النهاية الحزينة لشيخ العرب همام
خرج شيخ العرب همام من مقر حكمه فرشوط وإتجه جنوباً إلي إسنا
بعد ان قصمت الخيانة ظهره و فتت في عضده إذ أدرك أنه لن يبقى له شئ بعد أن خانته عشيرته وتخلى عنه أقرب الناس إليه
لهذا أدركه حزن قاتل و اضطر إلى التقهقر...
و خرج من مسقط رأسه
وموطنه وعاصمة نفوذه و مجده فرشوط ومات
( مكموداً مقهوراً قرب إسنا )
في أول نوفمبر 1769 م / 8 من شعبان 1183 هـ
و كان في نحو الستين من عمره .
وبعد خروج شيخ العرب همام من فرشوط دخلها محمد بك أبو الذهب ورجاله
ونهب ما بها من أموال شيخ العرب همام
وأخذ ما كان بدياره وديار أقاربه و أتباعه من ذخائر وغلال
ثم رجع إلى القاهرة و بصحبته درويش
أكبر أولاد شيخ العرب همام الذي قدمه الهوارة و أشاروا عليه
بمقابلة محمد بك ففعل .
وقام علي بك الحقير بتوزيع أراضي الصعيد بين الملتزمين
وقد تعرض أبناء الصعيد لأنواع عديدة من المظالم
التي كان يتعرض لها الفلاحون من باقي أنحاء مصر من نهب الأعراب و ظلم الملتزمين و إثقال كاهلهم بالضرائب الجائرة .
وبوفاة شيخ العرب همام
انتهت تلك الشخصية الفريدة في عصرها وتقرر النصر النهائي لعلي بك
الذي تخلص من آخر قوة كانت تؤرق مضجعه
وتقف عقبة في سبيل فرض سيادته الخالصة على الصعيد
فغدا علي بك بوفاة شيخ العرب همام
سيد مصر كلها و صاحب النفوذ المطلق فيها .
فسبحان مقلب الليل والنهار !!!
يقول المؤرخ المصري احمد محمود عمر عن مكان دفن شيخ العرب همام إنه وفقا للوثائق التى لا تزال باقية، فإن همام شيخ العرب بعد هزيمته من المماليك اتجه إلى المطاعنة وعاش بها مدة تقترب من 5 أشهر قضاها فى دواوين أصدقائه وهم الشيخ عمر تركى والشيخ حسن سليم اللملومى اللذان كانا يقيمان فى قرية
أصفون المطاعنة أما فى قرية كيمان المطاعنة التى مات فيها فكان يقيم عند الشيخ محمد معمر القاضى، وأيضا عند الشيخ الشافعى عسكر والشيخ حسن سعد صالح، وعلى حمد تميم من قرية طفنيس وكانت العائلات تتصارع فيما
بينها لتنال شرف الحصول على وقت لضيافة عالى المقام الجناب الأعظم شيخ العرب همام كما أن إقامته لم تكن على الدوام استضافة من عربان المطاعنة بل كان يتكفل بحاشيته التى جاءت بعده ولا يزال أحفادها باقين فيها حتى الآن.
مدفن شيخ العرب همام
وأوضح الشيخ عمر أنه وفقا لكتابات المؤرخين، عن الأيام الأخيرة فى حياة شيخ العرب همام وموته فإنها تذكر أنه مات فى ناحية إسنا ودفن فى قرية قامولا ومابين إسنا وقامولا مسافات كبيرة لكن تحليلياً فى ضوء انتفاء وندرة
الأدلة والوثائق فإن رواية أهل قمولا أقرب إلى الواقع وقد يكون الشيخ مات بالفعل فى كيمان المطاعنة وحاول أهله دفنه فى فرشوط مسقط رأسه مستخدمين المركب الذهبى فى نقله لكنه تعطل أمام قرية نقادة وتم دفنه فيها...
