عشيرة المواجده
المواجدة
أولاً: نسب القبيلة:
يذكر نسّابة القبيلة وكبار السن فيها، أن قبيلة المواجدة هم أحد فروع قبيلة ذُبيان الشهيرة، وهو ما تجمع عليه المصادر التاريخية ولا خلاف في ذلك.
والمواجدة هم بنو ماجد بن صبيح بن مالك بن خِمار بن حزن بن عامر بن عمرو بن جابر بن خُشين بن عُصيم بن شمخ الفزاري الذبياني الغطفاني السعدي القيسي المضري العدناني.
وقد ذكر ابن حزم الأندلسي في كتابه " جمهرة النسب" أن "المواجدة"، هم بطن من صبيح من فزارة من ذبيان.
ويؤكد عبدالرحمن بن زيد المغيري من أن " المواجد"، بطن من قبيلة فزارة الذبيانية، وأنه لم يبق منهم بنجد أحد، ونزلت قبيلة طيء مكانهم في نجد، ومنهم الآن جماعة في المعقل بالمغرب الأقصى، ومنهم طائفة ببلاد لعي وواكلة ( وركلة اليوم في الجزائر).
ويورد الباحث محمد سليمان الطيب في كتابه معجم قبائل العرب أن فرعاً من " قبيلة المواجدة" يسكنون برقة في ليبيا، وهم بطن من فزارة من ذبيان، وذكر أن منهم بقية في بني سويف وجرجا في صعيد مصر، وقد وردت فزارة في الجريدة الرسمية لقانون العربان عام 1883م، كذلك أشار الطيب إلى وجود بعض فروع أخرى من فزارة في البحيرة وديروط وسوهاج في مصر.
أما الدكتور مصطفى أبو ضيف أحمد، في كتابه " أثر القبائل العربية في الحياة المغربية خلال عصري الموحدين وبني مرين 1130-1472م)، فيذكر أن المواجدة من أشهر بطون قبائل فزارة في أوائل القرن التاسع الهجري في بلاد المغرب العربي، وكان لهم دور عظيم في تعريب المغرب العربي.
ومن أحدث كتب النسب التي أشارت للمواجدة، كتاب موسوعة القبائل العربية لمؤلفه عبدالحكيم الوائلي، الذي صدر عام 2003، حيث ذكر في الجزء السادس من الكتاب، إلى أن المواجدة: بطن من صبيح من فزارة من ذبيان، وأنهم قاتلوا بضراوة دفاعاً عن الأردن خلال حروبه المختلفة.
ثانياً: نشأة القبيلة:
يعود أقدم ذكر لقبيلة " المواجدة" بهذا الاسم إلى حوالي العام 828 هـ/ 1425 م، حينما ذكر أحمد بن علي القلقشندي في كتابه نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب، بأن قبيلة "المواجدة" هم فرع من قبيلة فزارة التي هي بدورها فرع من قبائل ذبيان.
ولأن القبيلة العربية لا تسمى قبيلة إلا إذا كثر عددها، وتقابلت فروعها وبطونها، يعني هذا أن قبيلة المواجدة كانت قد تشكلت قبل نحو (500) عام على الأقل من ذكر القلقشندي لهم، ومن هنا يقدر الباحث، وباستخدام تتابع الأجيال في علم " الأنثروبولوجيا" أو علم الإنسان، بأن نشأة قبيلة المواجدة كانت حوالي العام 300هـ / 912م، وما زالت القبيلة تحتفظ بنفس الاسم منذ أكثر من ألف عام وحتى اليوم.
