لأشراف وحكم الحجاز
(خلال الفترة 358ــ920هـ)
نبذة مختصرة
(1)
لقب الشريف أطلق في الأصل من الفاطميين على حكام مكة من أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب وفي نفس الوقت أطلقوا لقب السيد على أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب. وأعتقد أن اللقب توسع ليشمل أبناء علي كرم الله وجهه إن لم يكن أكثر من ذلك..
وأول من تولى الحكم منهم:
جعفر بن محمد من أحفاد موسى الجون الذي انتهز قرب سقوط دولة الإخشيد على يد الدولة الفاطمية فثار علي الإخشيد وأستقل بحكم مكة في عام 358هـ ويعتبر بذلك مؤسس حكم الطبقة الأولى من الأشراف ويسمونهم الموسويين..
هادن جعفر الدولة الفاطمية وزاد في الأذان ( حي على خير العمل ) ويدعو في منبر الحرم للخليفة الفاطمي ..
وبدأ النزاع بين العباسيين والفاطميين على الدعاء من على منبر مكة ..واستمر حكم جعفر وأبنائه حتى عام 453هـ حيث توفي شكر بن أبي الفتوح بن جعفر ولم يخلف ..
فتولى الحكم من الطبقة الثانية من الأشراف : السليمانيون
ولكن لم يستمروا بالحكم كثيرا فبعد عامين فقط .. استولى على مكة صاحب اليمن علي محمد الصليحي..
وعاد الصليحي إلى اليمن بعد أن أختار لحكمها محمد بن جعفر بن محمد ويمثل الطبقة الثالثة من الحكم
واستمر بالدعاء للفاطميين وفي عهد خلفائه مرة للفاطميين وأخرى للعباسيين
وبدأ نفوذ الدولة الزنكية بالشام في عهد عيسى بن فليته حفيد جعفر .. وأخذ يدعو للدولة الزنكية مع الفاطمية وذلك عام 557هـ
ولكن صلاح الدين الأيوبي عام 567هـ طلب أن يكون الدعاء للدولة العباسية وبعد أن وطد حكمه طلب أن يضاف اسمه معهم
ولما مات عيسى عام 570هـ عهد بالإمارة لابنه داود فتمت مهاجمته من العباسيين واجلوه من مكة ثم نفس الشيء مع أخيه مكثر
وضموا أمارة مكة إلي أمير المدينة إلا أنهم أعادوا داود للأمارة ثم عزلوه وأتوا بمكثر و عزلوه وهكذا حتى عام 597هـ..
2)
حيث استولى على الحكم قتادة بن إدريس وهو يمثل الطبقة الرابعة من الأشراف
وقتادة وقومه ظواعن بادية .. جمع قومه ومضى إلى ينبع فاحتلها بعد أن أجلى أمراءها من بني عمومته ..
ثم سار إلى مكة واستخلصها لنفسه بعد أن أجلى عنها مكثر عام 597هـ .. وتوسع في حكمه ليشمل المدينة والطائف
وبعد وفاة قتادة تولى الحكم ابنه حسن إلا أن أخاه راجح وبمساعدة صاحب اليمن الملك المسعود طرد أخيه حسن وأصبح الحكم بيد المسعود عام 620هـ حتى وفاته عام 626هـ وبوفاته اضطربت الأحوال بمكة فأصبحت عرضة للحروب بين اليمن ممثلة بابن رسول الذي أعلن نفس ملكا عليها والدولة الأيوبية حتى عام 647هـ
وفي ذلك العام أنطلق من ينبع الحسن بن علي بن قتاده واستولى على مكة وساعده ابنه أبو نمي ..
(في عام 648هـ سقطت دولة الأيوبين على يد المماليك)
(وفي عام 655هـ سقطت الدولة العباسية على يد التتار)
هذا وفي عام 651هـ هاجم مكة جماز بن الحسن بن قتاده واستولى على الحكم
إلا أن راجح الحاكم السابق هجم على مكة واستعاد الحكم منه
وفي عام 652هـ قام غانم بن راجح بانتزاع الحكم من أبيه
وبعد أشهر قام عليه من بني عمومته إدريس وأبو نمي وتوليا الحكم إلا أن ملك اليمن بن رسول حاربهما واستولى على الحكم ثم كرا عليه واستوليا على الحكم ثم انفرد أبو نمي بالحكم
والدعاء بالحرم أصبح مرة لبني رسول باليمن وأخرى للمماليك بمصر
( في عام 688هـ في عهد أبو نمي وقف الناس في عرفة يومي الجمعة والسبت لاختلاف الرؤية بين شيخ الحجاز الطبري وأمير الركب الشامي ..وهذا قد تكرر في السابق لأن كل ركب يعتمد على شيخه)
توفي أبو نمي عام 701هـ وقد خلف ثلاثين ولدا ..
