تعاليم ووصايا الفيلسوف الوزير بتاح حتب:
ـ إذا وجدت رجلا مساويا لك يتجادل .وأثار حديث السوء فلا تسكت ، بل أظهر له حكمتك وحسن أدبك ،فإن الكل سيثنون عليك ،ويحسن ذكرك عند العظماء .
ـ إذا وجدت رجلا يتكلم ، وكان فقيرا ،فلا تحتقره لأنه أقل منك ، بل دعه وشأنه ،ولا تحرجه لتسر قلبك ، ولا تصب عليه جام غضبك .فإذا بدا لك أن تطيع أهواء قلبك فتظلمه ،فاقهر أهواءك ،لأن الظلم ليس من شيمة الكرام .
ـ إذا كنت فى صحبة جماعة من الناس ، وكنت عليهم رئيسا ولشئونهم متوليا ، فعاملهم معاملة حسنة حتى لا تلام ، وليكن مسلكك معهم لا يشوبه نقص . إن العدل عظيم ، طريقه سوى مستقيم .
ـ لاتستحل حقوق الناس حراما ..ما كان الشر يوما بموصل مقترفه إلى شاطىء الأمان ، قد يحصل المرء على شى ءمن الثروة عن طريق الشر ، ولكن قوة الحق تبقى ثابتة ، إن حدود الحق واضحة ، والحلال بين والحرام بين ، والمرء يفعل ما تعلمه من أبيه .
ـ لاتنشر الرعب بين الناس ، فهذا أمر يعاقب عليه الرب . هناك من الناس من يقول (ها هى الحياة قد أقبلت ) فيمشى فى الأرض متكبرا ، فيجازى بالحرمان من خبز فمه . وهناك من الناس من يقول : ( هاهى سطوتى ) ويخيل إليه أنه يستطيع أن يستولى على كل ما يخطر له بالباطل ، وبينما هو يتفاخر بذلك تنذل عليه النازلة فلا يملك لها دفعا ، ولا لنفسه نفعا .وهناك من يتحايل على الحصول على ما ليس له ، ليقتنى بذلك ثروة تغنيه ، وليهيىء لنفسه الأمن فى المستقبل ، ولكن المستقبل لا يهيئه أحد لنفسه ،لأنه بيد الرب . فما من شىء هيئه المرء لنفسه قد وقع ، وإنما يقع ما امر به الرب . فعش إذن فى بيت الأمان والطمأنينة ، قانعا بحاضرك ، واثقا بمستقبلك ، فيأتى الناس إليك من كل مكان برزق لك من حيث لا تعلم .
ـ إذا كنت مكلفا بأداء رسالة من أحد النبلاء إلى نبيل آخر ، فأدها كما أخذتها تماما دون تحريف أو تبديل ، ولا تثر عداوة بكلماتك ، ولا تؤلب نبيل على نبيل بقلب الحقائق إلباس الباطل ثوب الحق . ولا تكن نماما ، فالنميمة تكرهها النفس وتأباها الروح .
ـ لا تجعل الرجل الذى لا ولد له حسودا ، ولا تنبذه وتجعله مغموما محسورا لهذا السبب . فالأب صاحب الولد قد يعتريه الهم بالرغم من عظم مكانته ، وأم الأولاد
كذلك نصيبها من راحة البال قليل ، والرب هو الذى يخلق الإنسان ويقدر له نصيبه فى الحياة .
ـ إذا كنت وضيعا فسر فى ركب رجل عظيم حكيم فتكون أعمالك مباركة أمام الرب .
ـ وإذا عرفت رجلا صغيرا ارتفع فصار عظيما ، فقدم له فروض والإحترام التى تتناسب مع المركز الذى وصل إليه .
ـ اسمع يا بنى، ان الثراء لا يأتى وحـــــده ، انه يفد على من يريده ويعمل له ، فاذاعملت له وسعيت وراءه ، فإن الرب ينيلك إياه .
أما إذا قعدت وتوانيت وتمسكت بأهداب الكسل والخمول فإن الرب لك بالمرصــــاد ،ينزل عليك غضبه وعقابه .
ـ اذا أصبحت عظيماً بعد أن كنت وضيعاً وصرت غنياً بعد أن كنت فقيراً فلا تنس ماكنت عليه فى الماضى ولاتفخر بثروتك وتستكبر فأنت لست بأحسن حالاً من رفاقك الذين حل بهم الفقر .
