نهر كوثر كريم يجري في القرآن من مطلعه لآخره ولا يشقّ له شقّا
كلمة "سورة" مشتقة من السور الذي يحيط الأرض كما فصلناه في مقال منشور.
فكما تُزيَّنُ وتُثرى الأرضُ بالثمراتِ والأنهار والجبالِ والبحار وما إلى ذلك، فإنَ السُورَ تُزيَّنُ وتُثرى بالحِكَم والعِظاتِ والقصصِ الجميلةِ وما إلى ذلك ...
وكما توجد الأراضي المُتجاورةُ بِصفاتٍ وتضَاريسَ ومناخات ومَساحاتٍ مُتمَايزةٍ، ولكُلٍّ منها سُورٌ ورقمٌ مُحَدَدَّينِ، فسُورُ المصحفِ توجدُ متجاورةً بصِفاتٍ وأطوالٍ وأرقام مُتمايزة ....
كما الترابُ يُكَوِّنُ الأرضَ، فالأحرف والكلمات تُكوِّنُ السُوَّرَ ...
كما حبات التراب تُكوّن الحصباء، فالأحرف تُكوِّن الكلمات ...
والأنهار تبدأ عند منابِعِها كبيرةً غزيرةَ المِياهِ وتتفرعُ شيئاً فشيئاً وتتشعب، وسور القرآن تبدأ من منابعها البقرة وآل عمران كبيرة غزيرة بمعانيها وتتفرع وتصغر أطوالها شيئاً فشيئاً وتتشعب، ....
وكما لكُلِّ نَهْرٍ عُمْقاً وطُولاً، فلكُلِّ سورة عُمْقاً وطُولاً ... وكما يجْري ماء النهر باتصال، تجْري الكلمات بسلاسة واتصال ...
وكما تُغَذي الأنهار أراضيها بالخصوبة والخيرات بكرم، فالكلمات والأحرف تغذي أرواح الناس بغزارة وكرم ...
وكما تتجنب الأنهار الجبال المرتفعة وتلتف من حولها، فالمعاني القرآنية الجارية تلتف حول السور الشاهقة ... وتبتعد عن السور التي تتحدث عن كفر الإنسان وجحوده ...
أعطى الله تبارك وتعالى سيدنا محمدا عليه وآله وصحبه الصلاة والسلام نهر الكوثر.
إِنَّا أَعْطَيْنَكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ {3}
واحداً في الجنة وواحدً في القرآن ...
قال فيه عليه الصلاة والسلام:
إنَّه نهرٌ أعطانيهِ ربِّي عزَّ وجلَّ في الجنَّةِ عليه خيرٌ كثيرٌ، تَرِدُ عليه أمَّتي يومَ القيامةِ. آنيتُهُ عددُ النجومِ في السماءِ.
وفي روايةٍ أخرى: أُعطيتُ الكوثرَ فإذا هو نهرٌ يَجْري ولمْ يشُقْ شَقاً! وإذا حافتاه قِبابُ اللؤلؤِ فضربتُ بيدي في تُربَتِهِ فإذا مِسْكٌ أذْفرُ وإذا حَصْباؤهُ الؤلؤُ ... وفي روايةٍ ( فإذا هو بِنَهرٍ عليه قصرٌ من اللؤلؤِ وزُبُرجُدَ فذهبَ يشُمُ تُرابَهُ فإذا هو مِسكٌ قال : يا جبريلُ ما هذا النهر قال الكوثر الذي خبأ لك ربُّك ) ...
ولأن الأكوان والقرآن منه تعالى وهو الواحد جلّ جلاله، فإن في القرآن نهر كوثر من الأحرف والكلمات والقصص والحكم والأحكام تجري بين كلمات القرآن وسوره وتغذيها.
هذا الكوثر القرآني من الكلمات والأحرف ينبع من الزهراوتان (البقرة وآل عمران) كما أسماهما سيدنا محمد ثُمَّ يجري إلى النساءِ فالمائدةِ وغيرها من الطِوال إلى الأقصر فالأقصر، إذ تكْثرُ السورُ الصغيرةُ القصيرةُ وتتشَكَّلُ وتتنوعُ أهدافُها ومُميزاتُها، إلى أنْ نصِلَ إلى سورةِ الكوْثر التي هيَّ إعلانٌ بانتهاءِ النهرِ الكريم ...
فالكوثر القرآني نهرٌ من الأحرف والكلمات يجري في القرآن ولم يشقْ شقاً ...
وتربتُه مِسكٌ أذفرُ وحَصبَاؤهُ اللؤلؤ أي حُرُوفُه مِسكٌ أذفرُ وكلماته اللؤلؤ ...
للأرقام والأحرف معاني لغوية. يمكن بالتالي ربط المعنى اللغوي للآيات بمعنى ترتيبها الرقمي. وكذا ربط معاني السور بترتيبها.
الرقم 3 يُمثلُ المبدأ الكوني المتمثل بخروج الشيء من ضده والذي تكلمنا عنه بالتفصيل عند دراسة سور الأحزاب والنور والرعد والنحل وغيرها.
خروج الشيء من عكسه يتطلب أمرين:
الأمر الأول: معاني متصادمة بجوار بعضها البعض، لأن خروج الشيء من عكسه يتطلب ذلك.
