها وكـان أحدهما سفيان بن عبد الأسود والآخــــر أبا قحافة، وكــــان أحدهما ينادي : ألا من أراد اللحــــم والشحم فليأتِ دار ابن جدعان، وينادي الآخر: إن من أراد الفالــــوذج فليأتِ إلى دار ابن جــــدعان. وهــــو أول مـن أطعم الفالوذج بمكــــة (٢١)....•

    وذكــــر "الجاحظ" أن من أشرف مـــا عــــرفه أهل مكــــة من الطعام، هـــو "الفالوذ", ولم يطعم الناس منهم ذلك الطعام، إلا عبد الله بن جدعان (٢٢).

    ولبعض أهـل الأخبار رواية أخرى في كيفية وقــــوف "ابن جــــدعان" على الفالوذ "الفالوذج" وإدخاله إلى مكـــة وترجــــع هــــذه الرواية إلى الفــرس فيقــول : وفــد "ابن جــــدعان" على كسرى، فأكل عنده الفالوذ، فسأل عنه فقيل لـــه : هـــذا الفالوذ، قـــال : وما الفالوذ ؟ قالــــوا : لُباب البُرِّ يُلْبَكُ مـع عسل النحل؛ فأعجبه، فابتاع غـــلامًا يعرف صنعه، ثم قدم به مكة معه، ثم أمــــره فصنع له الفالوذ بمكة، فوضع الموائد بالأبطح إلى باب المسجد، ثم نــــادى مناديه : ألا مــن أراد الفالــوذ فليحضر، فحضر الناس. فكان فيمن حضر أمية بن أبي الصلت (٢٣).

    وذكـــر أنه كـــان يضع "الحَيْس" على أنطاع على الأرض ليأكل منها القاعـد والراكـــب, والحيس : الأَقِطُ يخلط بالتمر والسمن. وقـــد يُجعــل عــوض الأقِط الـــدقيقُ والفتيت. وقيــــل : الحيس : التمــــر والأقـــط يُـــدقان ويعجنان بالسمن عجنا شديــدا حتى يندر النوى منه نواةً نواةً، ثـــم يسوى كالثــــريد. وهـــو الوَطْبة أيضا، ألا أن الحيس ريما جعل فيـه السويق، وإما الوطبة فــــلا (٢٤).
    ويــــروي أهــل الأخبار أن أهل مكـــة كانــــوا يفــــدون على مائــــدة "ابن جدعان", وأن رســــول الله ﷺ كــان فيمن حضــــر طعامه (٢٥).

    ورُوِيَ أن الـرسول ﷺ لما أمـــر بـــأن يستطلع خبر القتلى من قـــريش يوم بدر، وأن تلتمس جثة "أبي جهل" في القتلى، قــال لهم : " انظـروا إن خفي عليكـم في القتلى، إلى أثر جــرح في ركبتـه، فإني ازدحمت يـومًا أنا وهــو على مأدبـــة لعبــد الله بن جـــدعان ونحن غـــلامان، وكنـــت أشف منـــه بيسير، فـــدفعته فوقـــع على ركبتيه فخدشت ساقـــه وانهشمت ركبتـــه فأثرها بـــاقٍ في ركبتـــه ", فوجدوه كـــذلك (٢٦).

    ويــذكر أهــل الأخبار أن "عبد الله بن جــدعان" كـــان قــد مثل قومه "بني تيــم" في الوقت الذي أرسلته قريش إلى "سيف بن ذي يــزن"، واسمه "النعمان بــن قيس"؛ لتهنئته بظفـــره بالحبشة، وإخراجهم من وطنه. وكان هذا الوفد في وفود من العرب جاءته لتهنئته، وفيهــا شعـــراء وأشـــراف وسادات قبائل. وقــد كـان في وفـــد قـــريش :
    عبد المطلب بن هاشم، وأمية بن عبد شمس، وخويلد بن أسد، ووهب بن عبد مناف. وقــد قدمت تلك الوفــود إلى صنعاء، ودخلــت قصـــره : قصر غُمـــدان (٢٧).

    ويـــروى أن عبد الله بن جدعان كـان عقيمًا، لـــم يولد لـــه ولـد (٢٨) فتبنى رجـــلًا سماه "زهيـــرًا" وكنـــاه "أبـــا مليكة"، فـــولده كلهـــم ينسبــون إلى "أبي مليكة", وفقــد "أبو مليكة" فلم يرجـــع (٢٩).
    وكانـت لـــه بئــر بمكة تسمى "الثريا" وقد ذكر أن "بني تيم" حفروها (٣٠).

    وذكـــر أن دار عبد الله بن جـــدعان كـــانت في "ربــع بني تيم"، وكـــانت شارعة على الوادي. (٣١) وكانت دارا فخمة، وبقيت مشهورة معروفة بمكة حتى بعـــد وفاتـــه.

    وبهـــذه الدار عقـــد "حلـف الفضول" وذلك لشرفه ومكانته بين أهل مكـــة إذ ذاك, ولثرائه الضخم دخل كبير في ذلك، ولا شك. وقـــد صنــع للمدعوين طعاما كثيـــرا قدمه إليهم، ثــم عقــد الحلف.
    وكــان الرسول ﷺ ممن شهده، وهـو ابن عشرين أو خمس وعشرين, وكان يتذكره ويقول : " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا مـا أُحب أن لي بــه حمــر النعم, ولو دعي بــه في الإسلام لأجبـت "(٣٢) أو " أمــا لـــو دعيت في الإسلام لأجبت، وأحب أن لي به حمر النعـــم، وإني نقصتُه ومــا يــزيده الإسلام إلا شدة "(٣٣).

    وقــد تكون حلف الفضول مـن هاشم و"المطلب" و"أسد" و"زهرة" و"تيم" وربما مـــن "بني الحارث بن فهـــر" أيضًـــا, وهـــم الـــذين كـــونوا حلف المطيبين. ولـــذلك ذهـــب بعض الباحثين إلى أن حلف الفضول, هـــو استمرار للحلف المذكور, إذ تألف مـن الأسر التي كانت ألفت ذلك الحلف ما خلا "بني عبد شمس" و"بني نوفل". وكـــان قــد وقــع نـــزاع بين "نوفل" و"عبد المطلب بن هاشم"، فعلَّه كــان السبب في عــدم انضمام "نوفل" إلى هـــذا الحلف، وقـــد تعاون "نـــوفل" و"عبد شمس"، ووجـــدا في استطاعتهما التعاون بينهما من غيـــر حاجـــة إلى الدخـــول في حلـــف الفضول؛ ولهذا لم يكن حلف الفضول في نظر هؤلاء، غير حلف من أحلاف الأسر، ولـــم يكـــن على رأيهم لنصرة الضعيف وإنصاف المظلوم، على نحو ما جاء في روايات أهل الأخبار.(٣٤).

    وروي أنـــه لمكانـــة "عبــد الله" التي بلغها عند قـومه وعند العـــرب، كانت العـــرب إذا قـــدمت عكـــاظًا دفعــت أسلحتها إليـــه حتى يفـــرغوا مـــن أسواقهم وحجهم، ثـــم يردها عليهم إذا ظعنـــوا.
    وكـان يحافظ على الأمانات محافظة شديدة، فلما جـــاءه "حرب بن أمية" صديقـــه، وهـــو مـــن وجهاء مكـــة وأثريائها كــذلك، قائـــلًا لـه : أحتبس قِبَلَكَ سلاحَ "هوازن" وذلك يوم نخلة مــن أيـــام الفجار الثاني، أجابـــه ابن جدعان : أبالغـدر تأمرني، يا حـــرب؟ والله لو أعلـــم أنـه لم يبقَ منها سيف إلا ضُربت بــه، ولا رمح إلا طعنت بـه ما أمسكت منها شيئًا.
    ثم أبى إلا تسليم السلاح إليهم (٣٥).

    تابـــع الجـــزء العاشر 》》》

    ======================
    (١) المحبر "ص164 وما بعدها، 169".
    (٢) المحبر "ص156".
    (٣) نسب قريش "209 وما بعدها"، الروض الأنف "1/ 146".
    (٤) جمهرة ابن حزم "190"، الروض الأنف "1/ 146", نسب قريش "209 وما بعدها".
    (٥) الروض الأنف "1/ 146".
    (٦) نسب قريش "209 وما بعدها"، الروض الأنف "1/ 146".
    (٧) اللسان "10/ 9"، "بطريق".
    (٨) الاشتقاق "59"، نسب قريش "210"، المحبر "165، 170".
    (٩) المحبر "ص138"، نسب قريش "256", عيون الأخبار لابن قتيبة "1/ 335", تأريخ الخميس "1/ 256"، سمط النجوم "1/ 201 وما بعدها".
    (١٠) المحبر "ص 138"، نسب قريش "293"، وهو من "بني تيم"، وقد أخطأ المستشرق "ليفي بروفنسال" أو من أشرف نيابة عنه على طبع كتاب "نسب قريش", فصير: "بنو تيم" "بنو تميم"، راجع "ص292 س10", و"ص293 س1". والخطأ خطأ مطبعي ولا شك، ولأهميته أشرت إليه.
    (١١) ابن خلدون، القسم الأول، المجلد الثاني "ص674" "بيروت", ابن كثير، البداية والنهاية "2/ 217" "مطبعة السعادة"، ابن حزم، جمهرة أنساب العرب "136".
    (١٢) البداية والنهاية، لابن كثير "2/ 217 وما بعدها"، تأريخ الخميس "1/ 255", عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المالكي، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي "1/ 199", ابن الأثير، الكامل "1/ 359".
    (١٣) أيام العرب "248".
    (١٤) المسعودي، مروج "4/ 145" "طبعة باريس"، الثعالبي، لطائف المعارف "128" "الأبياري", المعارف لابن قتيبة "576".
    (١٥) البداية، لابن كثير "2/ 229".
    (١٦) ابن كثير، البداية "2/ 217"، اللسان "10/ 457"، عيون الأخبار "3/ 268", "كتاب الطعام".
    (١٧) ابن كثير, البداية "2/ 217"، سمط النجوم "1/ 199"، اللسان "10/ 457".
    (١٨) ابن كثير "2/ 229".
    (١٩) وفي رواية أخرى: "فوق دارته" بدلًا من "فوق كعبتها"، وهناك اختلافات أخرى في رواية هذه الأبيات وغيرها.
    (٢٠) البداية "2/ 217"، وذيل الأمالي والنوادر للقالي "38", الأغاني "8/ 329".
    (٢١) سمط النجوم "1/ 199"، ذيل الأمالي والنوادر "38".
    (٢٢) البخلاء "210" "طه الحاجري".
    (٢٣) الأغاني "8/ 329".
    (٢٤) الجاحظ، الحيوان "3/ 403"، لسان العرب "6/ 61".
    (٢٥) اللسان "10/ 457"، أيام العرب "329". "2/ 217".
    (٢٦) ابن هشام "2/ 288"، سمط النجوم "2/ 202"، البداية لابن كثير "2/ 217".
    (٢٧) ابن عساكر, التأريخ الكبير، "1/ 361"، العقد الفريد "2/ 23" "لجنة التأليف" ابن كثير، البداية والنهاية "2/ 328".
    (٢٨) المحبر "ص97"، "ومن ولده: عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان ... وعلي بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان", نسب قريش "293".
    (٢٩) المعارف "ص475"، المحبر "ص307".
    (٣٠) الحموي، المشترك "87"، البلدان "2/ 77"، الأزرقي، أخبار مكة "440", "لايبزك".
    (٣١) أخبار مكة "ص 468" "لايبزك".
    (٣٢) المقدسي، البدء والتأريخ "4/ 137", تأريخ الخميس "1/ 261"، النويري، نهاية الأرب "6/ 267"، البخلاء "2/ 12", ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة "15/ 203"، طبقات ابن سعد "1/ 126، 128"، مروج "4/ 122 وما بعدها" "باريس".
    (٣٣) النويري، نهاية الأرب "6/ 267"، سمط النجوم العوالي "1/ 190", ابن هشام "1/ 190"، البداية "2/ 291 وما بعدها"، ابن خلدون "القسم الأول، المجلد الثاني ص706 وما بعدها" ابن الأثير، الكامل "ذكر حلف الفضول"، اللسان "11/ 527".
    (٣٤) Annail I, 164, Watt, Muhammad at Mecca. P. 6,.


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:36 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام
    الجزء الثامن :

    ومــن ولــــد عبد المطلب :
    عبد الله وهو والد الرسول ﷺ ، وأبو طالب واسمــه عبـــد مناف، والزبير، وعبد الكعبة، وعاتكة، وبَرَّة, وأميمة (١).
    وعــــدة ولــــده اثنا عشر رجلًا وست نسوة (٢).

    ولـــم يكن ولد عبد المطلب من رجال مكــــة الأثـــرياء، وكل ما كان عندهم ثــــراء روحي، استمــدوه مــن اســـم "قصي" وهاشم، فكانــــوا من وجهاء مكة من هذه الناحية, أما مــن ناحية المادة والمــــال، فلـــم يكــــونوا مــن السباقين فيه. لقد كانوا وسطًا، وربما كانــوا دون أوساط تجار مكـــة.
    مـــات "عبد الله" ولـــم يخلف لأهلــه شيئًا، ومات أبو طالب وحالته المالية ليست على ما يــــرام.
    لقـــد كانوا تجارًا يخرجون بتجارتهم على عـــادة فيهم إلى بــلاد الشام، أو إلى اليمــن فيبيعون ويشترون ولكنهم على ما يبــدو مــن الأخبار لم يتمكنوا مـــن جمــــع ثــــروة تغنيهم وتجعلهم مـــن أغنياء مكــــة.
    وقــــد تــــوفي "عبد الله" وهـــو في طريقه من "غــزة" إلى مكة، وكان قد أقبل بتجارة لـــه، فنزل بالمدينة وهو مـــريض، وتوفي هناك (٣), وإن "عبد المطلب" بعــــث إليــه "الزبير بن عبد المطلب" أخــاه، ودفن في دار النابغة (٤), وإنه تــــرك عند وفاته "أم أيمن" حاضنة الـــرسول ﷺ وكان يسميها : "أُمّي"، فأعتقهــا وخمسة أجمـــال أوراك، وقطعة غنــــم، وسيفا مأثورا ، وورقــــا (٥).

    وخــــرج "أبو طالب" بتجارة لـــه في "عير قريش" ولكنـــه لـــم يتمكن من كسب شيء يريحه ويسعده من كـــل تجاراتـــه، وآية ذلك أن الرسول أخـذ منــه ابنه "عليًّا"؛ ليخفف عنــه مشقة الإنفاق على ولــــده، وأخذ "العباس" "جعفرًا" منه لينفق عليه.
    ووضعٌ مثل هذا لا يدل على يسر (٦) وكانت لــه مــع فقره هذا وجاهة عند أهلــــه وقــــومه. قيل : "لم يسد من قــــريش ممــق إلا عتبة وأبـــو طالب فإنهما سادا بغير مــــال"(٧).
    وقـــال "علي" في والــده : "أبي ساد فقيــــرًا وما ساد فقيرٌ غيــــره"(٨).
    وذكــــر أن عيـــاله كانــــوا في ضيقة وخـــدة، لا يكادون يشبعون لقلة مـــا عندهــــم (٩).

    و"عتبة بن ربيعة" هـــو أبو هنـد زوج "أبي سفيان"، وهي أم معاويـــة. ويذكر أهل الأخبار أيضا : "ساد عتبة بن أبي ربيعة وأبو طالب، وكانا أفلس من أبي المزلق، وهو رجل من بني عبد شمس، لم يكن يجد مؤنة ليلته، وكذا أبوه وجده وجد جده كلهم يعرفون بالإفلاس"(١٠).

    ويظهر أن "عبد شمس" و"نوفلًا" و"مخزومًا"، كانوا قد تمكنوا من منافسة "عبد المطلب" و"آل هاشم" على التجارة، ومن انتزاع تجارة بلاد الشام منهم، ومن مزاحمتهم في الاتجار مع اليمن والعراق، حتى حصلوا على ثراء طائل، صيرهم من أغنى رجال مكة، وجعل لهم التفوق على البلد، حتى صار رجال من "بني مخزوم" من أغنى رجال مكة, وكذلك رجال من "عبد شمس".

    وتعد "أيام الفجار" من الحوادث المؤثرة في تأريخ مكة, وهي أفجرة. وإنما سميت بذلك؛ لأنها كانت في الأشهر الحرم، ومن أهمها "فجار البراض"، نسبت إلى "البراض بن قيس" الذي قتل "عروة الرحال" "عروة بن عتبة الرحال"، إلى جانب "فدك" بأرض يقال لها "أوارة"، فأهاج مقتله الحرب بين "قريش" ومن معها من "كنانة" وبين "قيس عيلان"، وكانت الدبرة على "قيس"(١١).
    وذكر في رواية أخرى، أن الفجارات الأربعة: فجار الرجل، أو فجار بدر بن معشر الغفاري، وهو الفجار الأول، وفجار القرد، وفجار المرأة، والفجار الرابع هو فجار البراض (١٢), وأن يوم "البراض" أو يوم نخلة, هو أعظم أيام الفجار, وكان البراض قد قدم باللطيمة إلى مكة فأكلها, وهي لطيمة "النعمان بن المنذر"، التي وضع "النعمان" زمامها بيد "عروة بن عتبة الرحال"، وكان سُمي الرحال لرحلته إلى الملوك، فكان ذلك مما أهاج الحرب.
    وقد رأس قريشًا : حرب بن أمية، وكان موضعه في القلب، وعبد الله بن جدعان في إحدى المجنبتين، وهشام بن المغيرة في الأخرى، فالتقوا بـ"نخلة"، فاقتتلوا حتى دخلت قريش الحرم، وجن عليهم الليل, فكان اليوم لهوازن (١٣).

    وذكر أن هذا اليوم قد وقع بعد عشرين سنة من عام الفيل, وقد شهده الرسول ﷺ , وعمره عشرون سنة.

    ثم إن قريشًا وبني كنانة لقوا هوازن بشمطة, وعلى بني هاشم: الزبير بن عبد المطلب، وعلى بني عبد شمس وأحلافها: حرب بن أمية، وعلى بني عبد الدار وحلفائها: عكرمة بن هاشم، وعلى بني أسد بن عبد العزى: خويلد بن أسد، وعلى بني زهرة: مخرمة بن نوفل، وعلى بني تيم: عبد الله بن جدعان، وعلى بني مخزوم: هاشم بن المغيرة, وعلى بني سهم: العاص بن وائل, وعلى بني جمح: أمية بن خلف، وعلى بني عدي: زيد بن عمرو بن نفيل، وعلى بني عامر بن لؤي: عمرو بن شمس، وعلى بني فهر: عبد الله بن الجراح، وعلى بني بكر: بلعاء بن قيس، وعلى الأحابيش: الحليس الكناني، فالتقوا أول النهار على هوازن، فصبروا, ثم استحرَّ القتل في قريش، وانهزم الناس (١٤).

    ورُوي أن "البراض بن قيس" لقي "بشر بن أبي خازم" الأسدي الشاعر، فأخبره الخبر، وأمر أن يعلم ذلك "عبد الله بن جدعان" و"هشام بن المغيرة"، و"حرب بن أمية"، و"نوفل بن معاوية الديلي"، و"بلعاء بن قيس"، فوافى "عكاظًا"، فأخبرهم فخرجوا إلى الحرم، وبلغ "قيسًا" الخبر، فخرجوا في آثارهم فأدركوهم وقد دخلوا الحرم، ولم تقم في تلك السنة "عكاظ". ومكثت "قريش" وغيرها من "كنانة" و"أسد" بن خزيمة ومن لحق بهم من الأحابيش، وهم الحارث بن عبد مناة وعضل والقارة وديش والمصطلق من خزاعة لحلفهم بالحارث بن عبد مناة، سنة يتأهبون للحرب، لإنذار "قيس" لها. وتأهبت "قيس عيلان" وسارت على "قريش"، وكان فيها "أبو براء عامر بن مالك بن جعفر", و"سُبَيْع بن ربيعة بن معاوية النصري" و"دريد بن الصمة"، و"مسعود بن معتب الثقفي" و"أبو عروة بن مسعود" و"عوف بن أبي حارثة المري" و"عباس بن رعل السلمي". واستعدت "قريش" ورؤساؤها "عبد الله بن جدعان"، و"هشام بن المغيرة"، و"حرب بن أمية" و"أبو أحيحة سعيد بن العاص"، و"عتبة بن ربيعة"، و"العاص بن وائل"، و"معمر بن حبيب الجمحي"، و"عكرمة بن هاشم"، وخرجوا متساندين, ويقال: بل أمرهم إلى عبد الله بن جدعان. فالتقوا فكانت الدبرة أول النهار لقيس على قريش وكنانة ومن ضوى إليهم، ثم صارت الدبرة آخر النهار لقريش وكنانة على قيس، فقتلوهم قتلا ذريعا, فاصطلحوا على أن عدوا القتلى، وردت قريش لقيس ما قتلت فضلًا عن قتلاهم، وانتهت الحرب. وقد شهد الرسول ﷺ هذه الفجار، ورمى فيها بسهم، فكان يوم حضر ابن عشرين سنة، وكان الفجار بعد الفيل بعشرين سنة (١٥).

