عنترة بن شداد شاعر البطولة والحب العفيف
دعوة الحق
136 العدد
هو أبو المفلس عنترة بن شداد بن معاوية بن فراد العبسي، الشاعر المشهور من أهل نجد، من فحول شعراء الطبقة الأولى، وكانت والدته أمة حبشية سوداء واسمها زبيبة، ويعتبر عنترة ثالث ثلاثة كانت أمهاتهم سوداوات فلقبوا بأغربة العرب والآخران هما خفاف بن ندبة والسليك بن سلكة التميمي، وكان عنترة من أشد العرب بأسا وأشهرهم بطولة وأكرمهم يدا وأعقبهم حبا.
بين شداد وزبيبة:
هناك بأطراف نجد على حدود بلاد الحجاز بين مكة ويثرب كانت تقطن قبائل عربية أصلية وكانت تغزو بعضها البعض، وهذه البقعة كانت تسمى يومئذ بأرض الثرية والعلم السعدي، وفي إحدى هذه الغزوات سبى شداد زبيبة التي كانت بالرغم من سواد لونها آية في الجمال والذكاء فأحبها شداد وقربها منه فاستولدها عنترة وسرى إليه السواد من جهة أمه التي كان لها أيضا ولد من غير شداد.
عبودية عنترة:
كان شداد بن معاوية موصوفا بالحلم مشهورا بالجود معروفا بالتقدم والشجاعة محظوظا في العشيرة وكان سيد قبيلته وعميد قومه، ولمركزه الاجتماعي بين قومه والقبائل المجاورة تنكر لعنترة ولم يعترف به ابنا له، آنفة منه، لكونه ابن أمة سوداء فكان عنده بمنزلة العبيد، ومما يدل على مكانة شداد تلك الأبيات الشعرية التي رثته بها زوجته سمية فأحسنت الرثاء، قالت:
جفاني الكرى وأنا في الغسق
وساعدني الدمع لمــا اندفـــق
لفقد همام مضى وقضى
وقد زاد منـــى عليــه القــــلق
فمن بعد شداد يحمي الحريم
إذا الحرب قامت وسال العرق
ومن بردع الخيل يوم الوغى
ومن يطعن الخصم وسط الحدق
ومن يكرم الضيف في أرضه
ومـــن للمنــادي إذا ما زعــــق
لقد صرت من بعده في ضنى
وقلبي لأجل الفـــراق احتـــرق
مركز عنترة بين قومه:
أقام عنترة زمانا يرعى الإبل مع العبد وهو يأنف من ذلك، وكان غير معتبر بين قومه ويعامل?
معاملة سيئة جدا لسواد لونه، حتى أن قومه كانت تعيره بذلك بدليل قاله:
يعيبون لوني بالسواد جهال
ولولا سواد الليل ما طلع الفجر
وإن كان لوني أسودا فخصائلي
بياض ومن كفي يستنزل القطر
فلما كثرت عليه الأقاويل من ذويه وعشيرته أنشد متألما من البيئة التي تحيطه والعيش الذي هو فيه:
لئن اك أسودا فالمسك لوني
وما لسواد جلدي مــن دواء
ولكن تبعد الفحشاء عني
كبعد الأرض من جو السماء
حربة عنترة:
وحدث ذات مرة أن أغارت بعض القبائل والأحياء المجاورة من طي علي بني عبس وكان منازل عبس يومئذ بأرض الشربة والعلم السعدي كما أشرنا من قبل فدب الذعر في نفوس بني عبس، وكان العويل والصراخ في كل بيت ومكان وقتلوا أنفارا من الحي وسبوا نساء وكان عنترة معتزلا عنهم فتقاعس عن المدافعة حتى جاءه والده عاريا لاهثا مخاطبا إياه قائلا:
دونك يا ولدي ما حل بنا، نرجوك أن تكر وتنتقم من هؤلاء القوم، فأجابه عنترة: "العبد لا يحسن الكر وإنما يحسن الحل والصر" فقال له أبوه والدمع يذرف من عينيه "كر وأنت حر" وما زال به حتى ثار في وجه الغزاة وهت في أثره رجال عبس ولحقوا بالفئة المغيرة والتحموا وأبدى عنترة فروسية الأبطال الصناديد وأبلى في المعركة – أحسن البلاء حتى تمكن من رد الغنائم والسبايا التي كان قد غنمها هؤلاء الغزاة حينئذ اعترف والده ببنوته رسميا وطار صبته واشتهرت شجاعته بين العرب.
