الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
حجة القراء وإمام الإقراء
إبداع له أثر
بقلم
أ.د. محمد عبد الجليل
الأستاذ بجامعة الأزهر
بمناسبة ذكراه العطرة وسيرته الطيبة وصوته المتلألئ وأدائه الفريد المتميز واسمه الظاهر في الإذاعات وسماته وصفاته بين البلاد والقارات تاجا فوق الرؤوس وعلامة بارزة على فم الزمان ونورا في كل مكان نبراسا يهتدي به من قرا ومنهاجا لمن جوٌد وتلا وعلا صوته بالقرآن والذي ما زال كذلك بصوته الندي وأثره العلي تذخر به خزائن القنوات وبنوك الإذاعات تعلن كل شروق عن جميل صوته وتختم كل غروب بعوالي همته حيث لا تغيب عذوبة صوته عن مذياع ولا يختفي جميل أدائه عن الأسماع في شرق الدنيا وغربها و شمالها وجنوبها معلنا عن حبه للقرآن وعشقه له ونشره بين الأنام .
لذا ,: نذكر بكل حب وإعزاز وتقدير وإجلال درة القراء والمقرئين وجوهرة المرتلين وعمدة المجوٌدين الأسطورة الفذ شيخ المقارئ المصرية فارس الحلبة وقائد الميدان فخر أرمنت والصعيد ومصر خاصة والعالمين الإسلامي و العربي بصفة عامة آية الله في خلقه ونعمته علي عباده القارئ الكبير و المقرئ العظيم الشيخ: عبد الباسط محمد عبد الصمد المولود في المراعزة أرمنت محافظة الأقصر جنوب صعيد مصر في 26 جمادى الآخرة عام 1345هجرية الموافق الأول من يناير عام 1927م - والمتوفى 20 ربيع الثاني سنة 1409 هجرية الموافق. 30 / 11 / 1988م .
والذي لُقب بـصاحب "الحنجرة الذهبية" و: "صوت مكة". حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته. وتلقى القراءات مشافهة على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة بالمطاعنة بإسنا و دخل الإذاعة المصرية سنة 1951م وكانت أول تلاواته من سورة فاطر ثم عُيٌن قارئاً لمسجد الإمام الشافعي بالقاهرة سنة 1952، ثم قارئا لمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه سنة 1958 خلفاً للشيخ محمود علي البنا وقد ترك للإذاعة ثروة كبيرة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجوٌد ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية بروايات متعددة مثل المصحف المرتل الذي سجله خصيصا للمغرب الشقيق برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق تلبية لطلب الملك الحسن الثاني _ رحمه الله_ هذا وقد جاب بلاد العالم سفيراً لكتاب الله تعالى قارئا مقرئا داعيا إلى الله وإلى كتابه الكريم بصوته الندي وأدائه الزكي ومنهجه العالي المتميز. وقد نال الشيخ عبد الباسط أكبر شهرة حظي بها قارئ على مستوى العالم بأثره وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984م وما زال عطاؤه ممتدا حتى بعد رحيله وانتقاله إلى جوار ربه من خلال تسجيلاته الممتعة وقراءاته المشبعة التي أمتع بها العالم بكل ما تحويه الكلمة من معان.
ومن الجدير بالذكر أن مقلديه ينتشرون في كل البلاد والأنحاء في مصر وخارجها سيرا على طريقته واقتباسا من منهجه حبا له وتعلقا به وصدق الشاعر حيث قال:
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالرجال فلاح
ورحم الله الإمام الشاطبي حيث قال:
وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ
وَأَغْنَى غَنَاءٍ وَاهِباً مُتَفَضِّلَا
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ
وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فِي ظُلُمَاتِهِ
مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلاً وَرَوْضَةً
وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزِّ يُجْتُلَى يُنَاشِدُ في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ
وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلَا
فَيَا أَيُّهَا الْقَارِي بِهِ مُتَمَسِّكاً
مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا هَنِيئاً مَرِيئاً وَالِدَاكَ عَلَيْهِما
مَلاَبِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاْ فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ
أُولَئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلَا أُولُو الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى
وحُلاَهُمُ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلَا
عَلَيْكَ بِهَا مَا عِشْتَ فِيهَا مُنَافِساً
وَبِعْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا بِأَنْفَاسِهَا الْعُلَا
جَزَى اللهُ بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمَّةً
لَنَا نَقَلُوا القُرَآنَ عَذْباً وَسَلْسَلَا
فرحم الله شيخنا الجليل وقارئنا الكبير الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمة واسعة ورضي عنه وأرضاه وأجزل له العطاء والمثوبة وأسكنه فسيح الجنات في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأعلى قدره في عليين وجعله من أهل القرآن أهل ألله وخاصته وجعله من ورثة جنة النعيم. اللهم آمين يارب العالمين.
كتبه: أ.د محمد عبد الجليل حسن عميد كلية البنات الأزهرية بأسوان سابقا أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم بجامعة الأزهر الشريف.
