تحية طيبة وبعد :
يسعدني أن أشارك بأول موضوع . وهو يتحدث عن ( القواسم ) حكام إمارتي ( الشارقة ) و ( رأس الخيمة ) .
وسوف أتحدث عن نسبهم وتاريخهم و أوجه الخلاف بين المؤرخين المعاصرين في تحديد نسبهم .
و أني أرجو من الله تعالى أن يوفقني في تبيين ما خفي حول نسبهم وتاريخهم المشرف .
والقواسم أستحقوا عن جدارة لقب ( اُسد البحار ) .
فهم قد حملوا راية الجهاد ضد المستعمر الأجنبي منذ الغزو الصليبي البرتغالي إلى الغزو الأنجليزي في الخليج العربي .
وقد شاركهم في هذا الجهاد الكثير من القبائل العربية في الإمارات وعمان .
أولا : تفصيل أسم ( القواسم ) في قبائل العرب :
1 0 القواسم. وهم من الزُّبَنَةُ: "الزبن" من العلي من الدَّهَامِشَة من العِمَارات من عَنَزَةَ.
المصدر حمد الجاسر / كتاب ( معجم قبائل المملكه العربيه السعوديه ) / ص / 48
وعن الدهامشه فقد ذكرهم المؤرخ العماني ( عبدالله بن حميد السالمي ) في كتابه ( تحفة الأعيان ) الجزء / 2 / ص / 11 / باب ( ذكر فتح الصير ) الإمارات الشماليةالآن فيذكر ان رجال من ( الدهامش ) وأميرهم ( خميس بن محزم ) قد أقتحموا قلعة للبرتغاليين وقضوا على مقاومة البرتغاليين المعتصمين فيها وذلك أيام إمامة الإمام ( ناصر بن مرشد اليعربي ) الذي توحدت قبائل عمان في عهده ضد البرتغاليين .
ومن المعلوم أن ( خميس بن محزم ) ينتسب إلى قبيلة ( الزعاب ) ولا علاقة من ناحية النسب بين ( الزعاب ) وبين ( آل الزعبي ) فالزعاب يقولون انهم من قبيلة ( زعب ) من بني سليم أبن منصور . و الذي عليه النسابة أنهم من بني ( سليمة ) بن مالك بن عامر بن الحارث بن انمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس الربعيين النزاريين .
والزعاب نسبة إلى جد لهم اسمه ( الزعًاب بن مرة ) من بني عبيد بن سليمة . ومن فرسانهم المعدودين ( ثعلبة ) ويسمى ( أبن أم حزنة بن حزن بن زيد مناة بن الحارث بن ثعلبة بن سليمة ) وقد كان بنو مالك بن عامر و اخوته في عمان من قبل الإسلام . وهذا هو المتعارف عليه عند المؤرخين والنسابة العمانيين
2 0 الجواسم "القواسم وهم يرجعون بنسبهم إلى الأشراف ذوي حَسَن، سكان جنوب اللِّيث.
وتارة يقول عنهم : القَواسِمَةُ: من الأشراف، ذوي حَسَن، سكان جنوب اللِّيث.
حمد الجاسر ( معجم قبائل المملكه العربيه السعوديه ) / ص / 71 و ص / 104
3 0 القواسم :وهم يرجعون بنسبهم إلى ذوي عَطِيَّة من المزاحمة من الرُّوَقَةِ من عُتَيْبَةَ.
حمد الجاسر (معجم قبائل المملكه العربيه السعوديه ) / ص / 84
4 0 القَواسِمُ: من الحُمَدةِ من ثَقِيْف.
المصدر: حمد الجاسر ( معجم قبائل المملكه العربيه السعوديه ) ص / 104
5 .القَواسِمُة: واحدهم قاسميٌّ.
من وابِصَة من خِزَام، من بَليٍّ.
6 .الجواسم: فخذ من الدائرة من الحسينات بالعراق.
7 .الجواسم: فخذ من الغزالات، يقيم في أم بزونة بالعراق.