ـ اذا كنت رجلاً عاقلاً فليكن لك ولد تقوم على تربيته وتنشئته ، فذلك شئ يسر الآلهة . فاذا اقتدى بك ونسج على منوالك ونظم من شؤنك ورعاها ، فاعمل له كل ماهو طيب لإنه ولدك وقطعة من نفسك وروحك ،ولاتجعل قلبك يجافيه ، فاذا ركب رأسه ولم يأبه لقواعد السلوك فطغى وبغى ، وتكلم بالإفق والبهتان ، فقومه بالضرب حتى يعتدل شأنه ويستقسم قوله ، وباعد بينه وبين رفاق السوء حتى لايفسد .
أما اذا تحدى قولك فاطرده لانه ليس ابنك ، ولم يولد لك .
ـ اذا كنت فى مجلس فاعمل طبقاً لما كلفت به أول يوم ولاتتغيب بل انتظر حتى يأتى دورك ، وعندئذ كن مستعداً للدخول دون دقع أو تزاحم فالمكان رحب وقاعة المجلس يسيطر عليها نظام دقيق ، وتسير أمورها وفق خطة محكمة ، انه هو الرب الذى يهب المرء مقعداً فيها يجزى به المستحقين ولايناله المعتدون .
ـ اذا كنت بين جماعة من الناس ، فاجعل حب الناس هدفك ومنيتك ، ومبتغى قلبك وهواك ، فيقول من يراك : (( هذا هو رجل ناجح واتته الثروة فلأقلده )) ، فيحسن ذكرك جيرانك ، ويكتمل من أمرك ماينقصه . أما من يسير على هواه فلا يكون نصيبه الا الإحتقار وهوان الشأن ، وماهو ببالغ من حب الناس شيئاً ، فيصبح قلبه ملئ بالبؤس ، وجسمه بغيضاً ، ويغدو مرذولاً عند المؤمنين بالرب . ان من اتبع هواه ضل، وله من نفسه عدو مبين .
ـ كن صريحاً ولاتخف من أعمالك شيئاً ، بل صارح بها رئيسك فى مجلسه حتى ولو كان يعلم بها ، فلا يضير المرء أن يقال له : (( هذا شئ أعلمه )) .
ـ اذا كنت زعيما على قوم ، فتصرف فى شؤنهم بما تقضى به قواعد القوانين والأنظمة ، ناظراً الى مايتأتى فى قابل الأيام عندما لايفيد الكلام .
ـ اذا كنت حاكماً فكن عطوفاً مستأنياً عندما تصغى الى شكوى مظلوم ، ولاتجعله يتردد فى أن بفضى اليك بدخيلة نفسه ، بل كن به رفيقاً ولحاجته قاضياً ، ولظلمه مزيلاً رافعاً . اجعله يسترسل فى كلامه على سجيته حتى تقضى له حاجته التى أتى من أجلها اليك ، فإنه اذا تردد فى أن يفضى اليك بما يجيش فى صدرك قيل : (( أن القاضى يظلم من لايستطيع لظلمه دفعاً )) ، بيد أن القلب الحانى العطوف يستمع وبصغى عن رغبة .
ـ اذا كنت تريد أن تكون موقور الكرامة فى أى منزل تدخله ـ سواء كان منزل عظيم أم أخ أم صديق ، فلا تقرب النساء ، فما من مكان دخله التعلق بهوى النساء الا وفسد . ومن الحكمة أن تجنب نفسك مواطن الشطط والزلل ، ولا توردها موارد التهلكة ، فان ألافاً من الرجال أهلكوا أنفسهم وعملوا على حتفهم من أجل تمتعهم بلذة عارضة تذهب كحلم فى لمح البصر .
ـ ان الرجال ليفتتنون بأعضائهن البراقة ولكنها سرعان ماتصبح بعد ذلك مثل أحجار (( هرست )) .والموت يأتى فى النهاية .