كان شيخ العرب همام رجلاً عظيماً وصاحب شخصية جديرة بالبحث والدراسة ولو لم تتحالف عليه قوة اكبر من طاقته ناهيك عن خيانة بن عمه الشيخ اسماعيل له لكان له في تاريخ الصعيد شأناً اعظم واكبر مما كان عليه ...
وظلت ذكرى شيخ العرب همام محفوظة على ألسنة كثيرين في أشعار ومواويل تأثر أصحابها بانهيار حلم الفارس الهواري يقول الشاعر في موال
قم يا همام وروح سنار ** وازرع وقوت عيالك
فرشوط قادت عليك نار ** والبيه عندي وجالك
في الأبيات السابقة ينادي الشاعر على شيخ العرب همام متمنيا لو كان قد اتجه إلى مملكة سنار في السودان بعيدا عن فرشوط وغضب البيه محمد بك ابو الدهب وهي الحسرة التي استخدمها الشاعر في موال آخر ينعي ذكرى قصر الأمير همام الذي قيل انه ضم 90 غرفة وتخرب على يد محمد بك أبو الدهب رجل السلطة المملوكية
هياك يا باب هياك ** بس ضبتك غيروها
تسعين أوضة وشباك ** في تلا يلك كسروها
منذ تلك الفترة ظلت صورة الفارس الهوارى تمثل نموذجا للفارس المحارب عدا ذلك قد تنتشر أبياتا مجهولة حفظتها الذاكرة الشعبية تمدح في فروسية الهوارة من أشهرها الأبيات التالية
انظر الي خيل هوارة تري عجبا ** فيسيرها عندما يسري بها الساري
لم تفخر الخيل قط براكبها ** ما لم يكن فوق السرج هواري
وهكذا إنتهت هذه الملحمة البطولية الشعبية التي كان بطلها شيخ العرب همام الهواري عظيم بلاد الصعيد والكهف الاظل الذي كان يحمي أهله ويظلهم ويعدل بينهم فمازال باقياً في قلوب ابناء الصعيد عامة وقبائل الهوارة خاصة
مشاهدة المزيد
صورة: النهاية الحزينة لشيخ العرب همام خرج شيخ العرب همام من مقر حكمه فرشوط وإتجه جنوباً إلي إسنا بعد ان قصمت الخيانة ظهره و فتت في عضده إذ أدرك أنه لن يبقى له شئ بعد أن خانته عشيرته وتخلى عنه أقرب الناس إليه لهذا أدركه حزن قاتل و اضطر إلى التقهقر و خرج من مسقط رأسه وموطنه وعاصمة نفوذه و مجده فرشوط ومات ( مكموداً مقهوراً قرب إسنا ) في أول نوفمبر 1769 م / 8 من شعبان 1183 هـ و كان في نحو الستين من عمره . وبعد خروج شيخ العرب همام من فرشوط دخلها محمد بك أبو الذهب ورجاله ونهب ما بها من أموال شيخ العرب همام وأخذ ما كان بدياره وديار أقاربه و أتباعه من ذخائر وغلال ثم رجع إلى القاهرة و بصحبته درويش أكبر أولاد شيخ العرب همام الذي قدمه الهوارة و أشاروا عليه بمقابلة محمد بك ففعل . وقام علي بك الحقير بتوزيع أراضي الصعيد بين الملتزمين وقد تعرض أبناء الصعيد لأنواع عديدة من المظالم التي كان يتعرض لها الفلاحون من باقي أنحاء مصر من نهب الأعراب و ظلم الملتزمين و إثقال كاهلهم بالضرائب الجائرة . وبوفاة شيخ العرب همام انتهت تلك الشخصية الفريدة في عصرها وتقرر النصر النهائي لعلي بك الذي تخلص من آخر قوة كانت تؤرق مضجعه وتقف عقبة في سبيل فرض سيادته الخالصة على الصعيد فغدا علي بك بوفاة شيخ العرب همام سيد مصر كلها و صاحب النفوذ المطلق فيها . فسبحان مقلب الليل والنهار !!! يقول المؤرخ المصري احمد محمود عمر عن مكان دفن شيخ العرب همام إنه وفقا للوثائق التى