بقلم أحمد الجارد عمار
221 سنة مرت على معركة أبنود بقنا تلك القرية العريقة التى صمدت ثلاثة أيام ضد الفرنسيين فبعد أن انسحب الأهالى وعرب الحجاز والمماليك من قفط وهم يستميتون فى الدفاع عن كل قرية وكل مكان يتقهقرون الية . فلما وصل الى أبنود وهى تبعد ما يقرب 10 كيلو مترات الى الشمال الغربى من قفط تحصنوا فيها ونصبوا المدافع الفرنسية التى غنموها فى معركة البارود التابعة لناحية الشيخية . وأشتد القتال بين الفرنسيين والحجازيين ولما ئيس الفرنسيين أضرموا النار فى القرية فتصاعد الدخان لعنان السماء وتحولت القرية الى أكوام وخرائب . وكان هناك مقرا لكاشف المماليك احتمى به الأهالى ، فأمر الجنرال بليارد Belliard بعد أن أحرقوا المسجد ، ظهر اسم أحمد الأبنودى الذى صافح اهل أبنود وعاهدهم على الثأر من الفرنسيين وقال لهم لقد عزمت على أن أثار من هؤلاء ولو كان فى ذلك موتى ونهايتى. وأخذ يطلق الرصاصات ويقول الله أكبر. وقد أشار بليار باستبسال الأهالى فى القتال فى رسالتة التى بعث بها للجنرال ديزية Desaix يقول : "اننا هنا نعيش عيشة ضنكا فجميع القرى تفتقر من سكانها عندما نقترب منها ولانجد فيها شيئا من القوت . ولا نجد فلاحا ليتجسس لنا أو يحمل رسائلنا ". ويصف فيفان دينون Vivant Denon : وراحوا يخوضون النيران كأنهم الشياطين خرجت من الجحيم وأحسست بمزيج من الرعب والأعجاب وأنا أشاهدهم ، ثم يلقون بأنفسهم علينا رغم يقينهم أنهم ملاقون فى ذلك حتفهم . ويذكرPiece Diverse , وكذلك الضابط Haut فى مذكراته أنهم بعد معركة أبنود رجعوا واستعادوا السفن التى استول عليها الأهالى والحجازيون ما عدا السفينة ايطاليا التى انفجر معمل البارود بها .ويتفق برتية مع ديزية بأن عدد القتلى من الأهالى وعرب الحجاز والمماليك 1200 غير الجرحى وخسائر الفرنسسن 35 قتيلا . وقد ذكر الضابط هوية موت الشريف حسن بن أخت الشريف محمد الجيلانى قائد المقاومة ضد الفرنسيين والذى وفاتة المنية فى حجازة فى 14 مارس 1799 كما ذكر لطف الله جحاف فى كتابة نصوص يمنية فى الحملة الفرنسية وقال وقد وجدنا من بين الموتى الشريف حسن . وقد وصف دومنيك دى بترو ولاجونكير وبارتير شجاعة أهالى أبنود والحجازيون . وقد حدث خطا بين المؤرخين الفرنسيين والعرب بين معركة البارود فى 3 مارس وبين معركة أبنود 8 مارس 1799وذلك نظرا لقرب المسافة بين المنطقتين . كان الفرنسيون فى كتباتهم يصفون جنودهم بالشجعان والابرياء ويتهمون المجاهدون والأهالى بالبربر والمتوحشين .
شارك الجنرال بليار بنفسه فى معركه أبنود للانتقام من المجاهدين والأهالى . سيحكى التاريخ ان أرض أبنود روتها دماء طاهرة ذكيه من المجاهدين والأهالى.
صورة لقبر الشيخ الجيلانى بحجازة مركز قوص
صورة للجنرال بليار