محمد سعد خطاب يكتب :
اقبضـوا علي محمـد إبراهيم سليمـان.. فورا
· النائب العام السابق ماهر عبد الواحد كان أحد حصون سليمان المنيعة ورفع اسمه واسم صهره ضياء المنيري من قضيتي رشوة مقابل قطعة أرض في الجولف وفيلا في مارينا وأرض بالحزام الأخضر ذهبت لزوج ابنته "شريف"
· < وزير الإسكان السابق وضع نفسه فوق المساءلة في عهد النظام البائد لما قدمه من خدمات ساعدت علي تضخم ثروة رجال مبارك.. ويحاول الإفلات بجرائمه في عهد الثورة
· < نعمان جمعة أبلغني أن عمر سليمان طالبه بمنع حملة علي ابراهيم سليمان في"الوفد".. والمقابل 15 ألف متر لبناته الثلاث وقصر في الجولف وشقق في عمارة الفرسان بمدينة نصر وعدد من الفيلات في مارينا إضافة إلي أراض في الحزام الأخضر
· سليمان لم يترك واحدا من أشقائه ولا أبنائه ولا عائلة زوجته مني المنيري إلا وخصص له أرضا في واحدة من المدن الجديدة وخاصة التجمع الخامس وقصورا وفيلات في مارينا
· منح وجدي كرار فندق مارينا الذي أنفقت عليه الدولة 60 مليون جنيه في جلسة صلح مع زوجته بوساطة إيمان كمال كما منح شقيقها حازم كمال 23فيلا أخذها من خالد أبوطالب مقابل مساحات هائلة من الأراضي خصصها له في التجمع الخامس
من المؤكد أن محمد ابراهيم سليمان يجلس الآن متكئا علي أريكة فرنسية ثمينة داخل أحد قصوره التي لاتعد من مارينا إلي التجمع الخامس..ممسكا بسيجاره الكوبي الفاخر..وهو يبتسم ابتسامة سخرية من أولئك الذين لبسوا بدلة السجن البيضاء من زملائه في الحكم..ومن أولئك الذين توهموا يوما أن العدالة وحدها كفيلة بأن تمد يدها القوية لتمسك برقبته وتحاسبه علي ما اقترف من جرائم بحق هذا الوطن في أي عهد وتحت أي نظام.
نعم سقط ما دار بأحلام المصريين طويلا إسقاطهم..أحمد عز وأحمد المغربي وزهير جرانة وحبيب العادلي..لكن واحدا فقط يبدو عصيا حتي الآن علي السقوط رغم سقوط نظام مبارك عن آخره.
لغز ما في قوة هذا الرجل وقدرته علي تحصين نفسه من الملاحقة سواء بسواء في سنوات مبارك السوداء، وفي أيام التطهير التي صنعتها ثورتنا البيضاء أيضا.
قبل عام ونصف العام خرج وزير الإسكان الأسبق ليؤكد في تبجح منقطع النظير للعمرين"الليثي وأديب" أن ينسب أحد إليه أي اتهام، أو أن يكون النائب العام واجهه بأي تهمة خلال زياراته التي وصفها بأنها "لتبادل التحية"..في وقت كان أكثر من 40 نائبا بمجلس الشعب من المعارضة والمستقلين قد تقدموا ببلاغات موثقة بعدد هائل من المستندات وتقارير الرقابة الإدارية عن فساد الرجل وتربحه من منصبه وإهداره أموال الشعب علي قصور الأثرياء ورجال الأعمال وتوزيع أراضي الدولة بثمن بخس علي من يحبه أو يموله بالهدايا والإكراميات ذات الأسعار العالية.
إلا أن اتهامات النواب وتقارير الجهات الرقابية ونيابة الأموال العامة ذهبت مع ريح كلمة واحدة كان يطلقها مبارك لمساعديه - حسب مصادر عليمة-دوما "خلوا بالكم من سليمان".
قبل عدة اعوام أيضا كانت "الوفد" قد شرعت في نشر حملة ضد سليمان والإشارة إلي عدد من قصوره،إلا أنها توقفت فورا ودون سابق إنذار أو تفسير..أخبرني الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد الأسبق أن سبب توقف الحملة هو اتصال جاءه من عمر سليمان مدير المخابرات العامة السابق يطالبه مباشرة بإيقاف الحملة وعدم التعرض مجددا للرجل لأنه يحظي بحماية خاصة.
لكن مطالعة عاجلة لثروة عمر سليمان من الأراضي والعقارات تفضح سر هذا الاتصال وهذه الحماية..فقد حصلت بنات نائب الرئيس السابق رانيا وعبير وداليا علي عدد من القطع بأرض المشتل بالتجمع الخامس مساحة كل منها تتجاوز خمسة آلاف متر بفارق سعر عن السوق يقدر بأكثر من خمسة ملايين جنيه في القطعة الواحدة،كما بني قصرا ضخما عند مدخل الجولف من جهة اليسار،وعدد من الوحدات السكنية بعمارة الفرسان أمام النادي الأهلي بمدينة نصر تم تشطيبها علي أحدث مستوي، وأيضا علي عدد من الفيلات الفخمة بمنتجع مارينا، إضافة إلي مساحات كبيرة من الأرض في الحزام الأخضر من نصيب الجهة التي كان يديرها واستحوذت وحدها علي خمسة آلاف فدان.
المفاجأة هي صدور قرار جمهوري بتخصيص 400 فدان بالتجمع الخامس بجوار الجامعة الأمريكية لإنشاء مبني علي أحدث مستوي لجهاز المخابرات علي غرار ما حدث مع أكاديمية الشرطة، إلا أن القرار تم تعديله ليصبح عملية توزيع للمساحةعلي أعضاء الجهاز حصل سليمان منها علي مساحة لا بأس بها..حتي تضخمت ثروته بقدر يستوجب المثول أمام جهات التحقيق،ليس وحده بل ومعه مدير مكتبه حسين كمال الذي ظهر خلفه وهو يلقي بيان تنحي مبارك.
وصدق ابراهيم سليمان في تحديه..ليس من جهة عدم وجود اتهامات فهي تكفي لبناء هرم رابع ذي رائحة كريهة من الفساد..وإنما لجهة عدم وجود من يستطيع مواجهته بأي تهمة كائنا من كان..حتي في أيام تطهير البلاد والعباد من رجس النظام البائد وفساد اعوانه ورموزه عقب الثورة.!