وقد تنازع أبنائه على الأمارة وهم : رميثه وحميضه وعطيفه وأبو الغيث ومن نتائج النزاع قتل أبا الغيث .. ألتجأ حميضة للتتار واستعان بجيش منهم استعاد به الحكم ودعا للتتار .. أعان المماليك عطيفة فاستعاد الحكم عام 718هـ بعد أن قتل أخاه حميضة
( في عام 720هـ أحيأ الحجاج سنة كانت متروكة وهي يوم التروية حيث يصلي الناس بمنى خمسة فروض قبل الوقوف بعرفة)
وفي عام 730هـ استطاع رميثه أن يستولي على الحكم
( في هذا العام 730هـ وصل مع الحج العراقي فيل وقف معهم في جميع مواقف الحج ولكنه مات قبل بلوغ المدينة )
في عام 743هـ مات عطيفة في مصر وبذا بقي رميثة بدون منازع من إخوته .. وأخيرا تنازل بالحكم لابنه عجلان عام 746هـ
3)
عجلان بن رميثه وإخوانه
شعر عجلان أن أخويه سند ومغامس يتطلعان إلى مشاركته في الحكم فأبعدهما إلى وادي نخلة ثم الحق بهما أخاه الثالث ثقبه.. فأتى إليه كتاب من سلطان المماليك الكامل يخبره بأن إخوانه وصلوا لمصر وتم القبض عليهم ..
وفي العام التالي 747هـ أطلق المماليك إخوة عجلان وطلبوا منه أن يشاركوه الحكم
استطاع أخوة عجلان أن يجلوه إلى مصر ولكنه يعود عام 750هـ ويجليهم إلى اليمن
( في عام 751هـ وبمساعدة القوات المصرية تم القبض على ملك اليمن علي بن المؤيد وأرسل إلى مصر فأعيد إلى بلده ولكن عن طريق الحجاز فقبض عليه بينبع ونفي إلي سوريا ثم أعيد إلى بلاده)
واستمر النزاع بين عجلان وأخيه ثقبه مرة ينتصر ثقبة ومرة ينتصر عجلان
وتم القبض على ثقبة وسجن بمصر وأطلق سراحه فعاد للحجاز ولم يكف عن مناوئة
عجلان فطلب سلطان مصر منهما الحضور فرفضا ذلك فعزلهما .. فتم تولية أخيهما سند مع ابن عمه محمد بن عطيفه وتم القبض على عجلان وثقبه وتم سجنهما بمصر
وبذا تكون البلاد منذ هذا التاريخ 760هـ محتله احتلالا عسكريا وتابعة للمماليك مباشرة
قام الأشراف بالثورة على الجنود التابعين للمماليك وطردوهم وأسروا بعضهم وباعوهم
في الأسواق .. فأمر الملك الصالح بتجهيز قوة لاستئصال الأشراف ولم يتم ذلك لأن المماليك ثاروا عليه وسجنوه ..
عاد عجلان وأخيه من مصر ومعهم قوة استطاعا أن يستردا الحكم وتوفي ثقبة فأصبح عجلان حاكما لوحده
توفي عجلان عام 777هـ وتولى مكانه ابنه أحمد
واستمرت علاقته الطيبة بالمماليك الأتراك بمصر والدعاء لهم وعند سقوطهم وقيام المماليك الشراكسه مكانهم أرسل لهم مهنئا ومؤيدا ..
في 788هـ توفي عجلان وتولى الإمارة ابنه محمد وكان صغير السن
قام محمد بالقبض على بعض أهل بيته وأقاربه وسجنهم واستطاع ابن عمه عنان بن مغامس الفرار حتى وصل إلى مصر
مات محمد أثر طلق ناري في حفل المحمل المصري الذي دعي إليه ربما كان مقصودا
لأن عنان كان مرافقا للمحمل وأعلن نفسه أميرا بعد الحادث وهذا ما تم له..
وقامت معارك وثورات بين عنان وأنصاره وبين كبيش عم محمد والوصي عليه وأخوة محمد وعمومته فأصدر الشراكسه أمرا بتولية علي بن عجلان أخ المقتول
واستمر في الحكم إلا أنه حدثت خلافات مع جماعته الأشراف وقتل عام 797هـ
فقام بالحكم بعده أخوه محمد بن عجلان
وفي عهده صارت فوضى كبيره بالبلاد وتعرض الحجاج والسكان للبلاء
فتم تولية أخيه حسن مكانه..
(4)
تولى الحكم حسن بن عجلان
وكان حسن حازما وقويا وبدأ بتصحيح الأوضاع حتي مع أقاربه الأشراف وقضى على كثير منهم.. وكان قويا بحيث فكر في غزو اليمن ..واستطاع أن يساعد في طرد الثوار من المدينة المنورة
(ألغى بدع قيام المؤذنون بالتغني بالمدائح النبوية على المآذن والاحتفال بليالي ختم القرآن في رمضان وغيرها .. ثم أعيدت .. وألغيت ثم أعيدت)
في عام 818هـ استولى على مكة رميثة بن محمد بن عجلان بمساعدة الشراكسة بمصر وأجلى عمه حسن منها ..
ولكن استعاد حسن الحكم عام 819هـ بتأييد من الشراكسه ..
في عام 820هـ حاول بعض الأشراف العصيان والولاية لبعض بني عمه ولكنه قضي عليهم وفي هذا العام وصل من مصر ابنه بركات وأشركه معه في الحكم ..
ثم تنازل بالحكم لأبنيه بركات وإبراهيم .. وحاول إبراهيم طرد أخيه فتم عزله ..
قام الشراكسه بتعيين علي بن عنان بن رميثة عام 827هـ وسلم بذلك حسن دون اعتراض.. وغادر إلى مصر .. ولكنه عاد وابنه بركات للحكم عام 828هـ وتوفي عام 829هـ ..
تولى الأمارة بركات وجعل أخيه إبراهيم نائبا له ..