    وأغلب حروب الفجار معارك ومناوشات، ولم تكن حروبًا بالمعنى المفهوم من كلمة "حرب". أما أهميتها وسبب اشتهارها فلوقوعها في شهور حرم, ولخروج المتحاربين فيها على سنة قريش ودينهم في تحريم القتال في هذه الشهور, ولهذا السبب حفظ ذكرها وجاء خبرها في كتب أهل الأخبار. وقد كان النصر فيها على كنانة وقريش في الغالب, وهو شيء مفهوم معقول؛ فقد كانت "قيس عيلان" كما كانت "هوازن" قبائل محاربة تعيش على الغزو والقتال، بينما كانت "قريش" قبيلة مستقرة اتخذت التجارة لها رزقًا، كما عاشت على الأرباح التي تجنيها من مجيء الأعراب إليها في مواسم الحج أو أيام العمرة ومن الامتيار من أسواقها. وقوم هذا شأنهم في حياتهم وفي تعاملهم, لا يمكن أن يميلوا إلى الغزو والقتال، بل كانوا يحبون حياة السلم والاستقرار؛ يشترون السلم ولو عن طريق ترضية الأعراب بتقديم الأموال لهم والهدايا والهبات؛ لذلك لم يصر رجالها رجال حروب وقتال، بل صاروا رجال سياسة ومساومة ومفاوضات تنتهي بنتائج طيبة بالنسبة لهم، لا يمكن أن يحصلوا عليها من القتال.
    وقد رأس "الزبير بن عبد المطلب" بني هاشم، غير أن رئاسته هذه لم تكن متينة, وقد كان في جملة من شهد "حلف الفضول" في دار "عبد الله بن جدعان" (١٦), كما رأس "بني هاشم" في حرب الفجار (١٧).
    وذكر أنه كان نديمًا لمالك بن عُميلة بن السباق بن عبد الدار (١٨) وقد تاجر الزبير مع بلاد الشام إلا أنه لم ينجح في تجارته على ما ظهر، بدليل أنه لم يكن موسرًا، وذكر أنه كان أحد حُكام العرب الذين يتحاكمون إليهم (١٩).
    وحلف الفضول من الأحداث المهمة التي يذكرها أهل السير والأخبار في تأريخ مكة, وإذا صح ما يذكرونه من أنه عقد بعد الفجار بشهور، وفي السنة التي وقع فيها الفجار الذي حضره الرسول ﷺ ، ومن أن الرسول حضره وهو ابن عشرين سنة، فيجب أن يكون عقد هذا الحلف قد تم في حوالي السنة "590" للميلاد (٢٠). ويذكر أن الذي دعا إليه هو الزبير بن عبد المطلب (٢١).

    وقد شهد حلف الفضول بنو هاشم وبنو زهرة وبنو تيم, وذكر أنهم تعاهدوا على أن يكونوا مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه، وفي التآسي في المعاش, وقد عقد منصرف قريش من الفجار وكان الفجار في شوال, وعقد الحلف في ذي القعدة (٢٢).
    وذكر أيضا أنهم "تحالفوا ألا يُظلم أحد بمكة إلا قاموا معه حتى ترد ظلامته", وقد ذكره الشاعر "نبيه بن الحجاج السهمي"(٢٣).
    وليس لأهل الأخبار رأي ثابت عن سبب تسمية هذا الحلف بحلف الفضول؛ فذكر بعضهم أنه سمي بذلك لأنهم تحالفوا أن يتركوا عند أحد فضلًا يظلمه أحدًا إلا أخذوه له منه. وقيل: سمي به تشبيهًا بحلف كان قديمًا بمكة أيام جرهم, على التناصف والأخذ للضعيف من القوي والغريب من القاطن. وسمي حلف الفضول؛ لأنه قام به رجال من جرهم كلهم يسمى الفضل، فقيل: حلف الفضول جميعًا لأسماء هؤلاء (٢٤).
    وذكر أنه سمي حلف الفضول؛ لأن قريشًا قالت: هذا فضول من الحلف، فسمي حلف الفضول (٢٥).
    وقيل : لأن قريشًا تعاقدوا فيما بينهم على "مواساة أهل الفاقة ممن ورد مكة بفضول أموالهم"(٢٦) وهو في بعض الروايات تحالف ثلاثة من الفضليين على ألا يروا ظلمًا بمكة إلا غيَّروه. وأسماؤهم: الفضل بن شراعة، والفضل بن قضاعة، والفضل بن نصاعة، فسمي من ثم باسمهم: حلف الفضول (٢٧).

    وذكر أكثر أهل الأخبار, أن الغاية التي أريد بها منه، هي إنصاف المظلومين من أهل مكة، من الضعفاء والمساكين ومن لا يجد له عونًا ليحميه ويدافع عن حقوقه، وإنصاف الغرباء الوافدين على مكة من حجاج أو تجار، ممن يعتدي عليهم فيأخذ أموالهم أخذًا ويأكلها ولا يدفع لأصحابها عنها شيئًا. فذكر أن رجلًا من "زبيد" من اليمن، وكان باع سلعة له "العاصَ بن وائل السهمي"، فمطله الثمن حتى يئس، فعلا جبل "أبي قبيس"، وقريش في مجالسها حول الكعبة، فنادى رافعًا صوته يشكو ظلامته، ويطلب إنصافه مستجيرًا بقريش، فمشت قريش بعضها إلى بعض، وكان أول من سعى في ذلك "الزبير بن عبد المطلب"، واجتمعت في "دار الندوة"، وكان ممن اجتمع بها من "قريش" "بنو هاشم" و"بنو المطلب" و"زهرة" و"تيم" و"بنو الحارث"، فاتفقوا على أنهم ينصفون المظلوم من الظالم، فساروا إلى دار عبد الله بن جدعان، فتحالفوا هنالك (٢٨).

    وذكر أن رجلًا من "بني أسد بن خزيمة" جاء بتجارة, فاشتراها رجل من "بني سهم"، فأخذها السهمي وأبى أن يعطيه الثمن، فكلم قريشًا وسألها إعانته على أخذ حقه، فلم يأخذ له أحد بحقه، فصعد الأسدي "أبا قبيس", وصرخ بشعر يشكو فيه ظلامته، فتداعيت قريش، وعقدت حلف الفضول.

    وقيل: لم يكن من "بني أسد"، ولكنه "قيس بن شيبة السلمي"، باع متاعًا من "أبي خلف الجمحي" وذهب بحقه، فاستجار بـ"آل قصي"، فأجاروه، فكان ذلك سبب عقد حلف الفضول (٢٩). وقيل : بل كان الرجل من "بارق"، فلما يئس من أخذ حقه من "أبي"، صعد في الجبل ورفع عقيرته بقوله:
    يا للرجال لمظلومٍ بضاعته ... ببطن مكة نائي الدار والنفر
    إن الحرام لمن تمت حرامته ... ولا حرام لثوب الفاجر الغدر
    فلما سمعه "الزبير بن عبد المطلب", أجابه:
    حلفتُ لنعقدن حِلْفًا عليهم ... وإن كنا جميعًا أهل دارِ
    نُسميه الفضول إذا عقدنا ... يقربه الغريب لذي الجوارِ

    ثم قام وعبد الله بن جدعان، فدعوا قريشًا إلى التحالف والتناصر والأخذ للمظلوم من الظالم، فأجابوهما، وتحالفوا في دار عبد الله بن جدعان، فهذا حلف الفضول (٣٠).

    وذكر أن رجلًا من "خثعم" قدم مكة ومعه بنت وضيئة، فاغتصبها منه "نبيه بن الحجاج"، فقيل له: عليك بحلف الفضول، فوقف عند الكعبة ونادى: يا لحلف الفضول، فاجتمعوا حوله، واستردوا الجارية من نبيه, وقالوا له: "ويحك, فقد علمت من نحن وما تعدهدنا عليه" فأعادها إليه (٣١).
    ويظهر من هذا الخبر أن حلف الفضول كان قد عقد قبل هذه الحادثة، وأن جماعته كانت شديدة متراصة في دفع الحق إلى أهله واسترجاعه ممن اغتصبه كائنًا ما كان.
    ويظهر أن هذا الحلف استمر قائمًا إلى وقت ما في الإسلام، ثم فقد قيمته، فمات. فورد أنه كان بين "الحسين بن علي بن أبي طالب" وبين "الوليد بن عتبة بن أبي سفيان" منازعة في مال متعلق بالحسين، فماطله الوليد. "فقال الحسين للوليد: أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن مسجد رسول الله ﷺ ثم لأدعون لحلف الفضول، فلما بلغ ذاك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه"(٣٢).

    وقد تفسر دعوة "الحسين" المذكورة, بأن الحسين لم يقصد بقوله: "لأدعون لحلف الفضول"، الحلف القديم المعروف، وإنما قصد: لأدعون لحلف كحلف الفضول، وهو نصرة المظلوم على ظالمه، وقد أيده على حقه جماعة، منهم عبد الله بن الزبير، مما دفع الوليد إلى إرجاع حق الحسين؛ خشية وقوع فتنة وتدخُّل في هذه الخصومة (٣٣). ومعنى هذا أننا لا نستطيع أن نستنتج من الخبر المتقدم، أن حلف الفضول كان قد بقي إلى ذلك العهد.

    ويرجع حلف الفضول إلى أحلاف سابقة على ما يتبين من أخبار أهل الأخبار، إلى عهد "هاشم" وإلى ما قبل أيام هاشم. والظاهر أن أهل مكة، بعد أن اجتمعوا وتكتلوا في وادٍ ضيق وفي أرض فقيرة، وجدوا أن من العسير عليهم رؤية حفنة منهم وقد استأثرت بالمال والغنى، بينما عاش الكثير بينهم في فقر وفاقة، وأنهم إن أصموا آذانهم عن سماع نداء الإغاثة، فإن حالة من الذعر ستسود مدينتهم؛ لذلك تواصوا فيما بينهم على مواساة أهل الفاقة وجبر خاطر المحتاج، وعلى تراحمهم فيما بينهم وتواصلهم. وكان مما فعلوه لرفع مستوى الفقير، وللقضاء على الفوارق الكبيرة التي صارت فيما بين سادات مكة وسوادها، أن حثوا كل مكي على المساهمة في أموال القوافل، حتى إذا ما عادت رابحة، وُزِّعت أرباحها على هؤلاء أيضا، كل حسب مقدار ما ساهم به من مال في القافلة. وبذلك خفف أهل مكة من حدة التضاد الذي كان بين النقيضين, وأمنوا من تطاول الشباب الفقراء على الأغنياء، بأن فتح بعض الأغنياء أبواب بيوتهم للجياع، فآووهم وساعدوهم على نحو ما جاء في شعر لمطرود بن كعب الخزاعي, إذ يقول:
    هبلتك أمك لو حللت بدارهم ... ضمنوك من جوع ومن إقراف (٣٤).

    وقوله:
    والخالطين غنيهم بفقيرهم ... حتى يصير فقيرهم كالكافي (٣٥).

    والعطف على الفقراء ومواساة الضعفاء وذوي الحاجة من خلال الأشراف السادات؛ لأنهم إن لم يغثيوا الغائث ويرحموا المسكين فمن يرحمهم إذن على وجه هذه الأرض! وقد مدح من يخلط الفقير بالغني فيساوي بينهما، وذم من يبيت شبعان وجاره يبيت خامصًا لا شيء عنده يعتمد عليه (٣٦).

    وكان من أهم الأحداث التي وقعت في أيام الرسول ﷺ ، يوم كان في الخامسة والثلاثين، بناء الكعبة؛ بسبب سيل ملأ ما بين الجبلين، ودخل الكعبة حتى تصدعت، أو بسبب حريق أصاب أستار الكعبة، فتصدعت، فعزمت قريش على بنائها، فهدمتها وأعادت بناءها. وذكر أن قريشًا كانت قد أفردت ببناء كل ربع من أرباع البيت قومًا، وكان ذلك بقرعة بينهم. فلما انتهوا إلى موضع الحجر الأسود، اختلفوا فيمن يضعه وتشاحّوا عليه، فرضوا بأول من يدخل من الباب, فكان أول من دخل رسول الله، فوضعه بيده، بعد أن قال: "ليأتِ من كل ربع من قريش رجل"، وبذلك فضَّ النزاع (٣٧). ويجب أن يكون حادث بناء البيت إذن في حوالي السنة "605" للميلاد.

    تابع الجزء التاسع 》》
    《وجهاء مكة》

    ======================
    (١) الطبري "2/ 239" "دار المعارف".
    (٢) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة "1/ 89".
    (٣) الطبري "2/ 246" "دار المعارف"، البلاذري، أنساب "1/ 92"، ويقال: كان عبد المطلب بعثه إلى المدينة يمتار له تمرًا. ويقال: بل أتاهم زائرًا لهم، ويقال: بل قدم من غزة بتجارة له.
    (٤) البلاذري، أنساب "1/ 92"، ابن سعد، طبقات "1/ 99".
    (٥) البلاذري، أنساب "1/ 96".
    (٦) ابن الأثير، الكامل "2/ 37" "المنيرية"، الطبري "2/ 312" "الحسينية".
    (٧) السهيلي, الروض الأنف "1/ 121".
    (٨) اليعقوبي "2/9".
    (٩) البلاذري، أنساب "1/ 96".
    (١٠) السيرة الحلبية "1/ 153".
    (١١) تاج العروس "3/ 465"، "فجر"، عن حروب الفجار، العمدة "2/ 218 وما بعدها".
    (١٢) المسعودي، مروج "2/ 271"، تاج العروس "3/ 465".
    (١٣) البلاذري، أنساب "1/ 43، 101 وما بعدها"، السيرة الحلبية "1/ 152".
    (١٤) البلاذري، أنساب "1/ 102 وما بعدها".
    (١٥) ابن سعد، طبقات "1/ 128"، السيرة الحلبية "1/ 152".
    (١٦) المحبر "ص167".
    (١٧) المحبر "ص169".
    (١٨) المحبر "ص176".
    (١٩) البلاذري، أنساب "1/ 88".
    (٢٠) ابن سعد، طبقات "1/ 128 وما بعدها".
    (٢١) السيرة الحلبية "1/ 153 وما بعدها".
    (٢٢) ابن سعد، طبقات "1/ 128 وما بعدها".
    (٢٣) نسب قريش "291", الأغاني "16/ 64".
    (٢٤) تاج العروس "8/ 63".
    (٢٥) اليعقوبي "2/ 14"، "طبعة النجف".
    (٢٦) kister, p. 124.
    (٢٧) الثعالبي، ثمار القلوب "104".
    (٢٨) مروج الذهب "2/ 270 وما بعدها", السيرة الحلبية "1/ 156 وما بعدها", الثعالبي، ثمار القلوب "140".
    (٢٩) اليعقوبي "2/ 13 وما بعدها".
    (٣٠) الثعالبي، ثمار القلوب "141"، السهيلي، الروض الأنف "1/ 91".
    (٣١) السيرة الحلبية "1/ 157".
    (٣٢) السيرة الحلبية "1/ 157".
    (٣٣) السيرة الحلبية "1/ 157".
    (٣٤) اليعقوبي "1/ 214"، "طبعة النجف 1964م".
    (٣٥) "فما ربح الغني قسمه بينه وبين الفقير، حتى صار فقيرهم كغنيهم، فجاء الإسلام وهم على هذا، فلم يكن من العرب بنو أب أكثر مالًا ولا أعز من قريش, وهو قول شاعرهم:
    والخالطون فقيرهم بغنيهم ... حتى يصير فقيرهم كالكافي
    فلم يزالوا كذلك حتى بعث الله رسوله"، تفسير القرطبي، "20/ 205", الطبرسي، مجمع البيان "10/ 546"، "طبعة طهران"، البلاذري، أنساب "1/ 58"، ابن العربي، محاضرات الأبرار "2/ 19".
    (٣٦) القالي، الأمالي "2/ 158", kister, p. 123.
    (٣٧) البلاذري، أنساب "1/ 99"، ابن رستة، الأعلاق النفيسة، "وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ, قد ناهز الحلم"، "ص29".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:36 pm

    --« أخلاقُ الرِّجالِ الكِبارِ » --
    --« مِنْ مٓجالسِ الغانمِين ؛ شٓرْوى المُتٓابعين المُتفاعلين» --
    -- « مِنْ قِصٓصِ قٓبِيلتٓي شٓمّٓر وعْنِزٓة » --
    يُرْوى في تاريخ الحروب بين القبائل العربية في البادية الشامية والعراقية ؛ أنه وقعٓتْ معركةّ من معارك قبيلة «شٓمّٓر» الطّٓائيةِ مع قبيلة «عْنِزٓة» العدنانية ، وقد كانتْ قبيلةُ «عْنِزه» بقيادة « طلال بن هٓذّال» ؛ أحد كبار شيوخ «عْنزة» ، امّٓا شٓمّٓر فقد كانتْ بقيادة « غاطي بن جبرين بن صنيدح » ؛ «أخو دُوُشٓه» ، وهو من كِبارِ شيوخ «عٓبده» من قبيلة «شٓمّٓر» البارزين .
    دارتْ رٓحى المعركة الضّارية بين محموعتينِ من القبيلتين ؛ فأصيبٓ «طلال بن هذال» أصابةً بالغة في رِجْلٓيْهِ ، وعندما عٓلِمٓ الشيخ «غٓاطِي بن جِبرين» بإصابة «ابن هذال » ؛ مٓنعٓهُ وحٓمٓاه من القتل ، وبعد أن انتهت المعركة ؛ أصٓرّٓ «ابن غٓاطِي» على جٓماعتهِ أن يٓرحٓلوا وينزلوا على المكسورِ «ابن هذّال» ، وقد إئتٓمٓروا بأمْر شيخِهم « ابن جبرين » ، ونزلوا عليه ، ثم قاموا بٓجٓبْرٍ ( عٓمٓلِ جْبْار عٓرٓب - وهو من الطِبّ الشعبي ) لِكٓسْرِ رِجْلٓيهِ ، كما هي عادة العربِ أهل البادية والريف .
    أقام «ابن غاطِي» ، وجماعٓتُه من شٓمّر في هذا المكان أربعين ليلةً ؛ كانوا يذبحون فيها للمٓكْسورِ «ابن هذّال» خروفًا من الغنٓم كلّٓ يومينِ ؛ حتى جٓبرٓ عظْمُه المكسُورُ .
    وهنا تجودُ قريحةُ الشيخ «طلال بن هذّال» بأبياتٍ من الثّٓناءِ والمٓدٓحِ لِصٓنيعِ الشيخ «غاطي بن جبرين» الذي يُعٓدُّ فِعْلُهُ هذا من الخِصٓال العربيةِ العظيمة ، فيقول «ابن هٓذّٓال» ، بعد أن شٓفِيٓ من كٓسْرِهِ :
    الحمدْ لِلهْ يـُومْ ربي فٓرٓجْلِي
    من عُقُبْ مٓانٓا واقعٍ في خطرها
    في ساحة الميدان ربي عٓرٓجْلِي
    عِلمِي بْروحي واقعٍ من ظٓهِرْهٓا .
    لولا أبن جبرين المْسٓمّٓى رِجِعْلِي
    غاطِي بن جبرين نِدِّيْ ؛ قٓهٓرهٓـا
    رٓبْعٓه مِصٓاويطٓ العٓجٓاجْ إِفْزٓعٓتْلِي
    أهلْ بيوتٍ سالمٍ مٓـنْ نٓحٓرْهـٓا
    عِشرينْ من رُوسٓ الغنٓمْ ذْبٓحٓتْلِي
    شٓمّٓرْ هٓلٓ الطُّولاتْ كِلٍ شٓكٓرْهـٓا
    ................
    * المصدر ؛ ديوان فهد العجمي ، ط١ ، ص ٥٩ .
    ----------------------------
    د. بشار ابونصير المصاروة
    مأدبا - الأردن.
    الأربعاء ١٠-٨-٢٠٢٢ م .


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:37 pm

    بغيه الطلب في تاريخ حلب :
    ابن العديم
    يقــــول :

    ذكــــر من اسمه إدريس

    إدريس بن الحسن بن علي بن عيسى بن علي :
    ابن عيسى بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الإدريسي الحسني، أبو الحسن بن أبي علي الاسكندراني، من أبناء الأكابر، ونجل الأمراء بالمغرب، وكان فاضــــلا أديبا شاعرا مجيــدا بصيــرا بالحكمـــة وعلــــوم الأوائل، عــــارفا بالأدب، قيما بعلم النسب، عالما بأيام العرب، قيما بالتاريخ والأخبار، راوية للــــدواوين والأشعـار، لــــه مصنفات عديدة ومجاميــــع في الأنساب والتــــواريخ مفيــــدة.
    سمع من الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، وابنــه أبي محمـــد القاسم بــن علي، وأبي المعالي عبـــد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي والقاضي الفاضـــل عبد الرحيم بن علي البيساني وغيرهم.

    دخـــل حلب مــــرارا متعددة وقطنها بالأخـــرة الى أن مات بها، وحدث بها ببعض كتاب النسب «1» للــــزبير بن بكار بروايته عن الحافظ أبي القاسم الدمشقي.
    روى عنــــه العماد أبو عبد الله محمد بن محمـــد بن حامــد في كتــــاب الخريــــدة، وروى لنا عنــــه شيئا مـن شعـــره القاضي أبو محمد الحسن بن إبراهيــــم بن الخشاب، والشريف أبو المحاسن عبد الله بن محمــد بن عبد الله الهاشمي الحلبيان.

    وكــــان فاسقا مـــدمنا لشرب الخمــر منهمكا في الخــــلاعة فأعــــرض الناس عن السماع عليه لذلك، أدركته بحلب ولــــم يتفق لي الاجتماع بــــه البتــه، وكــــان أول دخـوله الى حلب على مــا قـرأتــه بخطــــه في بعـــض تعاليقــه في جمله الملك العادل "محمود ابن زنكي بن آق سنقر" في المحــــرم سنة تسع وخمسين وخمسمائة. { 559 هـ }

    وسمعت الصــدر القاضي بهاء الــدين أبا محمـــد الحسن بـــن إبراهيـــم بن الخشاب الحلبي يقــــول :
    ورد الشريف الادريسي الى حلب بعـد الستين والخمسمائة، وأقــــام بهــا واختلط بأهلها، وهــــو على طـــريقة حسنة من التــزمّت والوقــــار.....

    قال : وغلب عليه في آخر عمره حب الخمر والتهتك فيه ومعاشرة الأراذل والسفلة.
    قــــال لي : وكنت إذا اجتمعت بــه أو لقيته ألومـه على ذلك، وأعنفه فيقول لي :
    إن هـؤلاء اللفيف الأخساء إذا جلست معهـــم لا أعبأبهم، ولا أتحفظ منهـــم وتحصل لي الراحــة بصغــر أقدارهم واطراحهم، وأنــــا فمكب على النسخ متى جلست معهــــم لا أكلمهــــم ولا يكلمونني، ولا يكلفوني شططا.

