ومن قبائل طابخة بنو ضبة بفتح الضاد المعجمة وتشديد الباء.
قال
في العبر: وكانت ديارهم بالناحية الشمالية من نجد بجوار بني تميم ثم
انتقلوا في الإسلام إلى العراق وهم الذين قتلوا المتنبي ومن قبائل طابخة
أيضاً مزينة بضم الميم وفتح الزاي وسكون الياء المثناة تحت وفتح النون وهاء
في الآخر وهم بنو عثمان وأوس ابني عمرو ابن أد بن طابخة ومزينة أمهما
عرفوا بها وهي مزينة بنت كلب بن وبرة.
ومنهم كعب بن زهير ناظم
القصيدة المعروفة ببانت سعاد وإليهم ينسب الإمام إسماعيل بن إبراهيم المزني
صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه.
الفرع الثاني: قمعة بفتح القاف والميم والعين المهملة وهاء في الآخر وهم بنو قمعة بن إلياس بن مضر.
قال الجوهري إن أباه سماه قمعة لما انقمع في بيته أي انقهر وذل ولم يشتهر عقبه.
الأصل
الرابع: مدركة بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر الراء المهلمة وفتح
الكاف وهاء في الآخر وهم بنو مدركة بن إلياس بن مضر وقد تقدم سبب تسميته
مدركة.
وله فرع واحد على حاشية عمود النسب وهو هذيل بضم الهاء
وفتح الذال المعجمة وسكون الياء المثناة تحت ولام في الآخر وهم بنو هذيل بن
مدركة.
وهي قبيلة متسعة لها بطون كثيرة والنسبة إليها هذلي بحذف الياء بعد الذال وإليهم ينسب عبد الله بن مسعود الصحابي رضي الله عنه.
الأصل الخامس: خزيمة بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي وسكون الياء المثناة تحت وفتح الميم وهاء في الآخر وهو خزيمة بن مدركة.
وله فرعان على حاشية عمود النسب وهما الهون وأسد.
فأما الهون فبضم الهاء وسكون الواو ونون في الآخر وهو الهون بن خزيمة وهي قبيلة مشهورة.
ومن بطون الهون عضد بفتح العين المهملة والضاد المعجمة ودال مهملة في الآخر وهم بنو عضد بن الهون.
ومن
بطون الهون أيضاً الديش بكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة تحت وشين
معجمة في الآخر وهم بنو الديش بن مليح بن الهون ويقال لهاتين القبيلتين
وهما عضد والديش القارة.
قال أبو عبيد: وسموا بذلك لأن الشداخ الليثي أراد أن يفرقهم في بطون كنانة فقال بعضهم: دعونا قارة لا نتفرق فسموا القارة.
وأما أسد وضبطه معروف فهم بطن كبير متسع قال في العبر: ومنازلهم مما يلي الكرخ من أرض نجد في مجاورة طيئ.
قال:
ويقال إن بلاد طيئ كانت لبني أسد فلما خرج بنو طيئ من اليمن تغلبوا على
أجأ وسملى وتفرق بنو أسد بسبب ذلك في الأقطار ولم يبق لهم حي.
قال ابن سعيد: وبلادهم الآن لطيئ.
قال في مسالك الأبصار: وبغسل وما ينضم إليها من بلاد الشام قوم من بني أسد.
ومن بطون أسد الكاهلية وهم بنو كاهل بن أسد.
ومن بطونهم دودان ابن أسد أيضاً.
الأصل
السادس: كنانة بكسر الكاف ونون بعدها ألف ثم نون مفتوحة بعدها هاء وهو
كنانة بن خزيمة وهي قبيلة عظيمة اشتهرت على عمود النسب.
وقد ذكر
الحمداني أن منهم جماعة بالإخميمية من صعيد الديار المصرية يعرفون بكنانة
طلحة وذكر في مسالك الأبصار أن طائفة منهم قدموا الديار المصرية في وزارة
الصالح طلائع بن رزيك ونزلوا دمياط وما حولها.
وله على حاشية عمود النسب خمسة فروع: الفرع الأول: ملكان بفتح الميم وسكون اللام ونون في الآخر وهم بنو ملكان بن كنانة.
الفرع
الثاني: عبد مناة بإضافة عبد إلى مناة بميم مفتوحة بعدها نون وهم بنو
عبد مناة بن كنانة ولهم عدة بطون: منهم غفار بكسر الغين المعجمة وفتح
الفاء وراء بعد الألف وهم بنو غفار بن عبد مناة بن كنانة وهم رهط أبي ذر
الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليهم الإشارة بقوله صلى الله
عليه وسلم " غفار غفر الله لها ".
ومنهم بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة ومن بكر هؤلاء الدئل.
وهم
بنو الدئل بن بكر بن عبد مناة وإليهم ينسب أبو الأسود الدؤلي واضح علم
النحو بأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومنهم بنو مدلج بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر اللام وجيم في الآخر وهم بنو مدلج بن مرة بن عبد مناة.
وفي بني مدلج هؤلاء علم القيافة وهو إلحاق الإبن بالأب ونحو ذلك بالشبه.
ومنهم طائفة الأن بصرخد وحوران من بلاد الشام وطائفة بالأعمال الغربية من الديار المصرية.
ومنهم
بنو ضمرة بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم وفتح الراء المهملة وهاء في
الآخر وهم بنو ضمرة بن بكر بن عبد مناة وإليهم ينسب عمرو بن أمية الضمري
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر الحمداني أن منهم طائفة بساقية قلتة وما يليها من بلاد إخميم من صعيد مصر.
الفرع الثالث: عمرو بن كنانة وإليه ينسب العمريون من بني كنانة.
الفرع الرابع: عامر بن كنانة ومنه العامريون من كنانة.
الفرع الخامس: مالك بن كنانة ومن عقبه بنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن الحارث بن مالك.
وفي
بني فراس هؤلاء يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لبعض من
كان معه: " لوددت أن يكون لي بألف منكم سبعة من بني فراس بن غنم ".
وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة بساقية قلتة وما يليها من الإخميمية بمصر.
وذكر الحمداني أيضاً أن من كنانة ابن خزيمة طائفة بصعيد مصر بالأشمونين وما حولها تعرف بكنانة طلحة.
الصنف
الثاني من العرب العدنانيين: قريش بضم القاف وفتح الراء المهملة وهم بنو
النضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ابن كنانة وقيل في تمسيته بذلك إنه
كان في سفينة ببحر فارس إذ خرجت عليهم دابة عظيمة يقال لها قريش فخافها أهل
السفينة على أنفسهم فأخرج سهماً من كنانته ورماها فأثبتها ثم قربت السفينة
منها فأمسكها وقطع رأسها وحملها معه إلى مكة فسمي باسمها.
وقيل
سمي بنوه بذلك لغلبتهم القبائل وقهرهم إياهم تشبيهاً بالدابة المقدم ذكرها
من حيث إنها تقهر سائر دواب البحر وقيل أخذاً من التقرش وهو الاجتماع لأن
قصيا جمعهم عليه عند ولايته أمر قريش.
وقيل لتجارتهم أخذاً من التقرش وهو التجارة.
ثم
لقريش عشرة أصول على عمود النسب: الأصل الأول: فهر بن مالك ويتفرع عن
فهر على حاشية عمود النسب قبيلتان: القبيلة الأولى: بنو الحارث وهم بنو
الحارث بن فهر.
ومن بني الحارث هؤلاء بنو الجراح رهط أبي عبيدة بن الجراح أحد العشرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المقطوع لهم بالجنة.
القبيلة الثانية: بنو محارب بن فهر المقدم ذكره.
منهم الضحاك بن قيس أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأصل الثاني: غالب بن فهر.
ويتفرع عنه على حاشية عمود النسب قبيلة واحدة وهم بنو الأدرم بن لؤي بن غالب والأدرم هو الناقص الذقن.
الأصل الثالث: لؤي بن غالب.
ويتفرع
منه على حاشية عمود النسب ثلاث قبائل: القبيلة الأولى: سعد وهم بنو
سعد بن لؤي بن غالب كان له من الولد عمار وعماري ومخزوم ومن امرأته بنانة
بضم الباء الموحدة وبها يعرفون فيقال لهم بنو بنانة ومنهم أبو الطفيل أحد
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القبيلة الثالثة: بنو عامر وهم بنو عامر بن لؤي وكان له من الولد حسل وبغيض.
ومن
ول حسل سهيل بن عمرو الذي عقد الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم
الحديبية لقريش ومنهم عمرو بن عبد ود العامري فارس العرب الذي قتله علي بن
أبي طالب رضي الله عنه.
الأصل الرابع: كعب بن لؤي بن غالب
ويتفرع منه خارجاً عن عمود النسب قبيلتان: القبيلة الأولى هصيص بضم الهاء
وفتح الصاد المهلمة وسكون الياء المثناة تحت وصاد مهملة في الآخر.
ومن هصيص بنو سهم منهم عمرو ابن العاص رضي الله عنه وكانت خطة بني سهم بفسطاط مصر حول الجامع العتيق.
وقد ذكر الحمداني أن من بني عمرو بن العاص أشتاتاً بالصعيد ولهم حصة في وقف عمرو على أهله بمصر.
ومنهم
بنو جمح بضم الجيم وفتح الميم وحاء مهملة في الآخر وهم بنو جمح بن هصيص
المقدم ذكره ومنهم أمية بن خلف عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر
في مسالك الأبصار أن من بني جمح قوماً بأذرعات من بلاد الشام.
القبيلة
الثانية: بنو عدي وهم بنو عدي بن كعب ومنهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وسعيد بن زيد أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة وقد ذكر القاضي
شهاب الدين بن فضل الله في مسالك الأبصار أنه وفد من بني عدي جماعة إلى
الديار المصرية في وزارة الصالح طلائع بن رزيك وزير الفائز الفاطمي.
ومنهم
رجال من بني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومقدمهم خلف بن نصر العمري وأنهم
لقوا من الصالح طلائع بن رزيك وافر الإكرام ونزلوا بالبرلس من سواحل
الأعمال الغربية.
وذكر أن من العمريين ببلاد الشام فرقة بوادي بني زيد وفرقة بعجلون.
الأصل الخامس: مرة بن كعب ويتفرع عنه قبيلتان على حاشية عمود السب: القبيلة الأولى: تيم وهم بنو تيم بن مرة بن كعب.
ومنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وطلحة أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة.
وقد
ذكر الحمداني أن من بني الصديق رضي الله عنه من بني عبد الرحمن وبني محمد
ولدي أبي بكر رضي الله عنه جماعة بالأشمونين والبهنسائية من صعيد مصر.
قال الحمداني: وهم ثلاث فرق هم وأقرباؤهم وأطلق على الكل بنو طلحة.
فالفرقة الأولى منهم بنو إسحاق ويقال إن إسحاق ليس أباً لهم وإنما هو إسحاق مكان تحالفوا عنده فسموا به.
والفرقة الثانية فضاء طلحة وهم بطون كثيرة وأكثرهم أشتات كثيرة في البلاد لا حد لهم.
والفرقة
الثالثة بنو محمد وهم بنو محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومنازلهم
بالبرجين وسفط سكرة وطحا المدينة من بلاد الأشمونين فيما ذكره الحمداني
وأكثرهم الآن بدهروط من البهنسائية وخرج منهم جماعة من العلماء على مذهبي
الإمامين: مالك والشافعي رضي الله عنهما.
القبيلة الثانية: بنو يقظة وهم بنو يقظة بن مرة.
ومنهم
بنو مخزوم بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وضم الزاي وسكون الواو وميم في
الآخر وهم بنو مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب وبه اشتهرت القبيلة دون أبيه
يقظة لكثرة عقبه دون أبيه.
منهم خالد بن الوليد أحد أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأبو جهل ابن هشام عدو رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأخوه العاص بن هشام قتلا يوم بدر كافرين وأخوهما سلمة بن هشام أسلم
وكان من خيار المسلمين.
ومنهم سعيد بن المسيب التابعي المشهور.
وقد ذكر الحمداني أن من بني مخزوم جماعة بصعيد مصر بالأشمونين وفيهم بأس وشدة.
وذكر أيضاً أن منهم خالد حمص وخالد الحجاز.
وذكر أن كلا منهم يدعي بنوة خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ثم قال: وقد أجمع أهل العلم بالنسب على انقراض عقبه.
قال ولعلهم من سواه من بني مخزوم فهم أكثر قريش بقية وأشرفهم جاهلية.
الأصل
السادس: كلاب بن مرة ويتفرع منه على حاشية النسب قبيلة واحدة وهي زهرة
بضم الزاي وسكون الهاء وفتح الراء وهاء في الآخر وهم بنو زهرة بن كلاب بن
مرة قاله أبو عبيد وغيره.
وقد ذكر الجوهري أن زهرة اسم امرأة كلاب نسب ولده إليها.
منهم سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف كلاهما من العشرة المقطوع لهم بالجنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومهم آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة ببلاد الأشمونين بصعيد مصر.
