قراءة في التاريخ النوبى
برجاء التأنى فى القراءه انه موضوع تاريخى شيق
وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته (ص 922 و 923) عن بعض من جهينة في النوبة بين ( سنة 769 هـ الى 779 هـ ) حيث تاريخ كتابة المقدمة وهو نفس تاريخ صراع بني الكنز وبني الجعد والنوبيين: (صار الملك لبعض أبناء جهينة من أمهاتهم على عادة الأعاجم في تمليك الأخت وابن الأخت فتمزق ملكهم واستولى أعراب جهينة على بلادهم وليس من طريقتهم شئ من السياسة الملوكية للآفة التي تمنع من انقياد بعضهم إلى بعض، فصاروا شيعاً لهذا العهد ولم يبق في بلادهم رسم للملك وإنما هم رحالة بادية يتبعون موقع المطر شأن بوادي الأعراب ولم يبق في بلادهم رسم للملك لما أحلته صبغة البداوة العربية في صبغهم بالخلطة والالتحام) . أي ان العرب صبغوا النوبيين بالبداوة والترحال كما صبغ النوبيين العرب باللهجة وهو ما يفسر وجود النوبيين حاليا في صحراء دارفور وكردفان مثل القبائل النوبية كالميدوب والبرقد والبرتي والتنجار وقد كانوا نيليين يسكنون وادي النيل من أسوان إلي جنوب دنقلة .
ومن ذلك يتبين ان ملوك النوبة كانو من عرب جهينة وكانو بدنقلة حيث كرسي ملك النوبة وان بني هلال كانوا في النوبة السفلى جنوب أسوان في صحرائها وكانو دائموا الهجوم والغارات على الصعيد وأسوان و النوبة.
- ثم ولى السلطان برقوق ولاية أسوان والنوبة إلى قرط بن عمير التركماني واشتد عليهم .
و ذكر المقريزي سنة 780 هـ وفي سابع عشر من المحرم سمر رجلان من أولاد الكنز وطيف بهما القاهرة ومصر ثم وسطا وهذا أوجب وهن الدولة فان قرط لشدة عسفه وكثرة عتوه أوجب خروج أولاد الكنز على الطاعة وكثر فسادهم حتى خرجت أسوان من أيدي الدولة ثم خربت .
- و ذكر ابن حجر العسقلاني سنة 780 هـ ( وفيها أغار قرط على أولاد الكنز فامسك منهم احد عشر نفسا من أكابرهم وأحضرهم إلى القاهرة وهو أول من تعرض لهم وكانوا يسكنون خارجا عنها وهم من ذرية بعض عَبيد بني عُبيد أصحاب القصر بالقاهرة وكاتب بذلك كبير الدولة وعلقت الرؤوس على باب زويلة وأرسل صحبتهم المائتي نفس فاسترقوا وبيعوا فانفتح منهم باب شر وآل الأمر أن خربت أسوان بأيديهم وجلا عنها أهلها في زماننا هذا واستولى بقاياهم عليها) .
( ذرية بعض عَبيد بني عُبيد ) كما يصفهم ابن حجر العسقلاني : قد يكونوا ذرية من أسرهم الجيش الفاطمي مثل بني هلال والذين تم تغريبهم او هم بقايا الجند السودانيين الذين حاربهم صلاح الدين الأيوبي .
يقول القلقشندي الجزء الاول ص 369 " بنو بهراء " (و يبدوا انهم عرب الضبايئة الموجودون الان في شمال السودان ) بطن من قضاعة من القحطانية. ، وكانت منازلهم شمالي منازل بلى، من الينبع إلى عقبة إيلياء، ثم جاور بحر القلزم منهم خلق كثير، وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة وكثروا هناك، وغلبوا على بلاد النوبة، وهم يحاربون بلاد الحبشة إلى الآن " * هامش أي إلى بدا كتابة القلقشندي لصبح الاعشى سنة 805هـ، وفرغ منها في شوال سنة 814هـ. و ظل محتفظاً بمكانة رفيعة في البلاط المملوكي و رحل القلقشندي سنة 821هـ .
- ذكر المقريزي في المواعظ والاعتبار في الخطط والاثار الجزء 1 ص 534 ( وكانت الكثرة والغلبة ببلاد الصعيد لست قبائل وهم : بنو هلال وبلي وجهينة وقريش ولواتة وبنو كلاب( منها كلابشة - كلاب شي - أي بلد بني كلاب ) وكان ينزل مع هؤلاء عدة قبائل سواهم من الانصار ومن مزينة وبني دراج وبني كلاب وثعلبة وجذام ) .... ثم تلاشى امر الصعيد منذ سنة الشراقي في ايام الاشرف شعبان بن حسين بن محمد ابن قلاوون سنة 776هـ وتزايد تلاشيه في ايام الظاهر برقوق لجور الولاة ولم يزل في ادبار الى ان كانت سنة ست وثمانمائة 806هـ وشرقت مصر بقصور مد النيل فدهى اهل الصعيد من ذلك بما لا يوصف حتى مات من مدينة قوص سبعة عشر الف انسان ومات من مدينة سيوط احد عشر الف انسان ممن غسل وكفن... ثم دمر ايام المؤيد شيخ (تولى سنة 815هـ ) فلم يبقى منه الا رسوم يبذل الولاه الجهد في محوها (بمعني انه لا يوجد خراج يدفع للخزانة لخلو الصعيد من الناس بعد هلاكهم بالمجاعة) .
ذكر ابن خلدون في العبر - * أنجزه في مدة خمسة أشهر، من عام (779هـ). ثم ألحق به تاريخ العرب وأخبار البربر وزناتة في زهاء عشرين سنة (أي الى 799هـ )، .
الجزء السادس (ص 5 و6 ) وفيه الحديث عن الجعافرة : وبالصعيد الأعلى من أسوان وما وراءها إلى أرض النوبة إلى بلاد الحبشة قبائل متعددة وأحياء متفرقة كلهم من جهينة احدى بطون قضاعة ملؤا تلك القفار وغلبوا النوبة على مواطنهم وملكهم وزاحموا الحبشة في بلادهم وشاركوهم في أطرافها والذين يلون اسوان هم يعرفون بأولاد الكنز كان جدهم كنز الدولة وله مقامات مع الدول مذكورة ونزل معهم في تلك المواطن من اسوان إلى قوص بنو جعفر بن أبى طالب حين غليهم بنو الحسن على نواحى المدينة وأخرجوهم منها فهم يعرفون بينهم بالشرفاء الجعافرة ويحترفون في غالب أحوالهم بالتجارة (وبنوا حى مصر) .
