أعلن حمدي سعيد ، مدير مركز مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بقرية الدوير، مركز صدفا بمحافظة أسيوط، أن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ومحمد سلماوي، وجمال البنا، قد أهدوا أعمالهم ومؤلفاتهم الكاملة للمكتبة العامة للمركز، دعما للخدمة الثقافية التي تقدمها المكتبة لرواد المركز الثقافي الذي أقيم بمنطقة محرومة من الخدمات الثقافية.
وأضاف سعيد، أن المركز يضم ثلاث مكتبات إحداها متخصصة في القضية الفلسطينية، مهداة من الدكتور محجوب عمر الباحث والمهتم بالشأن الفلسطيني، والثانية هي مكتبة عامة، تضم بين محتوياتها مكتبة أحمد بهاء الدين ومقتنياته الشخصية، والمكتبة الثالثة مخصصة للأطفال، وهم الجمهور الرئيسي المستهدف من أنشطة المركز الثقافي .
من جانبه أعرب اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط عن تقديره لجهد الجمعية في الارتقاء بالواقع الثقافي بقرية الدوير مركز صدفا وامتدح هذا التوجه نحو إنشاء مراكز ثقافية بالمناطق المحرومة.
رابط دائم:
كلمات البحث:
اسيوط| مركزأحمد بهاء الدين
موضوعات من نفس الباب
خطبة الجمعة تتحدث عن المواطنة بأسيوط
قيادات الجيزة يهنئون الأقباط بعيد الميلاد المجيد
طلاب المدارس القومية فى الإسكندرية يحصلون على حكم جديد ضد وزير التعليم
حجز 8 حالات اشتباه بأنفلونزا الخنازير فى البحيرة
كنيسة نجع حمادى تفتح أبوابها للمسلمين السبت المقبيُعد أحمد بهاء الدين أحد المفكرين الذين لا تعرف لحياتهم نهاية أو خاتمة، فنضالهم من أجل المبادئ، وأفكارهم من أجل القومية والعربية تظل حية أبد الدهر، فهي تتجاوز المحيط الزمني للجسد إيمانًا بأنها جهدًا صادقًا بذل بعبقرية فذة لأجل الإنسانية، مما جعلها تصلح لكل زمان ومكان.
فقد مثلت كتابات "جبرتي العصر" سجلًا فريدًا عبر نصف قرن لرؤية كاتب صاحب موقف عربي تقدمي لمختلف قضايا أمتنا، مما جعلها تعيش بين جميع الأجيال، وللإيمان بما سبق، كان داعيًا لأن يقوم كبار المفكرين بعدة دول من أصدقاء بهاء بالاجتماع مع أسرته لتأسيس جمعية "أصدقاء أحمد بهاء الدين" في حياته، وقبل رحيله عام 1996م، ليس بغرض تكريم أحمد بهاء الدين فحسب، بل بغرض أشمل تسعى لتحقيقه، وهو تكريم ودعم تراث فكري واسع ينتمي إليه الأستاذ أحمد بهاء الدين، كما ينتمي إليه غيره.
وتكريم هذا التراث يجب ألا يتوقف عند حد المديح بل بالنظر إلى المستقبل وبالعمل على إتاحة الفرصة لآخرين، من جيل لاحق، على مواصلة ذات المسيرة الفكرية، وخاصة الشباب ومنحهم فرصة للاطلاع على القضايا الثقافية في العالم، وهو ما يتفق مع رؤية الأستاذ أحمد بهاء الدين لتجنب التوقف عند لحظة تاريخية معينة، وتشجيع انفتاح الجمهور المصري على تيارات الفكر العالمي، ولكن وفق ما يلائم صناعة الحضارة التي لا تتعارض مع قيمنا الأصيلة وهو ما قام به أصدقاؤه في الجمعية التي تحمل اسمه.
يقول محمود عبد الحميد، مدير عام جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين: إن أهم إنجازات الجمعية هو مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بقرية الدوير، حيث مسقط رأس بهاء في مركز صدفا بأسيوط، والذي جاء من منطلق الإيمان بفكر أحمد بهاء الدين، الذي كان يؤمن بحق الشعوب في التربية والثقافة والفن والموسيقي والفلسفة والمعلومات والتكنولوجيا، وكان أيضًا يهدف لتأمين هذه الحقوق للمجتمعات الريفية والهامشية.