الأصل
السابع: قصي بني كلاب بن مرة وكان قصي عظيماً في قريش وهو الذي جمعهم
بعد التفرق وفي ذلك يقول الشاعر: أبوكم قصي حين يدعى مجمعا به جمع الله
القبائل من فهر وارتجع مفاتيح الكعبة من خزاعة بعد أن كانوا انتزعوها من
بني إسماعيل على ما تقدم ذكره.
ويتفرع منه على حاشية النسب
قبيلتان: القبيلة الأولى: بنو عبد الدار وهم بنو عبد الدار بن قصي وبيد
بنيه كانت مفاتيح الكعبة دون سائر بني قصي.
وذلك أن قصياً لما
أخذ مفاتيح الكعبة من أبي غبشان الخزاعي أرسلها مع ابنه عبد الدار هذا إلى
البيت وقال: يا بني إسماعيل هذه مفاتيح بيت أبيكم إبراهيم وقد أعادها
الله تعالى إليكم.
فبقيت بيده من حينئذ.
ومن ولده
عثمان بن صلحة الحجبي الذي انتزع النبي صلى الله عليه وسلم منه مفاتيح
الكعبة عام حجة الوداع حين طلبها منه لتدخل عائشة رضي الله عنها البيت
ليلاً فامتنع من ذلك وقال: إن الكعبة لم تفتح ليلاً قط فأنزل الله
تعالى: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " فأعادها إليه
وقال: " هي فيكم إلى يوم القيامة ".
وقد ذكر في المسالك أن بحماه أقواماً من بني عبد الدار.
ومن
بني عبد الدار بنو شيبة بن عثمان المقدم ذكره ابن طلحة بن أبي طلحة بن عبد
العزى بن عثمان بن عبد الدار وهم حجبة الكعبة ومفاتيحها بيدهم إلى الآن.
وقد ذكر الحمداني أن من بني شيبة هؤلاء قوماً بصعيد مصر بسفط وما يليها من بلاد البهنسائية يعرفون بجماعة نهار.
القبيلة
الثانية: بنو عبد العزى وهو عبد العزى بن قصي منهم هبار بن الأسود كان
يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم فحسن إسلامه ومدحه.
ومن بني أسد هؤلاء الزبير بن العوام أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم
خديجة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم وورقة بن نوفل الذي أتته
خديجة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء النبوة حين جاءه الملك
بحراء.
وقد ذكر الحمداني من بني الزبير طائفة بصعيد مصر ببلاد البهنسا وما يليها.
فمن ولد عبد الله بن الزبير بنو بدر وبنو مصلح وبنو رمضان.
ومن بني مصعب بن الزبير جماعة يعرفون بجماعة محمد بن وراق.
ومن ولد عروة بن الزبير بنو غين.
الأصل
الثامن: عبد مناف بن قصي ولبني عبد مناف في قريش النسب الصميم والحسب
الكريم وإلى هذا أشار أبو طالب بقوله: إذا افتخرت يوماً قريش بمفخر فعبد
مناف أصلها وصميمها ويتفرع منه على حاشية عمود النسب ثلاثة قبائل.
القبيلة الأول: بنو عبد شمس بن عبد مناف.
ومن عبد شمس بنو أمية وهم بنو أمية الأكبر وأمية الأصغر ابني عبد شمس بن عبد مناف.
فأما
أمية الأكبر فكان له عشرة أولاد: أربعة يسمون الأياص وهم العاص وأبو
العاص والعيص وأبو العيص وستة يسمون العنابس وهم حرب وأبو حرب وسفيان وأبو
سفيان وعمرو وأبو عمرو.
ومن بني أمية الأكبر أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان بن حرب والحكم بن العاص.
ومن ولده كانت المراونة خلفاء بني أمية.
وأما
أمية الأصغر فيقال لأولاده العبلات ومن عقب أمية الأصغر الثريا بنت عبد
الله بن الحارث بن أمية التي كان يشبب بها عمر بن أبي ربيعة وكان تزوجها
سهيل بن عبد الرحمن بن عوف وفيهما يقول عمر بن أبي ربيعة: أيها المنحك
الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيان هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا
استقل يماني وقد أختلف في النسبة إلى أمية على مذهبين أحدهما أنه أموي بضم
الهمزة جرياً على اللفظ في أمية وإليه يميل كلام الشيخ أثير الدين أبي حيان
في شرح التسهيل الثاني أنه ينسب إليها أموي بفتحها لأن أمية تصغير أمة
فإذا نسبت رددته إلى أصله وعليه اقتصر الجوهري.
القبيلة
الثانية: نوفل وهم بنو نوفل بن عبد مناف ومنهم نافع بن طريب بن عمرو بن
نوفل الذي كتب المصاحف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان نوفل وعبد شمس
متآلفين فجرى بنوهما على ذلك.
القبيلة الثالثة: بنو المطلب وهم
بنو المطلب بن عبد مناف وكان المطلب متآلفاً مع أخيه هاشم بن عبد مناف
المقدم ذكره فجرى بنوهما على ذلك حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " لم
يفترق هاشم والمطلب في جاهلية ولا إسلام ".
ومن بني المطلب الإمام الشافعي رضي الله عنه.
الأصل
التاسع: هاشم بن عبد مناف واسمه عمرو وسمي هاشماً لهشمه الثريد أيام
المجاعة وفي ذلك يقول الشاعر: عمرو الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة
مسنتون عجاف وانتهت إليه سيادة قريش.
وكان له على حاشية عمود النسب أربعة أولاد.
وهم: نضلة وأسد وصيفي وأبو صيفي ولم يشتهروا كل الأشتهار.
الأصل
العاشر: عبد المطلب بن هاشم وكان له اثنا عشر ولداً: عبد الله أبو
النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طالب والزبير وعبد الكعبة والعباس وضرار
وحمزة وحجل وأبو لهب وقثم والغيداق الملقب بالمقوم والحارث أعمام النبي صلى
الله عليه وسلم على خلاف في العدد فيهم.
قال أبو عبيد: والعقب منهم لستة: حمزة والعباس رضي الله عنهما وأبو لهب وأبو المطلب والحارث وعبد الله.
فأما عبد الله فمن ولده النبي صلى الله عليه وسلم خلاصة الوجود وزبدة العالم.
وأما العباس فمن ولده الخلفاء من زمن أبي العباس السفاح الأول خلفائهم وهلم جرا إلى المستعين بن المتوكل خليفة العصر.
وأما حمزة فقد ذكر ابن حزم وغيره أن عقبه انقرض.
وأما
أبو طالب فله ثلاثة أولاد وهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله
وجهه وجعفر وعقيل فمن ولد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الحسن والحسين
عليهما السلام من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقبهما قد ملأ
الشرق والغرب وقد ذكر الحمداني أن منهم بصعيد مصر جماعة من الجعافرة بني
جعفر الصادق من ولد الحسين بن علي وقال مسكنهم من بحري منفلوط إلى سملوط
غرباً وشرقاً وعد من بطونهم الحيادرة وهم أنولاد حيدرة والسلاطنة وهم أولاد
أبي جحيش وذكر أنه كان منهم الشريف حصن الدين بن تغلب صاحب دروة سربام من
الأشمونين وبه عرفت بدروة الشريف وكان قد سمت نفسه إلى الملك في أواخر
الدولة الأيوبية وبقي حتى ملك الظاهر بيبرس فأعمل له غوائل الغدر حتى قبض
عليه وشنقه بالإسكندرية.
قال ومن بني الحسين قوم بحرجة منفلوط وببني الحسين هؤلاء تعرف القرية المسماة ببني الحسين.
وفي أسيوط جماعة من أولاد جعفر الصادق يعرفون بأولاد الشريف قاسم.
وذكر في مسالك الأبصار أن بسلمية وحلب وبلادهما جماعة من بني الحسين.
ومن
ولد جعفر بن أبي طالب أقوام ببلاد الشام بوادي بني زيد وبصرخد وبلادها
جماعة من عامر بن هلال يدعون أنهم من بني جعفر بن أبي طالب أيضاً.
وفي بعض قرى أذرعات قوم يدعون أنهم منهم.
وأما الحارث وأبو لهب فقد ذكر في العبر أن لهما عقباً موجوداً ولم يصرح بمحله.
الضرب الثالث من العرب الموجودين المتردد في عروبتهم
وهم البربر بباءين موحدتين مفتوحتين بينهما راء مهملة ساكنة وراء مهملة في الآخر.
قال الجوهري: ويقال فيهم البرابرة والهاء للعجمة والنسب ولا يمتنع حذفها.
وقد
اختلف في نسبه اختلافاً كثيراً فذهبت طائفة من النسابين إلى أنهم من العرب
ثم اختلف في ذلك فقيل أوزاع من اليمن وقيل من غسان وغيرهم تفرقوا عند سيل
العرم قاله المسعودي وقيل خلفهم أبرهة ذو المنار أحد تبابعة اليمن حين غزا
المغرب وقيل من ولد لقمان بن حمير بن سبإ بعث سرية ن بنيه إلى المغرب
ليعمروه فنزلوا وتناسلوا فيه وقيل من لخم وجذام كانوا نازلين بفلسطين من
الشام إلى أن أخرجهم منها بعض ملوك فارس فلجأوا إلى مصر فمنعهم ملوكها من
نزولها فذهبوا إلى المغرب فنزلوه وذهب قوم إلى أنهم من ولد لقشان بن
إبراهيم الخليل عليه السلام.
وذكر الحمداني أنهم من ولد بربر بن
قيذار بن إسماعيل عليه السلام وأنه ارتكب ذنباً فقال له أبوه البر البر
اذهب يا بر فما أنت ببر وقيل هم من ولد بربر بن كسلاجيم بن حام بن نوح وقيل
من ولد ثميلا بن ماراب بن عمرو بن علماق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح
وقيل من ولد قبط بن حام بن نوح وقيل أخلاط من كنعان والعماليق وقيل من حمير
ومصر والقبط وقيل من ولد جالوت ملك بني إسرائيل وإنه لما قتله داود تفرقوا
في البلاد فلما غزا أفريقش البلاد نقلهم من سواحل الشام إلى المغرب وهو
الذي رجحه صاحب العبر.
وبالجملة فأكثر الأقوال جانحة إلى أنهم من
العرب وإن لم نتحقق من أي عرب هم وهم قبائل متشعبة وبطون متفرقة وأكثرهم
ببلاد المغرب وبديار مصر منهم طائفة عظيمة قال في العبر: وهي على كثرتها
راجعة إلى أصلين لا تخرج عنهما: أحدهما البرانس وهم بنو برنس ابن بربر.
والثاني البتر وهم بنو مادغش الأبتر بن بربر.
وبعضهم يقول إنهم يرجعون إلى سبعة أصول.
و هي: اردواحة.
ومصمودة وأوربة وعجية وكتامة وصنهاجة وأوريغة.
وزاد بعضهم لمطة وهسكورة وكزولة.
وقد ذكر صاحب العبر منهم الجم الغفير والذي تدعو الحاجة إلى ذكره من ذلك طائفتان.
الطائفة
الأولى: الذين كان منهم ملوك المغرب للحاجة إلى ذلك لمعرفة أنساب الملوك
عند المكاتبة القبيلة الأولى: الذين كان منهم ملوك المغرب للحاجة إلى
ذلك لمعرفة أنساب الملوك عند المكاتبة إليهم وهم ثلاث قبائل: القبيلة
الأولى: مصمودة بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وضم الميم وفتح الدال
المهملة وهاء في الآخر وهم بنو مصمودة بن برنس بن بربر.
قال في العبر: وهم أكبر قبائل البربر وأكثرهم عدداً.
وأوسعهم شعوباً ومنهم الموحدون أصحاب المهدي بن تومرت القائم بقاياهم بأفريقية إلى الآن.
ومن
مصمودة هنتاتة بفتح الهاء وإسكان النون وفتح التاء المثناة فوق وبعدها ألف
ثم تاء ثانية مفتوحة وهاء في الآخر ومنهم أبو حفص أحد أصحاب المهدي بن
تومرت المقدم ذكره وهو الذي ينسب إليه الحفصيون ملوك إفريقية القائمون
بتونس إلى الآن على ما سيأتي ذكره في الكلام على المسالك والممالك.
القبيلة الثانية: زناتة بكسر الزاي وفتح النون وبعد الألف تاء مثناة فوق مفتوحة وهاء في الآخر وهم بطن من البتر بن البربر.
قال في العبر: واسم زناتة جانا بالجيم ويقال شانا بالشين ابن يحيى بن صولات بن ورساك بن ضري بن رحيك بن مادغش بن بربر.
ونقل
ابن حزم عن بعضهم أن ضري بن شقعو بن تبدواد بن ثملا بن مادغش بن هوك بن
برسق بن كداد بن مازيغ بن هراك بن هريك بن بدا بن بديان بن كنعان ابن حام
بن نوح عليه السلام.
وقيل: جانا بن يحيى بن ضريس بن جالوت بن
هريك بن جديلات بن جالود بن رديلات بن عصي بن بادين بن رحيك بن مادغش
الأبتر بن قيس عيلان وحينئذ تكون من العرب العدنانية.
وقيل: جالوت بن جالود بن ديال بن قحطان بن فارس فتكون من الفرس.