الأمر الثاني: أهم ما في خروج الشيء من عكسه في الكون هو هداية الإنسان من الضلال، إذ إن هذا هو الأساس في خلق الإنسان الذي خلق لينيب ويهتدي لربه الواحد سبحانه، كما كانت عودة آدم عليه السلام وإنابته، وكما ورد في الأحاديث النبوية: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.
لذا من معاني الرقم 3 الهدى والنور والبيان. كما إن الإنسان بحد ذاته يمثل ضربا من ضروب خروج الشيء من ضده إذ هو الخليفة لكن أصل خلقه من طين ثم من ماء مهين.
فالآيات والسور التي تحمل في ترتيبها الرقم 3 تحوي عادة مفردات تدل على النور، الأنبياء، الهدى، وخروج الأشياء من أضدادها والذي يستدعي أيضا معاني الظهور والغياب والتحول والتغير.
وتكلمنا في مقالات عدة عن السور والآيات التي تحمل في ترتيبها الرقم 3 وهنا نجري سريعا مع الرقم 3 من أول المصحف لآخره ونبين أن هناك نهرا متصلا بالآيات والسور التي تحمل الرقم 3 وأن هذا النهر يبدأ من البقرة وآل عمران وينتهي في الكوثر التي سميت بهذا الاسم في إشارة لهذا النهر الكريم وهو نهر الهدى ...
يفتح الله تعالى علينا بالحق وهو خير الفاتحين ... وجعلنا الله تعالى من أول الواردين ...
نبدأ تاليا من أول النهر المرتبط بالرقم 3 ونبين أن الآيات والسور التي تحمل في ترتيبها الرقم 3 تحوي معاني متصادمة بجوار بعضها البعض، لأن خروج الشيء من عكسه يتطلب ذلك. وتحوي كذلك معاني الهداية والإنسانية والإنابة والنور والأنبياء.
نشير إلى أن هذه المعاني لا تتحقق في سور مثل الأعراف ومحمد لأن هذه الأسماء تدل إلى جبل عالٍ، أو في سور تشير معانيها إلى القتال (الأنفال)، أو الفتنة (كالعنكبوت)، أو إلى كفر الإنسان وجحوده والعذاب (مثل الحج) ...
أول ذكر لاستخلاف الإنسان أي إصطفاءه جاء في البقرة (2 : 30 – 33)
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30) وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (33)
فاستخلافُ الإنسان الأرضَ جاءَ في البقرةِ في الآياتِ 30 – 33 وهذا تميزٌ كبيرٌ كونها أوَّلَ ذِكْر للاستخلافِ وأنَّ خلافة الإنسان الذي خلق جاهلا ليهتدي لربه تعالى.
إصطفاء إبراهيم وذريته من الأنبياء في البقرة (2 : 130 – 133)
ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين (130) إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (131) ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (132) أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون (133)
آل عمران 3
ترتيب سورة آل عمران 3، والاسم يخص أنبياء آل عمران المباركة
وخروج الأشياء من عكسها، آل عمران (3 : 3×3×3)
قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير (26) تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب (3 : 3×3×3)
اصطفاء الأنبياء على العالمين، آل عمران (3 : 33)
إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (3 : 33)
إكمال الدين ونوره، المائدة (5 : 3)
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (5 : 3)
ذكر النبي (عُزَيْرٌ) ولم يذْكُر اسمه في أيِّ موضِعٍ آخر، التوبة (3×3: 30)
وقالت اليهود عزير ابن الله
(3×3 : 30)
إظهار الإسلام والهدى على الدين كله، التوبة (3×3: 33)
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (3×3: 33)
الآية تكررت في الصف (61: 3×3)
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (61: 3×3)
الرعد 13:
الهدى منه تعالى لخلقه، الرعد (13 : 13)
ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال
(13 : 13)
تكلمنا عن الآيةِ في مقال وقلنا أن "شديد المحال" تعني "شديد الهدى لخلقه" و"محال أي تغيير حالهم من الضلال للهدى"
... قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدى إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (13: 3×3×3)
... قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب (13: 30)
إحياء الموتى بالقرآن الكريم ... ووعد الله تبارك وتعالى بالنصر والتمكين، الرعد (13: 30)
ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد (13: 30)
... ومن يضلل الله فما له من هاد (13: 30)
علم نور الكتاب، آخر الرعد (13: 43)
ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب (13: 43)
النحل 16:
بمجملها تتحدث عن هذا الأمر الذي جاء صراحة في السورةِ في 3 مجموعات منفصلة. في مطلعها (الآيات 1-3)، ثمَّ في (الآيات 30-33)، وأخيراً في (الآيات 101-103)، وهذه الـ 3 تتضمنُ الرقم 3 في ترتيبها في إشارةٌ إلى الرقم 3 ... وتكلمنا بالتفصيل عن الموضوع في مقال.
ووجدنا أنَّ هذه المجموعات الثلاثة تحوي عبارات وكلمات تعني "أمرٌ مُنتظرٌ أنزلَ منه تعالى بالملائكة فانتبهوا يأيُّها الناس واتقوا" ...
