مات كمال الشناوي دون أن يبوح بأسرار وكواليس فيلم الممثل الكبير حسني مبارك!
· هناك تشابه بين دور كمال الشناوي في الفيلم ودور مبارك في الرئاسة.. فكلاهما طيار حارب إسرائيل في المعارك
كتب:حاتم سعيد
عادة ما تختلط الأسرار السياسية بالنميمة الفنية لتقدم علي أطباق فرنسية الصنع في سهرات علية القوم في أي دولة في العالم.. فلكل منها بريقه ومكتسباته التي تفرضها ظروف هاتين المهنتين.. فكلاهما يصنع لصاحبها هالة من الشهرة ويضعه تحت مصابيح الإضاءة في الاستديوهات وأمام الكاميرات في الشوارع..
والتزاوج بين السياسة والفن قصة قديمة لم يعد لها كل البريق القديم الذي يدهش العامة.. حتي أنه أصبح من العادي أن نكتشف علاقة صداقة وطيدة تربط بين سياسي كبير وفنان معروف.. جمال مبارك وعمرو دياب مثلاً.. أو ينتج عنها زيجات تستولي بعض الوقت علي اهتمام الجمهور العادي لتتحول بعد قليل من الوقت إلي مجرد نكات أو حسد لا أكثر.. محمود الجمال نسيب مبارك وليلي علوي مثلاً.. وبالعودة إلي التاريخ سنكتشف بالتأكيد أمثلة كثيرة لا محل لها الآن.. لكن تظل الصداقات والعلاقات بين السياسة والفن في تداخل مستمر إلي يوم الدين..
لكن التاريخ نفسه سجل من قبل دخول بعض الفنانين إلي مجال السياسة والحكام لعل أشهرهما رونالد ريجان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأرنولد شوارزنجر حاكم كاليفورنيا.. والمثير أن كاليفورنيا كانت البوابة الرئيسية لدخول كل منهما المجال السياسي.. تماماً كما كانت المنوفية في مصر تلعب الدور نفسه.. أما الأكثر أن رونالد ريجان تولي رئاسة أمريكا في العام نفسه الذي ورث فيه مبارك عزبة مصر.. لكن الأول ترك الرئاسة والسياسة بعد ثمان سنوات فقط.. أما الثاني فلم يتركها إلا "بخلع الأرواح".. أما الاختلاف بين ثلاثتهم أن مبارك هو الوحيد الذي منع عرض الفيلم الذي اشترك فيه بمجرد توليه الرئاسة.. وتعود قصة الفيلم إلي العام 56 عندما قرر كمال الشناوي إنتاج فيلم يخرجه حسن الإمام..
وسنندهش جميعاً عندما نجد أن قصة الفيلم تحكي عن قصة ضابط طيار أحب فتاة فقيرة وقرر أن يتزوجها.. لكن والده رفض.. فتزوجها رغماً عنه وعاش بعيداً عن عائلته.. وفي أحد الأيام أوكلت إليه مهمة جوية للدخول في معركة فوق فلسطين لمحاربة الصهيونية التي تريد اغتصاب فلسطين.. فذهب إلي القيادة وتلقي التعليمات من قائد السرب (لعب دوره ممثل ناشيء اسمه حسني مبارك) واستقل طائرته ودخل في المعركة لكن طائرته سقطت وتم أسره.. لكن تم إعلان وفاته فتزوجت زوجته من شخص آخر وقف إلي جانبها..
ومن هذه القصة نجد أن هناك تشابهاً بين دور كمال الشناوي في الفيلم ودور مبارك في الرئاسة.. فكلاهما طيار حارب إسرائيل في المعارك الجوية.. كما أن الأول رفض والده زواجه من بنت فقيرة.. أما الثاني فقد رفض شخصياً أن يتزوج أحد ابنائه من فنانة معروفة كما رددت بعض الصحف.. أما الاختلاف الوحيد بينهما أن كمال الشناوي قدم في الفيلم دور ضابط طيار تسقط طائرته في فلسطين أثناء إحدي المعارك ضد الصهاينة.. لكن مبارك سقطت طائرته الرئاسية في إسرائيل أثناء تقديم واجب العزاء في رابين..