ويُعد المركز المزمع افتتاحه في 16 ديسمبر الجاري أول مركزًا ثقافيًا وحضاريًا تنفذه الجمعية في قرية مصرية. مضيفًا أن المركز يشتمل على 15 نشاطا ثقافيًا متنوعًا ليستطيع أن يحمل اسم وفكر ونهج أحمد بهاء الدين.. والجمعية أصرت على إنشائه في قرية "الدوير" بمركز صدفا على بعد 71 كيلومترًا من أسيوط مما يجعله حدثًا فريدًا لم يحدث في أي قرية من دول الشرق الأوسط خاصة مع مواصفاته التكنولوجية والفنية الدقيقة التي لم تتح في قرية مصرية من قبل، وذلك بهدف تحقيق أعلي معدلات للتنمية البشرية لأبناء قرى محافظات الصعيد من بني سويف إلى أسوان، فضلًا عن اكتشاف المواهب ورعايتها.
حمدي سعيد مدير مركز أحمد بهاء الدين الثقافي، أوضح أنه غني عن البيان مدي الصعوبات التي عانتها الجمعية في تمويل مثل هذه النشاط الثقافي المهم، حيث لا تلقي الأنشطة الثقافية رواجًا في المجتمعات العربية أو اهتمامًا كافيًا بها، واعتمدت الجمعية في تمويل جميع أنشطتها على الجهود الذاتية، واشتراكات أعضائها وتبرعات أصدقائها، وذلك بالرغم من أن الثقافة هي المسئول الأول عن التنمية لما تتضمنه من بناء الإنسان صانع التنمية والحضارة، والذي لو توافرت له تنمية قدراته وتأهيلها واكتشاف إبداعاتها لما وصلنا لما نحن إليه الآن.
يشير سعيد إلى أن الجهود المتميزة في التمويل لمؤسسة القطان الثقافية بلندن وسمو الأمير القطري. ومنوهًا إلى أن أسرة أحمد بهاء الدين الآن تستكمل رحلة عطائها بعزمها على بيع شقة بهاء للإنفاق منها على الأنشطة الثقافية والتنموية التي يقدمها المركز مجانًا لأهالي القري الفقراء.
ويأتي ذلك لإيمان أسرة بهاء الدين بأن العطاء الإنساني أهم من الاحتفاظ بالذكريات وإن كانت ثمينة، مضيفًا أن المركز أنشأ على مساحة 360 مترًا وبارتفاع 5 طوابق تضم 15 قاعة متعددة الأغراض تتراوح مساحتها بين 50 إلى 250 مترًا، ويتضح خلالها الاستغلال الدقيق للمساحة برغم الحرص على دقة المعايير البيئية والهندسية والتكنولوجية، فضلًا عن توافر معايير الجمال الفني التي تمزج بين حضارات 3 دول هي مصر وتركيا وإيطاليا وهو ما جعل المركز يستغرق بنائه وتجهيزه 7 أعوام كاملة لينال بذلك عدة جوائز دولية في مجالات التصاميم والبناء التي تمت مراعاتها في جميع تفاصيل المبني، والتصميم المعماري للمركز يدمج العمارة الحديثة مع تراث صعيد مصر في شكل مجسمات تعكس وجهات نظر أحمد بهاء الدين بالنسبة إلى التوفيق بين جمال المباني ووظائفها.
ويوضح أن المركز يضم 15 نشاطًا تأهيليًا وتنويرًا منها تعليم اللغات والكمبيوتر، والفنون التشكيلية، (رسم، نحت، تصوير)، والإبداع الأدبي (قصة ، شعر، رواية)، والسينما بأنواعها، وفنون التمثيل بأنواعها والإلقاء، ومسرح للعرائس، وفنون الإعلام والاتصال، وفنون الموسيقي والغناء، فضلًا عن تدريبات التنمية البشرية، ومحو الأمية، بالإضافة للمكتبات العامة والمتخصصة، ونشاط القرآن الكريم وعلومه الشرعية، علاوة على الأنشطة الثقافية (الملتقيات الفكرية والندوات وورش العمل وحملات التوعية بهدف تعديل منظومة القيم والعادات ومعالجة التقاليد السلبية)، وهو ما ستعتمد عليه مختلف الأنشطة، فالمسرح يقوم بمعالجة مشكلات القرية، وتعديل السلوكيات، وكذلك مختلف الفنون لها أهداف تنموية وحضارية وثقافية مشتركة.