جميع آيات الكهف تنتهي بحرف الألف ( ا ) عدا واحدة وهي 13 وهذا يلفتُ النظر إلى هذه الآية:
نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى (18: 13)
مريم 19
قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا (19: 30)
والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (19: 33)
لاحظ الحياة بعد الموت
طه 20:
إلا تذكرة لمن يخشى (20: 3)
وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى (20: 13)
هارون أخي (20: 30)
كي نسبحك كثيرا (20: 33)
ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري (20: 3×30)
كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا (20: 3×33)
وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى (20: 133)
الأنبياء 21:
... هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون (21: 3)
... وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون (21: 30)
وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (21: 33)
فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين (21: 3×30)
لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون (21: 103)
النور 24:
الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم (24: 35)
وتكلمنا عن النور في مقال مفصل.
النمل: 3×3×3
من الملفت إن عبارة {ءَايَات القُرءَانِ} لم ترد في أي موضعٍ آخر من المصحف غير الآية الأولى من النمل.
طس تِلْكَ ءَايَاتُ القُرءَانِ وَكتاب مُّبِينٍ (3×3×3 : 1)
وبيّنا في مقال "آيات القرآن" أن كلمة {القُرءَانِ} في النمل وردتْ 4 مرات وجاءَ ورودها مرادفاً لمعنى "الهدى" في جميع الحالات الأربعة. كما فصلنا في النمل في أكثر من مقال.
فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين (3×3×3 : 13)
ذكر البسملة الغائبة من التوبة في النمل:
إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم (3×3×3 : 30)
السجدة 32:
إشارةٌ للهدايةِ. فإحياءُ الأرض الميتة يعني إحياءَ الأمم:
أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون (32: 3)
أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون (32: 3×3×3)
ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين (28) قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون (29) فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون (32: 30)
والفتح نور من عنده تعالى.
سُورة الأحزاب 1×33 ... وقد تكلمنا عنها بالتفصيل وبيَّنا أنها تُعنى في مُجْمَلِها بأمر أهل البيت الكرام.
سُورة التحريم 2×33 ... وقد تكلمنا عنها بالتفصيل وبيَّنا أنها تُعنى في مُجْمَلِها بأمر أهل البيت الكرام.
وترتبط السورتان ارتباطاً وثيقاً ببيت النُبُوَّة الهاشمية ... فتأمل المقارنات التاليَّة بينهما ...
• تُستهلُ السُورتان بقوله تعالى: يَا أيَّهَا النَّبِىُّ ... وكلمة (النبيُّ) عندما تأتي مفردةً مُعرفةً بـ "ال" التعريف في المصحف كما أسلفنا في مقال آخر تعني حصرياً سيدَنا محمداً من دون غيره من الأنبياء.
• وردتْ كلمة (النَّبِى) أو (للنَّبِى) معرفةً بهذا الرسمِ في إشارةٍ إلى سيدنا محمدٍ في المُصحفِ 33 مرة (مع العلم أنَّه تأتي هاتان الكلمتان إلا في إشارةٍ إلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولم تأتيان في حقِّ غيره من الأنبياء قط) وكان توزيعها كما يلي:
15 في الأحزاب ( 1× 33 )
4 في التحريم ( 2 × 33 ) ، بالرغم من قِصَرِها النسبي،
4 في التوبة، 3 في الأنفالِ، 2 في الأعراف، 1 في كُلٍّ من آلِ عمرانَ، المائدةِ، الحجرات، الممتحنة، الطلاق.
فالأحزابُ والتحريمُ تستأثران بالنصيبِ الأكبر من حضورِ كلمةِ (النَّبِى) الشريفةِ، والسبب هو كونُ ترتيبهما يتضمن الرقم 3 ... رقم الهدى والنور ...
كما إنَّ آخر ورود في المصحف لكلمة (النَّبِى) هو في الآية 9 (3×3 ) من سورة التحريم والتي ترتيبها في المصحف 66 أي (2 × 33):
يأيها النبى جاهد الْكُفَّارَ وَالْمنافقينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمأواهم جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (2 × 33 : 3×3)
• لم تردْ كلمةُ (زوج) أو أيٍ من تصاريفِها بمعنى أزواج سيِّدنا محمدٍ إلَّا في الأحزابِ إذ وردتْ 7 مراتٍ وفي التحريمِ إذ وردتْ 3 مرات، ولم تردْ بهذا المعنى في أيِّ مكانٍ آخر من المُصحفِ الشريفِ كلِّه إطلاقاً ... وكلمةُ (زوج) ترتبِطُ ارتباطاً وثيقاً بالذريَّةِ كما هو معْلُومٌ ...
• في آخر سورة التحريم ذُكِرَتِ امرأةُ فرعونَ والصِدِيقَةُ مريمَ عليها السلام، مع التذْكِير بأنَّها ابنة عمرانَ:
وَضَرَبَ الله مَثَلا لِّلَّذِينَ ءامنوا اِمْرَأَت فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالمينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {التحريم: 12}
فالتحريمُ بمُجْمَلِها مُختصةُ بالنبي الكريم وزوجاتِه الطاهرات وبأهلِ بيتِه الكرامِ. فما الذي جاء بذِكْرِ ابنة عمرانَ في آخرِها إذن؟ فلو كانت مواضيعُ السُورةِ مرتبطةً أولها بآخرها كما ينبغي لكلامه عز وجل فلا مَفَرَ من كونِ المعنى المُبْطن في الآيةِ الأخيرةِ لـ ابنة عمرانَ هو ابنة محمد، عليه الصلاة والسلام.
