بنو اياد وثقيف
ينسب اياد الى نزار وهو الابن الثالث من أولاد نزار بن معد بن عدنان في الأنساب العدنانية وعلى أعمدة النسب وقد نقلت لنا الرويات وكتب الحوادث والسير مسير اياد مع اخوته الى نجران للتحكيم حول قضية الارث الذي لحقه من أبيه نزار وما جرى له ولاخوته من مواقف طريفة وأقوال تنم عن ذكاء وفطنة فطرية يقول الشاعر الايادي:
ورجال حسن أوجههم
من اياد بن نزار بن معد
وقول لبيد بن أبي ربيعة :
فلا تسألينا عن بلا ئنا
اياد وكلبا من معد ووائلا
ويقول ابن الكلبي: ان أم مضر واياد سودة بنت عك وقال : كثرت اياد بتهامة وبنو معد حلول بها يتفرقوا عنها فبغوا على بني نزار وكانت منازلهم بأجياد مكة وهذا قول الشاعر الأعشي:
وبيداء تحسب ارامها
رجال اياد بأجيادها .
فرماهم الله تعالى بداء ففشا الموت فيهم فخرج من بقي منهم هربا فأتت فرقة اليمن وانتسبوا في ذى الكلاع من حمير وأقام قسى بن منبه ابن البنيت بن منصور بن يقدم بن أفصي بن دعمي بن اياد بن نزار وولده بالطائف وقسى هو الذي سمي فيما بعد (ثقيف) ثم انتسبوا الى قيس فقالوا : ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ولهذا يقال ان ثقيف بقية اياد
ويقال انه كان عبدا لابي رغال وأصله من قوم نجوا من قوم ثمود فهرب من مولاه ثم ثقفه فسماه ثقيفا وكان الحجاج يقول : يقولون انا بقية ثمود وهل بقى مع صالح الا المؤمنون.
ويقال أيضا ان جد أبي الحجاج كان يخدم قبر أبى رغال الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم برجم قبره فقيل للحجاج عبد أبي رغال وكان حماد الراوية يقول : ثقيف من ولد أبى رغال وأبو رغال من بقية ثمود .
وابن الكلبي يقول : ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن وهو قسى وهوازن بن منصور بن عكرمة وأمه عمرة بنت عامر بن الظرب العدوانى رئيس عدوان فأقام بالطائف مع أصهاره عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان(الناس) ويقال: ان أم بعض بنيه زينب بنت عامر بن الظرب وهذا تعليل والا فلا يركن الى القول الصحيح لتضارب وتناقض الأقوال كلها .
ويقول ابن الكلبي: ذكر ثقيف والنخع عند ابن عباس رضي الله عنه فقال : ان ثقيفا والنخع ابنا خالة وانهما خرجا في نجعة ومعهما غذيمة لهما فيها شاة معها جدى لها تعرض لهما مصدق لبعض ملوك اليمن فأرادهما على أخذ الشاة الجدى فقال له : خذ ما شئت فقال: هذه الشاة الحلوب قالا : انما نعيش ويعيش جديها منها فخذ غيرها فأبي قال ابن عباس: فنظر أحدهما الي صاحبه وأشار أحدهم الى صاحبه أن ارمه فرماه بسهم ففلق قلبه .
ثم قال أحدهما لصاحبه : والله ما تحملنا أرض واحدة فاما تغرب وأشرق واما تشرق وأغرب فقال قسى وهو ثقيف فاني أغرب وقال النخع واسمه جسر فانى أشرق
قال: قمضي النخع حتى نزل بيشة باليمن فلما كثر ولده تحول الى الدثينة فهي منازل النخع بعد ذلك .
