الجزء الثانى
اصل العرب ......
_________________________
.ومن يعرب اليمانيون وهم سكان القسم الغربي الجزيرة إلى اليوم ، وهو القسم الواقع بين حضرموت وعسير
ومنهم ملوك سبأ والتبابعة , وقد توارث ملكهم إلى البعثة , ولأحد ملوكهم ( سيف بن ذي يزن الحميري )
. وأما جرهم , فكان مسكنهم الحجاز ثم واندمجوا مع العدنانيين من قبل البعثة النبوية .
وأما بنو ( فالغ ) بن هود عليه السلام , فنزحوا من جنوب الجزيرة إلى شمالها , أقاموا بين بابل والجزيرة الفراتية بين سوريا وفلسطين , وتناسلوا فيها , واقتبسوا شيئاً من لغة تلك البلاد الآشورية والسريانية , واختلطت مع لغتهم العربية , فتولدت منها لغة سميت ( بالعبرانية ) نسبة إلى جدهم هود عليه السلام , المسمى عندهم ( عابر ) , فصار يطلق على تلك اللغة ( العبرانية ) .
ومن بني فالغ بن هود عليه السلام , نبي الله ( إبراهيم ) صلى الله عليه وسلم , وهو إبراهيم بن تارح , المسمى آزر , بن ناحور بن شاروخ بن أرغو بن فالغ بن عابر ، وهو نبي الله هود عليه السلام ,
ثم أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم رحل بهاجر أم ولده إسماعيل , مع ابنها إسماعيل عليه السلام , من فلسطين إلى مكة , وتركهما بها , وعاد إلى فلسطين , فنشأ إسماعيل عليه السلام بمكة وصاهر بني جرهم , وتكلم اللغة العربية , من أصل نشأته .
ومن ولد إسماعيل عليه السلام ( عدنان ) , ومن عدنان ( معد ) , ومن ولد معد ( نزار ) .
ومن ولد نزار ( أنمار ) , وقد , اندمجوا في بجيلة
.
ومن ولد نزار أيضاً ( أياد ) , وقد اندمج بعض ولده في مضر , ومن ولد أياد ( قس بن ساعدة الأيادي ) , الذي يضرب به المثل في البلاغة ، وهو أول من اظهر التوحيد بمكة ، مع ورقة ابن نوفل , وزيد بن عمرو بن نفيل .
ومن ولد نزار أيضاً ( ربيعة ) , ومسكن بنيه بين اليمامة والبحرين , والعراق .
ومن بني نزار أيضاً ( مضر ) ومن مضر قريش .
فبنو عدنان , هم سكان نجد إلاّ قريشاً , فهم سكان مكة وضواحيها , ولا يشارك بني عدنان من العرب في أرض نجد من القحطانيين إلا ( طي ) من كهلان , فيما بين جبلي ( أجا ) و ( سلمى ) , ثم تفرق بنو عدنان في تهامة والحجاز والعراق والجزيرة وسورية وبعد الإسلام تفرقوا في عموم الأقطار .
فحاصل ما تقدم أن العدنانيين , والقحطانيين , يرجعون في النسب إلى أصل واحد وأب واحد ومسكن واحد ولغة واحدة وجد واحد وهو هود عليه السلام , وهود من بني عاد كما تقدم .
وأما من قال : إن العدنانيين هم العرب المستعربة , فذلك لأن إبراهيم كان من سكان فلسطين وكانت لغته المستعارة للعبرانية , كما تقدم , ثم لما نشأ ولده إسماعيل عليه السلام بمكة , وتكلم العربية التي اقتبسها من جرهم , عده المؤرخون , أعجمياً واستعرب , وسمو بنيه العرب المستعربة , والصحيح أنه من أصل عربي , وجده الخامس هود عليه السلام , فإذا كان سلفه نزحوا من جنوب الجزيرة إلى شمالها , وتغيرت بسبب ذلك لغتهم العربية باللغة العبرانية , فهل يخرجهم ذلك من أصلهم العربي بناءً على تغير اللغة ؟ ما أظن أن هذه القاعدة صحيحة , عند علماء النسب حيث أن تغير اللغة لا يغير الأصل .