( في هذا العام بدأت تصل مكة مراكب الحجاج الهنود وبكثرة )
(وأبطل بركات تقبيل خف جمل المحمل)
عام 845هـ تولى الحكم أخيه علي بن حسن بتعيين من الشراكسه فتوجه بركات لليمن ومنها عاد ليهاجم أخيه ولم ينجح ..
دب خلاف بين علي بن حسن وأخيه إبراهيم فقام قائد الجند الشركس بالقبض عليهما وعزلهما وساقوهما إلى مصر وتم تعيين أخاهما ابو القاسم بن حسن عام 846هـ ..
عاد بركات واستولى على الحكم وأيده الشراكسه عام 851هـ
بل وبالغ الشراكسه في استقباله بمصر عند زيارته لهم ..
واستمر حتى عام 859هـ حيث توفي ( وبعد الصلاة عليه طافوا به سبعا كما هي عادتهم)
(5)
أوصى بركات بالحكم من بعده لابنه محمد
وكان محمد عالما ومشجعا للعلم والعدل .. يقضا لأمور المسلمين واستمر في حكمه 43 عاما وقد أشرك ابنه بركات الثاني بالحكم وتوفي محمد في 903هـ
وحزن عليه أهل مكة كثيرا وله من الأولاد 16 ولدا غير الإناث
ومن أشهر أولاده بركات وأحمد جازان وهزاع وقايتباي وعلي وراجح ..
تولى الحكم بركات وأشرك معه أخاه هزاع وتم التأييد له من الشراكسة
أختلف هزاع مع أخيه فذهب لينبع وجمع جيشا ثم انضم مع الركب المصري عام 904هـ ضد أخيه بركات وقامت بينهما معركة كبيرة انتصر فيها هزاع وفر بركات إلى جدة ثم تم الصلح بين الاخوين .. ولكن عام 907هـ قامت بينهما حرب وانهزم بركات
إلى الليث وفي نفس العام توفي هزاع
فاجتمع أهل الحل والعقد بمكة بحضور قاضي مكة بن ظهيره واتفقوا على تولية أحمد الجازاني وكتبوا بذلك إلى ملك الشركس بمصر
وقام بجمع بعض الأموال ووزعها على العسكر لإرضائهم ثم إنتقل لجدة مع بعض القوات وأوقع فيها السلب والنهب لأنهم لا يميلون إليه ..
وخلال أسبوعين من الحكم وصل أخيه بركات ومعه مرسوم تعيينه أميرا على مكة
واستلم الحكم وقرر أخذ مبالغ مضاعفة كقرض لمن تبرع لأخيه أحمد
وأنتقم بشدة من القاضي بن ظهيرة لترشيحه أخيه بالإمارة فقد صادر أملاكه وأملاك أولاده وبناته بل ونفاهم إلى جزيرة فقام نائبه على الجزيرة بإغراقهم في عرض البحر
وبعد بضعة أشهر عاد أخوه أحمد الجازاني لحربه فهزمه .. ثم عاد وكر عليه ثانية
وكان بركات مريضا فخرج من مكة إلى طريق اليمن .. فدخلها أحمد منتصرا
وأعمل فيها سلبا ونهبا وانتقاما ممن وقف مع أخيه ..
ثم قامت بينهما بعض المعارك فأنتصر في الأولى ثم التف عليه بركات واحتل مكة
ثم لم يستطع أحمد جازان بهجومين مضادين أن يسترجع مكة ولكنه في الثالثة انتصر
وفي عام 909هـ مات أحمد مقتولا بالمطاف بإيعاز من أخيه حميضة
وقام عما ل الجنائز بدفنه ببعض ثيابه بلا غسل ولا صلاة ولم يشيعه أحد ..
(6)
وأعلن حميضة بن محمد بن بركات توليه الأمارة
ووافق السلطان الغوري ولكن أخوه بركات عاد على رأس جيش استطاع أن يجمعهم من بعض القبائل من بني عقبة وبني لام وغيرهم واستولى على الحكم بعد أن فر أخيه حميضة في 12 الحجة عام 909هـ وطلب بركات تأييد السلطان الغوري وسرعان ما وافق..وفي عام 913هـ قام بركات بتأديب القبائل التي نهبت البيوت بمكة مع أخيه كما أحضر الخارجين الذين أخذوا أتاوات من الحجاج وقطع أعناقهم وأرسل بعضهم إلى مصر وأعدموا هناك..
وأوفد بركات في عام 915هـ هدايا نفيسة إلى السلطان الغوري وهي المرة الأولى
فقد كانت الهدايا هي التي تصل ولا يتم بعثها ..
في عام 918هـ دعا السلطان الغوري بركات لزيارة مصر ولكنه اعتذر لكبر سنه
وأرسل ابنه محمد أبا نمي وكان عمره ثمان سنوات مع قاضيي مكة وقوبلوا بحفاوة بالغة حتى أن السلطان الغوري قبل يد الصبي وكتب له مرسوما يحق له مشاركة أبيه بالحكم
( وفي هذا العهد بدأ هجوم البرتقال على الهند والبحر الأحمر فأرسل الغوري جيشا من الترك والمغاربة إلى جدة ليدافعوا عنها بقيادة حسين الكردي ..الذي بنى سورا حولها وأبراج للدفاع كما أرسل قوة بحرية إلى جزيرة كمران لتكون قاعدة حربية للدفاع عن
البلاد وكان من حرصه وجبروته أن بنى السور على أحد البنائين الذي تأخر في عمله)
وبذا أصبح حسن كردي أميرا على جدة وظل بها حتى نهاية عهد الشراكسة
حتى تم قتله غرقا في البحر من قبل العثمانيين
واستمر بركات في حكم مكة المكرمة بعدل وحكمة حتى عالم 923هـ حيث سقطت دولة الشراكسة واحتلت القوات العثمانية القاهرة..