علي هذه الصفحة البيضاء من "صوت الأمة" التي طالما حاربنا عليها الرجل وكشفنا جرائمه في وقت سكتت كل الألسنة والأقلام، نسطر ربما للمرة الأخيرة عريضة اتهام صريحة مباشرة جامعة بأبرز خطايا الرجل وفظائعه بحق ثروة مصر من الأراضي والعقارات..وحق شبابها وفقرائها الذين عاشوا - وربما ماتوا- كمدا في عشوائيات بعد أن حرمتهم سياسة سليمان طوال 13 عاما في الوزارة من الحق في مأوي كريم لهم ولأبنائهم.
من طفل لأسرة بسيطة بحي باب الشعرية، ثم أستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس لا يجاوز مرتبه 585 جنيها، إلي ملياردير يسكن القصور ويتنقل بينها كما يتقلب أحدنا علي جنبيه..
لقد خرج سليمان من الوزارة عام 2005 وهو يمتلك عدة قصور..قصران بمصر الجديدة بجوار قصر مبارك نفسه، باع أحدهما في عام 2006 إلي شريكه يحيي الكومي مقابل 45 مليون جنيه وكان بناه علي ما تهدم من قصر النقراشي.. وقصر في أبوسلطان بمنطقة لسان الوزراء قام بتوسعته باغتصاب قطعة أرض مملوكة للسيدة فاطمة حسن عباس، وقصر آخر في مارينا علي البحر مباشرة آخر في جزيرة الشعير بالقناطر الخيرية وقصر بمنطقة الجولف بالتجمع الخامس علي مساحة 6 آلاف متر مربع يزيد سعره علي 150 مليون جنيه.. وقد جعله خزينة هائلة للتحف واللوحات والمقتنيات الثمينة وبني لذلك عددا من السراديب تحت الأرض وضع في أحدها خزانة ضخمة للهدايا والمقتنيات المعدنية النفيسة وأخري للأموال السائلة بالعملة الصعبة،فضلا عن مخزن للأداوت الكهربائية الغالية جدا والحساسة، بينما نثر التحف واللوحات في أغلب ردهات القصر لدرجة جعلت وزير الثقافة السابق فاروق حسني يصاب بالصدمة حين دعاه إلي القصر ذات مرة ويصيح في وجهه"يخرب بيتك يا محمد إيه دا كله".
عندما ولدت فريدة حفيدة سليمان من ابنته دينا جاءه عاطف عبيد مهنئا ومعه حقيبة بها عشر سبائك ذهبية علي شكل مستطيل كتب عليها"مكتبة الإسكندرية" و4 ساعات رولكس مرصعة بالألماظ بينما أحضر حبيب العادلي حلقا من الأماظ وعربة أطفال، وظل الوزير يستقبل الهدايا الثمينة طوال 20 يوما حتي ان ابنته اضطرت لشراء علبة كبيرة من الفضة ثمنها 6 آلاف جنيه لتضع فيها هدايا الوزراء والمحاسيب.
ليس غريبا أن نكتشف حصول العادلي بعد ذلك علي 4 فيللات في مارينا بأسماء أبنائه، أو حصول عبيد علي فيلا علي مساحة ثلاثة أفدنة في مارينا أيضا زرعها بالنباتات النادرة بتكلفة 80 مليون جنيه.
ودعونا أولا من حيتان الأراضي والقصور الذين تعامل معهم سليمان طويلا وأثراهم وأثروه، ونبدأ بالصغار الذين منح سليمان كلا منهم قطعة أرض ثمنها 220 ألف جنيه يدفع منها 30 ألفا للحجز والباقي علي خمس سنوات من تاريخ الاستلام، حيث بيعت بما لايقل عن 2 مليون جنيه عدا ونقدا بعد رفع سعر المتر إلي 3 آلاف جنيه.
حيث شكل هؤلاء صغار المستفيدين الذين يبلغ عددهم في خمس مدن جديدة هي القاهرة الجديدة وأكتوبر وزايد والعبور والشروق، أكثر من 250 ألف مواطن..وبحسبة بسيطة فإن متوسط الربح الذي جناه كل واحد من هؤلاء من فروق الأسعار يتجاوزمليون جنيه علي أقل تقدير، ما يعني ضياع أكثر من 25 مليار جنيه علي الدولة في فترة وزراة سليمان وحده..في الوقت الذي جري معايرة شباب الثورة بأنهم كلفوا خزانة مصر نصف مليار جنيه عن كل يوم قضوه في ميدان التحرير.!
الإحصائية السابقة لا تشمل المراكز الخدمية والتجارية والمولات وأشهرها في شارع التسعين بالقاهرة الجديدة والمحور المركزي في أكتوبر، حيث وصل سعر متر الأرض بها إلي 15ألف جنيه بينما تم تخصيصها بمعرفة سليمان بما لا يجاوز 400جنيه للمتر.
لم نتحدث بعد عن سلسلة المستفيدين والمتربحين من أراضي الدولة في عهد سليمان من أقارب وأصهار وأصدقاء ومحاسيب ورجال أعمال..حصلوا علي فيلات مارينا وماربيلا وأراضي التجمع الأول والخامس والمدن الجديدة بمساحات تراوحت من خمسة أفدنة إلي ألفي فدان، خصصها سليمان بالأمر المباشر و"بالمزاج" العلني، بفارق أسعار لا يقل عن 10مليارات جنيه تحت أيدينا حسابات بقيمتها وتفاصيلها.
أمام المستشار خالد الشلقامي رئيس نيابة أمن الدولة العليا جلس المقاول فوزي عبده علي صاحب مكتب المقاولات العمومية في قضية رشاوي شركة النصر للمقاولات"حسن علام" التي كنا أول من فجرها،ليدلي بهذه الاعترافات التي بدت أمام رئيس النيابة كطلقات الرصاص..
كان المحقق قد سبق هذه الاعترافات بسؤال نصه"ما قولك فيما قرره مصطفي أمين العدوي نائب رئيس شركة حسن علام بالتحقيقات من أنه مع آوائل أكتوبر 2004 استدعاه علي الهيتمي المفوض العام للشركة إلي مكتبه وأبلغه أن السيد إبراهيم سليمان وزير الاسكان طلب منه مبلغ 150 ألف جنيه وأوضح له أن مصالح الشركة ستتأثر إن لم يتم دفع المبلغ وطلب منه أن يطلب منك أنت هذا المبلغ وان يخبرك أنه مطلوب للسيد ابراهيم سليمان وأن مصطفي أمين استدعاك إلي مكتبه وأخبرك بما طلب منه وأنك وافقت وسلمته المبلغ حيث اخذه محمود عبد الرازق وسلمها إلي مكتب الوزير؟
فأجاب المقاول بما نصه أيضا "أيوة.الحقيقة إن الكلام ده حصل وحصل كمان أكثر منه وانا عايز أضيف أقوالا جديدة خاصة بمسألة الفلوس اللي كانت بتروح وزارة التعمير والاسكان وهي أنه منذ فترة في حوالي سنة 2003 مصطفي أمين طلبني في مكتبه وقال" فيه 200 ألف جنيه مطلوب تروح الوزارة وانت عارف اننا بنصرف مستحقاتنا هناك ومن مصلحتك ان "حسن علام"تاخد شغل هينوبك من الحب جانب" فجبت الفلوس وبعد أسبوع كنت قاعد معاه في مكتبه وفجاة لقيته بيقوللي "عارف ال200 ألف جنيه راحت فين..راحت للوزير ابراهيم سليمان عشان مسألة المستحقات"..ومضي المقاول فوزي عبده يؤكد للمحققين انه حصل علي 31 عملية من شركة "حسن علام" بنفس الطريقة..من بينها نفق الجولف الذي نفذه بتكلفة 60 مليون جنيه كمقاول من الباطن.