قال في العبر: وتزعم نسابة زناتة الآن أنهم من حمير من التبايعة فيكونون من القحطانية وبعضهم يقول إنهم من العمالقة.
وقد تقدم عددهم في العرب.
ومن
زنانة بنو مرين بفتح الميم وكسر الراء المهملة وسكون الياء المثناة تحت
ونون في الآخر وهم بنو مرين بن ورتاجن بن ماخوخ بن وجريج بن فاتن بن بدر بن
يحفت بن عبد الله بن زرتبيص بن المعز بن إبراهيم بن رحيلك بن واشين بن
نصبين بن سرا بن أحيا بن ورسيك بن أديت بن جانا وهو زناتة.
ومن بني مرين هؤلاء بنو عبد الحق ملوك فاس القائمون بها إلى الآن على ما يأتي ذكره في الكلام على المسالك والممالك إن شاء الله.
ومن زناتة أيضاً بنو عبد الواد ملوك تلمسان من المغرب الأوسط القائمون بها إلى الآن.
القبيلة
الثالثة: صنهاجة بفتح الصاد المهملة وسكون النون وفتح الهاء وألف بعدها
جيم مفتوحة وهاء في الآخر وهم بنو صنهاجة بن برنس بن بربر.
وقيل صنهاج بن أوريغ بن برنس بن بربر.
ويقال إنهم من حمير من عرب اليمن قاله ابن الكلبي والطبري والبيهقي والمسعودي وعبد العزيز الجرجاني.
وحكى
ابن حزم: أن صنهاج إنما هو ابن امرأة اسمها بصلى وليس له أب معروف وأنها
تزوجت بأوريغ وهو معها فولدت له هوارة فكان صنهاج أخا هوارة لأمه.
ومن
صنهاجة لمتونة بفتح اللام وسكون الميم وضم التاء المثناة فوق وفتح النون
وهاء في الآخر ومن لمتونة ملوك المرابطين الذين كان منهم أمير المسلمين
يوسف بن تاشفين باني مدينة مراكش من الغرب الأقصى وهم الذين انقرض ملكهم
بدولة الموحدين.
الطائفة الثانية: الذين منهم بالديار المصرية.
قال
في العبر: وهم قبيلتان: القبيلة الأولى: هوارة بفتح الهاء وتشديد
الواو وفتح الراء المهملة بعد الألف وهاء في الآخر وهم بنو هوارة بن أوريغ
بن برنس بن بربر.
وذكر الحمداني أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام.
قال
في العبر: ونسابتهم يقولون إنهم من عرب اليمن: فتارة يقولون إنهم من
عاملة إحدى بطون قضاعة وتارة يقولون إنهم من ولد المسور بن السكاسك بن وائل
بن حمير وتارة يقولون من ولد السكاسك بن أشرس بن كندة فيقولون هوار بن
أوريغ بن حيور بن المثنى بن المسور وقد عد الحمداني من بطونهم بالديار
المصرية بني مجريش وبني أسرات وبني قطران وبني كريب ولكنهم الآن قد اتسعت
بطونهم وكثرت شعوبهم وصار لهم بطون كثيرة.
منها بنو محمد وأولاد
مأمن وبندار والعرايا والشللة وأشحوم وأولاد مؤمنين والروابع والروكة
والبروكية والبهاليل والأصابغة والدناجلة والمواسية والبلازد والصوامع
والسدادرة والزيانية والخيافشة والطردة.
والأهلة وزلتين وأسلين وبنو قمير والتيه والتبابعة والغنائم وفزارة والعبابدة وساورة وغلبان وحديد. و السبعة.
وذكر
في مسالك الأبصار أن لهم بالديار المصرية البحيرة ومن الإسكندرية غرباً
إلى العقبة الكبيرة ولم يزل الأمر على ما ذكره إلى آخر المائة الثامنة في
الدولة الظاهرية الشهيدية يرقوق فغلبهم على البحيرة زنارة وحلفاؤهم من بقية
عرب البحيرة فخرجوا عنها إلى صعيد مصر ونزلوا به بالأعمال الإخميمية في
جرجا وما حولها.
ثم قوي أمرهم واشتد بأسهم وكثر جمعهم حتى
انتشروا في معظم الوجه القبلي فيما بين أعمال قوص وغلى غربي الأعمال
البهنسائية وأقطعوا بها الإقطاعات وصارت الإمرة في بلاد إخميم لأولاد عمر
وفي أعمال البهنسا وما حولها لأولاد غريب والأمر على ذلك إلى الآن.
القبيلة
الثانية: لواثة بفتح اللام والواو والثاء المثلثة وهاء في الآخر قال
الحمداني: ويقال لواثا بالألف وهم بنو لواثا الأصغر بن لواثا الأكبر ابن
رحيك بن مادغش الأبتر بن بربر.
قال الحمداني: وهم يقولون إنهم من قيس من غطفان بن سعد بن قيس عيلان.
وذكر عن بعض النسابين أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام وأنه تزوج امرأة من العماليق فولدت له أولاداً منهم لواثة.
وحكى ابن حزم عن بعض النسابة: أن لواثة من القبط ثم قال: وليس بصحيح.
قال الحمداني: ولهم بمصر بطون كثيرة ومنهم بنو بلار وجد وخاص وبنو مجدول وبنو جديدي وقطوفة وبركين ومالوا ومزورة.
قال: وبنو جديدي تجمع أولاد قريش وأولاد زعازع وهم أشهر من في الصعيد وقطوفه تجمع مغاغة وواهلة.
وبركين تجمع بني زيد وبني روحين.
ومزورة تجمع بني وركان وبني غرواسن.
ثم قال: فأما بنو بلار ففرقتان فرقة بالبهنسائية وهم بنو محمد.
وبنو علي وبنو نزار ونصف بني شهلان.
وأما الفرقة التي بالجيزية فبنو مجدول.
وسقارة وبنو أبي كثير وبنو الحلالس.
قال:
ويقال لهذه الفرقة جد وخاص ويقال للأولى البلارية ومنهم مغاغة ولهم سملوط
إلى الساقية ولبني بركين قوسنا وما معها إلى بحري طنبدى ولبني جد وخاص
الكفور الصولية.
وسفط أبو جرجا إلى طنبدى وإهريت.
ومنهم بنو محمد وبنو علي المقدم ذكرهما وأمراؤهم بنو زعازع.
وأما مزورة فبنو وركان وبنو غرواسن وبنو جماز وبنو الحكم وبنو الوليد وبنو الحجاج وبنو الحرمية.
وأما بنو نزار فمن بني زرية ومنهم نصف بني عامر والحماسنة والضباعنة وهم في إمارة بني زعازع.
ومنهم
أيضاً بنو زيد وأمراؤهم أولاد قريش ومساكنهم النويرة وبالجيزة منهم
صلامس: عرب البدرشين وبنو منصور: عرب منية رهينة وبنو بكم: عرب سقارة
وبنو مجدول وبنو يرني وبنو يوسف وبهم تعرف الكفور الثلاثة المسماة
باسمهم.
وبالمنوفية منهم بنو يحيى والسوة وعبيد ومصلة وبنو مختار.
ومن
لواثة هؤلاء زنارة بضم الزاي وتشديد النون وألف ثم راء مهملة مفتوحة وهاء
في الآخر وهم بنو زنارة من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام وقال:
إنه أخو هوارة وأكثر زنارة ببلاد المغرب ومنهم جماعة بالبحيرة وجماعة
بالمنوفية.
وقد عد الحمداني من بطونهم بالبحيرة.
بني
مزديش وهم مزداشة وبني حبون وواكدة وفرطيطة وغوجومة وطازولة ونفاث وناطورة
وبني السعوية ومزداشة وبني أبي سعيد وهم عرب بدر بن سلام.
ومن
لواثة أيضاً مزاتة بضم الميم وفتح الزاي والتاء المثناة فوق وهاء في الآخر
وهم بنو مزاتة بن لواثة الأصغر ومنازلهم من البحيرة غرباً إلى العقبة
الكبيرة ببرقة.
في معرفة أنساب العجم وهم من عدا العرب من الفرس والترك والروم وغيرهم.
ويحتاج
إلى ذلك في المكاتبات إلى ملوكهم وعقد الهدن معهم ونحو ذلك والمشهور من
الأمم العجمية ست وعشرون أمة: الأولى: الترك بضم التاء المثناة فوق
وسكون الراء المهملة وكاف في الآخر وهم الأمة المشهورة الذين منهم ملوك
الديار المصرية الآن وهم من بني ترك بن كومر بن يافث بن نوح عليه السلام
وقيل: من بني طيراش بن يافث ونسبهم ابن سعيد إلى ترك بن عابر بن شمويل بن
يافث قال في العبر: ويدخل في جنس الترك القفجاق وهم الخفشاج والطغوغر
وهم التتر.
ويقال فيهم التتار بزيادة ألف والططر بإبدال التاء
طاء والخطا والخزلخية والخزر وهم الغز الذين كان منهم ملوك السلاجقة
والهياطلة وهم الصغدر والغور والغلان ويقال: اللان والشركس والأزكش
والروس فكلهم من جيل الترك ونسبهم داخل في نسبهم.
الثانية: الجرامقة بفتح الجيم وكسر الميم وفتح القاف وهاء في الآخر وهم أهل الموصل في الزمن القديم.
قال ابن سعيد: وهم من ولد جرموق.
بن أشور بن سام بن نوح عليه السلام وقال غيره: من ولد كاثر بن إرم بن سام.
الثالثة:
الجيل بكسر الجيم وسكون المثناة تحت ولام في الآخر وهم أهل كيلان من بلاد
الشرق قال ابن سعيد: وهم من بني باسل بن أشور بن سام بن نوح عليه
السلام.
الرابعة: الخزر بفتح الخاء والزاي المعجمتين وراء مهملة في الآخر وهم التركمان.
في الإسرئيليات أنهم من ولد توغربحا بن كومر بن يافث بن نوح وقيل هم من بني طيراش بن يافث وقيل نوع من الترك.
الخامسة:
الديلم بفتح الدال المهملة وسكون الياء المثناة تحت وفتح اللام وميم في
الآخر وهم الذين كان منهم ملوك بني بويه الخارجين على خلفاء بني العباس
ببغداد.
قال في العبر: هم من بني ماداي بن يافث بن نوح وقال
ابن سعيد: من بني باسل بن أشور بن سام بن نوح وقيل هم من العرب وضعفه أبو
عبيد.
السادسة: الروم وضبطهم معروف وهم الأمة المعروفة الذين منهم ملوك القسطنطينية الآن قيل هم من بني كيتم بن يونان.
وهو
يابان بن يافث بن نوح وقيل من ولد رومي بن يونان بن علجان بن يافث بن نوح
وقيل من ولد رعويد بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام.
وقال الجوهري: من ولد روم بن عيصون بن إسحاق.
السابعة:
السريان بضم السين وسكون الراء المهملتين وفتح الياء المثناة تحت وألف ثم
نون قال الثامنة: السند بكسر السين المهملة وسكون النون ودال مهملة في
الآخر في الإسرائيليات أنهم من ولد شبا بن رعما بن كوش بن حام ابن نوح وحكى
الطبري عن ابن إسحاق: أنهم من بني كوش بن حام.
التاسعة: السودان وضبطهم معروف.
قال
ابن سعيد: جميع أحيائهم من ولد حام بن نوح ونقل الطبري عن ابن إسحاق:
أن الحبشة من ولد كوش بن حام والنوبة والزنج والزغاوة من ولد كنعان بن حام
وذكر ابن سعيد: أن الحبشة من بني حبش والنوبة من ولد نوبة أو بني نوبي
والزنج من بني زنج ولم يرفع في نسبهم فيحتمل أنهم من بني حام وأنهم من بني
غيره.
العاشرة: الصقالبة بفتح الصاد المهملة وفتح القاف وألف
بعدها لام مكسورة وباء موحدة مفتوحة وهاء في الآخر وهم عند الإسرائيلين من
بني بازان بن يافث بن نوح وقيل هم من بني اشكتاز بن توغرما بن كومر بن
يافث.
الحادية عشر: الصين وضبطهم معروف وقيل هم من بني صيني بن ماغوغ بن يافث بن نوح وقيل من بني طوبال بن يافث.
وذكر هرشيوش مؤرخ الروم أنهم من بني ماغوغ بن يافث.
الثانية
عشرة: العبرانيون بكسر العين المهملة وسكون الباء الموحدة وفتح الراء
المهملة وألف بعدها نون مكسورة وياء مثناة تحت مشددة مضمومة وواو ساكنة ثم
نون وهم الذين يتكلم اليهود بلسانهم إلى الآن.
قال الطبري: وهم من ولد عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.
الثالثة عشرة: الفرس بضم الفاء وسكون الراء المهملة وسين مهملة في الآخر وهم الذين كان منهم ملوك الأكاسرة.
قال ابن إسحاق: هم من ولد فارس بن لاوذ بن سام بن نوح.
وقال
ابن الكلبي: هم من ولد فارس ابن طيراش بن أشور بن سام بن نوح وقيل من
ولد طيراش بن همدان بن يافث بن نوح وقيل من بني أميم بن لاوذ بن سام.
ووقع لطبري أنهم من ولد رعويل بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام.