انتهى
(المرجع : تاريخ مكة الجزء الأول لأحمد السباعي)
_______________________
الاشراف آل عون العبادلة
هم الاشراف العبادلة ينتسبون الى الشريف عبدالله بن الحسن ابن أبا نمي وهو أحد أمراء مكة المكرمة لفترة قصيرة وأشتهر بالعلم والصلاح وعزوفه عن طلب السلطة وتوليه الامارة ، وكان إتمام بناء البيت الحرام ( الكعبة ) على يده عام 1040 هـ وهي على حالها حتى اليوم وتوفي عام 1041هـ (1)
وينتمي إليه جميع افخاذ الاشراف العبادلة بالحجاز وهو جد الأشراف آل عون (2 ) الذي ينقسمون إلى فرعين رئيسين :
1. آل عبدالمعين بن عون، وهم فرعين:
أ- آل محمد بن عبدالمعين بن عون وفيهم حكم الحجاز سابقاً وحكم العراق سابقاً وحكم الاردن إلى اليوم .
ب-آل هزاع بن عبدالمعين بن عون .
2. آل ناصر بن فواز بن عون وهم ثلاثة فروع :
أ-ذوي فواز بن ناصر في القيم من ضواحي الطائف .
ب-ذوي هزاع بن ناصر في رحاب من ضواحي الطائف .
ج-ذوي هاشم بن عون بن ناصر في رحاب من ضواحي الطائف .
وهم الذين حكموا الحجاز ابتداء من عام 1243هـ حتى نهايتهم عام 1343هـ وبالتالي إنضمام الحجاز تحت راية الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ومن ثم قيام المملكة العربية السعودية رعاها الله .
وقد كانت ولاية الحجاز للاشراف آل عون بعد إنقضاء الفترة التي حكم فيها الاشراف ذوي زيد ما يقارب 250 سنة للحجاز وانتهائهم عام 1243هـ واستلم من بعدهم أبناء عمومتهم الاشراف آل عون على يد الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون بن محسن بن عبدالله بن حسين بن عبدالله( جد العبادلة) (3) ابن الحسن ابن ابو نمي ،وقد تداول الحكم فيما بينهم إبتداء من :
1.محمد بن عبدالمعين بن عون (4):
تولى أمارة الحجاز من عام 1243هـ إلى أن توفي عام 1274 وقد وطد الأمر له ولآل عون في الحجاز بعد قيامه بمعارك وغزوات عديدة تخللتها فترات إنقطاع يعود الأمر فيها إلى بعض الأمراء من آل زيد بموجب التكاليف السلطانية وتوفي عام 1274هـ .
2.علي بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
أمير بالوكالة ولم يدم طويلاً من عام 1274هـ إلى عام 1275هـ .
3. عبدالله بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
تولي في رمضان عام 1275هـ وحكمه عشرون عام وقد غزى غزوات وخاض معارك طويلة إلى الشرق والجنوب من الحجاز ومرض ومات عام 1294هـ .
4. الحسين بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
ولي عام 1294هـ وقام ببعض الغزوات التي كتبت له فيها الظفر ، توفي عام 1297هـ علي يد رجل افغاني أغتاله غدراً وهو راكب على فرسه أوهمه أنه يريد تقبيل يده .
5. عبدالاله باشا بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
أمير وكاله عام 1299هـ .
6. عون الرفيق بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
تولى عام 1299هـ ، حتى وفاته عام 1323هـ .
7. الشريف علي بن عبدالله بن محمد بن عون :
تولى عام 1323هـ في الطائف حتى عام 1326هـ وعزل ورحل إلى القاهرة وتوفي فيها عام 1360هـ .
8. الشريف عبدالاله بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
صدر الأمر بتوليه وهو في الاستانة وفي طريقه إلى مكه توفي وبذلك لم يجلس على الحكم .
9. الشريف الحسين بن علي بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
تولي عام 1327هـ ، خاض العديد من المعارك والغزوات وهو قوي الشخصية وكثرت الخلافات بينه وبين الدولة العثمانية خاصة بعد قيام حزب ( الاتحاد والترقي ) التركي الذي أحتقر العرب وأتخذ مبدأ التتريك للعناصر القيادية (5) بالدولة مما سبب تنامي روح النقمة والتحدي لدى العرب في كلاًمن الحجاز وديار الشام والعراق على الترك والدعوة إلى الإنفصال عن الدولة العثمانية ووافق ذلك هوى في نفس الشريف الحسين بن علي برغبته في التحرر نهائياً عن الترك والدولة العثمانية ولذلك فاوض الشريف الحسين الانجليز بنصرته في محاربة الدولة العثمانية لرغبتهم هم ايضاً في القضاء عليها نظراً لان الترك حلفاء للألمان .
وبذلك يكون الحسين بن علي مفجراً ورائداً للثورة العربية ضد الأتراك وأطلق الرصاصة الاولى في 9 شعبان 1334هـ وبذلك أستقل بالحجاز كاملاً وابنه فيصل إلى سوريا فاتحاً ومنهياً حكم الدولة العثمانية .