ـ اذا أردت أن تكون أعمالك حسنة مستطابة فكن بعيداً عن المساوئ والشرور ، وهدئ من طباعك وتجنب الشراهة ، لأن هذه رذيلة تقود إلى الهلاك ، فهى تفرق بين الأباء والمهات ، والأخوة والأخوات ، وتبذر بذور الشقاق بين الزوج وزوجته
أما الرجل العادل الذى يسير على سراط مستقيم فغنه يعيش طويلا ، ويحرز ثروة كبيرة على حين لا يجد الرجل الشره قبرا له .
ـ لا تكن شرها فى القسمة ، فلا تأخذ منها ما ليس لك ، ولا تطمع فيما هو لأقاربك ، والكلمة الطيبة اللينة خير من القوة وأجدى ، والطماع يخرج دائما صفر اليدين من بين أقاربه وأخدانه ، لآنه حرم موهبة الكلام الرقيق .وأن القليل الذى يختلس يولد العداوة ( حتى ) عند صاحب الطبع اللين .
ـ أشبع خدمك الأجراء بما لديك ، ومما أفاء الرب عليك ، فهذا واجبك ، ولو أنه من الصعب إرضاء الخادم الأجير ، وعندما تطوق الخدم بفضلك وكرمك يأتون إليك ويقولون ( نريد أن نذهب ونتركك) ..ألا فلتذهب الرحمة من مدينة يقيم فيها خدم خبثاء تعساء .
ـ اشبع أصدقائك بمكافأة الرب عليك من خير وحظوة ، فالحكمة تقضى بذلك ،إذا ما من إنسان يعرف مصيره اذا فكر فى الغد . وإذا حل سوء الطالع بمن كان ذا حظوة فإن أصدقاءه هم الذين يقولون له ( مرحبا ) فاستبق لذلك مودتهم لوقت الشدة الذى يتهدد الإنسان .
ـ لا تردد كلاما قيل فى ساعة غضب ولا تصغ إليه ، لأنه خرج من بدن أحمته ثورة الغضب . وإذا أعيد هذا الكلام عليك فلا تستمع إليه ، بل أنظر إلى الأرض ولا تتكلم بشأنه .فيخجل من هو أمامك ويعرف الحكمة . وإذا أمرت بإقتراف سرقة فعليك ان تتفادى المر لأن السرقة شنيعة طبقا للقانون .
ـ إذا كنت رجلا ذا شان وجلست فى مجلس سيدك فثق أن السكوت أجدى لك من الثرثرة فى الكلام ، ولا تتكلم إلا إذا كان لديك ما تريد أن تقوله حقا ، وحينذاك يجب عليك أن تكون فنانا ، لآن الكلام أصعب من أى عمل آخر .
ـإذا كنت ذا بطش وسلطان ، فدعهم يوقرونك من أجل علمك ورقة حاشيتك . ولا تصمت .ولكن حذار من أن تقاطع أحداوهو يتكلم ، وإياك ان تجيب وأنت فى ثورة غضب .
ـ إذا كان الأمير منهمكا فى عمل فلا تثر ما يعوقه ، ولا تغضب قلبا مثقلا بالهموم .إنه لينصرف عمن يعطله . ولكنه يفضى بدخيلة نفسه لمن يحبه .إن تآلف الأرواح هو من الرب الذى يحب خلقه . إنطلق إذن بعد شجار مرير وتصاف مع من كان لك خصما .فمثل هذه اللأحاسيس هى التى تقوى الحب .
ـ إذا كنت أستاذا ومربيا تقوم على تعليم أحد النبلاء ، فعلمه الأشياء التى تعود عليه بالنفع
ودعه يختلط بالناس ويقر بالفضل لأستاذه ، إذ أن رزقك يأتيك منه ، فأنت من خيره تشبع بطنك وتكسو ظهرك ، ودعه يحبك حتى يعمر بيتك ويعلو شرفك . ولسوف يمد يده فى رفق إليك ويعطيك ويغرس حبك فى قلوب أصدقائك .
ـ إذا كنت ابن أحد رجال الدين ، ورسول سلام بين جموع الناس ، فتكلم دون ان تحابى طرفا ، وليكن هدفك إصدار أحكام دقيقة .
ـ إذا كنت قد تسامحت فى سابق الأيام فصفحت عن شخص بغية هدايته ، فدعه وشأنه ، ولا تذكره بفضلك فى الغد .
