.الحياة العلمية في مصر بين عصرين :
----------------------------------------------
... أثار انتباهي قول الوالي العثماني أحمد باشا كور -- تولى حكم مصر 1162 /1748 - للشيخ عبدالله الشبراوي -- شيخ الأزهر ت1171 /1758 --- : ( المسموع عندنا بالبلاد الرومية أن مصر منبع الفضايل والعلوم ، وكنت في غاية الشوق إلى المجئ إليها ، فلما جئتها وجدتها كما قيل : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه !!...).....
....لامراء في أن الأزهر حظي باهتمام بالغ من العثمانيين ، فكان يأتي في المرتبة الثانية بعد الحرمين الشريفين ، لم يتعرضوا لأوقافه ، بل أضافوا إليها أوقافا كثيرة ، وفي عصرهم وجد منصب شيخ الأزهر الذي لم يكن موجودا من قبل ، و قام الأزهر بدور كبير في الحفاظ على العلوم الدينية و العربية ونشرها في العالم الإسلامي ، وتمتع علماء الأزهر بمكانة سامقة في المجتمع المصري ، لورعهم وتقواهم وشجاعتهم ، التي صارت مضرب الأمثال في التصدي للظالمين من الحكام وأعوانهم ....
لكن السؤال الذي يطرح نفسه : لم لم نشهد في مصر --إبان العصر العثماني -- علماء أفذاذا تركوا نتاجا علميا غزيرا كما صنع علماء مصر في عصر دولة سلاطين المماليك ، كابن خلدون ، والمقريزي ، وابن حجر ، والسيوطي ، وزكريا الأنصاري ، وغيرهم ، الذين أطلق على عصرهم ( عصر الموسوعات ؟؟ !!) ...
.... هناك تفسيرات شتي ، منها :
أن مصر فقدت مكانتها السياسية والدينية ، بعد أن تحولت من سلطنة عظمى إلى مجرد ولاية تابعة للدولة العثمانية ، الأمر الذي أثر سلبا على الحياة العلمية فيها ...
... ومنها : إقدام السلطان سليم الأول على ترحيل علماء مصر وحرفييها وكتبها ومخطوطاتها ( قسرا ) إلى العاصمة العثمانية ، الأمر الذي أحدث صدمة وفجوة كان لها أثر بالغ على الحياة العلمية في مصر ...
...ومنها : أن انخراط علماء مصر في الحياة السياسية ، وقيامهم بالتصدي لظلم العثمانيين والفرق المملوكية المتصارعة على النفوذ والسلطة ، شغلهم عن التفرغ للتأليف ، كما صنع أسلافهم في عصر دولة سلاطين المماليك ...
ومنها - أخيرا - : أن علماء مصر في عصر دولة سلاطين المماليك كانوا --من الناحية العلمية -- يفوقون بكثير علم خلفهم من علمائها في العصر العثماني !!!...
-----------------------------
----------------------------------------------
... أثار انتباهي قول الوالي العثماني أحمد باشا كور -- تولى حكم مصر 1162 /1748 - للشيخ عبدالله الشبراوي -- شيخ الأزهر ت1171 /1758 --- : ( المسموع عندنا بالبلاد الرومية أن مصر منبع الفضايل والعلوم ، وكنت في غاية الشوق إلى المجئ إليها ، فلما جئتها وجدتها كما قيل : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه !!...).....
....لامراء في أن الأزهر حظي باهتمام بالغ من العثمانيين ، فكان يأتي في المرتبة الثانية بعد الحرمين الشريفين ، لم يتعرضوا لأوقافه ، بل أضافوا إليها أوقافا كثيرة ، وفي عصرهم وجد منصب شيخ الأزهر الذي لم يكن موجودا من قبل ، و قام الأزهر بدور كبير في الحفاظ على العلوم الدينية و العربية ونشرها في العالم الإسلامي ، وتمتع علماء الأزهر بمكانة سامقة في المجتمع المصري ، لورعهم وتقواهم وشجاعتهم ، التي صارت مضرب الأمثال في التصدي للظالمين من الحكام وأعوانهم ....
لكن السؤال الذي يطرح نفسه : لم لم نشهد في مصر --إبان العصر العثماني -- علماء أفذاذا تركوا نتاجا علميا غزيرا كما صنع علماء مصر في عصر دولة سلاطين المماليك ، كابن خلدون ، والمقريزي ، وابن حجر ، والسيوطي ، وزكريا الأنصاري ، وغيرهم ، الذين أطلق على عصرهم ( عصر الموسوعات ؟؟ !!) ...
.... هناك تفسيرات شتي ، منها :
أن مصر فقدت مكانتها السياسية والدينية ، بعد أن تحولت من سلطنة عظمى إلى مجرد ولاية تابعة للدولة العثمانية ، الأمر الذي أثر سلبا على الحياة العلمية فيها ...
... ومنها : إقدام السلطان سليم الأول على ترحيل علماء مصر وحرفييها وكتبها ومخطوطاتها ( قسرا ) إلى العاصمة العثمانية ، الأمر الذي أحدث صدمة وفجوة كان لها أثر بالغ على الحياة العلمية في مصر ...
...ومنها : أن انخراط علماء مصر في الحياة السياسية ، وقيامهم بالتصدي لظلم العثمانيين والفرق المملوكية المتصارعة على النفوذ والسلطة ، شغلهم عن التفرغ للتأليف ، كما صنع أسلافهم في عصر دولة سلاطين المماليك ...
ومنها - أخيرا - : أن علماء مصر في عصر دولة سلاطين المماليك كانوا --من الناحية العلمية -- يفوقون بكثير علم خلفهم من علمائها في العصر العثماني !!!...
-----------------------------