8 .الجواسم: فرقة من عشيرة اللهيبات الساكنة في الجعارة بالعراق
9 .القواسم : من الصمدة من قبيلة الظفير وجدهم ( طماح بن عامر الضعيّفي السبيعي )
من كتاب (معجم قبائل العرب القديمة والحديثة )
مؤلفه عمر رضا كحاله
أما ما ذكره المؤرخين والنسابة العمانيين عن القواسم في عمان فقد قالوا :
(ومن النزارية بعمان القواسم، وهم الذين يسميهم الاجانب الجوازم بأبدال الالقاف جيماً وبأبدال السين زاياً، على لغة البداوة العمانية، فأخذها الكتاب بذلك النحو، وعلى تلك اللهجة، وهم حسب ما يظهر لنا في نسبهم من القواسم بن شعوة المزني، وهم بنو أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ومزينة أمهم نسبوا أليها، ومن مزينة رجال معدودون، منهم النعمان بن مقرن، وزهير بن أبي سلمى الشاعر، ومعن بن أوس الشاعر، وأياس بن معاوية القاضي )
وأما ما ذكره ( السيابي ) على أنهم من ذرية ( القاسم بن شعوة ) فلا دليل عليه أيضا وذلك لأنه ثبت أنه قتل في هذه الحرب في عمان وكان قائدا لهذ الجيش الأموي فكيف تكون له ذرية ؟
فمن خلال ما ذكرناه من تشابه هذه الأسماء في قبائل العرب . وما ذكره النسابة ( العمانيين ) نستنتج أنه لا علاقة بين من ذكروا ( بالقواسم ) في قبائل العرب . أو ما ذكره المؤرخين العمانيين من نسبتهم إلى ( القاسم بن شعوة المزني ) .
أما عن كونهم من إحدى هذه القبائل التي ذكرناهم لم يثبت تاريخيا أن أحدها سكن في منطقة عمان منذ القدم .
ولا حجة على من قال أنهم ( أي شيوخ القواسم ) من ( الدهامشه ) من ( عنزه ) لأن ( السالمي ) قال ( الدهامشه ) ولم يقل ( القواسم ) من ( الدهامشه ) .
وهناك فرق بين ( الدهامشه ) الذين ذكرهم ( السالمي ) في كتابه ( تحفة الأعيان ) .
وبين ( الدهامشه ) البطن المعروف في قبيلة ( عنزه ).
( السالمي ) يقول في كتابه ( تحفة الأعيان ) الجزء /2 صفحه ( 11 ) باب ذكر فتح الصير وهي ( جلفار ) :
( وكان فيها حصن على الساحل للأفرنج فسار إليه بعض الجيش وفيهم { رجال الدهامش } ) أنتهى قوله .
وعن نسب ( الدهامش ) الذين ذكرهم ( السالمي ) في كتابه فقد نسبهم إلى ( الجبور )في عمان فقال في الصفحه ( 7 ) من كتابه :
( ثم أقبلت الجبور لنصرة الهنائي فالتقتهم جحافل الإمام فاقتتلوا قتالا شديدا وقتل من جيش الجبور { قاسم بن مذكور الدهمشي } ) .
والجبور أو ( الجبريين ) والذي ينتهي نسبهم إلى بني ( عامر بن عوف بن مالك بن عامر بن عقيل ) من بني ( عامر بن صعصعه ) . وقد ملكوا الأحساء والبحرين وعمان و هرمز .
إذا ( الدهامش ) الذين في عمان هم غير ( الدهامشه ) العنزيين والذين من عشائرهم ( القواسم ) إلا من باب تشابه الأسماء و أختلاف الأصل والنسب والديار .
ولا علاقة بشيوخ ( القواسم ) بالقاسم بن مذكور الدهمشي الجبري لا من قريب ولا من بعيد . لآن ( آل جبر ) العقيليين قد حكموا من الأحساء إلى عمان وهرمز كما تقدم
و أما شيوخ ( القواسم ) فقد قال فيهم المؤرخ العماني ( محمد شيبه بن نور الدين عبدالله بن حميد السالمي ) في كتابه ( نهضة الأعيان بحرية عمان ) باب ( رأس الخيمه عاصمة القواسم ) صفحه ( 18 ) :
( والقواسم قبيلة عربيه عريقه نزحت من سواد العراق من بلاد ( سر من رأى ) وديار بني صالح )
ويقول أيضا :
( وأول من هاجر إلى عمان الشيخ { كايد } جد الحكومه القاسميه ) أنتهى قوله .