ـ إذا صرت رجلا عظيما وكنت فى وقت من الآوقات صغيرا فلا تتكبر ،فلست أنت الأخير وسرعان ما يبلغ سواك المرتبة التى بلغتها فيكون مساويا لك ، يأتيه من الثروة والجاه ما أتاك .
ـ انحن أمام رئيسك ، المشرف عليك فى شئون الإدارة الملكية ، حتى يظل بيتك مفتوحا ، ويستمر رزقك ومرتبك جاريا ، ولا تعصه ، فإن عصيان من بيده السلطة حماقة وشر مستطير .
ـ لا تسلب منازل المزارعين ، ولا تسرق صديق حتى لا يتهمك فى مواجهتك فينقبض قلبك ، وإذا علم بأمرك فإنه لن يتوانى عن أذاك وضررك .
ما أحمق الخصام بدل الصداقة !!!
ـ إذا كنت تبحث عن أخلاق صديق فلا تسأل أقرانه عنها ، ولكن إختلط به واقض وقتا معه حتى تختبر أحواله .تناقش معه بعد زمن ، وامتحن قلبه فى معرض كلام .
فإن كشف لك عن ماضى حياته فقد هيأ لك الفرصة إما أن تخجل منه او لكى تكون له صديقا ، ولا تكن متحفظا عندما يبدا الحديث ، ولا تجبه بخشونة ، ولاتتركه ، ولا تقاطعه حتى ينتهى من حديثه ، فقد تستفيد مما يقول .
أما إذا أفشى شيئا يكون قد رآه أو فعل شيئا يغضبك ، فكن حذرا حتى فى إجاباتك .
ـ كن سمح الوجه وضاء الجبين مشرق الطلعة ما دمت حيا ، ولا تحزن على ما فات ، والمرء يذكر بأعماله بعد موته .
ـ إعرف جيدا من يعاملك من التجار ، فإنه إذا ساءت حالك فإن شهرتك الحسنة بين أصدقاؤك ستكون لك ذخيرة ، إنها خير من الألقاب ومن الغنى ، فالغنى يزول، وينتقل من شخص لآخر ، والذكرى الحسنة باقية للمرء مفخرة له .ان الخلق الحسن يبقى شيئا مذكورا .
ـ ألا فلتعلم أن الرذيلة يجب أن تمحق حت يتأتى للفضيلة ان تعيش وتبقى . حتى يتأتى للفضيلة أن تعيش وتبقى .
ـ عندما تجلس إلى مائدة أحد الكبار ، فخذ إذا أعطاك مما هو موجود أمامك . ولا تنظر إلى ما وضع امامه ، بل أنظر إلى ما وضع أمامك انت . ولا تصوب إليه نظراتك الكثيرة لأن النفس (كا ) تشمئز عندما يصطدم المرء بها . وغض من بصرك حتى يحييك ولا تتكلم إلا إذا حياك . إضحك عندما يضحك فإن هذا مما يبهج قلبه ويجعل ما تفعله مقبولا لديه ، لأن الإنسان لا يعلم ما فى القلب .
ـ إذا جلس الرجل العظيم إلى الطعام ، فإن مسلكه وأعماله تجىء من وحى روحه فقد تمتد يده بالطعام إلى من يجلس بجواره وقد تتجاوزه إلى البعيد بوحى من الروح (كا ) والخبز يرزقه الرب لمن يشاء .
ـ إذا كنت رجلا عاقلا فاتخذ لك ( فأسس لنفسك ) بيتا وأحب زوجتك وخذها بين ذراعيك . أشبع جوفها . وأكس جسدها . إن الدهان هو علاج أعضائها . أفرح قلبها طول حياتك ، لأن مثلها مثل الحقل الذى يعود بالخير الوفير على صاحبه .
لا تكن فظا لأن اللين يفلح معها أكثر من القوة ، انتبه إلى ما ترغب فيه وإلى ما تتجه نحوه رغبتها وتنظر عينيها واجلبه لها . وبهذا تستبقيها فى منزلك
ـ إذا اتخذت امرأة ( زوجة ) مهذبة مثقفة يفيض قلبها بالمرح ويعرفها أهل بلدتها ،
فترفق بها ولا تطردها بل إعطها ما تأكل منه حتى يكتنز جسمها من الطعام .
أسف على الاطالة بس الموضوع ده مكنش ينفع فيه اختصار.