خرج سليمان وسكرتيره من هذه القضية خروج الشعرة من العجين، بينما صمتت العدالة أسفا عن التفوه بكلمة بحق سليمان نفسه.
هل تذكرون قصة المسئول في جهاز سيادي، حين ذهب "بالمعلوم" موضوعا في علبة سجائر مارلبورو وسلمه إلي سكرتيره، ليهيج الوزير ويتهم الرجل بمحاولة رشوته،لأن شيئا من هذا المعلوم ظهر من فتحة العلبة، وتسبب في إقصاء الرجل عن موقعه بينما الرجل كان يسلمه المبلغ المتفق عليه نظير ما سماه أتعابه.
لقد مارس الوزير السابق محمد ابراهيم سليمان نهبا واسع النطاق لأراضي الدولة التي تحولت إلي منتجعات بأرخص الأسعار لتصبح ثروة عقارية لمن اقتناها من ذوي الحظوة في عهده، وخاصة الزوجة والأنجال والأصهار..ولعلكم تذكرون تصريحه ذات مرة بأنه"لايستطيع منع أقاربه من تملك هذه الأراضي والعقارات والقصور ببساطة لأن وزير الكهرباء لا يستطيع منع أقاربه من استهلاك الكهرباء،ووزير التموين لا يستطيع منع أقاربه من الحصول علي رغيف العيش".
هل رأيتم استخفافا بمقدرات دولة وعقول شعبها إلي هذا الحد من قبل..لكن نعود ونذكر بأنه وحده الوزير ابراهيم سليمان القادر علي ذلك.
وهذه عينات من تلك الهبات التي منحها سليمان لأقاربه وأصهاره وأصدقائه وشركائه في نهب أراضي مصر..حيث بدأ بأبنائه شريف ومنحه الفيلا رقم 56 في المنطقة 22 بمارينا وأكثر من قطعة أرض بالتجمع الخامس،كما منح دينا الفيلا 11 زمردة معدل بالمنطقة 24 وقطعة أرض في التجمع،ومنح جودي الفيلا 12 زمردة معدل بمنطقة 24 وقطعة أرض اسوة بشقيقيها..ومن الطريف تذكر تصريحه بأن أجهزة المدن الجديدة كانت "تتحايل عليهم لقبول شراء الأرض وتعميرها"..!
أما شقيقه محمود سليمان وأولاده أحمد ومحمد ومروة فضلا عن زوجته عزة قرنفل فقد منحهم أكثر من قطعة أرض علي مساحة 900 متر مربع في الجولف إضافة إلي وحدات سكنية في مارينا..كما منح شقيقته فاطمة وولديها خالد ونيفين وزوجها أحمد نصار الذي كان يعمل بشركة البراجيل التجارية فجاء به مديرا لمكتب أحد رجل الأعمال خالد زعزع بعد بيع الشركة حيث كان دائم الاقتراض من راتبه قبل منتصف الشهر فإذا به يتحول إلي مليونير وقد منحهم عددا من الفيلات وقطع الأراضي للمتاجرة بها.
أما عائلة زوجته مني المنيري فقد كان لها حظ وافر من كرم سليمان الواسع، رغم تحفظها في البداية علي زواجه بابنتهم..حيث حصلت مني نفسها علي 1393 مترا مربعا في التجمع الخامس مقابل 842 ألف جنيه في حين أن سعرها السوقي يزيد علي 10 ملايين جنيه، كما حصلت علي مساحة 30 ألف متر في مرسي علم بجوار الأرض المخصصة لرجل الأعمال الخاضع للتحقيق محمد أبو العينين، فضلا عن فيلات ومساحات أخري في مارينا.
أما شقيقها ضياء المنيري فكان زميلا لسليمان وشريكا في البعثة إلي كندا، ليعود خالي الوفاض ويعين مدرسا بكلية الهندسة جامعة الزقازيق ويمارس بعض الأعمال الاستشارية البسيطة، حتي وصول سليمان للوزارة، حيث منحه أعمالا استشارية قيمتها 12 مليار جنيه بعضها بالأمر المباشر وبعضها بموافقة رئيس الوزراء وبعضها من خلال شركات مقاولات تتعامل مع الوزارة وبعضها عبر المنح والقروض الخارجية لمصر وبعضها عن طريق مناقصات شكلية.
وحين أقمنا الدنيا حول هذا التقاسم الواضح لأموال الوزارة بين الوزير وصهره، استدعوا لجنة خبراء "شكلية أيضا" لتقول إن كله تمام وأن إسناد هذه الأعمال تم "بالحلال والقانون"وان المنيري ليس الأول في ترتيب المكاتب الاستشارية التي أسندت لها الوزارة أعمالا وإنما الرابع عشر دون أن يدلونا علي الثلاثة عشر السابقين إلي جنة سليمان.
ضياء المنيري أيضا كصهره كان طرفا في قضية رشوة، جري اتهامه فيها مع محمد عبد الظاهر بالصوت والصورة،كما جري اعتراف سعد الدين وكمال العالم المسئولين عن شركة النصر العامة للمقاولات بأنهما كانا يدفعان أموالا علي سبيل الرشوة لضياء المنيري حتي يحصلوا علي أعمال لكونه شقيق زوجة الوزير..كما وجهت نيابة أمن الدولة العليا للمنيري تهمة استغلال نفوذ صهره للحصول علي عطايا وأموال..إلا أن شيئا ما جري منع من تقديم سليمان للمحاكمة بل ومنع المنيري أيضا.
حيث كان ماهر عبد الواحد هو النائب العام في ذلك الوقت،ماجعل قرار الاتهام يخلو من اسم المنيري بل واسم سليمان في قضيتي الرشوة،في مقابل تخصيص قطعة أرض في المشتل بالجولف وفيلا في مارينا، كما حصل زوج ابنته"شريف" علي أرض في الحزام الأخضر.