يتبع
بقوله :
{ أطلقت تسمية قواسم وكانت تنطق جواسم بشكل عام على كل القبائل القاطنة في المنطقة الواقعة ما بين رأس مسندم شمالاً وأبوظبي جنوباً وهناك جمهرة من المؤرخين تعتبر القواسم من أصل نجدي سكنت جهات ((السر)) في بلاد عمان حيث يشير ابن غنام لذلك فيقول ((القواسم وهم من عرب من آل الظفير))
أما بعض المؤرخين فيذهبون الى أن القواسم من القبائل التي تتصل أصولها بعدنان وموطنهم الأصلي ((سامراء)) بالعراق ويرى آخرون أنهم كانوا ينزلون على الجهة الشمالية من الكعبة ويطلق عليهم اسم الغافريين أحياناً
أما لفظ القواسم فهو لا يدل على قبيلة بعينها بل هو اسم العلم واستعمل ليشير الى تجمع قبلي كانت قيادته للقواسم واستعمل أيظاً ليدل على عائلة الشيوخ الحاكمين في المنطقة
فالقواسم خليط من قبائل عربية أصيلة اضطرت مراراً للنزوح من مناطق اقامتها فلحق بها أفراد كثيرون انتسبوا الى شيخهم وكبيرهم ((قاسم)) الذي كان يقيم لنفسه خيمة عند ((جلفار))
حيث كانت تراها السفن باستمرار وتهتدي بها فاشتهر المكان واشتهر عند السفن التي تراها
وعرف ذلك المكان من ذلك الحين الى وقتنا الحاضر باسم ((رأس الخيمة)) }
وذكر في كتابه ( مولد القواسم وتاريخ بسط نفوذهم السياسي 597 هـ - 1200 م /1226 هـ - 1820 ) للمؤلف ( عبدالله خليفة عبدالله الغانم ) وهو من مملكة البحرين .
فقد ذكر في الصفحة ( 29 - 32 ) باب ( الأراء التي قيلت في أصل القواسم وبداية وجودهم )يقول :
{ لقد أختلف المؤرخون وعلماء الأنساب في أصل القواسم فذهبوا إلى الآراء التالية : }
وذكر هذه الآراء فقال :
1 . { أنهم من نسل ( جاسم ) وجاسم قبيلة ظهرت على عهد عاد ثمود }
2 . { أن القواسم من بقايا الجيش الذي قاده القاسم بن شعوة المزني }
3 . { أنهم من عرب الظفير تجولوا بين نجد والعراق }
4 . { أنهم أنحدروا من زعيم أسمه ( غياشم ) } على رأي طبيب خاص للسلطان سعيد بن سلطان و أسمه ( مريزي ) وهو من أصل إيطالي .
5 . { القواسم شرفاء تحدروا من أرومة الرسول }
وقد طرح المؤرخ المرحوم ( عبدالله بن صالح المطوع )روايتين في كتابه ( الجواهر واللآلئ في تاريخ عمان الشمالي ) .
أ . الرواية الأولى تقول : { أنهم من عرب الظفير وكانوا دولة كبيرة على أطراف الموصل }
ب . الرواية الثانية تقول : { أن ممن تبقى من القواسم في العراق قد هاجروا بعد أجتياح المغول العاصمة العباسية }
ولمناقشة ما ذكره المرحوم ( عبدالله بن صالح المطوع ) حول هاتين الفقرتين نقول :
لم تكن لقبيلة الظفير دولة في أطراف الموصل في شمال العراق . بل ذكرت المصادر التاريخية أنهم كانوا من ظمن أحلاف ( آل مرا ) وهم من ربيعة طيئ والذين كانوا هم الأمراء مع أبناء عمومتهم ( آل فضل ) ذكر ذلك :
( القلقشندي ) في كتابه ( صبح الأعشى ) يقول :
{ وممن ينضاف إليهم ويدخل في غمرة أمرائهم حارثة والحاص ولامٌ وسعيدة ومدلجٌ وقرير وبنو صخر وزبيد حوران: وهم زبيد صرخد وبنو غني وبنو عز قال: ويأتيهم من عرب البرية آل ظفير والمفارجة وآل سلطان وآل غزي وآل برجس والخرسان وآل المغيرة وآل أبي فضيل والزراق وبنو حسين الشرفاء ومطين وخثعم وعدوان وعنزة. }
ويقول:
{ الفخذ الثاني - من آل ربيعة آل مرا - نسبة إلى مرا بن ربيعة وهو أخو فضل المتقدم ذكره. }
وعن مساكن ( آل مرا ) يقول :
{ وقال في مسالك الأبصار: ديارهم من بلاد الجيدور والجولان إلى الزرقاء والضليل إلى بصرى ومشرقاً إلى الحرة المعروفة بحرة كشت قريباً من مكة المعظمة إلى شعباء إلى نيران مزيد إلى الهضب المعروف بهضب الراقي وربما طاب لهم البر وامتد بهم المرعى أوان خصب الشتاء فتوسعوا في الأرض وأطالوا عدد الأيام والليالي حتى تعود مكة المعظمة وراء ظهورهم ويكاد سهيلٌ يصير شامهم ويصيرون مستقبلين بوجوههم الشام. }
فكما نرى أنهم ( أي الظفير ) لم تكن لهم دولة كما ذكر المؤرخ ( المطوع ) رحمه الله إنما كانت الإمرة في ( آل مرا ) وهم ظمن القبائل المتحالفة معهم . ولم يكن لهم تواجد مما يلي الموصل .