وما أن تم الإعلان عن وفاة الفنان القدير كمال الشناوي إلا وبدأ المصريون كعادتهم في إطلاق النكات اللاذعة علي الرئيس المخلوع.. عملاً بمبدأ "هم يضحك وهم يبكي".. فقد كانت وفاة الشناوي سبباً ليتذكر المصريون جميعاً فيلم مبارك الذي منعه من العرض.. ومن بين جمل السخرية والتساؤلات التي تم طرحها.. هل تقاضي مبارك أجراً عن دوره في الفيلم أم اكتفي بالتصوير الفوتغرافي مع فتي الشاشة وقاهر قلوب النساء في ذلك الوقت لتكون ذكري يتباهي بها بين أبنائه وأصدقائه فيما بعد؟ خاصة أن الشناوي هو نفسه منتج الفيلم.. أيضاً تحدث البعض عن الفارق بين شهرة ريجان قبل الرئاسة كممثل والدور البسيط الذي لعبه مبارك أمام الشاشة.. حتي أن البعض أرجع سبب منع مبارك للفيلم لهذا السبب.. وقد رجح البعض الآخر أنه لو أن الشناوي تركه يتحدث ما تم منع الفيلم أبداً.. نقطة أخري أيضاً ترددت بقوة كنوع من سخرية الأقدار لا أكثر.. ورغم حساسيتها دينياً إلا أنها طريفة جداً.. فقد توفي ريجان عن عمر يناهز 93 عاماً.. وتوفي الشناوي عن عمر يناهز الـ 99 عاماً.. فرجح البعض أن وفاة حسني ستكون في عمر الـ 90 وهو ما يذكرنا بمعادلات مربع أرسطو الشهيرة..
لكن الأكيد أن مبارك تعامل مع الموقف باعتباره عاراً عليه أن يظهر في تاريخه.. والأكيد أيضاً أنه فكر بعقلية رجعية وسطحية ولم ينظر خارج الصندوق.. فقد كان من الممكن أن يكون هذا الفيلم من الأحاديث التي يتطرق إليها في أحاديثه الصحفية والتليفزيونية كنوع من الطرافة وخفة الدم.. وبالتأكيد كانت ستكون أفضل كثيراً من جملة "كبر مخك" التي قالها كنوع من "خفة الدم" في أحد مؤتمرات الحزب الوطني.. لكنها للأسف
· هناك تشابه بين دور كمال الشناوي في الفيلم ودور مبارك في الرئاسة.. فكلاهما طيار حارب إسرائيل في المعارك
كتب:حاتم سعيد
عادة ما تختلط الأسرار السياسية بالنميمة الفنية لتقدم علي أطباق فرنسية الصنع في سهرات علية القوم في أي دولة في العالم.. فلكل منها بريقه ومكتسباته التي تفرضها ظروف هاتين المهنتين.. فكلاهما يصنع لصاحبها هالة من الشهرة ويضعه تحت مصابيح الإضاءة في الاستديوهات وأمام الكاميرات في الشوارع..
والتزاوج بين السياسة والفن قصة قديمة لم يعد لها كل البريق القديم الذي يدهش العامة.. حتي أنه أصبح من العادي أن نكتشف علاقة صداقة وطيدة تربط بين سياسي كبير وفنان معروف.. جمال مبارك وعمرو دياب مثلاً.. أو ينتج عنها زيجات تستولي بعض الوقت علي اهتمام الجمهور العادي لتتحول بعد قليل من الوقت إلي مجرد نكات أو حسد لا أكثر.. محمود الجمال نسيب مبارك وليلي علوي مثلاً.. وبالعودة إلي التاريخ سنكتشف بالتأكيد أمثلة كثيرة لا محل لها الآن.. لكن تظل الصداقات والعلاقات بين السياسة والفن في تداخل مستمر إلي يوم الدين..
لكن التاريخ نفسه سجل من قبل دخول بعض الفنانين إلي مجال السياسة والحكام لعل أشهرهما رونالد ريجان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأرنولد شوارزنجر حاكم كاليفورنيا.. والمثير أن كاليفورنيا كانت البوابة الرئيسية لدخول كل منهما المجال السياسي.. تماماً كما كانت المنوفية في مصر تلعب الدور نفسه.. أما الأكثر أن رونالد ريجان تولي رئاسة أمريكا في العام نفسه الذي ورث فيه مبارك عزبة مصر.. لكن الأول ترك الرئاسة والسياسة بعد ثمان سنوات فقط.. أما الثاني فلم يتركها إلا "بخلع الأرواح".. أما الاختلاف بين ثلاثتهم أن مبارك هو الوحيد الذي منع عرض الفيلم الذي اشترك فيه بمجرد توليه الرئاسة.. وتعود قصة الفيلم إلي العام 56 عندما قرر كمال الشناوي إنتاج فيلم يخرجه حسن الإمام..