لا تزال باقية، فإن همام شيخ العرب بعد هزيمته من المماليك اتجه إلى المطاعنة وعاش بها مدة تقترب من 5 أشهر قضاها فى دواوين أصدقائه وهم الشيخ عمر تركى والشيخ حسن سليم اللملومى اللذان كانا يقيمان فى قرية أصفون المطاعنة أما فى قرية كيمان المطاعنة التى مات فيها فكان يقيم عند الشيخ محمد معمر القاضى، وأيضا عند الشيخ الشافعى عسكر والشيخ حسن سعد صالح، وعلى حمد تميم من قرية طفنيس وكانت العائلات تتصارع فيما بينها لتنال شرف الحصول على وقت لضيافة عالى المقام الجناب الأعظم شيخ العرب همام كما أن إقامته لم تكن على الدوام استضافة من عربان المطاعنة بل كان يتكفل بحاشيته التى جاءت بعده ولا يزال أحفادها باقين فيها حتى الآن. مدفن شيخ العرب همام وأوضح الشيخ عمر أنه وفقا لكتابات المؤرخين، عن الأيام الأخيرة فى حياة شيخ العرب همام وموته فإنها تذكر أنه مات فى ناحية إسنا ودفن فى قرية قامولا ومابين إسنا وقامولا مسافات كبيرة لكن تحليلياً فى ضوء انتفاء وندرة الأدلة والوثائق فإن رواية أهل قمولا أقرب إلى الواقع وقد يكون الشيخ مات بالفعل فى كيمان المطاعنة وحاول أهله دفنه فى فرشوط مسقط رأسه مستخدمين المركب الذهبى فى نقله لكنه تعطل أمام قرية نقادة وتم دفنه فيها... كان شيخ العرب همام رجلاً عظيماً وصاحب شخصية جديرة بالبحث والدراسة ولو لم تتحالف عليه قوة اكبر من طاقته ناهيك عن خيانة بن عمه الشيخ اسماعيل له لكان له في تاريخ الصعيد شأناً اعظم واكبر مما كان عليه ... وظلت ذكرى شيخ العرب همام محفوظة على ألسنة كثيرين في أشعار ومواويل تأثر أصحابها بانهيار حلم الفارس الهواري يقول الشاعر في موال قم يا همام وروح سنار ** وازرع وقوت عيالك فرشوط قادت عليك نار ** والبيه عندي وجالك في الأبيات السابقة ينادي الشاعر على شيخ العرب همام متمنيا لو كان قد اتجه إلى مملكة سنار في السودان بعيدا عن فرشوط وغضب البيه محمد بك ابو الدهب وهي الحسرة التي استخدمها الشاعر في موال آخر ينعي ذكرى قصر الأمير همام الذي قيل انه ضم 90 غرفة وتخرب على يد محمد بك أبو الدهب رجل السلطة المملوكية هياك يا باب هياك ** بس ضبتك غيروها تسعين أوضة وشباك ** في تلا يلك كسروها منذ تلك الفترة ظلت صورة الفارس الهوارى تمثل نموذجا للفارس المحارب عدا ذلك قد تنتشر أبياتا مجهولة حفظتها الذاكرة الشعبية تمدح في فروسية الهوارة من أشهرها الأبيات التالية انظر الي خيل هوارة تري عجبا ** فيسيرها عندما يسري بها الساري لم تفخر الخيل قط براكبها ** ما لم يكن فوق السرج هواري وهكذا إنتهت هذه الملحمة البطولية الشعبية التي كان بطلها شيخ العرب همام الهواري عظيم بلاد الصعيد والكهف الاظل الذي كان يحمي أهله ويظلهم ويعدل بينهم فمازال باقياً في قلوب ابناء الصعيد عامة وقبائل الهوارة خاصة
خرج شيخ العرب همام من مقر حكمه فرشوط وإتجه جنوباً إلي إسنا
بعد ان قصمت الخيانة ظهره و فتت في عضده إذ أدرك أنه لن يبقى له شئ بعد أن خانته عشيرته وتخلى عنه أقرب الناس إليه
لهذا أدركه حزن قاتل و اضطر إلى التقهقر...