فالإشارة تؤولُ إلى سيدتنا الزهراء "فاطمة". لاحظ ورودَ كلمة (زوج) 3 مراتٍ في التحريم بمعنى أزواج سيِّدنا محمد، وانتهائِها بقصصِ "زوجاتِ الأنبياء" وتحديداً ذِكْر مريم ...
الكثير من آياتِ السُورة تختصُ ببيتِ النُبُوَّةِ الهاشِميَّةِ والثناءِ عليهم كما أظهرناه في مقال السجدة والأحزاب.
• لم تردْ كلمةُ (البيتِ) مفردةً بمعنى بيتِ النُبُوَّةِ الهاشميِّةِ في المُصحفِ إلَّا مرةً واحِدةً فقط وكان ذلك في الأحزابِ في الآيةِ 33 والذي هو نفسه ترتيبُ السُورةِ 33 ! فالمقصودُ هو تطهيرُ آل بيت محمد الكرام ...
إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً
(33:33)
من الملاحظ أنَّ الآية 33 من سورة آل عمران 3 هي أيضاً آية اصطفاء للنبوة:
إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (3 : 33)
يس: 36
إنك لمن المرسلين (36: 3)
فأغشيناهم فهم لا يبصرون (36: 3×3)
إذ جاءها المرسلون (36: 13)
وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون (36: 33)
غافر: 40
هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب (40: 13)
ومن يضلل الله فما له من هاد (40: 33)
الشورى: 42
الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب (42: 13)
عبارة "من ينيب" وردت مرتيبن فقط في المصحف (غافر والشورى) وكانتا في الآية 13.
الدخان 44
إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (44 : 3)
أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين (44 : 13)
النجم 53
وما ينطق عن الهوى (53: 3)
ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى {53 : 30}
الرحمن 55
تِكْرارَ الآية 13 {فبأي آلاء ربكما تكذبان} لـ 31 مرة في السورة وبما لا مثيل له في القُرآن ... وبدأ التحدي الإعجازي في الآية 13.
الحديد 3 × 19
هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم (3×19 :3)
... فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب (3×19 :13)
اسمه الله تعالى (الباطِن) لم يردْ إلَّا في سُورةِ الحديدِ في الآية 3 أيضاً...
كلمتا (باطِنه وظاهِره) وردتا في الآيةِ 13 من سُورةِ الحديدِ ...
الصف 61
هُوَ الَّذى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (61 : 3×3)
القلم 68
ن والقلم وما يسطرون (1) ما أنت بنعمة ربك بمجنون (2) وإن لك لأجرا غير ممنون (3) وإنك لعلى خلق عظيم (4) فستبصر ويبصرون (5) بأييكم المفتون (6) إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (7)
فلا تطع المكذبين ( ودوا لو تدهن فيدهنون (68: 3×3)
وهذا النصُّ المتضمن في تسعة آيات 3×3 هو ثاني ما أنزلَ من القُرآنِ ...
ونلحظ أنَّ ترتيبَ كلمةِ {بالمهتدين} من أولِ السورةِ هو 33 ....
كذلك فإنَّ بالسُورةِ 33 آيةً مكيَّةً و 19 آيةٌ مدنيَّةٌ (من 17 إلى 32 و 48 إلى 50) ...
المُدَّثِر 74
عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (19: 30)
وتكلمنا بالتفصيل في عدةِ أماكنَ من هذا البحثِ عن هذه الكلماتِ الـ 3 وترتيب الآيةِ 30 ...
التكوير 3×3×3×3
إنَّه لَقولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {3×3×3×3 : 19}
وأخيرا نصل سورة الكوثر 108.
بيّنا في بحوثنا أنَّ الرقم 3 يرمزُ لخروج الشيء من عكسه اي الهدى والنور، وأنَّ العدد 10 للاكْتِمالِ والنهايةِ وأنَّ الرقم 2 للسر، والرقم 4 لمعنى الكتاب، والرقم 8 يرمز للفتح ... وبهذا يكون لدينا:
عددُ آياتِ سُورةِ الكوْثرِ 3 وهذا يعني الهدى والنور ،
وكلماتها 10 وهذا يعني اكتمالَ النِعم لسيِّدِ الخلق واكتمالَ الآياتِ القرآنية لباقي الخلق، وتأتي كذلك هنا بمعنى اكتمالِ نهرِ الكوثر ونهايتهِ هنا ...
أمَّا مجموعُ أحرفِ السُورة 42 فيدلُّ على :
2 4
سر الكتاب
وترتيبُ سُورةِ الكوْثرِ 108 فيكونُ معنى هذا الترتيب هو: كمال الفتح ... أي نهايةُ الكَوثرِ ...
وأخيرا وردت كلمة القمر وتصريفاتها 27 مرة في المُصحفِ أي 3×3×3 مرة، والقمر نور...
كما وردت كلمةُ الشمسِ وتصريفاتِها 33 مرةً في المُصحفِ ....
لموضوع المقال:
http://alraqeem3.blogspot.com/2013/01/blog-post_17.html
سبحانه وتعالى عما نقول علوا كبيرا
والصلاة والسلام على سيّد الخلق والوجود
حبيبنا ونبينا محمد المحمود
وآله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الخلود
كلمة "سورة" مشتقة من السور الذي يحيط الأرض كما فصلناه في مقال منشور.