وكان من قادة جيشه كلاً من ابناءه فيصل وعبدالله وعلي وزيد ومعهم أبناء عمومتهم في الطائف الفرع الثاني لاسرة آل عون وهم الاشراف ذوي ناصر بن فواز بن عون وكذلك من ابناء الشريف هزاع بن عبدالمعين بن عون وكان لهم صولات وجولات مع الحسين ومع ابنائه فيصل وعبدالله مثال الشريف عبدالله بن ناصر الذي كان وكيلاً للامارة والشريف زيد بن فواز وأولاده الشريف شاكر بن زيد وحمود بن زيد وكذلك من الاشراف شرف بن راجح والشريف سلطان بن راجح والشريف فهد بن شاكر والشريف ناصر بن هزاع والشريف حامد بن حمود بن هزاع والشريف ناصر بن حمود بن هزاع .
ولكن لم يدم أمر التحرير هذا طويلاً إذا أن الخلافات السابقة بين الحسين بن علي والشريف خالد بن لؤي أحد أبناء عمومتهم من العبادلة قد أستفحل كثيراً وترك جيش الثورة العربية الذي كان مشاركاً فيها من بدايتها من الطائف ومكة حتى وصل إلى العيص قرية شمال المدينة المنورة وتركهم وأنظم إلى الملك عبدالعزيز بن سعود رحمه الله وتأييده في الخلاف الذي بينه وبين الشريف حسين بن علي من ما حدى به إلى قيادة جيوش الاخوان التابعة للملك عبدالعزيز وانتهى به الأمر إلى هزيمة عبدالله بن الحسين في تربة عام 1337هـ ثم توجه ابن لؤي إلى الطائف واحتلها عام 1343هـ ثم إلى مكة عام 1344هـ مما أضطر الشريف الحسين بن علي إلى التنازل عن السلطة لابنه علي ابن الحسين وخرج من الحجاز بناءاً على رغبة الانجليز فنفي إلى جزيرة قبرص راكباً على احد البواخر مبحراً من جدة مردداً البيت التالي عند ركوبه
مشيناها خطـىً كتبـت علينـا ---- ومن كتبت عليه خطىً مشاها (6)
ثم تلى ذلك تسليم الحجاز صلحاً للملك عبدالعزيز بإتفاق سمي بإتفاق جدة بين الملك عبدالعزيز والملك علي ابن الحسين رحمها الله .
وبذلك انتهى أمر الحجاز للملك عبدالعزيز بن سعود وانتهاء حكم الاشراف نهائياً عام 1344هـ .
أما ابناءه بعد نجاح الثورة في ديار الشام أستقر عبدالله في الأردن وأنشأ أولاً أمارة ثم مملكة سميت بالمملكة الأردنية الهاشمية وهي قائمة إلى الآن .
ابنه فيصل أستقر به الحال في دمشق وحاكماً لسورياً لمدة سنتين إلى أن احتلها الفرنسيون عام 1920م وأخرجوه منها . ولما أستفحلت ثورة العراقيين ضد الانجليز استعانوا بفيصل على تولي العرش ثم أصبح العراق تحت الحكم الهاشمي من عام 1921م وأستمر إلى أن سقطت العائلة الهاشمية المالكة في إنقلاب دموي أزاحهم عن حكم العراق عام 1958م .
واشتهر الكثير من آل عون بالشعر منهم الشريف محمد بن عون نفسه والملك الحسين بن علي والملك عبدالله بن حسين ومن عرف ايضاً منهم بقوة الشعر وجزالته أمثال الشريف زيد بن فواز وابنه حمود بن زيد والشريف محسن بن هزاع بن ناصر في رحاب والشريف عبدالله بن هزاع ويعد الشريف زيد بن فواز والشريف عبدالله بن هزاع الأشهر شعراً على الاطلاق في آل عون وفي الحجاز عموما .
______________________
النزاع السعودي-الهاشمي
كان
الشريف حسين –حاكم الحجاز- يكن كراهية شديدة لابن سعود؛ لأنه يقف بعناد
أمام مطامحه وآماله كملك للعرب، لذلك كان كثيرًا ما يتعاون مع أعدائه
ويمدهم بالمال والسلاح لقتاله، فساند آل رشيد وآل عائض، لذا كانت العلاقات
بينهما متوترة للغاية، ولم تفلح وساطات الإنجليز في تخفيف حدة العداء
بينهما، ولم يكن يفصل بين نجد والحجاز سوى جبل حضن الذي تقع فيه قرية
الخرمة وتربة التي اختلف عليهما العاهلان، فاحتلها الشريف حسين بدعم من
وزير الخارجية البريطاني كيرزون، أما حكومة الهند التابعة للإنجليز فكانت
تؤيد "ابن سعود"، ومالت الأجهزة البريطانية إلى التحزب لآرائها، غير أن
العلاقة بين الشريف حسين والإنجليز تصدعت مع إعلان الحسين نفسه خليفة
للمسلمين دون التشاور مع الإنجليز الذين كانوا يريدون القضاء على فكرة
الخلافة إلى الأبد، فمالت الكفة لصالح ابن سعود ونجحت القوات السعودية في
الاستيلاء على تربة بعد الانتصار على الهاشميين وبذلك أصبح الطريق مفتوحًا
إلى باقي المدن الحجازية، فاستولى السعوديون على الطائف في (صفر 1343هـ =
سبتمبر 1924م)، ثم واصلوا سيرهم وانتصروا على الهامشيين في وقعة "الهدا"،
فأصبح الطريق مفتوحًا إلى مكة، فدخلوها محرمين بالعمرة منكسي الأسلحة في
(17 ربيع أول 1343هـ = 16 أكتوبر 1924م) ثم واصلت القوات السعودية سيرها
فدخلت ميناء رابغ وقنفذة وينبع، واستسلمت حامية المدينة المنورة.