ثالثاً: الموطن الأصلي للقبيلة:
قبيلة المواجدة هي قبيلة نجدية النشأة والموطن، كانت تسكن بلاد نجد وما جاورها حتى وادي القرى القريب من المدينة المنورة، وقد ظلت هذه القبيلة مع أبناء عمومتها من فروع فزارة الأخرى، هناك حتى أوائل العام 440هـ/1048 م، إلى أن ضاقت قبائل نجد بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة واستمر نحو عشرين عاماً، وقد خرجت قبائل نجد الأصلية في هجرة عظيمة في ثلاثة اتجاهات رئيسية هي:
-الاتجاه الأول نحو العراق: وقد تشكلت هذه الموجة من قبائل فزارة بما فيهم المواجدة، واجتاحت هذه القبائل جنوب العراق من بادية البصرة حتى أطراف بغداد واستقروا فيها بعد معارك طاحنة مع القبائل التي كانت تسكن هناك، ومنهم الآن في العراق بنو حجيم والسراي وبطون أخرى انضوت في قبيلة أسد.
-الاتجاه الثاني نحو الأردن: وتشكلت هذه الموجة من قبائل عَنَزَة وعدوان والعبيدات، وبعض قبائل طيء، واستقر بعض هذه القبائل في الأردن، وواصل البعض الآخر هجرته ليستقر في بادية الشام حتى اليوم.
-الاتجاه الثالث نحو فلسطين وسوريا: وقد شكلت قبائل " بنو هلال" و" بنو سُليم" وبعض فروع فزارة (بما فيهم المواجدة) معظم هذه الموجة، حيث اشتهرت هجرتهم فيما يسمى اليوم" تغريبة بني هلال" لكثرة العنصر الهلالي رغم مرافقة قبائل أخرى لهم، وقد اجتاح بنو هلال ومن رافقهم بلاد الشام ومصر وأحدثوا فيها خراباً كثيراً قبل أن يسمح لهم والي مصر بمتابعة هجرتهم نحو دول شمال أفريقيا مثل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب.
رابعا: المواجدة في الأردن:
استقر المواجدة في الأردن منذ سنة 445 هجرية 1053 ميلادية، ولا زالوا في الكرك حتى اليوم، وتتفرع قبيلة المواجدة في الكرك الى :
1-آل خليل: وهم بنو خليل بن عبدالعزيز المواجدة.
2-الشتيويين: وهو بنو اشتيوي بن عبدالعزيز المواجدة.
3-آل عبدالكريم: وهم بنو عبدالكريم بن عبدالعزيز المواجدة، وينقسمون إلى ثلاثة أقسام: آل موسى وآل ابراهيم وآل جبرائيل.
4-الاحمدة: وهم بنو أحمد بن عبدالعزيز المواجدة.
5-السعيديين: وهم بنو سعيد بن عبدالعزيز المواجدة.
6-الهوارين: وهم بنو هارون بن عبدالعزيز المواجدة.
ومثل قبائل الكرك، عاش المواجدة بين حِلّ وترحال يعتمدون على تربية ماشيتهم، ويزرعون أرضهم، التي امتدت من الجسر الغربي لمنطقة مؤتة مؤتة حتى تخوم البحر الميت، قبل أن ينتزع العثمانيون الأتراك معظمها ليبيعونها في المزاد العلني عقاباً للمواجدة على هجماتهم على الجنود الأتراك، وسيرد ذلك بالتفصيل في الجزء الخاص بثورة الكرك.
وقد بدأ الاحتكاك بين المواجدة والقوات التركية في الكرك قبل غيرهم من قبائل الكرك الأخرى، بسبب اختيار الأتراك لبلدة العراق لترفيعها إلى ناحية عام 1907، وبناء مبنى " السراي" فيها، لتستقر فيها حامية عسكرية تركية كانت تتكون من (65) جندياً وضابطاً.
في عام 1907، بدأت أولى المعارك بين المواجدة والقوات التركية في البلدة، وقد بدأت هذه الحادثة بسبب مداهمة جنديين تركيين لعين ماء تسمى " ترعين" أثناء تواجد بعض النسوة عليها للتزود بالماء، وبسبب صياح هؤلاء النسوة، قام بعض أفراد المواجدة بمهاجمة الجنديين وقتلوهما، فقامت القوات التركية المتواجدة بالقرب من المكان بالرد، ونشبت معركة أدت لمقتل شخصين من المواجدة وثلاثة من الجنود الأتراك.