فكما تُزيَّنُ وتُثرى الأرضُ بالثمراتِ والأنهار والجبالِ والبحار وما إلى ذلك، فإنَ السُورَ تُزيَّنُ وتُثرى بالحِكَم والعِظاتِ والقصصِ الجميلةِ وما إلى ذلك ...
وكما توجد الأراضي المُتجاورةُ بِصفاتٍ وتضَاريسَ ومناخات ومَساحاتٍ مُتمَايزةٍ، ولكُلٍّ منها سُورٌ ورقمٌ مُحَدَدَّينِ، فسُورُ المصحفِ توجدُ متجاورةً بصِفاتٍ وأطوالٍ وأرقام مُتمايزة ....
كما الترابُ يُكَوِّنُ الأرضَ، فالأحرف والكلمات تُكوِّنُ السُوَّرَ ...
كما حبات التراب تُكوّن الحصباء، فالأحرف تُكوِّن الكلمات ...
والأنهار تبدأ عند منابِعِها كبيرةً غزيرةَ المِياهِ وتتفرعُ شيئاً فشيئاً وتتشعب، وسور القرآن تبدأ من منابعها البقرة وآل عمران كبيرة غزيرة بمعانيها وتتفرع وتصغر أطوالها شيئاً فشيئاً وتتشعب، ....
وكما لكُلِّ نَهْرٍ عُمْقاً وطُولاً، فلكُلِّ سورة عُمْقاً وطُولاً ... وكما يجْري ماء النهر باتصال، تجْري الكلمات بسلاسة واتصال ...
وكما تُغَذي الأنهار أراضيها بالخصوبة والخيرات بكرم، فالكلمات والأحرف تغذي أرواح الناس بغزارة وكرم ...
وكما تتجنب الأنهار الجبال المرتفعة وتلتف من حولها، فالمعاني القرآنية الجارية تلتف حول السور الشاهقة ... وتبتعد عن السور التي تتحدث عن كفر الإنسان وجحوده ...
أعطى الله تبارك وتعالى سيدنا محمدا عليه وآله وصحبه الصلاة والسلام نهر الكوثر.
إِنَّا أَعْطَيْنَكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ {3}
واحداً في الجنة وواحدً في القرآن ...
قال فيه عليه الصلاة والسلام:
إنَّه نهرٌ أعطانيهِ ربِّي عزَّ وجلَّ في الجنَّةِ عليه خيرٌ كثيرٌ، تَرِدُ عليه أمَّتي يومَ القيامةِ. آنيتُهُ عددُ النجومِ في السماءِ.
وفي روايةٍ أخرى: أُعطيتُ الكوثرَ فإذا هو نهرٌ يَجْري ولمْ يشُقْ شَقاً! وإذا حافتاه قِبابُ اللؤلؤِ فضربتُ بيدي في تُربَتِهِ فإذا مِسْكٌ أذْفرُ وإذا حَصْباؤهُ الؤلؤُ ... وفي روايةٍ ( فإذا هو بِنَهرٍ عليه قصرٌ من اللؤلؤِ وزُبُرجُدَ فذهبَ يشُمُ تُرابَهُ فإذا هو مِسكٌ قال : يا جبريلُ ما هذا النهر قال الكوثر الذي خبأ لك ربُّك ) ...
ولأن الأكوان والقرآن منه تعالى وهو الواحد جلّ جلاله، فإن في القرآن نهر كوثر من الأحرف والكلمات والقصص والحكم والأحكام تجري بين كلمات القرآن وسوره وتغذيها.
هذا الكوثر القرآني من الكلمات والأحرف ينبع من الزهراوتان (البقرة وآل عمران) كما أسماهما سيدنا محمد ثُمَّ يجري إلى النساءِ فالمائدةِ وغيرها من الطِوال إلى الأقصر فالأقصر، إذ تكْثرُ السورُ الصغيرةُ القصيرةُ وتتشَكَّلُ وتتنوعُ أهدافُها ومُميزاتُها، إلى أنْ نصِلَ إلى سورةِ الكوْثر التي هيَّ إعلانٌ بانتهاءِ النهرِ الكريم ...
فالكوثر القرآني نهرٌ من الأحرف والكلمات يجري في القرآن ولم يشقْ شقاً ...
وتربتُه مِسكٌ أذفرُ وحَصبَاؤهُ اللؤلؤ أي حُرُوفُه مِسكٌ أذفرُ وكلماته اللؤلؤ ...
للأرقام والأحرف معاني لغوية. يمكن بالتالي ربط المعنى اللغوي للآيات بمعنى ترتيبها الرقمي. وكذا ربط معاني السور بترتيبها.
الرقم 3 يُمثلُ المبدأ الكوني المتمثل بخروج الشيء من ضده والذي تكلمنا عنه بالتفصيل عند دراسة سور الأحزاب والنور والرعد والنحل وغيرها.
خروج الشيء من عكسه يتطلب أمرين:
الأمر الأول: معاني متصادمة بجوار بعضها البعض، لأن خروج الشيء من عكسه يتطلب ذلك.