قال في العبر: ولا التفات إلى هذا القول لأن ملك الفرس أقدم من ذلك.
الرابعة
عشرة: الفرنج بفتح الفاء والراء المهملة وسكون النون وجيم في الآخر وقيل
من ولد طوبال بن يافث وقيل نم ولد غطرما بن كومر بن يافث.
الخامسة عشرة: القبط بكسر القاف وسكون الباء الموحدة وطاء مهملة في الآخر وهم الذين كان منهم أهل مصر في القديم.
قال إبراهيم بن وصيف شاه: هم من بني قبطيم بن قفط بن مصر بن بيصر بن حام ابن نوح وعند الإسرائيليين أنهم من ولد قفط بن حام.
السادسة عشرة: القوط بضم القاف وسكون الواو وطاء مهملة في الآخر وهم أهل الأندلس في القديم.
قال هرشيوش: هم من ولد ماغوغ ابن يافث بن نوح وقيل هم من ولد قوط بن حام بن نوح.
السابعة عشرة: الكرد بضم الكاف وسكون الراء المهملة ودال مهملة في الآخر وهم الذين كان منهم بنو أيوب ملوك مصر بعد الفاطميين.
قال
في العبر: هم من بني إيران بن أشور بن سام بن نوح قال المقر الشهابي ابن
فضل الله في كتابه التعريف: ويقال في المسلمين الكرد وفي الكفار الكرج
وحينئذ فيكون الكرد والكرج نسباً واحداً.
الثامنة عشرة:
الكنعانيون بفتح الكاف وسكون النون وفتح العين المهملة وضم الياء المثناة
تحت المشددة وهم الذين كان منهم جبابرة الشام من ولد كعنان بن حام بن
نوح.
التاسعة عشرة: اللمان بلام مفتوحة وميم بعدها ألف ونون
وهم الذين كانوا قصدوا سواحل الشام في الدولة الأيوبية ومواطنهم في شمالي
البحر الرومي غرباً بشمال.
قال في العبر: وهم من ولد طوبال بن يافث بن نوح.
العشرون:
النبط بفتح النون والباء الموحدة وطاء مهملة في الآخر وهم أهل بابل من
العراق في الزمن القديم وإليهم تنسب الفلاحة النبطية لابن وحشية.
قال ابن الكلبي: هم من بني نبيط.
بن ماس بن إرم بن سام بن نوح.
وقال ابن سعيد: هم من بني نبيط بن أشور بن سام بن الحادية والعشرون: الهند وضبطه معروف.
في الإسرائليات أنهم من ولد دادان بن رعما بن كوش بن حام ونقل الطبري عن ابن إسحاق أنهم من بني كوش بن حام بن نوح من غير واسطة.
الثانية
والعشرون: الأرمن بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة وفتح الميم ونون في
الآخر وهم أهل أرمينية الذين بقاياهم ببلاد سيس قيل هم من ولد قهويل بن
ناحور بن تارخ وهو أزر وتارخ أبو إبراهيم عليه السلام.
الثالثة والعشرون: الأشبان بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح الباء الموحدة وألف ثم نون قيل هم من ولد ماشح بن يافث بن نوح.
وعند
الإسرائيليين من ولد ياوان وهو يونان بن يافث وعند آخرين أنهم من شعوب بني
عيصو بن إسحاق وقال الطبري: أشك أنهم من ولد رعويل بن عيصو بن إسحاق وهو
قريب من الذي قبله.
الرابعة والعشرون: اليونان وهم الأمة
الذين كان منهم الحكماء شرقي الخليج القسطنطيني وهم من ولد يونان وهو ياوان
بن يافث بن نوح.
وقال البيهقي: هم من ولد يونان بن خلجان بن يافث.
وشذ الكندي فقال: يونان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح فجعل يونان أخاً لقحطان أبي عرب اليمن.
وقال:
إنه خرج من بلاد العرب مغاضباً لأخيه قحطان فنزل تخل يوناناً بقحطان ضلة
لعمري لقد باعدت بينهما جداً ثم اليونانية على ثلاثة أصناف: اللطينيون
وهم بنو لطين بن يونان والإغريقيون وهم بنو إغريقن بن يونان واللكيم وهو
بنو اللكيم بن يونان وهي أصل الروم فيما يقال على ما تقدم.
الخامسة
والعشرون: زويلة بضم الزاي وفتح الواو وسكون الياء المثناة تحت وفتح
اللام وهاء في الآخر وهم أهل برقة في القديم ومنهم الطائفة الذين وصلوا
صحبة جوهر المعزي باني القاهرة المنسوب إليهم باب زويلة بالقاهرة يقال إنهم
من بني حوبلا بن كوش بن حام بن نوح.
السادسة والعشرون: يأجوج ومأجوج وضبطهما معروف.
قيل إنهم من ولد ماغوغ بن يافث بن نوح وقيل من ولد كومر بن يافث.
النوع
الثالث عشر المعرفة بمفاخرات الأمم ومنافراتهم وما جرى بينهم في ذلك من
المحاورات والمراجعات والمناقضات وفيه مقصدان المقصد الأول في بيان وجه
احتياج الكاتب إلى ذلك لا خفاء أنه يتعين على الكاتب معرفة المفاخرات
الواقعة بينهم من معرفة وجوه الافتخار التي يمدح بمثلها: مما يستعان
بمثله على المدح والإطراء الواقع في الولايات وما يفضل به كل واحد من
البلغاء على خصمه وما يرد عليه من الأجوبة المبطلة له لينسج على منوال ذلك
فيما يرد عليه من الخاطبات والمكاتبات عند دعاية ضرورته إليه واحتياجه إلى
إيراده.
المقصد الثاني في ذكر أنوذج من المفاخرات والمنافرات
ينسج على منواله فأما المفاخرات فمنها ما روي لما وفد على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقد بني تميم سنة الوفود بعد فتح مكة فيهم عطارد بن حاجب بن
زرارة بن عدس التميمي وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث ونعيم بن زيد وعتبة ابن
حصن بن حذيفة بن بدر والأقرع بن حابس في لفهم ولفيفهم ودخلوا المسجد
ونادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء حجراته أن اخرج إلينا يا محمد
فتأذى رسول الله صلى الله عليه وسلم من صياحهم فخرج إليهم فقالوا: يا
محمد جئناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا قال: " قد أذنت لخطيبكم فليقل
" فقام عطارد ابن حاجب فقال: " الحمد لله الذي له علينا الفضل وهو
أهله الذي جعلنا ملوكاً ووهب لنا أموالاً عظاماً نفعل منها المعروف وجعلنا
أعز أهل المشرق وأكثره عدداً وأشده عدة فمن مثلنا في الناس ألسنا برؤوس
الناس وأولي فضلهم فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددناه وإنا لو نشاء لأكثرنا
الكلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس الخزرجي: " قم
فأجب الرجل في خطبته " فقام ثابت بن قيس فقال: " الحمد لله الذي
السموات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه ولم يكن شيء قط إلا من
فعله ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكاً واصطفى من خير خلقه رسولاً أكرمه
نسباً وأصدقه حديثاً وأفضله حسباً فأنزل عليه تابه وائتمنه على خلقه وكان
خيرة من العالمين ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون
من قومه وذوي رحمه أكرم الناس أحساباً وأحسنهم وجوهاً وخير الناس فعالاً ثم
كان أول الخلق إجابة واستجاب لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
نحن فنحن أنصار الله ووزراء رسول الله نقاتل الناس حتى يؤمنوا فمن آمن
بالله ورسوله متع بماله ودمه ومن كفر جاهدناه في الله أبداً وكان قتله
علينا يسيراً أقول هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم
".
فقام الزبرقان بن بدر التميمي فقال: نحن الكرام فلا حي
يفاخرنا منا الملوك وفينا تنصب البيع وكم قسرنا من الأحياء كلهم عند النهاب
وفضل العز يتبع ونحن نطعم عند القحط مطعمنا من الشواء إذا لم يونس القزع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت " قم فأجب الرجل فيما
قال " فقال حسان رضي الله عنه: إن الذوائب من فهر وإخواتهم قد بينوا
سنة للناس تتبع يرضى بها كل من كنت سريرته تقوى الإله وكل الخير يصطنع قوم
إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا سجية تلك منهم غير
محدثة إن الخلائق فاعلم شرها البدع إن كان في الناس سباقون بعدهم فكل سبق
لأدنى سبقهم تبع لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم عند الدفع ولا يوهون ما رقعوا
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم إذا تفاوتت الأهواء والشيع وهي أبيات.
ويروى
أن الزبرقان بن بدر قال: أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا إذا اختلفوا عند
احتضار المواسم فإنا فروع الناس في كل مواطن وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
فقام حسان بن ثابت فأجابه فقال: هل المجد إلا السود العود والندى وجاه
الملوك احتمال العظائم نصرنا وآوينا النبي محمداً على أنف راض من معد وراغم
نصرناه لما حل وسط ديارنا بأسيافنا من كل باغ وظالم جعلنا بنينا دونه
وبناتنا وطبنا له نفساً بفيء المغانم ونحن ضربنا الناس حتى تتابعوا على
دينه بالمرهفات الصوارم ونحن ولدنا من قريش عظيمها ولدنا نبي الخير من آل
هاشم بني دارم لا تفخروا إن فخركم يعود وبالاً عند ذكر المكارم هبلتم علينا
تفخرون وأنتم لنا خول من بين ظئر وخادم فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم
وأموالكم أن تقسموا في المقاسم فلا تجعلوا لله نداً وأسلموا ولا تلبسوا
زياً كزي الأعاجم فلما فرغ حسان من قوله قال الأقرع بن حابس: وأبي! إن
هذا الرجل مراد لخطيبه أخطب من خطيبنا ولشاعره أشعر م شاعرنا ولأصواته أعلى
من أصواتنا فأسلموا وأحسن رسول ففي هذا الوفد نزل " إن الذين ينادونك من
وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً
لهم والله غفور رحيم ".
قلت: وهذه مكابرة ظاهرة وتجاهل فاحش
من بني تميم حيث طلبوا المفاخرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل العرب
على اختلاف شعوبهم.
وتتابع قبائلهم معترفون لبني هاشم بالسبق في
الشرف والتقدم في الفضل مع ما فضل الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم
وخصه به من رفيع الشرف الذي لم يبلغه نبي مرسل و لا ملك مقرب.
وقد
تعرض أبو نواس في بعض أشعاره لمدح بني تميم وبالغ في فخرهم فأفحش فقال:
خزيمة خير بني خازم وخازم خير بني دارم ودارم خير تميم وما مثل تميم في بني
آدم ونقضه عليه الشيخ فتح الدين بن سيد الناس اليعمري فقال رحمه الله
فأجاد القول وفاز بالقدح المعلى فقال: محمد خير بني هاشم فمن تميم وبنو
دارم وهاشم خير قريش وما مثل قريش في بني آدم! وهو مأخوذ ن قول الأول:
وخير بني هاشم أحمد رسول الإله إلى العالم وإليه ينظر قول ابن عرسية: لله
مما قد برا صفوة وصفوة الخلق بنو هاشم وصفوة الصفوة من بينهم محمد النور
أبو القاسم ولقد أنصف إسحاق بن إبراهيم الموصلي حيث قال: إذا مضر الحمراء
كانت أرومتي وقام بنصري خازم وابن خازم عطست بأنف شامخ وتناولت يداي
الثريا قاعداً غير قائم فإنه جعل مضر التي هي أرومة رسول الله صلى الله
عليه وسلم أصل فخره وقعدد سؤدده فأصاب الفخر في قوله وفاز بالشرف في
شعره.
قال المولى صلاح الدين الصفدي رحمه الله في شرح لامية
العجم: وإنما ذكر خازماً لأنه مولى خزيمة بن خازم التميمي وإنما نزل أبوه
الموصل فنسب إليها.
ومن لطيف ما يحكى أن معاوية بن أبي سفيان
كان جالساً وعنده جماعة من الأشراف فقال معاوية: من أكرم الناس أباً
وأماً وجداً وجدة وعماً وعمة وخالاً وخالة فقام النعمان بن العجلان الزرقي
بعدما أخذ بيد الحسن فقال: هذا أبوه علي بن أبي طالب وأمه فاطمة وجده
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدته خديجة وعمه جعفر وعمته أم هانئ ابنة
أبي طالب وخاله القاسم وخالته زينب فهذا هو الشرف الذي لا يداني والفضل
الذي لا يبارى.
وقريب من ذلك ما يحكى أنه جرى بني عبد الله بن الزبير وبين معاوية كلام طويل في آخره.
فقال
ابن الزبير: ما مثلي يهارش ولكن عندك من قريش والأنصار ومن ساكني الحجون
والآطام من إن سأتله حملك على محجة أبين من ظهر الجفير.
قال: ومن ذلك.
قال هذا - يعني أبا الجهم بن حذيفة - فقال معاوية تكلم يا أبا الجهم.
فقال: أعفني.