خامسا: المواجدة وثورة الكرك:
يتفق معظم الباحثين في قبائل الكرك، أن المواجدة هم أكثر عشيرة قدمت من الشهداء ما لم يقدمه غيرها من العشائر الأخرى، ليس على مستوى الكرك فحسب، ولكن على مستوى الأردن كله، ولذلك سمى بعض المؤرخين هذه القبيلة " أم الشهداء".
عندما اندلعت ثورة الكرك عام 1910، قام السكان بالهجوم على مقر السراي التركي، فقتلوا (65) جندياً، وقتل من السكان اثنا عشر شخصاً، وكان يعمل مع الجنود الأتراك مترجم عربي اسمه " محمد قاسمية " وهو من أصل فلسطيني، فأعتقه السكان، ولا زال عقبه يعيشون في الكرك حتى اليوم.
بعد انتهاء ثورة الكرك، وفي صباح يوم 16/1/1911، هاجمت كتيبتين من القوات العثمانية بقيادة البيكباشي وحيد بيك عشائر المواجدة، فاعتقلت (84) شخصاً من أبنائها، وقتلتهم بطريقة بشعة، في مجزرة تقشعر لها الأبدان، وقد روى المرحوم الشيخ حمد بن سليمان المواجدة تفاصيل هذه المجزرة التي سننقلها كاملة في نهاية التقرير لأنها تغني عن كل المراجع التي ذكرت هذه الحادثة..
ومما يجدر ذكره هنا أنه في عام 1998، حاول كل من السيد خالد المواجدة، والعميد المتقاعد عبدالصمد المواجدة، وبالتعاون مع بعض أبناء القبيلة، تكريم هؤلاء الشهداء بإدراج أسمائهم ضمن لائحة الشرف في " صرح الشهيد" إلا أن مدير التوجيه المعنوي رفض في حينه معللاً ذلك " بكثرة أسماء الشهداء من عشيرة واحدة" و" بأن المكان لا يتسع"، واكتفى بالإيعاز بوضع ثلاثة أسماء فقط، وهنا أطالب بتخليد ذكرى هؤلاء في صرح الشهيد الذي خصص لهذه الغاية أصلاً، لأنه من العيب بل المخزي، أن تنسى الأجيال الأردنية أمثال هؤلاء.
في عام 1998، حاول السيد خالد المواجدة أيضاً إقامة دعوى ضد الحكومة التركية لمحكمة العدل الدولية، عن طريق وزارة الخارجية الأردنية، للحصول على " اعتذار" – مجرد اعتذار على الأقل- من الحكومة التركية، لكن وزارة الخارجية رفضت التعاون بدعوى عدم رغبتها في" تعكير صفو العلاقات الأردنية – التركية" من جهة، وبسبب " سقوط الموضوع بالتقادم" من جهة اخرى.
ويذكر خير الدين الزركلي في كتابه عامان في عمان أنه عندما تولت حكومة الملك فيصل مقاليد الحكم في سوريا عام 1919، كان الأردن تابعاً في حينه للحكومة الفيصلية، وفي تلك الأثناء رفض المواجدة دفع الضرائب للحكومة، وكانوا كلما وصلهم " الجابي"، لتحصيل الضرائب، يقومون بتقييده وضربه، وربطه إلى حصانه الذي قدم عليه، فجردت عليهم الحكومة الفيصلية حملة عسكرية بقيادة زكي بك مع مدافع جبلية ظلت تقصفهم عدة أيام، وفشلت الحملة، وعاد الجنود أدراجهم من حيث أتوا.
في عام 1921، وبعد قدوم الأمير عبدالله بن الحسين إلى مدينة معان، كان بعض شيوخ عشائر المواجدة ضمن وفد عشائر الكرك الذين استقبلوا الأمير في معان للترحيب به، وبذلك بدأت كل قبائل الأردن عهداً جديداً بتأسيس إمارة شرق الأردن.
في عام 1936، شاركت قبيلة المواجدة في مساعدة الثوار في فلسطين أيام الإضراب الكبير، وقد أستشهد المرحوم سليمان بن عقله بن يوسف المواجدة في تلك المصادمات مع سلطات الاحتلال البريطاني.
