عامر بن الضرب العدواني شيخ عدوان و قاضي العرب
_____________________________________
نزلت قبيلتي (عدوان وفهم أبناء عمرو أرض الطائف ) في القرن الخامس الميلادي،
واقامت على قبيلة اياد بن نزار فأجلتها من أرض الطائف فالمشهور عند عامة المؤرخين بأن قبيلة عدوان وفهم أبناء عمرو كانت منازلهم السراة وكانت مجاورة لدوس الأزدية ومنها نلاحظ بأن قبائل نزار كان موطنها أرض تهامة، بينما عدوان وفهم أبناء عمرو كانت موطنهم السراة وكانت مجاورة لدوس الأزدية فشتانا بين سكنا تلك القبائل. ومن المعلوم بأن قبيلتي عدوان وفهم أبناء عمرو وبعد نزولهما أرض الطائف، كانت قيادتها لحكيمها وقاضيها عامر أبن الضرب العدواني، وكما أشرت فقال في ذلك شعراً ينفي أنتسابه لقبيلة اياد واصولها النزارية فأقام عامر أبن الضرب في تلك الديار وقام بتزويج أحدى بناته وهي زينب، لقسي بن منبه وهو (ثقيف) وقيل بأنها ولدت له عوفا وجشم ودارسا، وهم في الازد بالسراة وسلامه، انتسبوا في اليمن. قال ثم هلكت زينب، فزوجه ابنة له اخرى، يقال لها آمنه، فولدت له ناصرة بن قسي، والمسك بنت قسي. والملاحظ هنا بأن أبناء ثقيف ذُكر بأنهم في الأزد بالسراة أنتسبوا في اليمن ومنها مايؤكد لنا صحة بأن السراة كانت تخضع لقبائل الأزد حينها ولم يكن لأبناء نزار بن معد أي وجود لهم بها .وبعد أن نزل (ثقيف) بجوار عامر أبن الضرب العدواني، نزل أيضاً عامر بن صعصعة وأمه عمرة بنت عامر بن الظرب ، ناحية من الطائف ، مجاورين لعدوان أصهارهم أيضا، فنزلوا حولهم، وكانوا بذلك زمانا، ووقعت بين عدوان حرب، وذلك بعد وفاة عامر أبن الضرب العدواني عام (535) للميلاد فتفرقت جماعتهم ، وتشتت أمرهم، فطمعت فيهم بنو عامربن صعصعة ، وثقيف وهم يومئذ أصهارة .
قال : فكانت بنو عامر يتصيفون الطائف لطيبها وثمارها ، ويتشتون بلادهم من أرض نجد ، لسعتها وكثرة مراعيها وإمراء كلئها ، ويختارونها على الطائف .
وعرفت ثقيف فضل الطائف ، فقالوا لبني عامر: إن هذه بلاد غرس وزرع ، وقد رأيناكم اخترتم المراعي عليها، فأضرتم بعمارتها واعتمالها، ونحن أبصر بعملها منكم، فهل لكم أن تجمعوا الزرع والضرع، وتدفعوا بلادكم هذه الينا، فنثيرها حرثا، ونغرسها أعنابا وثمارا وأشجارا، ونكظمها كظائم، ونحفرها أطواء، ونملأها عمارة وجنانا، بفراغنا لها، وإقبالنا عليها، وشغلكم عنها، واختياركم غيرها، فإذا بلغت الزروع، وأدركت الثمار، شاطرناكم، فكان لكم النصف بحقكم في البلاد، ولنا النصف بعملنا فيها، فكنتم بين وزرع، لم يجتمع لأحد من العرب مثله. فدفعت بنو عامر الطائف إلى ثقيف، بذلك الشرط، فأحسنت ثقيف عمارتها، فكانت بنو عامر تجئ ايام الصرام، فتأخذ نصف الثمار كلها كيلا، وتأخذ ثقيف النصف الثاني، وكانت عامر وثقيف تمنع الطائف ممن أرادهم. فلبثوا بذلك زمانا من دهرهم، حتى كثرت ثقيف، فحصنوا الطائف، فلما قووا بكثرتهم وحصونهم ، امتنعوا من بني عامر، فقاتلهم بنو عامر، فلم تصل إليهم، ولم يقدروا عليهم، ولم تنزل العرب مثلها دارا. فأن من الملاحظ بأن قبيلتي عدوان وفهم أبناء عمرو لم تدم طويلا بأرض الطائف فالقرن الخامس شهد نزولهما ومنتصف القرن السادس وبتاريخ ذو الأصبع العدواني شهد تفككها وللعودة إلى قصائد ذو الأصبع العدواني سنجد بأنه عاش كالتا المرحلتين وذلك أثناء نزولهما وما بعدها حيث حوت قصائدة الكثير من الحسرة والندم على قومه عدوان .