أما الرأي الثاني :
فالمؤرخ ( المطوع ) لما قال :
{ أن ممن تبقى من القواسم في العراق قد هاجروا بعد أجتياح المغول العاصمة العباسية }
أعقب بقوله :
{ العاصمة العباسية بغداد عام 597 هـ - 1200 }
والصحيح أن المغول دخلوا بغداد سنة ( 656 هـ ) ذكر ذلك :
( ابن كثير الدمشقي ) في كتابه ( البداية والنهاية ) المجلد ( 13 ) الصفحة ( 200 ) يقول في حوادث سنة ( 656 ) :
{ فيها أخذت التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها حتى الخليفة و أنقضت دولة بني العباس } .
أما إن كان مراد المؤرخ ( المطوع ) رحمه الله على ما ذكره في الرأي الأول أن القواسم من الظفير وكانوا متواجدين في العراق إلى أن حصلت فتنة التتار . فقد ذكرت المصادر التاريخية أن قبيلة ( الظفير ) لم تكن متواجدة في العراق في القرن السابع الهجري . فقد ذكرت هذه المصادر مايلي :
1 .{ شن مالك بن سنان بن مريد امير مدينة اوضاح (الذي عينه صلاح الدين الايوبي قبل وفاته) الغارات على بطون بنى لام كآل الظفير ووصل في تنقله الى القطيف وقوي امره وسبب ذلك ان بنى لام دعمت اعداءه (العيونيين) وحدث ذلك عام 612هـ . }
2 . قال الشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله :
{ ولقبيلة الظفير إبان قوتها منذ القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر الهجري معارك وحروب في بلاد نجد ، مع قبائل أخرى ، لا يتسع لتفصيلها ولم تستطع تلك القبائل إخضاعها حتى قامت دولة آل سعود الأولى فأخضعتها حتى ألجأتها بعد إضعافها إلى التمزق ومغادرة الجزيرة إلى نواحي العراق}
فمن خلال ما عرضناه يتبين لنا أن قبيلة ( الظفير ) لم يكونوا في شمال العراق مما يلي الموصل . و انهم كانوا أحلاف ( آل مرا ) الطائية مما يلي بلدان الشام وقد أستعرضنا أماكن سكناهم .
فمن خلال ما أستعرضناه يتبين لنا أن ( القواسم ) لا علاقة لهم بنسب مع من ذكرناهم وذكرهم المؤرخيين المعاصرين من القبائل العربية والتي تحمل أسم ( القواسم ) إلا من ناحية تشابه الأسماء .
والأمر الآخر إن كاتب التاريخ كثيرا ما يخلط في نسب القبائل بعكس النسابة المتمرس والذي يعرف أسماء الأفخاذ والعشائر ولنا في كتب السير والتاريخ الكثير من الشواهد التي تدل على فراسة أهل النسب وتمرسهم في هذا الفن .
ومن الأمثلة على ذلك :
لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرض نفسه على قبائل العرب ومعه أبو بكر الصديق مروا على مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر وكان ( نسابة ) فسلم فردوا عليه السلام فقال :
ممن القوم ؟
قالوا من ربيعه .
فقال : أمن هامتها أم من لهازمها ؟
قالوا : من هامتها العظمى .