الأمر الثاني: أهم ما في خروج الشيء من عكسه في الكون هو هداية الإنسان من الضلال، إذ إن هذا هو الأساس في خلق الإنسان الذي خلق لينيب ويهتدي لربه الواحد سبحانه، كما كانت عودة آدم عليه السلام وإنابته، وكما ورد في الأحاديث النبوية: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.
لذا من معاني الرقم 3 الهدى والنور والبيان. كما إن الإنسان بحد ذاته يمثل ضربا من ضروب خروج الشيء من ضده إذ هو الخليفة لكن أصل خلقه من طين ثم من ماء مهين.
فالآيات والسور التي تحمل في ترتيبها الرقم 3 تحوي عادة مفردات تدل على النور، الأنبياء، الهدى، وخروج الأشياء من أضدادها والذي يستدعي أيضا معاني الظهور والغياب والتحول والتغير.
وتكلمنا في مقالات عدة عن السور والآيات التي تحمل في ترتيبها الرقم 3 وهنا نجري سريعا مع الرقم 3 من أول المصحف لآخره ونبين أن هناك نهرا متصلا بالآيات والسور التي تحمل الرقم 3 وأن هذا النهر يبدأ من البقرة وآل عمران وينتهي في الكوثر التي سميت بهذا الاسم في إشارة لهذا النهر الكريم وهو نهر الهدى ...
يفتح الله تعالى علينا بالحق وهو خير الفاتحين ... وجعلنا الله تعالى من أول الواردين ...
نبدأ تاليا من أول النهر المرتبط بالرقم 3 ونبين أن الآيات والسور التي تحمل في ترتيبها الرقم 3 تحوي معاني متصادمة بجوار بعضها البعض، لأن خروج الشيء من عكسه يتطلب ذلك. وتحوي كذلك معاني الهداية والإنسانية والإنابة والنور والأنبياء.
نشير إلى أن هذه المعاني لا تتحقق في سور مثل الأعراف ومحمد لأن هذه الأسماء تدل إلى جبل عالٍ، أو في سور تشير معانيها إلى القتال (الأنفال)، أو الفتنة (كالعنكبوت)، أو إلى كفر الإنسان وجحوده والعذاب (مثل الحج) ...
أول ذكر لاستخلاف الإنسان أي إصطفاءه جاء في البقرة (2 : 30 – 33)
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30) وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (33)
فاستخلافُ الإنسان الأرضَ جاءَ في البقرةِ في الآياتِ 30 – 33 وهذا تميزٌ كبيرٌ كونها أوَّلَ ذِكْر للاستخلافِ وأنَّ خلافة الإنسان الذي خلق جاهلا ليهتدي لربه تعالى.
إصطفاء إبراهيم وذريته من الأنبياء في البقرة (2 : 130 – 133)
ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين (130) إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (131) ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (132) أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون (133)
آل عمران 3
ترتيب سورة آل عمران 3، والاسم يخص أنبياء آل عمران المباركة
وخروج الأشياء من عكسها، آل عمران (3 : 3×3×3)
قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير (26) تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب (3 : 3×3×3)
اصطفاء الأنبياء على العالمين، آل عمران (3 : 33)
إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (3 : 33)
إكمال الدين ونوره، المائدة (5 : 3)
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (5 : 3)
ذكر النبي (عُزَيْرٌ) ولم يذْكُر اسمه في أيِّ موضِعٍ آخر، التوبة (3×3: 30)
وقالت اليهود عزير ابن الله
(3×3 : 30)
إظهار الإسلام والهدى على الدين كله، التوبة (3×3: 33)
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (3×3: 33)
الآية تكررت في الصف (61: 3×3)
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (61: 3×3)
الرعد 13:
الهدى منه تعالى لخلقه، الرعد (13 : 13)
ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال
(13 : 13)
تكلمنا عن الآيةِ في مقال وقلنا أن "شديد المحال" تعني "شديد الهدى لخلقه" و"محال أي تغيير حالهم من الضلال للهدى"
... قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدى إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (13: 3×3×3)
... قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب (13: 30)
إحياء الموتى بالقرآن الكريم ... ووعد الله تبارك وتعالى بالنصر والتمكين، الرعد (13: 30)
ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد (13: 30)
... ومن يضلل الله فما له من هاد (13: 30)
علم نور الكتاب، آخر الرعد (13: 43)
ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب (13: 43)
النحل 16:
بمجملها تتحدث عن هذا الأمر الذي جاء صراحة في السورةِ في 3 مجموعات منفصلة. في مطلعها (الآيات 1-3)، ثمَّ في (الآيات 30-33)، وأخيراً في (الآيات 101-103)، وهذه الـ 3 تتضمنُ الرقم 3 في ترتيبها في إشارةٌ إلى الرقم 3 ... وتكلمنا بالتفصيل عن الموضوع في مقال.
ووجدنا أنَّ هذه المجموعات الثلاثة تحوي عبارات وكلمات تعني "أمرٌ مُنتظرٌ أنزلَ منه تعالى بالملائكة فانتبهوا يأيُّها الناس واتقوا" ...
