أسماء حكام الصعيد
أمراء الصعيـد
رسالة فيمن تولى صعيد مصر من الأمراء
" التدقيق المُفيد لبعض ما جاء برسالة أمراء الصعيد: من أمراء بني عُمر وبعض المماليك وآخرين "
......
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد : فهذه مقالة نُسجّل فيها فوائد تاريخية عن أمراء الصعيد المصري ، في الفترة الممتدة ما بين (سنة 922 هـ / 1516 م ، وسنة 1105 هـ / 1694 م) ، وهي مدة تقارب الـ 180 سنة ، تبدأ من أواخر عهد دولة المماليك الجراكسة زمن ولاية السلطان قنصوه الغوري، وتنتهي زمن خلافة السلطان العثماني أحمد الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن السلطان سليمان القانوني ، وذلك قبل ولادة أمير الصعيد الشهير شيخ العرب همام بن يوسف الهواري ببضع عشرة سنة.
يؤرخ تلك الوقائع ويُدونها أحد شهود ذلك العصر ، وهو مُصنِّف هذه الرسالة موضع الدراسة ، وهو – كما وصف نفسه : "أفقر الورى إلى رحمة ربه القدير .. محمد بن عبد الله الأمير ، المالكي مذهباً" ، وكتب رسالته تلك برسم "مولانا الأوحدي العريقي مولانا القاضي أحمد بن المرحوم مولانا القاضي عبد الكريم الأنصاري" . وكان الفراغ منها يوم الثلاثاء 11 صفر الخير سنة 1131 هـ (الموافق سنة 1718 م).
ومن المُلاحظ هنا أن اسم المؤلف ينتهي بلقب "الأمير"، ولا أدري أكان أحد من أجداد المؤلف أميراً على الصعيد؟! وإن كنت أُضعٍّف هذا، فالمؤلف دقيق في سرده، ولعله لو كان الأمر كذلك لأشار إليه، والمؤلف لم أقف له على ترجمة – يرحمه الله والمسلمين.
المخطوط من 9 صفحات، مكتوبة بخط يد المؤلف "مثلما يظهر من نعته لنفسه بالفقير إلى الله ، وعادة لا يكتب مثل هذا إلا المُصنٍّف نفسه"، مع وضوح ضعف اللغة عنده في غير موضع من المخطوط . ومع ملاحظة دقة المعلومات والتفاصيل الواردة بالمخطوط ، وأقوى مثال على ذلك: تحديده مدة ولاية الأمير علي بيك الفقاري بـ احدى وعشرين سنة إلا أربعين يوماً، وإشارته أنها أطول مدة تولاها أمير في إمارة الصعيد، وذلك يعكس دقة ضبطه للتواريخ، وإلمامه بأسماء وأعمار وسني ولايات أمراء الصعيد السابقين زمناً له، ومعرفته بأسباب عزلهم وإعادتهم وملابسات وفاتهم وغير ذلك من التفاصيل المهمة.
والمخطوط نسخته محفوظة ضمن المخطوطات الأزهرية ، ضمن مجموعة "تاريخ أباظة" ، وعلى المخطوط ختم بيضاوي عليه تاريخ سنة 1316 هـ ، به إفادة بكون النسخة تلك: وقف لورثة "المغفور له سليمان باشا أباظة بالجامع الأزهر"، وقد أفادنا بهذه النسخة : السيد الدكتور/ عمرو عبد العظيم الديب – بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فجزاه الله خيراً .
الفوائد:
1- منذ أواخر العصر المملوكي أصبحت ولاية دجرجا "جرجا" مركزاً إدارياً كبيراً، يكون لواليها إمرة عربان الصعيد، واستمر هذا الأمر طوال الفترة العثمانية بعد دخول السلطان سليم العثماني لمصر، وحتى ما بعد عهد الأمير همام بن يوسف الهواري المتوفى سنة 1183 هـ / 1769 م .
2- تتابُع بني عمر بن عبد العزيز البنداري الهواري على إمرة الصعيد ، بداية من عصر المماليك الجراكسة وحتى العصر العثماني .
3- دحض مزاعم من يقول بتولي إمارة الصعيد في تلك الحقبة موضع الرسالة التاريخية التي بين أيدينا من قِبَل أناس لم تذكرهم أي من المراجع التاريخية ، بل إن بعضهم أقدم زمناً من هذه الحقبة الزمنية التي تناولها المُصنِّف.