    وقـــد ذكــر قصته معهم في قصيدته الرائيــــة التي نظمها بعــــد الستمائة وهي مشهورة يعرض فيها بالمباحية وغيرهــــم، أولها :

    أعلي إن خلعت فيك العذارا ... حسبة أو لزمت فيك الوقــــارا
    .......

    وأعرضت عــــن ذكــــر القصيدة، وإن كـــانت مـن لطيف الشعر، لما فيها من السخف والخــــلاعة وذكـر ما لا يليق ذكــــره بأهــــل العلــــم.

    قــــال لي القاضي أبــو محمـد :
    وبالجملة فقد كـــان عنده من القناعة وقلـــة الطمع فيما يرغب الناس فيــه جملة كــافية صـــانت ماء وجهه على فقـــره وفاقته، فإنه أكثـــر أيامه كان يورق بالأجــــرة وكان أبوه وخاله من الأمـــراء المشهورين بالديار المصريه بفضيلتي السيف والقلم، إلّا أنــه محا ذكرهــــم بما اشتهر عنـــه من هــــذه السيرة الذميمة، وقبــــح المقالــــة.

    وأنشدنا القاضي أبـو محمد عنه شيئا من شعر خاله، أنشده إياه عنه، نذكره في ترجمة خاله إن شاء الله تعالى.

    وولد الإدريسي هــذا بالديار المصرية سنة خمس وأربعين وخمسمائة {545 هــ}
    ونقلت ذلك مـــن خطــه عفا الله عنه.

    [ تنبيه]

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنشدني بهاء الدين أبو محمد الحسن بن أبي طاهـــر بــن الخشاب بضمير «1» ونحــن متـــوجهون الى دمشق قــــال : أنشدني الشريف أبو الحسن الإدريسي لنفسه بحلــب :
    يا سادتي مالي على هجركم ... صبر وهـــل يصبر مهجور
    أنلتم الحاسد فيه المنى ... فهــو بما أحــــزن مسرور
    إن يـــك ذنب أن بكى فهــــو في ... شريعــــة العشاق مغفــــور
    عــودوا إليه بالرضا قبل أن ... يقــول من يعــــذل معــــذور

    قــــرأت بخـــط بعض الأدبـــاء بحلب للشريف :
    إدريس بــن حسن بن علي بن عيسى بن علي الإدريسي الحسني، وكــــان مولــــده بمصـــر سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وكــــان عند "تقي الدين" صاحـــب حمـــاه ، وقـــد ورد إليــه مغنيان لقب أحـــدهما "البدر" والآخر "الشمس"، وكانــا بديعين في الحسن فاتفــق أن "الشمس" زار الإدريسي فجاء أخــــوه "البدر" فاطلع في بيته فــــرأى "الشمس" فعاد وذهب، فقال الإدريسي على البــديه، ثـــم أنشدني الأبيات الثلاثة الشريف جمال الدين أبو المحاسن عبد الله بن أبي حامـــد محمد بن عبد الله الهاشمي قــــال : أنشدني الشريف أبو الحسن الإدريسي لنفسه :

    زار لا واصــــلا ولكن أتاه ... نبأ أنني عشقت فــــزارا
    بدر حسن لما رأى الشمس عندي ...
    طلعت مطلع البدور توارى
    وإذا ما الحبيب أسرف في ... الهجــر أغــــره فطبه أن يغــــارا

    أنشدني القاضي أبو محمد بن إبراهيم قال : أنشدني عــز العرب أبو الحسن إدريس الإدريسي قــــال : أنشدني القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي بن البيساني عنــــد اجتماعي بـــه، ولــــم يسم قائلها :

    تــراه من الذكاء نحيف جسم ... عليه مــن توقــــده دليل
    إذا كــــان الفتى ضخــــم المعالي ... فليس يعيبــــه جسم نحيــــل

    قــــال لي الشريف تـــاج الــــدين أبو المعالي الفضل ابن شيخنا افتخــــار الـــدين أبي هاشم عبــــد المطلب بن الفضل الهاشمي :
    كان قــــدم الى حلب الشريف النسابه "محمــــد بن أسعد المعــــروف بــابن الجــــوّاني" وطعــــن في نسب الإدريسي " - يعني > أبـــا الحسن إدريس بـــن الحسن "- فجــــرى على الإدريسي مـــن ذلك شيء عظيــــم وطعن في نسب ابن الجواني، وكــان يشتمه شتما كثيــــرا في المحافــــل.

    قلــــت : وقـــد وقفت على شيء من تعليق الادريسي يعــــرض فيه بشيء من ذلك، وسنذكره في ترجمة محمد بن أسعد إن شاء الله تعالى.
    ووقفت على تعليــق بخط محمد بن أسعد الجواني، وفي حاشية منه في ذكر أبي الحسن الإدريسي، أملى علي نسبه فقــــال :
    أنا إدريس بن الحسن بن علي، فذكــر نسبه كما سقناه أولا، ثــــم قــــال ابن الجـــواني فيما كتبــــه بخطه :
    يقال لـه ابن أخت الشريف "المحنك" قال فيه نقيب النقباء بحلب الشريف القاضي أميـــن الـــدين بخطـــه على الجــــريدة التي سلمها لي على اســم المــــذكور ثبت نسبـــه بكتاب نسيب الملك ثـــم عاد نسيب الملك تــــوقف وكتب محمد بن أسعد الجواني فوق تــــرجمته ((دعي)).
    ثم وقــع لي كتاب محمد بن أسعد بن الجواني صنفه في نسب بني إدريس وسمــه
    «بالمنصف النفيس في نسب بني إدريس»
    فقــــرأت فيــه. وممن ادعى الى بني يحيى بـــن يحيى بـــن إدريس بـــن إدريس" على نسق مـــن تقدم ذكـــره مـــن ذوي التدليس من "بربر الغرب" المجاورين للبطـــن المذكــــورة، دعي مقيــم بحلب يدعى "عــــز العــــرب" ويسمى "إدريس بن حسن" ويعـــرف "بابن أخت المحنك بـــرهان الــــدين التلمساني " مولده كما ذكر في خطـه الاسكندرية سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وقدم أبـــوه من "نفيس" كما زعـــم في طائفته وفد الحاج في سنة عشرين وخمسمائة، ولــــم يثبت لـــه ولا لوالـــده قط اسم في جــرائد الأشراف بمصـر، ولا نسب ولا شهدت بينة بصحة الحسب، ولـــو شهدت لما ثبت منتماه، إذ لا دليـــل يقــــوم على وصلته في دعــــواه، وسيأتي بيانــــه وشرحه وبرهانه، ولم يأخذ قسما، ولا حـــاز رسما لا في نقابتي ونظري، ولا قبل نظــري، وقد كان أمــري في نظر الأنساب وتذييل الأعقاب منــــذ سنة سبع وأربعين وخمسمائة 547 هـــ
    وللمــــذكور إذ ذاك من العمــر سنتان فلـــم يكــن لأبيه ولا لـــه في رهطهم ثبوت في المنتسبين، بل كان أمرهــم يجــري مجـــرى أمثالهم من الأدعياء المسببين، ولم تزل المغاربـــة والتجار من القادمين الى الديار المصرية مــن السفر يذكرون أنهــم من الدعيين الى من ادعوه بالجـــوار على ما تقدم من القــــول في الطــــوائف والأنفــــار.

    قــــال :
    ثــــم سافــــر هـذا الدعي إدريس الى دمشـــق في سنـــة اثنتين وستين وخمسمائة وكــــان بها إذ ذاك خالــــه "البرهان التلمساني المحنك، ثم سافر خالـــه الى الغـــرب، وسافر هــــو الى حمص في سنة ثمــان وخمسمائة كما ذكــــره في خطــــه.
    وقــــد كــــان استعار شيئا مـن كتاب النسب للـــزيدي المنعــــوت (بالنزهة) وكتـــب منـــه ونســـخ فمسخ، وصار يتحدث ويقول، ويـــزيد وينقص في الفضول، فتنبه عليـــه أشراف دمشق وعلى كــذبه ومحاله، وزيفه وانتحاله فجرت بينه وبينهم محاورات، فخرج هاربــــا منهم الى حلب، وتسبب كـــل سبب الى ان تصاهر عند "آل الناصــر الرسبيين" واستترت حالــــه، واكتتم عـــن كثيــــر من الناس محالــــه.
    وكان قبل ذلك قد كتب إلي الى مصر من دمشق كراسة بذكـــر ما يدعيــــه وشرح أموره بما لا يسمعه منه سامع التحقيق ولا يعيـــه، ولما قــــدر الله سبحانه توجهي الى حلب من عسكر السلطان صلاح الدين أبي المظفر بن يوسف بن أيوب بعــــد حضوري معه فتــــح عسقلان، والقـدس، واللاذقية وصهيون، وجبلة، وانطرسوس وغزاة طرابلس، فكان وصولي الى حلب في شهر رجب سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وكنــــت قــــد تقــــدمت السلطان عن إذنه وهو محاصر برزية عن وجع أصابني وألم أنابني، وكـــان النقيب إذ ذاك بها الشريف "أمين الدين أبا طالب أحمد بن محمد ابن جعفــــر الحسيني الإسحاقي" فلــــم أشعر بــــه إلا وقــــد أتاني ماشيا الى الباب الذي يعـــرف بباب أنطاكية في ولــــده وحفدته، وبني أخويه، وحلف بالأيمان المغلظة لا كــــان نـــزولي إلا عليــــه، ووفــودي إلا إليه، وأخلى لي جليل داره، وبحبوحة قراره، فأجبته الى سؤاله مبلغه بلوغ آماله فيما بذله مـــن إكـــرامه واحتفالــــه.
    وانثال في حــــال كـــوني بحلب لدى أشرافها بالتــــردد إلي والوفــود علي يصححون أنسابهــــم ويستوضحون أحسابهم، وكـــان بها جماعـــة أدعياء هذا إدريس أحدهم، وأخذ يتردد الى مجلسي، ويستطلع طلــــع نفسي ويطلب تصحيح ما لا يصح لــــه أبدا ويقصدني في أمــــر لا يجد له عندي مقصدا، فكنت فيما قصد كما ينشد.

    إنا إذا مالت دواعي الهوى ... وأنصت السامع للقائـــل
    لا نجعل الباطل حقا ولا ... نلظ دون الحــــق بالباطل
    تكــــره أن نسفه أحلامنا ... ونجمل الدهــــر مع الخامــــل

    ولما كــــان في بعض الأيـام كتب إلي استدعاء بخطـــه في مجلس النقيب أمين الــــدين بحلب، وسألني جماعة الوقوف عليه، والجواب عنه، نسخته بعد البسملة والدعاء الجاري به العادة بعــــد الاستدعاء، ثــــم قــــال :
    إن يبين لأصغر مماليكه "إدريس بن الحسن بـــن علي بــن عيسى بن علي بن عيسى ابن عبد الله أبي الآمر" مـا عجـــز عنــه مــن بيان وعلــم وصلته "بإدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام" ولــم يجده عنــد أحــد إلا ما يحكيه بعــــد : وهــــو أن مملوكــه لما حصــــل بـــدمشق ورام تصحيح نسبه صار مع خاله الشريف "المحنك أبي المنصــور يحيى بــن سليمان بـــن علي الحسني" الى الشريف النقيب "نظــــام الـــدين أبي العباس أحمد بن طاهر بن حيدر بن أبي الجن الحسيني" رحمه الله، فقال الشريف نظام الدين : انتسب ، فانتسبت النسب المذكــــور، وقلت : عبــد الله أبو الآمـــر بن محمد، وزاد خال المملوك زيادة على ذلك فقال : محمد أظنه ابن القاسم ابن يحيى بن يحيى أو ابن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن إدريس، فقــــام الشــــريف النقيب الى بيتــــه وأتى بــــرسالة الحسين بن علي الفارسي في أخبار الملحدة وقال : عيسى ابن أبي الآمر عبد الله هو الفقيه المذكور هنا، فكان نسبه : "عيسى بن أبي الآمر عبد الله بن الأمير أبي المطول محمد الأكبر بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس، ابن إدريس " فـوصل النسب على مـــا رأيت بخطــــه وهــو أحـــد الآمـــرين اللذين ذكـــرهما "المحنك".
    وأنت أدام الله أيامـــك فكعبة هــــذا الأمر والعلم وغيره، وقـــد رأيت على محمد ويحيى ابني القاسم نصيبتين فيما حكــــاه شيــــخ سيدنا الشريف "شرف الدين ناصر الدين العمري بن الصوفي" رحمه الله، فــــلا أدري مـــا معنى وضعهما، أفتنا يــــرحمك الله مأجــــورا مــــوفقا.
    قــــال مؤلف هذا الكتاب :
    وقــد خلد هذا الخط بمجلس النسب على العادة في مثله حجة على كاتبه وجهله، وتلوه جوابنا على فصــــوله :
    أمــا قــــوله عن نفسه :
    إدريس بن الحسن بن علي بن عيسى بن علي بن عيسى ابن عبد الله أبي الآمــر" فهــذه أسماء لا يشهد لـــه بها سواه، اذ لـــم يتضمنها مسطور نسب ولا مقتضاه، ولا يصــــح لمنتــــم بها منتماه.
    وذكر أن أحدا من أئمة النسب لم يرو في شيء مما ألفوه وجردوه وصنفوه اسما مما ادعاه هــذا الدعي من ثالثة ولا رابعـــة ولا خـــامسة ولا سادسة وبسط القول، ثم قــال : وسؤاله فيما تضمنه تمويهه ومحالـــه، ومقالـــه أن أبين لــه ما عجــز عنه من بيان وعلم وصلته بإدريس، فهــذا أمــر دال على التمويــــه والمحال والتــــدليس، لأن إدريس بن إدريس أعقب من جماعـة كثيــــر عددهم، جم مددهم، فإذا لــم يتضـــح للنسابة مـــن يعــــزى إليــــه المنتسب إليه من الطرفين، فحصول العلــــم مــن أيــــن؟
    ثم قــــال في الجواب عما ذكره خاله ثم قوله: أنه قال: أظنه فلان بن فلان بن فــــلان، والأنساب لا تثبت بالظن في الانتساب، فلا يحتج بالظنون إلا كــــل مــــرتاب دعي كــــذاب، كلامه مضطرب الهندام، كأنه تجربة الأقلام.

    ثم قال : وقوله : فقام الشريف نظـام الدين الى بيته وأتى برسالة الحسين بن علي الفارسي في أخبـــار الملحدة وقال : عيسى بن أبي الآمر عبد الله هو الفقيه المـــذكور هنا؛ وهـــذا قول طريف، لا يوجب الشرف لشريف، لأن من يشهد على قـــوله بعيسى بن أبي الآمر عبد الله من النسابين، ثــم مــن يشهد بأن عيسى بن
    عبد الله، وأن كنيتـــه أبو الآمر، وأن عبد الله هو ابن محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى على ما رتبه المدعي في قاعدة دعواه، وهو لا يصح أولاه ولا أخــــراه.
    وشيخنا إمــــام النسابين أبو الحسن علي بن محمد العمري رحمه الله قــد ذكــــر الأخــــوين "محمد بن القاسم" و"يحيى بن القاسم" ، وأورد ليحيى دون محمد العقـــب الى ثالث ولــــد وخــــرج ولم يذكر لمحمد بن القاسم ولدا ولا عليه عرج، ووافقه على ذلك الأئمة أهـــل طبقته ورفقته، وبعــــده ممن نحا نحـــوه، وقصـــد قصده.
    وقــــد يكــــون "عيسى بن عبد الله" المذكور من البرابر المعتزين الى بني يحيى بن يحيى، المجاورين لهـم كما قــدمنا ذكرهـــم فيما يلونــه فقيها أو عالما نبيها، أو دينــا عفيفا لا يكــــون علويـــا شريفا؛ ولو فرضنا أن يتضمن المسطور عيسى بن عبد الله أنه ابن محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس لما ثبت لــذلك حقيقة، ولا استقامت إليه طــريقه، لكون "محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى" لــــم يـــذكر له ولــــد، ولا أورد عقبه أحــد انقطع عقبه، وانبت سببه، والمورود ولده، والمحصور عدده أخـوه "يحيى بــن القاسم بــن يحيى بــن يحيى بن إدريس" فإنــه أورد في كتب الأئمـــة وشجراتهم ولــده، وولد ولـــده، وولد ولـــد ولــــده دون أخيه محمد، حجة على كــــذب مدعيــــه.
    ثــــم قــــال :
    فعقب يحيى بن القاسم بن يحيى بن يحيى بــن إدريس بــن إدريس" الى زمان شيخنا "العمــري علي بن محمد العلوي" النسابة رحمـــة الله عليه الى سنة أربعين وأربعمائة :
    يحيى وحمود ابنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المذكــور، وهـــو الثالث من ولد يحيى بن القاسم أخي محمد بن القاسم، وانقطـــع عقـــب "محمد بــن القاسم بــن يحيى ابــن يحيى بــن إدريس" مــــن نحـــو مائتي سنة الى زماننا هــــذا سنة ست وثمانين وخمسمائة.
    وقال : وقــــوله : أبـــو الطـول محمد الاكبــــر" ترى أين تثبت كنيته، ومـن أوردها إذ ثبتت نسبته؟ ثـــم قوله : الأكبر، أكبر ممن؟ لم يكن للرجل أخ آخر اسمه محمد الأصغر، فيكون هو منه الأكبر، لأن جميع ما كان للقاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس ولدان لا غير: محمد هذا، ويحيى، ولم يذكر شيخنا العمــــري النسابة، وجميـــع النسابين للقاسم بن يحيى بن يحيى سوى الولدين : محمد ويحيى اللذين ذكر العمري أنــه رأى عليهما نصيبتين فمن أين لنا محمدا آخر أكبر غير آخر أصغــــر؟
    هــــو الحائـــن المائـــن يطلــب كشف انتسابه، ويذكــــر أنــــه لا يعلمه، وأن النسابين أولى بـــه، وأنه لم يجد ذلك في كتاب، ولا أورده أحـد من النساب وأنـــه سافـــر الى الشام للكشف عــن دعــــواه وحقيقة منتماه فانتقل من هـــذه الحـــال الى أن يفضــــل على النسابين في المقال، فيذكر مـن صفة ادعائــه مــا لـــم يذكــروا، ويخبر من خبرهم بما لـم يخبروا، ويتعاطى في الذيــــل تقويم الميل من كنية من لم يكنى، وتمييز الأكبر من الأصغر صفة ومعنى، وسرد نسب لم يسرد، وإيراد عقب لم يورد، هذه كرامة ظهرت لـــه أزالت حيــــرته وجهله، ما أقـل عقله.

    قلــــت : ولعـــز العرب في الطعن في نسب ابن الجواني كــلام يشبه كلامه فيــه، سنذكره إذا انتهينا الى ترجمته إن شاء الله تعالى، وكــــلاهما ينسب إليهما الدعــــوى في النسب.
    مات عـز العرب أبو الحسن الإدريسي بحلب في سنة عشر وستمائة وقرأت في بعض تعاليق الحلبيين أنــــه مات في السنة الحادية عشرة والستمائة.
    ======================


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:38 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام
    الجزء السابع :

    كأنــــه في العز قيس بن عديّ ... في دار قيس ينتدى أهــــل النــــدى

    مما يدل إن صح أن هذا الشعــــر هـو من شعـر "عبد المطلب" حقا، على أن "عـــديا" كان أعــــز رجال قريش في أيامه، حتى ضربوا به المثل في العــز وأنه كان سيد قومــــه, بني سهم بـن هصيص بن كعب.

    ومن ولد هاشم "عبد المطلب"، وأمـه من أهل يثـــرب من بني النجار, فهي
    خزرجية تدعى "سلمى بنت عمرو بن زيـــد" على نحو ما ذكرت قبــل قليل تــزوجها "هاشم" في أثناء رحلة مــن رحلاتــه التي كان يقوم بها إلى الشام للاتجــــار.
    ولما مــــات هاشم بغـزة ولدت سلمى "عبد المطلب"، ومكث عنـد أخــــواله سبع سنين، ثم عـــاد إلى قومه بمكـة عاد بـه عمه "المطلب". ولما كبر تولى السقاية والرفادة وتزعــــم قومــــه.

    ويذكر أهل الأخبار، أن هاشمًا كان قد أوصى إلى أخيــــه "المطلب"، فبنــو هاشم وبنو المطلب يد واحدة, وبنــو عبد شمس وبنو نوفل يــــد (١).
    ومعنى هذا أن نزاعًا كان قد وقع بين أبنــــاء هاشم وأبنـــاء إخوته، جعلهم ينقسمون إلى فــــرقتين.

    ويذكــــر أهـــل الأخبار أن اسم "عبد المطلب" هــو "شيبة", وقد عرف بين الناس بعبد المطلب لأن عمــــه "المطلب" لما حمله مـــن يثــــرب إلى مكة، كان يقول للناس: هذا عبدي، أو عبد لي، فسمي من ثـــم بعبد المطلب وشاعت بين قومـــه أهل مكـــة حتى طغت على اسمه، وقيــــل : إنه عرف بين أهل مكــة بـ"شيبة الحمد" لكثرة حمــــد الناس لــــه، وكــــان يقال لــه "الفياض" لجــــوده، و"مطعــــم طيـر السماء" و"مطعــــم الطير" لأنه كـــان يرفــــع من مائـدته، للطير والوحوش في رءوس الجبــــال (٢).

