حملة يعقوب على الصعيد
من هو يعقوب حنا المصري
والمعلم يعقوب
و الجنرال يعقوب
بداية المعلم يعقوب
اتولد سنة ١٧٤٥م في ملوي في المنيا من عيلة قبطية غنية إلى حد ما، تعلم القراءة والكتابة والحساب في مكتبة جوة الكنيسة، وبعدين طلع اشتغل مساعد لرجال الطائفة في جمع الأموال والضرايب وخلافه،
لحد ما في عهد علي بك الكبير جاله شغل مع سليمان بك رئيس الانكشارية وقتها أو “الجنود الجدد”، ولأن سليمان بك كان من أغنى أغنياء المماليك وقتها فده انعكس على المعلم يعقوب اللي بدوره بدأ يجمع ثروة من شغله مع البك وبقى من أغنياء الأقباط.
عاشر المعلم يعقوب المماليك وحبهم لأنه كان عارف إن كل اللي هو فيه ده بفضلهم، لدرجة إن لما الآستانة بعتت جيش بقيادة حسن باشا لمصر سنة ١٧٨٦م عشان تثبت حكمها بعد تمرد المماليك، المعلم يعقوب حارب معاهم ومسك السيف ودخل الحرب لحد آخر لحظة، وده ثبته أكتر في صف المماليك بعد كده.
فضل المعلم يعقوب حنا بعد كده يشتغل مع المماليك في الحسابات والتجارة زي ما كان شغال سنين كتير جدا، قدر إنه في الوقت ده يكوّن ثروة كبيرة جدا خلته من أغنى المصريين، فلوس كتير فعلا حاجة كده أبو هشيمة في نفسه،
وخدم وحشم وجواري وليلة، وكانت الدنيا ماشية معاه حلو أوي وفلوس داخلاله من كل حتة واستقرار ووطنية وحب للمماليك لحد ما قرر نابليون إنه يهب على مصر سنة ١٧٩٨م.
استعانة الفرنساويين بالمعلم يعقوب
- حملة يعقوب على الصعيد
طبعا نابليون كان جي يحتل مصر عشان يرخم على بريطانيا مش أكتر، وكمان عشان يكون ليه رجل في الشرق لأن حلم الإمبراطورية مكنش سايبه في حاله، ولأن نابليون مكنش على دراية أوي بأحوال مصر وعاداتها وكده،
وبالرغم من إنه استقدم علماء ومترجمين وخلافه، إلا أن الرفض الشعبي لقدوم الفرنجة وتدنيس أرض مصر خلاه يعيد تفكير في استخدام أي دعم مصري يسانده في رحلته دي، وده خلاه يفكر في إنه يضم أي ركيزة من أي نوع لجيشه.
وقتها كان المعلم يعقوب عنده ٥٣ سنة، ونابليون بيدور على اللي يمسكله الحسابات، وطبعا الأقرب بالنسبة للفرنساويين هم الأقباط، وإن كانوا مش نفس المذهب، بس أهو على الأقل مش هيكفروه، غير إن الأقباط أصلا كانوا ماسكين صيارفة وبيجمعوا ضرايب قبل وصول الفرنساويين،
صنعتهم وشغلتهم وشاطرين فيها، فقرر نابليون إنه يستعين بيهم في الشغلانة دي، مش كلهم يعني ده هو كام واحد بس، ووقع اختياره على جرجس الجوهري اللي بدوره اختار المعلم يعقوب حنا عشان يتولى هو حساب وجمع الضرايب من المصريين.
المعلم يعقوب قائدا عسكريا
المعلم يعقوب في خطوة غريبة في مشواره هو اللي عرض نفسه على جرجس الجوهري عشان يشتغل معاه، ووافق إنه يشتغل مع المحتل مع إنه مكنش محتاج فلوس يعني، متفهمش هو عمل كده ليه، بعض المدافعين بيقولوا لأنه كان عايز يتخلص من المحتلين كلهم عن طريق فرنسا، اللي هما المماليك والعثمانيين، لكنه احتمال بعيد، وربما كان بيدور على مجد شخصي أو حاجة.
المهم إنه اشتغل معاهم بعد ما جرجس الجوهري اتوسطله عند الجنرال الفرنسي ديسيه، اللي بدوره وافق على شغله وتعاونه معاه وأخده معاه الصعيد في حملة مطاردته لفلول مراد بك المملوكي،
ويعقوب كان على دراية بطرق الصعيد ومعاشر المماليك، فأكتر واحد فاهم هما بيفكروا إزاي، فكان انضمامه للجيش الفرنسي مهم جدا لدرجة إن ديسيه حطه على راس فصيل كامل من الجيش الفرنسي، وكان يعقوب حنا بيحارب معاهم ضد المماليك.