صفات عنترة:
كان عنترة طليق اللسان فصيح الكلام من أحسن قومه شيمة وأعلاهم همة وأعزهم نفسا وكان مع شدة بطشه حليما كريما عفيف النفس شديد النخوة لطيف المحاضرة رقيق الشعر لا يأخذ مأخذ الجاهلية في ضخامة الألفاظ ونفورها كما كان بصيرا بأساليب الشعر وفنونه حسن التصرف في المعاني ومحاسن الأفعال.
غرامه بابنة عمه عبلة:
كان عنترة يهوى ابنة عمه عبلة بنت مالك بن قراد العبسي وقد تغنى بها وردد اسمها مرارا وتكرارا في شعره حتى لا تكاد تخلو قصيدة له من ذكرها وكانت بدورها تبادله نفس الشعور والحب والغرام بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي وضعها والد عبلة في طريق الحبيبين لأنه كان يأنف أن تتزوج ابنته بعبد أسود، وقد هام بها عنترة واشتد وجده منذ الصغر فقد قال وهو في ميعة الصبا:
يا عبل مثل هواك وأضعافه
عندي إذا وقع الاياس رجاء
إن كان يسعدني الزمان فإنني
في همتي لصــروفه أرزاء
وكان قد خرج يوما من الحي لنجدة صديق له من بني مازن يقال له حصن بن عوف، وبعد أن ساعده مكث عنده مدة أكرمه فيها، اعترافا منه بالجميل الذي طوقه به وعند رجوعه إلى دياره بعد هذا الغياب الطويل تذكر أرض الشربة والعلم السعدي حيث كانت توجد هناك محبوبته وفلدة قلبه عبلة فأنشد:
أعبلة قد زاد شوقي ومــا
أرى الدهر يدني إلى الأحبــة
وكم جهد نائبــة قد لــقـ
ـيت لأجلك يا بنت عمي ونكبة
فلو أن عينيك يوم اللقــاء
ترى موقفي زدت لي في المحبة
وإن كان جلدي يرى أسودا
فلي في المكــارم عـــز ورتبــة
مغاضبة واسترضاء:
وكثيرا ما أغضبته عشيرته مما أدى إلى بعده عنهم قاصدا منازل بني عامر حيث بقي هناك مدة?