وبالرجوع قليلاً لقبيلة عدوان بن عمرو سنجد بأن البطون التي سبقت حياة قائدها عامر أبن الضرب العدواني والتي بقيت على نسبهم بقبائل الأزد، والبطون التي نزلت معه أرض الطائف نسبت وبعد (300) عام لجديلة قيس بن عيلان، للعالم النسابه أبن الكلبي فالم يتضح حتا يومنا هذا هل كان مقصوداً ام من باب الشكك والخلط ، فكان علماء النسب من بعده ناقلين له حيث قال :
وَلَدَ عَدْوَانُ: زَيْداً, ويَشْكُرَ, وَدَوْساً, ويقال هم دَوْس الذين في الأزْدِ .
فَوَلَدَ زَيْدُ: وَابِشاً, و غَالِباً, وعَامِراً, وهو عَيَايَةُ .
فَوَلَدَ الحَارِثُ: سَعْداً, و مُعَاوِيَةَ, ورَبِيعَةَ, في الأزْدِ على نَسَبٍ فيهم .
وَوَلَدَ مُعَاوِيَةُ: نُمَيْراً,وغُزَيَّةَ؛ فَوَلَدَ نُمَيْرُ: جَابِراً, و رُؤيَةَ .
وَوَلَدَ سَعْدُ بن الحَارِث بن وَابِش: خَالِداً, من ولده: أبو سَيَّارَةَ, وهو: عُمَيْلةُ بن الأعْزَلِ بن خَالِدِ بن سَعْدِ بن الحَارِث بن وَابِشٍ, الذي كان يدفع بالناس في الموسم في الجاهلية .وَوَلَدَ عَبْسُ بن وَابِشٍِ: نَوْصاً ؛ فَوَلَدَ نَوْصٌ: ظَالِماً, وكَاهِلاً , وعَامِراً, والوَارِم, و حُسَيْلاً, و أَحْمَرَ, والمُسْتَدِرَّ, وهم كلهم يقال لهم " الحُلاَمُ.
وَوَلَدَ يَشْكُرُ بن عَدْوَانَ: نَاجاً, و بكْراً, وَ عِيَاذاً.
فَوَلَدَ بكْرُ: عَوْفاً, و خَارِجَةَ, و يَثِيعاً, وهم مع ثُمَاَلَةَ بالحِجَازِ؛ وأُمُّهُمَا أُمُّ خَارِجَةَ البَجَلِيِّةُ. وَوَلَدَ عَوْفٌ: عَدِيّاً, وعَادِيَةَ , و سُحَيْماً, وَ وََشْقََةَ, رهط يَحْيَىَ بن يَعْمَر, كان قاضياَ بِخُرَاَسَانَ قديماً وَوَلَدَ عِيَاذُ بن يَشْكُر: عَمْراً؛ فَوَلَدَ عَمْرُو: ظَرِباً, وَ حَجَراً, وَ لَهَباً؛ وَلَهَبٌ في الأزْدِ, وهم قَافَّةٌ وَوَائِلَةَ, ورِيَاباً,ومَالِكاً , وَ مَلْكَانَ.
فَوَلَدَ ظَرِبُ: عَامِراً, حَكَمُ العَرَبِ, وَ ثَعْلَبَةَ, وَ سَعْداً, و عَمْراً, وَ صَعْصَعَةَ
- وزوجة عدوان هي ماوية بنت سويد بن الغطريف الأزدية .