ونجد أن هذه الرسالة حافلة بأسماء وتواريخ ولايات سائر أمراء الصعيد بتلك الفترة المَعنِّية، وكان أكثر هؤلاء الأمراء من بني عمر بن عبد العزيز المُتولّين بجرجا مثلما جاء بالمخطوط، ومن أبرز هؤلاء الأمراء العُمريين البنداريين الهوارة: الأمير داود وكانت ولايته سنة 929 هـ ، الأمير محمد بن داود تولّى سنة 961 هـ ، الأمير حمد بن محمد بن داود تولّى سنة 978 هـ ، الأمير يونس بن ريان تولّى سنة 982 هـ ، الأمير عيسى بن حمد تولّى سنة 1011 هـ ، واستمرت ولايته حتى سنة 1015 هـ ويكون بذلك آخر أمراء أولاد عمر مثلما ذكرهم مُصنِّف الرسالة .
وقد ذكرت الدكتورة ليلى عبد اللطيف أن الأمير عمر بن عبد العزيز الهواري هو والد (بني عمر) أمراء الصعيد، وأنه أول من وُلِّي منهم وقد توفي سنة 799 هـ/1396 م، وأن ذريته حملوا لقب الأمير، وقد أوردت دفاتر إلتزامات الولايات القبلية بالقلعة أسماء الكثيرين من أولاد عمر مسبوقة بلقب الأمارة.
وقد وُلّي إمرة الصعيد الأمير محمد بن عمر وهو المعروف بأبي السنون بعد والده، ولمّا مات أبي السنون وُلّي بعده أخوه يوسف بن عمر، ومن أمرائهم الآخرين: الأمير داود بن أحمد الناصر بن الأمير إسماعيل (توفي سنة 853 هـ/1449 م) بن الأمير عمر، والأمير ريان (توفي سنة 889 هـ/1484 م) بن أحمد بن الأمير شرف الدين عيسى (توفي سنة 863 هـ/ 1458 م)، والأمير داود بن سليمان بن عيسى، وغيرهم.
وكانت سيطرة بني عمر هؤلاء تمتد من الأشمونين "بمحافظة المنيا" إلى أسوان، وكانت منازلهم بجرجا ومنشأة أخميم (انظر: الصعيد في عهد شيخ العرب همام صـ 29-32).
4- تحديد سبب وسنة مقتل "همام ابن سيباي"، حيث أفادت الرسالة أن سبب مقتله كان مردّه لخراب وحريق من العربان سنة 1017 هـ ، وعلى إثره عُزِلَ الأمير عثمان في السنة الثالثة من ولايته وقد كان أميراً للصعيد وقتذاك. ويظهر فيها عدم نعت "همام" المذكور بالأمير، وكذلك فقد قُتِل في زمن ولاية الأمير عثمان المذكور آنفاً، وهمام ابن سيباي هو الجد الأكبر للأمير همام بن يوسف بن أحمد محمد همام بن صبيح بن همام بن سيبيه (سيباي) وقد مضى ذكره.
غير أن المستشرق الفرنسي المؤرخ "جان كلود جارسان" ذكر في كتابه "ازدهار وانهيار حاضرة مصرية: قوص صـ 352" أن مقتل همام كان بعد التاريخ السابق بعامين، أي: سنة 1019 هـ، بيد أنه – جارسان - لم يذكر أن مقتل همام الأكبر كان على يد العربان. (للمزيد يُنظر: كتاب السلالة البكرية الصديقية – الجزء الأول).
5- أن مُصنّف الرسالة لم يقطع بأن "همام ابن سيباي" ليس من بني عمر عندما أفاد بأن آخر ولاة بني عمر كان الأمير عيسى بن حمد المنتهية ولايته سنة 1015 هـ "قبل مقتل همام ابن سيباي بعامين"، وذلك لأن النص يُفهم منه أنه لم يتولى أحد من بني عمر إمرة الصعيد بعد سنة 1015 هـ وحتى وقت كتابة هذه الرسالة "سنة 1131 هـ".