طويلة حتى إذا غارت هوازن وجشم على ديار بني عبس وكان على هوازن يومئذ دريد بن الصمة، أرسل قيس بن زهير وكان سيد عبس يستمد عنترة ويستنجده، فأبى هذا وامتنع ولما عظم الخطب على قبيلة بني عبس خرجت إليه جماعة من نساء القبيلة ومن جملتهن الجمانة ابنة قيس فلما قدمن عليه طلبن منه أن يرجع إلى حيه وذويه لمقاومة الخصم وإلا انقلعت العشيرة وتشتت شملها، واعتذرن له بدموع سخية على ما بدر منهم في حقه وسبب غضبه، حينئذ تحمس عنترة ونهض برفقتهن طالبا ديار أهله وقال في ذلك:
سكت فغر أعدائي السكوت
وظنوني لأهلي قد نسيـت
وكيف أنام عن سادات قوم
أنا في فضل نعمتهم ربيت
ولي بيت علا فلك الثريــا
تخر لعظم هيبتــه البيــوت
وكانت عبلة قد أسمعته يوما كلاما يكرهه فابتعد عنها غضبانا وقال في ذلك:
إلى كم أداري من تريد مذلتي
وأبذل جهدي في رضاها وتغضب
هجرتك فأمضى حيث شئت وجربي
من الناس غيري فاللبيب يجــرب
فلا تحسبي أني على البعد نادم
ولا القلب في نار الغرام يعــذب
ثم أراد أن يسترضيها فأنشد:
يا عبل خلي عنك قول المفترى
وأصغي إلى قول المحب المخير
يا عبل دونك كل حي فاسألي
إن كان عندك شبهــة في عنتــــر
خطبة عبلة والفرار بها:
جاء لخطبة عبلة أناس كثيرون ومن جملتهم: روضة بن منبع السعدي وعمارة بن زياد العبسي وقد وافق والدها مالك وأخوها عمرو على مصاهرة عمارة لغناه وشهرته مع العلم بأن عمارة كان رغم كثرة أبله بخيلا شحيحا بماله، وكان يحسد عنترة ويكرهه ويقول لقومه إنكم أكثرتم ذكره والله لوددت أني لقيته خاليا حتى أعلمكم أنه عبد، فبلغ عنترة هذا القول فقال في ذلك:
ستعلم أينا لنموت أدنى
إذا أدنيت لي الأسلي الحرار
ثم أنشد معاتبا أهله وقومه:
حلمت فما عرفتم حق حلمي
ولا ذكرت عشيرتكم ودادي
سأجهل بعد هذا الحلم حتى
أريق دم الحواضر والبوادي
ثم أنشد بحق ابن عمه عمرو الذي وافق على زواج عبلة بعمارة:
لقد عاديت بابن العم لينــا
شجاعا لا يمل من الطــــرد
فكن يا عمرو منه على حذار
ولا تملأ جفونــك بالرقــــاد
وقد فر مالك بن فراد بابنته عبلة من وجه عنترة ونزل على قيس بن مسعود سيد بني شيبان، وهذا بدوره أكرمه وأحسن إليه ولما تفقد عنترة ابنة عمه وعرف أن أباها قد فر بها أنشد قائلا:
لئن غبت عن عيني يا ابنة مالك
فشخصك عندي ظاهر لعياني
ثم قال:
يا عبل ما دام الوصال لياليا
حتى المنازل أخبرت مستخبرا
ابن استقر بأهلها الأوطان
وكان لقيس بن مسعود الشيباني ولد من الفرسان يقال له بسطام ويكنى بأبي اليقظان فلما نظر?
إلى عبلة أعجبته ووقعت في قلبه موقعا عظيما فخطبها من أبيها الذي وعده بزواجها على شرط أن يأتي له برأس عنترة فقبل بسطام في ذلك ونهض من وفته طالبا ديار بني عبس فالتقى بعنترة في الطريق فهجم عليه يريد برازه وأنشد يقول:
حادثات الدهر تأتي بالبدع
ترفع العبــد وللحــر تضــــع
خل عنك الحرب يا لون الدجى
واتبع الحق ودع عنك الطمـع
ما ركوب الخيل توق في الفلا
كنت ترعاها إذا الصبح طلــع
