عيسى السيد عامر اليحيى الأحد مارس 04, 2012 1:22 am
هواره.. كثيرا مايدورسجال حول نسب هذه القبيلة الكبيرة الشهيرة , والمتواجدة على خريطة شمال إفريقيا في مصر وليبيا والمغرب العربي . .
هذا ما كتبه بعض الباحثون عن نسب القبيلة , ومعهم حق فكلام المؤرخين عن القبيلة لا ينتهي , ومثله مثل البحر المتلاطم من المعلومات وبعضه متضارب ولا يصل بالقارئ إلى شاطئ بل يصيبه بالدوار .
ولكن أذا ما أخذنا ما أتفق علية المؤرخون ( المقريزي – ابن خلدون – اليعقوبى – الحمداني– القلقشندى ) وطرحنا ما أختلفوا فية جانبا , وأخذنا ما جاء بالتوراة عن آل ابراهيم وربطنا كل ذلك مع الأحداث التاريخية التي جرت عبر العصور فأنة يمكن الوصول لحقيقة الأمر بوضوح .
والكلام عن هوارة لا ينتهي ..... ولكننا أخذنا أهم ما في الموضوعات وذكرناها في هيئة بانوراما تاريخية مختصرة تتيح للقارئ فهم الموضوع ببساطة ويلاحظ القارئ أنه جاء ذكر بعض أسماء القبائل الأخرى التي تداخلت مع هوارة في الأحداث ونوهنا عنها وعن علاقتها بهوارة وذلك حتى تتكامل الصورة والحقيقة .
وفى النهاية لنا بعض التعليقات والتي سنذكرها لاحقا" .
هوارة .. عبر الزمان
قبيلة هوارة هي أحدى قبائل بني قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام– وبنو قيدار هؤلاء جاء ذكرهم في التوراة ( التوراة تعتبر سجل تاريخي لسيرة آل إبراهيم علية السلام ) - وقيدار هو الابن الثانى لإسماعيل علية السلام- وأنجب بدورة عدة أبناء أكبرهم ابنة بر الذي أنجب بدورة ولدين أحدهم برنس والآخر مادغيس الأبترومنهما جاءت كل القبائل التي عرفت بعد ذللك بأسم قبائل البربر بعد هجرتهم واستقرارهم بشمال أفريقيا وكان بنو قيدار في بداية نشأتهم وقبل أن يتفرعوا لقبائل كبيرة كانوا يقيمون بمنطقة مكة المكرمة ثم ارتحلوا منها إلى شمال الجزيرة العربية نتيجة للجفاف ليقيموا بالقرب من أبناء عمومتهم من بني أسحق علية السلام وكان الجميع على دين جدهم إبراهيم علية السلام قبل أن يضلوا - ثم تزايد عددهم عن بنى عمومتهم وأصبحوا يشكلون قبائل كبيرة العدد أسست مملكة ( بنى قيدار ) التى جاء ذكرها فى التوراه وكانت تشمل وسط وشمال الجزيره العربيه والأردن و جنوب فلسطين وشملت شرق مصر فى عهد ملكهم ( جشم ) , وأشتهروا بالشجاعه والمهاره الحربيه - وبدأت تنشأ خلافات وصراعات بين الطرفين من وقت لآخر وعندما تجددت تلك الخلافات فى عهد سيدنا داوود علية السلام( وكان ملكا لبنى إسرائيل وكانت وقتها مملكة قوية لها سيطرة على باقي الممالك ) قام بتهجيرهم ألى شمال أفريقيا وأنزلهم بمنطقة مراقبا المصرية على الساحل الشمالي ثم انتقلوا منها إلى باقي شمال أفريقيا , وكمـا ذكر المؤرخـون ( المقريزي ص38/ 167)- انتقلت قبيلة لواتة إلى برقهوانتقلت قبيلة هوارة إلى منطقة طرابلس الغرب ونزلت قبيلة زناته بالجبال ثم استقرتبتونس- ثم انتشر البربر بعد ذلك بشمال أفريقيا وحتى السويس على البحر الأحمر, وكانوا يطلقون على أنفسهم أسم الأمازيغ( أى الأحرار ذوى الأصل النبيل ) , وكانت شعوب أوربا الغربية خاصة الرومان يقيمون بشمال أفريقيا قبل قدوم بني قيدار إليها - حيث لم يكن لمضيق جبل طارق وجود وكانت الأرض متصلة قبل مجيء الأسكندر الأكبر الذي حفر المضيق ووصل البحرين - والرومان هم من أطلقوا لفظ البربر على بنى قيدار وعلى غيرهم أيضا لعدم فهمهم للغتهم وهو لفظ كانوا يطلقونة على الشعوب التى لا يعرفون لغتها أو يعادونها . و كان بنو قيدار أثناء أقامتهم بالجزيرة العربية - قبل ارتحالهم إلى شمال أفريقيا - كانوا معتادين الارتحال فى قوافل تجارية