ومضى قسى(ثقيف) حتى اتي وادى القرى فنزل بعجوز يهودية كبيرة لا ولد لها فكان يعمل بالنهار ويأوى اليها بالليل فاتخذها أما وأتخذته أبنا فلما حضرتها الوفاة قالت له: ياهذا لا أحد غيرك وقد أردت أن أكرمك لا لطافك أياى وانما كنت أعدك ابنى وقد حضرني الموت فاذا أنت واريتنى فخذ هذا الذهب وهذه القضبان من العنب فاذا نزلت واديا تندر عليه عيون الماء فاغرسها فيه فانك تنتفع بها وماتت العجوز وأخذ ثقيف الذهب والقضبان وأقبل الى الطائف فاذا هو بأمة ترعى ثلاثمائة شاة فأسر في نفسه طعما فيها ولكنها فطنت له فقالت كأنك أسررت في طمعا تقتلنى وتأخذ الغنم قال أي والله قالت: والله لو فعلت لذهبت نفسك ومالك وأخذت الغنم منك أنا جارية عامر بن الظرب العدواني سيد قيس وحكمها وأظنك خائفا طريدا قال : نعم
قالت: فعربي أنت قال نعم قالت فأنا أدلك على خير مما أردت مولاى يقبل اذا طفلت الشمس للايام فيصعد هذا الجيل ثم يشرف على هذا الوادي فاذا لم ير فيه أحدا وضع قوسه وجفيره وثيابه ثم ينحدر في الوادي لقضاء حاجته ثم يستنجىء بماء من العين ثم يصعد فيأخذ ثيابه وقوسه ثم ينصرف فيخرج رسوله فينادى الا من أراد الدرمك واللحم والتمر واللبن فليأت دار عامر بن الظرب فيأتيه قومه فاسبقه الى الصخرة وأكمن له عندها فاذا وضع ثيابه وقوسه فخذها فاذا قال لك من أنت فقل غريب
فأنزلنى وطريد فاونى وعزب فزوجنى فانه سيفعل فانصرف وفعل ذلك .
ولما أكل قومه وفرغوا قال ألست سيدكم وابن سيدكم وحكمكم قالوا: بلى قال ألستم تؤمنون من أمنت وتؤدون من اويت وتزوجون من زوجت قالوا بلى قال هذا قسى بن منبه وقد زوجته ابنتي واويته معى في دارى قالوا نعم قد جوزنا ما فعلت فزوجه ابنته زينب فولدت له عوفا وجشما ودارسا وهم في الأزد بالسروات وسلامة وهؤلاء كلهم انتسبوا في اليمن قال هشام بن المنذر الكلبي: وهم أهل أبيات قليلة في بني نصر بن معاوية ثم هلكت زينب فزوجه ابنته له أخرى يقال لها امنة فولدت له: ناصرة والمسك بنت قسى وهي أم النمر بن قاسط الربيعى.
وسمى ثقيف لانه غرس تلك القضبان بوادى فأنبتت فقالوا قاتله الله ما أقفه حين ثقف عامرا حتى أمنه وزوجه وأنبت تلك القضبان حتى أطعمت فسمى ثقيفا يومذاك.
وقد ذكر أبو عبيدة في كتاب النقائض( نقائض جرير والفرزدق) : ان ثقيفا قالت البسر بن أرطأة حينما قتل ابنى عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب: ليس علينا سلطان فنحن أوسط قيس ولم تزل ثقيف مع عدوان حتى تكاثروا فأخرجوا عدوان من الطائف واجتمعت اياد بعد أن فارقهم النخع فساروا مشرقين في اثار قضاعة والقنصيين وكان لهم شرف في أهل تهامة ومنزلة فيهم وعز ومنعة .