جميع آيات الكهف تنتهي بحرف الألف ( ا ) عدا واحدة وهي 13 وهذا يلفتُ النظر إلى هذه الآية:
نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى (18: 13)
مريم 19
قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا (19: 30)
والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (19: 33)
لاحظ الحياة بعد الموت
طه 20:
إلا تذكرة لمن يخشى (20: 3)
وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى (20: 13)
هارون أخي (20: 30)
كي نسبحك كثيرا (20: 33)
ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري (20: 3×30)
كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا (20: 3×33)
وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى (20: 133)
الأنبياء 21:
... هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون (21: 3)
... وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون (21: 30)
وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (21: 33)
فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين (21: 3×30)
لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون (21: 103)
النور 24:
الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم (24: 35)
وتكلمنا عن النور في مقال مفصل.
النمل: 3×3×3
من الملفت إن عبارة {ءَايَات القُرءَانِ} لم ترد في أي موضعٍ آخر من المصحف غير الآية الأولى من النمل.
طس تِلْكَ ءَايَاتُ القُرءَانِ وَكتاب مُّبِينٍ (3×3×3 : 1)
وبيّنا في مقال "آيات القرآن" أن كلمة {القُرءَانِ} في النمل وردتْ 4 مرات وجاءَ ورودها مرادفاً لمعنى "الهدى" في جميع الحالات الأربعة. كما فصلنا في النمل في أكثر من مقال.
فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين (3×3×3 : 13)
ذكر البسملة الغائبة من التوبة في النمل:
إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم (3×3×3 : 30)
السجدة 32:
إشارةٌ للهدايةِ. فإحياءُ الأرض الميتة يعني إحياءَ الأمم:
أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون (32: 3)
أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون (32: 3×3×3)
ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين (28) قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون (29) فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون (32: 30)
والفتح نور من عنده تعالى.
سُورة الأحزاب 1×33 ... وقد تكلمنا عنها بالتفصيل وبيَّنا أنها تُعنى في مُجْمَلِها بأمر أهل البيت الكرام.
سُورة التحريم 2×33 ... وقد تكلمنا عنها بالتفصيل وبيَّنا أنها تُعنى في مُجْمَلِها بأمر أهل البيت الكرام.
وترتبط السورتان ارتباطاً وثيقاً ببيت النُبُوَّة الهاشمية ... فتأمل المقارنات التاليَّة بينهما ...
• تُستهلُ السُورتان بقوله تعالى: يَا أيَّهَا النَّبِىُّ ... وكلمة (النبيُّ) عندما تأتي مفردةً مُعرفةً بـ "ال" التعريف في المصحف كما أسلفنا في مقال آخر تعني حصرياً سيدَنا محمداً من دون غيره من الأنبياء.
• وردتْ كلمة (النَّبِى) أو (للنَّبِى) معرفةً بهذا الرسمِ في إشارةٍ إلى سيدنا محمدٍ في المُصحفِ 33 مرة (مع العلم أنَّه تأتي هاتان الكلمتان إلا في إشارةٍ إلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولم تأتيان في حقِّ غيره من الأنبياء قط) وكان توزيعها كما يلي:
15 في الأحزاب ( 1× 33 )
4 في التحريم ( 2 × 33 ) ، بالرغم من قِصَرِها النسبي،
4 في التوبة، 3 في الأنفالِ، 2 في الأعراف، 1 في كُلٍّ من آلِ عمرانَ، المائدةِ، الحجرات، الممتحنة، الطلاق.
فالأحزابُ والتحريمُ تستأثران بالنصيبِ الأكبر من حضورِ كلمةِ (النَّبِى) الشريفةِ، والسبب هو كونُ ترتيبهما يتضمن الرقم 3 ... رقم الهدى والنور ...
كما إنَّ آخر ورود في المصحف لكلمة (النَّبِى) هو في الآية 9 (3×3 ) من سورة التحريم والتي ترتيبها في المصحف 66 أي (2 × 33):
يأيها النبى جاهد الْكُفَّارَ وَالْمنافقينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمأواهم جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (2 × 33 : 3×3)
• لم تردْ كلمةُ (زوج) أو أيٍ من تصاريفِها بمعنى أزواج سيِّدنا محمدٍ إلَّا في الأحزابِ إذ وردتْ 7 مراتٍ وفي التحريمِ إذ وردتْ 3 مرات، ولم تردْ بهذا المعنى في أيِّ مكانٍ آخر من المُصحفِ الشريفِ كلِّه إطلاقاً ... وكلمةُ (زوج) ترتبِطُ ارتباطاً وثيقاً بالذريَّةِ كما هو معْلُومٌ ...
• في آخر سورة التحريم ذُكِرَتِ امرأةُ فرعونَ والصِدِيقَةُ مريمَ عليها السلام، مع التذْكِير بأنَّها ابنة عمرانَ:
وَضَرَبَ الله مَثَلا لِّلَّذِينَ ءامنوا اِمْرَأَت فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالمينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {التحريم: 12}
فالتحريمُ بمُجْمَلِها مُختصةُ بالنبي الكريم وزوجاتِه الطاهرات وبأهلِ بيتِه الكرامِ. فما الذي جاء بذِكْرِ ابنة عمرانَ في آخرِها إذن؟ فلو كانت مواضيعُ السُورةِ مرتبطةً أولها بآخرها كما ينبغي لكلامه عز وجل فلا مَفَرَ من كونِ المعنى المُبْطن في الآيةِ الأخيرةِ لـ ابنة عمرانَ هو ابنة محمد، عليه الصلاة والسلام.