يعقوب حنا هو اللي جهز المؤن وأمن المواصلات للجيش الفرنسي قبل الاتجاه للصعيد، ولما اتحط على راس فصيل من الجيش الفرنسي، استخدمه يعقوب وحارب بيه في أسيوط ضد جيش مراد بك وانتصر عليه كمان، وأحكم سيطرته على أسيوط وقتها لدرجة إن ديسيه كرّمه بعدها وأهداه سيف منقوش عليه “معركة عين القوصية ٢٤ ديسمبر ١٧٩٨م”.
المعلم يعقوب صديقا للجنرال ديسيه
حملة يعقوب على الصعيد
مساعدات يعقوب حنا وصلت لدرجة شهادة مينو نفسه بدوره في تعزيز الجيش الفرنسي في رسالة بعتها مينو لبونابرت قال فيها: “إنى وجدت رجلا ذا دراية ومعرفة واسعة اسمه المعلم يعقوب وهو الذي يؤدي لنا خدمات باهرة، منها تعزيز قوة الجيش الفرنسي بجنود إضافية من القبط لمساعدتنا”.
قعد يعقوب حنا شوية في الصعيد يجمع الضرايب من الأهالي والفلاحين مسلمين ومسيحيين وهو بيحمي نفسه بالجنود، وكان بشع في طرق جمع الضرايب، يعذب اللي ميعرفش يدفع، وضرايب باهظة، والناس كرهته وكرهت شدته وساديته،
لدرجة إنهم كانوا مسميين الحملة الفرنسية في الصعيد “حملة يعقوب”، استمر يعقوب حنا في مهمته في جمع وتسجيل وإرسال الضرايب للسلطات الفرنسية، وكمل في صداقة حميمة مع الجنرال ديسيه كمان، وكل ده على حساب بلده.
المعلم يعقوب ينشيء قلعة عسكرية كاملة
لحد ما في يوم قرر إنه يرجع القاهرة، لكن لما رجع اكتشف إن المصريين الأزهريين عملوا ثورة سموها بعد كدة “ثورة القاهرة الأولى” ضد الفرنسيس، ولأن يعقوب حنا كان عارف إن الناس عارفة حقيقته وحقيقة تعاونه مع الفرنسيس، فقرر إنه يحمي نفسه بقى.
جمع شوية شباب من المسيحيين من الصعيد وخلافه، وحلقلهم دقونهم ولبسهم لبس الجيش الفرنسي وضمهم للجيش بتاع بونابرت لحسابه الخاص، شوية منهم يحاربوا مع الفرنسيين ضد المصريين، وشوية لحراسته الخاصة، وبعدها كان عنده حتة أرض عليها بيت في العتبة أيام ما كان اسمها “الجامع الأحمر”،
وحول بيته ده لقلعة عسكرية كاملة لنفسه عشان يستخبى فيها، قلعة كاملة بأبراج ودشم عسكرية وكوبري متحرك وعساكر بأسلحة بتبدل شيفتات حراسة ليل نهار، لدرجة إن الجيش الفرنسي أدرج بيت يعقوب حنا ضمن مجموع القلاع الفرنسية في القاهرة،
إنها قلعة تبعهم يعني، حتى إن يعقوب أمر جنوده دول إنهم يقطعوا الشجر والنخيل من حوالين أرضه ويكبرها، ودمر بيوت وأحياء مجاورة كاملة بنفوذه حتى حارة النصارى مسلمتش منه.
ثورة القاهرة الثانية ومساعدة يعقوب حنا للجيش الفرنسي
نابليون اضطر إنه يمشي ويسلم السلطة في مصر لكليبر، ووقتها كان يعقوب حنا بيتعامل كظابط فرنسي من جيش ديسيه حرفيا، ولما قامت ثورة القاهرة التانية ضد كليبر، ساعد يعقوب حنا الجيش الفرنسي إنه اشترالهم مدافع على حسابه ومعلومات وخلافه،
فرقّاه كليبر لدرجة كولونيل ووهبه وظيفة جمع المال من الشعب زي ما هو عايز من غير أي حدود، وكمان عينله فرقة كاملة من الجيش تحت أمره يساعدوه في وظيفته وحماية ليه.