أي أن الشرفاء الجعافرة ( لقب الشرفاء مختص به أولاد الحسن والحسين فقط بعد القرن الثالث الهجري - فلما ولى الفاطميون بمصر قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين اصحاب الولايات منهم ومن ليس له ولاية منهم يلقب سيد - ولقب الجعافرة كان يطلق على أحفاد جعفر بن أبي طالب ثم تسمي أولاد محمد بن يوسف الحسيني المتوفى 661هـ بابو الجعافرة بسبب تصاهر ه مع بنو جعفر بن ابي طالب فلقب أحفاد محمد الحسيني بالجعافرة فاختص اولاد جعفر بن ابي طالب بالجعافرة الطيارة بعد ذلك وقد خلط على ابن خلدون اسم الشرفاء الجعافرة الحسينيين الذين يسكنون الصعيد الأعلى بين قوص وأسوان والحق نسبهم بجعفر بن أبي طالب) وقد كانوا يسكنون الصعيد الأعلى وأسوان ونظرا لغلبة بنو الحسن عليهم في أسوان سكن الجعافرة بلاد الكنوز وحرفتهم التجارة ولهم سكن في حي مصر أي القاهرة وهم قاموا ببناء هذا الحي وهم فرع من اولاد عيسى بن محمد ابو الجعافرة بحوش عيسى بنواحي الأزهر ومنشاة شرف الدين واخيه موجود هناك كأثر حتى الآن ) .
ذكر المقريزي في المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ص 557 الجزء 1– ) : ثم تلاشى بعد ذلك امر الثغر واستولى عليه أولاد الكنز من بعد سنة تسعين وسبعمائة( 790هـ ) فافسدوا فيها فسادا كبيرا وكانت لهم مع ولاة أسوان عدة حروب إلى أن كانت المحن منذ سنة ست وثمانمائة 806هـ وخرب اقليم الصعيد فارتفعت يد السلطنة في مدينة اسوان وال واتضح حاله عدة سنين ، ... ثم زحفت هوارة في محرم سنة خمسة عشر وثمانمائة الى اسوان وحاربت اولاد الكنز وهزموهم وقتلو اكثرا من الناس وسبوا النساء والاولاد واسترقوا الجميع وهدموا سور مدينة اسوان ومضوا بالسبي وقد تركوها خرابا يبابا لا سكن بها 0
بني هلال في دار فور والسودان : منطقة النوبة السفلى (وادي الكنوز قبل التهجير ) كان يسكنها النوبيون السلو(نسبة إلى "سيلكو "أول ملك أسس مملكة نوبية من جنوب أسوان إلى الشلال الثاني"نوباتيا" ) وهم اصل منطقة المريس (النوبة بين الشلال الأول و الثاني ) وكان موجود منهم قليل في وادي الكنوز بالنوبة قبل التهجير ثم ببلاد التهجير واغلبهم في منطقة دارفور مملكة التنجور القديمة ويوجد معهم بني هلال (هلالية التنجور، والفور، والرزيقات، وهلالية البرقد، والزيادية.) مختلطون معهم وبلهجتهم وكان ملوكهم من بني هلال مثل احمد سفيان المعقور . وربط رواة السودان بين "أحمد سفيان" مؤسس أول سلطنة إسلامية في دارفور، وبين أبي زيد الهلالي، فزعموا أن أحمد هو أخو أبي زيد، وأن أباهما هو الأمير رزق الذي لعب دورا في قصة أبي زيد الهلالي، وأن رزقا هذا في بعض الروايات هو جد قبائل الرزيقات بالسودان والصعيد وان رزق من قييلة زغبة وليس بني هلال أبناء عمومتهم وان لقب الهلالي بالنسب والمصاهرة . البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب الباب الرابع القبائل العربية في وادي النيل مرحلة الأحلاف في إقليم مصر وأثرها في السودان
وبعضهم موجود بالنوبة حاليا ثم التهجير وهم يسمون بالتنجار " معناها المغربين ومن يسكنون ارض الغرب" وهم العرب الذين دخلوا النوبة بالتغريب مثل بني هلال وربيعة وزغبة وغيرهم وغالبيتهم يتنشرون بمنطقة الكنوز على قلة عددهم
ويوجد أيضا هلالية البرقد وهم اللهجة الثانية لمنطقة النوبة (المحسية أو الفاديجاوية حاليا) ويشترك في هذه اللهجة أيضا البرتي والميدوب ويبدوا أنهم كانوا هم النوبة المقرية (عاصمتها دنقلة) ورحل اغلبهم منها مع عرك وجهينة حلفائهم وأنسابهم ويتواجدون بينهم في دارفور.
واما بني سليم، تنتمي إلى مجموعة البقارة، وتعيش على النيل الأبيض، من جهة الغرب، في أرض كردفان.
أما بني فزارة وهي تتألف من العشائر الآتية: دار حامد -بني جرار -الزيادية -البزعة -الشنابلة –المعاليا والمجانين . الاسلام والعروبة في دارفور في العصور الوسطى ص156
و حتى بعد أن وصلت قبائل جذام وجهينة وبني هلال إلى السودان الأوسط اشتكى منهم سلطان البرنو (في السودان الغربي جنوب بحيرة تشاد بشمال نيجيريا حاليا ) : (صبح الأعشى في صناعة الانشا الجزء8 ص 7 )، : ( ووصل من هذا الملك كتاب في الدولة الظاهرية (برقوق) يتشكّى فيه من عرب جذام المجاورين له ويذكر أنهم أخذوا جماعة من أقاربه باعوهم في الأقطار).
- اي ان لهجة الكنوز الشرقيين (الماتوكيين )الحاليين هي لهجة النوبة الشمالية وانتقلت هذه اللهجة الى دنقلة بعد أن آل الملك إليهم في أواخر القرن الثامن الهجري ونقلوا الملك إلى دنقلة .
وان آخر من سكن النوبة جنوب أسوان إلي دنقلة بعد 815هـ هم الكنوز الجعافرة(الماتوكيين تمييزا لهم عن الكنوز الأوائل) والعباسيين (الونساب والقراريش والشايقية والجعليين )والأنصار (العكارمة والمحس وعرب الضبايئة) والعليقات والعبابدة و وأحفاد تنقالا ثم بعد أكثر من قرن سنة 926هـ لحق بهم الكشاف الأتراك باعرقهم الاسيوية والاوروبية المتعددة و ظل بها بقايا النوبيين من السلو وابسكو والجريساب والسقوراب والسكوت .
إمارة الجعافرة الكنزية عند الطود وأسوان والمريس ودنقلة
- كما ذكر بوثائق الأنساب أثناء حملة الظاهر بيبرس على النوبة استدعى معه عدد من القبائل العربية ومنها أولاد الجعافرة بالبحيرة كما ذكرنا فقد انتقل أولاد محمد أبو الجعافرة ( الأمير حمد 2- حماد 3- احمد 4- عيسى 5- كمال الدين 6- كميل الدين 7- عمار 8- جهينة ) مع الظاهر بيبرس في حملته على الصعيد باستثناء عيسي الذي ظل في القاهرة يملك حوش عيسى بالقاهرة بجوار منطقة الحسين وحوش عيسى في محافظة البحيرة وتذكر مصادر الأنساب وفاته بتونس ومن أبنائه بتونس والبحيرة والنوبة
وانتشر الجعافرة أبناء محمد أبو الجعافرة بين قوص وأسوان ثم دخلوا النوبة بعد اكثر من قرن من وجودهم بالصعيد ربما كان سبب الاستعانة بهم هو رغبة الظاهر بيبرس في إيجاد قبيلة علوية تنسب إلى آل البيت تميل إلى مذهب أهل السنة تستطيع السيطرة على المد الشيعي في الصعيد ثم إنهاء هذا المذهب الذي كان يمثل تهديدا شيعيا جنوبيا على حكومة مصر على المذهب السني بعد صلاح الدين الأيوبي .