وأما قول المؤرخين : إن العرب تنقسم إلى ثلاثة أقسام , بائدة , وعاربة , ومستعربة , فهذا اصطلاح جرى عليه المؤرخون , ولا يكون حجة يستند عليها في أصل العرب , والصحيح , أن بني عاد لم ينقطع نسلهم , وذلك أنه لما هلك بنو عاد , وهم قوم هود عليه السلام , بقى هود ومن آمن معه من بني عاد وذلك بنص القرآن المجيد , ثم تناسلوا .
ويؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : ليس في العرب قبيلة إلاّ وقد ولدت رسول الله مضرها وربيعتها ويمانيها . رواه عبد بن حميد , وابن أبي أسامة , وابن المنذر .
ولم يفرق ابن عباس بين مضر وربيعة واليمانيين , بل سماهم العرب , فلم يقل في ربيعة ومضر : العرب المستعربة .
وكذلك ما روي عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله
واختار من بني آدم العرب , واختار من العرب مضر , واختار من مضر قريشاً , واختار من قريش بني هاشم , واختنارتي من بني هاشم , فأنا خيار من خيار إلى خيار , فمن أحب العرب فبحبي أحبهم , ومن أبغض العرب فبغضي أبغضهم " رواه الطبراني , والحاكم والبيهقي وأبو نعيم .
الذي قوله المرجع في كل شيء يقول : " واختار من العرب مضر " ومن المعلوم أن مضر من ولد عدنان , وعدنان من ولد إسماعيل عليه السلام , وعليه فيكون إسماعيل من أصل عربي , يرجع إلى هود بن عاد المتفرع منه الفرعان , العدناني والقحطاني .
فمضر بقول سيد العرب , من أخيار العرب ولا يكون الخيار إلا من الأصل المختار منه مضر , هم العرب العرباء , الحقيقون .
*********
فى ثياق البحث نتحدث عن اصل نسب سيدنا ابراهيم عليه السلام
وان اصله يرجع الى العرب العاربه
اما اعمجميته بسبب اختلاف لغة ابيه او مخالتطهم العجم لاتنفى
اصله العربي .....
________________________
عبدالرحمن عبدالظاهر الفردى
المصدر :
مقدمة
في اصل العرب ومساكنهم
من كتاب : حياة سيد العرب
للعلامة باسلامة رحمه الله
اصل العرب ......
_________________________
.ومن يعرب اليمانيون وهم سكان القسم الغربي الجزيرة إلى اليوم ، وهو القسم الواقع بين حضرموت وعسير
ومنهم ملوك سبأ والتبابعة , وقد توارث ملكهم إلى البعثة , ولأحد ملوكهم ( سيف بن ذي يزن الحميري )
. وأما جرهم , فكان مسكنهم الحجاز ثم واندمجوا مع العدنانيين من قبل البعثة النبوية .
وأما بنو ( فالغ ) بن هود عليه السلام , فنزحوا من جنوب الجزيرة إلى شمالها , أقاموا بين بابل والجزيرة الفراتية بين سوريا وفلسطين , وتناسلوا فيها , واقتبسوا شيئاً من لغة تلك البلاد الآشورية والسريانية , واختلطت مع لغتهم العربية , فتولدت منها لغة سميت ( بالعبرانية ) نسبة إلى جدهم هود عليه السلام , المسمى عندهم ( عابر ) , فصار يطلق على تلك اللغة ( العبرانية ) .
ومن بني فالغ بن هود عليه السلام , نبي الله ( إبراهيم ) صلى الله عليه وسلم , وهو إبراهيم بن تارح , المسمى آزر , بن ناحور بن شاروخ بن أرغو بن فالغ بن عابر ، وهو نبي الله هود عليه السلام ,
ثم أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم رحل بهاجر أم ولده إسماعيل , مع ابنها إسماعيل عليه السلام , من فلسطين إلى مكة , وتركهما بها , وعاد إلى فلسطين , فنشأ إسماعيل عليه السلام بمكة وصاهر بني جرهم , وتكلم اللغة العربية , من أصل نشأته .
ومن ولد إسماعيل عليه السلام ( عدنان ) , ومن عدنان ( معد ) , ومن ولد معد ( نزار ) .
ومن ولد نزار ( أنمار ) , وقد , اندمجوا في بجيلة
.