واللي عمله يعقوب حنا في الصعيد عمله تاني بشكل أكبر لكن في مصر كلها، فرض على الفلاحين ضرايب ضخمة محدش بيعرف يدفعها، واللي كان بيرفض كان بيتعرض للسب والضرب من رجالة يعقوب وهتك العرض وحرق الممتلكات وساعات للتعذيب والقتل، و
هو مكنش بيسمي على حد، والفرنسيس إدوله صلاحيات أكبر كنوع من الانتقام من المصريين على ثورتهم الثانية، اللي هو دوس يا معلم عاقبهم على اللي عملوه، وهو كان بيزود براحته في التعذيب والإهانات، وكل يوم كان شأنه بيعلى أكتر بين الفرنسيس.
مقتل الجنرال ديسيه
- حملة يعقوب على الصعيد
وسط كل ده كان يعقوب حنا بيجمع فلوس لنفسه هو كمان، بمعنى إنه كان بيعمل كده عشان فلوسه هو كمان تكتر، مهي الضرايب بتخرج من عنده فياخد اللي ياخده محدش هيحاسبه، ولو الضريبة جنيه هيخليها ٢ جنيه عشان ياخد هو الجنيه التاني، وهكذا، وكل ده بمعاونة الفرقة اللي عينها كليبر للمعلم يعقوب واللي بدوره جابلهم سلاح على حسابه كمان.
اغتيل كليبر، ومسك مينو مكانه، وهنا بقى مينو رقاه لحد ما وصل لرتبة جنرال فرنسي، ودي من أسمى الترقيات في الجيش، مينو نفسه جنرال يعني فلك أن تتصور!
معداش شهور وسمع المعلم يعقوب إن صاحبه الجنرال ديسيه اتقتل في النمسا، لأنه كان خرج مع نابليون من مصر وراح عشان الحرب النمساوية واتقتل هناك، وده كان صاحب المعلم يعقوب جدا في مصر،
فحزن عليه جدا وطلب من مينو إنه يدفع تلت تمن النصب التذكاري والتأبين في باريس، وطلب من البابا روفائيل إنه يكتبله قصيدة رثاء في ديسيه وبعتها المعلم يعقوب للحكومة الفرنسية.
نهاية الحملة الفرنسية
معداش أيام، وبدأت بوادر انهزام الحملة الفرنسية في مصر تبان، اتحاصرت فرنسا جوة مصر، الجيش العثماني بيزحف ناحية القاهرة من ناحية، والجيش الإنجليزي بيقرب من رشيد، وقائد الحملة فرانسوا مينو اتحاصر في الإسكندرية عن طريق الأسطول الإنجليزي،
وقرر قادة الحرب الفرنسيس إنهم يقبلوا المفاوضات مع الإنجليز وينسحبوا ويمشوا على مراكب إنجليزية، ومعنى انسحابهم إن المعلم يعقوب مبقاش ليه مكان في مصر خلاص، لو قعد هيتقتل.
فجمع المعلم يعقوب حاجته وفلوسه وأهله وعساكره، واتجه للروضة “المنيل” عند مرسى النيل، وركب الباخرة الإنجليزية بالاس يوم ١٠ اغسطس سنة ١٨٠١م وهو مكتئب وحزين وآماله خايبة وخيانته لبلده محاوطاه، واتحركت المركب في اتجاه باريس.
مصرع المعلم يعقوب
بعد يومين بالظبط من تحرك الباخرة بالاس، حس المعلم يعقوب بالتعب، إحساس الحمى سيطر عليه وبدأ يزيد يوم عن التاني، لحد ما يوم ١٦ اغسطس اشتد عليه المرض وأصيب بإسهال شديد جدا وبدأ يحتضر، وهو بيموت طلب من الجنرال بليار إنه يتدفن مع صاحبه ديسيه في باريس، ومات المعلم يعقوب حنا.
يقال إن الجنرال بليار مهتمش بالوصية ورمى جثته في البحر، ويقال إنه معملش كده، إنما حط الجثة في برميل خمرة عشان يحتفظ بيها، وأول ما وصل مرسيليا دفنه هناك ومشي، لكن فيه إجماع إنه موصلش باريس ومتدفنش فيها،
وانتهت حكاية المعلم يعقوب الغريبة عشان يتمسح اسم المعلم يعقوب من التاريخ بخيانته وحبه للفلوس وحقده على المماليك اللي كانوا السبب في كونه غني.