فقال
عزمت عليك لتقولن قال: نعم: أمك هند وأمه أسماء بنت أبي بكر وأسماء
خير من هند وأبوك أبو سفيان وأبوه الزبير ومعاذ الله أن يكون أبو سفيان مثل
الزبير وأما الدني
قال
في العبر: وكانت ديارهم بالناحية الشمالية من نجد بجوار بني تميم ثم
انتقلوا في الإسلام إلى العراق وهم الذين قتلوا المتنبي ومن قبائل طابخة
أيضاً مزينة بضم الميم وفتح الزاي وسكون الياء المثناة تحت وفتح النون وهاء
في الآخر وهم بنو عثمان وأوس ابني عمرو ابن أد بن طابخة ومزينة أمهما
عرفوا بها وهي مزينة بنت كلب بن وبرة.
ومنهم كعب بن زهير ناظم
القصيدة المعروفة ببانت سعاد وإليهم ينسب الإمام إسماعيل بن إبراهيم المزني
صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه.
الفرع الثاني: قمعة بفتح القاف والميم والعين المهملة وهاء في الآخر وهم بنو قمعة بن إلياس بن مضر.
قال الجوهري إن أباه سماه قمعة لما انقمع في بيته أي انقهر وذل ولم يشتهر عقبه.
الأصل
الرابع: مدركة بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر الراء المهلمة وفتح
الكاف وهاء في الآخر وهم بنو مدركة بن إلياس بن مضر وقد تقدم سبب تسميته
مدركة.
وله فرع واحد على حاشية عمود النسب وهو هذيل بضم الهاء
وفتح الذال المعجمة وسكون الياء المثناة تحت ولام في الآخر وهم بنو هذيل بن
مدركة.
وهي قبيلة متسعة لها بطون كثيرة والنسبة إليها هذلي بحذف الياء بعد الذال وإليهم ينسب عبد الله بن مسعود الصحابي رضي الله عنه.
الأصل الخامس: خزيمة بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي وسكون الياء المثناة تحت وفتح الميم وهاء في الآخر وهو خزيمة بن مدركة.
وله فرعان على حاشية عمود النسب وهما الهون وأسد.
فأما الهون فبضم الهاء وسكون الواو ونون في الآخر وهو الهون بن خزيمة وهي قبيلة مشهورة.
ومن بطون الهون عضد بفتح العين المهملة والضاد المعجمة ودال مهملة في الآخر وهم بنو عضد بن الهون.
ومن
بطون الهون أيضاً الديش بكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة تحت وشين
معجمة في الآخر وهم بنو الديش بن مليح بن الهون ويقال لهاتين القبيلتين
وهما عضد والديش القارة.
قال أبو عبيد: وسموا بذلك لأن الشداخ الليثي أراد أن يفرقهم في بطون كنانة فقال بعضهم: دعونا قارة لا نتفرق فسموا القارة.
وأما أسد وضبطه معروف فهم بطن كبير متسع قال في العبر: ومنازلهم مما يلي الكرخ من أرض نجد في مجاورة طيئ.
قال:
ويقال إن بلاد طيئ كانت لبني أسد فلما خرج بنو طيئ من اليمن تغلبوا على
أجأ وسملى وتفرق بنو أسد بسبب ذلك في الأقطار ولم يبق لهم حي.
قال ابن سعيد: وبلادهم الآن لطيئ.
قال في مسالك الأبصار: وبغسل وما ينضم إليها من بلاد الشام قوم من بني أسد.
ومن بطون أسد الكاهلية وهم بنو كاهل بن أسد.
ومن بطونهم دودان ابن أسد أيضاً.
الأصل
السادس: كنانة بكسر الكاف ونون بعدها ألف ثم نون مفتوحة بعدها هاء وهو
كنانة بن خزيمة وهي قبيلة عظيمة اشتهرت على عمود النسب.
وقد ذكر
الحمداني أن منهم جماعة بالإخميمية من صعيد الديار المصرية يعرفون بكنانة
طلحة وذكر في مسالك الأبصار أن طائفة منهم قدموا الديار المصرية في وزارة
الصالح طلائع بن رزيك ونزلوا دمياط وما حولها.
وله على حاشية عمود النسب خمسة فروع: الفرع الأول: ملكان بفتح الميم وسكون اللام ونون في الآخر وهم بنو ملكان بن كنانة.
الفرع
الثاني: عبد مناة بإضافة عبد إلى مناة بميم مفتوحة بعدها نون وهم بنو
عبد مناة بن كنانة ولهم عدة بطون: منهم غفار بكسر الغين المعجمة وفتح
الفاء وراء بعد الألف وهم بنو غفار بن عبد مناة بن كنانة وهم رهط أبي ذر
الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليهم الإشارة بقوله صلى الله
عليه وسلم " غفار غفر الله لها ".
ومنهم بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة ومن بكر هؤلاء الدئل.
وهم
بنو الدئل بن بكر بن عبد مناة وإليهم ينسب أبو الأسود الدؤلي واضح علم
النحو بأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومنهم بنو مدلج بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر اللام وجيم في الآخر وهم بنو مدلج بن مرة بن عبد مناة.
وفي بني مدلج هؤلاء علم القيافة وهو إلحاق الإبن بالأب ونحو ذلك بالشبه.
ومنهم طائفة الأن بصرخد وحوران من بلاد الشام وطائفة بالأعمال الغربية من الديار المصرية.
ومنهم
بنو ضمرة بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم وفتح الراء المهملة وهاء في
الآخر وهم بنو ضمرة بن بكر بن عبد مناة وإليهم ينسب عمرو بن أمية الضمري
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر الحمداني أن منهم طائفة بساقية قلتة وما يليها من بلاد إخميم من صعيد مصر.
الفرع الثالث: عمرو بن كنانة وإليه ينسب العمريون من بني كنانة.
الفرع الرابع: عامر بن كنانة ومنه العامريون من كنانة.
الفرع الخامس: مالك بن كنانة ومن عقبه بنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن الحارث بن مالك.
وفي
بني فراس هؤلاء يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لبعض من
كان معه: " لوددت أن يكون لي بألف منكم سبعة من بني فراس بن غنم ".
وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة بساقية قلتة وما يليها من الإخميمية بمصر.
وذكر الحمداني أيضاً أن من كنانة ابن خزيمة طائفة بصعيد مصر بالأشمونين وما حولها تعرف بكنانة طلحة.
الصنف
الثاني من العرب العدنانيين: قريش بضم القاف وفتح الراء المهملة وهم بنو
النضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ابن كنانة وقيل في تمسيته بذلك إنه
كان في سفينة ببحر فارس إذ خرجت عليهم دابة عظيمة يقال لها قريش فخافها أهل
السفينة على أنفسهم فأخرج سهماً من كنانته ورماها فأثبتها ثم قربت السفينة
منها فأمسكها وقطع رأسها وحملها معه إلى مكة فسمي باسمها.
وقيل
سمي بنوه بذلك لغلبتهم القبائل وقهرهم إياهم تشبيهاً بالدابة المقدم ذكرها
من حيث إنها تقهر سائر دواب البحر وقيل أخذاً من التقرش وهو الاجتماع لأن
قصيا جمعهم عليه عند ولايته أمر قريش.
وقيل لتجارتهم أخذاً من التقرش وهو التجارة.
ثم
لقريش عشرة أصول على عمود النسب: الأصل الأول: فهر بن مالك ويتفرع عن
فهر على حاشية عمود النسب قبيلتان: القبيلة الأولى: بنو الحارث وهم بنو
الحارث بن فهر.
ومن بني الحارث هؤلاء بنو الجراح رهط أبي عبيدة بن الجراح أحد العشرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المقطوع لهم بالجنة.
القبيلة الثانية: بنو محارب بن فهر المقدم ذكره.
منهم الضحاك بن قيس أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأصل الثاني: غالب بن فهر.
ويتفرع عنه على حاشية عمود النسب قبيلة واحدة وهم بنو الأدرم بن لؤي بن غالب والأدرم هو الناقص الذقن.
الأصل الثالث: لؤي بن غالب.
ويتفرع
منه على حاشية عمود النسب ثلاث قبائل: القبيلة الأولى: سعد وهم بنو
سعد بن لؤي بن غالب كان له من الولد عمار وعماري ومخزوم ومن امرأته بنانة
بضم الباء الموحدة وبها يعرفون فيقال لهم بنو بنانة ومنهم أبو الطفيل أحد
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القبيلة الثالثة: بنو عامر وهم بنو عامر بن لؤي وكان له من الولد حسل وبغيض.
ومن
ول حسل سهيل بن عمرو الذي عقد الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم
الحديبية لقريش ومنهم عمرو بن عبد ود العامري فارس العرب الذي قتله علي بن
أبي طالب رضي الله عنه.
الأصل الرابع: كعب بن لؤي بن غالب
ويتفرع منه خارجاً عن عمود النسب قبيلتان: القبيلة الأولى هصيص بضم الهاء
وفتح الصاد المهلمة وسكون الياء المثناة تحت وصاد مهملة في الآخر.
ومن هصيص بنو سهم منهم عمرو ابن العاص رضي الله عنه وكانت خطة بني سهم بفسطاط مصر حول الجامع العتيق.
وقد ذكر الحمداني أن من بني عمرو بن العاص أشتاتاً بالصعيد ولهم حصة في وقف عمرو على أهله بمصر.
ومنهم
بنو جمح بضم الجيم وفتح الميم وحاء مهملة في الآخر وهم بنو جمح بن هصيص
المقدم ذكره ومنهم أمية بن خلف عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر
في مسالك الأبصار أن من بني جمح قوماً بأذرعات من بلاد الشام.
القبيلة
الثانية: بنو عدي وهم بنو عدي بن كعب ومنهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وسعيد بن زيد أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة وقد ذكر القاضي
شهاب الدين بن فضل الله في مسالك الأبصار أنه وفد من بني عدي جماعة إلى
الديار المصرية في وزارة الصالح طلائع بن رزيك وزير الفائز الفاطمي.
ومنهم
رجال من بني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومقدمهم خلف بن نصر العمري وأنهم
لقوا من الصالح طلائع بن رزيك وافر الإكرام ونزلوا بالبرلس من سواحل
الأعمال الغربية.
وذكر أن من العمريين ببلاد الشام فرقة بوادي بني زيد وفرقة بعجلون.
الأصل الخامس: مرة بن كعب ويتفرع عنه قبيلتان على حاشية عمود السب: القبيلة الأولى: تيم وهم بنو تيم بن مرة بن كعب.
ومنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وطلحة أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة.
وقد
ذكر الحمداني أن من بني الصديق رضي الله عنه من بني عبد الرحمن وبني محمد
ولدي أبي بكر رضي الله عنه جماعة بالأشمونين والبهنسائية من صعيد مصر.
قال الحمداني: وهم ثلاث فرق هم وأقرباؤهم وأطلق على الكل بنو طلحة.
فالفرقة الأولى منهم بنو إسحاق ويقال إن إسحاق ليس أباً لهم وإنما هو إسحاق مكان تحالفوا عنده فسموا به.
والفرقة الثانية فضاء طلحة وهم بطون كثيرة وأكثرهم أشتات كثيرة في البلاد لا حد لهم.
والفرقة
الثالثة بنو محمد وهم بنو محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومنازلهم
بالبرجين وسفط سكرة وطحا المدينة من بلاد الأشمونين فيما ذكره الحمداني
وأكثرهم الآن بدهروط من البهنسائية وخرج منهم جماعة من العلماء على مذهبي
الإمامين: مالك والشافعي رضي الله عنهما.
القبيلة الثانية: بنو يقظة وهم بنو يقظة بن مرة.
ومنهم
بنو مخزوم بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وضم الزاي وسكون الواو وميم في
الآخر وهم بنو مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب وبه اشتهرت القبيلة دون أبيه
يقظة لكثرة عقبه دون أبيه.
منهم خالد بن الوليد أحد أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأبو جهل ابن هشام عدو رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأخوه العاص بن هشام قتلا يوم بدر كافرين وأخوهما سلمة بن هشام أسلم
وكان من خيار المسلمين.
ومنهم سعيد بن المسيب التابعي المشهور.
وقد ذكر الحمداني أن من بني مخزوم جماعة بصعيد مصر بالأشمونين وفيهم بأس وشدة.
وذكر أيضاً أن منهم خالد حمص وخالد الحجاز.
وذكر أن كلا منهم يدعي بنوة خالد بن الوليد رضي الله عنه.
ثم قال: وقد أجمع أهل العلم بالنسب على انقراض عقبه.
قال ولعلهم من سواه من بني مخزوم فهم أكثر قريش بقية وأشرفهم جاهلية.
الأصل
السادس: كلاب بن مرة ويتفرع منه على حاشية النسب قبيلة واحدة وهي زهرة
بضم الزاي وسكون الهاء وفتح الراء وهاء في الآخر وهم بنو زهرة بن كلاب بن
مرة قاله أبو عبيد وغيره.
وقد ذكر الجوهري أن زهرة اسم امرأة كلاب نسب ولده إليها.
منهم سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف كلاهما من العشرة المقطوع لهم بالجنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومهم آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر الحمداني أن منهم جماعة ببلاد الأشمونين بصعيد مصر.