إلى مصر ويتزاورون مع أخوالهم فى مصر حيث تجرى في عروقهم بجانب الدماء الكلدانية العربية التي ورثوها عن جدهم الأكبر إبراهيم الخليل علية السلام - تجرى أيضا دماء مصرية فرعونية ملكية ورثوها مرتين أحداهما عن أمهم هاجر الأميرة الفرعونية المصرية والتي كانت أسيرة لدى الهكسوس وأهدوها لإبراهيم علية السلام والثانية عندما تزوج جدهم إسماعيل علية السلام من أحدى قريبات والدته فى مصر- وهو ما أكدته التوراة خلاف ما يشاع في هذا الشأن- وفى أحدى هذه القوافل التجارية عثرت القافلة بالبئر الذي شربوا منة على سيدنا يوسف بن يعقوب بن أسحق بن إبراهيم الخليل عليهم جميعا السلام - ولم يكن يعلمون أنة من أبناء عمومتهم - وباعوه بمصر وبعد أن أصبح وزيرا لمصر زادت هجرتهم لها كما فعل آل يوسف علية السلام – وأستقر كثير منهم فيها وتزايد عددهم مع الوقت بالأضافه للهجرات المتتالية لقبائلهم بعد ذلك من الحدود الغربيه بعد نزولهم بشمال أفريقيا والتي استقرت بالدلتا وخالطوا المصريين والتحقوا بالجيش المصري وجاء وقت كانوا يشكلون فيه 90 % من قوة الجيش المصري وأصبح أحدهم القائد العام للجيش وعندما مات الفرعون - ولم يكن له وريث أختاره المصريون لعرش مصر وحمل لقب فرعون وهو لقب لايحملة الا مصري وأصبح ششنقأول فرعون أمازيغىلمصر من بنى قيدار وحمل أسم ششنق الأول وكان معاصرا لفترة حكم سيدنا سليمان لبنى إسرائيل , واستعان بة سيدنا سليمان علية السلام في صراعه مع الكنعانيين , ثم تزوج علية السلام من ابنة ششنق الأول - وبعد وفاة سيدنا سليمان علية السلام أظهر من خلفوه على ملك بنى إسرائيل أطماعا فى مصر فجهز لهم الفرعون جيشا قويا وشن عليهم حملة لتأديبهم ألا أنها تطورت لصراع كبير انتهى بتدمير دولة إسرائيل وتدمير الهيكل وتكوين إمبراطورية مصرية كبرى شملت لأول مره الشام وفلسطين ومصر وليبيا والسودان – كما ورد بالتوراة - وأستمر حكم بنى قيدار لمصر من الأسرة الثانيه والعشرين إلى الأسرة الخامسة والعشرين .
وكانت من أشهر القبائل التي استقرت بمصر قديما , قبيلةلواتة ( وهى قبيلة استوطنت برقه وهاجرت عشائر كثيرة منهم لمصر قديما واستقروا بالدلتا وهم أبناء عمومة لهوارة ) وكانت تعتنق المسيحية ثم أسلمت بعدالفتح . أما أشهر هجرات قبيلة هوارة لمصر جاءت معالفتح الفاطميواستقرت بعدها بمصر , حيث كان الجيش الفاطمي بقيادة جوهر الصقلييتكون أساسا من ثلاثة ألوية لأشهر وأقــوى قبائل البربر أحدهـم لقبيلةكتامة ( وهى التي ساندت قيام الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا وساندت انتشارها بالحجاز والشام وتولى أبناؤها كل المناصب الهامة بالدولة ولولاها ما كانت الدولة الفاطمية, وكتامة هم أبناء عمومة لكلا من هوارة وصنهاجة ) , أما اللواء الآخر كان لقبيلةصنهاجة ( وهى القبيلة ذات التاريخ العريق والتي أرهقت الرومان بمقاومتها لهم بشمال أفريقيا وهى التي أسست دوله المرابطين بالمغرب العربي وشيدت مدينةمراكشالتى لاتزال قائمة حتى اليوم , كذلك هي التي أسقطت الدولة الفاطمية بشمال أفريقيا عندما نكص الخليفة الفاطمي وعدة للبربر بتدعيم المذهب السني في مصر أذا ما ساندوه في فتحها - أيضا عشائرهم المقيمة في ليبيا هي التي تحملت العبء الأكبر في مقاومة الاحتلال الأيطالى - وصنهاجة أخوة أشقاء لهوارة وكانوا يشكلون معا قبيلة أوريغه ) . أما اللواء الثالث فكان لقبيلةهوارة ( وهى التي أجمع المؤرخون ومنهم ابن خلدون على انة يرجع لها الفضل فىالفتح الأسلامى للأندلس ثم صقلية وحكمت كلا البلدين قرابة مائتى عام وأقامتدولة ذى النونبالأندلس