المنيري حصل هو الآخر علي أكثر من قطعة أرض في التجمع الخامس كما حصل باسمه واسم زوجته ليلي الدهشان وابنته علا علي عدد من الفيلات في مارينا منها الفيلا رقم 14 نموذج السوسن بالمنطقة 12 ليصبح من أصحاب المليارات مع شريكه خالد سويلم الذي سبقه لشراكة ابراهيم سليمان نفسه في مكتب ميسك للاستشارات قبل توليه الوزارة.
وتتسع قائمة المتربحين من أراضي الدولة من عائلة مني المنيري بين شقيقتها ماجدة وابنها عمرو ايهاب حسني وحصل كل منهم علي فيلا بمارينا وقطعة أرض بالتجمع الخامس، وشقيقتها نيللي المنيري وزوجها أحمد نصرت نعيم وولديهما كريم وهادي وحصل كل منهم علي مساحة من الأرض وفيلات بمارينا، كما حصل نصرت علي مساحة 30 فدانا مع مجموعة شركاء في مدينة الشيخ زايد..ينضم إليهم نادية المنيري وزوجها أسامة عامر ويعمل بشركة السلام للأوراق المالية بالبورصة وولديهما خالد ومي،وحصل كل منهم أسوة بالباقين علي أراضي ووحدات وفيلات بمارينا والتجمع الخامس.
ونصل إلي المحاسيب..ونتذكر سويا رجل الأعمال وجدي كرار..نعم هو نفسه من تم حبسه ثلاثة أشهر علي ذمة قضية رشوة بحي النزهة والصديق الأقرب لسليمان وشريكه قبل الوزارة في هدم وبناء فيلات مصر الجديدة..
في واحدة من المرات الكثيرة التي تعرض فيها سليمان للإهانة علي يد زوجته، حين قامت بطرده من قصر الزوجية لمدة شهر، وفي جلسة صلح بين سليمان وزوجته رعتها صديقتها إيمان كمال ( هي بالمناسبة شقيقة حازم كمال الذي سبق اتهامه في قضية رشوة وفساد، وحماة نجل وجدي كرار حيث زوجت ابنتها دينا عزت عبد الفتاح إلي ابنه محمد) وعلي غداء جمع الثلاثة علي شاطئ لابلاج، طلبت إيمان من سليمان تخصيص فندق مارينا الذي كلفته الوزارة 60 مليون جنيه لحما ابنتها وجدي كرار ليتم لها ذلك بجرة قلم من الزوج العائد لتوه إلي أحضان زوجته..في حين حصل كرار خلال جلسة أخري علي 300 فدان بالتجمع الخامس ليقيم عليها منتجع مكسيم بخلاف عدد كبير من القطع والوحدات ذهبت لإيمان كمال وابنتها دينا وحفيديها منها جانا وآدم.
بينما حصل شريف نجل إيمان كمال بمجرد عقد قرانه علي جودي ابنة سليمان علي ألف متر في التجمع الخامس للسكن وخمسة آلاف مترا لأغراض تجارية، ليبيعهما فورا إلي محمد جنينة صاحب جنينة مول مقابل 7ملايين جنيه.
أما حازم كمال نفسه والملقب بالطفل المعجزة منذ ربطته صداقة ثم نسب بصديقه وزميله في كندا عزت عبد الفتاح فكان له ولهم شأن آخر،فقد استطاع تكوين امبراطورية لا يغيب عنها الدولار بفعل عقود محطات المياه والصرف الصحي..ولعلنا نذكر قصة عدادات المياه الصينية التي استوردها كمال عبر كندا ليضع شعار"صنع في كندا" عليها، وباعها للشركة القابضة للمياه والصرف الصحي برئاسة عبد القوي خليفة (صديق سليمان وزوج ابنته كان يعمل بمكتب انفايروسيفيك المملوك للمنيري صهر الوزير) ويحقق أرباحا تجاوزت 450 مليون يورو في صفقة واحدة تكررت عشرات المرات فيما بعد.
وتؤكد معلوماتنا أنه في يوم 3 يوليو 2007 سافر حازم كمال برفقة زوجته داليا إلي لندن ليلحقا بزوجة سليمان مني المنيري وولديها دينا وشريف، حيث حلوا جميعا بفندق حياة ريجنسي تشرشل ومكثوا خمسة أيام، ترددت خلالها المنيري علي عدد من البنوك لإيداع كم هائل من حقائب الأموال،في حين دفع كمال فاتورة الفندق التي بلغت 4950 جنيها استرلينيا بعد أن اضطروا لقطع الزيارة والعودة بسبب وقوع تفجيرات لندن.
ويمتلك حازم في مقابل مثل هذه الخدمات 23 فيلا في منتجع خالد أبو طالب كما يسكن في فيلا بالمقطم يتردد أنها مملوكة لسليمان نفسه.. ولايدري احد ماذا تم بشأن القضية التي ضبط فيها كمال متلبسا بالرشوة قبل عام ونصف بمنزله بالمقطم برفقة أحد الاستشاريين الكبار.
كانت الرقابة الإدارية في عهد رئيسها هتلر طنطاوي أحد وسائل حصانة سليمان في كل هذه المخالفات .. ويحكي شاهد عيان لنا أن سليمان دخل إلي زوجته عقب تفتيش مكتبه خلال وقائع قضية الرشوة التي تورط فيها مستشاره حسن خالد الذي أصبح رئيسا للجهاز التنفيذي للمياه والصرف الصحي، متأثرا وقال"الرقابة خدت حسن خالد وانا سلكته من إيديهم بالعافية"..فقالت" واحنا بيهمنا الكلام دا رقابة ايه"..فرد غاضبا "مامي لمي الدور هتلر مشي والتهامي الموجود دلوقت مفتري".
هتلر حصل علي قطعتي أرض في منتجع الجولف بالتجمع الخامس بني علي إحداهما فيلا فاخرة وعلي الأخري عمارة ولا أروع كعينة من هدايا سليمان لرئيس الرقابة الإدارية السابق في مقابل عملية التحصين المستمرة لمخالفاته.
الآن وقد صار التحقيق في ملفات فساد رجال مبارك ووزرائه ورموز عهده موكولا لنائب عام لا يخشي في الحق لومة لائم ومجلس عسكري لا يراعي إلا مصلحة الوطن..هل يجد رجال الأموال العامة طريقهم بسهولة لواحد من قصور ابراهيم سليمان لمطالبته برد ما نهب من أموال مصر..أم تري يبقي فساد هذا الرجل وحده عصيا علي الملاحقة للأبد..!