وبدأ
الخناق يضيق على الشريف حسين وكانت حماسة الإخوان (قوات ابن سعود) سببًا
هامًا في التفوق على الهاشميين رغم كثرة أسلحتهم وحداثتها، يضاف إلى ذلك
حياد بريطانيا التي لم تقدم أية مساعدة إلى حليفها السابق الشريف حسين،
فعندما رأت انهياره السريع تركته ينهار لتسدل الستار على شخصه وملكه، وكان
أقصى ما قدمته له هو أن توسطت لدى ابن سعود لعقد صلح، ينص على استسلام
الشريف ومغادرته البلاد، وبذلك انتهى حكم الأشراف في الحجاز، ونودي بعبد
العزيز ملكًا على نجد والحجاز في (15 جمادى الثانية 1345هـ = 10 يناير
1926م) وأصبح لقبه الجديد "ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها" واعترف به
السوفييت وبريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ثم عقد معاهدة جدة في (1346هـ
= 1927م) وألغى معاهدة دارين وتحقق الاستقلال الكامل لبلاده ولقبه
الإنجليز بـ"نابليون الجزيرة العربية".
كتبها
الشريف محسن بن طائل آل عون العبدلي
الجمعة 19/04/1429هـ - 25 ابريل 2008م
صاحب المشجرة العونية
ص.ب 183 الحوية
المملكة العربية السعودية
راجعه البحث كلاً من:
الشريف فوزان بن سلطان العبدلي
الشريف عبدالله بن نايف العبدلي
المراجع :
• تاريخ أمراء مكة المكرمة لعارف احمد عبدالغني في دمشق 3 رجب 1412هـ .
• تاريخ مكة لأحمد السباعي الطبعة السادسة 1404هـ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الحاشية :
1تاريخ مكه للسباعي ، تاريخ آمراء مكة لعارف احمد عبدالغني
2 نفس المصادر
3تاريخ مكة للسباعي .
الفقرة من 1 إلى 4 مصدرها ، تاريخ مكه للسباعي ، وتاريخ امراء مكة لعارف احمد عبدالغني
5 تاريخ مكه للسباعي .
6 المصدر : قصة حكم الاشراف وابن سعود د. علي الوردي ص 290
صورة: الأشراف وحكم الحجاز (خلال الفترة 358ــ920هـ) نبذة مختصرة (1) لقب الشريف أطلق في الأصل من الفاطميين على حكام مكة من أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب وفي نفس الوقت أطلقوا لقب السيد على أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب. وأعتقد أن اللقب توسع ليشمل أبناء علي كرم الله وجهه إن لم يكن أكثر من ذلك.. وأول من تولى الحكم منهم: جعفر بن محمد من أحفاد موسى الجون الذي انتهز قرب سقوط دولة الإخشيد على يد الدولة الفاطمية فثار علي الإخشيد وأستقل بحكم مكة في عام 358هـ ويعتبر بذلك مؤسس حكم الطبقة الأولى من الأشراف ويسمونهم الموسويين.. هادن جعفر الدولة الفاطمية وزاد في الأذان ( حي على خير العمل ) ويدعو في منبر الحرم للخليفة الفاطمي .. وبدأ النزاع بين العباسيين والفاطميين على الدعاء من على منبر مكة ..واستمر حكم جعفر وأبنائه حتى عام 453هـ حيث توفي شكر بن أبي الفتوح بن جعفر ولم يخلف .. فتولى الحكم من الطبقة الثانية من الأشراف : السليمانيون ولكن لم يستمروا بالحكم كثيرا فبعد عامين فقط .. استولى على مكة صاحب اليمن علي محمد الصليحي.. وعاد الصليحي إلى اليمن بعد أن أختار لحكمها محمد بن جعفر بن محمد ويمثل الطبقة الثالثة من الحكم واستمر بالدعاء للفاطميين وفي عهد خلفائه مرة للفاطميين وأخرى للعباسيين وبدأ نفوذ الدولة الزنكية بالشام في عهد عيسى بن فليته حفيد جعفر .. وأخذ يدعو للدولة الزنكية مع الفاطمية وذلك عام 557هـ ولكن صلاح الدين الأيوبي عام 567هـ طلب أن يكون الدعاء للدولة العباسية وبعد أن وطد حكمه طلب أن يضاف اسمه معهم ولما مات عيسى عام 570هـ عهد بالإمارة لابنه داود فتمت مهاجمته من العباسيين واجلوه من مكة ثم نفس الشيء مع أخيه مكثر وضموا أمارة مكة إلي أمير المدينة إلا أنهم أعادوا داود للأمارة ثم عزلوه وأتوا بمكثر و عزلوه وهكذا حتى عام 597هـ.. 2) حيث استولى على الحكم قتادة بن إدريس وهو يمثل الطبقة الرابعة من الأشراف وقتادة وقومه ظواعن بادية .. جمع قومه ومضى إلى ينبع فاحتلها بعد أن أجلى أمراءها من بني عمومته .. ثم سار إلى مكة واستخلصها لنفسه بعد