الأصل
السابع: قصي بني كلاب بن مرة وكان قصي عظيماً في قريش وهو الذي جمعهم
بعد التفرق وفي ذلك يقول الشاعر: أبوكم قصي حين يدعى مجمعا به جمع الله
القبائل من فهر وارتجع مفاتيح الكعبة من خزاعة بعد أن كانوا انتزعوها من
بني إسماعيل على ما تقدم ذكره.
ويتفرع منه على حاشية النسب
قبيلتان: القبيلة الأولى: بنو عبد الدار وهم بنو عبد الدار بن قصي وبيد
بنيه كانت مفاتيح الكعبة دون سائر بني قصي.
وذلك أن قصياً لما
أخذ مفاتيح الكعبة من أبي غبشان الخزاعي أرسلها مع ابنه عبد الدار هذا إلى
البيت وقال: يا بني إسماعيل هذه مفاتيح بيت أبيكم إبراهيم وقد أعادها
الله تعالى إليكم.
فبقيت بيده من حينئذ.
ومن ولده
عثمان بن صلحة الحجبي الذي انتزع النبي صلى الله عليه وسلم منه مفاتيح
الكعبة عام حجة الوداع حين طلبها منه لتدخل عائشة رضي الله عنها البيت
ليلاً فامتنع من ذلك وقال: إن الكعبة لم تفتح ليلاً قط فأنزل الله
تعالى: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " فأعادها إليه
وقال: " هي فيكم إلى يوم القيامة ".
وقد ذكر في المسالك أن بحماه أقواماً من بني عبد الدار.
ومن
بني عبد الدار بنو شيبة بن عثمان المقدم ذكره ابن طلحة بن أبي طلحة بن عبد
العزى بن عثمان بن عبد الدار وهم حجبة الكعبة ومفاتيحها بيدهم إلى الآن.
وقد ذكر الحمداني أن من بني شيبة هؤلاء قوماً بصعيد مصر بسفط وما يليها من بلاد البهنسائية يعرفون بجماعة نهار.
القبيلة
الثانية: بنو عبد العزى وهو عبد العزى بن قصي منهم هبار بن الأسود كان
يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم فحسن إسلامه ومدحه.
ومن بني أسد هؤلاء الزبير بن العوام أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم
خديجة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم وورقة بن نوفل الذي أتته
خديجة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء النبوة حين جاءه الملك
بحراء.
وقد ذكر الحمداني من بني الزبير طائفة بصعيد مصر ببلاد البهنسا وما يليها.
فمن ولد عبد الله بن الزبير بنو بدر وبنو مصلح وبنو رمضان.
ومن بني مصعب بن الزبير جماعة يعرفون بجماعة محمد بن وراق.
ومن ولد عروة بن الزبير بنو غين.
الأصل
الثامن: عبد مناف بن قصي ولبني عبد مناف في قريش النسب الصميم والحسب
الكريم وإلى هذا أشار أبو طالب بقوله: إذا افتخرت يوماً قريش بمفخر فعبد
مناف أصلها وصميمها ويتفرع منه على حاشية عمود النسب ثلاثة قبائل.
القبيلة الأول: بنو عبد شمس بن عبد مناف.
ومن عبد شمس بنو أمية وهم بنو أمية الأكبر وأمية الأصغر ابني عبد شمس بن عبد مناف.
فأما
أمية الأكبر فكان له عشرة أولاد: أربعة يسمون الأياص وهم العاص وأبو
العاص والعيص وأبو العيص وستة يسمون العنابس وهم حرب وأبو حرب وسفيان وأبو
سفيان وعمرو وأبو عمرو.
ومن بني أمية الأكبر أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان بن حرب والحكم بن العاص.
ومن ولده كانت المراونة خلفاء بني أمية.
وأما
أمية الأصغر فيقال لأولاده العبلات ومن عقب أمية الأصغر الثريا بنت عبد
الله بن الحارث بن أمية التي كان يشبب بها عمر بن أبي ربيعة وكان تزوجها
سهيل بن عبد الرحمن بن عوف وفيهما يقول عمر بن أبي ربيعة: أيها المنحك
الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيان هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا
استقل يماني وقد أختلف في النسبة إلى أمية على مذهبين أحدهما أنه أموي بضم
الهمزة جرياً على اللفظ في أمية وإليه يميل كلام الشيخ أثير الدين أبي حيان
في شرح التسهيل الثاني أنه ينسب إليها أموي بفتحها لأن أمية تصغير أمة
فإذا نسبت رددته إلى أصله وعليه اقتصر الجوهري.
القبيلة
الثانية: نوفل وهم بنو نوفل بن عبد مناف ومنهم نافع بن طريب بن عمرو بن
نوفل الذي كتب المصاحف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان نوفل وعبد شمس
متآلفين فجرى بنوهما على ذلك.
القبيلة الثالثة: بنو المطلب وهم
بنو المطلب بن عبد مناف وكان المطلب متآلفاً مع أخيه هاشم بن عبد مناف
المقدم ذكره فجرى بنوهما على ذلك حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " لم
يفترق هاشم والمطلب في جاهلية ولا إسلام ".
ومن بني المطلب الإمام الشافعي رضي الله عنه.
الأصل
التاسع: هاشم بن عبد مناف واسمه عمرو وسمي هاشماً لهشمه الثريد أيام
المجاعة وفي ذلك يقول الشاعر: عمرو الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة
مسنتون عجاف وانتهت إليه سيادة قريش.
وكان له على حاشية عمود النسب أربعة أولاد.
وهم: نضلة وأسد وصيفي وأبو صيفي ولم يشتهروا كل الأشتهار.
الأصل
العاشر: عبد المطلب بن هاشم وكان له اثنا عشر ولداً: عبد الله أبو
النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طالب والزبير وعبد الكعبة والعباس وضرار
وحمزة وحجل وأبو لهب وقثم والغيداق الملقب بالمقوم والحارث أعمام النبي صلى
الله عليه وسلم على خلاف في العدد فيهم.
قال أبو عبيد: والعقب منهم لستة: حمزة والعباس رضي الله عنهما وأبو لهب وأبو المطلب والحارث وعبد الله.
فأما عبد الله فمن ولده النبي صلى الله عليه وسلم خلاصة الوجود وزبدة العالم.
وأما العباس فمن ولده الخلفاء من زمن أبي العباس السفاح الأول خلفائهم وهلم جرا إلى المستعين بن المتوكل خليفة العصر.
وأما حمزة فقد ذكر ابن حزم وغيره أن عقبه انقرض.
وأما
أبو طالب فله ثلاثة أولاد وهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله
وجهه وجعفر وعقيل فمن ولد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الحسن والحسين
عليهما السلام من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقبهما قد ملأ
الشرق والغرب وقد ذكر الحمداني أن منهم بصعيد مصر جماعة من الجعافرة بني
جعفر الصادق من ولد الحسين بن علي وقال مسكنهم من بحري منفلوط إلى سملوط
غرباً وشرقاً وعد من بطونهم الحيادرة وهم أنولاد حيدرة والسلاطنة وهم أولاد
أبي جحيش وذكر أنه كان منهم الشريف حصن الدين بن تغلب صاحب دروة سربام من
الأشمونين وبه عرفت بدروة الشريف وكان قد سمت نفسه إلى الملك في أواخر
الدولة الأيوبية وبقي حتى ملك الظاهر بيبرس فأعمل له غوائل الغدر حتى قبض
عليه وشنقه بالإسكندرية.
قال ومن بني الحسين قوم بحرجة منفلوط وببني الحسين هؤلاء تعرف القرية المسماة ببني الحسين.
وفي أسيوط جماعة من أولاد جعفر الصادق يعرفون بأولاد الشريف قاسم.
وذكر في مسالك الأبصار أن بسلمية وحلب وبلادهما جماعة من بني الحسين.
ومن
ولد جعفر بن أبي طالب أقوام ببلاد الشام بوادي بني زيد وبصرخد وبلادها
جماعة من عامر بن هلال يدعون أنهم من بني جعفر بن أبي طالب أيضاً.
وفي بعض قرى أذرعات قوم يدعون أنهم منهم.
وأما الحارث وأبو لهب فقد ذكر في العبر أن لهما عقباً موجوداً ولم يصرح بمحله.
الضرب الثالث من العرب الموجودين المتردد في عروبتهم
وهم البربر بباءين موحدتين مفتوحتين بينهما راء مهملة ساكنة وراء مهملة في الآخر.
قال الجوهري: ويقال فيهم البرابرة والهاء للعجمة والنسب ولا يمتنع حذفها.
وقد
اختلف في نسبه اختلافاً كثيراً فذهبت طائفة من النسابين إلى أنهم من العرب
ثم اختلف في ذلك فقيل أوزاع من اليمن وقيل من غسان وغيرهم تفرقوا عند سيل
العرم قاله المسعودي وقيل خلفهم أبرهة ذو المنار أحد تبابعة اليمن حين غزا
المغرب وقيل من ولد لقمان بن حمير بن سبإ بعث سرية ن بنيه إلى المغرب
ليعمروه فنزلوا وتناسلوا فيه وقيل من لخم وجذام كانوا نازلين بفلسطين من
الشام إلى أن أخرجهم منها بعض ملوك فارس فلجأوا إلى مصر فمنعهم ملوكها من
نزولها فذهبوا إلى المغرب فنزلوه وذهب قوم إلى أنهم من ولد لقشان بن
إبراهيم الخليل عليه السلام.
وذكر الحمداني أنهم من ولد بربر بن
قيذار بن إسماعيل عليه السلام وأنه ارتكب ذنباً فقال له أبوه البر البر
اذهب يا بر فما أنت ببر وقيل هم من ولد بربر بن كسلاجيم بن حام بن نوح وقيل
من ولد ثميلا بن ماراب بن عمرو بن علماق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح
وقيل من ولد قبط بن حام بن نوح وقيل أخلاط من كنعان والعماليق وقيل من حمير
ومصر والقبط وقيل من ولد جالوت ملك بني إسرائيل وإنه لما قتله داود تفرقوا
في البلاد فلما غزا أفريقش البلاد نقلهم من سواحل الشام إلى المغرب وهو
الذي رجحه صاحب العبر.
وبالجملة فأكثر الأقوال جانحة إلى أنهم من
العرب وإن لم نتحقق من أي عرب هم وهم قبائل متشعبة وبطون متفرقة وأكثرهم
ببلاد المغرب وبديار مصر منهم طائفة عظيمة قال في العبر: وهي على كثرتها
راجعة إلى أصلين لا تخرج عنهما: أحدهما البرانس وهم بنو برنس ابن بربر.
والثاني البتر وهم بنو مادغش الأبتر بن بربر.
وبعضهم يقول إنهم يرجعون إلى سبعة أصول.
و هي: اردواحة.
ومصمودة وأوربة وعجية وكتامة وصنهاجة وأوريغة.
وزاد بعضهم لمطة وهسكورة وكزولة.
وقد ذكر صاحب العبر منهم الجم الغفير والذي تدعو الحاجة إلى ذكره من ذلك طائفتان.
الطائفة
الأولى: الذين كان منهم ملوك المغرب للحاجة إلى ذلك لمعرفة أنساب الملوك
عند المكاتبة القبيلة الأولى: الذين كان منهم ملوك المغرب للحاجة إلى
ذلك لمعرفة أنساب الملوك عند المكاتبة إليهم وهم ثلاث قبائل: القبيلة
الأولى: مصمودة بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وضم الميم وفتح الدال
المهملة وهاء في الآخر وهم بنو مصمودة بن برنس بن بربر.
قال في العبر: وهم أكبر قبائل البربر وأكثرهم عدداً.
وأوسعهم شعوباً ومنهم الموحدون أصحاب المهدي بن تومرت القائم بقاياهم بأفريقية إلى الآن.
ومن
مصمودة هنتاتة بفتح الهاء وإسكان النون وفتح التاء المثناة فوق وبعدها ألف
ثم تاء ثانية مفتوحة وهاء في الآخر ومنهم أبو حفص أحد أصحاب المهدي بن
تومرت المقدم ذكره وهو الذي ينسب إليه الحفصيون ملوك إفريقية القائمون
بتونس إلى الآن على ما سيأتي ذكره في الكلام على المسالك والممالك.
القبيلة الثانية: زناتة بكسر الزاي وفتح النون وبعد الألف تاء مثناة فوق مفتوحة وهاء في الآخر وهم بطن من البتر بن البربر.
قال في العبر: واسم زناتة جانا بالجيم ويقال شانا بالشين ابن يحيى بن صولات بن ورساك بن ضري بن رحيك بن مادغش بن بربر.
ونقل
ابن حزم عن بعضهم أن ضري بن شقعو بن تبدواد بن ثملا بن مادغش بن هوك بن
برسق بن كداد بن مازيغ بن هراك بن هريك بن بدا بن بديان بن كنعان ابن حام
بن نوح عليه السلام.
وقيل: جانا بن يحيى بن ضريس بن جالوت بن
هريك بن جديلات بن جالود بن رديلات بن عصي بن بادين بن رحيك بن مادغش
الأبتر بن قيس عيلان وحينئذ تكون من العرب العدنانية.
وقيل: جالوت بن جالود بن ديال بن قحطان بن فارس فتكون من الفرس.
قال في العبر: وتزعم نسابة زناتة الآن أنهم من حمير من التبايعة فيكونون من القحطانية وبعضهم يقول إنهم من العمالقة.