اقبضـوا علي محمـد إبراهيم سليمـان.. فورا
· النائب العام السابق ماهر عبد الواحد كان أحد حصون سليمان المنيعة ورفع اسمه واسم صهره ضياء المنيري من قضيتي رشوة مقابل قطعة أرض في الجولف وفيلا في مارينا وأرض بالحزام الأخضر ذهبت لزوج ابنته "شريف"
· < وزير الإسكان السابق وضع نفسه فوق المساءلة في عهد النظام البائد لما قدمه من خدمات ساعدت علي تضخم ثروة رجال مبارك.. ويحاول الإفلات بجرائمه في عهد الثورة
· < نعمان جمعة أبلغني أن عمر سليمان طالبه بمنع حملة علي ابراهيم سليمان في"الوفد".. والمقابل 15 ألف متر لبناته الثلاث وقصر في الجولف وشقق في عمارة الفرسان بمدينة نصر وعدد من الفيلات في مارينا إضافة إلي أراض في الحزام الأخضر
· سليمان لم يترك واحدا من أشقائه ولا أبنائه ولا عائلة زوجته مني المنيري إلا وخصص له أرضا في واحدة من المدن الجديدة وخاصة التجمع الخامس وقصورا وفيلات في مارينا
· منح وجدي كرار فندق مارينا الذي أنفقت عليه الدولة 60 مليون جنيه في جلسة صلح مع زوجته بوساطة إيمان كمال كما منح شقيقها حازم كمال 23فيلا أخذها من خالد أبوطالب مقابل مساحات هائلة من الأراضي خصصها له في التجمع الخامس
من المؤكد أن محمد ابراهيم سليمان يجلس الآن متكئا علي أريكة فرنسية ثمينة داخل أحد قصوره التي لاتعد من مارينا إلي التجمع الخامس..ممسكا بسيجاره الكوبي الفاخر..وهو يبتسم ابتسامة سخرية من أولئك الذين لبسوا بدلة السجن البيضاء من زملائه في الحكم..ومن أولئك الذين توهموا يوما أن العدالة وحدها كفيلة بأن تمد يدها القوية لتمسك برقبته وتحاسبه علي ما اقترف من جرائم بحق هذا الوطن في أي عهد وتحت أي نظام.
نعم سقط ما دار بأحلام المصريين طويلا إسقاطهم..أحمد عز وأحمد المغربي وزهير جرانة وحبيب العادلي..لكن واحدا فقط يبدو عصيا حتي الآن علي السقوط رغم سقوط نظام مبارك عن آخره.
لغز ما في قوة هذا الرجل وقدرته علي تحصين نفسه من الملاحقة سواء بسواء في سنوات مبارك السوداء، وفي أيام التطهير التي صنعتها ثورتنا البيضاء أيضا.
قبل عام ونصف العام خرج وزير الإسكان الأسبق ليؤكد في تبجح منقطع النظير للعمرين"الليثي وأديب" أن ينسب أحد إليه أي اتهام، أو أن يكون النائب العام واجهه بأي تهمة خلال زياراته التي وصفها بأنها "لتبادل التحية"..في وقت كان أكثر من 40 نائبا بمجلس الشعب من المعارضة والمستقلين قد تقدموا ببلاغات موثقة بعدد هائل من المستندات وتقارير الرقابة الإدارية عن فساد الرجل وتربحه من منصبه وإهداره أموال الشعب علي قصور الأثرياء ورجال الأعمال وتوزيع أراضي الدولة بثمن بخس علي من يحبه أو يموله بالهدايا والإكراميات ذات الأسعار العالية.
إلا أن اتهامات النواب وتقارير الجهات الرقابية ونيابة الأموال العامة ذهبت مع ريح كلمة واحدة كان يطلقها مبارك لمساعديه - حسب مصادر عليمة-دوما "خلوا بالكم من سليمان".
قبل عدة اعوام أيضا كانت "الوفد" قد شرعت في نشر حملة ضد سليمان والإشارة إلي عدد من قصوره،إلا أنها توقفت فورا ودون سابق إنذار أو تفسير..أخبرني الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد الأسبق أن سبب توقف الحملة هو اتصال جاءه من عمر سليمان مدير المخابرات العامة السابق يطالبه مباشرة بإيقاف الحملة وعدم التعرض مجددا للرجل لأنه يحظي بحماية خاصة.
لكن مطالعة عاجلة لثروة عمر سليمان من الأراضي والعقارات تفضح سر هذا الاتصال وهذه الحماية..فقد حصلت بنات نائب الرئيس السابق رانيا وعبير وداليا علي عدد من القطع بأرض المشتل بالتجمع الخامس مساحة كل منها تتجاوز خمسة آلاف متر بفارق سعر عن السوق يقدر بأكثر من خمسة ملايين جنيه في القطعة الواحدة،كما بني قصرا ضخما عند مدخل الجولف من جهة اليسار،وعدد من الوحدات السكنية بعمارة الفرسان أمام النادي الأهلي بمدينة نصر تم تشطيبها علي أحدث مستوي، وأيضا علي عدد من الفيلات الفخمة بمنتجع مارينا، إضافة إلي مساحات كبيرة من الأرض في الحزام الأخضر من نصيب الجهة التي كان يديرها واستحوذت وحدها علي خمسة آلاف فدان.
المفاجأة هي صدور قرار جمهوري بتخصيص 400 فدان بالتجمع الخامس بجوار الجامعة الأمريكية لإنشاء مبني علي أحدث مستوي لجهاز المخابرات علي غرار ما حدث مع أكاديمية الشرطة، إلا أن القرار تم تعديله ليصبح عملية توزيع للمساحةعلي أعضاء الجهاز حصل سليمان منها علي مساحة لا بأس بها..حتي تضخمت ثروته بقدر يستوجب المثول أمام جهات التحقيق،ليس وحده بل ومعه مدير مكتبه حسين كمال الذي ظهر خلفه وهو يلقي بيان تنحي مبارك.
وصدق ابراهيم سليمان في تحديه..ليس من جهة عدم وجود اتهامات فهي تكفي لبناء هرم رابع ذي رائحة كريهة من الفساد..وإنما لجهة عدم وجود من يستطيع مواجهته بأي تهمة كائنا من كان..حتي في أيام تطهير البلاد والعباد من رجس النظام البائد وفساد اعوانه ورموزه عقب الثورة.!