#أعرف_تاريخ_بلدك
#محمد_أمين
ـ إذا وجدت رجلا مساويا لك يتجادل .وأثار حديث السوء فلا تسكت ، بل أظهر له حكمتك وحسن أدبك ،فإن الكل سيثنون عليك ،ويحسن ذكرك عند العظماء .
ـ إذا وجدت رجلا يتكلم ، وكان فقيرا ،فلا تحتقره لأنه أقل منك ، بل دعه وشأنه ،ولا تحرجه لتسر قلبك ، ولا تصب عليه جام غضبك .فإذا بدا لك أن تطيع أهواء قلبك فتظلمه ،فاقهر أهواءك ،لأن الظلم ليس من شيمة الكرام .
ـ إذا كنت فى صحبة جماعة من الناس ، وكنت عليهم رئيسا ولشئونهم متوليا ، فعاملهم معاملة حسنة حتى لا تلام ، وليكن مسلكك معهم لا يشوبه نقص . إن العدل عظيم ، طريقه سوى مستقيم .
ـ لاتستحل حقوق الناس حراما ..ما كان الشر يوما بموصل مقترفه إلى شاطىء الأمان ، قد يحصل المرء على شى ءمن الثروة عن طريق الشر ، ولكن قوة الحق تبقى ثابتة ، إن حدود الحق واضحة ، والحلال بين والحرام بين ، والمرء يفعل ما تعلمه من أبيه .
ـ لاتنشر الرعب بين الناس ، فهذا أمر يعاقب عليه الرب . هناك من الناس من يقول (ها هى الحياة قد أقبلت ) فيمشى فى الأرض متكبرا ، فيجازى بالحرمان من خبز فمه . وهناك من الناس من يقول : ( هاهى سطوتى ) ويخيل إليه أنه يستطيع أن يستولى على كل ما يخطر له بالباطل ، وبينما هو يتفاخر بذلك تنذل عليه النازلة فلا يملك لها دفعا ، ولا لنفسه نفعا .وهناك من يتحايل على الحصول على ما ليس له ، ليقتنى بذلك ثروة تغنيه ، وليهيىء لنفسه الأمن فى المستقبل ، ولكن المستقبل لا يهيئه أحد لنفسه ،لأنه بيد الرب . فما من شىء هيئه المرء لنفسه قد وقع ، وإنما يقع ما امر به الرب . فعش إذن فى بيت الأمان والطمأنينة ، قانعا بحاضرك ، واثقا بمستقبلك ، فيأتى الناس إليك من كل مكان برزق لك من حيث لا تعلم .
ـ إذا كنت مكلفا بأداء رسالة من أحد النبلاء إلى نبيل آخر ، فأدها كما أخذتها تماما دون تحريف أو تبديل ، ولا تثر عداوة بكلماتك ، ولا تؤلب نبيل على نبيل بقلب الحقائق إلباس الباطل ثوب الحق . ولا تكن نماما ، فالنميمة تكرهها النفس وتأباها الروح .
ـ لا تجعل الرجل الذى لا ولد له حسودا ، ولا تنبذه وتجعله مغموما محسورا لهذا السبب . فالأب صاحب الولد قد يعتريه الهم بالرغم من عظم مكانته ، وأم الأولاد
كذلك نصيبها من راحة البال قليل ، والرب هو الذى يخلق الإنسان ويقدر له نصيبه فى الحياة .
ـ إذا كنت وضيعا فسر فى ركب رجل عظيم حكيم فتكون أعمالك مباركة أمام الرب .
ـ وإذا عرفت رجلا صغيرا ارتفع فصار عظيما ، فقدم له فروض والإحترام التى تتناسب مع المركز الذى وصل إليه .
ـ اسمع يا بنى، ان الثراء لا يأتى وحـــــده ، انه يفد على من يريده ويعمل له ، فاذاعملت له وسعيت وراءه ، فإن الرب ينيلك إياه .
أما إذا قعدت وتوانيت وتمسكت بأهداب الكسل والخمول فإن الرب لك بالمرصــــاد ،ينزل عليك غضبه وعقابه .
ـ اذا أصبحت عظيماً بعد أن كنت وضيعاً وصرت غنياً بعد أن كنت فقيراً فلا تنس ماكنت عليه فى الماضى ولاتفخر بثروتك وتستكبر فأنت لست بأحسن حالاً من رفاقك الذين حل بهم الفقر .