    وقــــد كــــان "المطلب" عــــم "عبد المطلب" مثــــل سائر أفــــراد أسرتـه وأهل مكــــة تاجرًا، فخرج إلى أرض اليمن تاجــــرا، فهلك بـ"ردمــــان" من اليمــــن (٣).
    وهــــم يروون أنه كــان مَفزَع قريش في النوائب، وملجأهم في الأمور، وأنه كان من حلماء قريش وحكمائها، وممن حرم الخمر على نفسه، وهو أول من تحنث بغار حراء, والتحنث: التعبد الليالي ذوات العدد.
    وكان إذا دخل شهر رمضان، صعده وأطعم المساكين، وكان صعوده للتخلي من الناس؛ ليتفكر في جلال الله وعظمته (٤).
    وكان يعظم الظلم بمكة، ويكثر الطواف بالبيت (٥)

    وذكر أنه كان يأمر أولاده بترك الظلم والبغي، ويحثهم على مكارم الأخلاق, وينهاهم عن دنيات الأمور، وكان يقول : لــــن يخرج مـــن الدنيا ظلوم حتى ينتقم الله منه، وإن وراء هـــذه الدار دارًا, يجزى فيها المحسن بإحسانه، ويعاقــب المسيء بإساءته، ورفض في آخر عمره عبادة الأصنام، ووحد الله.
    وروي : أنـــه وضع سننًا جاء القـــرآن بأكثــــرها، وجاءت السنة بها، منها : الوفاء بالنذر, وتحريم الخمر والـــزنا، وألا يطوف بالبيت عُــــريان(٦).
    وذكر أنه كان أول من سن دية النفس مائة من الإبل، وكانت الدية قبل ذلك عشرًا من الإبــل, فجرت في قـــريش والعرب مائة من الإبل, وأقرها رسول الله ﷺ على ما كــــانت عليه (٧).

    ويذكرون أن قريشًا كانت إذا أصابها قحط شديد، تأخذ بيد عبد المطلب، فتخرج به إلى جبل ثَبِير، تستسقي المطر (٨).
    وقد وقع خلافٌ بين عبد المطلب وعمه "نوفل"، كان سببه أن نوفل بن عبد مناف، وكان آخر من بقي من بني عبد مناف، ظلم عبد المطلب على أركاح له، وهي الساحات، فلما أصر نوفل على إنكاره حق عبد المطلب, تدخل عقلاء قريش في الأمر على رواية أهل مكة, أو أخوال عبد المطلب, وهم من أهل يثرب، فأكره "نوفل" على إنصاف عبد المطلب حتى عاد إليه حقه (٩).

    ومن أهم أعمال "عبد المطلب" الخالدة إلى اليوم "بئر زمزم" في المسجد الحرام، على مقربة من البيت.
    وهي بئر يذكرون أنها بئر إسماعيل، وأن جرهمًا دفنتها، وأنها تقع بين إساف ونائلة في موضع كانت قريش تنحر فيه. فلما حفرها "عبد المطلب"، أقبل عليها الحجاج وتركوا سائر الآبار (١٠).

    ويذكر أهل الأخبار أن عبد المطلب لما كشف عن بئر زمزم، وجد فيها دفائن، من ذلك: غزالان من ذهب كانت جرهم دفنتهما، وأسياف قلعية, وأدراع سوابغ، فجعل الأسياف بابًا للكعبة، وضرب في الباب أحد الغزالين صفائح من ذهب، وجعل المفتاح والقفل من ذهب, فكان أول ذهب حُلِّيَتْهُ الكعبة (١١).
    وجعل الغزال الآخر في الجب الذي كان في الكعبة أمام هبل. وذكر أن قريشًا أرادت منعه من الحفر، ولكنه أصر على أن يحفر حتى يصل إلى موضع الماء, وذلك بسبب رؤيا رآها، عينت له المكان، وأوحت إليه أنه موضع بئر قديمة طمرت وعليه إعادة حفرها (١٢).

    ويذكر الإخباريون, أن عبد المطلب لما حلى بالمال الذي خرج من بئر زمزم الكعبة، جعله صفائح من ذهب على باب الكعبة، فكان أول ذهب حليته الكعبة (١٣).
    وتذكر بعض الروايات أن ثلاثة نفر من قريش عدَوْا على هذا الذهب وسرقوه (١٤), وتذكر رواياتهم أنه ضرب الأسياف التي عثر عليها في البئر بابًا للكعبة، وضرب بالباب الغزالين من ذهب (١٥)..

    ويظهر من وصف أهل الأخبار لما فعله "عبد المطلب" من ضرب الغزالين صفائح في وجه الكعبة، ومن جعل المفتاح والقفل من ذهب، أو من ضرب أحد الغزالين صفائح على الباب، وجعل الغزال الآخر في الجب الذي كان أمام "هُبَل" أي: الغبغب، أن الكعبة لم تكن على نحو ما يصفها أهل الأخبار من البساطة والسذاجة؛ بغير سقف وذات جدر ضمة بقدر قامة إنسان, إذ لا يعقل أن يضرب وجه باب الكعبة بالذهب وتوضع في داخلها تلك النفائس وهي على تلك الحالة، اللهم إلا إذا شككنا في أمر هذه الروايات وذهبنا إلى أنها من نوع القصص الذي وضعه أهل الأخبار.

    وقد طغى ماء "بئر زمزم" على مياه آبار مكة الأخرى؛ فهو أولًا ماء مقدس، لأنه في أرض مقدسة، وفي المسجد الحرام، ثم هو أغزر وأكثر كميةً من مياه الآبار الأخرى, وهو لا ينضب مهما استقى أصحاب الدلاء منه, ثم إنه ألطف مذاقًا من مياه آبار مكة الأخرى. وقد استفاد "عبد المطلب" من هذه البئر، ماديا وأدبيا، وصارت ملكًا خالصة له، على الرغم من محاولات زعماء مكة والمنافسين له مساهمتهم له في حق هذه البئر؛ لأنها في أرض الحرم، والحرم حرم الله، وهو مشاع بين كل أهل مكة. وصار يسقي الحجاج من هذه البئر، وترك السقي من حياض الأدم التي كانت بمكة عند موضع بئر زمزم، وصار يحمل الماء من زمزم إلى عرفة فيسقي الحاج (١٦).

    وكان أبناء "قصي" قبل حفر بئر "زمزم" يأتون بالماء من خارج مكة -كما يقول أهل الأخبار- ثم يملئون بها حياضًا من أدم ويسقون الحجاج، جروا بذلك على سنة "قصي".
    فلما حفرت بئـر زمـــزم, تركوا السقي بالحياض مــن المياه المستوردة مــن خارج مكـة، وأخذو يسقونهم من ماء زمــــزم (١٧).

    وقد كان عبد المطلب يزور اليمن بين الحين والحين، فكان إذا وردها نزل على عظيم من عظماء حمير.
    ويـــذكر أهـل الأخبار أن أحد هـــؤلاء عَلَّـــم عبد المطلب صبغ الشَّعر، وذلك بــأن أمـــر بــه فخضب بحنــاء، ثــــم عُلِيَ بالوسمة وصار يصبغ شعــــره بمكــة، وخضب أهــــل مكــــة بالسواد (١٨).

    ويــذكر أهـــل الأخبار أيضا أنه اتصل بملـــوك اليمن، وأخـــذ منهم إيــــلافًا لقومـــه، بالاتجار مــــع اليمن, وكانت قـــريش تنظم عيرًا إلى اليمن في كل سنة (١٩).

    ويــذكر "المسعودي" أن "معد يكرب" حينما ولي الملك باليمن، أتته الوفـود لتهنئه بالملك, وكــان فيمن وفد عليه مــن زعماء العــــرب، "عبد المطلب", و"خويلد بن أسد بن عبد العزى", وجد أمية بن أبي الصلت، وقيل : أبو الصلت أبوه، فدخلوا عليه في قصره بمدينة صنعاء : قصــــر غمدان.
    ويــذكر له كلامًا, قاله عبد المطلب له وجــــواب "معد يكـــرب" عليه. ويــــذكر أيضا أن "عبد المطلب" كان فيمن وفـــد على "سيف بن ذي يَزَن" ليهنئه بطــــرد الحبش (٢٠).

    ولم يكن عبد المطلب أغنى رجل في قريش، ولم يكن سيد مكة الوحيد المطاع كما كان قصي، إذ كان في مكة رجال كانوا أكثر منه مالًا وسلطانًا. إنما كان وجيه قومه؛ لأنه كان يتولى السقاية والرفادة وبئر زمزم، فهي وجاهة ذات صلة بالبيت. وقد تكون صلته هذه، هي التي جعلته يذهب إلى أبرهة لمحادثته في شئون مكة والبيت.

    ويروي أهل الأخبار أن عبد المطلب كان قد نذر : لئن أكمل الله له عشرة ذكور حتى يراهم أن يذبح أحدهم. فلما تكاملوا عشرة، همَّ بذبح أحدهم، فضرب بالقداح فخرج القداح على عبد الله، ولكن القوم منعوه، ثم أشاروا عليه بأن يرضي الله بنحر إبل فدية عنه، وكان كلما ضرب القداح يخرج على عبد الله حتى بلغ العدد مائة, فخرج على الإبل، فنحرها بين الصفا والمروة, وخلى بينها وبين كل من يريد لحمها, من إنسيّ أو سبع أو طائر، لا يذب عنها أحدًا، ولم يأكل منها هو ولا أحد من ولده شيئًا (٢١). وكان نحر الإبل قبل الفيل بخمس سنين (٢٢), إذن فيكون ذلك حوالي سنة "565" للميلاد.

    وكان لعبد المطلب ماء بالطائف، يقال له: "ذو الهرم", وكان في أيدي ثقيف ردحًا، ثم طلبه عبد المطلب منهم، فأبوا عليه. وكان صاحب أمر ثقيف: "جندب بن الحارث" فأبى عليه وخاصمه فيه، فدعاهما ذلك إلى المنافرة إلى الكاهن "العذري"، وكان يقال له: "عزى سلمة"، وكان ببلاد الشام، وتنافرا على إبل، وأتيا الكاهن، فنفر عبد المطلب عليه، فأخذ عبد المطلب الإبل فنحرها (٢٣).

    وقد نادم "عبد المطلب" على عادة أهل مكة جماعة من أقرانه، لقد كانت عادتهم أن يجتمعوا مساءً فيتحادثوا, أو يشربوا ويأكلوا, أو يستمعوا إلى غناء، حتى يحل وقت النوم، وكان ممن نادمهم عبد المطلب "حرب بن أمية"، ثم اختلف معه، ونافره عند "نفيل بن عبد العزى" جد "عمر بن الخطاب"، فنفره على "حرب"، فافترقا (٢٤).
    وكان سبب افتراقه عنه، إغلاظ "حرب" القول على يهودي كان جوار عبد المطلب (٢٥).
    وتذكر رواية أخرى أن عبد المطلب و"حربًا"، تنافرا أولًا إلى النجاشي الحبشي، ولكنه أبى أن ينفر بينهما، فذهبا إلى نفيل, وأن "حرب بن أمية" غضب حين نفر عبد المطلب عليه، وقال له :
    إن من انتكاس الزمان أن جعلناك حكمًا، وصار نديمًا لعبد الله بن جدعان (٢٦).

    وذكر "ابن الأثير" أن سبب افتراق "عبد المطلب" عن "حرب" كان بسبب جار عبد المطلب اليهودي، واسمه "أُذَيْنَة"، وكان تاجرا وله مال كثير، فغاظ ذلك "حرب بن أمية"، فأغرى به فتيانًا من قريش ليقتلوه ويأخذوا ماله، فقتله "عامر بن عبد مناف"، و"صخر بن عمرو بن كعب التيمي"، فلم يعرف عبد المطلب قاتله، فلم يزل يبحث حتى عرفهما، وإذا هما قد استجار بحرب بن أمية، فأتى حربًا ولامه وطلبهما منه, فأخفاهما، فتغالظا في القول حتى تنافرا إلى النجاشي ملك الحبشة، فلم يدخل بينهما، وذهبا إلى نفيل. وترك عبد المطلب منادمة حرب، ونادم عبد الله بن جدعان، وأخذ من
    حرب مائة ناقة فدفعها إلى ابن عم اليهودي، وارتجع ماله إلا شيئًا هلك, فغرمه من ماله (٢٧).

    وقد صاهر عبد المطلب, رجال من أسر معروفة بمكة، فصاهره "كُريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس"، وكانت عنده "أم حكيم"، وهي "البيضاء بنت عبد المطلب", وصاهره "أبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم"، وكانت عنده "عاتكة بنت عبد المطلب"، و"عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم", وكانت عنده "برة بنت عبد المطلب". وناسبه "أبو رُهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي"، خلف على "برة" بعد عبد الأسد، وصاهره "جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة", وكانت عنده "أميمة بنت عبد المطلب"، و"العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى", خلف على "صفية بعد عمير بن وهب" (٢٨).

    ويذكر أن "عبد المطلب" كان يفرش له في ظل الكعبة، ويجلس بنوه حول فراشه إلى خروجه، فإذا خرج قاموا على رأسه مع عبيده؛ إجلالًا له (٢٩).
    وكانت عادة سادة مكة تمضية أوقاتهم في مسجد الكعبة، حيث يجلسون في ظل الكعبة أو في فنائها يتحدثون ويتسامرون، ثم يذهبون إلى بيوتهم.

    وفي أيام عبد المطلب كانت حملة "أبرهة" على مكة، وقد أرخت قريش بوقوعها، وصيرت الحملة مبدأ لتأريخ؛ لأهميتها بالنسبة لمكة.
    وقد تركت أثرا كبيرا في نفوس قريش، بدليل تذكير القرآن لهم بما حل بـ"أصحاب الفيل"(٣٠).
    وقد رأينا أن "عبد المطلب" وقد أشار على قومه بالتحرز بشعاب الجبال, وبترك البيت وشأنه؛ لأن للبيت ربًّا يحميه، وبعدم التحرش بالحبش وتركهم وشأنهم. والظاهر أنه وجد أن عدد الأحباش كان كبيرًا وأن من غير الممكن مقاومتهم والذب عن مكة في الوادي. ثم إنها حرم آمن، لا يجوز القتال فيه، وليس فيها حصون وآطام يُتحصَّن بها؛ لهذا رأى الرحيل عن الوادي والاحتماء برءوس الجبال، والإشراف منها على الدروب والطرق، فذلك أنفع وأحمى للمال وللنفس. ثم إن من الممكن مباغتة الحبش منها ومهاجمتهم وإنزال خسائر بهم حين يشاءون ويقررون، على حين تكون القوة والمنعة في أيدي الأحباش لو حصروا أنفسهم بمكة، إذ يكونون في منخفض بينما العدو على شُرف يشرف عليهم، وليس في إمكانهم مقاومته، وليس لهم حصون ولا مواضع دفاع؛ فتكون الغلبة لأبرهة حتما، وقد نجحت فكرة عبد المطلب، ولم يصب أهل مكة بسوء.

    وقد كان من عادة أهل مكة، أنهم إذا داهمهم الخطر توقَّلُوا الجبال واعتصموا بها، ولما حاصرهم الرسول عام الفتح، هرب أكثرهم واعتصموا برءوس الجبال؛ إذ ليس في إمكانهم الحرب والصمود في البطحاء (٣٠).
    ومات "عبد المطلب" بعد أن جاوز الثمانين. مات في ملك "هرمز بن أنوشروان"، وعلى الحيرة قابوس بن المنذر, أخو "عمرو بن المنذر" على رواية, وعمر الرسول ثماني سنين, ومعنى ذلك أنه توفي في حوالي السنة "578" للميلاد. ولما حمل على سريره، جزت نساء "بني عبد مناف" شعورهن، وشق بعض الأولاد قمصانهم، حزنًا على وفاته, ودفن بالحجون (٣١).
    وذكر أنه لم يقم بمكة سوق أيامًا كثيرة لوفاة عبد المطلب (٣٢).

    وذكر أن عبد المطلب كان أول من تحنث بحراء، وكان إذا أهلَّ هلال شهر رمضان دخل بحراء، فلم يخرج حتى ينسلخ الشهر، ويطعم المساكين، وكان يعظم الظلم بمكة ويكثر الطواف بالبيت (٣٣).

    ومن ولد عبد المطلب :
    عبد الله وهو والد الرسول ﷺ ، وأبو طالب

    الجزء الثامن 》》
    ======================
    (١) ابن سعد، طبقات "1/ 79".
    (٢) وفيه يقول حذافة بن غانم:
    بنو شيبة الحمد الذي كان وجهه ... يضيء ظلام الليل كالقمر البدر
    "شيبة الحمد لنور وجهه، وذلك أنه كانت في ذؤابته شعرة بيضاء حين ولد، فسمي شيبة الحمد"، الثعالبي، ثمار القلوب "79"، الطبري "2/ 247 وما بعدها" "دار المعارف بمصر"، الأصنام "28", بلوغ الأرب "1/ 324", ابن حزم, جوامع السير "2/ 2"، البداية لابن كثير "2/ 252", السيرة الحلبية "1/ 22 وما بعدها", شرح نهج البلاغة, لابن أبي الحديد "1/ 81", ابن سعد, الطبقات "1/ 83".
    (٣) طبقات ابن سعد "1/ 83", اليعقوبي "1/ 216".
    (٤) السيرة الحلبية "1/ 22 وما بعدها".
    (٥) البلاذري، أنساب "1/ 84".
    (٦) السيرة الحلبية "1/ 24 وما بعدها".
    (٧) ابن أبي الحديد "1/ 89"، ابن سعد، الطبقات "1/ 89".
    (٨) السيرة الحلبية "1/ 24 وما بعدها".
    (٩) الطبري "2/ 248 وما بعدها", "دار المعارف".
    (١٠) ابن الأثير "2/ 5 وما بعدها", الطبري "2/ 247", البلاذري, أنساب "1/ 78".
    (١١) الطبري "2/ 251", البداية "2/ 216، 225، 245", أخبار مكة "1/ 282", ابن الأثير "2/ 7 وما بعدها", ابن سعد، الطبقات "1/ 85", البلاذري، أنساب "1/ 78".
    (١٢) أخبار مكة "284 وما بعدها".
    (١٣) اليعقوبي "1/ 218"، الطبري "2/ 251", ابن سعد، الطبقات "1/ 85".
    (١٤) ابن سعد، الطبقات "1/ 85".
    (١٥) سيرة ابن دحلان "1/ 26", "حاشية على السيرة الحلبية".
    (١٦) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة "1/ 83"، سيرة ابن هشام "1/ 89", أخبار مكة "285 وما بعدها", السيرة الحلبية "1/ 37", الروض الأنف "1/ 97".
    (١٧) ابن سعد، الطبقات "1/ 83".
    (١٨) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة "1/ 86"، ابن سعد، الطبقات "1/ 86".
    (١٩) ذيل الأمالي "ص199".
    (٢٠) المسعودي، مروج الذهب "2/ 10 وما بعدها"، "طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد".
    (٢١) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة "1/ 88 وما بعدها", ابن سعد، الطبقات "1/ 88 وما بعدها".
    (٢٢) البلاذري، أنساب "1/ 79".
    (٢٣) ابن سعد، طبقات "1/ 51 وما بعدها", ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة "1/ 88", ابن سعد، طبقات "1/ 88"، "دار صادر".
    (٢٤) ابن سعد، طبقات "1/ 51 وما بعدها"، "1/ 87", "صادر".
    (٢٥) السيرة الحلبية "1/ 25", البلاذري، أنساب "1/ 74".
    (٢٦) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة "1/ 87", ابن سعد، الطبقات "1/ 87", "صادر".
    (٢٧) الكامل "2/ 8 وما بعدها".
    (٢٨) المحبر "ص62 وما بعدها"، ابن سعد، "8/ 27 وما بعدها".
    (٢٩) البلاذري, أنساب "1/ 81".
    (٣٠) الفيل، رقم 105, الآية1 وما بعدها، تفسير الطبري "30/ 299", تفسير ابن كثير "4/ 549", الأزرقي "1/ 85", مروج الذهب "2/ 71", الكامل لابن الأثير "1/ 260", البداية "2/ 170، 145", الملل والنحل "3/ 279".
    (٣١) البلاذري، أنساب "1/ 355".
    (٣٢) البلاذري، أنساب "1/ 84 وما بعدها".
    (٣٣) البلاذري، أنساب "1/ 87".
    (٣٤) البلاذري، أنساب "1/ 84".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:38 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام
    الجزء السادس :

    عمــــرو الذي هشم الثريد لقومــــه ... ورجال مكــــة مُسْنِتُونَ عجــــافُ...

    ويظهر مــن وصف الإخباريين لهاشم أنـــه كان تاجـــرًا، لـــه تجارة مع بلاد الشام, وأنــه جمـــع ثـروة من تجارته هذه، حتى زعموا أنه هو أول من سن الرحلتين لقــــريش :
    رحلــــة الشتاء و الصيف (١).

    ويذكر أهل الأخبار أن "هاشمًا" كـــان يحث أهل مكــــة على إكرام الحجاج وإضافتهم وتقديــم كــل معونة لهــم لأنهـــم يأتـــون يعظمــون "بيت الله" ويزورونه، وهم جيران بيت الله، وقد أُكرموا بـه، وشرفوا بالبيت على سائر العــــرب، فعليهم تقديــم كــل معونـة لحجاج البيت.
    وكــان يطلب منهم مساعدته بإخراج مــا يتمكنون من إخراجه من أموالهم يضعونـــه في دار الندوة, ليخدم بــه الحجاج؛ لأنـــه لا يتمكن وحـــده مـن إكرامهـــم وتقديـــم الطعام من مالــه وحــــده إليهــــم (٢).
    فكان "هاشم" يخرج في كل عام مالا كثيـــرا، وكـــان قــوم من قريش أهل يسار يترافــدون، وكــان كــــل إنسان يــرسل بمائة مثقال هــرقلية، فيجمع هاشم مـــا يتجمع ويصنع بـــه طعامًا للحجاج (٣)....▪

    ولشـــح الماء في مكــــة، واضطـــرار الناس إلى جلبه مــن أماكــن بعيـــدة فعـــل "هاشم" مـا فعله "قصي" حين حفــــر بئرًا على نحو ما ذكرت، فحفر بئرًا عــرفت بـ"بـــذَّر" وهي البئر التي في حق "المقوم بن عبد المطلب" في ظهـــر دار الطلــوب مـــولاة زبيــــدة بالبطحاء في أصل المستنذر, وحفـــر بئرًا أخرى, وهي البئر التي يقـــال لها بئـــر "جبير بن معطم", ودخلــت في دار القواريــــر (٤)....▪
    فيسَّر بـــذلك لمكة الماء، وساعد على إكثــــاره عندهــــم...