علي هذه الصفحة البيضاء من "صوت الأمة" التي طالما حاربنا عليها الرجل وكشفنا جرائمه في وقت سكتت كل الألسنة والأقلام، نسطر ربما للمرة الأخيرة عريضة اتهام صريحة مباشرة جامعة بأبرز خطايا الرجل وفظائعه بحق ثروة مصر من الأراضي والعقارات..وحق شبابها وفقرائها الذين عاشوا - وربما ماتوا- كمدا في عشوائيات بعد أن حرمتهم سياسة سليمان طوال 13 عاما في الوزارة من الحق في مأوي كريم لهم ولأبنائهم.
من طفل لأسرة بسيطة بحي باب الشعرية، ثم أستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس لا يجاوز مرتبه 585 جنيها، إلي ملياردير يسكن القصور ويتنقل بينها كما يتقلب أحدنا علي جنبيه..
لقد خرج سليمان من الوزارة عام 2005 وهو يمتلك عدة قصور..قصران بمصر الجديدة بجوار قصر مبارك نفسه، باع أحدهما في عام 2006 إلي شريكه يحيي الكومي مقابل 45 مليون جنيه وكان بناه علي ما تهدم من قصر النقراشي.. وقصر في أبوسلطان بمنطقة لسان الوزراء قام بتوسعته باغتصاب قطعة أرض مملوكة للسيدة فاطمة حسن عباس، وقصر آخر في مارينا علي البحر مباشرة آخر في جزيرة الشعير بالقناطر الخيرية وقصر بمنطقة الجولف بالتجمع الخامس علي مساحة 6 آلاف متر مربع يزيد سعره علي 150 مليون جنيه.. وقد جعله خزينة هائلة للتحف واللوحات والمقتنيات الثمينة وبني لذلك عددا من السراديب تحت الأرض وضع في أحدها خزانة ضخمة للهدايا والمقتنيات المعدنية النفيسة وأخري للأموال السائلة بالعملة الصعبة،فضلا عن مخزن للأداوت الكهربائية الغالية جدا والحساسة، بينما نثر التحف واللوحات في أغلب ردهات القصر لدرجة جعلت وزير الثقافة السابق فاروق حسني يصاب بالصدمة حين دعاه إلي القصر ذات مرة ويصيح في وجهه"يخرب بيتك يا محمد إيه دا كله".
عندما ولدت فريدة حفيدة سليمان من ابنته دينا جاءه عاطف عبيد مهنئا ومعه حقيبة بها عشر سبائك ذهبية علي شكل مستطيل كتب عليها"مكتبة الإسكندرية" و4 ساعات رولكس مرصعة بالألماظ بينما أحضر حبيب العادلي حلقا من الأماظ وعربة أطفال، وظل الوزير يستقبل الهدايا الثمينة طوال 20 يوما حتي ان ابنته اضطرت لشراء علبة كبيرة من الفضة ثمنها 6 آلاف جنيه لتضع فيها هدايا الوزراء والمحاسيب.
ليس غريبا أن نكتشف حصول العادلي بعد ذلك علي 4 فيللات في مارينا بأسماء أبنائه، أو حصول عبيد علي فيلا علي مساحة ثلاثة أفدنة في مارينا أيضا زرعها بالنباتات النادرة بتكلفة 80 مليون جنيه.
ودعونا أولا من حيتان الأراضي والقصور الذين تعامل معهم سليمان طويلا وأثراهم وأثروه، ونبدأ بالصغار الذين منح سليمان كلا منهم قطعة أرض ثمنها 220 ألف جنيه يدفع منها 30 ألفا للحجز والباقي علي خمس سنوات من تاريخ الاستلام، حيث بيعت بما لايقل عن 2 مليون جنيه عدا ونقدا بعد رفع سعر المتر إلي 3 آلاف جنيه.
حيث شكل هؤلاء صغار المستفيدين الذين يبلغ عددهم في خمس مدن جديدة هي القاهرة الجديدة وأكتوبر وزايد والعبور والشروق، أكثر من 250 ألف مواطن..وبحسبة بسيطة فإن متوسط الربح الذي جناه كل واحد من هؤلاء من فروق الأسعار يتجاوزمليون جنيه علي أقل تقدير، ما يعني ضياع أكثر من 25 مليار جنيه علي الدولة في فترة وزراة سليمان وحده..في الوقت الذي جري معايرة شباب الثورة بأنهم كلفوا خزانة مصر نصف مليار جنيه عن كل يوم قضوه في ميدان التحرير.!
الإحصائية السابقة لا تشمل المراكز الخدمية والتجارية والمولات وأشهرها في شارع التسعين بالقاهرة الجديدة والمحور المركزي في أكتوبر، حيث وصل سعر متر الأرض بها إلي 15ألف جنيه بينما تم تخصيصها بمعرفة سليمان بما لا يجاوز 400جنيه للمتر.
لم نتحدث بعد عن سلسلة المستفيدين والمتربحين من أراضي الدولة في عهد سليمان من أقارب وأصهار وأصدقاء ومحاسيب ورجال أعمال..حصلوا علي فيلات مارينا وماربيلا وأراضي التجمع الأول والخامس والمدن الجديدة بمساحات تراوحت من خمسة أفدنة إلي ألفي فدان، خصصها سليمان بالأمر المباشر و"بالمزاج" العلني، بفارق أسعار لا يقل عن 10مليارات جنيه تحت أيدينا حسابات بقيمتها وتفاصيلها.
أمام المستشار خالد الشلقامي رئيس نيابة أمن الدولة العليا جلس المقاول فوزي عبده علي صاحب مكتب المقاولات العمومية في قضية رشاوي شركة النصر للمقاولات"حسن علام" التي كنا أول من فجرها،ليدلي بهذه الاعترافات التي بدت أمام رئيس النيابة كطلقات الرصاص..
كان المحقق قد سبق هذه الاعترافات بسؤال نصه"ما قولك فيما قرره مصطفي أمين العدوي نائب رئيس شركة حسن علام بالتحقيقات من أنه مع آوائل أكتوبر 2004 استدعاه علي الهيتمي المفوض العام للشركة إلي مكتبه وأبلغه أن السيد إبراهيم سليمان وزير الاسكان طلب منه مبلغ 150 ألف جنيه وأوضح له أن مصالح الشركة ستتأثر إن لم يتم دفع المبلغ وطلب منه أن يطلب منك أنت هذا المبلغ وان يخبرك أنه مطلوب للسيد ابراهيم سليمان وأن مصطفي أمين استدعاك إلي مكتبه وأخبرك بما طلب منه وأنك وافقت وسلمته المبلغ حيث اخذه محمود عبد الرازق وسلمها إلي مكتب الوزير؟
فأجاب المقاول بما نصه أيضا "أيوة.الحقيقة إن الكلام ده حصل وحصل كمان أكثر منه وانا عايز أضيف أقوالا جديدة خاصة بمسألة الفلوس اللي كانت بتروح وزارة التعمير والاسكان وهي أنه منذ فترة في حوالي سنة 2003 مصطفي أمين طلبني في مكتبه وقال" فيه 200 ألف جنيه مطلوب تروح الوزارة وانت عارف اننا بنصرف مستحقاتنا هناك ومن مصلحتك ان "حسن علام"تاخد شغل هينوبك من الحب جانب" فجبت الفلوس وبعد أسبوع كنت قاعد معاه في مكتبه وفجاة لقيته بيقوللي "عارف ال200 ألف جنيه راحت فين..راحت للوزير ابراهيم سليمان عشان مسألة المستحقات"..ومضي المقاول فوزي عبده يؤكد للمحققين انه حصل علي 31 عملية من شركة "حسن علام" بنفس الطريقة..من بينها نفق الجولف الذي نفذه بتكلفة 60 مليون جنيه كمقاول من الباطن.