ـ اذا كنت رجلاً عاقلاً فليكن لك ولد تقوم على تربيته وتنشئته ، فذلك شئ يسر الآلهة . فاذا اقتدى بك ونسج على منوالك ونظم من شؤنك ورعاها ، فاعمل له كل ماهو طيب لإنه ولدك وقطعة من نفسك وروحك ،ولاتجعل قلبك يجافيه ، فاذا ركب رأسه ولم يأبه لقواعد السلوك فطغى وبغى ، وتكلم بالإفق والبهتان ، فقومه بالضرب حتى يعتدل شأنه ويستقسم قوله ، وباعد بينه وبين رفاق السوء حتى لايفسد .
أما اذا تحدى قولك فاطرده لانه ليس ابنك ، ولم يولد لك .
ـ اذا كنت فى مجلس فاعمل طبقاً لما كلفت به أول يوم ولاتتغيب بل انتظر حتى يأتى دورك ، وعندئذ كن مستعداً للدخول دون دقع أو تزاحم فالمكان رحب وقاعة المجلس يسيطر عليها نظام دقيق ، وتسير أمورها وفق خطة محكمة ، انه هو الرب الذى يهب المرء مقعداً فيها يجزى به المستحقين ولايناله المعتدون .
ـ اذا كنت بين جماعة من الناس ، فاجعل حب الناس هدفك ومنيتك ، ومبتغى قلبك وهواك ، فيقول من يراك : (( هذا هو رجل ناجح واتته الثروة فلأقلده )) ، فيحسن ذكرك جيرانك ، ويكتمل من أمرك ماينقصه . أما من يسير على هواه فلا يكون نصيبه الا الإحتقار وهوان الشأن ، وماهو ببالغ من حب الناس شيئاً ، فيصبح قلبه ملئ بالبؤس ، وجسمه بغيضاً ، ويغدو مرذولاً عند المؤمنين بالرب . ان من اتبع هواه ضل، وله من نفسه عدو مبين .
ـ كن صريحاً ولاتخف من أعمالك شيئاً ، بل صارح بها رئيسك فى مجلسه حتى ولو كان يعلم بها ، فلا يضير المرء أن يقال له : (( هذا شئ أعلمه )) .
ـ اذا كنت زعيما على قوم ، فتصرف فى شؤنهم بما تقضى به قواعد القوانين والأنظمة ، ناظراً الى مايتأتى فى قابل الأيام عندما لايفيد الكلام .
ـ اذا كنت حاكماً فكن عطوفاً مستأنياً عندما تصغى الى شكوى مظلوم ، ولاتجعله يتردد فى أن بفضى اليك بدخيلة نفسه ، بل كن به رفيقاً ولحاجته قاضياً ، ولظلمه مزيلاً رافعاً . اجعله يسترسل فى كلامه على سجيته حتى تقضى له حاجته التى أتى من أجلها اليك ، فإنه اذا تردد فى أن يفضى اليك بما يجيش فى صدرك قيل : (( أن القاضى يظلم من لايستطيع لظلمه دفعاً )) ، بيد أن القلب الحانى العطوف يستمع وبصغى عن رغبة .
ـ اذا كنت تريد أن تكون موقور الكرامة فى أى منزل تدخله ـ سواء كان منزل عظيم أم أخ أم صديق ، فلا تقرب النساء ، فما من مكان دخله التعلق بهوى النساء الا وفسد . ومن الحكمة أن تجنب نفسك مواطن الشطط والزلل ، ولا توردها موارد التهلكة ، فان ألافاً من الرجال أهلكوا أنفسهم وعملوا على حتفهم من أجل تمتعهم بلذة عارضة تذهب كحلم فى لمح البصر .
ـ ان الرجال ليفتتنون بأعضائهن البراقة ولكنها سرعان ماتصبح بعد ذلك مثل أحجار (( هرست )) .والموت يأتى فى النهاية .
ـ اذا أردت أن تكون أعمالك حسنة مستطابة فكن بعيداً عن المساوئ والشرور ، وهدئ من طباعك وتجنب الشراهة ، لأن هذه رذيلة تقود إلى الهلاك ، فهى تفرق بين الأباء والمهات ، والأخوة والأخوات ، وتبذر بذور الشقاق بين الزوج وزوجته
أما الرجل العادل الذى يسير على سراط مستقيم فغنه يعيش طويلا ، ويحرز ثروة كبيرة على حين لا يجد الرجل الشره قبرا له .