علاء سلام المدير الإداري للمركز، أشار إلى أن نجاح مركز ثقافي بهذه الإمكانيات في قرية يُمثل تحديًا كبيرًا لدى طاقم التشغيل، خاصة وما نعلمه من الفقر المدقع الذي يعيشه أهالي قرية الدوير، والفقر الذي تعيشه مراكز الأطراف أي حدود المحافظات، حيث يقع مركز صدفا على أطراف محافظة أسيوط ويحيط به مراكز أطراف محافظة سوهاج، وهو ما جعل الدكتور رجاء الطحلاوي محافظ أسيوط سابقًا يعرض بسخائه على مجلس الإدارة منحهم أرضًا مجانية من الدولة في مدينة أسيوط، لتغيير موقع بناء المركز لمدينة أسيوط بدلًا من قرية الدوير التي تبعد 67 كليومترًا عن أسيوط، لكن الجمعية رفضت، وأصرت على أن هذا حقٌ للقري الأكثر فقرًا، ولمواجهة التحدي فقد حرصت الجمعية على انتقاء شباب المفكرين والأدباء والمثقفين من أبناء الصعيد للعمل على تشغيل المركز، فضلًا عن الأساتذة الجامعيين المتخصصين في الفنون، بالإضافة لحرصها على تقديم الجوائز المادية والعينية والمفكافآت المادية لشباب القري المشاركين في الأنشطة والمتميزين فيها.
مضيفًا أن المركز يتكون من 15 قاعة تتضمن 4 قاعات تدريب سعة كل منها 12 شخصًا، ومنها معمل للغة، ومعمل للحاسب الآلي، وقاعة لتدريبات التنمية البشرية، والتدريب الإعلامي، و3 مكتبات إحداها للطفل، وأخري مكتبة عامة، وثالثة متخصصة في القضية الفلسطينية، وصالتان للقراءة الحرة ، ومسرح مغطي، ومسرح مكشوف وصالة للسينما بسعة 110 مقعدًا، ومكتبة للأفلام، وقاعة الفنون التشكيلية، وقاعة الفنون الموسيقية، وقسم للاتصال، والإنتاج الإعلامي، والتوثيق الإلكتروني، وقاعة متعددة الأغراض سعة 80 شخصا، واستراحة لكبار الزوار لاستضافة المفكرين والأدباء في أثناء لقائهم الثقافي بأهالي القرى، بالإضافة لقسم لفنون الاتصال والإعلام والتوثيق الإلكتروني وكافتريا واستراحة للزائرين، وقد روعي في التصميم المعماري للمركز أن يدمج العمارة الحديثة مع تراث صعيد مصر في شكل مجسمات بما يعكس وجهات نظر أحمد بهاء الدين بالنسبة إلى التوفيق بين جمال المباني ووظائفها.
من الجدير بالذكر أن من مؤسسي جمعية "أصدقاء أحمد بهاء الدين" الأستاذ محمد حسنين هيكل، وعبد المحسن القحطان، وكمال الشاعر، وفهمي هويدي، ومحمد سلماوي، وجميل مطر، والفنانة فاتن حمامة، والدكتور إسماعيل صبري عبد الله، والدكتور محمود عبد الفضيل، والدكتور جلال أمين، والدكتور على الدين هلال، والدكتور أحمد كمال أبو المجد. وسوف تشارك هذه النخبة الجليلة مع آخرين من كبار الكتاب والمفكرين والفنانين في افتتاح المركز الثقافي بالدوير، بصحبة رجال الفكر والثقافة في مصر والوطن العربي، كمناسبة جليلة تعتز بها الجمعية خاصة وأنها تقدم لأبناء القري في صعيد مصر، والذي يأمل من ورائه الكثير، في إخراج النوابغ.. فأسيوط أخرجت من قبل بهاء الدين وعبد الناصر وحكمت أبو زيد ومحمود حسن إسماعيل وصلاح عبد الصبور وفوزي العنتيل ومحمد مستجاب وغيرهم الكثير.ل.. وإجراءات أمنية فى مراكز قن