قال : فأي هامتها العظمى أنتم ؟
قالوا : ذهل الأكبر .
قال : أفمنكم عوف الذي يقال له ( لا حر بوادي عوف ) ؟
قالوا : لا .
قال : أفمنكم بسطام ذو اللواء ومنتهى الأحياء ؟
قالوا: لا .
قال : أفمنكم جساس بن مره حامي الذمار ومانع الجار ؟
قالوا : لا .
قال : أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟
قالوا : لا
قال : أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة ؟
قالوا :لا
قال : افمنكم أخوال الملوك من كندة ؟
قالوا : لا
قال : أفمنكم أصهار الملوك من لخم ؟
قالوا لا .
قال : فلستم ذهلا الأكبر أنتم ذهل الأصغر .
أنظر كتاب ( بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب ) للسيد ( محمود شكري الألوسي البغدادي ) صفحة ( 199 – 200 ) المجلد /1 .
حدث عبد الحميد بن تقي الدين بن أسامة النسابة قال : حدثني أبو التقي عبدالله ابن أسامة قال : { حججت أنا وجدك عدنان ابن المختار فبينما نحن ذات ليله في المسجد الحرام و إذا بجماعة مجتمعة على شخص ورأينا الناس يعظمون ذلك ويجتمعون عليه فسألنا عنه من هو ؟ قيل : هو جعفر ابن أبي البشر إمام الحرم فقال لي السيد عدنان – وكان رجلا مسنا قد ضعف – إني لأضعف عن الذهاب إليه والسلام عليه فقم أنت فسلم عليه . فقمت فأتيته وسلمت عليه وقبلت رأسه وقبل صدري لأنه كان رجلا قصيرا
ثم قال لي : من أنت ؟
فقلت بعض بني عمك بالعراق
فقال : أعلوي أنت ؟
فقلت : نعم .
فقال : أحسني أم حسيني أم محمدي أم عباسي أم عمري ؟
فقلت : حسيني .
فقال : إن الحسين الشهيد أعقب من زين العابدين علي ابن الحسين – رحمه الله – وحده و أعقب زين العابدين من ستة رجال : محمد الباقر وعبدالله الباهر وزيد الشهيد وعمر الأشرف والحسين الأصغر وعلي الأصغر فمن أيهم أنت ؟
فقلت : من ولد زيد الشهيد .
فقال : إن زيد أعقب من ثلاثة رجال : الحسين ذي الدمعة وعيسى ومحمد فمن أيهم أنت ؟
فقلت : أنا من ولد الحسين ذي الدمعة .
قال : فإن الحسين ذي الدمعة أعقب من ثلاثة يحيى والحسين القعدد وعلي فمن أيهم أنت ؟
فقلت : من ولد يحيى .
قال : فإن يحيى ابن ذي الدمعة أعقب من سبعة رجال : القاسم والحسن الزاهد وحمزة ومحمد الأصغر وعيسى ويحيى وعمر فمن أيهم أنت ؟
فقلت : أنا من ولد عمر ابن يحيى .
قال : فإن عمر بن يحيى أعقب من رجلين : أحمد المحدث و أبي منصور محمد فمن أيهما أنت ؟
فقلت : لأحمد المحدث .
قال : فإن احمد المحدث أعقب من الحسين النسابة النقيب و أعقب الحسين النسابة من رجلين زيد ويحيى فمن أيهما أنت ؟
فقلت : من يحيى ابن الحسين .
قال : فإن يحيى ابن الحسين أعقب من رجلين أبي علي عمر و أبي محمد الحسن فمن أيهما أنت ؟
قلت : من ولد أبي علي عمر بن يحيى .
قال : فإن أبا علي عمر بن يحيى أعقب من ثلاثة أبي الحسين محمد و أبي طالب محمد و أبي الغنائم محمد فمن أيهم أنت ؟
قلت : من ولد أبي طالب محمد بن أبي علي عمر بن يحيى .
قال : فكن أبن أسامة
فقلت : أنا أبن أسامة .
( طبقات النسابين ) تأليف ( بكر أبو زيد ) .
والأدلة على فراسة النسابة وسعة علمهم بقبائل العرب كثيرة . هؤلاء يقال عنهم نسابة .و أما أن يأتي مؤرخين فكل ينسب نفس القبيلة إلى جد يختلف أصله عن الآخر فهنا يقع الإضطراب
.