- يذكر الادفوي (توفى 749 هـ ) عن مذهب الشيعة انه كان موجود في ادفو ثم ضعف وانتهى في عصره . الطالع السعيد ص 66 ( وكان التشيع بها فاشيا وأهلها طائفتان الإسماعيلية والامامية ثم ضعف حتى لا يكاد يميز به إلا أشخاص قليلة جدا ) .
- ثم في منتصف القرن الثامن الهجري الذي يليه حضر احد أحفاده حيث مرور قوافل الحجاج من المغرب إلى الأراضي المقدسة بالحجاز عبر أسوان ثم ميناء عيذاب وهو علي المغربي الملقب بتمام وابنه رضوان الملقب يتميم الدار (تميم تصغير تمام ، والدار هي دار الجعافرة حيث تمت قبيلة الجعافرة بأحد أحفاد عيسى بن محمد أبو الجعافرة الأخ الذي لم يحضر إلى الصعيد ( وتلك التسمية جاءت من قصة أن العباس رضي الله عنه كان له تسع أولاد فولد له العاشر فسماه "تمام" وكان ينشد ويقول( تموا بتمام فصاروا عشرة يارب فاجعلهم كراما بررة واجعل لهم ذكرا واتهم الثمرة ) أما لقب الأنصاري (وفي رواية تميم حبيب الأنصار) فيبدوا أن للأمير رضوان بن علي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد ابو الجعافرة موقف في صف الأنصار في الصراع مع بني الكنز (الكنز الأوائل الذين فروا إلي دنقلة (المقرة) ومنهم قبائل عربية كالشايقية والقراريش وبني هلال وجهينة وفزارة وربيعة والذين سكنوا دنقلة والمحس و الدر وكردفان
- او بسبب مصاهرة قبيلته للأنصار وخاصة أحفاد جابر الأنصاري المدفون بالإسكندرية ومساعدتهم في حكم أسوان والنوبة بعد ذلك حيث درجت قبيلة الجعافرة على التلقب بنسب انسابهم حيث تسمت باسم الجعافرة بسبب أن محمد الملقب بابو الجعافرة تزوج من أخواله من بني عمر بن جعفر أخت الأمير شكر بن عبدالله ابن سعيد الجعفري "الطيار "(وقد لقبه النبي صلى الله عليه وسلم جعفر ابن ابي طالب بالطيار بعد استشهاده في عزوة مؤتة – فقال : ورأيت جعفراً ملكاً ذا جناحين مضرجاً بالدماء مصبوغ القوادم (حديث حسن) - وحديث - رأيت جعفر يطير في الجنة مع الملائكة "(حديث ضعيف ) وتسمي آل جعفر بن ابي طالب بالجعافرة ثم اختصوا بلقب الطيارة بعد ذلك تمييزا لهم عن الجعافرة الحسينيين أنسابهم .
- وكذلك لقب الأمير رضوان بتميم بن تمام بالأنصاري وكذلك أيضا لقب همام بن يوسف بالهواري زعيم الصعيد سنة 1765م وهو جعفري من ذرية حمد بن محمد ابوالجعافرة تلقيبا بنسب أخولهم وأنسابهم .
- وقد أشكل لقب الجعافرة على ابن خلدون في تاريخه يقول : والذين يلون أسوان هم يعرفون بأولاد الكنز كان جدهم كنز الدولة وله مقامات مع الدول مذكورة ونزل معهم في تلك المواطن من اسوان إلى قوص بنو جعفر بن أبى طالب حين غليهم بنو الحسن على نواحى المدينة وأخرجوهم منها فهم يعرفون بينهم بالشرفاء الجعافرة ويحترفون في غالب أحوالهم بالتجارة (وبنوا حى مصر) .
- من بني حي مصر أي القاهرة مكان القصرين الفاطميين هم من أحفاد عيسى بن محمد أبو الجعافرة الحسيني وليس الجعافرة الطيارة بنو جعفر بن أبي طالب وأنهم حتي ذلك التاريخ لم يتلقبوا ببني الكنز بل تلقبوا بعد ذلك بالكنوز الماتوكيين (الشرقيين) .
- أولاد رضوان بن على المغربي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد ابوالجعافرة :- والذي امتدت إمارتهم من الصعيد الأعلى وأسوان إلى بلاد النوبة والسودان ، وهم شرف الدين ونجم الدين (لهم منشاة باسمهم مازالت موجودة كأثر بحوش عيسى بشارع الأزهر باسم منشأة شرف الدين وأخيه يحتمل انها جزء من بواقي القصر الغربي الصغير احد القصرين الفاطميين )
- أولا:- الأمير نجم الدين والذي ظل من زعماء بني الكنز أميرا على أسوان بعد 780 هجرية حتى وفاته سنة 800 هجرية وأولاده 1- نصرالدين 2- مبارك 3- عون الله 4- غالي 5- حسين 6- مالك 7- عبدالله الملقب بالغربي 8- شائدالدين .
- ثانيا :- الأمير شرف الدين والذي كان أميرا على دنقلة
فقد استولى الجعافرة على أملاك الفاطميين العبيديين (أحفاد عبيد الله المهدي) في القاهرة حيث آلت أملاك العبيديين أيام الظاهر بيبرس إلى بيت المال ثم آل بعضه إلي عيسى بن محمد أبو الجعافرة حيث ينسب إليه ملكية بقايا القصرين الفاطميين بما سمي بحوش عيسى ويوجد جزء متبقي الآن من القصر الصغير الغربي (قصر البحر) باسم منشاة شرف الدين وأخيه بشارع الأزهر وهم من أحفاد عيسى (شرف الدين وأخيه نجم الدين بن رضوان المقلب بتميم الدار بن علي المغربي الملقب بتمام بن سراج الدين بن عيسى بن محمد أبو الجعافرة ) .
و قد استولوا على إمارة الصعيد على العرب المقيمين بها بصفتهم أشراف الصعيد بتولية من الظاهر بيبرس للأمير حمد بن محمد أبو الجعافرة لإمارة الصعيد سنة 675هـ و استولوا على إمارة النوبة بعد ذلك أواخر القرن الثامن الهجري بعد حروب مع العرب القاطنين جنوب أسوان - حيث تذكر مصادر الأنساب (الشجرة البرزخية لنسب الأشراف الجعفرية الموجودة لدي أحفاد الشيخ الشريف الجعفري القاضي موسى أبو معوض نقيب الأشراف في عهده- توفى 1888م / 1305هـ - من 169 صفحة وهي نسبة منقولة عن نسخة منسوخة من أخرى عن النسبة الأصلية المكتوبة سنة 935هـ وموقعة وعليها أختام عديدة) .
ثم مرفق بها رواية تتحدث عن نجم الدين وشرف الدين وناصر الدين من صفحة 105 إلى صفحة 118 : و ان هذه القصة مروية عن شخص يدعى سراج عن جده السيد عمر عن جده السيد حيدر( ان نجم الدين في ذلك الزمان "أواخر القرن الثامن الهجري" نزل مصر المحروسة "القاهرة"وسكن بها حوالي تسع سنين تقريبا وله أملاك بها وله ولأولاده وذريته من بعده خمس خراج ارض الجزيرة "الدلتا المصرية" ونواحي المحلة الكبرى والبحيرة "ولم تذكر سبب هذا الحق هل هو خمس ال البيت في بيت المال ؟ أو خمس ميراث ؟ " وذكرت أن شرف الدين هو عم نجم الدين وان نصر الدين ابن غالي ابن نجم الدين وان اسمه نجم الدين بن تميم بن تمام بن حبيب الأنصاري الخزرجي .