وتخلفت عنهم ثقيف وأقموا كما ذكرنا مع أخوالهم عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان ونزلت معهم كنانة بن خزيمة بن مدركة وأرضهم خانق وبقيت بن عامر بن الظرب يأخذون نصف ثمار الطائف زمنا فتحصنت ثقيف وبنو على الطائف حائطا يطيف بها وامتنعوا عن عدوان فقاتلتهم ولكنها لم تسطيع الوصول اليهم بسبب التحصن والسور الذي بنوه عليهم فقال اأجش بن مرادس بن عمرو بن عامر بن سيار بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسى (ثقيف) يذكر الطائف:
فقد جربتنا عمرو بن عامر
فأخبرها ذوو رأيها وحليمها
وقد علمت ان قالت الحق أننا
اذا ما انثنت صعر الخدود نقيمها
ولكن ثبتت طائفة من ثقيف على نسبها الى اياد فهذا أمية بن أبي الصلت الثقفي يقول:
فاما تسألى يابثن عنى
وعن نسبى أخبرك اليقينا
فأنا للنبيت بنى قسى
لمنصور بن يقدم أقدمينا
لافصي عصمة الهلاك أفصى
على أفصي بن دعمى بنينا
ودعمى به يكنى اياد
اليه تنسبى كى تعلمينا
وقال مالك بن عوف النضري:
الا أبلغ ثقيفا حيث كانت
بأنى ما حييت لكم معادى
فانى لست منك ولست منى
فحلى في احاظة أو ايادى .
ويقول مسعود بن معتب الثقفي:
لا قيسكم منا ولا نحن منكم
ولكننا أولاد نبت بن يقدما
وان أدع يوما في احاظة تأتنى
كتائب خرس لا أخاف التهضما
وقال ابن أخيه غيلان بن سلمة بن متعب:
انى امرؤ من اياد غير مؤتشب
وأري الزناد وقلل قيس عيلان
هم ولدى واليهم أنتمى صعدا
والحى قيس هم صهرى وجيران
وقد أكد غيلان على أن أنتساب ثقيف الى قيس انتساب مصاهرة ومجاورة والا فانهم من اياد.
ونعود الى ما يقوله النساب والشعراء منهم عن ثقيف بعد الاسلام وفي زمن تسلط بنو أمية وولاية الحجاج العراق وما والاه وموقف الناس من الحجاج وما عانوه وما لقيهم من شرره: يقول الراوى: سأل المغيرة بن شعبة هند بنت النعمان بن المنذر وهي في دير لها في الحيرة مترهبة : وكان المغيرة أمير الجيش الاسلامي: ما كان أبوك يقول في هذا الحى من ثقيف
قالت: كان ينسبهم في اياد وقد افتخر عنده رجلان من ثقيف واخر من بنى سالم والاول من بني يسار فسألهما عن نسبهما فانتسب أحدهما الى هوازن والاخر الى اياد فقال أبي: ما لحى معد على اياد فضل فخرجا وأبي يقول:
ان ثقيفا لم تكن هوازنا
ولم تناسب عامرا ومازنا
الا حديثا وافق المحاسنا
وقد أكد ابن عباس رضى الله عنه على أن النخع وثقيف من اياد فثقيف قسى بن منبه بن النبت بن أقصي
والنخع بن عمرو بن الطثمان بن عوذ مناة بن يقدم بن أفصي بن دعمى بن اياد فكلاهما يلتقيان بأفصي .
فيقول شاعر ينفى ثقيفا من اياد:
عارى الاشاجع من ثقيف أصله
عبد ويزعم أنه من يقدم
وشاعر أخر كان أوضح من صاحبه فيقول:
فماذا عسي الحجاج يبلغ جهده
اذا نحن جاوزنا حفير زياد
فلولا هوبنو مروان كان ابن يوسف
كما كان عبدا من عبيد اياد
زمان هو العبد المقر بذله
يرواح غلمان القرى ويغادى
أما عن النخع وعلاقتهم بثقيف واياد فتقول أخت الاشتر مالك بن الحارث النخعي:
أبعد الاشتر النخعي اسي
علي ميت وأقطع بطن واد
نؤاخى مذحجا باخاء صدق
وان نسبت فنحن الى اياد
ثقيف عمنا وأبو أبينا
واخوتنا نزار أولوا السداد.
المصدر : كتاب الانساب المنقطعة لاحمد عبدالرضا كريم وقد أختصرت بعض ما تطرق اليه بخصوص بنو اياد وثقيف
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل .
ينسب اياد الى نزار وهو الابن الثالث من أولاد نزار بن معد بن عدنان في الأنساب العدنانية وعلى أعمدة النسب وقد نقلت لنا الرويات وكتب الحوادث والسير مسير اياد مع اخوته الى نجران للتحكيم حول قضية الارث الذي لحقه من أبيه نزار وما جرى له ولاخوته من مواقف طريفة وأقوال تنم عن ذكاء وفطنة فطرية يقول الشاعر الايادي:
ورجال حسن أوجههم
من اياد بن نزار بن معد
وقول لبيد بن أبي ربيعة :
فلا تسألينا عن بلا ئنا
اياد وكلبا من معد ووائلا
ويقول ابن الكلبي: ان أم مضر واياد سودة بنت عك وقال : كثرت اياد بتهامة وبنو معد حلول بها يتفرقوا عنها فبغوا على بني نزار وكانت منازلهم بأجياد مكة وهذا قول الشاعر الأعشي:
وبيداء تحسب ارامها
رجال اياد بأجيادها .
فرماهم الله تعالى بداء ففشا الموت فيهم فخرج من بقي منهم هربا فأتت فرقة اليمن وانتسبوا في ذى الكلاع من حمير وأقام قسى بن منبه ابن البنيت بن منصور بن يقدم بن أفصي بن دعمي بن اياد بن نزار وولده بالطائف وقسى هو الذي سمي فيما بعد (ثقيف) ثم انتسبوا الى قيس فقالوا : ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ولهذا يقال ان ثقيف بقية اياد
ويقال انه كان عبدا لابي رغال وأصله من قوم نجوا من قوم ثمود فهرب من مولاه ثم ثقفه فسماه ثقيفا وكان الحجاج يقول : يقولون انا بقية ثمود وهل بقى مع صالح الا المؤمنون.
ويقال أيضا ان جد أبي الحجاج كان يخدم قبر أبى رغال الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم برجم قبره فقيل للحجاج عبد أبي رغال وكان حماد الراوية يقول : ثقيف من ولد أبى رغال وأبو رغال من بقية ثمود .
وابن الكلبي يقول : ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن وهو قسى وهوازن بن منصور بن عكرمة وأمه عمرة بنت عامر بن الظرب العدوانى رئيس عدوان فأقام بالطائف مع أصهاره عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان(الناس) ويقال: ان أم بعض بنيه زينب بنت عامر بن الظرب وهذا تعليل والا فلا يركن الى القول الصحيح لتضارب وتناقض الأقوال كلها .
ويقول ابن الكلبي: ذكر ثقيف والنخع عند ابن عباس رضي الله عنه فقال : ان ثقيفا والنخع ابنا خالة وانهما خرجا في نجعة ومعهما غذيمة لهما فيها شاة معها جدى لها تعرض لهما مصدق لبعض ملوك اليمن فأرادهما على أخذ الشاة الجدى فقال له : خذ ما شئت فقال: هذه الشاة الحلوب قالا : انما نعيش ويعيش جديها منها فخذ غيرها فأبي قال ابن عباس: فنظر أحدهما الي صاحبه وأشار أحدهم الى صاحبه أن ارمه فرماه بسهم ففلق قلبه .
ثم قال أحدهما لصاحبه : والله ما تحملنا أرض واحدة فاما تغرب وأشرق واما تشرق وأغرب فقال قسى وهو ثقيف فاني أغرب وقال النخع واسمه جسر فانى أشرق
قال: قمضي النخع حتى نزل بيشة باليمن فلما كثر ولده تحول الى الدثينة فهي منازل النخع بعد ذلك .