وقد تقدم عددهم في العرب.
ومن
زنانة بنو مرين بفتح الميم وكسر الراء المهملة وسكون الياء المثناة تحت
ونون في الآخر وهم بنو مرين بن ورتاجن بن ماخوخ بن وجريج بن فاتن بن بدر بن
يحفت بن عبد الله بن زرتبيص بن المعز بن إبراهيم بن رحيلك بن واشين بن
نصبين بن سرا بن أحيا بن ورسيك بن أديت بن جانا وهو زناتة.
ومن بني مرين هؤلاء بنو عبد الحق ملوك فاس القائمون بها إلى الآن على ما يأتي ذكره في الكلام على المسالك والممالك إن شاء الله.
ومن زناتة أيضاً بنو عبد الواد ملوك تلمسان من المغرب الأوسط القائمون بها إلى الآن.
القبيلة
الثالثة: صنهاجة بفتح الصاد المهملة وسكون النون وفتح الهاء وألف بعدها
جيم مفتوحة وهاء في الآخر وهم بنو صنهاجة بن برنس بن بربر.
وقيل صنهاج بن أوريغ بن برنس بن بربر.
ويقال إنهم من حمير من عرب اليمن قاله ابن الكلبي والطبري والبيهقي والمسعودي وعبد العزيز الجرجاني.
وحكى
ابن حزم: أن صنهاج إنما هو ابن امرأة اسمها بصلى وليس له أب معروف وأنها
تزوجت بأوريغ وهو معها فولدت له هوارة فكان صنهاج أخا هوارة لأمه.
ومن
صنهاجة لمتونة بفتح اللام وسكون الميم وضم التاء المثناة فوق وفتح النون
وهاء في الآخر ومن لمتونة ملوك المرابطين الذين كان منهم أمير المسلمين
يوسف بن تاشفين باني مدينة مراكش من الغرب الأقصى وهم الذين انقرض ملكهم
بدولة الموحدين.
الطائفة الثانية: الذين منهم بالديار المصرية.
قال
في العبر: وهم قبيلتان: القبيلة الأولى: هوارة بفتح الهاء وتشديد
الواو وفتح الراء المهملة بعد الألف وهاء في الآخر وهم بنو هوارة بن أوريغ
بن برنس بن بربر.
وذكر الحمداني أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام.
قال
في العبر: ونسابتهم يقولون إنهم من عرب اليمن: فتارة يقولون إنهم من
عاملة إحدى بطون قضاعة وتارة يقولون إنهم من ولد المسور بن السكاسك بن وائل
بن حمير وتارة يقولون من ولد السكاسك بن أشرس بن كندة فيقولون هوار بن
أوريغ بن حيور بن المثنى بن المسور وقد عد الحمداني من بطونهم بالديار
المصرية بني مجريش وبني أسرات وبني قطران وبني كريب ولكنهم الآن قد اتسعت
بطونهم وكثرت شعوبهم وصار لهم بطون كثيرة.
منها بنو محمد وأولاد
مأمن وبندار والعرايا والشللة وأشحوم وأولاد مؤمنين والروابع والروكة
والبروكية والبهاليل والأصابغة والدناجلة والمواسية والبلازد والصوامع
والسدادرة والزيانية والخيافشة والطردة.
والأهلة وزلتين وأسلين وبنو قمير والتيه والتبابعة والغنائم وفزارة والعبابدة وساورة وغلبان وحديد. و السبعة.
وذكر
في مسالك الأبصار أن لهم بالديار المصرية البحيرة ومن الإسكندرية غرباً
إلى العقبة الكبيرة ولم يزل الأمر على ما ذكره إلى آخر المائة الثامنة في
الدولة الظاهرية الشهيدية يرقوق فغلبهم على البحيرة زنارة وحلفاؤهم من بقية
عرب البحيرة فخرجوا عنها إلى صعيد مصر ونزلوا به بالأعمال الإخميمية في
جرجا وما حولها.
ثم قوي أمرهم واشتد بأسهم وكثر جمعهم حتى
انتشروا في معظم الوجه القبلي فيما بين أعمال قوص وغلى غربي الأعمال
البهنسائية وأقطعوا بها الإقطاعات وصارت الإمرة في بلاد إخميم لأولاد عمر
وفي أعمال البهنسا وما حولها لأولاد غريب والأمر على ذلك إلى الآن.
القبيلة
الثانية: لواثة بفتح اللام والواو والثاء المثلثة وهاء في الآخر قال
الحمداني: ويقال لواثا بالألف وهم بنو لواثا الأصغر بن لواثا الأكبر ابن
رحيك بن مادغش الأبتر بن بربر.
قال الحمداني: وهم يقولون إنهم من قيس من غطفان بن سعد بن قيس عيلان.
وذكر عن بعض النسابين أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام وأنه تزوج امرأة من العماليق فولدت له أولاداً منهم لواثة.
وحكى ابن حزم عن بعض النسابة: أن لواثة من القبط ثم قال: وليس بصحيح.
قال الحمداني: ولهم بمصر بطون كثيرة ومنهم بنو بلار وجد وخاص وبنو مجدول وبنو جديدي وقطوفة وبركين ومالوا ومزورة.
قال: وبنو جديدي تجمع أولاد قريش وأولاد زعازع وهم أشهر من في الصعيد وقطوفه تجمع مغاغة وواهلة.
وبركين تجمع بني زيد وبني روحين.
ومزورة تجمع بني وركان وبني غرواسن.
ثم قال: فأما بنو بلار ففرقتان فرقة بالبهنسائية وهم بنو محمد.
وبنو علي وبنو نزار ونصف بني شهلان.
وأما الفرقة التي بالجيزية فبنو مجدول.
وسقارة وبنو أبي كثير وبنو الحلالس.
قال:
ويقال لهذه الفرقة جد وخاص ويقال للأولى البلارية ومنهم مغاغة ولهم سملوط
إلى الساقية ولبني بركين قوسنا وما معها إلى بحري طنبدى ولبني جد وخاص
الكفور الصولية.
وسفط أبو جرجا إلى طنبدى وإهريت.
ومنهم بنو محمد وبنو علي المقدم ذكرهما وأمراؤهم بنو زعازع.
وأما مزورة فبنو وركان وبنو غرواسن وبنو جماز وبنو الحكم وبنو الوليد وبنو الحجاج وبنو الحرمية.
وأما بنو نزار فمن بني زرية ومنهم نصف بني عامر والحماسنة والضباعنة وهم في إمارة بني زعازع.
ومنهم
أيضاً بنو زيد وأمراؤهم أولاد قريش ومساكنهم النويرة وبالجيزة منهم
صلامس: عرب البدرشين وبنو منصور: عرب منية رهينة وبنو بكم: عرب سقارة
وبنو مجدول وبنو يرني وبنو يوسف وبهم تعرف الكفور الثلاثة المسماة
باسمهم.
وبالمنوفية منهم بنو يحيى والسوة وعبيد ومصلة وبنو مختار.
ومن
لواثة هؤلاء زنارة بضم الزاي وتشديد النون وألف ثم راء مهملة مفتوحة وهاء
في الآخر وهم بنو زنارة من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام وقال:
إنه أخو هوارة وأكثر زنارة ببلاد المغرب ومنهم جماعة بالبحيرة وجماعة
بالمنوفية.
وقد عد الحمداني من بطونهم بالبحيرة.
بني
مزديش وهم مزداشة وبني حبون وواكدة وفرطيطة وغوجومة وطازولة ونفاث وناطورة
وبني السعوية ومزداشة وبني أبي سعيد وهم عرب بدر بن سلام.
ومن
لواثة أيضاً مزاتة بضم الميم وفتح الزاي والتاء المثناة فوق وهاء في الآخر
وهم بنو مزاتة بن لواثة الأصغر ومنازلهم من البحيرة غرباً إلى العقبة
الكبيرة ببرقة.
في معرفة أنساب العجم وهم من عدا العرب من الفرس والترك والروم وغيرهم.
ويحتاج
إلى ذلك في المكاتبات إلى ملوكهم وعقد الهدن معهم ونحو ذلك والمشهور من
الأمم العجمية ست وعشرون أمة: الأولى: الترك بضم التاء المثناة فوق
وسكون الراء المهملة وكاف في الآخر وهم الأمة المشهورة الذين منهم ملوك
الديار المصرية الآن وهم من بني ترك بن كومر بن يافث بن نوح عليه السلام
وقيل: من بني طيراش بن يافث ونسبهم ابن سعيد إلى ترك بن عابر بن شمويل بن
يافث قال في العبر: ويدخل في جنس الترك القفجاق وهم الخفشاج والطغوغر
وهم التتر.
ويقال فيهم التتار بزيادة ألف والططر بإبدال التاء
طاء والخطا والخزلخية والخزر وهم الغز الذين كان منهم ملوك السلاجقة
والهياطلة وهم الصغدر والغور والغلان ويقال: اللان والشركس والأزكش
والروس فكلهم من جيل الترك ونسبهم داخل في نسبهم.
الثانية: الجرامقة بفتح الجيم وكسر الميم وفتح القاف وهاء في الآخر وهم أهل الموصل في الزمن القديم.
قال ابن سعيد: وهم من ولد جرموق.
بن أشور بن سام بن نوح عليه السلام وقال غيره: من ولد كاثر بن إرم بن سام.
الثالثة:
الجيل بكسر الجيم وسكون المثناة تحت ولام في الآخر وهم أهل كيلان من بلاد
الشرق قال ابن سعيد: وهم من بني باسل بن أشور بن سام بن نوح عليه
السلام.
الرابعة: الخزر بفتح الخاء والزاي المعجمتين وراء مهملة في الآخر وهم التركمان.
في الإسرئيليات أنهم من ولد توغربحا بن كومر بن يافث بن نوح وقيل هم من بني طيراش بن يافث وقيل نوع من الترك.
الخامسة:
الديلم بفتح الدال المهملة وسكون الياء المثناة تحت وفتح اللام وميم في
الآخر وهم الذين كان منهم ملوك بني بويه الخارجين على خلفاء بني العباس
ببغداد.
قال في العبر: هم من بني ماداي بن يافث بن نوح وقال
ابن سعيد: من بني باسل بن أشور بن سام بن نوح وقيل هم من العرب وضعفه أبو
عبيد.
السادسة: الروم وضبطهم معروف وهم الأمة المعروفة الذين منهم ملوك القسطنطينية الآن قيل هم من بني كيتم بن يونان.
وهو
يابان بن يافث بن نوح وقيل من ولد رومي بن يونان بن علجان بن يافث بن نوح
وقيل من ولد رعويد بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام.
وقال الجوهري: من ولد روم بن عيصون بن إسحاق.
السابعة:
السريان بضم السين وسكون الراء المهملتين وفتح الياء المثناة تحت وألف ثم
نون قال الثامنة: السند بكسر السين المهملة وسكون النون ودال مهملة في
الآخر في الإسرائيليات أنهم من ولد شبا بن رعما بن كوش بن حام ابن نوح وحكى
الطبري عن ابن إسحاق: أنهم من بني كوش بن حام.
التاسعة: السودان وضبطهم معروف.
قال
ابن سعيد: جميع أحيائهم من ولد حام بن نوح ونقل الطبري عن ابن إسحاق:
أن الحبشة من ولد كوش بن حام والنوبة والزنج والزغاوة من ولد كنعان بن حام
وذكر ابن سعيد: أن الحبشة من بني حبش والنوبة من ولد نوبة أو بني نوبي
والزنج من بني زنج ولم يرفع في نسبهم فيحتمل أنهم من بني حام وأنهم من بني
غيره.
العاشرة: الصقالبة بفتح الصاد المهملة وفتح القاف وألف
بعدها لام مكسورة وباء موحدة مفتوحة وهاء في الآخر وهم عند الإسرائيلين من
بني بازان بن يافث بن نوح وقيل هم من بني اشكتاز بن توغرما بن كومر بن
يافث.
الحادية عشر: الصين وضبطهم معروف وقيل هم من بني صيني بن ماغوغ بن يافث بن نوح وقيل من بني طوبال بن يافث.
وذكر هرشيوش مؤرخ الروم أنهم من بني ماغوغ بن يافث.
الثانية
عشرة: العبرانيون بكسر العين المهملة وسكون الباء الموحدة وفتح الراء
المهملة وألف بعدها نون مكسورة وياء مثناة تحت مشددة مضمومة وواو ساكنة ثم
نون وهم الذين يتكلم اليهود بلسانهم إلى الآن.
قال الطبري: وهم من ولد عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.
الثالثة عشرة: الفرس بضم الفاء وسكون الراء المهملة وسين مهملة في الآخر وهم الذين كان منهم ملوك الأكاسرة.
قال ابن إسحاق: هم من ولد فارس بن لاوذ بن سام بن نوح.
وقال
ابن الكلبي: هم من ولد فارس ابن طيراش بن أشور بن سام بن نوح وقيل من
ولد طيراش بن همدان بن يافث بن نوح وقيل من بني أميم بن لاوذ بن سام.
ووقع لطبري أنهم من ولد رعويل بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام.