    وأخــذ "هاشم" عهدًا على نفسه بــأن يسقي الحجاج ويكفيهم بالماء، قُـرْبَةً إلى رب "البيت" ما دام حيًّا.
    فكان إذا حضر الحج، يأمـــر بحياض من أدم، فتجعل في موضع "زمـــزم" ثــــم تملأ بالماء من الآبار التي بمكــة فيشرب منها الحــــاج.
    وكـــان يطعمهم قبـــل التروية بيــوم بمكــة، وبمنى وعرفة، وكان يثرد لهم الخبــــز واللحــــم، والخبــــز والسمن والسويق والتمـــر، ويحمل لهــم الماء فيستقون بمنى، والماء يومئـــذ قليل في حياض الأدم إلى أن يصدروا مـن "منى", ثـــم تنقطع الضيافة، ويتفرق الناس إلى بــــلادهم (٥)...▪

    ومـــوضوع السقاية موضوع غـامض فبينما نجـــد أهــل الأخبــار يفسرون السقايــــة بإسقــاء المحتاجيــن مــن الحجـــاج بالمــــاء مجانــا، نجدهــــم يتحـــدثون عـــن السقايــــة على أنها إسقاء الحجاج مـــن الـــزبيب المنبوذ بالماء، وذكر أن العباس كان يليها في الجاهليــــة والإســــلام (٦)....

    وتحـــدث أهـــل الأخبار عن "سقاية" عــرفت بـ"سقاية عدي"، زعمـــوا أنها كــانت بالمشعرين بين الصفا والمروة وأن "مطرودًا الخزاعي" ذكــرها حين قــــال :
    ومـــا النيل يــأتي بالسفين يكفّـــه ... بأجـــود سيبًا من عــــدي بن نــــوفل
    وأنبطت بين المشعرين سقايــــة ... لحجاج بيت الله أفضــــل منهــــل

    وذكــر أن هذه السقاية، كانت بسقاية اللبن والعسل (٧)...

    ويظهر مــن وصف الإخباريين لهاشم أنـــه كـــان تاجرًا، لـــه تجارة مع بلاد الشام، وأنـــه جمع ثـــروة من تجارته هذه، حتى زعموا أنه هو أول من سن الرحلتين لقــــريش :
    رحلة الشتاء والصيف (٨), وأنـــه كان صاحب "إيــــلاف قريش"(٩)....•

    وذلك أن قريشًا كانـــوا تجارًا, ولكــن تجارتهم -كما يقول أهل الأخبار- لــم تكــن تتجاوز مكـــة، إنما تقدم عليهم الأعاجم بالسلع فيشترونها منهم، ثــم يتبايعونها بينهم، ويبيعونها على مـن حولهم من العـرب. فكانوا كذلك حتى ركــب هاشم بن عبد مناف إلى الشام فكان يـــذبح كــل يــوم شاة, ويصنع جفنـة ثــــريد ويجمـــع مـــن حــــوله فيأكلــــون.
    وكـان هاشم من أجمل الناس وأتمهم فــذكر ذلك لقيصــر، فدعا به فلما رآه وكلمه، أعجب بــه, فكــان يبعث إليه في كل يوم، فيدخـــل عليه ويحادثه فلما رأى نفسه تمكن عنده، قال لـــه :

    أيها الملك, إن قومي تجار العرب فإن رأيـــت أن تكتـــب لي كتابًـــا تـــؤمن تجارتهــــم, فيقــــدموا عليـــك بـــما يستطرف مـــن أدم الحجاز وثيابــــه فتباع عندكــــم، فهو أرخص عليكـــم فكتب له كتاب أمان لمن يقدم منهم. فأقبـــل هاشم بـــذلك الكتاب، فجعل كلما مر بحي من العـــرب بطريقه إلى مكــة، عقد معهم عقدًا على أن تقــدم قـــريش إليهم ما يرضيهم من بضائع وهـــدايا تــؤلف بينهم وبين قـــريش فكــــان الإيــــلاف.
    فلما وصل إلى مكة, كان هذا الإيلاف أعظــم مـــا جاء به هاشم إلى قريش فخـــرجوا بتجـــارة عظيمة، وخـــرج هاشم معهــــم يجوزهــــم, يوفيهـــم إيلافهم الذي أخذ من العــــرب, حتى أوردهم الشام، وأحلهم قـــراها، فكان ذلك بــــدء إيــــلاف قــــريش (١٠).

    وذكر أن متجر "هاشم" كان إلى بـلاد الشام (١١), ويصل بتجارته إلى "غزة" وناحيتها، وربما توغــل نحــو الشمال حتى زعم بعض أهـل الأخبار أنه كان ربما بلغ "أنقرة" "فيدخل على قيصـر فيكرمــــه ويحبــــوه" (١٢).
    ويجــب علينا ألا نتصــور دائما أن أي "قيصـــر" يـــرد ذكره في أخبار أهــل الأخبار، هو قيصر الروم حقا، بل هــو أحــــد عمالــــه في الغالـــب، وأحــــد الموظفين الروم في بلاد الشام. وربما أخذوا اسم "أنقرة" من قصــة للشاعر امـــرئ القيس، فأدخلوها في قصــــة "هاشم", فلــــم تكــــن "أنقرة" مقــرًّا للقياصرة إذ ذاك حتى يـــذهب هاشم إليها ليدخل على قيصر ويـزوره فيها بل كانت "القسطنطينية" هي عاصمة البيزنطيين...
    وقد فسر "الجاحظ" "الإيـــلاف"، أنه جُعْــــلٌ فــــرضه هاشم على القبائـــل لحمايــة مكـــة مـــن الصعاليك ومــن المتطاولين، إذ قال : "وقد فسره قوم بغير ذلك. قالوا : إن هاشما جعل على رءوس القبائل ضـــرائب يؤدونها إليه ليحمي بها أهـــل مكــــة, فــإن ذؤبان العــــرب وصعاليك الأحياء وأصحاب الطوائل، كانوا لا يؤمَنون على الحـرم لا سيما ونـــاس مـن العــــرب كانوا لا يــرون للحرم حرمة ولا للشهر الحرام قـــدرا, مثــــل :
    "طيء" و "خثعـــم" و "قضاعــــة" وبعض "بلحارث بن كعب" (١٣)...•

    فيفهم من ذلك إذن أن الإيلاف، هـــو نوع من تأليف قلــوب سادات القبائل لصدهم عن التحرش بأهل مكـة ومن التعـــرض بقوافلهم، فألفهــــم هاشم وصاروا له مثل "المؤلفة قلوبهم" في الإسلام, ولا سيما وأن بين الإيـــلاف و"ألف" "ألف بينهم" و"المؤلفة" صلة وأن فيما قاله "الجاحظ" عن "هاشم" من قوله : "وشرك في تجارته رؤساء القبائل من العــرب ... وجعل لهم معه ربحًــــا"(١٤)
    وبين تأليف القبائل صلة تامـة، تجعل تفسير الإيــــلاف على أنــــه عهــــود ومــــواثيق مــــع سادات القبائل في مقابل إسهامهم بأموالهم وبحمايتهم لقوافل قـــريش, في مقابل ضــرائب معينة تدفع لهم، وسهام من الأربـــاح تـــؤدى لهــــم، مــــع إعطائهم رءوس أموالهم وما ربحته في الأسواق هـــو تفسير منطقي معقول, وبذلك كسبت قريش حياد هذه القبائل ودفاعها عن مصالحها....▪

    وقــــد تعــــرض "الثعالبي" لموضـوع "إيلاف قريش" فقال: إيلاف قريش: كانت قريش لا تتاجر إلا مع مــن ورد عليها من مكــــة في المواسم وبـــذي المجـاز وسوق عكــــاظ، وفي الأشهر الحــــرام لا تبـــرح دارهــا، ولا تجاوز حـــرمها؛ للتحمس في دينهم، والحب لحرمهـــم، والإلف لبيتهم، ولقيامهـــم لجميع مـــن دخل مكـــة بما يصلحهم وكانوا بوادٍ غير ذي زرع ... فكان أول من خـرج إلى الشام ووفد إلى الملوك وأبعد في السفر ومـــر بالأعداء وأخذ منهم الإيــلاف الذي ذكره الله, هاشم بن عبد مناف، وكـــانت لـــه رحلتان : رحلة في الشتاء نحــــو العباهلة مــن ملــــوك اليمن ونحــــو اليكسوم مـــن الحبشة، ورحلــــة في الصيف نحــــو الشام وبــــلاد الــــروم.
    وكــــان يأخـــذ الإيــــلاف من رؤساء القبائل وسادات العشائر لخصلتين : إحداهما أن ذؤبان العـــرب وصعاليك الأعـــراب وأصحاب الغارات وطـلاب الطوائل كانـــوا لا يؤمَنون على أهــل الحـــرم ولا غيرهم، والخصلة الأخرى أن أناسًا من العـــرب كانــــوا لا يرون للحرم حرمة، ولا للشهر الحرام قــدرًا كبني طيء وخثعم وقضاعة، وسائــر العــــرب يحجون البيــت ويــــدينون بالحــــرمة لــــه.
    ومعنى الإيــــلاف إنما هــو شيء كان يجعلــه هاشم لرؤساء القبائـــل مـــن الــربح، ويحمل لهم متاعًا مع متاعــه ويسوق إليهم إبـــلًا مع إبله؛ ليكفيهم مــؤنة الأسفار, ويكفي قريشًا مـــؤنة الأعـــداء، فكان ذلك صلاحًا للفريقين إذ كـــان المقيـــم رابحًـــا، والمسافــر محفوظًا, فأخصبت قــــريش، وأتاها خيــر الشام واليمن والحبشة، وحسن حالها، وطاب عيشها.

    ولما مـــات هاشم قــام بذلك المطلب فلما مـــات المطلب قــــام بــــذلك عبد شمس، فلما مات عبد شمس قام بــــه نــــوفل، وكــــان أصغرهم (١٥).
    وإلى هــذا الإيــــلاف, أشير في شعـر "مطــرود الخــــزاعي" بقــــوله :

    يأيها الرجـــل المحول رحله ... هــــلا حللت بــــآل عبــــد منــــاف
    الآخــــدين العهــــد في إيــــلافهم ... والراحلين بــــرحلة الإيــــلاف (١٦).

    وعمل قــــريش هـــذا هو عمل حكيم بــــدَّل وغيَّر أسلوب تجارة مكة، بأن جعـــل لها قـوافل ضخمة تمــــر بأمن وبسلام في مختلف أنحاء الجــــزيرة جــــاءت إليها نتيجة لـــذلك بأربـــاح كبيرة، مــا كــان في إمكانها الحصول عليها، لو بقيت تتاجــر وفقا لطريقتها القــــديمة، من إرسالها قوافل صغيرة للمتاجرة مع مختلف الأسواق فكانت القافلة منها إذا سلبت، عادت بأفــدح الأضرار المادية على صاحبها أو على الأســرة التي أرسلتها، وربما أنــــزلت الإفــــلاس والفقــــر بأصحابهـا، بينما تــــوسعت القافلــة وفقًـــا للطــــريقة الجديدة بـــأن ساهم بأموالها كل من أراد المساهمة، من غني أو صعلوك أو متوسط حــــال، ومــن سادات قبائل. وبــذلك تـوسع الربــح، وعمت فائدته عددًا كبيرًا من أهل مكة، فرفع بذلك مــن مستواها الاجتماعي، كما ضمــن لقوافلها الأمن والسلامة، وصيَّر مكــة مكانــا مقصـــودا للأعــــراب.

    ويــــذكر أهل الأخبار أنه كان المطلب وهاشم وعبد شمس، ولد عبد مناف من أمهم : "عاتكة بنت مرة السُّليمة"، و"نوفل" من "واقدة"، قد سادوا بعـد أبيهم عبد مناف جميعًا، وكــــان يقال لهــــم : "المجبرون"، وصار لهــم شأن وسلطان، فكانوا أول من أخذ لقريش "العِصَم"(١٧), أي "الحبال"، ويراد بها العهود. أخذ لهم هاشم حبلا من ملوك الروم وغسان، وأخــذ لهم عبد شمس حبلا من النجاشي الأكبــــر، فاختلفوا بذلك السبب إلى أرض الحبشة، وأخذ لهـــم نــــوفل حبــــلا مــن الأكــاسرة فاختلفـــوا بــــذلك السبب إلى أرض العـــراق وأرض فــارس، وأخــذ لهـــم المطلب حبــــلا مــن ملــــوك حميــــر فاختلفوا بــــذلك السبب إلى اليمــــن فجُبرت بهم قريش، فسموا المجبرين (١٨), حتى ضرب بهم المثل، فقيل : أقـــرش من المجبرين. والقــــرش : الجمع والتجارة، والتقرش : التجمـــع والمجبرون هـــم الأربعــة المذكورون (١٩).
    وفي روايــة أخرى أن "المطلب" هــو الــــذي عقــــد الحلف لقــــريش مـــن النجاشي في متجرها إلى أرضه، وأن هاشمًا، هو الذي عقـــد الحلف لقريش مـــن "هــرقل" لأن تختلف إلى الشام آمنــــة. ولو أخذنا بهذه الرواية وجب أن يكون هاشم قد أدرك أيام "هرقل" "610-641" "Heracleous l"، وهــو أمــر غير ممكن؛ لأن معنى ذلك أنـــه عــــاش في أيــــام الرسول ﷺ
    وأدرك رسالتــه، ولا يهـــم ورود اسم "هـــــرقل" في هـــذه الرواية؛ فأهــل الأخبار لا يميزون بين ملــــوك الــروم ويـــذكرون اسم "هـــرقل"؛ لأنه حكم في أيـــام الـــرسول ﷺ وفي أيــــام الخلفاء الــــراشدين الأُوَل.
    وإذا صحت الـرواية، يكـــون "آل عبد مناف" قــد احتكروا التجارة وصاروا مـــن أعظم تجار مكــــة. وقـد وزعوا التجارة فيما بينهم، وخصوا كـل بيت من بيوتهم الكبيرة بالاتجار مع مكان من أمكنة الاتجار المشهورة في ذلك العهد، وأنهــم تمكنوا بهـــذه السياسة من عقد عقــــود تجارية ومواثيق مع السلطات الأجنبية التي تاجــروا معها لنيل حظــــوة عنــــدها، ولتسهيل معاملاتها التجارية؛ فجنوا من هـــذه التجارة أرباحًــــا كبيــــرة....

    فما كـــان في استطاعة "قــــريش" إرسال "عيــــرها" إلى بـــلاد الشام أو العـــراق أو اليمن أو العربية الجنوبية بغير رضاء وموافقة سادات القبائـــل التي تمــــر قــــوافل قـــريش بأرضها ورضـــاء هــــؤلاء السادات بالنسبــــة لقــــريش هـــو أهــم جـــدًّا من رضاء حكومات بــــلاد الشام أو العـــراق أو اليمن عـــن مجيء تجــــار مكـــة إلى بــــلادها للاتجـــار في أسواقها, فمــا الفائـــدة مــن مــوافقة حكومات تلك البلاد على مجيء تجــــار مكــة للبيع والشراء في أسواقها, إن لم يكن في وســـع أولئك التجار تــأمين وصـــول تجارتهــــم إليها، أو تأمين سلامة مــا يشرونه مـــن أسواقها لإيصالــــه إلى مكـــة أو إلى الأسواق الأخرى؟!. لهذا كــان من أهــم ما فعله تجار مكة في هــــذا الباب، هــــو عقدهم "حبــــالًا" و"عصمًا" وعهودًا مــع رؤساء القبائل لترضيتهم بدفع جعالات معينة لهــــم أو تقديـــم هـــدايا وألطاف مناسبــة مغرية لهـــم، أو اشتراكهم معهــم في تجارتهم, يقــــول الجاحظ في بـــاب "فضل هاشم على عبد شمس":

    "وشرك في تجارتـــه رؤساء القبائـــل مــــن العــــرب.....
    وجُعــــل لهــــم معــــه ربــــح"(٢٠).

    وبهــذه العقــود المتنوعة سيطر تجار قــريش على الأعراب، وحافظوا على أموالهم، وحَدُّوا من شره فقـراء أبناء الباديــــة إلى الغنائــــم, وصــــار في إمكانهم الخروج بكل حرية من مكــة ومـن الأسواق القريبة منها بتجارتهم نحــــو الأماكــــن المذكورة بكل أمــن وسلام...

    ولما كان البحث في هذا الموضع، هـو في تأريخ مكــــة بصورة عامـة؛ لذلك فسأترك الكــــلام عن "الإيـــلاف" إلى الموضــع المناسب الخاص بــــه، وهو التجـــارة والاتجـــار، وعندئذ سأتكلم عنــــه بما يتمم هــــذا الكــــلام العام.

    ويذكــــر أهــل الأخبار أن عبد شمس وهاشمًا تـــوءمان، وقــد وقــع بينهما تحاسد، وانتقل هذا التحاسد إلى ولد الأخــــوين، حتى في الإســــلام.

    وذكــــروا أن "أميـــة بن عبد شمس" حسد عمه هاشمًا، وكــان أمية ذا مال فـــدعا عمه إلى المنافرة, فرضي عمه بـــذلك مكـــرهًا، على أن يتحاكما إلى الكاهن "الخـزاعي"، فنفَّر هاشمًا عليه فأخذ هاشم الإبل التي نافر عليها من أميـــة، فنحرها وأطعمها من حضــره وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين، بحسب حُكـــم الكاهن، وكــان هاشم قــد نافر على الجــلاء عن مكة عشر سنين.
    فكانت هـــذه أول عـداوة وقعت بين "هاشــــم" و "أميــــة" (٢١).....•

    ويذكر أهــــل الأخبار أن أمية بن عبد شمس كــان من جملة من ذهـــب من رجال مكــــة إلى "سيف بن ذي يزن" لتهنئته بانتصــار اليمــن على الحبش وطردهــم لهـــم، وقــد دخل عليه مع وفد مكــة في "قصر غمدان", وكــان مثل أبيه عبـــد شمس حامـــل لـــواء قــــريش، أي : إنـــه كــان يحملها في الحــــرب (٢٢)...

    وكـــان هاشم أول من مات من ولـــد عبد مناف، مات بغـزة فعرفت بـ"غزة هاشم"، وكــان قد وفــد بتجارة إليها فمات بها، ومــات عبد شمس بمكــــة فقبر بأجياد، ثم مــــات نوفل بسلمان من طريق العــراق، ثــم مات المطلب بــردمان من أرض اليمــــن (٢٣)...

    ويتبين مـــن ذلك أن جميــع هــــؤلاء الإخوة، ما خلا عبدَ شمس, ماتوا في أرض غـــريبة، ماتــــوا تجارًا في تلك الــــديار.
    وورد في روايــــة أخــــرى، أن هاشمًا خــــرج هــــو وعبد شمس إلى الشام فماتا جميعًا بغــــزة في عـــام واحــد وبقي مالهما إلى أن جــــاء الإسلام (٢٤).
    وأجياد : جبل مكة على رأي، وموضع مـــرتفع في الــذرا غربيّ "الصفا" كما ورد ذلك في شعر للأعشى؛ ذكــــر أن "مضاضًا" ضــرب في ذلك الموضــــع أجياد مائة رجل من العمالقة، فسمي الموضع بــــذلك "أجيــــاد" (٢٥).

    ويذكــــر الإخباريون :
    أن هاشمًا كـــان قـــد خـــرج في عير لقريش فيها تجارات، وكــان طريقهم على المدينة، فنـــزلوا بـ"سوق النبط" فصادفـــوا سوقًا مقامــــة، فباعــــوا واشتروا، ونظــــروا إلى امــــرأة على موضـــع مشرف مــن السوق تأمر بما يشترى ويباع لها, وهي حازمة جلدة مع جمال، فسأل هاشــــم عنها : أَأَيِّم هي، أم ذات زوج؟ فقيل لــه : أيــــم، كــانت لا تنكـــح الرجــال لشرفها في قومها حتى يشترطوا لها أن أمــــرها بيــــدها : فإذا كرهت رجــلًا، فارقته، وهي "سلمى بنت عمــرو بن زيــد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنيم بن عــــدي بن النجار"، وهو "تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج"، فخطبها، فـــزوجته نفسها ودخــــل بها، وصنع طعامًا، دعا إليه من كان معه من أهل مكـــة، ودعا من الخزرج رجالا، وأقام بأصحابه أيامًا، وعلقت "سلمى" بعبد المطلب (٢٦).
    وكــــانت "سلمى"، قـــد تزوجت مــن "أُحَيْحَة بن الجُـــلَّاح بن الحريش بن جَحْجَبَا الأوسي"، وهــــو مـــن المعروفين في قــــومه كــذلك (٢٧).