و خرج من مسقط رأسه
وموطنه وعاصمة نفوذه و مجده فرشوط ومات
( مكموداً مقهوراً قرب إسنا )
في أول نوفمبر 1769 م / 8 من شعبان 1183 هـ
و كان في نحو الستين من عمره .
وبعد خروج شيخ العرب همام من فرشوط دخلها محمد بك أبو الذهب ورجاله
ونهب ما بها من أموال شيخ العرب همام
وأخذ ما كان بدياره وديار أقاربه و أتباعه من ذخائر وغلال
ثم رجع إلى القاهرة و بصحبته درويش
أكبر أولاد شيخ العرب همام الذي قدمه الهوارة و أشاروا عليه
بمقابلة محمد بك ففعل .
وقام علي بك الحقير بتوزيع أراضي الصعيد بين الملتزمين
وقد تعرض أبناء الصعيد لأنواع عديدة من المظالم
التي كان يتعرض لها الفلاحون من باقي أنحاء مصر من نهب الأعراب و ظلم الملتزمين و إثقال كاهلهم بالضرائب الجائرة .
وبوفاة شيخ العرب همام
انتهت تلك الشخصية الفريدة في عصرها وتقرر النصر النهائي لعلي بك
الذي تخلص من آخر قوة كانت تؤرق مضجعه
وتقف عقبة في سبيل فرض سيادته الخالصة على الصعيد
فغدا علي بك بوفاة شيخ العرب همام
سيد مصر كلها و صاحب النفوذ المطلق فيها .
فسبحان مقلب الليل والنهار !!!
يقول المؤرخ المصري احمد محمود عمر عن مكان دفن شيخ العرب همام إنه وفقا للوثائق التى لا تزال باقية، فإن همام شيخ العرب بعد هزيمته من المماليك اتجه إلى المطاعنة وعاش بها مدة تقترب من 5 أشهر قضاها فى دواوين أصدقائه وهم الشيخ عمر تركى والشيخ حسن سليم اللملومى اللذان كانا يقيمان فى قرية
أصفون المطاعنة أما فى قرية كيمان المطاعنة التى مات فيها فكان يقيم عند الشيخ محمد معمر القاضى، وأيضا عند الشيخ الشافعى عسكر والشيخ حسن سعد صالح، وعلى حمد تميم من قرية طفنيس وكانت العائلات تتصارع فيما
بينها لتنال شرف الحصول على وقت لضيافة عالى المقام الجناب الأعظم شيخ العرب همام كما أن إقامته لم تكن على الدوام استضافة من عربان المطاعنة بل كان يتكفل بحاشيته التى جاءت بعده ولا يزال أحفادها باقين فيها حتى الآن.
مدفن شيخ العرب همام
وأوضح الشيخ عمر أنه وفقا لكتابات المؤرخين، عن الأيام الأخيرة فى حياة شيخ العرب همام وموته فإنها تذكر أنه مات فى ناحية إسنا ودفن فى قرية قامولا ومابين إسنا وقامولا مسافات كبيرة لكن تحليلياً فى ضوء انتفاء وندرة
الأدلة والوثائق فإن رواية أهل قمولا أقرب إلى الواقع وقد يكون الشيخ مات بالفعل فى كيمان المطاعنة وحاول أهله دفنه فى فرشوط مسقط رأسه مستخدمين المركب الذهبى فى نقله لكنه تعطل أمام قرية نقادة وتم دفنه فيها...