ومنها نجد بأن عامر أبن الضرب العدواني ، قد نزل أرض الطائف ببطنين من بطون عدوان وهي التي كما ذكر وقعت بينهما الحروب وهم بنو نجا، وبنو عياذ بن يشكروادى إلى هجرتهم فلم يتبقى منهم الا القليل كما يلاحظ بأن عامر أبن الضرب بن عمرو وقعت عليه الكثير من الشكوك بأنه عمرو بن حممة بن عمرو الدوسي حكيم العرب ومن قرعت له العصا قال ابن الأعرابي: أول من قرعت له العصا عامر بن الظرب العدواني وربيعة تقول: بل هو قيس بن خالد بن ذي الجدين. وتميم تقول: بل هو ربيعة بن مخاشن أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم. واليمن تقول: بل هو عمرو بن حممة الدوسي وقيل: ومن حكام العرب الذين ذكرهم أهل الأخبار، ونسبوا اليهم الحكم والاصابة في الرأي وصدق الأحكام "عامر بن الظرب العدواني" حكيم قيس، وقد عدوه "من حكماء العرب، لا تعدل بفهمه فهماً ولا بحكمه حكمآً". وقالوا: انه هو المراد في قول العرب: "إن العصا قُرعت لذي الحلم". أما "ربيعة"، فتقول: انه "قيس بن خالد بن ذي الجدّين". وأما تميم، فتنسب هذا الفخر إلى رجل منها هو "ربيعة بن مخاشن أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم". وأما اليمن، فتقول: انه "عمرو بن حممة الدوسي"، ويذكر بعض، آخر إنه "عمرو بن مالك بن ضبيعة، أخو سعد بن مالك الكناني".
-وقال آخرون في قولهم أن العصا قرعت لذي الحلم: أن ذا الحلم هذا هو عامر بن الظرب العدواني، ويقول عامر بن الظرب العدواني:
تقول ابنتي لما رأتني كأنني ... سليم أفاع ليله غير مودع
وما الموت أفناني ولكن تتابعت ... علي سنون من مصيف ومربع
ثلاث مئين قد مررن كواملا ... وها أنا هذا ارتجي مر أربع
فأصبحت مثل النسر طارت فراخه ... إذا رام تطيارا يقال له قع
أخبر أخبار القرون التي مضت ... ولا بد يوماً أن يطار بمصرعي
وأطلق عليه ذي الحلم قال المتلمس يريده :
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلمه
ومن خطبة في قومة بني عدوان ونصحه لهم قبل مماته :
( يا معشر عدوان، كلفتموني بغياً، إن كنتم شرفتموني فإني أريتكم ذلك من نفسين إني لكم مثلي؟ افهموا ما أقول لكم، إنه من جمع بين الحق والباطل لم يجتمعا له، وكان الباطل أولى به؛ وأن الحق لم يزل ينفر من الباطل، ولم يزل الباطل ينفر من الحق. يا معشر عدوان، لا تشمتوا بالذلة، ولا تفرحوا بالعزة، فبكل عيش يعيش الفقير مع الغني، ومن ير يوماً ير به؛ وأعدوا لكل امرئ جوابه. إن مع السفاهة الندامة، والعقوبة نكال وفيها ذمامة؛ ولليد العليا العاقبة؛ والقود راحة لا لك ولا عليك؛ وإذا شئت وجدت مثلك، إن عليك كما أن لك، وللكثرة الرعب، وللصبر الغلبة، ومن طلب شيئاً وجده، وإن لم يجده يوشك أن يقع قريباً منه).
ويذكر أن خطب صعصعةُ بن معاوية إلى عامر بن الظرب العدواني ابنتَه عَمْرة - وهي أم عامر بن صعصعة - فقال عامر بن الظرب: يا صعصعة، إنك قد أتيتني تشتري منِّي كبدي، وأرحم ولدي عندي، أبغيتُك أو رددتُك، والحسيب كفء الحسيب، والزوج الصالح أبٌ بعدَ أب، وقد أنكحتُك خشيةَ ألاَّ أجد مثلك، أفرُّ مِن السر إلى العلانية، أنصح ابنًا، وأودع ضعيفًا قويًّا .