قال في العبر: ولا التفات إلى هذا القول لأن ملك الفرس أقدم من ذلك.
الرابعة
عشرة: الفرنج بفتح الفاء والراء المهملة وسكون النون وجيم في الآخر وقيل
من ولد طوبال بن يافث وقيل نم ولد غطرما بن كومر بن يافث.
الخامسة عشرة: القبط بكسر القاف وسكون الباء الموحدة وطاء مهملة في الآخر وهم الذين كان منهم أهل مصر في القديم.
قال إبراهيم بن وصيف شاه: هم من بني قبطيم بن قفط بن مصر بن بيصر بن حام ابن نوح وعند الإسرائيليين أنهم من ولد قفط بن حام.
السادسة عشرة: القوط بضم القاف وسكون الواو وطاء مهملة في الآخر وهم أهل الأندلس في القديم.
قال هرشيوش: هم من ولد ماغوغ ابن يافث بن نوح وقيل هم من ولد قوط بن حام بن نوح.
السابعة عشرة: الكرد بضم الكاف وسكون الراء المهملة ودال مهملة في الآخر وهم الذين كان منهم بنو أيوب ملوك مصر بعد الفاطميين.
قال
في العبر: هم من بني إيران بن أشور بن سام بن نوح قال المقر الشهابي ابن
فضل الله في كتابه التعريف: ويقال في المسلمين الكرد وفي الكفار الكرج
وحينئذ فيكون الكرد والكرج نسباً واحداً.
الثامنة عشرة:
الكنعانيون بفتح الكاف وسكون النون وفتح العين المهملة وضم الياء المثناة
تحت المشددة وهم الذين كان منهم جبابرة الشام من ولد كعنان بن حام بن
نوح.
التاسعة عشرة: اللمان بلام مفتوحة وميم بعدها ألف ونون
وهم الذين كانوا قصدوا سواحل الشام في الدولة الأيوبية ومواطنهم في شمالي
البحر الرومي غرباً بشمال.
قال في العبر: وهم من ولد طوبال بن يافث بن نوح.
العشرون:
النبط بفتح النون والباء الموحدة وطاء مهملة في الآخر وهم أهل بابل من
العراق في الزمن القديم وإليهم تنسب الفلاحة النبطية لابن وحشية.
قال ابن الكلبي: هم من بني نبيط.
بن ماس بن إرم بن سام بن نوح.
وقال ابن سعيد: هم من بني نبيط بن أشور بن سام بن الحادية والعشرون: الهند وضبطه معروف.
في الإسرائليات أنهم من ولد دادان بن رعما بن كوش بن حام ونقل الطبري عن ابن إسحاق أنهم من بني كوش بن حام بن نوح من غير واسطة.
الثانية
والعشرون: الأرمن بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة وفتح الميم ونون في
الآخر وهم أهل أرمينية الذين بقاياهم ببلاد سيس قيل هم من ولد قهويل بن
ناحور بن تارخ وهو أزر وتارخ أبو إبراهيم عليه السلام.
الثالثة والعشرون: الأشبان بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح الباء الموحدة وألف ثم نون قيل هم من ولد ماشح بن يافث بن نوح.
وعند
الإسرائيليين من ولد ياوان وهو يونان بن يافث وعند آخرين أنهم من شعوب بني
عيصو بن إسحاق وقال الطبري: أشك أنهم من ولد رعويل بن عيصو بن إسحاق وهو
قريب من الذي قبله.
الرابعة والعشرون: اليونان وهم الأمة
الذين كان منهم الحكماء شرقي الخليج القسطنطيني وهم من ولد يونان وهو ياوان
بن يافث بن نوح.
وقال البيهقي: هم من ولد يونان بن خلجان بن يافث.
وشذ الكندي فقال: يونان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح فجعل يونان أخاً لقحطان أبي عرب اليمن.
وقال:
إنه خرج من بلاد العرب مغاضباً لأخيه قحطان فنزل تخل يوناناً بقحطان ضلة
لعمري لقد باعدت بينهما جداً ثم اليونانية على ثلاثة أصناف: اللطينيون
وهم بنو لطين بن يونان والإغريقيون وهم بنو إغريقن بن يونان واللكيم وهو
بنو اللكيم بن يونان وهي أصل الروم فيما يقال على ما تقدم.
الخامسة
والعشرون: زويلة بضم الزاي وفتح الواو وسكون الياء المثناة تحت وفتح
اللام وهاء في الآخر وهم أهل برقة في القديم ومنهم الطائفة الذين وصلوا
صحبة جوهر المعزي باني القاهرة المنسوب إليهم باب زويلة بالقاهرة يقال إنهم
من بني حوبلا بن كوش بن حام بن نوح.
السادسة والعشرون: يأجوج ومأجوج وضبطهما معروف.
قيل إنهم من ولد ماغوغ بن يافث بن نوح وقيل من ولد كومر بن يافث.
النوع
الثالث عشر المعرفة بمفاخرات الأمم ومنافراتهم وما جرى بينهم في ذلك من
المحاورات والمراجعات والمناقضات وفيه مقصدان المقصد الأول في بيان وجه
احتياج الكاتب إلى ذلك لا خفاء أنه يتعين على الكاتب معرفة المفاخرات
الواقعة بينهم من معرفة وجوه الافتخار التي يمدح بمثلها: مما يستعان
بمثله على المدح والإطراء الواقع في الولايات وما يفضل به كل واحد من
البلغاء على خصمه وما يرد عليه من الأجوبة المبطلة له لينسج على منوال ذلك
فيما يرد عليه من الخاطبات والمكاتبات عند دعاية ضرورته إليه واحتياجه إلى
إيراده.
المقصد الثاني في ذكر أنوذج من المفاخرات والمنافرات
ينسج على منواله فأما المفاخرات فمنها ما روي لما وفد على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقد بني تميم سنة الوفود بعد فتح مكة فيهم عطارد بن حاجب بن
زرارة بن عدس التميمي وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث ونعيم بن زيد وعتبة ابن
حصن بن حذيفة بن بدر والأقرع بن حابس في لفهم ولفيفهم ودخلوا المسجد
ونادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء حجراته أن اخرج إلينا يا محمد
فتأذى رسول الله صلى الله عليه وسلم من صياحهم فخرج إليهم فقالوا: يا
محمد جئناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا قال: " قد أذنت لخطيبكم فليقل
" فقام عطارد ابن حاجب فقال: " الحمد لله الذي له علينا الفضل وهو
أهله الذي جعلنا ملوكاً ووهب لنا أموالاً عظاماً نفعل منها المعروف وجعلنا
أعز أهل المشرق وأكثره عدداً وأشده عدة فمن مثلنا في الناس ألسنا برؤوس
الناس وأولي فضلهم فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددناه وإنا لو نشاء لأكثرنا
الكلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس الخزرجي: " قم
فأجب الرجل في خطبته " فقام ثابت بن قيس فقال: " الحمد لله الذي
السموات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه ولم يكن شيء قط إلا من
فعله ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكاً واصطفى من خير خلقه رسولاً أكرمه
نسباً وأصدقه حديثاً وأفضله حسباً فأنزل عليه تابه وائتمنه على خلقه وكان
خيرة من العالمين ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون
من قومه وذوي رحمه أكرم الناس أحساباً وأحسنهم وجوهاً وخير الناس فعالاً ثم
كان أول الخلق إجابة واستجاب لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
نحن فنحن أنصار الله ووزراء رسول الله نقاتل الناس حتى يؤمنوا فمن آمن
بالله ورسوله متع بماله ودمه ومن كفر جاهدناه في الله أبداً وكان قتله
علينا يسيراً أقول هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم
".
فقام الزبرقان بن بدر التميمي فقال: نحن الكرام فلا حي
يفاخرنا منا الملوك وفينا تنصب البيع وكم قسرنا من الأحياء كلهم عند النهاب
وفضل العز يتبع ونحن نطعم عند القحط مطعمنا من الشواء إذا لم يونس القزع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت " قم فأجب الرجل فيما
قال " فقال حسان رضي الله عنه: إن الذوائب من فهر وإخواتهم قد بينوا
سنة للناس تتبع يرضى بها كل من كنت سريرته تقوى الإله وكل الخير يصطنع قوم
إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا سجية تلك منهم غير
محدثة إن الخلائق فاعلم شرها البدع إن كان في الناس سباقون بعدهم فكل سبق
لأدنى سبقهم تبع لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم عند الدفع ولا يوهون ما رقعوا
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم إذا تفاوتت الأهواء والشيع وهي أبيات.
ويروى
أن الزبرقان بن بدر قال: أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا إذا اختلفوا عند
احتضار المواسم فإنا فروع الناس في كل مواطن وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
فقام حسان بن ثابت فأجابه فقال: هل المجد إلا السود العود والندى وجاه
الملوك احتمال العظائم نصرنا وآوينا النبي محمداً على أنف راض من معد وراغم
نصرناه لما حل وسط ديارنا بأسيافنا من كل باغ وظالم جعلنا بنينا دونه
وبناتنا وطبنا له نفساً بفيء المغانم ونحن ضربنا الناس حتى تتابعوا على
دينه بالمرهفات الصوارم ونحن ولدنا من قريش عظيمها ولدنا نبي الخير من آل
هاشم بني دارم لا تفخروا إن فخركم يعود وبالاً عند ذكر المكارم هبلتم علينا
تفخرون وأنتم لنا خول من بين ظئر وخادم فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم
وأموالكم أن تقسموا في المقاسم فلا تجعلوا لله نداً وأسلموا ولا تلبسوا
زياً كزي الأعاجم فلما فرغ حسان من قوله قال الأقرع بن حابس: وأبي! إن
هذا الرجل مراد لخطيبه أخطب من خطيبنا ولشاعره أشعر م شاعرنا ولأصواته أعلى
من أصواتنا فأسلموا وأحسن رسول ففي هذا الوفد نزل " إن الذين ينادونك من
وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً
لهم والله غفور رحيم ".
قلت: وهذه مكابرة ظاهرة وتجاهل فاحش
من بني تميم حيث طلبوا المفاخرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل العرب
على اختلاف شعوبهم.
وتتابع قبائلهم معترفون لبني هاشم بالسبق في
الشرف والتقدم في الفضل مع ما فضل الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم
وخصه به من رفيع الشرف الذي لم يبلغه نبي مرسل و لا ملك مقرب.
وقد
تعرض أبو نواس في بعض أشعاره لمدح بني تميم وبالغ في فخرهم فأفحش فقال:
خزيمة خير بني خازم وخازم خير بني دارم ودارم خير تميم وما مثل تميم في بني
آدم ونقضه عليه الشيخ فتح الدين بن سيد الناس اليعمري فقال رحمه الله
فأجاد القول وفاز بالقدح المعلى فقال: محمد خير بني هاشم فمن تميم وبنو
دارم وهاشم خير قريش وما مثل قريش في بني آدم! وهو مأخوذ ن قول الأول:
وخير بني هاشم أحمد رسول الإله إلى العالم وإليه ينظر قول ابن عرسية: لله
مما قد برا صفوة وصفوة الخلق بنو هاشم وصفوة الصفوة من بينهم محمد النور
أبو القاسم ولقد أنصف إسحاق بن إبراهيم الموصلي حيث قال: إذا مضر الحمراء
كانت أرومتي وقام بنصري خازم وابن خازم عطست بأنف شامخ وتناولت يداي
الثريا قاعداً غير قائم فإنه جعل مضر التي هي أرومة رسول الله صلى الله
عليه وسلم أصل فخره وقعدد سؤدده فأصاب الفخر في قوله وفاز بالشرف في
شعره.
قال المولى صلاح الدين الصفدي رحمه الله في شرح لامية
العجم: وإنما ذكر خازماً لأنه مولى خزيمة بن خازم التميمي وإنما نزل أبوه
الموصل فنسب إليها.
ومن لطيف ما يحكى أن معاوية بن أبي سفيان
كان جالساً وعنده جماعة من الأشراف فقال معاوية: من أكرم الناس أباً
وأماً وجداً وجدة وعماً وعمة وخالاً وخالة فقام النعمان بن العجلان الزرقي
بعدما أخذ بيد الحسن فقال: هذا أبوه علي بن أبي طالب وأمه فاطمة وجده
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدته خديجة وعمه جعفر وعمته أم هانئ ابنة
أبي طالب وخاله القاسم وخالته زينب فهذا هو الشرف الذي لا يداني والفضل
الذي لا يبارى.
وقريب من ذلك ما يحكى أنه جرى بني عبد الله بن الزبير وبين معاوية كلام طويل في آخره.
فقال
ابن الزبير: ما مثلي يهارش ولكن عندك من قريش والأنصار ومن ساكني الحجون
والآطام من إن سأتله حملك على محجة أبين من ظهر الجفير.
قال: ومن ذلك.
قال هذا - يعني أبا الجهم بن حذيفة - فقال معاوية تكلم يا أبا الجهم.
فقال: أعفني.
فقال
عزمت عليك لتقولن قال: نعم: أمك هند وأمه أسماء بنت أبي بكر وأسماء
خير من هند وأبوك أبو سفيان وأبوه الزبير ومعاذ الله أن يكون أبو سفيان مثل
الزبير وأما الدني