كان شيخ العرب همام رجلاً عظيماً وصاحب شخصية جديرة بالبحث والدراسة ولو لم تتحالف عليه قوة اكبر من طاقته ناهيك عن خيانة بن عمه الشيخ اسماعيل له لكان له في تاريخ الصعيد شأناً اعظم واكبر مما كان عليه ...
وظلت ذكرى شيخ العرب همام محفوظة على ألسنة كثيرين في أشعار ومواويل تأثر أصحابها بانهيار حلم الفارس الهواري يقول الشاعر في موال
قم يا همام وروح سنار ** وازرع وقوت عيالك
فرشوط قادت عليك نار ** والبيه عندي وجالك
في الأبيات السابقة ينادي الشاعر على شيخ العرب همام متمنيا لو كان قد اتجه إلى مملكة سنار في السودان بعيدا عن فرشوط وغضب البيه محمد بك ابو الدهب وهي الحسرة التي استخدمها الشاعر في موال آخر ينعي ذكرى قصر الأمير همام الذي قيل انه ضم 90 غرفة وتخرب على يد محمد بك أبو الدهب رجل السلطة المملوكية
هياك يا باب هياك ** بس ضبتك غيروها
تسعين أوضة وشباك ** في تلا يلك كسروها
منذ تلك الفترة ظلت صورة الفارس الهوارى تمثل نموذجا للفارس المحارب عدا ذلك قد تنتشر أبياتا مجهولة حفظتها الذاكرة الشعبية تمدح في فروسية الهوارة من أشهرها الأبيات التالية
انظر الي خيل هوارة تري عجبا ** فيسيرها عندما يسري بها الساري
لم تفخر الخيل قط براكبها ** ما لم يكن فوق السرج هواري
وهكذا إنتهت هذه الملحمة البطولية الشعبية التي كان بطلها شيخ العرب همام الهواري عظيم بلاد الصعيد والكهف الاظل الذي كان يحمي أهله ويظلهم ويعدل بينهم فمازال باقياً في قلوب ابناء الصعيد عامة وقبائل الهوارة خاصة
مشاهدة المزيد
صورة: النهاية الحزينة لشيخ العرب همام خرج شيخ العرب همام من مقر حكمه فرشوط وإتجه جنوباً إلي إسنا بعد ان قصمت الخيانة ظهره و فتت في عضده إذ أدرك أنه لن يبقى له شئ بعد أن خانته عشيرته وتخلى عنه أقرب الناس إليه لهذا أدركه حزن قاتل و اضطر إلى التقهقر و خرج من مسقط رأسه وموطنه وعاصمة نفوذه و مجده فرشوط ومات ( مكموداً مقهوراً قرب إسنا ) في أول نوفمبر 1769 م / 8 من شعبان 1183 هـ و كان في نحو الستين من عمره . وبعد خروج شيخ العرب همام من فرشوط دخلها محمد بك أبو الذهب ورجاله ونهب ما بها من أموال شيخ العرب همام وأخذ ما كان بدياره وديار أقاربه و أتباعه من ذخائر وغلال ثم رجع إلى القاهرة و بصحبته درويش أكبر أولاد شيخ العرب همام الذي قدمه الهوارة و أشاروا عليه بمقابلة محمد بك ففعل . وقام علي بك الحقير بتوزيع أراضي الصعيد بين الملتزمين وقد تعرض أبناء الصعيد لأنواع عديدة من المظالم التي كان يتعرض لها الفلاحون من باقي أنحاء مصر من نهب الأعراب و ظلم الملتزمين و إثقال كاهلهم بالضرائب الجائرة . وبوفاة شيخ العرب همام انتهت تلك الشخصية الفريدة في عصرها وتقرر النصر النهائي لعلي بك الذي تخلص من آخر قوة كانت تؤرق مضجعه وتقف عقبة في سبيل فرض سيادته الخالصة على الصعيد فغدا علي بك بوفاة شيخ العرب همام سيد مصر كلها و صاحب النفوذ المطلق فيها . فسبحان