#قمة_المستقبل
#مرحلة_المطبات_الصعبة
و أخيراً انتهت القمم العربية الصينية الثلاث اللاتي ينتظرها الكوكب طوال عام 2022 ، و التي كان مقرراً أن تعقد في مارس ثم تأجلت لشهر مايو ثم سبتمبر ثم ديسمبر ، و كأن هذا العام أبى ألا ينتهي إلا بعد أن يفي بوعده و يخرج بهذه القمم إلى النور ، و يحول كل ما الأقاويل التي أثيرت بشأن هذه القمم إلى حقائق واقعة!
البيانات الختامية للقمم الثلات (السعودية – الخليجية – العربية) ركزت على ثلاثة قضايا رئيسية ، أولها كانت القضية الفلسطينية و التي شدد الجميع عليها و جدد أهمية تقديم الدعم لها لوضع حد للفوضى السياسية في الشرق الأوسط ،
و أكد الرئيس الصيني على أهمية حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ، و أعلن أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين فور انضمامها للأمم المتحدة ، و هو أمر سيغير محددات التفاوض و سينقل الصراع الفلسطيني الا.سر-ائيلي قانونيًا و اجرائيًا لمستو آخر على جميع الأصعدة.
ثاني القضايا التي شددت عليها البيانات الثلاث هي قضية ايران و تدخلاتها في شئون الدول العربية ، حيث رفض العرب و الصين الممارسات الايرانية في العراق و لبنان و سوريا و اليمن ، و جدد الطرفان الدعوة للالتزام بمبادئ حسن الجوار و عدم التدخل في شئون الدول الداخلية!
ثالث القضايا الهامة التي تناولتها البيانات الثلاث هو رفع مستوى التعاون بجميع أشكاله بين الصين و الدول العربية ، و أن يتم التكامل الشامل بين الطرفين في كل المشروعات التنموية ، و أبرزها مبادرة الحزام و الطريق الصينية ،
و يطمح الطرفان فيه إلى التنسيق الكامل و التام في مجالات عديدة أبرزها قطاع الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات ، و الذي عرض فيه الرئيس الصيني تحمل بلاده بنقل تكنولوجيا الجيلين الخامس و السادس من الاتصالات للدول العربية ، و ما يتبع ذلك من خبرات صينية في مجالات البرمجة و التحول الرقمي و تكنولوجيا الأشياء و الذكاء الاصطناعي ، و كلها مجالات تمتلك فيها الصين الكثير الذي يمكن أن تنقله للعرب بتكلفة اقتصادية و سياسية أقل كثيراً من نظرائها في الغرب!
هذه التكنولوجيا المتقدمة تسمى بتكنولوجيا المستقبل ، و لا أدل على أهميتها و خطورتها من أنها كانت أهم أسباب إقالة رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عندما فكرت في الاستعانة بالصين لنقل هذه التكنولوجيا إلى المملكة المتحدة ، التطبيقات القائمة على الجيلين الخامس و السادس للاتصالات يمكن اعتبارها (مخ و أعصاب) الدول في المستقبل القريب جداً في كل مجالات الحياة ، و هي مفتاح اقامة حياة كريمة و مستدامة لمواطني هذه الدول!
ثاني أخطر المجالات التي تطرق الحديث عنها في القمة هي دعوة الرئيس الصيني للشركات و الدول الخليجية للاستثمار في الصين ، و نقل أموالها للسوق الصينية الواعدة بدلاً من الأسواق الغربية التي تعاني الكثير و الكثير من المشكلات الفكرية و الاقتصادية العميقة ، و التي لا يبدو أنها ستجد حلولاً في المستقبل القريب!
و قد حدد الرئيس الصيني دعوته أكثر و ذكر منتجات الطاقة بالاعتماد على بورصة شانغهاي للغاز و البترول في بيع و تسعير البترول و الغاز العربي بالعملة الصينية ، و قد ذكرت المواقع و الصحف العالمية بأن الرئيس الصيني قد أصدر أوامره لمسئولي هذه البورصة بالاستعداد لتنفيذ هذا الأمر في القريب العاجل!
ثالث أهم المجالات التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين هو توطين التكنولوجيا الصناعية الصينية في الدول العربية ، بحيث تقوم الشركات الصينية بإنشاء أفرع لها في الدول العربية بحيث تتصرف هذه الشركات و كأنها في الصين ، لن يستورد العرب السلع و المنتجات الصينية بعد اليوم ، سيقوم الصينيين بصناعة هذه المنتجات في الدول العربية ، ما سيجعل الدول العربية مركزًا دوليًا لتصدير هذه السلع لجميع أنحاء العالم ، كما سيسمح بتوطين التكنولوجيا الصينية في بلاد العرب ، و هو الأمر الذي يرفضه الغرب تمامًا و يراه بمثابة خطاً أحمر في العلاقات مع العرب!