    ويذكر أهل الأخبار، أن عمر هاشم لما تـــوفي، كان عشرين سنة، ويقــــال : خمسًا وعشرين (٢٨). وهــو عمــــر قصيـــر إذا قِيسَ بما يذكــــره أهــــل الأخبار ويوردونه عنــــه مــن اتجـــار وأعمال, أعمال لا تتناسب مــــع تلك السن.
    ومـــن سادات مكــة في هـــذه الأيام "قيس بن عـــدي بن سهم" مـــن بني هصيص بن كعب، قد تكاثروا بمكــــة حتى كادوا يعدلون بعبد مناف. وهو الذي منع "عدي بن كعب" و"زهرة بن كلاب" من "بني عبد مناف"، ومنــــع "بني عـــدي" أيضا من "بني جمح". وكــــان "عبد المطلب بن هاشم" ينفر ابنــــه "عبد المطلب" وهــــو صغيـــر ويقــــول :

    كأنــــه في العز قيس بن عديّ ... في دار قيس ينتدى أهــــل النــــدى (٢٩)

    تابــــع الجــــزء السابع 》》

    ======================
    (١) الطبري "2/ 252" "دار المعارف بمصر".
    وهو الذي سن الرحيل لقومه ... رحل الشتاء ورحلة الأصياف
    البلاذري، أنساب "1/ 58", ابن سعد، طبقات "1/ 75".
    (٢) النويري، نهاية الأرب "16/ 34".
    (٣) ابن سعد، الطبقات "1/ 78".
    (٤) ابن سعد، الطبقات "1/ 75", الأزرقي، أخبار مكة "1/ 67", تاج العروس "3/ 36", "بذر".
    (٥) ابن سعد، الطبقات "1/ 78" النويري، نهاية الأرب "16/ 35".
    (٦) تاج العروس "10/ 181", "سقى".
    (٧) نسب قريش "197".
    (٨) الطبري "2/ 252", "دار المعارف بمصر".
    وهو الذي سن الرحيل لقومه ... رحل الشتاء ورحلة الأصياف
    البلاذري، أنساب "1/ 58", ابن سعد، الطبقات "1/ 75", تفسير القرطبي "20/ 205", "سورة قريش".
    (٩) نهاية الأرب "16/ 33".
    (١٠) القالي، ذيل الأمالي والنوادر "ص199", الثعالبي, ثمار القلوب "1/ 8 وما بعدها",
    Caetani, Annali, i, 109, "90", M.J. Kister, P. 116.
    (١١) المحبر "162".
    (١٢) ابن سعد، الطبقات "1/ 75 وما بعدها", نهاية الأرب "16/ 33", البلاذري, أنساب "1/ 58".
    (١٣) رسائل الجاحظ "70"، "السندوبي" Kister, p. 143.
    (١٤) رسائل "70", "السندوبي" "70", الثعالبي، ثمار القلوب "115 وما بعدها".
    (١٥) الثعالبي، ثمار القلوب "115 وما بعدها".
    (١٦) الثعالبي، ثمار القلوب "116".
    (١٧) العِصَم، بكسر ففتح.
    (١٨) الطبري "2/ 252"، اليعقوبي "1/ 200", ذيل الأمالي "ص199", أمالي المرتضى "2/ 268".
    (١٩) مجمع الأمثال "2/ 72", البلاذري، أنساب "1/ 59".
    (٢٠) الجاحظ، رسائل "70", "السندوبي".
    (٢١) الطبري "2/ 252 وما بعدها"، ابن الأثير، الكامل "2/ 9", "الطباعة المنيرية"، ابن سعد، طبقات "1/ 76", نهاية الأرب "16/ 34"، أنساب العيون "1/ 40", سيرة ابن دحلان "1/ 15 وما بعدها".
    (٢٢) الاشتقاق "ص103"، دائرة المعارف الإسلامية "1/ 324".
    (٢٣) الطبري "2/ 254", ابن الأثير "2/ 7", شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد "1/ 83", ذيل الأمالي "ص199", البلاذري, أنساب "1/ 63"، ابن سعد، طبقات "1/ 79".
    (٢٤) نهاية الأرب "16/ 37"، الكامل لابن الأثير "2/ 4 وما بعدها"، الطبري "2/ 176".
    (٢٥) تاج العروس "2/ 330"، "الجيد".
    (٢٦) ابن سعد، الطبقات "1/ 76"، ابن هشام، السيرة "1/ 144"، نهاية الأرب "16/ 36 وما بعدها"، المحبر "ص398"، الطبري "2/ 246 وما بعدها"، "دار المعارف".
    (٢٧) المحبر "ص456"، البلاذري، أنساب "1/ 64".
    (٢٨) البلاذري، أنساب "1/ 63".
    (٢٩) نسب قريش "400".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:38 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    الجزء الخامس :

    وكانت إلى قصي أيضا :
    الحجابة ، والسقاية, واللواء؛ فحاز شرف قريش كله, وصار رئيسها الوحيد المطاع، الناطق باسمها, الآمر والناهي، إذ لا أحد أحكم وأعقل وأحسن إدارةً للملك منه.

    وذكر أن قصيا أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل، وذلك في أيام المنذر بن النعمان ملك الحيرة، وملك الفرس الساسانيين "بهرام جور"(١).
    وقد كان حكم "بهرام جور" من سنة "420م" حتى سنة "438م"(٢)، أي : في النصف الأول من القرن الخامس للميلاد، وإذا أخذنا برواية من جعل قصيًّا من المعاصرين لهذا الملك، يكون حكم قصي إذن في النصف الأول من القرن الخامس للميلاد.
    وقد نسب أهل الأخبار إلى قصي أقوالا وأمثالا وحكما وجعلوه غاية في الحكمة والمنطق. ورُوي: "إن أمر قصي عند قريش دين يعملون به, ولا يخالفونه"(٣).

    وقد ترك قصي أثرا كبيرا في أهل مكة، وعدوه المؤسس الحقيقي لكيان قريش, وكانوا يذكرون اسمه دائما بخير، وكانوا لا يطيقون سماع أحد يستهين بشأنه, فلما تطاول الشاعر "عبد الله بن الزِّبَعْرَى"، على ما جاء في بعض الروايات، وتجاوز حده بذكر قصي بسوء في شعر له، كتبه كما يقولون في أستار الكعبة، غضب بنو عبد مناف، واستعدوا عليه "بني سهم"؛ لأنه كان من "بني سهم"، فأسلموه إليهم، فضربوه وحلقوه شعره وربطوه إلى صخرة، فاستغاث قومه، فلم يغيثوه، فجعل يمدح قصيا ويسترضيهم، فأطلقه بنو عبد مناف وأكرموه، فمدحهم بأشعار كثيرة (٤).
    ولم نعثر في نصوص المسند على اسم رجل يدعى قصيًّا، وإنما ورد في النصوص النبطية اسم علم لأشخاص, وهذا الاسم هو اسم صنم في الأصل، بدليل ورود عبد قصي. أما حديث الإخباريين عن أصله وفصله، فهو مما لا قيمة له, وقد ابتدعته مخيلتهم على الطريقة المألوفة في اختراع تفاسير لأسباب التسميات. والظاهر أن هذا الاسم من الأسماء التي كان يستعملها العرب النازلون في أعالي الحجاز، وربما في بلاد الشام.

    وفي جملة النصوص النبطية التي عُثر عليها في "صلخد" اسم رجل عرف بـ"روحو بن قصيو" "روح بن قصي"، كما عثر على نص جاء فيه اسم "مليكو بن قصيو" "مالك بن قصي" وورد اسم "قصيو بن أكلبو" أي: "قصي بن كلاب". وقد تبين من هذه الكتابات أن المذكورين هم من أسرة واحدة، وقد كانوا كهانًا أو سدنةً لمعبد من معابد "صلخد"(٥), فقصي إذن من الأسماء الواردة عند النبط. والغريب أننا نرى بين قصي صلخد وقصي مكة اشتراكًا لا في الاسم وحده، بل في المكانة أيضا، فلقصي صلخد مكانة دينية، ولقصي مكة هذه المكانة أيضا في مكة.

    ويلاحظ أن الاسم الذي زعم الإخباريون أنه اسم قصي الأصلي الذي سمي به يوم وُلِدَ بمكة، وهو "زيد"، هو أيضا اسم صنم، فقد نص أهل الأخبار على أن "زيدًا" هو صنم من أصنام العرب (٦).

    ويذكر الإخباريون أنه كان لقصي أربعة أولاد، ورووا قولًا زعموا أنه قاله.
    فقد ذكروا أنه قال : "وُلد لي أربعة، فسميت اثنين بصنمي، وواحدًا بداري، وواحدًا بنفسي".
    وكان يقال لعبد مناف : القمر، واسمه المغيرة, وكانت أمه "حُبَّى" دفعته إلى مناف، وكان أعظم أصنام مكة، تدينًا بذلك، فغلب عليه عبد مناف(٧).
    وأولاده هم: "عبد مناف"، واسمه "المغيرة"، وعبد الله وهو "عبد الدار", و"عبد العزى"، و"عبد قصي"، و"هند" بنت قصي، تزوجها "عبد الله بن عمَّار الحضرمي"(٨).
    ولما مات قصي، دفن بالحَجُون، وقد كانوا يزورون قبره ويعظمونه (٩). والحجون جبل بأعلى مكة كان أهل مكة يدفنون موتاهم فيه (١٠), فعليه مقبرة جاهلية من مقابر مكة القديمة, وقد ذكر في شعر جاهلي(١١).
    وقد أنكر بعض المستشرقين وجود "قصي", وعدوه شخصية خرافية من شخصيات الأساطير، واستدلوا على ذلك بالأقاويل التي رواها ابن الكلبي وابن جريج عنه، وهي ذات طابع قصصي (١٢).
    غير أن هذه المرويات لا يمكن أن تكون دليلًا قويًّا وسندًا يستند إليه في إنكار وجود رجل اسمه قصي، وإذا كان ما قيل عنه خرافة، فلن تكون هذه الخرافة سببًا لإنكار وجود شخص قِيلت عنه.

    وقد ترك "قصي" جملة أولاد, هم: عبد العزى وعبد الدار وعبد مناف وعبد بن قصي. وقد تكتل أبناء هؤلاء الأولاد وتحزبوا، ونافسوا بعضهم بعضا، فنافس بنو عبد مناف بني عبد الدار، وكونوا حلفًا فيما بينهم كان جماعته وأنصاره بنو أسد وبنو زهرة وبنو تيم والحارث بن فهر. وتراص بنو عبد الدار وجمعوا شملهم وشمل من انضم إليهم، وكونوا جماعة معارضة تألفت من بني مخزوم وبني سهم وبني جمح وبني عدي بن عامر بن لؤي ومحارب, وهم من "قريش الظواهر". وقد عرف حلف "بني عبد مناف" بـ"حلف المطيبين" وبـ" المطيبون"، وعرف بنو عبد الدار بـ"الأحلاف".
    ولما ظهر الإسلام, كان هذا النزاع العائلي على رئاسة مكة قائمًا، وقد تمثل في تنافس الأسر على الرئاسة, اشتهر بعضها بالثراء والغنى، واشتهر بعضها بالوجاهة الدينية أو بالمكانة الاجتماعية.
    ويلاحظ أن هذا النزاع لم يكن نزاعا عائليا تماما، قام على النسب إلى الأب والجد, بل كان نزاعا على الرئاسة والسيادة في الغالب، فنجد جماعة من عائلة تنضم إلى العائلة الأخرى المنافسة، وتترك عشيرتها؛ لأن مصلحتها الخاصة وتخاصمها مع أحد أقربائها, دفعاها على اتخاذ ذلك الموقف.
    ولما أسن قصي، جعل لابنه "عبد الدار" -على حد رواية أهل الأخبار- دار الندوة والحجابة, أي: حجابة الكعبة، واللواء, فكان يعقد لقريش ألويتهم، والسقاية وهي سقاية الحاج، و"الرفادة" وهي خَرْجٌ تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى قصي ليصنع به طعاما للحاج يأكله الفقراء، وكان قصي قد قال لقومه: "إنكم جيران الله وأهل بيته، وإن الحاج ضيف الله وزوار بيته، وهم أحق الضيف بالكرامة، فاجعلوا لهم شرابا وطعاما أيام الحج، حتى يصدروا عنكم", ففعلوا، فكانوا يخرجون من أموالهم، فيصنع به الطعام أيام منى، فجرى ذلك من أمره على قومه في الجاهلية، حتى قام الإسلام (١٣).

    ويذكر الإخباريون في تعليل إعطاء عبد الدار هذه الامتيازات أن عبد الدار كان ضعيفًا، وأن عبد مناف شقيقه كان قد ساد في حياة أبيه، وكثر ماله، فأراد قصي بذلك تقويته بهذه الامتيازات (١٤).

    وقد توارث بنو عبد الدار اللواء، فلا يعقد لقريش لواء الحرب إلا هم, وهي وظيفة مهمة جدا؛ لما للواء من أثر خطير في الحروب والمعارك في تلك الأيام. ولهذا كانوا يتدافعون في الذب عن اللواء، حتى لا يسقط على الأرض بسقوط حامله، وسقوطه معناه نكسة معنوية كبيرة تصيب المحاربين تحت ظل ذلك اللواء. ولما أسلم "بنو عبد الدار" قالوا: يا نبي الله، اللواء إلينا, فقال النبي: "الإسلام أوسع من ذلك"؛ فبطل اللواء (١٥).

    ويذكر الإخباريون أن قصيًّا لما هلك، قام "عبد مناف بن قصي" على أمر قصي بعده، وأمر قريش إليه، واختط بمكة رباعًا بعد الذي كان قصي قطع لقومه (١٦).
    ويذكر أهل الأخبار أن بني عبد مناف أجمعوا على أن يأخذوا من بني عبد الدار "الرفادة" و"السقاية", فأبى بنو عبد الدار ترك ما في أيديهم وأصروا على الاحتفاظ به، فتفرقت عند ذلك قريش، فكانت طائفة مع بني عبد الدار، وطائفة مع بني عبد مناف، وتحالف كل قوم مؤكدًا، وأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبًا، فوضعوها عند الكعبة، وتحالفوا، وجعلوا أيديهم في الطيب، فسموا المطيبين. وتعاقد بنو عبد الدار ومن معهم, وتحالفوا, فسموا الأحلاف، وتعبئوا للقتال، ثم تداعوا إلى الصلح، على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة, فرضوا بذلك، وتحاجز الناس عن الحرب، واقترعوا عليهما فصارتا لهاشم بن عبد مناف (١٧).

    وأما الذين كونوا حلف الأحلاف ولعقة الدم، فهم: بنو مخزوم، وبنو جمح، وبنو سهم، وبنو عدي بن كعب (١٨).
    وقد خرجت من ذلك "بنو عامر بن لؤي" و"بنو محارب بن فهر", فلم يكونوا مع واحد من الفريقين (١٩).

    وتذكر بعض الروايات أن "آل عبد مناف" قد كثروا، وقلَّ "آل عبد الدار"، فأرادوا انتزاع الحجابة من "بني عبد الدار", فاختلفت في ذلك قريش، فكانت طائفة مع "بني عبد الدار" وطائفة مع "بني عبد مناف"، فأخرجت "أم حكيم البيضاء" توءمة أبي رسول الله، جفنة فيها طيب، فوضعتها في الحجر، فقالت: من كان منا فليدخل يده في هذا الطيب, فأدخلت عبد مناف أيديها, وبنو أسد بن عبد العزى، وبنو زهرة، وبنو تيم، وبنو الحارث بن فهر، فسموا المطيبين. فعمدت بنو سهم بن عمرو فنحرت جزورًا، وقالوا: من كان منا، فليدخل يده في هذه الجزور، فأدخلت أيديها عبد الدار, وسهم، وجمح، ومخزوم، وعدي، فسُميت الأحلاف، وقام الأسود بن حارثة بن نضلة، فأدخل يده في الدم، ثم لعقها، فلعقت بنو عدي كلها بأيديها، فسموا لعقة الدم (٢٠).

    وتذكر رواية أن "بني عبد مناف" اقترعوا على الرفادة والسقاية فصارتا إلى "هاشم بن عبد مناف"، ثم صارتا بعده إلى "المطلب بن عبد مناف" بوصية, ثم لعبد المطلب، ثم للزبير بن عبد المطلب، ثم لأبي طالب, ولم يكن له مال، فاستدان من أخيه العباس بن عبد المطلب عشرة آلاف درهم، فأنفقها، فلما لم يتمكن من رد المبلغ تنازل عن الرفادة والسقاية إلى "العباس", وأبرأ أبا طالب مما له عليه (٢١).

    وتذكر رواية أخرى، أن هاشمًا وعبد شمس والمطلب ونوفلًا بني عبد مناف أجمعوا أن يأخذوا ما بأيدي "بني عبد الدار" مما كان قصي جعل إلى "عبد الدار" من الحجابة واللواء والرفادة والسقاية والندوة، ورأوا أنهم أحق بها منهم، فأبت "بنو عبد الدار"، فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على ألا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا. وعرف حلف "بني عبد مناف" بحلف المطيبين, وعرف حلف "بني عبد الدار" بحلف الأحلاف ولعقة الدم. ثم تداعوا إلى الصلح، على أن تكون الحجابة واللواء ودار الندوة إلى بني عبد الدار، وأن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة (٢٢).
    وولي هاشم بن عبد مناف السقاية والرفادة (٢٣).
    وتصرح بعض الروايات, أن هاشمًا هو الذي قام بأمر بني عبد مناف، ثم عامر بن هاشم (٢٤).
    ومعنى هذا أن الحلفين المذكورين: حلف المطيبين وحلف "الأحلاف", إنما عقدا في حياة "هاشم بن عبد مناف", أي: قبل ميلاد الرسول، وأن حلف "لعقة الدم" هو نفسه حلف الأحلاف، أو من حلف الأحلاف, عرف بهذه التسمية؛ لأن بني عدي بن كعب، الذين حالفوا عبد الدار وانضموا إليهم, لعقوا الدم، فقيل لهم: لعقة الدم؛ تمييزًا لهم عن الذين لم يلعقوا الدم، وهم الأحلاف (٢٥).

    وذُكر أن "بني عبد الدار" و"بني عدي", أدخلوا جميعًا أيديهم في ذلك الدم في الجفنة، فسموا كلهم "لعقة الدم" بذلك (٢٦).

    ولكننا نصطدم بروايات أخرى، ترجع تأريخ حلف "لعقة الدم" إلى أيام بنيان الكعبة، الذي كان قبل المبعث بخمس سنين، وعمر الرسول يومئذ خمس وثلاثون سنة. فهي تذكر أن أهل مكة لما وصلوا إلى موضع الركن اختصموا في وضع الحجر الأسود، حتى تجاوزوا وتحالفوا وتواعدوا على القتال، "فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دماء, ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب على الموت، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في الجفنة، فسموا لعقة الدم بذلك"(٢٧) ثم اتفقوا على أن يجعلوا بينهم حكمًا، يحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون، على أن يكون أول من يدخل من باب المسجد، فكان أول من دخل عليهم رسول الله, فحكم على نحو ما هو معروف.

    كما نصطدم بروايات أخرى تذكر أن حلف المطيبين إنما عرف بذلك؛ لأن خمس قبائل هي: بنو عبد مناف، وبنو أسد، وبنو تيم، وبنو زهرة، وبنو الحارث بن فهر، لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في أيدي بني عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية, وأبت بنو عبد الدار تسليمها إياهم -اجتمع المذكورون في دار عبد الله بن جدعان، وعقد كل قوم على أمرهم حلفًا مؤكدًا على التناصر وألَّا يتخاذلوا، ثم أخرج لهم بنو عبد مناف جفنة ثم خلطوا فيها أطيابًا وغمسوا أيديهم فيها وتعاقدوا, ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدًا فسُمُّوا المطيبين. وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤها, وهم ست قبائل: عبد الدار وجمح ومخزوم وعدي وكعب وسهم, حلفًا آخر مؤكدًا، فسموا بذلك الأحلاف (٢٨).

    وقيل: بل قدم رجل من بني زيد لمكة معتمرًا ومعه تجارة اشتراها منه رجل سهمي, فأبى أن يقضيه حقه فناداهم من أعلى أبي قبيس، فقاموا وتحالفوا على إنصافه، وكان النبي من المطيبين لحضوره فيه، وهو ابن خمس وعشرين سنة, وكذلك أبو بكر، وكان عمر أحلافيا لحضوره معهم (٢٩).

    وقد وهم بعض أهل الأخبار فجعلوا حلف المطيبين هو حلف الفضول، ويظهر أنهم وقعوا في الخطأ من كون الذين دعوا إلى عقد حلف الفضول وشهدوه هم من "المطيبين"، فاشتبه الأمر عليهم، وظنوا أن الحلفين حلف واحد. وقد رد عليهم بعض أهل الأخبار أيضا, إذ ذكروا أن الرسول لم يدرك حلف المطيبين؛ لأنه كان وقع بين بني عبد مناف، وهم هاشم وإخوته ومن انضم إليهم, وبين بني عمهم عبد الدار وأحلافهم، فقيل لهم الأحلاف، قبل أن يولد الرسول (٣٠).

    أما أن الحلفين قد عقدا في أيام "عبد الله بن جدعان" فخطأ، فقد أجمع أهل الأخبار على أن بني عبد مناف كانوا يَلُونَ الرفادة والسقاية قبل هذا العهد، وأن "هاشمًا" كان يليهما في حياته، وأما أنهما وقعا في أيام "هاشم" أو في أيام أبنائه، فإن ذلك أقرب إلى المنطق، وذلك فيما إذا أخذنا برواية من يقول: إن "قصيًّا" أوصى بالرفادة والسقاية واللواء والحجابة ودار الندوة إلى ابنه "عبد الدار", وحرم بذلك ابنه "عبد مناف" من كل شيء, بحجة أنه كان غنيا وجيها, وقد ساد في حياة أبيه, فلا حاجة له به إليها، فتأثر هاشم أو أبناؤه من ذلك, فأجمعوا على انتزاعها من أيدي "بني عبد الدار" وحدث ما حدث، وتولى هاشم الرفادة والسقاية على النحو المذكور (٣١).
    وهناك رواية أخرى رواها "اليعقوبي", تفيد أن قصيًّا كان قد قسم السقاية والرفادة والرئاسة والدار بين ولده؛ فجعل السقاية والرئاسة لعبد مناف، والدار لعبد الدار، والرفادة لعبد العزى, وحافة الوادي لعبد قصي (٣٢), وأخذ كل ابن ما أعطاه والده له.