منقول
من هو يعقوب حنا المصري
والمعلم يعقوب
و الجنرال يعقوب
بداية المعلم يعقوب
اتولد سنة ١٧٤٥م في ملوي في المنيا من عيلة قبطية غنية إلى حد ما، تعلم القراءة والكتابة والحساب في مكتبة جوة الكنيسة، وبعدين طلع اشتغل مساعد لرجال الطائفة في جمع الأموال والضرايب وخلافه،
لحد ما في عهد علي بك الكبير جاله شغل مع سليمان بك رئيس الانكشارية وقتها أو “الجنود الجدد”، ولأن سليمان بك كان من أغنى أغنياء المماليك وقتها فده انعكس على المعلم يعقوب اللي بدوره بدأ يجمع ثروة من شغله مع البك وبقى من أغنياء الأقباط.
عاشر المعلم يعقوب المماليك وحبهم لأنه كان عارف إن كل اللي هو فيه ده بفضلهم، لدرجة إن لما الآستانة بعتت جيش بقيادة حسن باشا لمصر سنة ١٧٨٦م عشان تثبت حكمها بعد تمرد المماليك، المعلم يعقوب حارب معاهم ومسك السيف ودخل الحرب لحد آخر لحظة، وده ثبته أكتر في صف المماليك بعد كده.
فضل المعلم يعقوب حنا بعد كده يشتغل مع المماليك في الحسابات والتجارة زي ما كان شغال سنين كتير جدا، قدر إنه في الوقت ده يكوّن ثروة كبيرة جدا خلته من أغنى المصريين، فلوس كتير فعلا حاجة كده أبو هشيمة في نفسه،
وخدم وحشم وجواري وليلة، وكانت الدنيا ماشية معاه حلو أوي وفلوس داخلاله من كل حتة واستقرار ووطنية وحب للمماليك لحد ما قرر نابليون إنه يهب على مصر سنة ١٧٩٨م.
استعانة الفرنساويين بالمعلم يعقوب
- حملة يعقوب على الصعيد
طبعا نابليون كان جي يحتل مصر عشان يرخم على بريطانيا مش أكتر، وكمان عشان يكون ليه رجل في الشرق لأن حلم الإمبراطورية مكنش سايبه في حاله، ولأن نابليون مكنش على دراية أوي بأحوال مصر وعاداتها وكده،
وبالرغم من إنه استقدم علماء ومترجمين وخلافه، إلا أن الرفض الشعبي لقدوم الفرنجة وتدنيس أرض مصر خلاه يعيد تفكير في استخدام أي دعم مصري يسانده في رحلته دي، وده خلاه يفكر في إنه يضم أي ركيزة من أي نوع لجيشه.
وقتها كان المعلم يعقوب عنده ٥٣ سنة، ونابليون بيدور على اللي يمسكله الحسابات، وطبعا الأقرب بالنسبة للفرنساويين هم الأقباط، وإن كانوا مش نفس المذهب، بس أهو على الأقل مش هيكفروه، غير إن الأقباط أصلا كانوا ماسكين صيارفة وبيجمعوا ضرايب قبل وصول الفرنساويين،
صنعتهم وشغلتهم وشاطرين فيها، فقرر نابليون إنه يستعين بيهم في الشغلانة دي، مش كلهم يعني ده هو كام واحد بس، ووقع اختياره على جرجس الجوهري اللي بدوره اختار المعلم يعقوب حنا عشان يتولى هو حساب وجمع الضرايب من المصريين.
المعلم يعقوب قائدا عسكريا
المعلم يعقوب في خطوة غريبة في مشواره هو اللي عرض نفسه على جرجس الجوهري عشان يشتغل معاه، ووافق إنه يشتغل مع المحتل مع إنه مكنش محتاج فلوس يعني، متفهمش هو عمل كده ليه، بعض المدافعين بيقولوا لأنه كان عايز يتخلص من المحتلين كلهم عن طريق فرنسا، اللي هما المماليك والعثمانيين، لكنه احتمال بعيد، وربما كان بيدور على مجد شخصي أو حاجة.
المهم إنه اشتغل معاهم بعد ما جرجس الجوهري اتوسطله عند الجنرال الفرنسي ديسيه، اللي بدوره وافق على شغله وتعاونه معاه وأخده معاه الصعيد في حملة مطاردته لفلول مراد بك المملوكي،
ويعقوب كان على دراية بطرق الصعيد ومعاشر المماليك، فأكتر واحد فاهم هما بيفكروا إزاي، فكان انضمامه للجيش الفرنسي مهم جدا لدرجة إن ديسيه حطه على راس فصيل كامل من الجيش الفرنسي، وكان يعقوب حنا بيحارب معاهم ضد المماليك.