ومضى قسى(ثقيف) حتى اتي وادى القرى فنزل بعجوز يهودية كبيرة لا ولد لها فكان يعمل بالنهار ويأوى اليها بالليل فاتخذها أما وأتخذته أبنا فلما حضرتها الوفاة قالت له: ياهذا لا أحد غيرك وقد أردت أن أكرمك لا لطافك أياى وانما كنت أعدك ابنى وقد حضرني الموت فاذا أنت واريتنى فخذ هذا الذهب وهذه القضبان من العنب فاذا نزلت واديا تندر عليه عيون الماء فاغرسها فيه فانك تنتفع بها وماتت العجوز وأخذ ثقيف الذهب والقضبان وأقبل الى الطائف فاذا هو بأمة ترعى ثلاثمائة شاة فأسر في نفسه طعما فيها ولكنها فطنت له فقالت كأنك أسررت في طمعا تقتلنى وتأخذ الغنم قال أي والله قالت: والله لو فعلت لذهبت نفسك ومالك وأخذت الغنم منك أنا جارية عامر بن الظرب العدواني سيد قيس وحكمها وأظنك خائفا طريدا قال : نعم
قالت: فعربي أنت قال نعم قالت فأنا أدلك على خير مما أردت مولاى يقبل اذا طفلت الشمس للايام فيصعد هذا الجيل ثم يشرف على هذا الوادي فاذا لم ير فيه أحدا وضع قوسه وجفيره وثيابه ثم ينحدر في الوادي لقضاء حاجته ثم يستنجىء بماء من العين ثم يصعد فيأخذ ثيابه وقوسه ثم ينصرف فيخرج رسوله فينادى الا من أراد الدرمك واللحم والتمر واللبن فليأت دار عامر بن الظرب فيأتيه قومه فاسبقه الى الصخرة وأكمن له عندها فاذا وضع ثيابه وقوسه فخذها فاذا قال لك من أنت فقل غريب
فأنزلنى وطريد فاونى وعزب فزوجنى فانه سيفعل فانصرف وفعل ذلك .
ولما أكل قومه وفرغوا قال ألست سيدكم وابن سيدكم وحكمكم قالوا: بلى قال ألستم تؤمنون من أمنت وتؤدون من اويت وتزوجون من زوجت قالوا بلى قال هذا قسى بن منبه وقد زوجته ابنتي واويته معى في دارى قالوا نعم قد جوزنا ما فعلت فزوجه ابنته زينب فولدت له عوفا وجشما ودارسا وهم في الأزد بالسروات وسلامة وهؤلاء كلهم انتسبوا في اليمن قال هشام بن المنذر الكلبي: وهم أهل أبيات قليلة في بني نصر بن معاوية ثم هلكت زينب فزوجه ابنته له أخرى يقال لها امنة فولدت له: ناصرة والمسك بنت قسى وهي أم النمر بن قاسط الربيعى.
وسمى ثقيف لانه غرس تلك القضبان بوادى فأنبتت فقالوا قاتله الله ما أقفه حين ثقف عامرا حتى أمنه وزوجه وأنبت تلك القضبان حتى أطعمت فسمى ثقيفا يومذاك.
وقد ذكر أبو عبيدة في كتاب النقائض( نقائض جرير والفرزدق) : ان ثقيفا قالت البسر بن أرطأة حينما قتل ابنى عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب: ليس علينا سلطان فنحن أوسط قيس ولم تزل ثقيف مع عدوان حتى تكاثروا فأخرجوا عدوان من الطائف واجتمعت اياد بعد أن فارقهم النخع فساروا مشرقين في اثار قضاعة والقنصيين وكان لهم شرف في أهل تهامة ومنزلة فيهم وعز ومنعة .