عامر بن الضرب يقاضي معاوية بن بكر بن هوازن على قتل أخيه زيد
كانت الدية كانت عند العرب عشرة من الإبل. وذكر الأصبهاني عن أبي اليقظان أن أول دية بعدد مائة من الإبل وأول من ودي بالإبل من العرب: هو زيد بن بكر بن هوازن قتله أخوه معاوية بن بكر بن هوازن أبو نصر بن معاوية وجد بني عامر بن صعصعة .واسم زيد في "جمهرة أنساب العرب": يزيد. وفيه أيضاً هو الذي قتله معاوية، فجعل فيه عامر بن الظرب العدواني مائة من الإبل، وهي أول دية قضى فيها بذلك. انظر "جمهرة ابن حزم" ص/252.
عمرة أبنته تقرع له العصى أذا سها في الحكم لكبرسنه
روى ابن الكلبي ذكر عن أبيه أن خصفه الذي يقول الناس إنه ابن قيس بن عيلان ليس كما قالوا، وأن عكرمة ابن قيس بن عيلان وخصفة أمه، وهي امرأة من أهل هجر. وقيل: بل هي حاضنته، وكان قيس بن عيلان قد مات ، وعكرمة صغير فربته حتى كبر، وكان قومه يقولون: هذا عكرمة بن خصفة، فبقيت عليه، ومن لا يعلم يقول: عكرمة بن خصفة بن قيس، كما يقال خندف، وإنما هي امرأة وزوجها إلياس بن مضر. وقالوا في صعصعة بن معاوية: إن الناقمية بنت عامر بن مالك، وهو الناقم، سمي بذلك لأنه انتقم بلطمة لطمها، وهو ابن سعد بن جدان بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، كانت عند معاوية بن بكر بن هوازن فمات عنها أو طلقها وهي نسء، فتزوجها سعد بن زيد مناة بن تميم، فولدت على فراشه صعصعة بن معاوية، ثم ولدت هبيرة ونجدة وجنادة، فلما مات سعد اقتسم بنوه الميراث وأخرجوا صعصعة منه، وقالوا: أنت ابن معاوية بن بكر، فلما رأى ذلك أتى بني معاوية بن بكر فأقروا بنسبه ودفعوه عن الميراث،
إعداد وتجميع
د مصطفى سليمان ابوالطيب الهوارى
الأمين العام للمجلس المصرى القبائل العربية بالإسكندرية
مؤرخ فى أنساب القبائل العربية
_____________________________________
نزلت قبيلتي (عدوان وفهم أبناء عمرو أرض الطائف ) في القرن الخامس الميلادي،
واقامت على قبيلة اياد بن نزار فأجلتها من أرض الطائف فالمشهور عند عامة المؤرخين بأن قبيلة عدوان وفهم أبناء عمرو كانت منازلهم السراة وكانت مجاورة لدوس الأزدية ومنها نلاحظ بأن قبائل نزار كان موطنها أرض تهامة، بينما عدوان وفهم أبناء عمرو كانت موطنهم السراة وكانت مجاورة لدوس الأزدية فشتانا بين سكنا تلك القبائل. ومن المعلوم بأن قبيلتي عدوان وفهم أبناء عمرو وبعد نزولهما أرض الطائف، كانت قيادتها لحكيمها وقاضيها عامر أبن الضرب العدواني، وكما أشرت فقال في ذلك شعراً ينفي أنتسابه لقبيلة اياد واصولها النزارية فأقام عامر أبن الضرب في تلك الديار وقام بتزويج أحدى بناته وهي زينب، لقسي بن منبه وهو (ثقيف) وقيل بأنها ولدت له عوفا وجشم ودارسا، وهم في الازد بالسراة وسلامه، انتسبوا في اليمن. قال ثم هلكت زينب، فزوجه ابنة له اخرى، يقال لها آمنه، فولدت له ناصرة بن قسي، والمسك بنت قسي. والملاحظ هنا بأن أبناء ثقيف ذُكر بأنهم في الأزد بالسراة أنتسبوا في اليمن ومنها مايؤكد لنا صحة بأن السراة كانت تخضع لقبائل الأزد حينها ولم يكن لأبناء نزار بن معد أي وجود لهم بها .وبعد أن نزل (ثقيف) بجوار عامر أبن الضرب العدواني، نزل أيضاً عامر بن صعصعة وأمه عمرة بنت عامر بن الظرب ، ناحية من الطائف ، مجاورين لعدوان أصهارهم أيضا، فنزلوا حولهم، وكانوا بذلك زمانا، ووقعت بين عدوان حرب، وذلك بعد وفاة عامر أبن الضرب العدواني عام (535) للميلاد فتفرقت جماعتهم ، وتشتت أمرهم، فطمعت فيهم بنو عامربن صعصعة ، وثقيف وهم يومئذ أصهارة .
قال : فكانت بنو عامر يتصيفون الطائف لطيبها وثمارها ، ويتشتون بلادهم من أرض نجد ، لسعتها وكثرة مراعيها وإمراء كلئها ، ويختارونها على الطائف .
وعرفت ثقيف فضل الطائف ، فقالوا لبني عامر: إن هذه بلاد غرس وزرع ، وقد رأيناكم اخترتم المراعي عليها، فأضرتم بعمارتها واعتمالها، ونحن أبصر بعملها منكم، فهل لكم أن تجمعوا الزرع والضرع، وتدفعوا بلادكم هذه الينا، فنثيرها حرثا، ونغرسها أعنابا وثمارا وأشجارا، ونكظمها كظائم، ونحفرها أطواء، ونملأها عمارة وجنانا، بفراغنا لها، وإقبالنا عليها، وشغلكم عنها، واختياركم غيرها، فإذا بلغت الزروع، وأدركت الثمار، شاطرناكم، فكان لكم النصف بحقكم في البلاد، ولنا النصف بعملنا فيها، فكنتم بين وزرع، لم يجتمع لأحد من العرب مثله. فدفعت بنو عامر الطائف إلى ثقيف، بذلك الشرط، فأحسنت ثقيف عمارتها، فكانت بنو عامر تجئ ايام الصرام، فتأخذ نصف الثمار كلها كيلا، وتأخذ ثقيف النصف الثاني، وكانت عامر وثقيف تمنع الطائف ممن أرادهم. فلبثوا بذلك زمانا من دهرهم، حتى كثرت ثقيف، فحصنوا الطائف، فلما قووا بكثرتهم وحصونهم ، امتنعوا من بني عامر، فقاتلهم بنو عامر، فلم تصل إليهم، ولم يقدروا عليهم، ولم تنزل العرب مثلها دارا. فأن من الملاحظ بأن قبيلتي عدوان وفهم أبناء عمرو لم تدم طويلا بأرض الطائف فالقرن الخامس شهد نزولهما ومنتصف القرن السادس وبتاريخ ذو الأصبع العدواني شهد تفككها وللعودة إلى قصائد ذو الأصبع العدواني سنجد بأنه عاش كالتا المرحلتين وذلك أثناء نزولهما وما بعدها حيث حوت قصائدة الكثير من الحسرة والندم على قومه عدوان .
وبالرجوع قليلاً لقبيلة عدوان بن عمرو سنجد بأن البطون التي سبقت حياة قائدها عامر أبن الضرب العدواني والتي بقيت على نسبهم بقبائل الأزد، والبطون التي نزلت معه أرض الطائف نسبت وبعد (300) عام لجديلة قيس بن عيلان، للعالم النسابه أبن الكلبي فالم يتضح حتا يومنا هذا هل كان مقصوداً ام من باب الشكك والخلط ، فكان علماء النسب من بعده ناقلين له حيث قال :
وَلَدَ عَدْوَانُ: زَيْداً, ويَشْكُرَ, وَدَوْساً, ويقال هم دَوْس الذين في الأزْدِ .
فَوَلَدَ زَيْدُ: وَابِشاً, و غَالِباً, وعَامِراً, وهو عَيَايَةُ .
فَوَلَدَ الحَارِثُ: سَعْداً, و مُعَاوِيَةَ, ورَبِيعَةَ, في الأزْدِ على نَسَبٍ فيهم .
وَوَلَدَ مُعَاوِيَةُ: نُمَيْراً,وغُزَيَّةَ؛ فَوَلَدَ نُمَيْرُ: جَابِراً, و رُؤيَةَ .