وأقامت دولةبنى الخطابفى ليبيا وأيضا أقامت دولةبنى الزيرىفي المنطقة المشتركة بين ليبيا والجزائر وتونس , وشيدت مدينة وهران بالجزائر و مصراته بليبيا ومليله بالمغرب وهى مدن لا تزال قائمه حتى اليوم , كما شيدت عدة مدن بمصر وكثير من المدن بمناطق أخرى لا زالت تحمل أسماء عشائرها , وتحملت عشائرها المقيمة بريف المغرب وجبال الأوراس بالجزائر العبء الأكبر في مقاومة الاحتلال الفرنسي ) , وكان لواء هوارة بجيش الفتح الفاطمي يتشكل أساسا من عشيرة زويلة- وهى عشيرة قوية وهى التى أقامت دولة بنى الخطاب وعاصمتها زويلة - وبعد الفتح استقر من جاء منهم في القاهرة بمكان عرف باسمهم وهو حارة زويلة وعرف بابها ذو البرجين وكلا منهم على شكل مئذنه , بأسم باب زويلة حتى اليوم , وأقامت عشائر هوارة بمحافظة البحيرة بعد الفتح , وبعد أن تولى المماليك حكم مصر , وكان بدر بن سلامأميرا لهوارة فى ذلك الوقت 782 )هـ / 1380 م ) دار صراع كبير بين الطرفين استعان فيه المماليك بقبائل العربان وزناره وتغلبوا على هوارة وقاموا بترحيلها ألي الصعيد بولاية جرجا- سوهاج حاليا - وكانت مناطق خربة قاموا بأصلاحها وتعميرها فى عهد أميرهم الأول بعد هجرتهم الأمير إسماعيل مازن, والذى أستطاع لم شملهم وتقويتهم , ثم توسعت أملاكهم وأنتشرت قراهم من الجيزة شمالا الى قوص جنوبا , وذلك في عهد أشهر أمرائهم الأميرعمر بن عبد العزيز الهوارى والذى كان جيشه يتكون من 30 ألف فارس من أبناء القبيلة قاوم بهم الأتراك ومنع عنهم الخراج وأجبرهم في النهاية على عقد صلح معه ، والأعتراف بة أميرا على الصعيد من الجيزة حتى أسوان وذلك بموجب صك رسمى من الباب العالى وأصبح للصعيد مايعرف اليوم بالحكم الذاتي تحت أمرته وأسس أول أماره هواريه بالصعيد وأتخذ من قوص عاصمة له , وتنتمي إليه فى الوقت الحاضر عشائر الوشيشات وأغلب عشائر هواره الحديثه , ومن أشهر أمرائهم من بعدة , حفيده الأميرهمام بن سيبيه الهوارى أمير هوارة وشيخ مشايخ العرب وأمير الصعيد وكان مشهورا بالنبل والكرم والجود وتولى من بعدة الأمير همام بن يوسف مؤسس ثانى أماره هواريه بالصعيد وعاصمتها فرشوط , وتنتمى أليهما فى الوقت الحاضر عشائر الهمامية وعدة عشائر أخرى أما باقى عشائر هواره الحديثه فهي كثيرة كثيره ولا مجال لحصرها هنا .
هوارة هي أكبر قبائل المغرب العربي، ويرجع نسبها اليهوار بنأوريغ بن برنس بن بر بن قيدار بن أسماعيل بن إبراهيم الخليلعليهما السلام -وهوارهذا كان له أخوة هم ملد ومغر وقلدن الا أن أبناؤهم جميعا نسبوا إلية وتسموا جميعابهوارة أما صنهاج بن أوريغ فنشأت عنه قبيلة صنهاجه وكانوا جميعهم في البداية يشكلون قبيلة أوريغه - و بجانب الفضائل التي اتصفت بها قبائل البربر مثل الكرم والجود وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف والذود عن الشرف والشجاعة , تميز أبناء القبيلة أيضا بالمهارة الحربية والفروسية وعلو الهمة والإقدام, ولذلك كانوا يتولون مهام الاستطلاع , و يتصدرون الصفوف الأولى للجيوش ويتولون مناصب القيادة فيها , وهم فى ذلك ورثوا جدهم أسماعيل عليه السلام فهو أول من روض الخيل وأعتلاها وكان أمهر رماة الرمح وقد قال الشاعر فيهم قديما :
أنظر إلى خيل هوارة ترىعجبا
فى سـيرها حين يســـرى بها الســـارى
لم تخـــتال الخيل قط براكبهــــا
ما لم يكن الراكب فــوق السرج هوارى
وتنقسم هوارة إلى عدة بطون ( عشائر ) ، فإلى هوار بنأوريغ تنتمي بطون كهلان وغريان ومسلاتة (أسسوا مدينة مسلاته بليبيا ) ومجريس وورغة وزكاوة (قبيلة زغاوة الموجودة بتشاد والسودان) وونيفن .