ومن ولد نزار أيضاً ( أياد ) , وقد اندمج بعض ولده في مضر , ومن ولد أياد ( قس بن ساعدة الأيادي ) , الذي يضرب به المثل في البلاغة ، وهو أول من اظهر التوحيد بمكة ، مع ورقة ابن نوفل , وزيد بن عمرو بن نفيل .
ومن ولد نزار أيضاً ( ربيعة ) , ومسكن بنيه بين اليمامة والبحرين , والعراق .
ومن بني نزار أيضاً ( مضر ) ومن مضر قريش .
فبنو عدنان , هم سكان نجد إلاّ قريشاً , فهم سكان مكة وضواحيها , ولا يشارك بني عدنان من العرب في أرض نجد من القحطانيين إلا ( طي ) من كهلان , فيما بين جبلي ( أجا ) و ( سلمى ) , ثم تفرق بنو عدنان في تهامة والحجاز والعراق والجزيرة وسورية وبعد الإسلام تفرقوا في عموم الأقطار .
فحاصل ما تقدم أن العدنانيين , والقحطانيين , يرجعون في النسب إلى أصل واحد وأب واحد ومسكن واحد ولغة واحدة وجد واحد وهو هود عليه السلام , وهود من بني عاد كما تقدم .
وأما من قال : إن العدنانيين هم العرب المستعربة , فذلك لأن إبراهيم كان من سكان فلسطين وكانت لغته المستعارة للعبرانية , كما تقدم , ثم لما نشأ ولده إسماعيل عليه السلام بمكة , وتكلم العربية التي اقتبسها من جرهم , عده المؤرخون , أعجمياً واستعرب , وسمو بنيه العرب المستعربة , والصحيح أنه من أصل عربي , وجده الخامس هود عليه السلام , فإذا كان سلفه نزحوا من جنوب الجزيرة إلى شمالها , وتغيرت بسبب ذلك لغتهم العربية باللغة العبرانية , فهل يخرجهم ذلك من أصلهم العربي بناءً على تغير اللغة ؟ ما أظن أن هذه القاعدة صحيحة , عند علماء النسب حيث أن تغير اللغة لا يغير الأصل .
وأما قول المؤرخين : إن العرب تنقسم إلى ثلاثة أقسام , بائدة , وعاربة , ومستعربة , فهذا اصطلاح جرى عليه المؤرخون , ولا يكون حجة يستند عليها في أصل العرب , والصحيح , أن بني عاد لم ينقطع نسلهم , وذلك أنه لما هلك بنو عاد , وهم قوم هود عليه السلام , بقى هود ومن آمن معه من بني عاد وذلك بنص القرآن المجيد , ثم تناسلوا .
ويؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : ليس في العرب قبيلة إلاّ وقد ولدت رسول الله مضرها وربيعتها ويمانيها . رواه عبد بن حميد , وابن أبي أسامة , وابن المنذر .
ولم يفرق ابن عباس بين مضر وربيعة واليمانيين , بل سماهم العرب , فلم يقل في ربيعة ومضر : العرب المستعربة .
وكذلك ما روي عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله
واختار من بني آدم العرب , واختار من العرب مضر , واختار من مضر قريشاً , واختار من قريش بني هاشم , واختنارتي من بني هاشم , فأنا خيار من خيار إلى خيار , فمن أحب العرب فبحبي أحبهم , ومن أبغض العرب فبغضي أبغضهم " رواه الطبراني , والحاكم والبيهقي وأبو نعيم .
الذي قوله المرجع في كل شيء يقول : " واختار من العرب مضر " ومن المعلوم أن مضر من ولد عدنان , وعدنان من ولد إسماعيل عليه السلام , وعليه فيكون إسماعيل من أصل عربي , يرجع إلى هود بن عاد المتفرع منه الفرعان , العدناني والقحطاني .
فمضر بقول سيد العرب , من أخيار العرب ولا يكون الخيار إلا من الأصل المختار منه مضر , هم العرب العرباء , الحقيقون .
*********
فى ثياق البحث نتحدث عن اصل نسب سيدنا ابراهيم عليه السلام
وان اصله يرجع الى العرب العاربه
اما اعمجميته بسبب اختلاف لغة ابيه او مخالتطهم العجم لاتنفى
اصله العربي .....
________________________
عبدالرحمن عبدالظاهر الفردى
المصدر :
مقدمة
في اصل العرب ومساكنهم
من كتاب : حياة سيد العرب
للعلامة باسلامة رحمه الله