6 / المحلة في الخطط التوفيقية
يقول علي باشا مبارك عن المحلة : " إنها غاية في حسن الموقع وطيب الهواء ولأن للبقاع تأثيراً في الطباع فهى منبع كثير من الافاضل ومنشأ للعلماء الجهابذة الأماثل ويتميز أهلها بالتدين الشديد والخصال الحسنة " .. وفي كتابه الخطط التوفيقية يفصل ذلك بمزيد من المعلومات فيقول :
" المحلة الكبرى هي قصبة كورة الغربية وأكبر مدنها بل لا يزيد عليها في الكبر من مدن الوجه البحرى إلا الإسكندرية وموقعها على ترعة الملاح فرع بحر شبين ويسكنها نحو خمسين ألف نسمة ومساحة ما تشغله من السكن مائتين وثمانين فدان واكثر ابنيتها بالآجر المتين على طبقة أو طبقتين أو ثلاث أو اربع ..
وبها قصور مشيدة بالبياض النفيس ومناظر حسنة بشبابيك الخرط والزجاج ومفروشة بالبلاط والرخام وقيساريات وحوانيت وخانات وأسواق دائمة يباع فيها الأنواع المختلفة من مأكول وملبوس وغير ذلك وبها ديوان المركز والضبطية والبوسطة ومحكمة شرعية كبرى من إحدى عشر محكمة في مديرية الغربية كلها مأذونة بتحرير المبايعات والإسقاطات والأيلولات والرهونات ونحو ذلك ..
وفيها مدينة لتعليم اللغات وفيها نحو أربعين مسجد غير الزوايا الصغيرة واكثرها عامر مقام الشعائر والجمعة والجماعة (وقد تم ذكرهم لاحقا) وفيها أربعة وعشرون سبيل لشرب الآدميين والبهائم بعضهم تابع للمساجد والآخر مستقل في داخل البلد وخارجها وفيها نحو خمسة وعشرون مكتبا لتعليم أولاد المسلمين القراءة والكتابة وبعضها تابع للمساجد والاخر مستقل ..
وفيها مكاتب لأطفال النصارى وفيها بيعة لليهود بحارة جامع النصر (العمري) تعرف بخوخة اليهود رممت سنة 1280هـ وهى على طبقتين ويسكنها بعض اليهود وقد بنوا لها حماما فوق تل بجوارها وجعلوه حلزونيا على ارتفاع ثلاثة عشر متراً وفيها كنيسة للاقباط بسويقة النصارى وهى قديمة وعلى دورين ..
وبها معمل فراريج يستخرج منه كل سنة نحو مائة ألف فرخ وبها ثلاث دوائر لضرب الارز وبها ثلاث ورش أحدها للمرحومة والدة الخديوي إسماعيل وورشتان للخواجة فرنسيس الانكليزى عند قنطرة النيروز ومبنى المديرية سابقا " ا.هـ.
#المحلة_الكبرى_مدينة_العرب