وإلى مغرتنتمي بطون ماوس وزمور وكياد وسراى وورجين ومنداسة وكركودة .
وإلى قلدن تنتمي بطونقمصانة ورصطيف وبيانة .
وإلى ملد تنتمي بطون مليلة ( أسسوا مدينة مليلة بالمغرب) ووسطط وورفل ( أسسوا مدينة وورفلة بليبيا ) ومسراتة( أسسوا مدينة مصراتة بليبيا ) وأسيل .
ومن البطون المنتمية أيضا إلى هوارة :
ترهونة ( أسسوا مدينه ترهونه بليبيا ) وهراغة وشتاتةوانداوة وهنزونة وأوطيطة وصنبرة .
هوارة .. عبر المكان
حفظ التاريخ أسم هوارة عبر الزمان .. وحمل أسمها وأسماء عشائرها كثير من الأماكن في أقطار عديدة شملت مصر والشام وفلسطين وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والأندلس وصقلية.. ولم تحظى قبيلة بسعة الأنتشار مثلما حظيت هوارة فقد أنتشرت عشائرها فى كل دول الشرق الأوسط ( خاصة مصر والشام ودول شمال أفريقيا ) وانتشرت أيضا بالسودان وتشاد وموريتانيا ونيجيريا كما لها عشائر بأوروبا فى أسبانيا وصقلية وفرنسا وألمانيا ( منهم من أستقر بعد الفتح الأسلامى ومنهم من أستقر بعد الحرب العالمية حيث شاركوا بالقتال فيها مع قوات الحلفاء ) .
ويذكر المؤرخون أنة خلال القرن التاسع امتدت ديار هوارة فيإقليم طرابلس ما بين تاورغاء ومدينة طرابلس، وحملت عدد من المناطق في الإقليم أسماءعشائرها مثلمسراتة وورفلة وغريان ومسلاتة وترهونة .
كما أقامت قبائل هوارة ببلاد أخرى في المغرب العربي وذكر اليعقوبي فيأواخر القرن التاسع والبكري في منتصف القرن الحادي عشر أنهم يقيمون في غربتونس وبالجزائر في جبال الأوراس وحول مدن تبسة وقسنطينة وسطيف والمسيلة وتيهرتوسعيدة, ( كما شيدوا مدينة وهران عام 902-903م، وأقامها محمّد بن أبي عون الهوّاري وهى لاتزال قائمه حتى اليوم ) ,وأقاموا أيضا في بلاد المغرب الأقصى ببلاد الريف وحول مدينتي أصيلةوفاس .
وذكر ابن خلدون أن قبائل ونيفن وقيصرون ونصورة من هوارة تقيم بينمدينتي تبسه وباجة .
وتقيم قبيلة بني سليم من هوارة حول مدينة باجة .
وتقيم في غربالجزائر قبائل من هوارة من بينها قبيلة مسراتة التي يقيم جزء منها بإقليم طرابلسوجزء آخر مع الملثمين الطوارقويعرفون باسم هُكَّاره قلبت الواو في هوارة كافاأعجمية تخرج بين الكاف والقاف، أي كالجيم في العامية المصرية ،
ومنهم من استقر فيفزان ( بليبيا ) وكانت لهم دولة عاصمتها زويلة حكمها بنو الخطاب منهم، واستمروا في حكمها حتىعام 806 هـ .
وقد أقامت القبيلة في إسبانيا منذ القرن التاسع الميلادي على الأقل - وكان بنو هوارة يعدون في مطلع القرن الحادي عشر الميلادي سادة وأصحاب شأن في شمالي إسبانيا، كما تولوا القيادة العسكريّة في مدينتي قرطبة وطليطلة وغيرها من المدن الإسبانيّة. وقد تولى أحد زعماء القبيلة الملُك في أسبانيا وهو المأمون يحيى بنإسماعيل بن ذي النون ، وذلك عام 1083م .