ويَظهر من هذا الأمر أن همام ابن سيباي لم يكن يلقب بالأمير، ولم يكن أميراً وقت مقتله سنة 1017 هـ، وكذلك فالمُصنِّف لم يدرك زمن الأمير همام بن يوسف الهواري ولا زمن بعض آبائه "أحفاد همام ابن سيباي" الذين تولوا إمرة الصعيد، إذ ينسبهم البعض لبني عمر بن عبد العزيز هؤلاء (للمزيد انظر: كتاب الصعيد في عهد شيخ العرب همام صـ 31-32).
6- ذِكر تولي أحد أمراء بقايا المماليك لإمرة الصعيد، وهو الأمير علي بيك الفقاري الذي تولّى سنة 1043 هـ ، وهو من طائفة المماليك الفقارية - خصوم القاسمية - زمن الدولة العثمانية ، وقد استمرت ولايته مدة احدى وعشرين سنة إلا أربعين يوماً، وأشار المُصنٍّف أنه لم يسبق لأحد غيره أن تولى كل هذه المدة.
تم بفضل الله وعونه ... يوم الإثنين السابع من جمادى الثاني سنة 1438 هـ / السادس من مارس سنة 2017 م بالقاهرة.
...........
كتبه/ أحمد بن عبد النبي آل فرغل الدعباسي البكري
رئيس لجنة تحقيق الأنساب – أمين عام مشيخة السجادة البكرية
أمين التوثيق باللجنة العلمية لبحوث التاريخ والأنساب بالسجادة العنانية العمرية
..........
هوامش:
1- كتاب: ازدهار وانهيار حاضرة مصرية: قوص ، المستشرق الفرنسي: جان كلود جارسان ، ترجمة: بشير السباعي ، الطبعة الأولى 1997 م ، دار سينا للنشر – القاهرة .
2- كتاب: الصعيد في عهد شيخ العرب همام ، د. ليلى عبد اللطيف أحمد ، الهيئة المصرية العامة للكتاب - سنة 1987 م .
3- كتاب: السلالة البكرية الصديقية : التاريخ والأنساب والمشاهير ، أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي البكري ، دار الأمة العربية - سنة 2014 م .
4- موقع إلكتروني: الموسوعة الحرة ويكيبديا - قائمة سلاطين الدولة العثمانية .
أمراء الصعيـد
رسالة فيمن تولى صعيد مصر من الأمراء
" التدقيق المُفيد لبعض ما جاء برسالة أمراء الصعيد: من أمراء بني عُمر وبعض المماليك وآخرين "
......
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد : فهذه مقالة نُسجّل فيها فوائد تاريخية عن أمراء الصعيد المصري ، في الفترة الممتدة ما بين (سنة 922 هـ / 1516 م ، وسنة 1105 هـ / 1694 م) ، وهي مدة تقارب الـ 180 سنة ، تبدأ من أواخر عهد دولة المماليك الجراكسة زمن ولاية السلطان قنصوه الغوري، وتنتهي زمن خلافة السلطان العثماني أحمد الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن السلطان سليمان القانوني ، وذلك قبل ولادة أمير الصعيد الشهير شيخ العرب همام بن يوسف الهواري ببضع عشرة سنة.
يؤرخ تلك الوقائع ويُدونها أحد شهود ذلك العصر ، وهو مُصنِّف هذه الرسالة موضع الدراسة ، وهو – كما وصف نفسه : "أفقر الورى إلى رحمة ربه القدير .. محمد بن عبد الله الأمير ، المالكي مذهباً" ، وكتب رسالته تلك برسم "مولانا الأوحدي العريقي مولانا القاضي أحمد بن المرحوم مولانا القاضي عبد الكريم الأنصاري" . وكان الفراغ منها يوم الثلاثاء 11 صفر الخير سنة 1131 هـ (الموافق سنة 1718 م).
ومن المُلاحظ هنا أن اسم المؤلف ينتهي بلقب "الأمير"، ولا أدري أكان أحد من أجداد المؤلف أميراً على الصعيد؟! وإن كنت أُضعٍّف هذا، فالمؤلف دقيق في سرده، ولعله لو كان الأمر كذلك لأشار إليه، والمؤلف لم أقف له على ترجمة – يرحمه الله والمسلمين.