و لعل نقل التكنولوجيا قد بدأ بالفعل بإعلان أكثر من شركة صينية بناء مصانع لها في مصر ، و على رأسها شاومي و أوبو الرائدتين في مجال التليفونات المحمولة ، في حين تستهدف المملكة العربية بالتحديد تكنولوجيا التسليح و توطين صناعة السلاح الصيني في السعودية ، و ينتظر أن تستفيد كل الدول العربية من هذه الشراكة طبقًا لمقوماتها و صفاتها الديموغرافية و الاقتصادية!
ما يهمنا كشعوب عربية من هذه القمم هو أن نفهم ما يلي:
الأول و الأهم أن العالم ينظر لنا كعرب كوحدة واحدة ، وحدة المصير هنا لم تعد محل نقاش أو جدال أجوف ، أصبحت أساساً للمستقبل و رخاء شعوب هذه المنطقة ، ما يتطلب المزيد من الجهود من أجل توحيد الصفوف و تهيئة الأجواء لما قادم ، لأن السلاح الوحيد الذي سيلجأ له الغرب داخليًا هو اشعال الفتن و الصراعات و النزاعات البينية ، و يجب أن نكون منتبهين جداً كشعوب لهذا الأمر ، و لعل رفع العلم السوري في قمة أمس يمكن اعتباره بادرة أمل في عودة سوريا لأسرتها العربية قريبًا!
الثاني ، أن التحرر من التبعية الغربية لن يكون أبدًا تحرراً مجانيًا ، على العكس ، سنواجه موجات و موجات من الضغوط الكبرى ، و التي أقلها و أبسطها ما يحدث حاليًا من سحب للدولا-رات من الأسواق المحلية ، و ما نتج و سينتج عنه من مشكلات اقتصادية كبيرة بدأت تؤثر بالفعل على الشعوب العربية لاسيما في مصر و تونس ، و ما صحبهم من موجات تشكيك و فقدان للثقة بين الشعوب و قياداتها في كل الدول العربية.
أو حتى قيام اخوان الشر بموجات من الابتزاز العاطفي الناتجة عن تحركات الجيش الا. سرا-ئيلي ضد الفلسطينيين أثناء انعقاد القمة ، رغم أن هذه القمة تناقش حلولاً جذرية للقضية الفلسطينية و تلزم الجهات الدولية بدورها تجاه حسم هذا الصراع بشكل كامل!
الثالث ، أن دخول المنطقة في حالة حرب أصبح قريبًا للغاية بناءً على تصريحات البنتا-جون الأمر-يكي المتلاحقة قبل و أثناء هذه القمة ، و كلها تتحدث عن (أمن الخليج) بشكل أو بآخر ، فإذا ما ربطنا هذه التصريحات بما يحدث في ايران ، فلا عجب في توقع أن التحرك الأمر-يكي ضد ايران قد بات وشيكًا ، و لن تكون أهدافه هنا هي مقاومة الخطر الايراني أو حماية الحلفاء في الخليج قدر ما سيكون أبرز أهدافه تدمير ما تم الاتفاق عليه في هذه القمة ، و اسقاط المنطقة في دوامات من عدم الاستقرار بما لا يسمح بتنفيذ هذه الاتفاقيات الهامة و التاريخية!
قمة العرب و الصين يمكن اعتبارها بداية لموقف عربي موحد من قضية إعادة تشكيل النظام الدولي ، و هي حدث لا يقل أهمية عن ما يحدث في أو. كر.انيا ، بل يمكن اعتباره امتدادًا له في بقعة جديدة من العالم الذي قرر التحرر من السيطرة الأمر-يكية ، و كلا الحدثين يتكامل مع صعود اليمين الأوروبي سواء بالانتخابات أو المظاهرات أو حتى الانقلابات العسكرية!
بدأت مرحلة المطبات الصعبة في الشرق الأوسط ، اربطوا الأحزمة و تمسكوا بأوطانكم ، الوطن الذي سيسقط اليوم لن يجد له مكانًا في المستقبل ، الخطأ اليوم ستدفع الشعوب تكلفته قرونًا طويلة ، اغتنموا فرصة التغيير التي لا تأتي إلا مرة كل 100 عام تقريبًا!