أن أجلى عنها مكثر عام 597هـ .. وتوسع في حكمه ليشمل المدينة والطائف وبعد وفاة قتادة تولى الحكم ابنه حسن إلا أن أخاه راجح وبمساعدة صاحب اليمن الملك المسعود طرد أخيه حسن وأصبح الحكم بيد المسعود عام 620هـ حتى وفاته عام 626هـ وبوفاته اضطربت الأحوال بمكة فأصبحت عرضة للحروب بين اليمن ممثلة بابن رسول الذي أعلن نفس ملكا عليها والدولة الأيوبية حتى عام 647هـ وفي ذلك العام أنطلق من ينبع الحسن بن علي بن قتاده واستولى على مكة وساعده ابنه أبو نمي .. (في عام 648هـ سقطت دولة الأيوبين على يد المماليك) (وفي عام 655هـ سقطت الدولة العباسية على يد التتار) هذا وفي عام 651هـ هاجم مكة جماز بن الحسن بن قتاده واستولى على الحكم إلا أن راجح الحاكم السابق هجم على مكة واستعاد الحكم منه وفي عام 652هـ قام غانم بن راجح بانتزاع الحكم من أبيه وبعد أشهر قام عليه من بني عمومته إدريس وأبو نمي وتوليا الحكم إلا أن ملك اليمن بن رسول حاربهما واستولى على الحكم ثم كرا عليه واستوليا على الحكم ثم انفرد أبو نمي بالحكم والدعاء بالحرم أصبح مرة لبني رسول باليمن وأخرى للمماليك بمصر ( في عام 688هـ في عهد أبو نمي وقف الناس في عرفة يومي الجمعة والسبت لاختلاف الرؤية بين شيخ الحجاز الطبري وأمير الركب الشامي ..وهذا قد تكرر في السابق لأن كل ركب يعتمد على شيخه) توفي أبو نمي عام 701هـ وقد خلف ثلاثين ولدا .. وقد تنازع أبنائه على الأمارة وهم : رميثه وحميضه وعطيفه وأبو الغيث ومن نتائج النزاع قتل أبا الغيث .. ألتجأ حميضة للتتار واستعان بجيش منهم استعاد به الحكم ودعا للتتار .. أعان المماليك عطيفة فاستعاد الحكم عام 718هـ بعد أن قتل أخاه حميضة ( في عام 720هـ أحيأ الحجاج سنة كانت متروكة وهي يوم التروية حيث يصلي الناس بمنى خمسة فروض قبل الوقوف بعرفة) وفي عام 730هـ استطاع رميثه أن يستولي على الحكم ( في هذا العام 730هـ وصل مع الحج العراقي فيل وقف معهم في جميع مواقف الحج ولكنه مات قبل بلوغ المدينة ) في عام 743هـ مات عطيفة في مصر وبذا بقي رميثة بدون منازع من إخوته .. وأخيرا تنازل بالحكم لابنه عجلان عام 746هـ 3) عجلان بن رميثه وإخوانه شعر عجلان أن أخويه سند ومغامس يتطلعان إلى مشاركته في الحكم فأبعدهما إلى وادي نخلة ثم الحق بهما أخاه الثالث ثقبه.. فأتى إليه كتاب من سلطان المماليك الكامل يخبره بأن إخوانه وصلوا لمصر وتم القبض عليهم .. وفي العام التالي 747هـ أطلق المماليك إخوة عجلان وطلبوا منه أن يشاركوه الحكم استطاع أخوة عجلان أن يجلوه إلى مصر ولكنه يعود عام 750هـ ويجليهم إلى اليمن ( في عام 751هـ وبمساعدة القوات المصرية تم القبض على ملك اليمن علي بن المؤيد وأرسل إلى مصر فأعيد إلى بلده ولكن عن طريق الحجاز فقبض عليه بينبع ونفي إلي سوريا ثم أعيد إلى بلاده) واستمر النزاع بين عجلان وأخيه ثقبه مرة ينتصر ثقبة ومرة ينتصر عجلان وتم القبض على ثقبة وسجن بمصر وأطلق سراحه فعاد للحجاز ولم يكف عن مناوئة عجلان فطلب سلطان مصر منهما الحضور فرفضا ذلك فعزلهما .. فتم تولية أخيهما سند مع ابن عمه محمد بن عطيفه وتم القبض على عجلان وثقبه وتم سجنهما بمصر وبذا تكون البلاد منذ هذا التاريخ 760هـ محتله احتلالا عسكريا وتابعة للمماليك مباشرة قام الأشراف بالثورة على الجنود التابعين للمماليك وطردوهم وأسروا بعضهم وباعوهم في الأسواق .. فأمر الملك الصالح بتجهيز قوة لاستئصال الأشراف ولم يتم ذلك لأن المماليك ثاروا عليه وسجنوه .. عاد عجلان وأخيه من مصر ومعهم قوة استطاعا أن يستردا الحكم وتوفي ثقبة فأصبح عجلان حاكما لوحده توفي عجلان عام 777هـ وتولى مكانه ابنه أحمد واستمرت علاقته الطيبة بالمماليك الأتراك بمصر والدعاء لهم وعند سقوطهم وقيام المماليك الشراكسه مكانهم أرسل لهم مهنئا ومؤيدا .. في 788هـ توفي عجلان وتولى الإمارة ابنه محمد وكان صغير السن قام محمد بالقبض على بعض أهل بيته وأقاربه وسجنهم واستطاع