خرج سليمان وسكرتيره من هذه القضية خروج الشعرة من العجين، بينما صمتت العدالة أسفا عن التفوه بكلمة بحق سليمان نفسه.
هل تذكرون قصة المسئول في جهاز سيادي، حين ذهب "بالمعلوم" موضوعا في علبة سجائر مارلبورو وسلمه إلي سكرتيره، ليهيج الوزير ويتهم الرجل بمحاولة رشوته،لأن شيئا من هذا المعلوم ظهر من فتحة العلبة، وتسبب في إقصاء الرجل عن موقعه بينما الرجل كان يسلمه المبلغ المتفق عليه نظير ما سماه أتعابه.
لقد مارس الوزير السابق محمد ابراهيم سليمان نهبا واسع النطاق لأراضي الدولة التي تحولت إلي منتجعات بأرخص الأسعار لتصبح ثروة عقارية لمن اقتناها من ذوي الحظوة في عهده، وخاصة الزوجة والأنجال والأصهار..ولعلكم تذكرون تصريحه ذات مرة بأنه"لايستطيع منع أقاربه من تملك هذه الأراضي والعقارات والقصور ببساطة لأن وزير الكهرباء لا يستطيع منع أقاربه من استهلاك الكهرباء،ووزير التموين لا يستطيع منع أقاربه من الحصول علي رغيف العيش".
هل رأيتم استخفافا بمقدرات دولة وعقول شعبها إلي هذا الحد من قبل..لكن نعود ونذكر بأنه وحده الوزير ابراهيم سليمان القادر علي ذلك.
وهذه عينات من تلك الهبات التي منحها سليمان لأقاربه وأصهاره وأصدقائه وشركائه في نهب أراضي مصر..حيث بدأ بأبنائه شريف ومنحه الفيلا رقم 56 في المنطقة 22 بمارينا وأكثر من قطعة أرض بالتجمع الخامس،كما منح دينا الفيلا 11 زمردة معدل بالمنطقة 24 وقطعة أرض في التجمع،ومنح جودي الفيلا 12 زمردة معدل بمنطقة 24 وقطعة أرض اسوة بشقيقيها..ومن الطريف تذكر تصريحه بأن أجهزة المدن الجديدة كانت "تتحايل عليهم لقبول شراء الأرض وتعميرها"..!
أما شقيقه محمود سليمان وأولاده أحمد ومحمد ومروة فضلا عن زوجته عزة قرنفل فقد منحهم أكثر من قطعة أرض علي مساحة 900 متر مربع في الجولف إضافة إلي وحدات سكنية في مارينا..كما منح شقيقته فاطمة وولديها خالد ونيفين وزوجها أحمد نصار الذي كان يعمل بشركة البراجيل التجارية فجاء به مديرا لمكتب أحد رجل الأعمال خالد زعزع بعد بيع الشركة حيث كان دائم الاقتراض من راتبه قبل منتصف الشهر فإذا به يتحول إلي مليونير وقد منحهم عددا من الفيلات وقطع الأراضي للمتاجرة بها.
أما عائلة زوجته مني المنيري فقد كان لها حظ وافر من كرم سليمان الواسع، رغم تحفظها في البداية علي زواجه بابنتهم..حيث حصلت مني نفسها علي 1393 مترا مربعا في التجمع الخامس مقابل 842 ألف جنيه في حين أن سعرها السوقي يزيد علي 10 ملايين جنيه، كما حصلت علي مساحة 30 ألف متر في مرسي علم بجوار الأرض المخصصة لرجل الأعمال الخاضع للتحقيق محمد أبو العينين، فضلا عن فيلات ومساحات أخري في مارينا.
أما شقيقها ضياء المنيري فكان زميلا لسليمان وشريكا في البعثة إلي كندا، ليعود خالي الوفاض ويعين مدرسا بكلية الهندسة جامعة الزقازيق ويمارس بعض الأعمال الاستشارية البسيطة، حتي وصول سليمان للوزارة، حيث منحه أعمالا استشارية قيمتها 12 مليار جنيه بعضها بالأمر المباشر وبعضها بموافقة رئيس الوزراء وبعضها من خلال شركات مقاولات تتعامل مع الوزارة وبعضها عبر المنح والقروض الخارجية لمصر وبعضها عن طريق مناقصات شكلية.
وحين أقمنا الدنيا حول هذا التقاسم الواضح لأموال الوزارة بين الوزير وصهره، استدعوا لجنة خبراء "شكلية أيضا" لتقول إن كله تمام وأن إسناد هذه الأعمال تم "بالحلال والقانون"وان المنيري ليس الأول في ترتيب المكاتب الاستشارية التي أسندت لها الوزارة أعمالا وإنما الرابع عشر دون أن يدلونا علي الثلاثة عشر السابقين إلي جنة سليمان.
ضياء المنيري أيضا كصهره كان طرفا في قضية رشوة، جري اتهامه فيها مع محمد عبد الظاهر بالصوت والصورة،كما جري اعتراف سعد الدين وكمال العالم المسئولين عن شركة النصر العامة للمقاولات بأنهما كانا يدفعان أموالا علي سبيل الرشوة لضياء المنيري حتي يحصلوا علي أعمال لكونه شقيق زوجة الوزير..كما وجهت نيابة أمن الدولة العليا للمنيري تهمة استغلال نفوذ صهره للحصول علي عطايا وأموال..إلا أن شيئا ما جري منع من تقديم سليمان للمحاكمة بل ومنع المنيري أيضا.
حيث كان ماهر عبد الواحد هو النائب العام في ذلك الوقت،ماجعل قرار الاتهام يخلو من اسم المنيري بل واسم سليمان في قضيتي الرشوة،في مقابل تخصيص قطعة أرض في المشتل بالجولف وفيلا في مارينا، كما حصل زوج ابنته"شريف" علي أرض في الحزام الأخضر.