في عام 1967، قدمت العشيرة شهداء جدد، منهم المرحوم الشهيد جميل بن محمود المواجدة، الذي استشهد في الشيخ جراح، وأجرى له العدو الإسرائيلي مراسم دفن عسكرية تقديراً لشجاعته الفائقة.
عام 1970، قدمت العشيرة أبنائها أيضاً، وشاركوا في الدفاع عن الأردن إبان احداث عام 1970، وقد استشهد منهم المرحوم سعد بن ارشيد بن عطاالله المواجدة.
المصادر والمراجع
1-التواتر الشفاهي .
2-المقابلة الشخصية.
3-أبو العباس أحمد القلقشندي، نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب.
4-عبدالرحمن المغيري، المنتخب في ذكر قبائل العرب.
5-عبدالحكيم الوائلي، موسوعة القبائل العربية، ط2، ج6، 2003.
6-ابن حزم، جمهرة النسب.
7-حمد الجاسر، المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية.
8-محمد سليمان الطيب، معجم القبائل العربية.
9-العزاوي، عشائر العراق.
10-مصطفى أبو ضيف أحمد، " أثر القبائل العربية في الحياة المغربية خلال عصري الموحدين وبني مرين 1130-1472م)
11-فردريك بيك، قبائل شرقي الأردن.
12-بولس سمعان، سبعة أعوام في شرق الأردن.
13-خير الدين الزركلي، عامان في عمان.
14-محمد سالم الطراونة، تاريخ البلقاء ومعان والكرك.
15-سعد أبو دية، صفحات مطوية من تاريخ الأردن.
16- أوراق المرحوم الشيخ عبدالمهدي بن سالم المواجدة.
ملاحظة: المعلومات منقولة وهي للاستاذ الباحث خالد عبدالمجيد المواجده
المصدر: منتديات أحباب الاردن - من قسم: العشائر الاردنية , موسوعه العشائر الاردنيه
uadvm hgl,h[]i
المواجدة
أولاً: نسب القبيلة:
يذكر نسّابة القبيلة وكبار السن فيها، أن قبيلة المواجدة هم أحد فروع قبيلة ذُبيان الشهيرة، وهو ما تجمع عليه المصادر التاريخية ولا خلاف في ذلك.
والمواجدة هم بنو ماجد بن صبيح بن مالك بن خِمار بن حزن بن عامر بن عمرو بن جابر بن خُشين بن عُصيم بن شمخ الفزاري الذبياني الغطفاني السعدي القيسي المضري العدناني.
وقد ذكر ابن حزم الأندلسي في كتابه " جمهرة النسب" أن "المواجدة"، هم بطن من صبيح من فزارة من ذبيان.
ويؤكد عبدالرحمن بن زيد المغيري من أن " المواجد"، بطن من قبيلة فزارة الذبيانية، وأنه لم يبق منهم بنجد أحد، ونزلت قبيلة طيء مكانهم في نجد، ومنهم الآن جماعة في المعقل بالمغرب الأقصى، ومنهم طائفة ببلاد لعي وواكلة ( وركلة اليوم في الجزائر).
ويورد الباحث محمد سليمان الطيب في كتابه معجم قبائل العرب أن فرعاً من " قبيلة المواجدة" يسكنون برقة في ليبيا، وهم بطن من فزارة من ذبيان، وذكر أن منهم بقية في بني سويف وجرجا في صعيد مصر، وقد وردت فزارة في الجريدة الرسمية لقانون العربان عام 1883م، كذلك أشار الطيب إلى وجود بعض فروع أخرى من فزارة في البحيرة وديروط وسوهاج في مصر.
أما الدكتور مصطفى أبو ضيف أحمد، في كتابه " أثر القبائل العربية في الحياة المغربية خلال عصري الموحدين وبني مرين 1130-1472م)، فيذكر أن المواجدة من أشهر بطون قبائل فزارة في أوائل القرن التاسع الهجري في بلاد المغرب العربي، وكان لهم دور عظيم في تعريب المغرب العربي.