وتخلفت عنهم ثقيف وأقموا كما ذكرنا مع أخوالهم عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان ونزلت معهم كنانة بن خزيمة بن مدركة وأرضهم خانق وبقيت بن عامر بن الظرب يأخذون نصف ثمار الطائف زمنا فتحصنت ثقيف وبنو على الطائف حائطا يطيف بها وامتنعوا عن عدوان فقاتلتهم ولكنها لم تسطيع الوصول اليهم بسبب التحصن والسور الذي بنوه عليهم فقال اأجش بن مرادس بن عمرو بن عامر بن سيار بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسى (ثقيف) يذكر الطائف:
فقد جربتنا عمرو بن عامر
فأخبرها ذوو رأيها وحليمها
وقد علمت ان قالت الحق أننا
اذا ما انثنت صعر الخدود نقيمها
ولكن ثبتت طائفة من ثقيف على نسبها الى اياد فهذا أمية بن أبي الصلت الثقفي يقول:
فاما تسألى يابثن عنى
وعن نسبى أخبرك اليقينا
فأنا للنبيت بنى قسى
لمنصور بن يقدم أقدمينا
لافصي عصمة الهلاك أفصى
على أفصي بن دعمى بنينا
ودعمى به يكنى اياد
اليه تنسبى كى تعلمينا
وقال مالك بن عوف النضري:
الا أبلغ ثقيفا حيث كانت
بأنى ما حييت لكم معادى
فانى لست منك ولست منى
فحلى في احاظة أو ايادى .
ويقول مسعود بن معتب الثقفي:
لا قيسكم منا ولا نحن منكم
ولكننا أولاد نبت بن يقدما
وان أدع يوما في احاظة تأتنى
كتائب خرس لا أخاف التهضما
وقال ابن أخيه غيلان بن سلمة بن متعب:
انى امرؤ من اياد غير مؤتشب
وأري الزناد وقلل قيس عيلان
هم ولدى واليهم أنتمى صعدا
والحى قيس هم صهرى وجيران
وقد أكد غيلان على أن أنتساب ثقيف الى قيس انتساب مصاهرة ومجاورة والا فانهم من اياد.
ونعود الى ما يقوله النساب والشعراء منهم عن ثقيف بعد الاسلام وفي زمن تسلط بنو أمية وولاية الحجاج العراق وما والاه وموقف الناس من الحجاج وما عانوه وما لقيهم من شرره: يقول الراوى: سأل المغيرة بن شعبة هند بنت النعمان بن المنذر وهي في دير لها في الحيرة مترهبة : وكان المغيرة أمير الجيش الاسلامي: ما كان أبوك يقول في هذا الحى من ثقيف
قالت: كان ينسبهم في اياد وقد افتخر عنده رجلان من ثقيف واخر من بنى سالم والاول من بني يسار فسألهما عن نسبهما فانتسب أحدهما الى هوازن والاخر الى اياد فقال أبي: ما لحى معد على اياد فضل فخرجا وأبي يقول:
ان ثقيفا لم تكن هوازنا
ولم تناسب عامرا ومازنا
الا حديثا وافق المحاسنا
وقد أكد ابن عباس رضى الله عنه على أن النخع وثقيف من اياد فثقيف قسى بن منبه بن النبت بن أقصي
والنخع بن عمرو بن الطثمان بن عوذ مناة بن يقدم بن أفصي بن دعمى بن اياد فكلاهما يلتقيان بأفصي .
فيقول شاعر ينفى ثقيفا من اياد:
عارى الاشاجع من ثقيف أصله
عبد ويزعم أنه من يقدم
وشاعر أخر كان أوضح من صاحبه فيقول:
فماذا عسي الحجاج يبلغ جهده
اذا نحن جاوزنا حفير زياد
فلولا هوبنو مروان كان ابن يوسف
كما كان عبدا من عبيد اياد
زمان هو العبد المقر بذله
يرواح غلمان القرى ويغادى
أما عن النخع وعلاقتهم بثقيف واياد فتقول أخت الاشتر مالك بن الحارث النخعي:
أبعد الاشتر النخعي اسي
علي ميت وأقطع بطن واد
نؤاخى مذحجا باخاء صدق
وان نسبت فنحن الى اياد
ثقيف عمنا وأبو أبينا
واخوتنا نزار أولوا السداد.
المصدر : كتاب الانساب المنقطعة لاحمد عبدالرضا كريم وقد أختصرت بعض ما تطرق اليه بخصوص بنو اياد وثقيف
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل .