ﻧﺴﺎﺀ ﺻﻨﻌﻦ ﺃﺋﻤﺔ
١ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ :*
ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺷﺮﻳﻚ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻷﺳﺪﻳﺔ :
ﺩﻓﻌﺖ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﺤﻔﻈﻪ، ﻭﺃﺭﺳﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﺄﻟﺒﺴﺘﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻭﻋﻤﻤﺘﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : " ﺍﺫﻫﺐ ﻓﺎﻛﺘﺐ ﺍﻵﻥ " .
ﻭﻟﻢ ﺗﻜﺘف ﺃﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻤﻈﻬﺮﻩ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ " : ﺍﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻓﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺩﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻤﻪ " .
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺟﺒﻼ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﻣﻔﺘﻴﻬﺎ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .
٢ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ :*
ﻣﺎﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭُﻟِﺪَ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺑﺰﻣﻦ ﻗﺼﻴﺮ، ﻓﻨﺸﺄ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﺘﻴﻤًﺎ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻣﺮﺗﺒﻄًﺎ ﺑﺘﺼﺮُّﻑ ﺃﻣﻪ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻻﺯﺩﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﺣﺬﻕ ﻭﺫﻛﺎﺀ، ﻭﺗﻔﻘُّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻻ ﻳُﺘَﻮَﻗﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﻟﻴﺪﻫﺎ، ﻭﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﺌﺘﻪ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺗﺨﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ .
ﺍﺭﺗﺤﻠﺖ ﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﺑﻠﻎ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﻏﺰَّﺓ - ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ - ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮَّﻡ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻭﺗﺼﺢ ﻟﻐﺘﻪ،
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ﻭﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﺛﻤﺮﺓ ﺟﻬﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ .
٣ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ :*
ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻴﺔ :
ﻭﻟﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﻭﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺑﻴﺖٍ ﻓﻘﻴﺮ، ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﻫﻮ ﻃﻔﻞ، ﻓﺘﻜﻔﻠﺖ ﺃﻣﻪ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻓﺤﻔﻈﺘﻨﻲ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻤﺮﻱ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻓﺤﻔﻆ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻮﻋﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ، ﺭﻋﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻠﺒﺴﻨﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﺗﻮﻗﻈﻨﻲ، ﻭﺗﺤﻤﻲ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺨﻤﺮ ﻭﺗﺘﻐﻄﻰ ﺑﺤﺠﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ؛ ﻷﻧﻪ ﺑﻌﻴﺪ، ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ! .
ﻗﺎﻝ : ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺃﻣﻲ : ﺍﺫﻫﺐ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺣﺪ، ﻗﺎﻝ : ﻓﺄﻋﻄﺘﻨﻲ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺭﻏﻔﺔ ﺷﻌﻴﺮ، ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺻﺮﺓ ﻣﻠﺢ، ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ! ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘُﻮﺩﻉ ﺷﻴﺌﺎً ﻻ ﻳﻀﻴﻌﻪ ﺃﺑﺪﺍً، ﻓﺄﺳﺘﻮﺩﻋﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﻭﺩﺍﺋﻌﻪ،
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺇﻣﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ .*
٤ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :*
ﻭﻟﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ( 194 ﻫـ ) ﺑﺒﻠﺪﺓ ﺑﺨﺎﺭﻯ . ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻜﻔﻠﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﻭﺃﺣﺴﻨﺖ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ .
ﺫﻫﺒﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ، ﻓﺮﺃﺕ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : " ﻳﺎ ﻫﺬﻩ ! ﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻚ ﺑﺼﺮﻩ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺩﻋﺎﺋﻚ " ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺼﺮﻩ، ﻓﺘﺒﺪﻝ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﺳﺮﻭﺭﺍ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺭﺑﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺳﻠﻪ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ،
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻔﺬ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺃﺻﺢ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
( ﻓﻼ ﺍﻟﺘﺄﻧﻴﺚ لإﺳﻢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻴﺐ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﻓﺨﺮ ﻟﻠﻬﻼﻝ
ﻭﻟﻮ ﻛل ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﺨﺪﻳﺠﺔ ﻟﻔﻀﻠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ).