ومن أحدث كتب النسب التي أشارت للمواجدة، كتاب موسوعة القبائل العربية لمؤلفه عبدالحكيم الوائلي، الذي صدر عام 2003، حيث ذكر في الجزء السادس من الكتاب، إلى أن المواجدة: بطن من صبيح من فزارة من ذبيان، وأنهم قاتلوا بضراوة دفاعاً عن الأردن خلال حروبه المختلفة.
ثانياً: نشأة القبيلة:
يعود أقدم ذكر لقبيلة " المواجدة" بهذا الاسم إلى حوالي العام 828 هـ/ 1425 م، حينما ذكر أحمد بن علي القلقشندي في كتابه نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب، بأن قبيلة "المواجدة" هم فرع من قبيلة فزارة التي هي بدورها فرع من قبائل ذبيان.
ولأن القبيلة العربية لا تسمى قبيلة إلا إذا كثر عددها، وتقابلت فروعها وبطونها، يعني هذا أن قبيلة المواجدة كانت قد تشكلت قبل نحو (500) عام على الأقل من ذكر القلقشندي لهم، ومن هنا يقدر الباحث، وباستخدام تتابع الأجيال في علم " الأنثروبولوجيا" أو علم الإنسان، بأن نشأة قبيلة المواجدة كانت حوالي العام 300هـ / 912م، وما زالت القبيلة تحتفظ بنفس الاسم منذ أكثر من ألف عام وحتى اليوم.
ثالثاً: الموطن الأصلي للقبيلة:
قبيلة المواجدة هي قبيلة نجدية النشأة والموطن، كانت تسكن بلاد نجد وما جاورها حتى وادي القرى القريب من المدينة المنورة، وقد ظلت هذه القبيلة مع أبناء عمومتها من فروع فزارة الأخرى، هناك حتى أوائل العام 440هـ/1048 م، إلى أن ضاقت قبائل نجد بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة واستمر نحو عشرين عاماً، وقد خرجت قبائل نجد الأصلية في هجرة عظيمة في ثلاثة اتجاهات رئيسية هي:
-الاتجاه الأول نحو العراق: وقد تشكلت هذه الموجة من قبائل فزارة بما فيهم المواجدة، واجتاحت هذه القبائل جنوب العراق من بادية البصرة حتى أطراف بغداد واستقروا فيها بعد معارك طاحنة مع القبائل التي كانت تسكن هناك، ومنهم الآن في العراق بنو حجيم والسراي وبطون أخرى انضوت في قبيلة أسد.
-الاتجاه الثاني نحو الأردن: وتشكلت هذه الموجة من قبائل عَنَزَة وعدوان والعبيدات، وبعض قبائل طيء، واستقر بعض هذه القبائل في الأردن، وواصل البعض الآخر هجرته ليستقر في بادية الشام حتى اليوم.
-الاتجاه الثالث نحو فلسطين وسوريا: وقد شكلت قبائل " بنو هلال" و" بنو سُليم" وبعض فروع فزارة (بما فيهم المواجدة) معظم هذه الموجة، حيث اشتهرت هجرتهم فيما يسمى اليوم" تغريبة بني هلال" لكثرة العنصر الهلالي رغم مرافقة قبائل أخرى لهم، وقد اجتاح بنو هلال ومن رافقهم بلاد الشام ومصر وأحدثوا فيها خراباً كثيراً قبل أن يسمح لهم والي مصر بمتابعة هجرتهم نحو دول شمال أفريقيا مثل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب.
رابعا: المواجدة في الأردن:
استقر المواجدة في الأردن منذ سنة 445 هجرية 1053 ميلادية، ولا زالوا في الكرك حتى اليوم، وتتفرع قبيلة المواجدة في الكرك الى :
1-آل خليل: وهم بنو خليل بن عبدالعزيز المواجدة.
2-الشتيويين: وهو بنو اشتيوي بن عبدالعزيز المواجدة.