يعقوب حنا هو اللي جهز المؤن وأمن المواصلات للجيش الفرنسي قبل الاتجاه للصعيد، ولما اتحط على راس فصيل من الجيش الفرنسي، استخدمه يعقوب وحارب بيه في أسيوط ضد جيش مراد بك وانتصر عليه كمان، وأحكم سيطرته على أسيوط وقتها لدرجة إن ديسيه كرّمه بعدها وأهداه سيف منقوش عليه “معركة عين القوصية ٢٤ ديسمبر ١٧٩٨م”.
المعلم يعقوب صديقا للجنرال ديسيه
حملة يعقوب على الصعيد
مساعدات يعقوب حنا وصلت لدرجة شهادة مينو نفسه بدوره في تعزيز الجيش الفرنسي في رسالة بعتها مينو لبونابرت قال فيها: “إنى وجدت رجلا ذا دراية ومعرفة واسعة اسمه المعلم يعقوب وهو الذي يؤدي لنا خدمات باهرة، منها تعزيز قوة الجيش الفرنسي بجنود إضافية من القبط لمساعدتنا”.
قعد يعقوب حنا شوية في الصعيد يجمع الضرايب من الأهالي والفلاحين مسلمين ومسيحيين وهو بيحمي نفسه بالجنود، وكان بشع في طرق جمع الضرايب، يعذب اللي ميعرفش يدفع، وضرايب باهظة، والناس كرهته وكرهت شدته وساديته،
لدرجة إنهم كانوا مسميين الحملة الفرنسية في الصعيد “حملة يعقوب”، استمر يعقوب حنا في مهمته في جمع وتسجيل وإرسال الضرايب للسلطات الفرنسية، وكمل في صداقة حميمة مع الجنرال ديسيه كمان، وكل ده على حساب بلده.
المعلم يعقوب ينشيء قلعة عسكرية كاملة
لحد ما في يوم قرر إنه يرجع القاهرة، لكن لما رجع اكتشف إن المصريين الأزهريين عملوا ثورة سموها بعد كدة “ثورة القاهرة الأولى” ضد الفرنسيس، ولأن يعقوب حنا كان عارف إن الناس عارفة حقيقته وحقيقة تعاونه مع الفرنسيس، فقرر إنه يحمي نفسه بقى.
جمع شوية شباب من المسيحيين من الصعيد وخلافه، وحلقلهم دقونهم ولبسهم لبس الجيش الفرنسي وضمهم للجيش بتاع بونابرت لحسابه الخاص، شوية منهم يحاربوا مع الفرنسيين ضد المصريين، وشوية لحراسته الخاصة، وبعدها كان عنده حتة أرض عليها بيت في العتبة أيام ما كان اسمها “الجامع الأحمر”،
وحول بيته ده لقلعة عسكرية كاملة لنفسه عشان يستخبى فيها، قلعة كاملة بأبراج ودشم عسكرية وكوبري متحرك وعساكر بأسلحة بتبدل شيفتات حراسة ليل نهار، لدرجة إن الجيش الفرنسي أدرج بيت يعقوب حنا ضمن مجموع القلاع الفرنسية في القاهرة،
إنها قلعة تبعهم يعني، حتى إن يعقوب أمر جنوده دول إنهم يقطعوا الشجر والنخيل من حوالين أرضه ويكبرها، ودمر بيوت وأحياء مجاورة كاملة بنفوذه حتى حارة النصارى مسلمتش منه.
ثورة القاهرة الثانية ومساعدة يعقوب حنا للجيش الفرنسي
نابليون اضطر إنه يمشي ويسلم السلطة في مصر لكليبر، ووقتها كان يعقوب حنا بيتعامل كظابط فرنسي من جيش ديسيه حرفيا، ولما قامت ثورة القاهرة التانية ضد كليبر، ساعد يعقوب حنا الجيش الفرنسي إنه اشترالهم مدافع على حسابه ومعلومات وخلافه،
فرقّاه كليبر لدرجة كولونيل ووهبه وظيفة جمع المال من الشعب زي ما هو عايز من غير أي حدود، وكمان عينله فرقة كاملة من الجيش تحت أمره يساعدوه في وظيفته وحماية ليه.