مقلب الليل والنهار !!! يقول المؤرخ المصري احمد محمود عمر عن مكان دفن شيخ العرب همام إنه وفقا للوثائق التى لا تزال باقية، فإن همام شيخ العرب بعد هزيمته من المماليك اتجه إلى المطاعنة وعاش بها مدة تقترب من 5 أشهر قضاها فى دواوين أصدقائه وهم الشيخ عمر تركى والشيخ حسن سليم اللملومى اللذان كانا يقيمان فى قرية أصفون المطاعنة أما فى قرية كيمان المطاعنة التى مات فيها فكان يقيم عند الشيخ محمد معمر القاضى، وأيضا عند الشيخ الشافعى عسكر والشيخ حسن سعد صالح، وعلى حمد تميم من قرية طفنيس وكانت العائلات تتصارع فيما بينها لتنال شرف الحصول على وقت لضيافة عالى المقام الجناب الأعظم شيخ العرب همام كما أن إقامته لم تكن على الدوام استضافة من عربان المطاعنة بل كان يتكفل بحاشيته التى جاءت بعده ولا يزال أحفادها باقين فيها حتى الآن. مدفن شيخ العرب همام وأوضح الشيخ عمر أنه وفقا لكتابات المؤرخين، عن الأيام الأخيرة فى حياة شيخ العرب همام وموته فإنها تذكر أنه مات فى ناحية إسنا ودفن فى قرية قامولا ومابين إسنا وقامولا مسافات كبيرة لكن تحليلياً فى ضوء انتفاء وندرة الأدلة والوثائق فإن رواية أهل قمولا أقرب إلى الواقع وقد يكون الشيخ مات بالفعل فى كيمان المطاعنة وحاول أهله دفنه فى فرشوط مسقط رأسه مستخدمين المركب الذهبى فى نقله لكنه تعطل أمام قرية نقادة وتم دفنه فيها... كان شيخ العرب همام رجلاً عظيماً وصاحب شخصية جديرة بالبحث والدراسة ولو لم تتحالف عليه قوة اكبر من طاقته ناهيك عن خيانة بن عمه الشيخ اسماعيل له لكان له في تاريخ الصعيد شأناً اعظم واكبر مما كان عليه ... وظلت ذكرى شيخ العرب همام محفوظة على ألسنة كثيرين في أشعار ومواويل تأثر أصحابها بانهيار حلم الفارس الهواري يقول الشاعر في موال قم يا همام وروح سنار ** وازرع وقوت عيالك فرشوط قادت عليك نار ** والبيه عندي وجالك في الأبيات السابقة ينادي الشاعر على شيخ العرب همام متمنيا لو كان قد اتجه إلى مملكة سنار في السودان بعيدا عن فرشوط وغضب البيه محمد بك ابو الدهب وهي الحسرة التي استخدمها الشاعر في موال آخر ينعي ذكرى قصر الأمير همام الذي قيل انه ضم 90 غرفة وتخرب على يد محمد بك أبو الدهب رجل السلطة المملوكية هياك يا باب هياك ** بس ضبتك غيروها تسعين أوضة وشباك ** في تلا يلك كسروها منذ تلك الفترة ظلت صورة الفارس الهوارى تمثل نموذجا للفارس المحارب عدا ذلك قد تنتشر أبياتا مجهولة حفظتها الذاكرة الشعبية تمدح في فروسية الهوارة من أشهرها الأبيات التالية انظر الي خيل هوارة تري عجبا ** فيسيرها عندما يسري بها الساري لم تفخر الخيل قط براكبها ** ما لم يكن فوق السرج هواري وهكذا إنتهت هذه الملحمة البطولية الشعبية التي كان بطلها شيخ العرب همام الهواري عظيم بلاد الصعيد والكهف الاظل الذي كان يحمي أهله ويظلهم ويعدل بينهم فمازال باقياً في قلوب ابناء الصعيد عامة وقبائل الهوارة خاصة