ـ لا تكن شرها فى القسمة ، فلا تأخذ منها ما ليس لك ، ولا تطمع فيما هو لأقاربك ، والكلمة الطيبة اللينة خير من القوة وأجدى ، والطماع يخرج دائما صفر اليدين من بين أقاربه وأخدانه ، لآنه حرم موهبة الكلام الرقيق .وأن القليل الذى يختلس يولد العداوة ( حتى ) عند صاحب الطبع اللين .
ـ أشبع خدمك الأجراء بما لديك ، ومما أفاء الرب عليك ، فهذا واجبك ، ولو أنه من الصعب إرضاء الخادم الأجير ، وعندما تطوق الخدم بفضلك وكرمك يأتون إليك ويقولون ( نريد أن نذهب ونتركك) ..ألا فلتذهب الرحمة من مدينة يقيم فيها خدم خبثاء تعساء .
ـ اشبع أصدقائك بمكافأة الرب عليك من خير وحظوة ، فالحكمة تقضى بذلك ،إذا ما من إنسان يعرف مصيره اذا فكر فى الغد . وإذا حل سوء الطالع بمن كان ذا حظوة فإن أصدقاءه هم الذين يقولون له ( مرحبا ) فاستبق لذلك مودتهم لوقت الشدة الذى يتهدد الإنسان .
ـ لا تردد كلاما قيل فى ساعة غضب ولا تصغ إليه ، لأنه خرج من بدن أحمته ثورة الغضب . وإذا أعيد هذا الكلام عليك فلا تستمع إليه ، بل أنظر إلى الأرض ولا تتكلم بشأنه .فيخجل من هو أمامك ويعرف الحكمة . وإذا أمرت بإقتراف سرقة فعليك ان تتفادى المر لأن السرقة شنيعة طبقا للقانون .
ـ إذا كنت رجلا ذا شان وجلست فى مجلس سيدك فثق أن السكوت أجدى لك من الثرثرة فى الكلام ، ولا تتكلم إلا إذا كان لديك ما تريد أن تقوله حقا ، وحينذاك يجب عليك أن تكون فنانا ، لآن الكلام أصعب من أى عمل آخر .
ـإذا كنت ذا بطش وسلطان ، فدعهم يوقرونك من أجل علمك ورقة حاشيتك . ولا تصمت .ولكن حذار من أن تقاطع أحداوهو يتكلم ، وإياك ان تجيب وأنت فى ثورة غضب .
ـ إذا كان الأمير منهمكا فى عمل فلا تثر ما يعوقه ، ولا تغضب قلبا مثقلا بالهموم .إنه لينصرف عمن يعطله . ولكنه يفضى بدخيلة نفسه لمن يحبه .إن تآلف الأرواح هو من الرب الذى يحب خلقه . إنطلق إذن بعد شجار مرير وتصاف مع من كان لك خصما .فمثل هذه اللأحاسيس هى التى تقوى الحب .
ـ إذا كنت أستاذا ومربيا تقوم على تعليم أحد النبلاء ، فعلمه الأشياء التى تعود عليه بالنفع
ودعه يختلط بالناس ويقر بالفضل لأستاذه ، إذ أن رزقك يأتيك منه ، فأنت من خيره تشبع بطنك وتكسو ظهرك ، ودعه يحبك حتى يعمر بيتك ويعلو شرفك . ولسوف يمد يده فى رفق إليك ويعطيك ويغرس حبك فى قلوب أصدقائك .
ـ إذا كنت ابن أحد رجال الدين ، ورسول سلام بين جموع الناس ، فتكلم دون ان تحابى طرفا ، وليكن هدفك إصدار أحكام دقيقة .
ـ إذا كنت قد تسامحت فى سابق الأيام فصفحت عن شخص بغية هدايته ، فدعه وشأنه ، ولا تذكره بفضلك فى الغد .
ـ إذا صرت رجلا عظيما وكنت فى وقت من الآوقات صغيرا فلا تتكبر ،فلست أنت الأخير وسرعان ما يبلغ سواك المرتبة التى بلغتها فيكون مساويا لك ، يأتيه من الثروة والجاه ما أتاك .