وَوَلَدَ سَعْدُ بن الحَارِث بن وَابِش: خَالِداً, من ولده: أبو سَيَّارَةَ, وهو: عُمَيْلةُ بن الأعْزَلِ بن خَالِدِ بن سَعْدِ بن الحَارِث بن وَابِشٍ, الذي كان يدفع بالناس في الموسم في الجاهلية .وَوَلَدَ عَبْسُ بن وَابِشٍِ: نَوْصاً ؛ فَوَلَدَ نَوْصٌ: ظَالِماً, وكَاهِلاً , وعَامِراً, والوَارِم, و حُسَيْلاً, و أَحْمَرَ, والمُسْتَدِرَّ, وهم كلهم يقال لهم " الحُلاَمُ.
وَوَلَدَ يَشْكُرُ بن عَدْوَانَ: نَاجاً, و بكْراً, وَ عِيَاذاً.
فَوَلَدَ بكْرُ: عَوْفاً, و خَارِجَةَ, و يَثِيعاً, وهم مع ثُمَاَلَةَ بالحِجَازِ؛ وأُمُّهُمَا أُمُّ خَارِجَةَ البَجَلِيِّةُ. وَوَلَدَ عَوْفٌ: عَدِيّاً, وعَادِيَةَ , و سُحَيْماً, وَ وََشْقََةَ, رهط يَحْيَىَ بن يَعْمَر, كان قاضياَ بِخُرَاَسَانَ قديماً وَوَلَدَ عِيَاذُ بن يَشْكُر: عَمْراً؛ فَوَلَدَ عَمْرُو: ظَرِباً, وَ حَجَراً, وَ لَهَباً؛ وَلَهَبٌ في الأزْدِ, وهم قَافَّةٌ وَوَائِلَةَ, ورِيَاباً,ومَالِكاً , وَ مَلْكَانَ.
فَوَلَدَ ظَرِبُ: عَامِراً, حَكَمُ العَرَبِ, وَ ثَعْلَبَةَ, وَ سَعْداً, و عَمْراً, وَ صَعْصَعَةَ
- وزوجة عدوان هي ماوية بنت سويد بن الغطريف الأزدية .
ومنها نجد بأن عامر أبن الضرب العدواني ، قد نزل أرض الطائف ببطنين من بطون عدوان وهي التي كما ذكر وقعت بينهما الحروب وهم بنو نجا، وبنو عياذ بن يشكروادى إلى هجرتهم فلم يتبقى منهم الا القليل كما يلاحظ بأن عامر أبن الضرب بن عمرو وقعت عليه الكثير من الشكوك بأنه عمرو بن حممة بن عمرو الدوسي حكيم العرب ومن قرعت له العصا قال ابن الأعرابي: أول من قرعت له العصا عامر بن الظرب العدواني وربيعة تقول: بل هو قيس بن خالد بن ذي الجدين. وتميم تقول: بل هو ربيعة بن مخاشن أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم. واليمن تقول: بل هو عمرو بن حممة الدوسي وقيل: ومن حكام العرب الذين ذكرهم أهل الأخبار، ونسبوا اليهم الحكم والاصابة في الرأي وصدق الأحكام "عامر بن الظرب العدواني" حكيم قيس، وقد عدوه "من حكماء العرب، لا تعدل بفهمه فهماً ولا بحكمه حكمآً". وقالوا: انه هو المراد في قول العرب: "إن العصا قُرعت لذي الحلم". أما "ربيعة"، فتقول: انه "قيس بن خالد بن ذي الجدّين". وأما تميم، فتنسب هذا الفخر إلى رجل منها هو "ربيعة بن مخاشن أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم". وأما اليمن، فتقول: انه "عمرو بن حممة الدوسي"، ويذكر بعض، آخر إنه "عمرو بن مالك بن ضبيعة، أخو سعد بن مالك الكناني".