    ويتبين من دراسة الروايات المختلفة الواردة عن الحلفين المذكورين, أنهما قد عقدا لأغراض أخرى لا صلة لها بالسقاية والرفادة، وربما كانا قد عقدا قبل أيام هاشم؛ بسبب نزاع وقع بين بطون قريش على الزعامة، فتحزبت تلك البطون وانقسمت على نفسها إلى "مطيبين" و"أحلاف"، وربما كان حلف لعقة الدم حلفًا آخر عقده "بنو عدي" فيما بينهم، وهم الذين انحازوا إلى الأحلاف، ودخلوا معهم في حلف، خاصة ونجد "اليعقوبي" يشير إلى حلف عقده "عبد مناف"، بعد وفاة والده "قصي" مع "خزاعة" و"بني عبد مناة بن كنانة"، عرف بحلف "الأحابيش", وكان مدبّر بني كنانة الذي سأل عبد مناف عقد الحلف "عمرو بن هلل بن معيص" (٣٣).
    مما يشير إذا صح هذا الخبر إلى أن "بني مناف" أو الذين انضموا إليهم، كما يقول ذلك "اليعقوبي" أرادوا تقوية أنفسهم وتكوين قوة مهابة بتأليف ذلك الحلف. وربما كان هذا الحلف موجهًا ضد "بني عبد الدار" مما دفع "بني عبد الدار" إلى جمع صفوفهم وتأليف حلف بهم؛ للدفاع عن مصالحهم.

    واسم هاشم على رواية الإخباريين "عمرو" وهو أكبر أولاد عبد مناف, وإنما قيل له هاشم؛ لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة وأطعمه. ذكر أن قومه من قريش، كانت أصابتهم لزبة وقحط، فرحل إلى فلسطين، فاشترى منها الدقيق، فقدم به مكة، فأمر به فخبز له ونحر جزورًا، ثم اتخذ لقومه مرقة ثريد بذلك (٣٤). ويذكرون أن شاعرًا من الشعراء، هو مطرود بن كعب الحزاعي, أو ابن الزبعرى، ذكر ذلك في شعره, حيث قال:
    عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مُسْنِتُونَ عجافُ (٣٥)

    تابع الجزء السادس 》》》

    ======================
    (١) بلوغ الأرب "1/ 247".
    (٢) Ency.,4, p. 178.
    (٣) أنساب الأشراف، للبلاذري "1/ 52".
    (٤) ابن هشام، السيرة "1/ 143".
    (٥) رينو ديسو: العرب في سورية قبل الإسلام، تعريب عبد الحميد الدواخلي "ص116", تأريخ العرب في الإسلام, لجواد علي "1/ 40".
    (٦) الاشتقاق "13".
    (٧) الطبري "2/ 254"، نهاية الأرب "16/ 32".
    (٨) البلاذري، أنساب "1/ 52".
    (٩) ابن الأثير "2/ 9"، "2/ 14 وما بعدها" "المطبعة المنيرية"، اليعقوبي "1/ 212", ابن سعد, الطبقات "1/ 73", البلاذري، أنساب "1/ 52", نهاية الأرب "16/ 31", تاج العروس "10/ 211" "صفا".
    (١٠) البلدان "2/ 225".
    (١١) قال "عمرو بن الحارث بن مضاض" أو الحارث الجُرهمي:
    كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس، ولم يسمر بمكة سامر
    اللسان "13/ 109", تاج العروس "9/ 171" "حجن".
    (١٢) Ency., vol., ll, pp. 1158.
    (١٣) الطبري "2/ 259 وما بعدها", ابن الأثير "2/ 10 وما بعدها", اللسان "3/ 181", تاج العروس "2/ 355", الأزرقي "1/ 61 وما بعدها".
    (١٤) ابن الأثير "2/ 9"، نسب قريش، للزبيري "14".
    (١٥) البلاذري، أنساب "1/ 45 وما بعدها".
    (١٦) ابن سعد، طبقات "1/ 47", نهاية الأرب "16/ 32".
    (١٧) ابن الأثير "2/ 9" "1/ 267" "المنيرية"، "1/ 183", "الطبري "8/ 11" "طبعة ليدن", اللسان "10/ 400", ابن هشام "1/ 143", المعارف "604" "دار الكتب", اليعقوبي "1/ 287" "طبعة هوتسما"، التنبيه "180", "الصاوي", ابن كثير, البداية "2/ 209", ابن خلدون "2/ 694", مروج "2/ 59" "السعادة", المحبر "166", تاج العروس "6/ 75", القاموس "3/ 280"، ابن سعد, طبقات "1/ 77".
    (١٨) البلاذري، أنساب "1/ 56".
    (١٩) ابن سعد، طبقات "1/ 77".
    (٢٠) نسب قريش "383".
    (٢١) البلاذري، أنساب "1/ 57".
    (٢٢) ابن سعد، طبقات "1/ 77".
    (٢٣) ابن سعد، طبقات "1/ 78".
    (٢٤) نهاية الأرب "16/ 34 وما بعدها".
    (٢٥) البلاذري، أنساب "1/ 56".
    (٢٦) الطبري "2/ 289 وما بعدها".
    (٢٧) الطبري "2/ 290".
    (٢٨) تاج العروس "1/ 359 وما بعدها", العمدة "2/ 194"، البلاذري, أنساب "1/ 56 وما بعدها", ابن سعد, طبقات "1/ 77".
    (٢٩) تاج العروس "1/ 360".
    (٣٠) السيرة الحلبية "1/ 156".
    (٣١) "ولما صارت الرفادة والسقاية لهاشم، كان يخرج من ماله كل سنة للرفادة مالًا عظيمًا"، البلاذري, أنساب "1/ 60".
    (٣٢) اليعقوبي "1/ 211" "طبعة النجف".
    (٣٣) اليعقوبي "1/ 212".
    (٣٤) الطبري "2/ 251 وما بعدها"، اللسان "12/ 611", القاموس "4/ 190", الكامل لابن الأثير "2/ 9".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:39 pm

    ● خفـــارة :

    فخذ من بني علي، من قبيلة حرب التي تقيم في الحجاز بالقرب من المدينة.

    (قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 141)

    ● خُفَـــاف :

    بطن من بني سليم بن منصور من العدنانية، من مياههم:

    الصّعبيّة، و السّودة، و الهدبيّة.

    (معجم البلدان لياقوت ج 3 ص 388، 662 ج 4 ص 956. تاج العروس للزبيدي ج 1 ص 335 ج 6 ص 94. مراصد الاطلاع ج 2 ص 65. القاموس للفيروزآبادي ج 1 ص 92) .

    ● خفلة :

    بطن من بني جذيمة، من جرم طيّ‌ء، من القحطانية، كانت مساكنهم في بلاد غزة بفلسطين.

    (نهاية الأرب للقلقشندي مخطوط ق 108-2)

    ● خُفَيف :

    بطــــن مــــن قضاعــــة، و هــــم :

    بنو خفيف بن مسعود بن حارثة بن معقل.

    (الأنساب للسمعاني ق 205-1) .

    ● الخــــلابة :

    عشيرة تقيم بمنطقة عجلون.

    يرفعــــون نسبهم الى تميــم الداري و يؤيدون ذلك بحجة رسمية، مسجلة في محكمـــة القــــدس الشرعيـــة، و مؤرخة في 10 رجب سنة 1340 هـ، قدم جدهم محمد بن ابراهيم الداري، من الخليل، بعــــد ان سرّح من جيش ابراهيــــم باشا المصري، و سكـن في‌ قرية المزار، و بعد أن أقام فيها قرابة ثلاثة أعوام رحل الى قرية المنبر، و لا يزال أعقابه يعيشون فيها، و يدعي الخلابة بقرابتهم لعائلة التميمي في نابلس، و لعشيرة المجالي في الكرك.

    (تاريخ شرقي الأردن لبيك ص 273)

    ● خــــلافات :

    قبيلة عربية، مركزها ما بين الساحل و فرندة و سعيدة، في عمالة و هران بالديار الجزائرية.

    (الجزائر للمدني ص 139)

    ● الخــــلاقي :

    فخذ من قبيلة الموسطة، من يافع احدى قبائل النواحي التسع المحية بجنوبي شبه جزيرة العرب.

    (تاريخ حضرموت السياسي للبكري ص 148)

    ● خَـــلاوة بن سُبَيْع :

    بطن من أشجع، من العدنانية، و هم: خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع.

    (تاج العروس للزبيدي ج 10 ص 119)

    ● الخَــــلاوة بن معاوية :

    بطن من تجيب، من كندة، من كهلان، من القحطانية، و هم: بنو خلاوة بن معاوية ابن جعفر بن أسامة بن سعد بن تجيب.

    (تاج العروس للزبيدي ج 10 ص 119.

    (23 ق ع) الأنساب للسمعاني ق 213-2. القاموس للفيروزآبادي ج 4 ص 325. المشتبه للذهبي ص 181) .

    ● خــــلاوي :

    فخذ يعرف ببيت خلاوي، من البوكناص، من عشيرة القراغول الملحقة بالصلتة، من شمّر طوقة.

    (عشائر العراق للعزاوي ص 241)

    ● الخــــلاوين :

    فخذ من العلقاوين، من الفواعرة إحدى عشائر محافظة حمص.

    (عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 106)

    ● الخــلايطة :

    عشيرة تقيم بناحية السرو بمنطقة عجلون، و هي من قبيلة المقدادية في بصرى أسكي شام.

    (تاريخ شرقي الأردن لبيك ص 306)

    ● الخــلايقة :

    فرقة تتبع عشيرتي الفواعير، و القطيشات، من عشائر الصلت (تاريخ شرقي الأردن لبيك ص 246)

    ● الخلة :

    انظــــر : الخلط.

    ● الخَلْج‌ :

    [1] : بطن من عدوان، من قيس بن عيلان، من العدنانية.

    (نهاية الأرب للقلقشندي مخطوط ق 25-1.
    الصحاح للجوهري ج 1 ص 148. تاريخ ابي الفداء ج 1 ص 113. لسان العرب لابن منظور ج 3 ص 85) .
    [1] انظر تاريخ ابن خلدون.

    ● خلــــد :

    عشيرة تقيم بلواء السلط.

    (خمسة أعوام في شرقي الأردن لبولس سلمان ص 276) .

    ● الخُلَصَة :

    عشيرة من الوهوب، من قبيلة حرب التي تقطن في نجد.

    (قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 141)

    ● الخلصيون :

    بطن من بني محمد، من الجعافــــرة. كانــــوا يقيمون بمصــــر، و هــــم :

    ولد عيسى بن جعفر بن ابراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر.

    (البيان و الاعراب للمقريزي ص 42. تاج العروس للزبيدي ج 4 ص 390. )

    ● الخَلْط :

    بطــــن مــــن العدنانيــــة.

    كانت مواطنهم بالمغرب الأقصى، ما بين فــــاس، و مــــراكش‌ [1] .

    (تاريخ ابن خلدون ج 6 ص 11، 29، 30. نهاية الأرب للقلقشندي مخطوط ق 61-1 2
    [1] انظر تاريخ ابن خلــــدون‌..

    ● الخُلَعاء :

    بطن من بني عامر بن صعصعة، من العدنانية، و هم: بنو ربيعة ابن عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة، سموا بذلك لأنهم كانوا لا يعطون أحدا طاعة، فيكونون خالعين كل طاعة.

    (الاشتقاق لابن دريد ص 182. نهاية الارب للقلقشندي مخطوط ق 61-1. القاموس للفيروزآبادي ج 3 ص 19. لسان العرب لابن منظور ج 9 ص 432) .

    ● خَلَف :

    بطــــن مــــن قيس بن عيــــلان، من العدنانيــــة [1] .

    (نهاية الأرب للقلقشندي مخطوط. نهاية الأرب للنويري ج 2. الاشتقاق لابن دريد ص 155)
    [1] قال ابن دريد بنو خلف بن بهدلة.

    و قــــال القلقشندي :
    بنــــو خلف بن محــــارب مـــن قيس عيلان.
    و قــــال النويــــري :
    خلف فخذ من كليب بن ربيعة بن عامــــر بن صعصعة، مــــن قيس بن عيــــلان.

    ● خلف :

    بطن نزح من البلقاء، و نزل في رنتيس.

    (تاريخ جبل نابلس لاحسان النمر ج 1 ص 132)

    ● خلف :

    فخذ من العامود، من الخــــرصة، من شمّر الطائية.

    (عشائر العراق للعزاوي ص 181)

    ● الخلف :

    فخذ من العجاجرة، من الولد، من الفدعان، من عنــــزة.

    (عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 254)

    ● خلف :

    فرقة تعرف بأبي خلف، من أبي ليل احدى عشائر محافظة دير الزور.

    (عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 234) .

    ● خلف الجلو :

    بطن من المعيان.

    يعرف ببيت خلف الجلو.

    (عشائر العراق للعزاوي ص 247)

    ● خلف العباد :

    عائلة من العبيد، من الكراشين احدى عشائر معان الحجازية.

    يقال: إنهم تناسلوا من عبد، من قبيلة عباد البلقاوية.

    (تاريخ شرقي الأردن لبيك ص 362)

    ● الخلفات :

    فرقة من الكلالدة إحدى عشائر الطفيلة بمنطقة الكرك.

    (تاريخ شرقي الأردن لبيك ص 345)

    ● الخلوف :

    فرقة من الأوضاح، من التومان.

    (عشائر العراق للعزاوي ص 214)

    ● الخلوف :

    عشيرة بناحية السرو بمنطقة عجلون. أصلها من قرية كفر جايز.

    (تاريخ شرقي الأردن لبيك ص 306) .

    ● الخَلَويَّة :

    فخذ من قبيلة الرشايدة التي تقع في الدّبدبة، و ديرة مطير، و العوازم. (قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 125)

    ● الخليف :

    يطلق هذا الاسم على فرق تقيم في محافظة حماة، و هي: البو عواد، الذهيبات و الشاماطة.

    (عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 156)

    ● الخليف :

    فخذ من الحريرة، من الصبحي، من الصائح، من شمّر الطائية.

    (عشائر العراق للعزاوي ص 211)

    ● خليف :

    بطن يعرف ببو خليف، من كفيفان، من الغرير، شمر طوقه.

    (عشائر العراق للعزاوي ص 243) .

    ● الخليفات :

    فخذ من الأشاجعة، من المحلف، من الجــــلاس، من مسلم، من عنــــزة.

    (عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 38)

    ● الخيلفات :

    فرع من البهادلة، من الفواعرة، احدى عشائر محافظة حمص.

    (عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 106)

    ● الخليفات :

    بطن من السويلم، من قبيلة الشعار التي تلتحق بزوبع، من شمر الطائية.

    (عشائر العراق للعزاوي ص 200) .
    الخليفات بطن من العوايسة، من الغوارنة احدى عشائر الكرك.

    (تاريخ شرقي الأردن لبيك ص 356)

    ● الخليفات :

    مــــن عشائر الصلت.

    أصلها من قبيلة الحتاحتة الخيمة في أرض فلسطين، و أول من قدم الصلت منها، هو جدها خليف، و ينضم إليها فريق العناسوة، و أصلهم من سينا.

    (تاريخ شرقي الأردن لبيك ص 245)

    ● الخليفات :

    فرقة من المراجين، من العقيلات، من بني عطية احدى قبائل بادية شرقي الأردن.

    (تاريخ شرقي الأردن لبيك ص 224)

    ● الخليفات :

    فرقة من النعيم احدى العشائر السورية.

    (عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 108)

    ● الخليفات :

    بطن من آل لهيمص، من الشريفات، من عشيرة المغرة الملحقة بقبيلة عبدة، من شمّر القحطانية.

    (عشائر العراق للعزاوي ص 227)

    ● الخليفات :

    فرقة من الشرور، من اللياثنة بوادي موسى. (تاريخ شرقي الأردن لبيك ص 365) .

    ● الخليفة :

    احدى الفرق التي تتألف منها الموالي احدى عشائر محافظة حماة.

    (عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 155)

    ● الخليفة :

    فــــرقة من الأبي حـــربة، من العمور. إحــــدى قبائــــل ناحيــــة تدمــــر.

    ● الخليفة :

    فرع من الحميان، من المجابلة، من الصلتة، من شمر طوقة.

    (عشائر العراق للعزاوي ص 236) .

    ● خليفة :

    بطــــن من الضبيبيين. كانوا يقيمون بالــــدقهلية و المــــرتاحية من الديار المصرية.

    (نهاية الأرب للقلقشندي مخطوط ق 108-2)

    ● خليفة :

    من أكبر و أشرف عشائر البحرين. منها حكام البحرين.

    (التحفة النبهانية في امارات الجزيرة العربية لخليفة بن حمد النبهاني. ملوك العرب لأمين الريحاني ج 2 ص 178) .

    ● الخليفة :

    فرقة من عشيرة الأبي عساف، التي منازلها في أعلى وادي البليخ بالرقة، من أقضية محافظة دير الزور.

    (عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 246)

    ● الخليفة :

    فرقة من الغرير. تتفرع الى: الطلاع، البو حمود، البو عبد اللّه، والبو جمعة.

    (عشائر العراق للعزاوي ص 254) .

    ● الخلَيفة :

    بطن من الفردة، من حرب بنجد.

    (قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 141.

    عشائر العراق للعزاوي ص 309) .

    ● خليفة بن عثمان :

    بطن من أولاد فرج بن مظفر، من خراش، من حصين ابن زغبة، من هلال بن عامر. كانت لهم الرياسة في أولاد فرج بن مظفر.

    (تاريخ ابن خلدون ج 6 ص 43)

    ● خليفة بن النضر :

    بطن من النضر، من زغبة، من هلال بن عامر، من العدنانية. كانوا يقيمون بافريقية الشمالية، و كانت رياسة النضر فيهم.

    (تاريخ ابن خلدون ج 6 ص 57) -

    ======================


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:40 pm

    تاريــــخ العــــرب قبــــل الاســــلام

    الجـــــزء الرابـــــع


    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ}

    وقــد تـــــوارث بنو عبد الدار الندوة حتى باعها "عكــــرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار" من معاوية، فجعلها دار الإمارة بمكة، ثم أدخلت في الحرم (١).

    وورد في رواية أخرى أن "حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسلمي" وهو ابن أخي خديجة بنت خويلد، كان هو الذي باعها من معاوية وكانت بيده، باعها بمائة ألف درهم (٢) وكان قد اشتراها من منصور بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار (٣).
    ودار الندوة، هي أول دار بنيت بمكة على حد قول الرواة، وكانت أشهر دار بمكة وأنشرها في الناس خبرًا (٤), ثم تتابع الناس فبنوا من الدور ما استوطنوه. ويذكر أهل الأخبار :
    أن مكة لم تكن ذات منازل، وكانت قريش بعد جرهم والعمالقة ينلجعون جبالها وأوديتها ولا يخرجون من حرمها انتسابًا إلى الكعبة لاستيلائهم عليها وتخصصًا بالحرم لحلولهم فيه. ولما كان "كعب بن لؤي بن غالب" جمع قريشًا صار يخطب فيها في كل "جمعة"، وكان يوم الجمعة يسمى في الجاهلية "عروبة" فسماه كعب "الجمعة". وبذلك ألف بين قريش حتى جاء "قصي" ففعل ما فعل (٥).

    ولدينا خبر آخر، يذكر أنه قد كان حول الحرم شجر ذو شوك، نبت من قديم الزمن وكون غوطة، فقطعها "عبد مناف بن قصي" وهو أول من بني دارا بمكة، ولم تُبْنَ دار قبلها، بل كان بها مضارب للعرب من الشعر الأسود (٦).

    وزعم بعض أهل الأخبار أن أهل مكة كانوا يبنون بيوتهم مدورة تعظيمًا للكعبة, وأول من بنى بيتا مربعا "حُمَيْد بن زهير" فقالت قريش: "رَبَّعَ حميد بن زهير بيتًا, إما حياةً وإما موتًا"(٧), و"الربع": المنزل ودار الإقامة والمحلة (٨), وهو أحد "بني أسد بن عبد العزى", وأن العرب تسمي كل بيت مربع كعبة، ومنه كعبة نجران (٩).
    وذُكر أيضا أن "حميد بن زبير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى" هو أول من خالف سنة قريش وخرج على عرف أهل مكة فبنى بيتًا مربعًا، وجعل له سقفًا.
    وفي عمله هذا قال الراجز:
    اليوم يبنى لحُمَيْدٍ بيته ... إما حياته, وإما موته (١٠)
    وورد في رواية أخرى، أن ثاني دار بنيت بمكة بعد دار الندوة، هي "دار العجلة" وهي دار سعيد بن سعد بن سهم, وزعم "بنو سهم" أنها بنيت قبل "دار الندوة"(١١).

    ويظهر من روايات أهل الأخبار عن بيوت مكة أن بيوتها، وهي بيوت أثريائها وساداتها، بيوت كانت مقامة بالحجر، وبها عدد من الغرف، ولها بابان متقابلان؛ باب يدخل منها الداخل وباب تقابلها يخرج منها الخارج، ولعلها بنيت على هذا الوضع ليتمكن النساء من الخروج من الباب الآخر عند وجود ضيوف في رحبة الدار عند الباب المقابلة. ومعنى هذا أن أمثال هذه الدور كانت واسعة تشرف على زقاقين. ولبعض الدور "حجر" عند باب البيت، يجلس تحته ليستظل به من أشعة الشمس، وكان منزل "خديجة" ذو حجر من هذا الطراز (١٢).
    ولو أخذنا بالرواية المتقدمة عن التغيير الذي طرأ على طراز العمارة في مكة، فإن ذلك يحملنا على القول: إنه يجب أن يكون قد حدث في النصف الثاني من القرن السادس للميلاد، في وقت ليس ببعيد عهد عن أيام النبي؛ لأننا نجد أن أحد أبناء "حميد" وهو عبد الله كان قد حارب في معركة "أحد"(١٣).