3-آل عبدالكريم: وهم بنو عبدالكريم بن عبدالعزيز المواجدة، وينقسمون إلى ثلاثة أقسام: آل موسى وآل ابراهيم وآل جبرائيل.
4-الاحمدة: وهم بنو أحمد بن عبدالعزيز المواجدة.
5-السعيديين: وهم بنو سعيد بن عبدالعزيز المواجدة.
6-الهوارين: وهم بنو هارون بن عبدالعزيز المواجدة.
ومثل قبائل الكرك، عاش المواجدة بين حِلّ وترحال يعتمدون على تربية ماشيتهم، ويزرعون أرضهم، التي امتدت من الجسر الغربي لمنطقة مؤتة مؤتة حتى تخوم البحر الميت، قبل أن ينتزع العثمانيون الأتراك معظمها ليبيعونها في المزاد العلني عقاباً للمواجدة على هجماتهم على الجنود الأتراك، وسيرد ذلك بالتفصيل في الجزء الخاص بثورة الكرك.
وقد بدأ الاحتكاك بين المواجدة والقوات التركية في الكرك قبل غيرهم من قبائل الكرك الأخرى، بسبب اختيار الأتراك لبلدة العراق لترفيعها إلى ناحية عام 1907، وبناء مبنى " السراي" فيها، لتستقر فيها حامية عسكرية تركية كانت تتكون من (65) جندياً وضابطاً.
في عام 1907، بدأت أولى المعارك بين المواجدة والقوات التركية في البلدة، وقد بدأت هذه الحادثة بسبب مداهمة جنديين تركيين لعين ماء تسمى " ترعين" أثناء تواجد بعض النسوة عليها للتزود بالماء، وبسبب صياح هؤلاء النسوة، قام بعض أفراد المواجدة بمهاجمة الجنديين وقتلوهما، فقامت القوات التركية المتواجدة بالقرب من المكان بالرد، ونشبت معركة أدت لمقتل شخصين من المواجدة وثلاثة من الجنود الأتراك.
خامسا: المواجدة وثورة الكرك:
يتفق معظم الباحثين في قبائل الكرك، أن المواجدة هم أكثر عشيرة قدمت من الشهداء ما لم يقدمه غيرها من العشائر الأخرى، ليس على مستوى الكرك فحسب، ولكن على مستوى الأردن كله، ولذلك سمى بعض المؤرخين هذه القبيلة " أم الشهداء".
عندما اندلعت ثورة الكرك عام 1910، قام السكان بالهجوم على مقر السراي التركي، فقتلوا (65) جندياً، وقتل من السكان اثنا عشر شخصاً، وكان يعمل مع الجنود الأتراك مترجم عربي اسمه " محمد قاسمية " وهو من أصل فلسطيني، فأعتقه السكان، ولا زال عقبه يعيشون في الكرك حتى اليوم.
بعد انتهاء ثورة الكرك، وفي صباح يوم 16/1/1911، هاجمت كتيبتين من القوات العثمانية بقيادة البيكباشي وحيد بيك عشائر المواجدة، فاعتقلت (84) شخصاً من أبنائها، وقتلتهم بطريقة بشعة، في مجزرة تقشعر لها الأبدان، وقد روى المرحوم الشيخ حمد بن سليمان المواجدة تفاصيل هذه المجزرة التي سننقلها كاملة في نهاية التقرير لأنها تغني عن كل المراجع التي ذكرت هذه الحادثة..
ومما يجدر ذكره هنا أنه في عام 1998، حاول كل من السيد خالد المواجدة، والعميد المتقاعد عبدالصمد المواجدة، وبالتعاون مع بعض أبناء القبيلة، تكريم هؤلاء الشهداء بإدراج أسمائهم ضمن لائحة الشرف في " صرح الشهيد" إلا أن مدير التوجيه المعنوي رفض في حينه معللاً ذلك " بكثرة أسماء الشهداء من عشيرة واحدة" و" بأن المكان لا يتسع"، واكتفى بالإيعاز بوضع ثلاثة أسماء فقط، وهنا أطالب بتخليد ذكرى هؤلاء في صرح الشهيد الذي خصص لهذه الغاية أصلاً، لأنه من العيب بل المخزي، أن تنسى الأجيال الأردنية أمثال هؤلاء.