رغم أن النسبة المخطوطة خاصة بقصة نسب قبيلة الجعافرة ! وفي المخطوطة ص 106 ذكر (الشيخ الشريف شرف الدين !) فكيف يصفه بالشريف ثم ينسبه إلى الأنصار ! ، فضلا عن تنسيب الشيخ موسى أبو معوض نقيب أشراف أسوان للشيخ احمد بن عبد الله الامباركابي (نسبة إلى مبارك بن نجم الدين بن رضوان بن علي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد ابو الجعافرة ) بالنسبة الجعفرية ، فكيف يخرج لنا أحفاد السيد موسى اليوم بنسبة أنصارية ؟! بعد جدهم
وبها الكثير من المغالطات ومنها أن الأمير نجم الدين طلب من كمال الدين بن محمد ابو الجعافرة الحجاب الذي اخذ بثأر الأمير مبارك بعد ذلك – وكمال الدين مولود حسب النسبة سنة 593هـ وهاجر إلى مصوع بالبحر الأحمر ولم تذكر له سنة وفاة وان نجم الدين توفى بعد 801 هـ أي بعد ولادة كمال الدين بمائتان وعشرة سنة تقريبا فكيف لهما ان يتقابلا ؟! ويطلب منه نجم الدين ان يعطيه الحجاب ! .
ويذكر في المخطوطة عن الراوي أنهم أتوا أسوان في سبعين ألف مقاتل من قبائل عديدة منهم أنصار وغيرهم وحاربو قوما عرب وهمجان و نوبة وبربر وسودان كانوا يسكنون خلف الشلال وهزموهم وملكهم كان اسمه القاط فهزموهم واستولى نجم الدين على أسوان والسودان وحكمهما مدة
حياته ثم توفى نجم الدين في رحلة إلي مصر السعيدة ودفن بها بباب النصر وتولي بعده ابنه مبارك الذي قتل في معركة بقوص ودفن هناك ثم تولى أخوه عون الله ولاية أسوان ثم تغلب عليهم بعض العرب فانتقلوا جنوب أسوان فأرسلوا إليهم بالحضور والعودة إلى أسوان فرفضوا فأرسلوا محمد ونس برسالة فأكرمه هؤلاء العرب لذلك لقبوا محمد بن ونس العباسي بشيخ الكنوزيين وان أبا محمد ونس كان ملك من ملوك البر(مصر) ورباه الأمير نجم الدين بعد وفاة أبيه .
ثم تحكي عن الراوي قصة عبد الله بن عون الله وانه ملك بعد أبيه وانه قام بقتل احد عتاة منطقة جنوب أسوان واسمه بهلول .
وقد سكن نجم الدين أولا بقصر الصياد (بجوار نجع حمادي حاليا ) فقررت القبائل العربية من الجعافرة وقبائل الأنصار وقبائل وغيرها تولية نجم الدين وأخيه شرف الدين لإمارة أسوان والنوبة بعد رحيل ثم إعدام قرط بن عمير التركماني والي أسوان على يد السلطان برقوق ثم ترحيل وتغريب بني هلال من النوبة كتغريبة ثانية من أسوان والنوبة إلى السودان وذلك بعد ما فعلوه بأهل أسوان والنوبة ثم بني الكنز سنة 815هـ ويبدوا بمساعدة هوارة سنة 815هـ حيث يبدوا قد حدث تعاون وتصاهر بين الجعافرة والهوارة في ذلك الوقت والذي يدل عليه ان زعيم هوارة بعد ثلاث قرون سنة 1180هـ هو همام السعدي من ذرية حمد بن محمد ابوالجعافرة
أي أن ربيعة بني الكنز وحلفائهم قد تلاشوا بعد 815هـ من أسوان وسكن الجعافرة منطقة الكنوز جنوب أسوان منهم أولاد عيسي بن محمد ابو الجعافرة وأولاد صلاح بن شراون بن محمد بن حمد بن محمد ابو الجعافرة ولقبوا بالكنوز الشرقيين (الماتوكيين) تمييزا عن الكنوز الأوائل
و قسمت النوبة على الأميرين نجم الدين أميرا على النوبة الشمالية وشرف الدين أميرا على النوبة الجنوبية بدنقلة وانقطعت عن أسوان وجنوبها ولاية المماليك .
- يقول القلقشندي في صبح الأعشى الجزء 5 ص 268 عن النوبة من أسوان إلى دنقلة وما بعدها: لم تزل ملوك مصر تأخذ منهم هذه الإتاوة في أكثر الأوقات حتى ذكر في «مسالك الأبصار» أنه كان عليهم في زمنه مقرّر لصاحب مصر في كلّ سنة من العبيد، والإماء، والحراب، والوحوش النّوبية- قلت: أمّا الآن فقد انقطع ذلك. وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ .
- ( الان ) أي اوائل القرن التاسع الهجري بعد 800هـ .
ثم انتقلت الأمارة في دنقلة إلى أولاد شرف الدين والذين تصارعوا على الإمارة ثم استولى عليها ابن عمهم الأمير نصر الدين وحولها من مجرد إمارة الى مملكة وأصبح ملك النوبة وخاطب السلطان برقوق برسائل بهذا الشأن واقره السلطان برقوق على ذلك (رسائل ملوكية من كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا ) ثم انقلب عليه أبناء عمه شرف الدين مرة أخرى وحضر إلي القاهر سنة 800هـ وطلب من السلطان إعادته إلى ملكه وأقام سنوات بالجيزة وله شواهد هناك (تنسب إليه منطقة نصر الدين بالهرم ) وملك من الأراضي بنواحي الجيزة هو وأولاده نصرالله ومسلم (تنسب إليه زاوية مسلم ) وعامر (تنسب إليه مدينة عامر ) وعمران ( تنسب إليه العمرانية ) واستعان بالسلطان برقوق في رد ملكه إليه فأرسل فرج ابن برقوق مع ابنه نصر الله حملة أعادته إلي ملكه في دنقلة .
ذكر في حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور لمحمود العيني الحنفي ص 4 سنة 848 هـ ( فيه أيضا أمر السلطان الأمير شادبك الجكمي وطوخ من تمراز المدعو بيني بازق ومعناه غليظ الرقبة وكلاهما أمير مائة ومقدم ألف بمصر بالسفر إلى بلاد الصعيد دفع فساد العربان وكان قبل تاريخه أرسل ايتمش من ازوباي المؤيدي استادار الصحبة ومعه خمسون مملوكا من المماليك السلطانية إلى الصعيد أيضا فضعف ايتمش بمن معه عن قتالهم وهم عرب الكنوز).