رحم الله امهاتنا و أمهات المسلمين و المؤمنين و ادخلهن فسيح جناته
المختار
ابوعلي العايدي
١ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ :*
ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺷﺮﻳﻚ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻷﺳﺪﻳﺔ :
ﺩﻓﻌﺖ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﺤﻔﻈﻪ، ﻭﺃﺭﺳﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﺄﻟﺒﺴﺘﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻭﻋﻤﻤﺘﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : " ﺍﺫﻫﺐ ﻓﺎﻛﺘﺐ ﺍﻵﻥ " .
ﻭﻟﻢ ﺗﻜﺘف ﺃﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻤﻈﻬﺮﻩ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ " : ﺍﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻓﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺩﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻤﻪ " .
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺟﺒﻼ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﻣﻔﺘﻴﻬﺎ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .
٢ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ :*
ﻣﺎﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭُﻟِﺪَ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺑﺰﻣﻦ ﻗﺼﻴﺮ، ﻓﻨﺸﺄ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﺘﻴﻤًﺎ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻣﺮﺗﺒﻄًﺎ ﺑﺘﺼﺮُّﻑ ﺃﻣﻪ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻻﺯﺩﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﺣﺬﻕ ﻭﺫﻛﺎﺀ، ﻭﺗﻔﻘُّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻻ ﻳُﺘَﻮَﻗﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﻟﻴﺪﻫﺎ، ﻭﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﺌﺘﻪ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺗﺨﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ .
ﺍﺭﺗﺤﻠﺖ ﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﺑﻠﻎ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﻏﺰَّﺓ - ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ - ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮَّﻡ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻭﺗﺼﺢ ﻟﻐﺘﻪ،
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ﻭﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﺛﻤﺮﺓ ﺟﻬﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ .
٣ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ :*
ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻴﺔ :
ﻭﻟﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﻭﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺑﻴﺖٍ ﻓﻘﻴﺮ، ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﻫﻮ ﻃﻔﻞ، ﻓﺘﻜﻔﻠﺖ ﺃﻣﻪ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻓﺤﻔﻈﺘﻨﻲ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻤﺮﻱ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻓﺤﻔﻆ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻮﻋﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ، ﺭﻋﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻠﺒﺴﻨﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﺗﻮﻗﻈﻨﻲ، ﻭﺗﺤﻤﻲ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺨﻤﺮ ﻭﺗﺘﻐﻄﻰ ﺑﺤﺠﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ؛ ﻷﻧﻪ ﺑﻌﻴﺪ، ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ! .
ﻗﺎﻝ : ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺃﻣﻲ : ﺍﺫﻫﺐ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺣﺪ، ﻗﺎﻝ : ﻓﺄﻋﻄﺘﻨﻲ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺭﻏﻔﺔ ﺷﻌﻴﺮ، ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺻﺮﺓ ﻣﻠﺢ، ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ! ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘُﻮﺩﻉ ﺷﻴﺌﺎً ﻻ ﻳﻀﻴﻌﻪ ﺃﺑﺪﺍً، ﻓﺄﺳﺘﻮﺩﻋﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﻭﺩﺍﺋﻌﻪ،
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺇﻣﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ .*
٤ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :*
ﻭﻟﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ( 194 ﻫـ ) ﺑﺒﻠﺪﺓ ﺑﺨﺎﺭﻯ . ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻜﻔﻠﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﻭﺃﺣﺴﻨﺖ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ .
ﺫﻫﺒﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ، ﻓﺮﺃﺕ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : " ﻳﺎ ﻫﺬﻩ ! ﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻚ ﺑﺼﺮﻩ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺩﻋﺎﺋﻚ " ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺼﺮﻩ، ﻓﺘﺒﺪﻝ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﺳﺮﻭﺭﺍ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺭﺑﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺳﻠﻪ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ،
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻔﺬ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺃﺻﺢ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
( ﻓﻼ ﺍﻟﺘﺄﻧﻴﺚ لإﺳﻢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻴﺐ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﻓﺨﺮ ﻟﻠﻬﻼﻝ
ﻭﻟﻮ ﻛل ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻛﺨﺪﻳﺠﺔ ﻟﻔﻀﻠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ).
رحم الله امهاتنا و أمهات المسلمين و المؤمنين و ادخلهن فسيح جناته
المختار
ابوعلي العايدي