وقد هاجر جزء من هوارة إلى برقه ( بليبيا ) وأقاموا بها ، ثم هاجروا منها إلىمصر، وكانوا في القرن الثالث عشر ينتقلون بين مرسى الكنائس والبحيرة، ثم نزحوامن البحيرة إلى الصعيد بجرجا وما حولها- محافظة سوهاج الآن - ثم انتشروا في معظم الوجه القبلي ما بين قوص محافظةقنا جنوبا ألي البهنسا محافظة المنيا شمالا. ومن هوارة من استقر بعدذلك بالقاهرة والوجه البحري .
وذكر القلقشندى في نهاية الأرب أربعة وثلاثين بطنا ( عشيرة ) من هوارة بالصعيد وهم :
بنومحمد وأولاد مأمن وبندار والعرايا والشللة وأشحوم وأولاد مؤمنين والروابع والروكة والبردكية والبهاليل والأصابغة والدناجلة والمواسية والبلازد والصوامع والسدادرة والزيانية والخيافشة والطردة والأهلة وأزليتن وأسلين وبنو قمير والنية والتبابعة والغنائم وفزارة والعبابدةوساورة وغلبان وحديد والسبعة وكانت الإمارة فيهم لأولادعمر وفى زمام البهنسا وما جاورها كانت لأولاد غريب .
ومن أشهر المدن التي حملت أسم عشائر هواره : مغاغة , مراغه , الغنايم , الصوامعه , برديس ,أولاد بهيج , بندار , أولاد شلول ,الريانيه وغيرها كثير ولا مجال لحصرها هنا .
كما يوجد اليوم عائلات تحمل لقب الهواري ببلاد الشام ،قدمت من مصر ومن بلاد المغرب العربي (ذلك عندما تم نفى المجاهد المغربي الكبير عبد الكريم الخطابي ألي لبنان ومعة أنصاره من قبيلة هوارة , كما أستقر هناك بعض المقاتلين من أبناء القبيلة والذين شاركوا فى الحرب العالمية مع قوات الحلفاء) , وبالشام هناك عائلات كبرى مثل الحورانى يعود نسبها لهواره . فهذا نسب قبيله هواره والله الموفق والمستعان .
هوارة .. عبر الأديان
كان بنو قيدار شأنهم شان آل ابراهيم ( بنى أسماعيل وبنى أسحق ) كانوا على دين أبيهم مؤسس عقيدة الأسلام وعقيدة التوحيد وكانوا يرعون الحرم المكى كوصية أبيهم , ألا انة مع الزمن أنتقلت رعاية الحرم الى قبيلة جرهم وأرتحل بنو قيدار الى شمال الجزيرة بجوار أبناء عمومتهم وكان لايزال الجميع على الأيمان وبمضي الوقت ضلوا كما ضل أبناء عمومتهم من بنى أسرائيل وكانوا فى فترات الهداية يعودون إلى الأيمان ويتبعون ما ينزل على أبناء عمومتهم من رسالات وعندما تم تهجيرهم ألى شمال أفريقيا فى عهد النبى داوود علية السلام حملوا معهم العقيدة اليهودية اليها , وظلوا على الأيمان بها , وعند ظهور المسيحية تحول بعضهم إليها وظل الآخرون على اليهودية – وهذا ما ينطبق أيضا على هواره , وعند ظهور الإسلام ووصوله لمصر تحولت عشائر لواتة الموجودة بها إلى الإسلام وكانت على المسيحية , وذهب منهم وفد ليعلنوا أسلامهم أمام عمر بن الخطاب . وعندما بدأت الحملات الإسلامية لشمال أفريقيا , بقيادة المجاهد الكبير عقبة بن نافعودخلوا برقه - موطن قبيلة لواتة , دخلت القبيلة الإسلام دون مقاومه كبيره, ولكن عندما بدأ عقبة بن نافع يواصل حملتة لنشر الإسلام فوجئ بمقاومة عنيفة قادها ضده زعيم قبيلة أوربة- (وهى قبيله ذات تاريخ كبير أسست مملكة أوراسيا ومنها القائد الشهير طارق بن زياد- وهم أبناء عمومة لهوارة أيضا ) - وكانت تدين بالمسيحية وقتها وكان ملكها هو أكسيل بن أيزموالملقب بأسد الأوراس , ودارت بين الطرفين غزوات كثيرة لم يتمكن فيها المسلمون من فرض سيطرتهم وتكبدوا خسائر كبيرة , مما أضطر