المنيري حصل هو الآخر علي أكثر من قطعة أرض في التجمع الخامس كما حصل باسمه واسم زوجته ليلي الدهشان وابنته علا علي عدد من الفيلات في مارينا منها الفيلا رقم 14 نموذج السوسن بالمنطقة 12 ليصبح من أصحاب المليارات مع شريكه خالد سويلم الذي سبقه لشراكة ابراهيم سليمان نفسه في مكتب ميسك للاستشارات قبل توليه الوزارة.
وتتسع قائمة المتربحين من أراضي الدولة من عائلة مني المنيري بين شقيقتها ماجدة وابنها عمرو ايهاب حسني وحصل كل منهم علي فيلا بمارينا وقطعة أرض بالتجمع الخامس، وشقيقتها نيللي المنيري وزوجها أحمد نصرت نعيم وولديهما كريم وهادي وحصل كل منهم علي مساحة من الأرض وفيلات بمارينا، كما حصل نصرت علي مساحة 30 فدانا مع مجموعة شركاء في مدينة الشيخ زايد..ينضم إليهم نادية المنيري وزوجها أسامة عامر ويعمل بشركة السلام للأوراق المالية بالبورصة وولديهما خالد ومي،وحصل كل منهم أسوة بالباقين علي أراضي ووحدات وفيلات بمارينا والتجمع الخامس.
ونصل إلي المحاسيب..ونتذكر سويا رجل الأعمال وجدي كرار..نعم هو نفسه من تم حبسه ثلاثة أشهر علي ذمة قضية رشوة بحي النزهة والصديق الأقرب لسليمان وشريكه قبل الوزارة في هدم وبناء فيلات مصر الجديدة..
في واحدة من المرات الكثيرة التي تعرض فيها سليمان للإهانة علي يد زوجته، حين قامت بطرده من قصر الزوجية لمدة شهر، وفي جلسة صلح بين سليمان وزوجته رعتها صديقتها إيمان كمال ( هي بالمناسبة شقيقة حازم كمال الذي سبق اتهامه في قضية رشوة وفساد، وحماة نجل وجدي كرار حيث زوجت ابنتها دينا عزت عبد الفتاح إلي ابنه محمد) وعلي غداء جمع الثلاثة علي شاطئ لابلاج، طلبت إيمان من سليمان تخصيص فندق مارينا الذي كلفته الوزارة 60 مليون جنيه لحما ابنتها وجدي كرار ليتم لها ذلك بجرة قلم من الزوج العائد لتوه إلي أحضان زوجته..في حين حصل كرار خلال جلسة أخري علي 300 فدان بالتجمع الخامس ليقيم عليها منتجع مكسيم بخلاف عدد كبير من القطع والوحدات ذهبت لإيمان كمال وابنتها دينا وحفيديها منها جانا وآدم.
بينما حصل شريف نجل إيمان كمال بمجرد عقد قرانه علي جودي ابنة سليمان علي ألف متر في التجمع الخامس للسكن وخمسة آلاف مترا لأغراض تجارية، ليبيعهما فورا إلي محمد جنينة صاحب جنينة مول مقابل 7ملايين جنيه.
أما حازم كمال نفسه والملقب بالطفل المعجزة منذ ربطته صداقة ثم نسب بصديقه وزميله في كندا عزت عبد الفتاح فكان له ولهم شأن آخر،فقد استطاع تكوين امبراطورية لا يغيب عنها الدولار بفعل عقود محطات المياه والصرف الصحي..ولعلنا نذكر قصة عدادات المياه الصينية التي استوردها كمال عبر كندا ليضع شعار"صنع في كندا" عليها، وباعها للشركة القابضة للمياه والصرف الصحي برئاسة عبد القوي خليفة (صديق سليمان وزوج ابنته كان يعمل بمكتب انفايروسيفيك المملوك للمنيري صهر الوزير) ويحقق أرباحا تجاوزت 450 مليون يورو في صفقة واحدة تكررت عشرات المرات فيما بعد.
وتؤكد معلوماتنا أنه في يوم 3 يوليو 2007 سافر حازم كمال برفقة زوجته داليا إلي لندن ليلحقا بزوجة سليمان مني المنيري وولديها دينا وشريف، حيث حلوا جميعا بفندق حياة ريجنسي تشرشل ومكثوا خمسة أيام، ترددت خلالها المنيري علي عدد من البنوك لإيداع كم هائل من حقائب الأموال،في حين دفع كمال فاتورة الفندق التي بلغت 4950 جنيها استرلينيا بعد أن اضطروا لقطع الزيارة والعودة بسبب وقوع تفجيرات لندن.
ويمتلك حازم في مقابل مثل هذه الخدمات 23 فيلا في منتجع خالد أبو طالب كما يسكن في فيلا بالمقطم يتردد أنها مملوكة لسليمان نفسه.. ولايدري احد ماذا تم بشأن القضية التي ضبط فيها كمال متلبسا بالرشوة قبل عام ونصف بمنزله بالمقطم برفقة أحد الاستشاريين الكبار.
كانت الرقابة الإدارية في عهد رئيسها هتلر طنطاوي أحد وسائل حصانة سليمان في كل هذه المخالفات .. ويحكي شاهد عيان لنا أن سليمان دخل إلي زوجته عقب تفتيش مكتبه خلال وقائع قضية الرشوة التي تورط فيها مستشاره حسن خالد الذي أصبح رئيسا للجهاز التنفيذي للمياه والصرف الصحي، متأثرا وقال"الرقابة خدت حسن خالد وانا سلكته من إيديهم بالعافية"..فقالت" واحنا بيهمنا الكلام دا رقابة ايه"..فرد غاضبا "مامي لمي الدور هتلر مشي والتهامي الموجود دلوقت مفتري".
هتلر حصل علي قطعتي أرض في منتجع الجولف بالتجمع الخامس بني علي إحداهما فيلا فاخرة وعلي الأخري عمارة ولا أروع كعينة من هدايا سليمان لرئيس الرقابة الإدارية السابق في مقابل عملية التحصين المستمرة لمخالفاته.
الآن وقد صار التحقيق في ملفات فساد رجال مبارك ووزرائه ورموز عهده موكولا لنائب عام لا يخشي في الحق لومة لائم ومجلس عسكري لا يراعي إلا مصلحة الوطن..هل يجد رجال الأموال العامة طريقهم بسهولة لواحد من قصور ابراهيم سليمان لمطالبته برد ما نهب من أموال مصر..أم تري يبقي فساد هذا الرجل وحده عصيا علي الملاحقة للأبد..!