حفظ الله مصر و الأمة العربية دولاً و قادة و شعوباً و جيوشاً من كل شر
Mohamed Salah
#مرحلة_المطبات_الصعبة
و أخيراً انتهت القمم العربية الصينية الثلاث اللاتي ينتظرها الكوكب طوال عام 2022 ، و التي كان مقرراً أن تعقد في مارس ثم تأجلت لشهر مايو ثم سبتمبر ثم ديسمبر ، و كأن هذا العام أبى ألا ينتهي إلا بعد أن يفي بوعده و يخرج بهذه القمم إلى النور ، و يحول كل ما الأقاويل التي أثيرت بشأن هذه القمم إلى حقائق واقعة!
البيانات الختامية للقمم الثلات (السعودية – الخليجية – العربية) ركزت على ثلاثة قضايا رئيسية ، أولها كانت القضية الفلسطينية و التي شدد الجميع عليها و جدد أهمية تقديم الدعم لها لوضع حد للفوضى السياسية في الشرق الأوسط ،
و أكد الرئيس الصيني على أهمية حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ، و أعلن أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين فور انضمامها للأمم المتحدة ، و هو أمر سيغير محددات التفاوض و سينقل الصراع الفلسطيني الا.سر-ائيلي قانونيًا و اجرائيًا لمستو آخر على جميع الأصعدة.
ثاني القضايا التي شددت عليها البيانات الثلاث هي قضية ايران و تدخلاتها في شئون الدول العربية ، حيث رفض العرب و الصين الممارسات الايرانية في العراق و لبنان و سوريا و اليمن ، و جدد الطرفان الدعوة للالتزام بمبادئ حسن الجوار و عدم التدخل في شئون الدول الداخلية!
ثالث القضايا الهامة التي تناولتها البيانات الثلاث هو رفع مستوى التعاون بجميع أشكاله بين الصين و الدول العربية ، و أن يتم التكامل الشامل بين الطرفين في كل المشروعات التنموية ، و أبرزها مبادرة الحزام و الطريق الصينية ،
و يطمح الطرفان فيه إلى التنسيق الكامل و التام في مجالات عديدة أبرزها قطاع الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات ، و الذي عرض فيه الرئيس الصيني تحمل بلاده بنقل تكنولوجيا الجيلين الخامس و السادس من الاتصالات للدول العربية ، و ما يتبع ذلك من خبرات صينية في مجالات البرمجة و التحول الرقمي و تكنولوجيا الأشياء و الذكاء الاصطناعي ، و كلها مجالات تمتلك فيها الصين الكثير الذي يمكن أن تنقله للعرب بتكلفة اقتصادية و سياسية أقل كثيراً من نظرائها في الغرب!
هذه التكنولوجيا المتقدمة تسمى بتكنولوجيا المستقبل ، و لا أدل على أهميتها و خطورتها من أنها كانت أهم أسباب إقالة رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عندما فكرت في الاستعانة بالصين لنقل هذه التكنولوجيا إلى المملكة المتحدة ، التطبيقات القائمة على الجيلين الخامس و السادس للاتصالات يمكن اعتبارها (مخ و أعصاب) الدول في المستقبل القريب جداً في كل مجالات الحياة ، و هي مفتاح اقامة حياة كريمة و مستدامة لمواطني هذه الدول!
ثاني أخطر المجالات التي تطرق الحديث عنها في القمة هي دعوة الرئيس الصيني للشركات و الدول الخليجية للاستثمار في الصين ، و نقل أموالها للسوق الصينية الواعدة بدلاً من الأسواق الغربية التي تعاني الكثير و الكثير من المشكلات الفكرية و الاقتصادية العميقة ، و التي لا يبدو أنها ستجد حلولاً في المستقبل القريب!
و قد حدد الرئيس الصيني دعوته أكثر و ذكر منتجات الطاقة بالاعتماد على بورصة شانغهاي للغاز و البترول في بيع و تسعير البترول و الغاز العربي بالعملة الصينية ، و قد ذكرت المواقع و الصحف العالمية بأن الرئيس الصيني قد أصدر أوامره لمسئولي هذه البورصة بالاستعداد لتنفيذ هذا الأمر في القريب العاجل!
ثالث أهم المجالات التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين هو توطين التكنولوجيا الصناعية الصينية في الدول العربية ، بحيث تقوم الشركات الصينية بإنشاء أفرع لها في الدول العربية بحيث تتصرف هذه الشركات و كأنها في الصين ، لن يستورد العرب السلع و المنتجات الصينية بعد اليوم ، سيقوم الصينيين بصناعة هذه المنتجات في الدول العربية ، ما سيجعل الدول العربية مركزًا دوليًا لتصدير هذه السلع لجميع أنحاء العالم ، كما سيسمح بتوطين التكنولوجيا الصينية في بلاد العرب ، و هو الأمر الذي يرفضه الغرب تمامًا و يراه بمثابة خطاً أحمر في العلاقات مع العرب!