الخليفة الأموي معاويه لاستدعاء عقبة بن نافع , وإرسال الداعية أسماعيل أبو المهاجروالذي أسلم على يديه أكسل زعيم أوربة وملكها وحقق الأسلام بعض الانتشار بين البربر ولكن بعد موت معاويه عاد عقبة بن نافع لقيادة المسلمين بشمال أفريقيا وأساء معاملة أبى المهاجر والملك أكسيل فعاد الأخير ومعة قبيلة أوربة للمقاومة وارتدوا عن الإسلام وعاد الصراع أشد وأقوى و لقى عقبة بن نافع مصرعه وأستشهد بإحدى الغزوات , واستمرت الحملات وخسر المسلمون مواقعهم وارتدوا الى برقة وجاء حسان بن النعمان لقيادة المسلمين وتجددت الحملات إلى أن لقي زعيم أوربة مصرعه فى أحداها , ثم تولت قيادة البربر من بعدة ملكة الأوراس الملكة تهيا ( ويعنى الجميله ) وكانت تدينباليهوديه هي وقبيلتها جراوه ومعها زناته -وبجانب جمالها كانت فارسه ماهرة و قويه وبارعة في التخطيط لم يأت الزمان بمثلها , قادت البربر في حملات عنيفة ضد المسلمين وأرهقتهم في غزوات متتالية جعلتهم لا يتقدمون عن برقة وخسروا فيها خسائر كبيرة جعلتهم يستنجدون بالخليفة الأموي يطلبون المدد وأطلقوا على تلك الفترة - حرب البلاء - وفى أحدى الحملات لقيت الملكة تهيا مصرعها, وكان آخر ما قالته ( يسموننا بربر !! .. ونحن من نحارب البربرية على هذه الأرض !! .. وداعا يا تجار العبيد .. سيخلف في التاريخ أحفادي ) , وبدأت حدة المقاومة تنكسر ثم حدث تحول كبير بعد مجيء موسى بن نصير لقيادة المسلمين بشمال أفريقيا بأن دخل طارق بن زياد الأسلام وكان أميرا لطنجة و من قبيلة أوربة فدخلت معه القبيلة كلها في الإسلام وكانت قبل ذلك تدين باليهودية ثم المسيحية , ثم أعلنت صنهاجة وهوارة أسلامهما , ودخلت زناتة وباقي القبائل الإسلام تباعا" وبدأ الإسلام ينتشر في شمال أفريقيا وبقدر مقاومة البربر للأسلام في البداية بقدر ما حسن أسلامهم بعد ذلك وأبلوا فيه بلاءا عظيما , وضحوا بالكثير من أجل نصرته .
وكان من أعظم أعمالهم فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد فى عهد موسى بن نصير ثم فتحهم لصقلية بعد ذلك ,أيضا كانت تضحياتهم من أجل أقامة صحيح الدين , فهم من البداية عارضوا عزل أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنة - وكان رأيهم أن من يولى بإجماع المسلمين لا يعزل الا بإجماعهم أيضا , كما ناصروا آل البيت , وكان رأيهم أن الخلافة شورى ويتولاها الأصلح , وبسبب ذلك دخلوا في صراع مع الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية أيضا , ضحوا فيها بالكثير من أرواحهم وأموالهم , وصدقت فيهم نبوءة عمر بن الخطاب رضي الله عنة ,عندما ذهب إلية وفد لواتة لإعلان أسلامهم وتكلموا معه بلغتهم , فجيء إلية بمن يعرف لغتهم وعرفة بهم وبنسبهم , فدمعت عيناه أثناء حديثة معهم فلما سأله الصحابة عن ذلك قال مامعناه ( سيأتي زمان على هؤلاء القوم تتكالب فيه الأمم عليهم وهم يقاتلون لإقامة الدين ونصرته ) وقال أحد الأعراب المعاصرين لتلك الفتن (كنا نقاتل من أجل الدرهم والدينار وهم يقاتلون لنصرة دين الله ويبذلون فية النفس والنفيس ) , وصحت فيهم مقولة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما رأت صبيا بالمدينة مليح الوجه فسألت عنة فقالوا لها أنة من البربر, فأكرمته وقالت فيه ( إن قومه يقرون الضيف ويضربون بالسيف ويلجمون الحكام لجوم الخيل ). ثم حدثت أكبر فتنة عرفها تاريخ الأسلام أقتتل فيها المسلمون بأعداد كبيرة ودارت فيها المعارك على رقعة شاسعة من الأرض وكما ذكر المؤرخون أضرت بالإسلام والمسلمين كثيرا وتسببت في نشر الخراب والحرائق بشمال أفريقيا وهى غزوة بني هلال وبني سليم التي حرض عليها الخليفة الفاطمي بعد قيام البربر بعزلة فى شمال أفريقيا بعد نقضة لعهدة لهم بتدعيم المذهب السنى فى مصر إن هم ساندوه فى فتحها فأدوا هم ماعليهم ولم يوف هو بوعدة لهم فدعت صنهاجة لعزلة , وتزعم هذه الدعوة - المعز بن باديس الصنهاجى ملك صنهاجه وزناته والفارس الشهير والملقب بالخليفة الزناتى- والذى أقام مملكة زناته الشهيره بالقيروان وتونس وكانت ملأ السمع والبصر و جاهد لتدعيم المذهب السنى بشمال أفريقيا . ولم تكن هذه الحملة لنشر الإسلام بشمال أفريقيه كما تصوره السيرة الشعبية , لأن الإسلام كان منتشرا ومستقرا هناك , ولكنها كانت حملة أنتقام من البربر حرض عليها الخليفة الفاطمي وأستغل فيها بني هلال وبنى سليم وساندهم فيها وكان البربر أذا ما اضطروا إلى أخلاء مدينة تحت ضغط الصراع كانوا يخربونها ويحرقونها حتى لا تقع عامرة فى أيدي خصومهم - وهو ما يعرف اليوم بأسلوب الأرض المحروقة. واستمر الصراع طويلا عنيفا ألي أن لقي الخليفة الزناتى مصرعة فيها ولعبت الخيانة دورا هاما فى مصرعه وفى سقوط مملكة زناته من بعده – أما بنى سليم فقد قصدوا برقة موطن لواتة وبعض عشائر هوارة ولم يدم الصراع طويلا ثم تعايش بنو سليم مع هذه القبائل حيث وجدوهم يماثلونهم في التقاليد ولا يقلون عنهم فروسية ونشأت صلات مصاهرة بينهم نتجت عنها عشائر من هوارة ولواتة لها جذور من بني سليم ناحية الأم حيث كان من عادة البربر أن يتزاوجوا من الغير ولايزوجون بناتهم خارج القبيلة .. ولكن ترك هذا الصراع جراحا عميقة في نفوس البربر بشمال أفريقيا , فهي كانت المرة الأولى التى يتقاتل فيها المسلمون بمثل هذا الحجم وعلى هذه الرقعة الواسعة من الأرض .وأرجع المؤرخون سبب مقاومة البربر للإسلام في البداية لأسباب عدة وهى التى لخصتها كلمات الملكة تهيا الأخيرة , فالعرب استخدموا كلمه البربر بمعناها السىء في التعامل معهم كما أن أسلوب الغزو الذي أتبعة المسلمون وقيامهم ببيع الأسرىفي سوق النخاسة وسبى النساء أثار حفيظة البربر كثيرا وأثار فيهم روح المقاومة فهم لم يعتادوا هذاالأسلوب في حياتهم ولم يتعاملوابه في نزاعاتهم وهم من أطلقوا على أنفسهم لقب الأمازيغ ( أي الأحرار ذوى الأصل النبيل) ومنها أيضا أن البربر لم يكن يعلمون شيء عن هذا الدين أو أصحابه - فالمسافة الذمانية والمكانية كانت قد بعدت بين الطرفين ونسى كلا منهم علاقته بالآخر- كما أن المسلمين لم يمهدوا بالدعاة للتعريف بالدين الجديد فضلا عن أن البربر كانوا يدينون بالمسيحية واليهودية أي أنهم أهل كتاب ولا يجوز قتالهم شرعا مالم يعتدوا ولا أكراه لهم في الدين ... كل ذلك جعل البربر يأخذون موقفا معاديا للدين الجديد وأصحابه ويواجهونهم بمقاومة عنيفة كبدت المسلمين خسائر فادحه وأخرت انتشار الإسلام بشمال أفريقيا طويلا.
آل إبراهيم
لا تكون الصورة واضحة ولا الكلام عن قبائل بنى قيدار مفهوما ألا أذا أخذنا فكرة عن تاريخآل إبراهيمعلية السلام.