وقد ظلت منطقة النوبة المصرية والمحس تحت حكم قبيلة الغربية (فرع من عبد الله بن نجم الدين) ويبدوا انه استعان ببعض البربر من زناتة وهم غير قبائل البربر جنوب دنقلة
برجاء التأنى فى القراءه انه موضوع تاريخى شيق
وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته (ص 922 و 923) عن بعض من جهينة في النوبة بين ( سنة 769 هـ الى 779 هـ ) حيث تاريخ كتابة المقدمة وهو نفس تاريخ صراع بني الكنز وبني الجعد والنوبيين: (صار الملك لبعض أبناء جهينة من أمهاتهم على عادة الأعاجم في تمليك الأخت وابن الأخت فتمزق ملكهم واستولى أعراب جهينة على بلادهم وليس من طريقتهم شئ من السياسة الملوكية للآفة التي تمنع من انقياد بعضهم إلى بعض، فصاروا شيعاً لهذا العهد ولم يبق في بلادهم رسم للملك وإنما هم رحالة بادية يتبعون موقع المطر شأن بوادي الأعراب ولم يبق في بلادهم رسم للملك لما أحلته صبغة البداوة العربية في صبغهم بالخلطة والالتحام) . أي ان العرب صبغوا النوبيين بالبداوة والترحال كما صبغ النوبيين العرب باللهجة وهو ما يفسر وجود النوبيين حاليا في صحراء دارفور وكردفان مثل القبائل النوبية كالميدوب والبرقد والبرتي والتنجار وقد كانوا نيليين يسكنون وادي النيل من أسوان إلي جنوب دنقلة .
ومن ذلك يتبين ان ملوك النوبة كانو من عرب جهينة وكانو بدنقلة حيث كرسي ملك النوبة وان بني هلال كانوا في النوبة السفلى جنوب أسوان في صحرائها وكانو دائموا الهجوم والغارات على الصعيد وأسوان و النوبة.
- ثم ولى السلطان برقوق ولاية أسوان والنوبة إلى قرط بن عمير التركماني واشتد عليهم .
و ذكر المقريزي سنة 780 هـ وفي سابع عشر من المحرم سمر رجلان من أولاد الكنز وطيف بهما القاهرة ومصر ثم وسطا وهذا أوجب وهن الدولة فان قرط لشدة عسفه وكثرة عتوه أوجب خروج أولاد الكنز على الطاعة وكثر فسادهم حتى خرجت أسوان من أيدي الدولة ثم خربت .
- و ذكر ابن حجر العسقلاني سنة 780 هـ ( وفيها أغار قرط على أولاد الكنز فامسك منهم احد عشر نفسا من أكابرهم وأحضرهم إلى القاهرة وهو أول من تعرض لهم وكانوا يسكنون خارجا عنها وهم من ذرية بعض عَبيد بني عُبيد أصحاب القصر بالقاهرة وكاتب بذلك كبير الدولة وعلقت الرؤوس على باب زويلة وأرسل صحبتهم المائتي نفس فاسترقوا وبيعوا فانفتح منهم باب شر وآل الأمر أن خربت أسوان بأيديهم وجلا عنها أهلها في زماننا هذا واستولى بقاياهم عليها) .
( ذرية بعض عَبيد بني عُبيد ) كما يصفهم ابن حجر العسقلاني : قد يكونوا ذرية من أسرهم الجيش الفاطمي مثل بني هلال والذين تم تغريبهم او هم بقايا الجند السودانيين الذين حاربهم صلاح الدين الأيوبي .
يقول القلقشندي الجزء الاول ص 369 " بنو بهراء " (و يبدوا انهم عرب الضبايئة الموجودون الان في شمال السودان ) بطن من قضاعة من القحطانية. ، وكانت منازلهم شمالي منازل بلى، من الينبع إلى عقبة إيلياء، ثم جاور بحر القلزم منهم خلق كثير، وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة وكثروا هناك، وغلبوا على بلاد النوبة، وهم يحاربون بلاد الحبشة إلى الآن " * هامش أي إلى بدا كتابة القلقشندي لصبح الاعشى سنة 805هـ، وفرغ منها في شوال سنة 814هـ. و ظل محتفظاً بمكانة رفيعة في البلاط المملوكي و رحل القلقشندي سنة 821هـ .
- ذكر المقريزي في المواعظ والاعتبار في الخطط والاثار الجزء 1 ص 534 ( وكانت الكثرة والغلبة ببلاد الصعيد لست قبائل وهم : بنو هلال وبلي وجهينة وقريش ولواتة وبنو كلاب( منها كلابشة - كلاب شي - أي بلد بني كلاب ) وكان ينزل مع هؤلاء عدة قبائل سواهم من الانصار ومن مزينة وبني دراج وبني كلاب وثعلبة وجذام ) .... ثم تلاشى امر الصعيد منذ سنة الشراقي في ايام الاشرف شعبان بن حسين بن محمد ابن قلاوون سنة 776هـ وتزايد تلاشيه في ايام الظاهر برقوق لجور الولاة ولم يزل في ادبار الى ان كانت سنة ست وثمانمائة 806هـ وشرقت مصر بقصور مد النيل فدهى اهل الصعيد من ذلك بما لا يوصف حتى مات من مدينة قوص سبعة عشر الف انسان ومات من مدينة سيوط احد عشر الف انسان ممن غسل وكفن... ثم دمر ايام المؤيد شيخ (تولى سنة 815هـ ) فلم يبقى منه الا رسوم يبذل الولاه الجهد في محوها (بمعني انه لا يوجد خراج يدفع للخزانة لخلو الصعيد من الناس بعد هلاكهم بالمجاعة) .
ذكر ابن خلدون في العبر - * أنجزه في مدة خمسة أشهر، من عام (779هـ). ثم ألحق به تاريخ العرب وأخبار البربر وزناتة في زهاء عشرين سنة (أي الى 799هـ )، .
الجزء السادس (ص 5 و6 ) وفيه الحديث عن الجعافرة : وبالصعيد الأعلى من أسوان وما وراءها إلى أرض النوبة إلى بلاد الحبشة قبائل متعددة وأحياء متفرقة كلهم من جهينة احدى بطون قضاعة ملؤا تلك القفار وغلبوا النوبة على مواطنهم وملكهم وزاحموا الحبشة في بلادهم وشاركوهم في أطرافها والذين يلون اسوان هم يعرفون بأولاد الكنز كان جدهم كنز الدولة وله مقامات مع الدول مذكورة ونزل معهم في تلك المواطن من اسوان إلى قوص بنو جعفر بن أبى طالب حين غليهم بنو الحسن على نواحى المدينة وأخرجوهم منها فهم يعرفون بينهم بالشرفاء الجعافرة ويحترفون في غالب أحوالهم بالتجارة (وبنوا حى مصر) .