المخطوط من 9 صفحات، مكتوبة بخط يد المؤلف "مثلما يظهر من نعته لنفسه بالفقير إلى الله ، وعادة لا يكتب مثل هذا إلا المُصنٍّف نفسه"، مع وضوح ضعف اللغة عنده في غير موضع من المخطوط . ومع ملاحظة دقة المعلومات والتفاصيل الواردة بالمخطوط ، وأقوى مثال على ذلك: تحديده مدة ولاية الأمير علي بيك الفقاري بـ احدى وعشرين سنة إلا أربعين يوماً، وإشارته أنها أطول مدة تولاها أمير في إمارة الصعيد، وذلك يعكس دقة ضبطه للتواريخ، وإلمامه بأسماء وأعمار وسني ولايات أمراء الصعيد السابقين زمناً له، ومعرفته بأسباب عزلهم وإعادتهم وملابسات وفاتهم وغير ذلك من التفاصيل المهمة.
والمخطوط نسخته محفوظة ضمن المخطوطات الأزهرية ، ضمن مجموعة "تاريخ أباظة" ، وعلى المخطوط ختم بيضاوي عليه تاريخ سنة 1316 هـ ، به إفادة بكون النسخة تلك: وقف لورثة "المغفور له سليمان باشا أباظة بالجامع الأزهر"، وقد أفادنا بهذه النسخة : السيد الدكتور/ عمرو عبد العظيم الديب – بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فجزاه الله خيراً .
الفوائد:
1- منذ أواخر العصر المملوكي أصبحت ولاية دجرجا "جرجا" مركزاً إدارياً كبيراً، يكون لواليها إمرة عربان الصعيد، واستمر هذا الأمر طوال الفترة العثمانية بعد دخول السلطان سليم العثماني لمصر، وحتى ما بعد عهد الأمير همام بن يوسف الهواري المتوفى سنة 1183 هـ / 1769 م .
2- تتابُع بني عمر بن عبد العزيز البنداري الهواري على إمرة الصعيد ، بداية من عصر المماليك الجراكسة وحتى العصر العثماني .
3- دحض مزاعم من يقول بتولي إمارة الصعيد في تلك الحقبة موضع الرسالة التاريخية التي بين أيدينا من قِبَل أناس لم تذكرهم أي من المراجع التاريخية ، بل إن بعضهم أقدم زمناً من هذه الحقبة الزمنية التي تناولها المُصنِّف.
ونجد أن هذه الرسالة حافلة بأسماء وتواريخ ولايات سائر أمراء الصعيد بتلك الفترة المَعنِّية، وكان أكثر هؤلاء الأمراء من بني عمر بن عبد العزيز المُتولّين بجرجا مثلما جاء بالمخطوط، ومن أبرز هؤلاء الأمراء العُمريين البنداريين الهوارة: الأمير داود وكانت ولايته سنة 929 هـ ، الأمير محمد بن داود تولّى سنة 961 هـ ، الأمير حمد بن محمد بن داود تولّى سنة 978 هـ ، الأمير يونس بن ريان تولّى سنة 982 هـ ، الأمير عيسى بن حمد تولّى سنة 1011 هـ ، واستمرت ولايته حتى سنة 1015 هـ ويكون بذلك آخر أمراء أولاد عمر مثلما ذكرهم مُصنِّف الرسالة .
وقد ذكرت الدكتورة ليلى عبد اللطيف أن الأمير عمر بن عبد العزيز الهواري هو والد (بني عمر) أمراء الصعيد، وأنه أول من وُلِّي منهم وقد توفي سنة 799 هـ/1396 م، وأن ذريته حملوا لقب الأمير، وقد أوردت دفاتر إلتزامات الولايات القبلية بالقلعة أسماء الكثيرين من أولاد عمر مسبوقة بلقب الأمارة.
وقد وُلّي إمرة الصعيد الأمير محمد بن عمر وهو المعروف بأبي السنون بعد والده، ولمّا مات أبي السنون وُلّي بعده أخوه يوسف بن عمر، ومن أمرائهم الآخرين: الأمير داود بن أحمد الناصر بن الأمير إسماعيل (توفي سنة 853 هـ/1449 م) بن الأمير عمر، والأمير ريان (توفي سنة 889 هـ/1484 م) بن أحمد بن الأمير شرف الدين عيسى (توفي سنة 863 هـ/ 1458 م)، والأمير داود بن سليمان بن عيسى، وغيرهم.