حجة القراء وإمام الإقراء
إبداع له أثر
بقلم
أ.د. محمد عبد الجليل
الأستاذ بجامعة الأزهر
بمناسبة ذكراه العطرة وسيرته الطيبة وصوته المتلألئ وأدائه الفريد المتميز واسمه الظاهر في الإذاعات وسماته وصفاته بين البلاد والقارات تاجا فوق الرؤوس وعلامة بارزة على فم الزمان ونورا في كل مكان نبراسا يهتدي به من قرا ومنهاجا لمن جوٌد وتلا وعلا صوته بالقرآن والذي ما زال كذلك بصوته الندي وأثره العلي تذخر به خزائن القنوات وبنوك الإذاعات تعلن كل شروق عن جميل صوته وتختم كل غروب بعوالي همته حيث لا تغيب عذوبة صوته عن مذياع ولا يختفي جميل أدائه عن الأسماع في شرق الدنيا وغربها و شمالها وجنوبها معلنا عن حبه للقرآن وعشقه له ونشره بين الأنام .
لذا ,: نذكر بكل حب وإعزاز وتقدير وإجلال درة القراء والمقرئين وجوهرة المرتلين وعمدة المجوٌدين الأسطورة الفذ شيخ المقارئ المصرية فارس الحلبة وقائد الميدان فخر أرمنت والصعيد ومصر خاصة والعالمين الإسلامي و العربي بصفة عامة آية الله في خلقه ونعمته علي عباده القارئ الكبير و المقرئ العظيم الشيخ: عبد الباسط محمد عبد الصمد المولود في المراعزة أرمنت محافظة الأقصر جنوب صعيد مصر في 26 جمادى الآخرة عام 1345هجرية الموافق الأول من يناير عام 1927م - والمتوفى 20 ربيع الثاني سنة 1409 هجرية الموافق. 30 / 11 / 1988م .
والذي لُقب بـصاحب "الحنجرة الذهبية" و: "صوت مكة". حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته. وتلقى القراءات مشافهة على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة بالمطاعنة بإسنا و دخل الإذاعة المصرية سنة 1951م وكانت أول تلاواته من سورة فاطر ثم عُيٌن قارئاً لمسجد الإمام الشافعي بالقاهرة سنة 1952، ثم قارئا لمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه سنة 1958 خلفاً للشيخ محمود علي البنا وقد ترك للإذاعة ثروة كبيرة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجوٌد ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية بروايات متعددة مثل المصحف المرتل الذي سجله خصيصا للمغرب الشقيق برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق تلبية لطلب الملك الحسن الثاني _ رحمه الله_ هذا وقد جاب بلاد العالم سفيراً لكتاب الله تعالى قارئا مقرئا داعيا إلى الله وإلى كتابه الكريم بصوته الندي وأدائه الزكي ومنهجه العالي المتميز. وقد نال الشيخ عبد الباسط أكبر شهرة حظي بها قارئ على مستوى العالم بأثره وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984م وما زال عطاؤه ممتدا حتى بعد رحيله وانتقاله إلى جوار ربه من خلال تسجيلاته الممتعة وقراءاته المشبعة التي أمتع بها العالم بكل ما تحويه الكلمة من معان.
ومن الجدير بالذكر أن مقلديه ينتشرون في كل البلاد والأنحاء في مصر وخارجها سيرا على طريقته واقتباسا من منهجه حبا له وتعلقا به وصدق الشاعر حيث قال:
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالرجال فلاح
ورحم الله الإمام الشاطبي حيث قال:
وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ
وَأَغْنَى غَنَاءٍ وَاهِباً مُتَفَضِّلَا
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ
وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فِي ظُلُمَاتِهِ
مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلاً وَرَوْضَةً
وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزِّ يُجْتُلَى يُنَاشِدُ في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ
وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلَا
فَيَا أَيُّهَا الْقَارِي بِهِ مُتَمَسِّكاً
مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا هَنِيئاً مَرِيئاً وَالِدَاكَ عَلَيْهِما
مَلاَبِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاْ فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ
أُولَئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلَا أُولُو الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى
وحُلاَهُمُ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلَا
عَلَيْكَ بِهَا مَا عِشْتَ فِيهَا مُنَافِساً
وَبِعْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا بِأَنْفَاسِهَا الْعُلَا
جَزَى اللهُ بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمَّةً
لَنَا نَقَلُوا القُرَآنَ عَذْباً وَسَلْسَلَا
فرحم الله شيخنا الجليل وقارئنا الكبير الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمة واسعة ورضي عنه وأرضاه وأجزل له العطاء والمثوبة وأسكنه فسيح الجنات في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأعلى قدره في عليين وجعله من أهل القرآن أهل ألله وخاصته وجعله من ورثة جنة النعيم. اللهم آمين يارب العالمين.
كتبه: أ.د محمد عبد الجليل حسن عميد كلية البنات الأزهرية بأسوان سابقا أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم بجامعة الأزهر الشريف.