واللي عمله يعقوب حنا في الصعيد عمله تاني بشكل أكبر لكن في مصر كلها، فرض على الفلاحين ضرايب ضخمة محدش بيعرف يدفعها، واللي كان بيرفض كان بيتعرض للسب والضرب من رجالة يعقوب وهتك العرض وحرق الممتلكات وساعات للتعذيب والقتل، و
هو مكنش بيسمي على حد، والفرنسيس إدوله صلاحيات أكبر كنوع من الانتقام من المصريين على ثورتهم الثانية، اللي هو دوس يا معلم عاقبهم على اللي عملوه، وهو كان بيزود براحته في التعذيب والإهانات، وكل يوم كان شأنه بيعلى أكتر بين الفرنسيس.
مقتل الجنرال ديسيه
- حملة يعقوب على الصعيد
وسط كل ده كان يعقوب حنا بيجمع فلوس لنفسه هو كمان، بمعنى إنه كان بيعمل كده عشان فلوسه هو كمان تكتر، مهي الضرايب بتخرج من عنده فياخد اللي ياخده محدش هيحاسبه، ولو الضريبة جنيه هيخليها ٢ جنيه عشان ياخد هو الجنيه التاني، وهكذا، وكل ده بمعاونة الفرقة اللي عينها كليبر للمعلم يعقوب واللي بدوره جابلهم سلاح على حسابه كمان.
اغتيل كليبر، ومسك مينو مكانه، وهنا بقى مينو رقاه لحد ما وصل لرتبة جنرال فرنسي، ودي من أسمى الترقيات في الجيش، مينو نفسه جنرال يعني فلك أن تتصور!
معداش شهور وسمع المعلم يعقوب إن صاحبه الجنرال ديسيه اتقتل في النمسا، لأنه كان خرج مع نابليون من مصر وراح عشان الحرب النمساوية واتقتل هناك، وده كان صاحب المعلم يعقوب جدا في مصر،
فحزن عليه جدا وطلب من مينو إنه يدفع تلت تمن النصب التذكاري والتأبين في باريس، وطلب من البابا روفائيل إنه يكتبله قصيدة رثاء في ديسيه وبعتها المعلم يعقوب للحكومة الفرنسية.
نهاية الحملة الفرنسية
معداش أيام، وبدأت بوادر انهزام الحملة الفرنسية في مصر تبان، اتحاصرت فرنسا جوة مصر، الجيش العثماني بيزحف ناحية القاهرة من ناحية، والجيش الإنجليزي بيقرب من رشيد، وقائد الحملة فرانسوا مينو اتحاصر في الإسكندرية عن طريق الأسطول الإنجليزي،
وقرر قادة الحرب الفرنسيس إنهم يقبلوا المفاوضات مع الإنجليز وينسحبوا ويمشوا على مراكب إنجليزية، ومعنى انسحابهم إن المعلم يعقوب مبقاش ليه مكان في مصر خلاص، لو قعد هيتقتل.
فجمع المعلم يعقوب حاجته وفلوسه وأهله وعساكره، واتجه للروضة “المنيل” عند مرسى النيل، وركب الباخرة الإنجليزية بالاس يوم ١٠ اغسطس سنة ١٨٠١م وهو مكتئب وحزين وآماله خايبة وخيانته لبلده محاوطاه، واتحركت المركب في اتجاه باريس.
مصرع المعلم يعقوب
بعد يومين بالظبط من تحرك الباخرة بالاس، حس المعلم يعقوب بالتعب، إحساس الحمى سيطر عليه وبدأ يزيد يوم عن التاني، لحد ما يوم ١٦ اغسطس اشتد عليه المرض وأصيب بإسهال شديد جدا وبدأ يحتضر، وهو بيموت طلب من الجنرال بليار إنه يتدفن مع صاحبه ديسيه في باريس، ومات المعلم يعقوب حنا.
يقال إن الجنرال بليار مهتمش بالوصية ورمى جثته في البحر، ويقال إنه معملش كده، إنما حط الجثة في برميل خمرة عشان يحتفظ بيها، وأول ما وصل مرسيليا دفنه هناك ومشي، لكن فيه إجماع إنه موصلش باريس ومتدفنش فيها،
وانتهت حكاية المعلم يعقوب الغريبة عشان يتمسح اسم المعلم يعقوب من التاريخ بخيانته وحبه للفلوس وحقده على المماليك اللي كانوا السبب في كونه غني.
منقول