وكانت سيطرة بني عمر هؤلاء تمتد من الأشمونين "بمحافظة المنيا" إلى أسوان، وكانت منازلهم بجرجا ومنشأة أخميم (انظر: الصعيد في عهد شيخ العرب همام صـ 29-32).
4- تحديد سبب وسنة مقتل "همام ابن سيباي"، حيث أفادت الرسالة أن سبب مقتله كان مردّه لخراب وحريق من العربان سنة 1017 هـ ، وعلى إثره عُزِلَ الأمير عثمان في السنة الثالثة من ولايته وقد كان أميراً للصعيد وقتذاك. ويظهر فيها عدم نعت "همام" المذكور بالأمير، وكذلك فقد قُتِل في زمن ولاية الأمير عثمان المذكور آنفاً، وهمام ابن سيباي هو الجد الأكبر للأمير همام بن يوسف بن أحمد محمد همام بن صبيح بن همام بن سيبيه (سيباي) وقد مضى ذكره.
غير أن المستشرق الفرنسي المؤرخ "جان كلود جارسان" ذكر في كتابه "ازدهار وانهيار حاضرة مصرية: قوص صـ 352" أن مقتل همام كان بعد التاريخ السابق بعامين، أي: سنة 1019 هـ، بيد أنه – جارسان - لم يذكر أن مقتل همام الأكبر كان على يد العربان. (للمزيد يُنظر: كتاب السلالة البكرية الصديقية – الجزء الأول).
5- أن مُصنّف الرسالة لم يقطع بأن "همام ابن سيباي" ليس من بني عمر عندما أفاد بأن آخر ولاة بني عمر كان الأمير عيسى بن حمد المنتهية ولايته سنة 1015 هـ "قبل مقتل همام ابن سيباي بعامين"، وذلك لأن النص يُفهم منه أنه لم يتولى أحد من بني عمر إمرة الصعيد بعد سنة 1015 هـ وحتى وقت كتابة هذه الرسالة "سنة 1131 هـ".
ويَظهر من هذا الأمر أن همام ابن سيباي لم يكن يلقب بالأمير، ولم يكن أميراً وقت مقتله سنة 1017 هـ، وكذلك فالمُصنِّف لم يدرك زمن الأمير همام بن يوسف الهواري ولا زمن بعض آبائه "أحفاد همام ابن سيباي" الذين تولوا إمرة الصعيد، إذ ينسبهم البعض لبني عمر بن عبد العزيز هؤلاء (للمزيد انظر: كتاب الصعيد في عهد شيخ العرب همام صـ 31-32).
6- ذِكر تولي أحد أمراء بقايا المماليك لإمرة الصعيد، وهو الأمير علي بيك الفقاري الذي تولّى سنة 1043 هـ ، وهو من طائفة المماليك الفقارية - خصوم القاسمية - زمن الدولة العثمانية ، وقد استمرت ولايته مدة احدى وعشرين سنة إلا أربعين يوماً، وأشار المُصنٍّف أنه لم يسبق لأحد غيره أن تولى كل هذه المدة.
تم بفضل الله وعونه ... يوم الإثنين السابع من جمادى الثاني سنة 1438 هـ / السادس من مارس سنة 2017 م بالقاهرة.
...........
كتبه/ أحمد بن عبد النبي آل فرغل الدعباسي البكري
رئيس لجنة تحقيق الأنساب – أمين عام مشيخة السجادة البكرية
أمين التوثيق باللجنة العلمية لبحوث التاريخ والأنساب بالسجادة العنانية العمرية
..........
هوامش:
1- كتاب: ازدهار وانهيار حاضرة مصرية: قوص ، المستشرق الفرنسي: جان كلود جارسان ، ترجمة: بشير السباعي ، الطبعة الأولى 1997 م ، دار سينا للنشر – القاهرة .
2- كتاب: الصعيد في عهد شيخ العرب همام ، د. ليلى عبد اللطيف أحمد ، الهيئة المصرية العامة للكتاب - سنة 1987 م .
3- كتاب: السلالة البكرية الصديقية : التاريخ والأنساب والمشاهير ، أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي البكري ، دار الأمة العربية - سنة 2014 م .
4- موقع إلكتروني: الموسوعة الحرة ويكيبديا - قائمة سلاطين الدولة العثمانية .