وسنندهش جميعاً عندما نجد أن قصة الفيلم تحكي عن قصة ضابط طيار أحب فتاة فقيرة وقرر أن يتزوجها.. لكن والده رفض.. فتزوجها رغماً عنه وعاش بعيداً عن عائلته.. وفي أحد الأيام أوكلت إليه مهمة جوية للدخول في معركة فوق فلسطين لمحاربة الصهيونية التي تريد اغتصاب فلسطين.. فذهب إلي القيادة وتلقي التعليمات من قائد السرب (لعب دوره ممثل ناشيء اسمه حسني مبارك) واستقل طائرته ودخل في المعركة لكن طائرته سقطت وتم أسره.. لكن تم إعلان وفاته فتزوجت زوجته من شخص آخر وقف إلي جانبها..
ومن هذه القصة نجد أن هناك تشابهاً بين دور كمال الشناوي في الفيلم ودور مبارك في الرئاسة.. فكلاهما طيار حارب إسرائيل في المعارك الجوية.. كما أن الأول رفض والده زواجه من بنت فقيرة.. أما الثاني فقد رفض شخصياً أن يتزوج أحد ابنائه من فنانة معروفة كما رددت بعض الصحف.. أما الاختلاف الوحيد بينهما أن كمال الشناوي قدم في الفيلم دور ضابط طيار تسقط طائرته في فلسطين أثناء إحدي المعارك ضد الصهاينة.. لكن مبارك سقطت طائرته الرئاسية في إسرائيل أثناء تقديم واجب العزاء في رابين..
وما أن تم الإعلان عن وفاة الفنان القدير كمال الشناوي إلا وبدأ المصريون كعادتهم في إطلاق النكات اللاذعة علي الرئيس المخلوع.. عملاً بمبدأ "هم يضحك وهم يبكي".. فقد كانت وفاة الشناوي سبباً ليتذكر المصريون جميعاً فيلم مبارك الذي منعه من العرض.. ومن بين جمل السخرية والتساؤلات التي تم طرحها.. هل تقاضي مبارك أجراً عن دوره في الفيلم أم اكتفي بالتصوير الفوتغرافي مع فتي الشاشة وقاهر قلوب النساء في ذلك الوقت لتكون ذكري يتباهي بها بين أبنائه وأصدقائه فيما بعد؟ خاصة أن الشناوي هو نفسه منتج الفيلم.. أيضاً تحدث البعض عن الفارق بين شهرة ريجان قبل الرئاسة كممثل والدور البسيط الذي لعبه مبارك أمام الشاشة.. حتي أن البعض أرجع سبب منع مبارك للفيلم لهذا السبب.. وقد رجح البعض الآخر أنه لو أن الشناوي تركه يتحدث ما تم منع الفيلم أبداً.. نقطة أخري أيضاً ترددت بقوة كنوع من سخرية الأقدار لا أكثر.. ورغم حساسيتها دينياً إلا أنها طريفة جداً.. فقد توفي ريجان عن عمر يناهز 93 عاماً.. وتوفي الشناوي عن عمر يناهز الـ 99 عاماً.. فرجح البعض أن وفاة حسني ستكون في عمر الـ 90 وهو ما يذكرنا بمعادلات مربع أرسطو الشهيرة..
لكن الأكيد أن مبارك تعامل مع الموقف باعتباره عاراً عليه أن يظهر في تاريخه.. والأكيد أيضاً أنه فكر بعقلية رجعية وسطحية ولم ينظر خارج الصندوق.. فقد كان من الممكن أن يكون هذا الفيلم من الأحاديث التي يتطرق إليها في أحاديثه الصحفية والتليفزيونية كنوع من الطرافة وخفة الدم.. وبالتأكيد كانت ستكون أفضل كثيراً من جملة "كبر مخك" التي قالها كنوع من "خفة الدم" في أحد مؤتمرات الحزب الوطني.. لكنها للأسف