القواسم
القواسم عرب عدنانيون باتفاق أهل الانساب ، وقد قال بعض نسابتهم :: (( أن القواسم عرب عدنانيون على الصحيح )). كما قال عبدالقادر زلوم : (( أصل القواسم أو الجواسم كما يلفظها القوم الآخرون قبيلة عدنانية , انحدرت إلى الساحل من أواسط العراق منذ عشرة قرون تقريبا )) كما ورد في نهضة الاعيان : (( القواسم قبيلة عدنانية عريقة , نزحت من سواد العراق ومن بلاد سر من رأى وديار بني صالح )) وأنا أرى : (( أنهم من أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان , ولعل القواسم ينتسبون إلى القاسم بن شعوة المزني , وهو الذي أخرجه الحجاج إلى عمان يقود جيشا لحرب عمان قبل حوالي ألف وثلاثمائة سنة , فخرج حتى أتى عمان في سفن كثيرة , فأرسى سفنه ومراكبه في حطاطا , وأعني – مسقط – وهي في ذلك الوقت يشملها اسم حطاط إذ كان هذا الاسم شاملا لوادي بوشر ، فكان وادي بوشر من حطاط ، وانفصل فيما بعد ، فصار معروفا بعد ذلك بما تشمله واحة الحاجز وما علا منها وما سفل إلى حوزة قريات شرق وخرجت منه أيضا مسقط حين قام لها شأن يؤيدها ، فلم يعد يعرف وادي بوشر بعد ذلك بهذا ولا مسقط لكونها عظمت شأنا وكبرت قدرا ، ونأت مكانا ، وكان القاسم المذكور قائد الحملة بأمر ذلك الطاغية العاتي , وكان على عمان سليمان بن عباد بن عبد ابن الجلندي , فاشبه أن يكون القاسم المذكور جد القواسم المعروفين لان الجد قتل في تلك الحملة ، وعاد أخوه مجاعة بن شعوة لحرب عمان وافتتحها وبقي فيها هو وأجناده واحفاده , ولا يخفى عليك حال الفاتح المسيطر ومقامه في القطر المفتوح , فتمركز مجاعه ومن معه بعمان عهدا لا يقل عن أربعين سنة ( قضاها الله على أهل عمان بلاء واصا باختلافهم فيما بينهم ونزعات الشيطان ونفخاته بين الاخوان معروفه ) وفي بعض الرسومات ( أن قبيلة القواسم قبيلة عربية تنتمي إلى نزار وهم بنو أد بن طابجة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد من رهط النعمان بن مقرن وزهير ابن أبي سلمى الشاعر المعروف ، وأياس بن معاوية القاضي ) ويقول القائل في القاسم بن شهوه وأخيه مجاعة المزني .
متى ادع في أوس وعثمان تأتني مساعير قوم كلهم سادة دعم
هم الاسد عند الباس والحشد في القرى وهم عند عقد الجار يوفون بالذمم
قال : وقد لقبو بالقواسم نسبة للقاسم بن عوة الذي أخرجة الحجاج بي يوسف الثقفي على رأس جيش إلى عمان لمحاربة سليمان بن عباد الجلندي مع جيشه واتباعه في سفن كثيرة وأرسى مراكبه قرب قرية حطاط بين مسقط وقريات . ثم عسكر في حطاط والتقى الجيشان في ضواحي القرية, وأصيب القاسم خلال المعارك اصابة بالغة بالغة , مات على أثرها فتراجع جيشه , دون أن يحقق الغاية من مجيئه وقتاله ، وبلغ الخبر الحجاج فاستدعى مجاعة بن شعوة اخا القاسم , وانتدبه على رأس جيش آخر إلى عمان ، فوصل إليها ونزل بلدة البلقعة بلدا وانما هو مورد معروف تمر عليه الطريق ) فالتقى الجيشان ، ولعل كلا منهما كان يقصد المورد ليسيطر عليه ، كما ذكر الامام السالمي رحمه الله في تحفة الاعيان ، وعلى حال ان القواسم عرب سواء كانوا نزحوا من سر من رأى أو من غيرها من بلاد العرب فهم عرب عدنانيون وعلى الوجهين أيضا هم من القدماء في عهد الحجاج أو هم قريبوا العهد , أفاضوا على الساحل الشمالي من عمان ، والذي يؤيده الواقع انهم قدماء بعمان ذلك أنهم ذلك أنهم انتشروا في القبائل العربية واختلطوا بها في أماكن عديدة من عمان ، فهم في صور والساحل الشرقي للخليج وهم في الجصة شرقي مسقط وهم ثلاث بطون , على ما قيل ، تواجدوا في الساحل الشمالي وفي وادي سمايل ووادي عندام , وفي أودية الطائيين بحوزة الرحبيين وغيرهم ، وعلى هذا لا يعقل أن الذين جاؤوا إلى الساحل الشمالي وترأسوا فيه كان لهم اتصال بهذه الاماكن كلها والعهد القريب ، لان زعامتهم بدأت على أثر انحلال دولة اليعاربة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر للهجرة كما ستراه في محله إن شاء الله .
والمواقع التي سيطر عليها القواسم ( رأس الخيمة التي قامت على اطلال جلفار ) ( وخورفكان ولوليه وزباره ودبا الحصن ) والشارقة وتتبع القواسم بلاد اخرى وجزر كثيره ومن بلادهم شعم وغليله والرمس وخت وكلبا ومن الجزر الجزيره الحمرا الملاصقه للبر جنوب رأس الخيمة وجزيرة ابو موسى وطنب الكبرىوالصغرى التى لا تزال بريطانيا تعترف بها القواسم ، وحافظت عليها بأسم القواسم وبنفس الوقت شنت حربا عليهم لتقضي عليهم في عقر دارهم ظلما وعدوانا لتمهد طريقها في مياهم الاقليمية .ورأت انها صاحبة الحول والطول وفرضت دف الرسوم المقررة بينهما وبين القواسم على المرور في الخليج ، وعلى المحافظه على سفنها والإعتراف بها .
مشاركه من الاخ ابوسلطان
المصدر: نسب القواسم في البيئة العربية العمانية من كتاب ايضاح المعالم في تاريخ القواسم ( صقور البحر العماني )