بعد الطوفان الذي غمر الأرض ونجاة سيدنا نوح علية السلام بسفينته والمؤمنين الذين كانوا معه كان له خمسة أبناء حفظ لنا التاريخ سيرتهم ولم يحفظها لغيرهم ممن كانوا معه بالسفينة . وأنتشر أحفاد أبناؤه الخمسة بالأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وعمروها – وكان سام وحام من أبناء نوح علية السلام وأستقر أبناء الأول بمنطقه الرافدين( العراق ) ثم انتشروا بمنطقه الجذيره والشام أما الثاني أنتشر أبناؤه بجنوبها وقارة أفريقيا . وجاءت من سام بن نوح قبائل الآشوريين والبابليين والآراميين والكلدانيين وأطلق على تلك الشعوب لاحقا أسم العرب وأطلقته عليهم الشعوب المجاورة لهم - وأسباب التسمية كثيرة لامجال لذكرها هنا - أي أن كلمة العرب ليست أسم نسب ولكنه لقب وصفة أطلقت على تلك الشعوب مثلما نقول الغرب ونقصد به شعوب أوربا – وجاء من الكلدانيين سيدنا إبراهيم علية السلام وزوجته سارة ثم رحل بها من العراق لجنوب فلسطين واستقر بها فترة قبل أن يذهب لمصر ويعود منها بهاجر ويتزوجها وينجب منها أسماعيل علية السلام وبعد ذلك أنجبت له سارة أسحق علية السلام وكانت عاقر قبل ذلك . ثم طلبت سارة من أبراهيم علية السلام أن يبعد هاجر وأبنها فأوحى لة الله أن يتجه يهما جنوبا وكان كلما يتوقف ويرغب في الاستقرار يوحى لة بمواصلة المسير حتى وصل مكة وترك بها هاجر وإسماعيل ثم تفجر بئر زمزم لهاجر عليها السلام وأحاطت بهما القبائل وأصبح المكان عامرا ثم أقام سيدنا أبراهيم البيت مع أبنة أسماعيل عليهم السلام وكبر أسماعيل وتزوج وأنجب أثنى عشرة ولدا هم ( نبايوت ،قيدار، إذبئيل،ميسام،مشماع ،دومة،مسا،حدار ، تيما،يطور،نافيش ،وقدمة) وأنجب كذلك أبنة وحيدة تدعى نسمه.
أما قيدارالابن الثاني لإسماعيل علية السلام فقد أنجب عدة أبناء منهم أبنه (بر) وأنجب هذا بدورة أثنين من الأبناء هما برنس ومادغيس الأبتر ومنهما جاءت كل القبائل التي عرفت بعد ذلك باسمالبربر وجاء أيضامن أحد أبناء قيدار بعد ستة أجيال حفيدةعدنانالذى جاءت منة قبائل بني عدنان أو العرب العدنانية وجاءمن ذريتة خاتم الرسل وعدنان هو الجد الثانى والعشرون للرسول عليه الصلاة والسلام .أما أسحق عليه السلام فقد أنجب أثنين من الأبناء هما يعقوب علية السلام والعيص أو عيسو . أما يعقوب وعرف بعد ذلك باسم إسرائيل فقد أنجب أثنى عشرة ولدا شكلوا أسباط (قبائل) بني أسرائيل وجاء منهم الأنبياء يوسف وموسى وهارون ويوحنا وزكريا وداود وسليمان وعيسى عليهم جميعا السلام , وجاءت أيضا العذراء البتول مريم أكرم نساء العالمين عليها السلام .
أما عيسو فقد جاء من زريتة سيدنا أيوب واليسع عليهما السلام .
وقد تعهد الله سبحانه وتعالى لإبراهيم علية السلام برعاية بنى أسحق وأن يبارك بنى أسماعيل ويجعل منهم أمة كبيرة وقد صدق الله وعده فلم تحظى أمه بعناية من الله مثلما حظي بنو أسرائيل , وجاء منهم معظم الأنبياء والرسل وكذلك أصبحت ذرية بني أسماعيل تملأ الجزيرة العربية والشام وشمال أفريقيا وكرمهم الله بأن جاء منهم خاتم النبيين وجعله رسولا لكل البشرية .
وكما نرى فأن آل إبراهيم ما هم ألا - شجرة مباركة بعضها من بعض - أزدانت بالأنبياء والرسل الذين تحملوا المشاق وكابدوا المتاعب و حملوا راية الأيمان والتوحيد وواصلوا عقيدة الإسلام التي بدءها جدهم الأكبر أبو الأنبياء إبراهيم ( خليل الله) علية السلام , وحمل لواءها أبناؤه من بعدة , فحمل موسى( كليم الله)علية السلام رسالة التوراة , ومن بعدة حمل عيسى( كلمة الله) علية السلام رسالة الإنجيل , ثم جاءت خاتمة الرسالات - القرآن - وحملها محمد( حبيب الله) علية الصلاة والسلام .. وأنزل الله على نبيه في حجة الوداع آيته الأخيرة( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الأسلام دينا) وبذلك اكتملت عقيدة الأسلام والتوحيد والتي ارتضاها الله لنا دينا , والتي بدأها أبو الأنبياء وأستكمل أبناؤه شرائعها في ثلاثة رسالات سماويه - عليهم جميعا أفضل الصلوات وأفضلالسلام