-وقال آخرون في قولهم أن العصا قرعت لذي الحلم: أن ذا الحلم هذا هو عامر بن الظرب العدواني، ويقول عامر بن الظرب العدواني:
تقول ابنتي لما رأتني كأنني ... سليم أفاع ليله غير مودع
وما الموت أفناني ولكن تتابعت ... علي سنون من مصيف ومربع
ثلاث مئين قد مررن كواملا ... وها أنا هذا ارتجي مر أربع
فأصبحت مثل النسر طارت فراخه ... إذا رام تطيارا يقال له قع
أخبر أخبار القرون التي مضت ... ولا بد يوماً أن يطار بمصرعي
وأطلق عليه ذي الحلم قال المتلمس يريده :
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلمه
ومن خطبة في قومة بني عدوان ونصحه لهم قبل مماته :
( يا معشر عدوان، كلفتموني بغياً، إن كنتم شرفتموني فإني أريتكم ذلك من نفسين إني لكم مثلي؟ افهموا ما أقول لكم، إنه من جمع بين الحق والباطل لم يجتمعا له، وكان الباطل أولى به؛ وأن الحق لم يزل ينفر من الباطل، ولم يزل الباطل ينفر من الحق. يا معشر عدوان، لا تشمتوا بالذلة، ولا تفرحوا بالعزة، فبكل عيش يعيش الفقير مع الغني، ومن ير يوماً ير به؛ وأعدوا لكل امرئ جوابه. إن مع السفاهة الندامة، والعقوبة نكال وفيها ذمامة؛ ولليد العليا العاقبة؛ والقود راحة لا لك ولا عليك؛ وإذا شئت وجدت مثلك، إن عليك كما أن لك، وللكثرة الرعب، وللصبر الغلبة، ومن طلب شيئاً وجده، وإن لم يجده يوشك أن يقع قريباً منه).
ويذكر أن خطب صعصعةُ بن معاوية إلى عامر بن الظرب العدواني ابنتَه عَمْرة - وهي أم عامر بن صعصعة - فقال عامر بن الظرب: يا صعصعة، إنك قد أتيتني تشتري منِّي كبدي، وأرحم ولدي عندي، أبغيتُك أو رددتُك، والحسيب كفء الحسيب، والزوج الصالح أبٌ بعدَ أب، وقد أنكحتُك خشيةَ ألاَّ أجد مثلك، أفرُّ مِن السر إلى العلانية، أنصح ابنًا، وأودع ضعيفًا قويًّا .
عامر بن الضرب يقاضي معاوية بن بكر بن هوازن على قتل أخيه زيد
كانت الدية كانت عند العرب عشرة من الإبل. وذكر الأصبهاني عن أبي اليقظان أن أول دية بعدد مائة من الإبل وأول من ودي بالإبل من العرب: هو زيد بن بكر بن هوازن قتله أخوه معاوية بن بكر بن هوازن أبو نصر بن معاوية وجد بني عامر بن صعصعة .واسم زيد في "جمهرة أنساب العرب": يزيد. وفيه أيضاً هو الذي قتله معاوية، فجعل فيه عامر بن الظرب العدواني مائة من الإبل، وهي أول دية قضى فيها بذلك. انظر "جمهرة ابن حزم" ص/252.
عمرة أبنته تقرع له العصى أذا سها في الحكم لكبرسنه
روى ابن الكلبي ذكر عن أبيه أن خصفه الذي يقول الناس إنه ابن قيس بن عيلان ليس كما قالوا، وأن عكرمة ابن قيس بن عيلان وخصفة أمه، وهي امرأة من أهل هجر. وقيل: بل هي حاضنته، وكان قيس بن عيلان قد مات ، وعكرمة صغير فربته حتى كبر، وكان قومه يقولون: هذا عكرمة بن خصفة، فبقيت عليه، ومن لا يعلم يقول: عكرمة بن خصفة بن قيس، كما يقال خندف، وإنما هي امرأة وزوجها إلياس بن مضر. وقالوا في صعصعة بن معاوية: إن الناقمية بنت عامر بن مالك، وهو الناقم، سمي بذلك لأنه انتقم بلطمة لطمها، وهو ابن سعد بن جدان بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، كانت عند معاوية بن بكر بن هوازن فمات عنها أو طلقها وهي نسء، فتزوجها سعد بن زيد مناة بن تميم، فولدت على فراشه صعصعة بن معاوية، ثم ولدت هبيرة ونجدة وجنادة، فلما مات سعد اقتسم بنوه الميراث وأخرجوا صعصعة منه، وقالوا: أنت ابن معاوية بن بكر، فلما رأى ذلك أتى بني معاوية بن بكر فأقروا بنسبه ودفعوه عن الميراث،
إعداد وتجميع
د مصطفى سليمان ابوالطيب الهوارى
الأمين العام للمجلس المصرى القبائل العربية بالإسكندرية
مؤرخ فى أنساب القبائل العربية