لا ولا عبلة من بعض الاما
مثلها مع مثلك الدهر جمــــع
فاسل عنها قد حواها سيـد
سيفه لو ضرب الصخر انقطع
فلما سمع عنترة من بسطام هذا الكلام استشاظ غضبا فبارزه وهو يقول:
يا أبا اليقظان أغواك الطمع
سوق تلقى فارسا لا يندفــع
أن تكن تشكو لأوجاع الهوى
فأنا أشفيك من هذا الوجـع
بحســـام كلمـــا جردتـــــه
في يمنى كيفما مــال قطــع
يا بني شيبان عمــي ظالــم
وعليكم ظلمه اليـوم رجـــع
- * -
عند مبارزته مسحل بن طراق الكندي الذي كان خطب عبلة من أبيها عندما هرب بها من بني شيبان إلى ديار كندة تغلب على خصمه وأراده قتيلا وأنشد:
أمسحل دون ضمك والعناق
طعان بالمثقفــتة الدقــــاق
ألا فاخبر لكنــدة ما تــراه
قريبـا من قتال مع محــاق
وأوصهم بما تختار منهــم
فما لك رجعة بعد التلاقي
مهر خيالي:
ولعدم رغبة والد عبلة زواجها مع عنترة طلب منه مهرا لا يتصوره العقل فقصد عنترة بلاد العراق في طلب النوق العصافيرية وأنشد عند خروجه:
أيا عبل ما كنت لولا هــواك
قليل الصديق كثير الأعــادي
وحقك لا زال ظهر الجواد
مقلي وسيفي ودرعي وسادي
إلى أن أدوس بلاد العراق
وأفني حواضــرها والبــوادي
وأرجع والنــوق مقـــورة
تسير الهوينا وشيبــتوب حـــاد
وبعد أن وصل على العراق في طلب النوق العصافيرية مهرا لعبلة، أسر هناك فتذكر عبلة وهو في سجن المنذر بن ماء السماء فقال:
لقد ودعتني عبلة يوم بينها
وداع يقين أننــي غيـــر راجــــع
وناحت وقالت كيف تصبح بعدنا
إذا غبت عنا في الفقار الشواسـع
وحقك لا حاولت في الدهر سلوة
ولا غيرتني عن هواك مطامعــي
فكن واثقا مني بحسن مســـــودة
وعش ناعما في غبظة غير جازع
فيا نسمات البان بالله خبـــــري
عبيلة عن رحلي بأي المواضــــع
ويا برق بلغها الغداة تحيتـــي
وحي دياري في الحمى ومضاجعي
وفي داخل السجن المعتم تذكر عبلة وأنشد:
ترى علمت عبيلة ما ألاقـــي
من الأهوال في أرض العــــراق
طغاني بالربا والمكر عمـــي
وجار علي في طلــب الصـــداق
فخضت بمهجتي بحر المنايـا
وسرت إلى العــراق بلا رفـــاق
وسقت النوق والرعيان وحدي
وعدت أجد من نـــار اشتياقـــي
وما أبعدت حتى نار خلفــــي
غبار سنابــك الخيـــل العتـــاق
وما قصرت حتى كل مهـري
وقصر في السباق وفي اللحـاق
نزلت عن الجواد وسقت جيشا
بسيفي مثـــل سوقـــي للنيـــــاق
وفي باقي النهار ضعفت حتى
أسرت وقد عيى عضدي وساقي
وفي شوقه وحنانه إلى عبلة وهو يومئذ في العراق ومن داخل السجن أنشد قائلا:
يا عبل نار الغرام في كبدي
ترمي فؤادي بأسهم الشـرر
يا عبل لولا الخيال يطرقني
قضيت ليلي بالنوح والسهر
يا عبل كم من فتنة بليت بها
وخضتها بالمهنــد الذكـــــر
أدافع الحادثات فيـــك ولا
أطيق دفع القضاء والقــــدر
نصيحة والدته:
وكانت أمه كثيرا ما تعنفه وتلومه على ركوب الأخطار في الوقائع والحروب خوفا عليه من القتل فتذكر كلامها يوما وهو في بعض المعامع فقال:
تعنفني زبيبة فـــي المـــلام