و لعل نقل التكنولوجيا قد بدأ بالفعل بإعلان أكثر من شركة صينية بناء مصانع لها في مصر ، و على رأسها شاومي و أوبو الرائدتين في مجال التليفونات المحمولة ، في حين تستهدف المملكة العربية بالتحديد تكنولوجيا التسليح و توطين صناعة السلاح الصيني في السعودية ، و ينتظر أن تستفيد كل الدول العربية من هذه الشراكة طبقًا لمقوماتها و صفاتها الديموغرافية و الاقتصادية!
ما يهمنا كشعوب عربية من هذه القمم هو أن نفهم ما يلي:
الأول و الأهم أن العالم ينظر لنا كعرب كوحدة واحدة ، وحدة المصير هنا لم تعد محل نقاش أو جدال أجوف ، أصبحت أساساً للمستقبل و رخاء شعوب هذه المنطقة ، ما يتطلب المزيد من الجهود من أجل توحيد الصفوف و تهيئة الأجواء لما قادم ، لأن السلاح الوحيد الذي سيلجأ له الغرب داخليًا هو اشعال الفتن و الصراعات و النزاعات البينية ، و يجب أن نكون منتبهين جداً كشعوب لهذا الأمر ، و لعل رفع العلم السوري في قمة أمس يمكن اعتباره بادرة أمل في عودة سوريا لأسرتها العربية قريبًا!
الثاني ، أن التحرر من التبعية الغربية لن يكون أبدًا تحرراً مجانيًا ، على العكس ، سنواجه موجات و موجات من الضغوط الكبرى ، و التي أقلها و أبسطها ما يحدث حاليًا من سحب للدولا-رات من الأسواق المحلية ، و ما نتج و سينتج عنه من مشكلات اقتصادية كبيرة بدأت تؤثر بالفعل على الشعوب العربية لاسيما في مصر و تونس ، و ما صحبهم من موجات تشكيك و فقدان للثقة بين الشعوب و قياداتها في كل الدول العربية.
أو حتى قيام اخوان الشر بموجات من الابتزاز العاطفي الناتجة عن تحركات الجيش الا. سرا-ئيلي ضد الفلسطينيين أثناء انعقاد القمة ، رغم أن هذه القمة تناقش حلولاً جذرية للقضية الفلسطينية و تلزم الجهات الدولية بدورها تجاه حسم هذا الصراع بشكل كامل!
الثالث ، أن دخول المنطقة في حالة حرب أصبح قريبًا للغاية بناءً على تصريحات البنتا-جون الأمر-يكي المتلاحقة قبل و أثناء هذه القمة ، و كلها تتحدث عن (أمن الخليج) بشكل أو بآخر ، فإذا ما ربطنا هذه التصريحات بما يحدث في ايران ، فلا عجب في توقع أن التحرك الأمر-يكي ضد ايران قد بات وشيكًا ، و لن تكون أهدافه هنا هي مقاومة الخطر الايراني أو حماية الحلفاء في الخليج قدر ما سيكون أبرز أهدافه تدمير ما تم الاتفاق عليه في هذه القمة ، و اسقاط المنطقة في دوامات من عدم الاستقرار بما لا يسمح بتنفيذ هذه الاتفاقيات الهامة و التاريخية!
قمة العرب و الصين يمكن اعتبارها بداية لموقف عربي موحد من قضية إعادة تشكيل النظام الدولي ، و هي حدث لا يقل أهمية عن ما يحدث في أو. كر.انيا ، بل يمكن اعتباره امتدادًا له في بقعة جديدة من العالم الذي قرر التحرر من السيطرة الأمر-يكية ، و كلا الحدثين يتكامل مع صعود اليمين الأوروبي سواء بالانتخابات أو المظاهرات أو حتى الانقلابات العسكرية!
بدأت مرحلة المطبات الصعبة في الشرق الأوسط ، اربطوا الأحزمة و تمسكوا بأوطانكم ، الوطن الذي سيسقط اليوم لن يجد له مكانًا في المستقبل ، الخطأ اليوم ستدفع الشعوب تكلفته قرونًا طويلة ، اغتنموا فرصة التغيير التي لا تأتي إلا مرة كل 100 عام تقريبًا!
حفظ الله مصر و الأمة العربية دولاً و قادة و شعوباً و جيوشاً من كل شر
Mohamed Salah
عدل سابقا من قبل مصطفى سليمان أبوالطيب في الإثنين ديسمبر 12, 2022 3:52 pm عدل 1 مرات