أي أن الشرفاء الجعافرة ( لقب الشرفاء مختص به أولاد الحسن والحسين فقط بعد القرن الثالث الهجري - فلما ولى الفاطميون بمصر قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين اصحاب الولايات منهم ومن ليس له ولاية منهم يلقب سيد - ولقب الجعافرة كان يطلق على أحفاد جعفر بن أبي طالب ثم تسمي أولاد محمد بن يوسف الحسيني المتوفى 661هـ بابو الجعافرة بسبب تصاهر ه مع بنو جعفر بن ابي طالب فلقب أحفاد محمد الحسيني بالجعافرة فاختص اولاد جعفر بن ابي طالب بالجعافرة الطيارة بعد ذلك وقد خلط على ابن خلدون اسم الشرفاء الجعافرة الحسينيين الذين يسكنون الصعيد الأعلى بين قوص وأسوان والحق نسبهم بجعفر بن أبي طالب) وقد كانوا يسكنون الصعيد الأعلى وأسوان ونظرا لغلبة بنو الحسن عليهم في أسوان سكن الجعافرة بلاد الكنوز وحرفتهم التجارة ولهم سكن في حي مصر أي القاهرة وهم قاموا ببناء هذا الحي وهم فرع من اولاد عيسى بن محمد ابو الجعافرة بحوش عيسى بنواحي الأزهر ومنشاة شرف الدين واخيه موجود هناك كأثر حتى الآن ) .
ذكر المقريزي في المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ص 557 الجزء 1– ) : ثم تلاشى بعد ذلك امر الثغر واستولى عليه أولاد الكنز من بعد سنة تسعين وسبعمائة( 790هـ ) فافسدوا فيها فسادا كبيرا وكانت لهم مع ولاة أسوان عدة حروب إلى أن كانت المحن منذ سنة ست وثمانمائة 806هـ وخرب اقليم الصعيد فارتفعت يد السلطنة في مدينة اسوان وال واتضح حاله عدة سنين ، ... ثم زحفت هوارة في محرم سنة خمسة عشر وثمانمائة الى اسوان وحاربت اولاد الكنز وهزموهم وقتلو اكثرا من الناس وسبوا النساء والاولاد واسترقوا الجميع وهدموا سور مدينة اسوان ومضوا بالسبي وقد تركوها خرابا يبابا لا سكن بها 0
بني هلال في دار فور والسودان : منطقة النوبة السفلى (وادي الكنوز قبل التهجير ) كان يسكنها النوبيون السلو(نسبة إلى "سيلكو "أول ملك أسس مملكة نوبية من جنوب أسوان إلى الشلال الثاني"نوباتيا" ) وهم اصل منطقة المريس (النوبة بين الشلال الأول و الثاني ) وكان موجود منهم قليل في وادي الكنوز بالنوبة قبل التهجير ثم ببلاد التهجير واغلبهم في منطقة دارفور مملكة التنجور القديمة ويوجد معهم بني هلال (هلالية التنجور، والفور، والرزيقات، وهلالية البرقد، والزيادية.) مختلطون معهم وبلهجتهم وكان ملوكهم من بني هلال مثل احمد سفيان المعقور . وربط رواة السودان بين "أحمد سفيان" مؤسس أول سلطنة إسلامية في دارفور، وبين أبي زيد الهلالي، فزعموا أن أحمد هو أخو أبي زيد، وأن أباهما هو الأمير رزق الذي لعب دورا في قصة أبي زيد الهلالي، وأن رزقا هذا في بعض الروايات هو جد قبائل الرزيقات بالسودان والصعيد وان رزق من قييلة زغبة وليس بني هلال أبناء عمومتهم وان لقب الهلالي بالنسب والمصاهرة . البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب الباب الرابع القبائل العربية في وادي النيل مرحلة الأحلاف في إقليم مصر وأثرها في السودان
وبعضهم موجود بالنوبة حاليا ثم التهجير وهم يسمون بالتنجار " معناها المغربين ومن يسكنون ارض الغرب" وهم العرب الذين دخلوا النوبة بالتغريب مثل بني هلال وربيعة وزغبة وغيرهم وغالبيتهم يتنشرون بمنطقة الكنوز على قلة عددهم
ويوجد أيضا هلالية البرقد وهم اللهجة الثانية لمنطقة النوبة (المحسية أو الفاديجاوية حاليا) ويشترك في هذه اللهجة أيضا البرتي والميدوب ويبدوا أنهم كانوا هم النوبة المقرية (عاصمتها دنقلة) ورحل اغلبهم منها مع عرك وجهينة حلفائهم وأنسابهم ويتواجدون بينهم في دارفور.
واما بني سليم، تنتمي إلى مجموعة البقارة، وتعيش على النيل الأبيض، من جهة الغرب، في أرض كردفان.
أما بني فزارة وهي تتألف من العشائر الآتية: دار حامد -بني جرار -الزيادية -البزعة -الشنابلة –المعاليا والمجانين . الاسلام والعروبة في دارفور في العصور الوسطى ص156
و حتى بعد أن وصلت قبائل جذام وجهينة وبني هلال إلى السودان الأوسط اشتكى منهم سلطان البرنو (في السودان الغربي جنوب بحيرة تشاد بشمال نيجيريا حاليا ) : (صبح الأعشى في صناعة الانشا الجزء8 ص 7 )، : ( ووصل من هذا الملك كتاب في الدولة الظاهرية (برقوق) يتشكّى فيه من عرب جذام المجاورين له ويذكر أنهم أخذوا جماعة من أقاربه باعوهم في الأقطار).
- اي ان لهجة الكنوز الشرقيين (الماتوكيين )الحاليين هي لهجة النوبة الشمالية وانتقلت هذه اللهجة الى دنقلة بعد أن آل الملك إليهم في أواخر القرن الثامن الهجري ونقلوا الملك إلى دنقلة .
وان آخر من سكن النوبة جنوب أسوان إلي دنقلة بعد 815هـ هم الكنوز الجعافرة(الماتوكيين تمييزا لهم عن الكنوز الأوائل) والعباسيين (الونساب والقراريش والشايقية والجعليين )والأنصار (العكارمة والمحس وعرب الضبايئة) والعليقات والعبابدة و وأحفاد تنقالا ثم بعد أكثر من قرن سنة 926هـ لحق بهم الكشاف الأتراك باعرقهم الاسيوية والاوروبية المتعددة و ظل بها بقايا النوبيين من السلو وابسكو والجريساب والسقوراب والسكوت .
إمارة الجعافرة الكنزية عند الطود وأسوان والمريس ودنقلة
- كما ذكر بوثائق الأنساب أثناء حملة الظاهر بيبرس على النوبة استدعى معه عدد من القبائل العربية ومنها أولاد الجعافرة بالبحيرة كما ذكرنا فقد انتقل أولاد محمد أبو الجعافرة ( الأمير حمد 2- حماد 3- احمد 4- عيسى 5- كمال الدين 6- كميل الدين 7- عمار 8- جهينة ) مع الظاهر بيبرس في حملته على الصعيد باستثناء عيسي الذي ظل في القاهرة يملك حوش عيسى بالقاهرة بجوار منطقة الحسين وحوش عيسى في محافظة البحيرة وتذكر مصادر الأنساب وفاته بتونس ومن أبنائه بتونس والبحيرة والنوبة
وانتشر الجعافرة أبناء محمد أبو الجعافرة بين قوص وأسوان ثم دخلوا النوبة بعد اكثر من قرن من وجودهم بالصعيد ربما كان سبب الاستعانة بهم هو رغبة الظاهر بيبرس في إيجاد قبيلة علوية تنسب إلى آل البيت تميل إلى مذهب أهل السنة تستطيع السيطرة على المد الشيعي في الصعيد ثم إنهاء هذا المذهب الذي كان يمثل تهديدا شيعيا جنوبيا على حكومة مصر على المذهب السني بعد صلاح الدين الأيوبي .