فالإشارة تؤولُ إلى سيدتنا الزهراء "فاطمة". لاحظ ورودَ كلمة (زوج) 3 مراتٍ في التحريم بمعنى أزواج سيِّدنا محمد، وانتهائِها بقصصِ "زوجاتِ الأنبياء" وتحديداً ذِكْر مريم ...
الكثير من آياتِ السُورة تختصُ ببيتِ النُبُوَّةِ الهاشِميَّةِ والثناءِ عليهم كما أظهرناه في مقال السجدة والأحزاب.
• لم تردْ كلمةُ (البيتِ) مفردةً بمعنى بيتِ النُبُوَّةِ الهاشميِّةِ في المُصحفِ إلَّا مرةً واحِدةً فقط وكان ذلك في الأحزابِ في الآيةِ 33 والذي هو نفسه ترتيبُ السُورةِ 33 ! فالمقصودُ هو تطهيرُ آل بيت محمد الكرام ...
إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً
(33:33)
من الملاحظ أنَّ الآية 33 من سورة آل عمران 3 هي أيضاً آية اصطفاء للنبوة:
إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (3 : 33)
يس: 36
إنك لمن المرسلين (36: 3)
فأغشيناهم فهم لا يبصرون (36: 3×3)
إذ جاءها المرسلون (36: 13)
وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون (36: 33)
غافر: 40
هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب (40: 13)
ومن يضلل الله فما له من هاد (40: 33)
الشورى: 42
الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب (42: 13)
عبارة "من ينيب" وردت مرتيبن فقط في المصحف (غافر والشورى) وكانتا في الآية 13.
الدخان 44
إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (44 : 3)
أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين (44 : 13)
النجم 53
وما ينطق عن الهوى (53: 3)
ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى {53 : 30}
الرحمن 55
تِكْرارَ الآية 13 {فبأي آلاء ربكما تكذبان} لـ 31 مرة في السورة وبما لا مثيل له في القُرآن ... وبدأ التحدي الإعجازي في الآية 13.
الحديد 3 × 19
هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم (3×19 :3)
... فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب (3×19 :13)
اسمه الله تعالى (الباطِن) لم يردْ إلَّا في سُورةِ الحديدِ في الآية 3 أيضاً...
كلمتا (باطِنه وظاهِره) وردتا في الآيةِ 13 من سُورةِ الحديدِ ...
الصف 61
هُوَ الَّذى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (61 : 3×3)
القلم 68
ن والقلم وما يسطرون (1) ما أنت بنعمة ربك بمجنون (2) وإن لك لأجرا غير ممنون (3) وإنك لعلى خلق عظيم (4) فستبصر ويبصرون (5) بأييكم المفتون (6) إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (7)
فلا تطع المكذبين ( ودوا لو تدهن فيدهنون (68: 3×3)
وهذا النصُّ المتضمن في تسعة آيات 3×3 هو ثاني ما أنزلَ من القُرآنِ ...
ونلحظ أنَّ ترتيبَ كلمةِ {بالمهتدين} من أولِ السورةِ هو 33 ....
كذلك فإنَّ بالسُورةِ 33 آيةً مكيَّةً و 19 آيةٌ مدنيَّةٌ (من 17 إلى 32 و 48 إلى 50) ...
المُدَّثِر 74
عَلَيهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (19: 30)
وتكلمنا بالتفصيل في عدةِ أماكنَ من هذا البحثِ عن هذه الكلماتِ الـ 3 وترتيب الآيةِ 30 ...
التكوير 3×3×3×3
إنَّه لَقولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {3×3×3×3 : 19}
وأخيرا نصل سورة الكوثر 108.
بيّنا في بحوثنا أنَّ الرقم 3 يرمزُ لخروج الشيء من عكسه اي الهدى والنور، وأنَّ العدد 10 للاكْتِمالِ والنهايةِ وأنَّ الرقم 2 للسر، والرقم 4 لمعنى الكتاب، والرقم 8 يرمز للفتح ... وبهذا يكون لدينا:
عددُ آياتِ سُورةِ الكوْثرِ 3 وهذا يعني الهدى والنور ،
وكلماتها 10 وهذا يعني اكتمالَ النِعم لسيِّدِ الخلق واكتمالَ الآياتِ القرآنية لباقي الخلق، وتأتي كذلك هنا بمعنى اكتمالِ نهرِ الكوثر ونهايتهِ هنا ...
أمَّا مجموعُ أحرفِ السُورة 42 فيدلُّ على :
2 4
سر الكتاب
وترتيبُ سُورةِ الكوْثرِ 108 فيكونُ معنى هذا الترتيب هو: كمال الفتح ... أي نهايةُ الكَوثرِ ...
وأخيرا وردت كلمة القمر وتصريفاتها 27 مرة في المُصحفِ أي 3×3×3 مرة، والقمر نور...
كما وردت كلمةُ الشمسِ وتصريفاتِها 33 مرةً في المُصحفِ ....
لموضوع المقال:
http://alraqeem3.blogspot.com/2013/01/blog-post_17.html
سبحانه وتعالى عما نقول علوا كبيرا
والصلاة والسلام على سيّد الخلق والوجود
حبيبنا ونبينا محمد المحمود
وآله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الخلود