في عام 1998، حاول السيد خالد المواجدة أيضاً إقامة دعوى ضد الحكومة التركية لمحكمة العدل الدولية، عن طريق وزارة الخارجية الأردنية، للحصول على " اعتذار" – مجرد اعتذار على الأقل- من الحكومة التركية، لكن وزارة الخارجية رفضت التعاون بدعوى عدم رغبتها في" تعكير صفو العلاقات الأردنية – التركية" من جهة، وبسبب " سقوط الموضوع بالتقادم" من جهة اخرى.
ويذكر خير الدين الزركلي في كتابه عامان في عمان أنه عندما تولت حكومة الملك فيصل مقاليد الحكم في سوريا عام 1919، كان الأردن تابعاً في حينه للحكومة الفيصلية، وفي تلك الأثناء رفض المواجدة دفع الضرائب للحكومة، وكانوا كلما وصلهم " الجابي"، لتحصيل الضرائب، يقومون بتقييده وضربه، وربطه إلى حصانه الذي قدم عليه، فجردت عليهم الحكومة الفيصلية حملة عسكرية بقيادة زكي بك مع مدافع جبلية ظلت تقصفهم عدة أيام، وفشلت الحملة، وعاد الجنود أدراجهم من حيث أتوا.
في عام 1921، وبعد قدوم الأمير عبدالله بن الحسين إلى مدينة معان، كان بعض شيوخ عشائر المواجدة ضمن وفد عشائر الكرك الذين استقبلوا الأمير في معان للترحيب به، وبذلك بدأت كل قبائل الأردن عهداً جديداً بتأسيس إمارة شرق الأردن.
في عام 1936، شاركت قبيلة المواجدة في مساعدة الثوار في فلسطين أيام الإضراب الكبير، وقد أستشهد المرحوم سليمان بن عقله بن يوسف المواجدة في تلك المصادمات مع سلطات الاحتلال البريطاني.
في عام 1967، قدمت العشيرة شهداء جدد، منهم المرحوم الشهيد جميل بن محمود المواجدة، الذي استشهد في الشيخ جراح، وأجرى له العدو الإسرائيلي مراسم دفن عسكرية تقديراً لشجاعته الفائقة.
عام 1970، قدمت العشيرة أبنائها أيضاً، وشاركوا في الدفاع عن الأردن إبان احداث عام 1970، وقد استشهد منهم المرحوم سعد بن ارشيد بن عطاالله المواجدة.
المصادر والمراجع
1-التواتر الشفاهي .
2-المقابلة الشخصية.
3-أبو العباس أحمد القلقشندي، نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب.
4-عبدالرحمن المغيري، المنتخب في ذكر قبائل العرب.
5-عبدالحكيم الوائلي، موسوعة القبائل العربية، ط2، ج6، 2003.
6-ابن حزم، جمهرة النسب.
7-حمد الجاسر، المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية.
8-محمد سليمان الطيب، معجم القبائل العربية.
9-العزاوي، عشائر العراق.
10-مصطفى أبو ضيف أحمد، " أثر القبائل العربية في الحياة المغربية خلال عصري الموحدين وبني مرين 1130-1472م)
11-فردريك بيك، قبائل شرقي الأردن.
12-بولس سمعان، سبعة أعوام في شرق الأردن.
13-خير الدين الزركلي، عامان في عمان.
14-محمد سالم الطراونة، تاريخ البلقاء ومعان والكرك.
15-سعد أبو دية، صفحات مطوية من تاريخ الأردن.
16- أوراق المرحوم الشيخ عبدالمهدي بن سالم المواجدة.
ملاحظة: المعلومات منقولة وهي للاستاذ الباحث خالد عبدالمجيد المواجده
المصدر: منتديات أحباب الاردن - من قسم: العشائر الاردنية , موسوعه العشائر الاردنيه
uadvm hgl,h[]i