- يذكر الادفوي (توفى 749 هـ ) عن مذهب الشيعة انه كان موجود في ادفو ثم ضعف وانتهى في عصره . الطالع السعيد ص 66 ( وكان التشيع بها فاشيا وأهلها طائفتان الإسماعيلية والامامية ثم ضعف حتى لا يكاد يميز به إلا أشخاص قليلة جدا ) .
- ثم في منتصف القرن الثامن الهجري الذي يليه حضر احد أحفاده حيث مرور قوافل الحجاج من المغرب إلى الأراضي المقدسة بالحجاز عبر أسوان ثم ميناء عيذاب وهو علي المغربي الملقب بتمام وابنه رضوان الملقب يتميم الدار (تميم تصغير تمام ، والدار هي دار الجعافرة حيث تمت قبيلة الجعافرة بأحد أحفاد عيسى بن محمد أبو الجعافرة الأخ الذي لم يحضر إلى الصعيد ( وتلك التسمية جاءت من قصة أن العباس رضي الله عنه كان له تسع أولاد فولد له العاشر فسماه "تمام" وكان ينشد ويقول( تموا بتمام فصاروا عشرة يارب فاجعلهم كراما بررة واجعل لهم ذكرا واتهم الثمرة ) أما لقب الأنصاري (وفي رواية تميم حبيب الأنصار) فيبدوا أن للأمير رضوان بن علي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد ابو الجعافرة موقف في صف الأنصار في الصراع مع بني الكنز (الكنز الأوائل الذين فروا إلي دنقلة (المقرة) ومنهم قبائل عربية كالشايقية والقراريش وبني هلال وجهينة وفزارة وربيعة والذين سكنوا دنقلة والمحس و الدر وكردفان
- او بسبب مصاهرة قبيلته للأنصار وخاصة أحفاد جابر الأنصاري المدفون بالإسكندرية ومساعدتهم في حكم أسوان والنوبة بعد ذلك حيث درجت قبيلة الجعافرة على التلقب بنسب انسابهم حيث تسمت باسم الجعافرة بسبب أن محمد الملقب بابو الجعافرة تزوج من أخواله من بني عمر بن جعفر أخت الأمير شكر بن عبدالله ابن سعيد الجعفري "الطيار "(وقد لقبه النبي صلى الله عليه وسلم جعفر ابن ابي طالب بالطيار بعد استشهاده في عزوة مؤتة – فقال : ورأيت جعفراً ملكاً ذا جناحين مضرجاً بالدماء مصبوغ القوادم (حديث حسن) - وحديث - رأيت جعفر يطير في الجنة مع الملائكة "(حديث ضعيف ) وتسمي آل جعفر بن ابي طالب بالجعافرة ثم اختصوا بلقب الطيارة بعد ذلك تمييزا لهم عن الجعافرة الحسينيين أنسابهم .
- وكذلك لقب الأمير رضوان بتميم بن تمام بالأنصاري وكذلك أيضا لقب همام بن يوسف بالهواري زعيم الصعيد سنة 1765م وهو جعفري من ذرية حمد بن محمد ابوالجعافرة تلقيبا بنسب أخولهم وأنسابهم .
- وقد أشكل لقب الجعافرة على ابن خلدون في تاريخه يقول : والذين يلون أسوان هم يعرفون بأولاد الكنز كان جدهم كنز الدولة وله مقامات مع الدول مذكورة ونزل معهم في تلك المواطن من اسوان إلى قوص بنو جعفر بن أبى طالب حين غليهم بنو الحسن على نواحى المدينة وأخرجوهم منها فهم يعرفون بينهم بالشرفاء الجعافرة ويحترفون في غالب أحوالهم بالتجارة (وبنوا حى مصر) .
- من بني حي مصر أي القاهرة مكان القصرين الفاطميين هم من أحفاد عيسى بن محمد أبو الجعافرة الحسيني وليس الجعافرة الطيارة بنو جعفر بن أبي طالب وأنهم حتي ذلك التاريخ لم يتلقبوا ببني الكنز بل تلقبوا بعد ذلك بالكنوز الماتوكيين (الشرقيين) .
- أولاد رضوان بن على المغربي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد ابوالجعافرة :- والذي امتدت إمارتهم من الصعيد الأعلى وأسوان إلى بلاد النوبة والسودان ، وهم شرف الدين ونجم الدين (لهم منشاة باسمهم مازالت موجودة كأثر بحوش عيسى بشارع الأزهر باسم منشأة شرف الدين وأخيه يحتمل انها جزء من بواقي القصر الغربي الصغير احد القصرين الفاطميين )
- أولا:- الأمير نجم الدين والذي ظل من زعماء بني الكنز أميرا على أسوان بعد 780 هجرية حتى وفاته سنة 800 هجرية وأولاده 1- نصرالدين 2- مبارك 3- عون الله 4- غالي 5- حسين 6- مالك 7- عبدالله الملقب بالغربي 8- شائدالدين .
- ثانيا :- الأمير شرف الدين والذي كان أميرا على دنقلة
فقد استولى الجعافرة على أملاك الفاطميين العبيديين (أحفاد عبيد الله المهدي) في القاهرة حيث آلت أملاك العبيديين أيام الظاهر بيبرس إلى بيت المال ثم آل بعضه إلي عيسى بن محمد أبو الجعافرة حيث ينسب إليه ملكية بقايا القصرين الفاطميين بما سمي بحوش عيسى ويوجد جزء متبقي الآن من القصر الصغير الغربي (قصر البحر) باسم منشاة شرف الدين وأخيه بشارع الأزهر وهم من أحفاد عيسى (شرف الدين وأخيه نجم الدين بن رضوان المقلب بتميم الدار بن علي المغربي الملقب بتمام بن سراج الدين بن عيسى بن محمد أبو الجعافرة ) .
و قد استولوا على إمارة الصعيد على العرب المقيمين بها بصفتهم أشراف الصعيد بتولية من الظاهر بيبرس للأمير حمد بن محمد أبو الجعافرة لإمارة الصعيد سنة 675هـ و استولوا على إمارة النوبة بعد ذلك أواخر القرن الثامن الهجري بعد حروب مع العرب القاطنين جنوب أسوان - حيث تذكر مصادر الأنساب (الشجرة البرزخية لنسب الأشراف الجعفرية الموجودة لدي أحفاد الشيخ الشريف الجعفري القاضي موسى أبو معوض نقيب الأشراف في عهده- توفى 1888م / 1305هـ - من 169 صفحة وهي نسبة منقولة عن نسخة منسوخة من أخرى عن النسبة الأصلية المكتوبة سنة 935هـ وموقعة وعليها أختام عديدة) .
ثم مرفق بها رواية تتحدث عن نجم الدين وشرف الدين وناصر الدين من صفحة 105 إلى صفحة 118 : و ان هذه القصة مروية عن شخص يدعى سراج عن جده السيد عمر عن جده السيد حيدر( ان نجم الدين في ذلك الزمان "أواخر القرن الثامن الهجري" نزل مصر المحروسة "القاهرة"وسكن بها حوالي تسع سنين تقريبا وله أملاك بها وله ولأولاده وذريته من بعده خمس خراج ارض الجزيرة "الدلتا المصرية" ونواحي المحلة الكبرى والبحيرة "ولم تذكر سبب هذا الحق هل هو خمس ال البيت في بيت المال ؟ أو خمس ميراث ؟ " وذكرت أن شرف الدين هو عم نجم الدين وان نصر الدين ابن غالي ابن نجم الدين وان اسمه نجم الدين بن تميم بن تمام بن حبيب الأنصاري الخزرجي .