ـ انحن أمام رئيسك ، المشرف عليك فى شئون الإدارة الملكية ، حتى يظل بيتك مفتوحا ، ويستمر رزقك ومرتبك جاريا ، ولا تعصه ، فإن عصيان من بيده السلطة حماقة وشر مستطير .
ـ لا تسلب منازل المزارعين ، ولا تسرق صديق حتى لا يتهمك فى مواجهتك فينقبض قلبك ، وإذا علم بأمرك فإنه لن يتوانى عن أذاك وضررك .
ما أحمق الخصام بدل الصداقة !!!
ـ إذا كنت تبحث عن أخلاق صديق فلا تسأل أقرانه عنها ، ولكن إختلط به واقض وقتا معه حتى تختبر أحواله .تناقش معه بعد زمن ، وامتحن قلبه فى معرض كلام .
فإن كشف لك عن ماضى حياته فقد هيأ لك الفرصة إما أن تخجل منه او لكى تكون له صديقا ، ولا تكن متحفظا عندما يبدا الحديث ، ولا تجبه بخشونة ، ولاتتركه ، ولا تقاطعه حتى ينتهى من حديثه ، فقد تستفيد مما يقول .
أما إذا أفشى شيئا يكون قد رآه أو فعل شيئا يغضبك ، فكن حذرا حتى فى إجاباتك .
ـ كن سمح الوجه وضاء الجبين مشرق الطلعة ما دمت حيا ، ولا تحزن على ما فات ، والمرء يذكر بأعماله بعد موته .
ـ إعرف جيدا من يعاملك من التجار ، فإنه إذا ساءت حالك فإن شهرتك الحسنة بين أصدقاؤك ستكون لك ذخيرة ، إنها خير من الألقاب ومن الغنى ، فالغنى يزول، وينتقل من شخص لآخر ، والذكرى الحسنة باقية للمرء مفخرة له .ان الخلق الحسن يبقى شيئا مذكورا .
ـ ألا فلتعلم أن الرذيلة يجب أن تمحق حت يتأتى للفضيلة ان تعيش وتبقى . حتى يتأتى للفضيلة أن تعيش وتبقى .
ـ عندما تجلس إلى مائدة أحد الكبار ، فخذ إذا أعطاك مما هو موجود أمامك . ولا تنظر إلى ما وضع امامه ، بل أنظر إلى ما وضع أمامك انت . ولا تصوب إليه نظراتك الكثيرة لأن النفس (كا ) تشمئز عندما يصطدم المرء بها . وغض من بصرك حتى يحييك ولا تتكلم إلا إذا حياك . إضحك عندما يضحك فإن هذا مما يبهج قلبه ويجعل ما تفعله مقبولا لديه ، لأن الإنسان لا يعلم ما فى القلب .
ـ إذا جلس الرجل العظيم إلى الطعام ، فإن مسلكه وأعماله تجىء من وحى روحه فقد تمتد يده بالطعام إلى من يجلس بجواره وقد تتجاوزه إلى البعيد بوحى من الروح (كا ) والخبز يرزقه الرب لمن يشاء .
ـ إذا كنت رجلا عاقلا فاتخذ لك ( فأسس لنفسك ) بيتا وأحب زوجتك وخذها بين ذراعيك . أشبع جوفها . وأكس جسدها . إن الدهان هو علاج أعضائها . أفرح قلبها طول حياتك ، لأن مثلها مثل الحقل الذى يعود بالخير الوفير على صاحبه .
لا تكن فظا لأن اللين يفلح معها أكثر من القوة ، انتبه إلى ما ترغب فيه وإلى ما تتجه نحوه رغبتها وتنظر عينيها واجلبه لها . وبهذا تستبقيها فى منزلك
ـ إذا اتخذت امرأة ( زوجة ) مهذبة مثقفة يفيض قلبها بالمرح ويعرفها أهل بلدتها ،
فترفق بها ولا تطردها بل إعطها ما تأكل منه حتى يكتنز جسمها من الطعام .
أسف على الاطالة بس الموضوع ده مكنش ينفع فيه اختصار.
#أعرف_تاريخ_بلدك
#محمد_أمين