على الأقدام في يوم الزحـــام
تخاف علي أن ألقى حمامـي
بطعن الرمح أو ضرب الحسام
مقال لــيس تقبلــــــه كـــرام
ولا يرضى به غيـــر اللئــــام
يخوض الشيخ في بحر المنايا
ويرجع سالمــا والبحر طـــام
ويأتي الموت طفلا في مهود
ويلقى حتفه قبـــل الفطــــــام
فلا ترضـى بمنقصـــة وذل
وتقنع بالقليـــل من الحطــــام
فعيشك تحت ظل العز يوما
ولا تحـــت المــذلة ألف عـــام
وكان قد أخذ أسيرا في حرب وقعت بين العرب والعجم وكانت عبلة من جملة السبايا فتذكر أيامه معها وهو في السلاسل والقيود فعظم عليه الأمر وخنقته العبرة وأنشد:
فخر الرجال سلاسل وقيـود
وكذا النساء بخانق وعقــود
فالقتل لي من بعد عبلة راحة
والعيش بعد فراقها منكــود
لهفي عليك إذا بقيـت سبيــة
تدعين عنترة وهو عنك بعيد
فسطا علي الدهر سطوة غادر
والدهر يبخل تارة ويجـــود
وفي إحدى رحلاته مع الأمير شاس بن زهير رأى ذات ليلة طيف عبلة في المنام فاستفاق حائرا مدهوشا وقال في ذلك زار
الخيال خيال عبلة في الكــرى
لمتيم نشوان محلول العرى
عربية يهتز ليـــن قوامـــهـــــا
فتخاله العشاق رمحـــا أسمـــرا
يا عبل حبك في عظامي مع دمي
لما جرت روحي بجسمي قد جرى
يا شاس جرني من غرام قاتــــل
أبدا أزيد بـــه غرامـــا مسعـــرا
يا شاس لولا أن سلطان الهـــوى
ماضي العزيمة ما تملك عنتـــرا
وبعد تعب مضن وجهد طويل شاء القدر أن يتزوج عنترة بعبلة ويرزق منها صناديد أبطالا منهم: غصوب وميسرة وسبيع اليمن وفي شيخوخته بلغه أن ولديه غصوبا وميسرة مع صديق له من بني عبس يقال له عروة بن الورد قد أسروا في حصن العقاب وهو مكان في اليمن فخرج يريد خلاصهم وقال في ذلك:
أحرقتني نار الجوى والبعــاد
بعد فقد الأوطـــان والأولاد
شاب رأسي فصار أبيض لون
بعدما كان حالكــا بالســــواد
فل صبر على فراق غصوب
وهو قد كان عدتي واعتمادي
وكذا عروة وميســــرة حا
مي حمانا عند اصطدام الجياد
لأفكن أسرهم عن قــريب
من أيادي الأعــداء والحســاد
موت عنترة:
مات شاعرنا العربي وخلف وراءه محبوبته وقرة عينيه عبلة، وقد عاش من العمر تسعين عاما وتوفي قتيلا قبل ظهور الإسلام بسبع سنين (615) وقاتله هو وزر بن جابر النبهاني الملقب بالأسد الرهيص وذلك أن عنترة كان قد أغار على بني نبهان فأطرد لهم طريدة وهو إذ ذاك شيخ كبير وكان وزر في قترة (1) هناك فرماه بسهم وقال خذها مني يا صنديد العرب وأنا ابن سلمى فقطع صلبه فتحامل بالرمية حتى وصل إلى أهله مجروحا وهو يقول:
وأن ابن سلمى فاعلموا عنده دمي
وهيهات لا يرجى ابن سلمى ولا دمي
رماني ولم يدهش بأزرق لهدم
عشية حلـــوا بيـــن نعـــف ومخـــدم
فعاشت عبلة بعده زمنا يسيرا برفقة أولادها، محمومة البال متحسرة الخاطر على أعز رفيق عرفته من صغرها ووهبته كل قلبها وكل ما تملك وترحمت عليه إلى أن دنا أجلها ولبت داعي ربها فدفنت بالقرب منه، هكذا عاش فارسنا العربي، عاش فارسا بطلا ومحبا عفيفا ومات شاعرا مجيدا.