رغم أن النسبة المخطوطة خاصة بقصة نسب قبيلة الجعافرة ! وفي المخطوطة ص 106 ذكر (الشيخ الشريف شرف الدين !) فكيف يصفه بالشريف ثم ينسبه إلى الأنصار ! ، فضلا عن تنسيب الشيخ موسى أبو معوض نقيب أشراف أسوان للشيخ احمد بن عبد الله الامباركابي (نسبة إلى مبارك بن نجم الدين بن رضوان بن علي بن سراج الدين بن عيسى بن محمد ابو الجعافرة ) بالنسبة الجعفرية ، فكيف يخرج لنا أحفاد السيد موسى اليوم بنسبة أنصارية ؟! بعد جدهم
وبها الكثير من المغالطات ومنها أن الأمير نجم الدين طلب من كمال الدين بن محمد ابو الجعافرة الحجاب الذي اخذ بثأر الأمير مبارك بعد ذلك – وكمال الدين مولود حسب النسبة سنة 593هـ وهاجر إلى مصوع بالبحر الأحمر ولم تذكر له سنة وفاة وان نجم الدين توفى بعد 801 هـ أي بعد ولادة كمال الدين بمائتان وعشرة سنة تقريبا فكيف لهما ان يتقابلا ؟! ويطلب منه نجم الدين ان يعطيه الحجاب ! .
ويذكر في المخطوطة عن الراوي أنهم أتوا أسوان في سبعين ألف مقاتل من قبائل عديدة منهم أنصار وغيرهم وحاربو قوما عرب وهمجان و نوبة وبربر وسودان كانوا يسكنون خلف الشلال وهزموهم وملكهم كان اسمه القاط فهزموهم واستولى نجم الدين على أسوان والسودان وحكمهما مدة
حياته ثم توفى نجم الدين في رحلة إلي مصر السعيدة ودفن بها بباب النصر وتولي بعده ابنه مبارك الذي قتل في معركة بقوص ودفن هناك ثم تولى أخوه عون الله ولاية أسوان ثم تغلب عليهم بعض العرب فانتقلوا جنوب أسوان فأرسلوا إليهم بالحضور والعودة إلى أسوان فرفضوا فأرسلوا محمد ونس برسالة فأكرمه هؤلاء العرب لذلك لقبوا محمد بن ونس العباسي بشيخ الكنوزيين وان أبا محمد ونس كان ملك من ملوك البر(مصر) ورباه الأمير نجم الدين بعد وفاة أبيه .
ثم تحكي عن الراوي قصة عبد الله بن عون الله وانه ملك بعد أبيه وانه قام بقتل احد عتاة منطقة جنوب أسوان واسمه بهلول .
وقد سكن نجم الدين أولا بقصر الصياد (بجوار نجع حمادي حاليا ) فقررت القبائل العربية من الجعافرة وقبائل الأنصار وقبائل وغيرها تولية نجم الدين وأخيه شرف الدين لإمارة أسوان والنوبة بعد رحيل ثم إعدام قرط بن عمير التركماني والي أسوان على يد السلطان برقوق ثم ترحيل وتغريب بني هلال من النوبة كتغريبة ثانية من أسوان والنوبة إلى السودان وذلك بعد ما فعلوه بأهل أسوان والنوبة ثم بني الكنز سنة 815هـ ويبدوا بمساعدة هوارة سنة 815هـ حيث يبدوا قد حدث تعاون وتصاهر بين الجعافرة والهوارة في ذلك الوقت والذي يدل عليه ان زعيم هوارة بعد ثلاث قرون سنة 1180هـ هو همام السعدي من ذرية حمد بن محمد ابوالجعافرة
أي أن ربيعة بني الكنز وحلفائهم قد تلاشوا بعد 815هـ من أسوان وسكن الجعافرة منطقة الكنوز جنوب أسوان منهم أولاد عيسي بن محمد ابو الجعافرة وأولاد صلاح بن شراون بن محمد بن حمد بن محمد ابو الجعافرة ولقبوا بالكنوز الشرقيين (الماتوكيين) تمييزا عن الكنوز الأوائل
و قسمت النوبة على الأميرين نجم الدين أميرا على النوبة الشمالية وشرف الدين أميرا على النوبة الجنوبية بدنقلة وانقطعت عن أسوان وجنوبها ولاية المماليك .
- يقول القلقشندي في صبح الأعشى الجزء 5 ص 268 عن النوبة من أسوان إلى دنقلة وما بعدها: لم تزل ملوك مصر تأخذ منهم هذه الإتاوة في أكثر الأوقات حتى ذكر في «مسالك الأبصار» أنه كان عليهم في زمنه مقرّر لصاحب مصر في كلّ سنة من العبيد، والإماء، والحراب، والوحوش النّوبية- قلت: أمّا الآن فقد انقطع ذلك. وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ .
- ( الان ) أي اوائل القرن التاسع الهجري بعد 800هـ .
ثم انتقلت الأمارة في دنقلة إلى أولاد شرف الدين والذين تصارعوا على الإمارة ثم استولى عليها ابن عمهم الأمير نصر الدين وحولها من مجرد إمارة الى مملكة وأصبح ملك النوبة وخاطب السلطان برقوق برسائل بهذا الشأن واقره السلطان برقوق على ذلك (رسائل ملوكية من كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا ) ثم انقلب عليه أبناء عمه شرف الدين مرة أخرى وحضر إلي القاهر سنة 800هـ وطلب من السلطان إعادته إلى ملكه وأقام سنوات بالجيزة وله شواهد هناك (تنسب إليه منطقة نصر الدين بالهرم ) وملك من الأراضي بنواحي الجيزة هو وأولاده نصرالله ومسلم (تنسب إليه زاوية مسلم ) وعامر (تنسب إليه مدينة عامر ) وعمران ( تنسب إليه العمرانية ) واستعان بالسلطان برقوق في رد ملكه إليه فأرسل فرج ابن برقوق مع ابنه نصر الله حملة أعادته إلي ملكه في دنقلة .
ذكر في حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور لمحمود العيني الحنفي ص 4 سنة 848 هـ ( فيه أيضا أمر السلطان الأمير شادبك الجكمي وطوخ من تمراز المدعو بيني بازق ومعناه غليظ الرقبة وكلاهما أمير مائة ومقدم ألف بمصر بالسفر إلى بلاد الصعيد دفع فساد العربان وكان قبل تاريخه أرسل ايتمش من ازوباي المؤيدي استادار الصحبة ومعه خمسون مملوكا من المماليك السلطانية إلى الصعيد أيضا فضعف ايتمش بمن معه عن قتالهم وهم عرب الكنوز).
وقد ظلت منطقة النوبة المصرية والمحس تحت حكم قبيلة الغربية (فرع من عبد الله بن نجم الدين) ويبدوا انه استعان ببعض البربر من زناتة وهم غير قبائل البربر جنوب دنقلة