    ويتبين من غربلة روايات الإخباريين المتقدمة عن مدى سعة الحرم وعن زمان بناء الدور بمكة، أن بطن مكة لم يعمر ولم تبن البيوت المستقرة فيه إلا منذ أيام "قصي". أما ما قبل ذلك، فقد كان الناس يسكنون "الظواهر": ظواهر مكة، أي أطرافها, وهي مواضع مرتفعة تكون سفوح الجبال والمرتفعات المحيطة بالمدينة. أما باطن مكة, وهو الوادي الذي فيه البيت, فقد كان حرما آمنا, لا بيوت فيه، أو أن بيوته كانت قليلة حصرت بسدنة البيت وبمن كانت له علاقة بخدمته. لذلك نبت فيه الشجر حتى غطى سطح الوادي، من السيول التي كانت تسيل إليه من الجبال، ولم يكن في وسع أحد التطاول على ذلك الشجر؛ لأنه شجر حرم آمن، وبقي هذا شأنه يغطي الوادي ويكسو وجهه بغوطة، حتى جاء "قصي", فتجاسر عليه بقطعه كما ذكرنا، وخاف الناس من فعله، خشية غضب رب البيت، ونزول الأذى بهم إن قطعوه. فلما وجدوا أن الله لم يغضب عليهم، وأنه لم ينزل سوءًا بهم، اقتفوا أثره، فقطعوا الشجر، واستحوذوا على الأرض الحرام, وظهرت البيوت فيه، وأخذت تتجه نحو البيت حتى أحاطت به، وصغرت مسجده، ولم يكن له يومئذ جدار. وظلت البيوت تتقرب إليه حتى ضايقته وصغرت فناءه، مما اضطر الخليفة "عمر" ومن جاء بعده إلى هدم البيوت التي لاصقته لتوسيع مسجده، ثم إلى بناء جدار ليحيط به حتى صار على نحو ما هو عليه في هذا اليوم.

    ويتبين من خطبة الرسول عام الفتح ويوم دخوله البيت الحرام وقوله: "لا يُختلى خلا مكة, ولا يعضد شجرها" (١٤) ، أن حرم مكة كان لا يزال ذا شجر, ولم يكن قد قطع تمامًا منه في أيام الرسول.

    وتذكر بعض الموارد أن قصيًّا أول من بنى الكعبة بعد بناء تبع، وكان سمكها قصيرا، فنقضه ورفعها (١٥), وإذا صحت الرواية، يكون قصي من بناة الكعبة ومن مجدديها. وذكر أنه كان أول من جدد بناء الكعبة من قريش، وأنه سقفها بخشب الدوم وجريد النخل، وقد أشير إلى هذا البناء في شعر ينسب إلى الأعشى (١٦) وهذه الرواية تناقض بالطبع مما يرويه الإخباريون من أن الكعبة لم تكن مسقفة، وأنها سقفت لأول مرة عندما جدد بناؤها في أيام شباب الرسول, وهو يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة (١٧).

    والظاهر من روايات الإخباريين، أن البيت كان في الأصل بيتا مسقفا، غير أنه أصيب بكوارث عديدة، فتساقط وتساقط سقفه مرارًا بسبب السيول، وبسبب حريق أصيب به، فصار من غير سقف في أيام شباب الرسول, حتى إذا ما نقضت قريش البيت وأعادت بناءه سقفته, وزوقت جدره الداخلية والخارجية بالأصنام والصور, وأعادت إليه خزائنه حتى كان يوم الفتح، إذ أمر الرسول بتحطيم الأصنام وبطمس الصور على نحو ما سأتحدث عنه في تأريخ الكعبة, وذلك في القسم الخاص بأديان الجاهليين.

    وفي روايات أهل الأخبار عن البيت -كما سنرى فيما بعد حين أتكلم عنه في هذا القسم الخاص بأديان أهل الجاهلية- غموض وتناقض، يجعل من الصعب تكوين رأي واضح عنه. فبينما هو يقولون: إنه كان من غير سقف وإن الطيور كانت تقف عليه، وإن الأتربة المحملة بالأهوية كانت تتساقط في أرض البيت، نراهم يذكرون أنه كان مسقفًا، وأنه سقف بالخشب في أيام قصي وأنه احترق، ثم يقولون: إنه كان في داخله أصنام قريش، مع أن الوصف الذي يقدمونه لنا عن الكعبة من أنها "كانت ضمة فوق القامة فأرادوا رفعها وتسقيفها، وذلك أن نفرًا من قريش وغيرهم سرقوا كنز الكعبة، وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة"(١٨), لا يمكن أن يجعل البيت سوى غرفة بسيطة ساذجة من أحجار رصت بعضها فوق بعض.

    وفي رواية: أن قصيًّا هو أول من أظهر "الحجر الأسود"، وكانت "إياد" دفنته في جبال مكة، فرأتهم امرأة حين دفنوه، فلم يزل "قصي" يتلطف بتلك المرأة حتى دلته على مكانه، فأخرجه من الجبل، واستمر عند جماعة من قريش يتوارثون حتى بنت قريش الكعبة فوضعوه بركن البيت، بإزاء باب الكعبة في آخر الركن الشرقي (١٩).

    ويذكر أن قصيًّا بعد أن تمكن من مكة، حفر بها بئرًا سماها "العجول" وهي أول بئر حفرتها قريش (٢٠). وكانت قريش قبل قصي تشرب من بئر حفرها لؤي بن غالب خارج مكة تدعى "اليسيرة" ومن حياض ومصانع على رءوس الجبال, ومن بئر حفرها "مرة بن كعب" مما يلى عرفة, تدعى "الروى"، ومن آبار حفرها "كلاب بن مرة"، هي "خم" و"رم" و"الجفر" بظاهر مكة (٢١). فكانت "بئر العجول" أول بئر حفرتها قريش في مكة (٢٢).

    وازدادت حاجة أهل مكة بعد قصي, وقد تزايد عددهم, إلى الماء، ولم تعد "العجول" تكفي لتموينهم به، فاقتفى أولاده أثره في حفر الآبار، واعتبروا حفرها منقبة ومحمدة؛ لما للماء من أهمية لأهل هذا الوادي الجاف. وقد حازت بئر زمزم على المقام الأول بين آبار مكة، فهي بئر البيت وبئر الحجاج, تمونهم مما يحتاجون إليه من ماء (٢٣).

    وذكر أهل الأخبار أن في جملة ما أحدثه قصي في أيامه وصار سنة لأهل الجاهلية، أنه أحدث وقود النار بالمزدلفة؛ حيث وقف بها حتى يراها من دفع من عرفة، فلم تزل توقد تلك النار تلك الليلة في الجاهلية (٢٤).

    ويظهر أن قريشا حافظت على هذه السنة أمدًا في الإسلام, وكانت تلك النار توقد على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان (٢٥).

    ويذكرون أيضا أن في جملة ما أحدثه: "الرفادة"، وهي إطعام الحجاج في أيام موسم الحج حتى يرجعوا إلى بلادهم. وقد فرضها على قريش إذ قال لهم: "يا معشر قريش, إنكم جيران الله وأهل مكة وأهل الحرم، وإن الحاج ضيف الله وزوار بيته، وهم أحق بالضيافة، فاجعلوا لهم طعامًا وشرابًا أيام الحج، حتى يصدروا عنكم". ففعلت قريش ذلك، فكانوا يخرجون في كل عام من أموالهم خرجًا, فيدفعونه إلى قصي؛ لكي يصنعه طعاما للناس أيام منى وبمكة, وقد بقيت هذه السنة في الإسلام (٢٦).
    وذكر أن الرفادة شيء كانت تترافد به قريش في الجاهلية، فيستخرج فيما بينها كل إنسان مالًا بقدر طاقته وتشتري به للحاج طعامًا وزبيبًا للنبيذ، فلا يزالون يطعمون الناس حتى تنقضي أيام موسم الحج (٢٧).

    وكانت إلى قصي أيضا: الحجابة، والسقاية, واللواء؛ فحاز شرف قريش كله (٢٨) وصار رئيسها الوحيد المطاع، الناطق باسمها, الآمر والناهي، إذ لا أحد أحكم وأعقل وأحسن إدارةً للملك منه.

    تابع الجزء الخامس 》》》
    =====================

    (١) ابن الأثير، الكامل، "2/ 14 وما بعدها", تاج العروس "10/ 362 وما بعدها", ابن سعد، طبقات "1/ 77"، "وعكرمة بن عامر بن هشام بن عبد الدار بن قصي", الأحكام السلطانية "ص164", البلاذري, أنساب "1/ 53".
    (٢) ديوان حسان "69", "البرقوقي".
    (٣) نسب قريش "254".
    (٤) الأحكام السلطانية "ص163 وما بعدها", البلاذري, فتوح "64".
    (٥) الأحكام السلطانية "ص162 وما بعدها".
    (٦) نزهة الجليس "1/ 24".
    (٧) نهاية الأرب "1/ 313".
    (٨) اللسان "8/ 102".
    (٩) ابن رستة، الأعلاق النفيسة "58".
    (١٠) الثعالبي، ثمار القلوب "13", مؤرج السدوسي، حذف من نسب قريش "54", الزبير بن بكار، نسب قريش "1/ 443", Kister, p. 126.
    (١١) البلاذري، فتوح "64".
    (١٢) الطبري "2/ 282", "ذكر تزويج النبي".
    (١٣) Kister, p, 127.
    (١٤) فتوح البلدان، للبلاذري "ص55".
    (١٥) الاشتقاق "97", ابن كثير، البداية والنهاية "2/ 207".
    (١٦) بلوغ الأرب "1/ 232":
    حلفت بثوبي راهب الشام والتي ... بناها قصي جده وابن جرهم
    لئن شبَّ نيران العداوة بيننا ... ليرتحلن منى على ظهر شيهم
    الأحكام السلطانية "160".
    (١٧) الأحكام السلطانية "160", الطبري "2/ 283", "دار المعارف".
    (١٨) الطبري "2/ 283".
    (١٩) نزهة الجليس "1/ 26", البلاذري، أنساب "1/ 51", نهاية الأرب "16/ 31".
    (٢٠) ابن الأثير "2/ 9", البلاذري, أنساب "1/ 51".
    (٢١) البلاذري، فتوح البلدان "ص60"، "المكتبة التجارية".
    (٢٢) البلاذري، فتوح "60", وفيها قال بعض رُجَّاز الحجاج:
    تروى على العجول ثم تنطلق ... أن قصيا قد وفى وقد صدق
    بالشبع للناس وري مغتبق
    البلاذري، أنساب "1/ 50", "دار المعارف".
    (٢٣) البلاذري، فتوح البلدان "ص60 وما بعدها".
    (٢٤) الطبري "2/ 265", ابن الأثير، البداية "2/ 207", السويدي، سبائك الذهب "119"، ابن سعد, طبقات "1/ 72" "بيروت".
    (٢٥) ابن سعد، طبقات "1/ 72" "صادر".
    (٢٦) ابن كثير، البداية "2/ 207 وما بعدها", ابن خلدون "2/ 693" "بيروت", الطبري "2/ 19" "الاستقامة" "2/ 260" "دار المعارف", ابن سعد، الطبقات "1/ 73".
    (٢٧) تاج العروس "2/ 355"، "رفد".
    (٢٨) ابن الأثير، الكامل "2/ 13 وما بعدها"، الأزرقي، أخبار مكة "1/ 61", ابن كثير, البداية والنهاية "2/ 207".


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مصطفى سليمان أبوالطيب
    مدير عام


    عدد المساهمات : 14549
    السٌّمعَة : 29
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 50

    أنساب القبائل العربية  المؤرخ أحمد رضا - صفحة 5 Empty رد: أنساب القبائل العربية المؤرخ أحمد رضا

    مُساهمة  مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء سبتمبر 21, 2022 7:41 pm

    ●تاريخ ابن خلدون المؤلف●

    ( ▪︎ ذباب بن سليم ▪︎ )

    قد ذكرنا الخلاف في نسبهم من أنهم من "ذباب بن ربيعة بن زعب الأكبر" وان "ربيعـــة" أخـــو "زعب الأصغر" وضبط هـــذه اللفظة لهذا العهد بضم الزاي وقــــد ضبطها الاجــــل "أبى" و"الرشاطى" بكسر الزاي كــــذا نقــل "أبو محمد التجاني" في رحلته ومواطنهم ما بين قـــابس وطرابلس إلى بــــرقة ولهم بطون فمنهم أولاد: "أحمد بن ذبــاب" ومواطنهم غـــربي قابس وطرابلس إلى بــــرقة عيــون رجال مجاورون لحصن ومن عيـــون رجال بلاد "زعب" من بطون "ذباب" "بنو يزيد" مشاركون لأولاد أحمد في هذه المواطن وليس هذا أبـــا لهم ولا اسم رجــــل وانما هــو اسم حلفهـــم انتسبوا بــه إلى مدلول الزيادة كــــذا قال التجاني وهم بطون أربعة الصهب بسكون الهاء بنو صهب بن جابر بن فائد بن رافع بن ذباب واخوتهم الحمادية بنو حمدان بن جابر والخرجة بسكون الراء بطن من آل سليمان منهم أخرجهم آل سليمان من مواطنهم بمسلالة فحالفوا هؤلاء ونزلوا معهم والأصابعة نسبة إلى رجل ذي إصبع زائدة ولم يذكر التجاني في أي بطن من ذباب ينتسبون ومنهم النوائل بنو نائل بن عامر بن جابر واخوتهم أولاد سنان بن عامر واخوتهم أولاد وشاح بن عامر وفيهم رياسة هذا القبيل من ذباب كلهم وهم بطنان عظيمان المحاميد بنو محمود بن طوب بن بقية بن وشاح ومواطنهم ما بين قابس ونفوسة وما إلى ذلك من الضواحي والجبال ورياستهم لهذا العهد في بني رحاب ابن محمود لأولاد سباع بن يعقوب بن عطية بن رحاب والبطن الآخر الجواري بنو حميد بن جارية بن وشاح ومواطنهم طرابلس وما إليها مثل تاجورا وهزاعة وز نزور وما إليها من ذلك لهذا العهد ورياستهم لهذا العهد في بني مرغم بن صابر بن عسكر بن علي بن مرغم ومن أولاد وشاح بطنان آخران صغيران مندرجان مع الجواري والمحامد وهما الجواربة بنو جراب بن وشاح والعمور بنو عمر بن وشاح هكذا زعم التجاني في العمور هؤلاء وفى هلال بن عامر بطن العمور كما ذكرناه وهم يزعمون أن عمور ذباب هؤلاء منهم وانهم انما جمعهم مع ذباب الموطن خاصة وليسوا من سليم والله أعلم بحقيقة ذلك وكان من أولاد وشاح بنو حريز بن تميم بن عمر بن وشاح كان منهم فائد بن حريز من فرسان العرب المشاهير وله شعر متداول بينهم لهذا العهد سمر الحي وفكاهة المجالس ويقال انه من المحاميد فائد بن حريز بن حربي ابن محمود بن طوب وكان بنو ذباب هؤلاء شيعة لقراقش الغزي وابن غانية ولهما فيه أثر وقتل قراقش مشيخة الجواري في بعض أيامه ثم صاروا بعد مهلك ابن غانية إلى خدمة الأمير أبى زكريا وأهل بيته من بعده وهم الذين أقاموا أمر الداعي بن أبي عمارة وعليهم كان تلبسه لان يصير أميرا بدل المخلوع وكان فر إليهم بعد مهلك مولاه وبنيه ونزل عليهم حتى إذا مر بهم ابن أبي عمارة فعرفه الخبر فاتفقوا على التلبيس وزينوا ذلك لهؤلاء العرب فقبلوه وتولى كبر ذلك مرغم بن صابر وتبعه قومه وداخلهم في الامر أبو مروان عبد الملك بن مكي رئيس قابس فكان من قدر الله ما كان من تمام أمره وتلويث كرسي الخلافة بدمه حسبما يذكر في أخبار الدولة الحفصية وكان السلطان أبو حفص يعتمد عليهم فغلبهم في دعوة عمارة فخالفوا عليه وسرح لحربهم قائده أبا عبد الله الغزارى واستصرخوا بالأمير أبى زكريا ابن أخيه وهو يومئذ صاحب بجاية والثغر الغربي من إفريقية ووفد عليه منهم عبد الملك بن رحاب ابن محمود فنهض لصريخه سنة سبع وثمانين وستمائة وحاربوا أهل قابس وهزموهم وأثخنوا فيهم ثم غلبهم الفزاري ومانعهم عن وطن إفريقية ورجع الأمير أبو زكريا إلى القرة وكان مرغم بن صابر بن عسكر شيخ الجواري قد أسره أهل صقلية من سواحل طرابلس سنة ثنتين وثمانين وباعوه لأهل برشلونة فاشتراه ملكهم وبقي أسيرا عندهم إلى أن زعم إليه عثمان بن إدريس الملقب بأبي دبوس بقية الخلفاء من بنى عبد المؤمن وأراد الإجازة إلى إفريقية لطلب حقه في الدعوة الموحدية فعقد الملك ملك برشلونة بينه وبين مرغم حلفا وبعثهما ونزول بساحل طرابلس وأقام مرغم الدعوة لابن دبوس وحمل عليها قومه وحاصر طرابلس سنة ثمان وثمانين أياما ثم تركوا عسكرا لحصارها وارتحلوا لجباية الوطن فاستفرغوه وكان ذلك غاية أمرهم وبقي أبو دبوس يتقلب في أوطانهم مدة واستدعاه الكعوب لأول المائة الثامنة وأجلبوا به على تونس أيام السلطان أبى عصيدة من الحفصيين وحاصروها أياما فلم يظفروا ورجع إلى نواحي طرابلس وقام بها مدة ثم ارتحل إلى مصر وأقام بها إلى أن هلك كما يأتي ذكره في خبر ابنه مع السلطان أبى الحسن بالقيروان ولم يزل هذا شأن الجواري والمحاميد إلى أن تقاص ظل الدولة عن أوطان قابس وطرابلس فاستبد برياسة ضواحيها واستعبدوا سائر الرعاية المعتمرة في جبالها وبسائطها واستبد أهل الأمصار برياسة أمصارهم بنو مكي بقابس وبنو ثابت بطرابلس على ما يذكر في أخبارهم وانقسمت رياسة أولاد وشاح بانقسام المصرين فتولى الجواري طرابلس وضواحيها وزنزور وغريان ومغر وتولى المحاميد بلد قابس وبلاد نفوسة وحرب وفى ذباب هؤلاء بطون أخرى ناجعة في القفر ومواطنهم منزاحة إلى جانب الشرق عن مواطن هؤلاء الوشاحين فمنهم آل سليمان بن هبيب بن رابع بن ذباب ومواطنهم قبلة مغر وغريان ورياستهم في ولد نصر بن زائد بن سليمان وهي لهذا العهد لهائل بن حماد بن نصر وبينه وبين البطن الآخر إلى سالم بن وهب أخي سليمان ومواطنهم بلد مسراتة إلى لهد ومسلاتة وشعوب آل سالم هؤلاء الا حامد والعمائم والعلاونة وأولاد مرزوق ورياستهم في أولاد ولد مرزوق وهو ابن معلى بن معراق بن قليتة بن قماص بن سالم وكانت في أول هذه المائة الثامنة لغلبون بن مرزوق واستقرت في بنيه وهي اليوم لحميد بن سنان بن عثمان ابن غلبون والعلاونة منهم مجاورون للعدة من عرب برقة والمشابنة من هوارة المقيمين وتجاذب ذباب هؤلاء في مواطنهم من جهة القبلة ناصرة وهم من بطون ناصرة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهتة بن سليم فإن كان زعب أبو ذباب لملك بن خفاف كما زعم التجاني فهم اخوة ناصرة ويبعد أن يسمى قوم باسم إخوانهم وان كانوا لناصرة كما زعم ابن الكلبي وهو أقرب فيكون هؤلاء اختصوا باسم ناصرة دون ذباب وغيرهم من بنيه وهذا كثير من بطون الغيايا والله أعلم ومواطنهم بلاد فزان وودان هذه اخبار ذباب هؤلاء وأما لغرة جيرانهم في الشرق الذين قدمنا ذكرهم فيهم موطنون من أرض برقة خلفاء لاستيلاء الخراب على أمصارها وقرارها من دولة صنهاجة تمرنت بمرانها بادية العرب وناجعتهم فتجيعوا غارة ونهبا إلى أن فسدت فيها مذاهب المعاش وانتقض العمران فخربت وصار معاش الأكثر من هؤلاء العرب الموطنين بها لهذا العهد من الملح يثيرون له الأرض بالعوامل من الجمال والحمير وبالنساء إذا ضاق كسبهم عن العوامل وارتكبوا ضرورة المعاش وينجعون إلى بلاد النخل في جهة القبلة منهم من أجلة وسنترية الواحات وما وراء ذلك من الرمال والقفر إلى بلد السودان المجاورين لهم وهم كانوا قسمي بلادهم يرنق وشيخ هؤلاء العرب ببرقة يعرف لهذا العهد بأبي ذئب من بنى جعفر وركاب الحج من المغرب يحمدون مساطتهم في مرهم وحسن نيتهم في التجافي عن جامع بيت الله وارفادهم بجلب الأقوات لسربهم وحسن الظن بهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره وأما نسبهم فما أدرى فيمن هو من العرب وحدثني الثقة من ذباب عن خريص بن شيخهم أبى ذباب أنهم من بقايا الكعوب ببرقة وتزعم نسابة الهلاليين انهم لربيعة بن عامر اخوة هلال بن عامر وقد مر الكلام في ذلك في أول ذكر بنى سليم ويزعم بعض النسابة أنهم والكعوب من العزة وان العزة من هيث وان رياسة العزة لأولاد أحمد وشيخهم أبو ذئب وان المسانية جيرانهم من هوارة وذكر لي سلام بن الركية شيخ أولاد مقدم جيرتهم بالعقبة انهم من بطون مسراتة من بقية هوارة وهو الذي رأيت النسابة المحققين عليه بعد أن دخلت مصر ولقيت كثيرا من المترددين إليها من أهل برقة


    _________________
    مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 11:01 pm