ابن عمه عنان بن مغامس الفرار حتى وصل إلى مصر مات محمد أثر طلق ناري في حفل المحمل المصري الذي دعي إليه ربما كان مقصودا لأن عنان كان مرافقا للمحمل وأعلن نفسه أميرا بعد الحادث وهذا ما تم له.. وقامت معارك وثورات بين عنان وأنصاره وبين كبيش عم محمد والوصي عليه وأخوة محمد وعمومته فأصدر الشراكسه أمرا بتولية علي بن عجلان أخ المقتول واستمر في الحكم إلا أنه حدثت خلافات مع جماعته الأشراف وقتل عام 797هـ فقام بالحكم بعده أخوه محمد بن عجلان وفي عهده صارت فوضى كبيره بالبلاد وتعرض الحجاج والسكان للبلاء فتم تولية أخيه حسن مكانه.. (4) تولى الحكم حسن بن عجلان وكان حسن حازما وقويا وبدأ بتصحيح الأوضاع حتي مع أقاربه الأشراف وقضى على كثير منهم.. وكان قويا بحيث فكر في غزو اليمن ..واستطاع أن يساعد في طرد الثوار من المدينة المنورة (ألغى بدع قيام المؤذنون بالتغني بالمدائح النبوية على المآذن والاحتفال بليالي ختم القرآن في رمضان وغيرها .. ثم أعيدت .. وألغيت ثم أعيدت) في عام 818هـ استولى على مكة رميثة بن محمد بن عجلان بمساعدة الشراكسة بمصر وأجلى عمه حسن منها .. ولكن استعاد حسن الحكم عام 819هـ بتأييد من الشراكسه .. في عام 820هـ حاول بعض الأشراف العصيان والولاية لبعض بني عمه ولكنه قضي عليهم وفي هذا العام وصل من مصر ابنه بركات وأشركه معه في الحكم .. ثم تنازل بالحكم لأبنيه بركات وإبراهيم .. وحاول إبراهيم طرد أخيه فتم عزله .. قام الشراكسه بتعيين علي بن عنان بن رميثة عام 827هـ وسلم بذلك حسن دون اعتراض.. وغادر إلى مصر .. ولكنه عاد وابنه بركات للحكم عام 828هـ وتوفي عام 829هـ .. تولى الأمارة بركات وجعل أخيه إبراهيم نائبا له .. ( في هذا العام بدأت تصل مكة مراكب الحجاج الهنود وبكثرة ) (وأبطل بركات تقبيل خف جمل المحمل) عام 845هـ تولى الحكم أخيه علي بن حسن بتعيين من الشراكسه فتوجه بركات لليمن ومنها عاد ليهاجم أخيه ولم ينجح .. دب خلاف بين علي بن حسن وأخيه إبراهيم فقام قائد الجند الشركس بالقبض عليهما وعزلهما وساقوهما إلى مصر وتم تعيين أخاهما ابو القاسم بن حسن عام 846هـ .. عاد بركات واستولى على الحكم وأيده الشراكسه عام 851هـ بل وبالغ الشراكسه في استقباله بمصر عند زيارته لهم .. واستمر حتى عام 859هـ حيث توفي ( وبعد الصلاة عليه طافوا به سبعا كما هي عادتهم) (5) أوصى بركات بالحكم من بعده لابنه محمد وكان محمد عالما ومشجعا للعلم والعدل .. يقضا لأمور المسلمين واستمر في حكمه 43 عاما وقد أشرك ابنه بركات الثاني بالحكم وتوفي محمد في 903هـ وحزن عليه أهل مكة كثيرا وله من الأولاد 16 ولدا غير الإناث ومن أشهر أولاده بركات وأحمد جازان وهزاع وقايتباي وعلي وراجح .. تولى الحكم بركات وأشرك معه أخاه هزاع وتم التأييد له من الشراكسة أختلف هزاع مع أخيه فذهب لينبع وجمع جيشا ثم انضم مع الركب المصري عام 904هـ ضد أخيه بركات وقامت بينهما معركة كبيرة انتصر فيها هزاع وفر بركات إلى جدة ثم تم الصلح بين الاخوين .. ولكن عام 907هـ قامت بينهما حرب وانهزم بركات إلى الليث وفي نفس العام توفي هزاع فاجتمع أهل الحل والعقد بمكة بحضور قاضي مكة بن ظهيره واتفقوا على تولية أحمد الجازاني وكتبوا بذلك إلى ملك الشركس بمصر وقام بجمع بعض الأموال ووزعها على العسكر لإرضائهم ثم إنتقل لجدة مع بعض القوات وأوقع فيها السلب والنهب لأنهم لا يميلون إليه .. وخلال أسبوعين من الحكم وصل أخيه بركات ومعه مرسوم تعيينه أميرا على مكة واستلم الحكم وقرر أخذ مبالغ مضاعفة كقرض لمن تبرع لأخيه أحمد وأنتقم بشدة من القاضي بن ظهيرة لترشيحه أخيه بالإمارة فقد صادر أملاكه وأملاك أولاده وبناته بل ونفاهم إلى جزيرة فقام نائبه على الجزيرة بإغراقهم في عرض البحر وبعد بضعة أشهر عاد أخوه أحمد الجازاني لحربه فهزمه .. ثم عاد وكر عليه ثانية وكان بركات مريضا فخرج من مكة إلى طريق اليمن .. فدخلها أحمد منتصرا وأعمل فيها سلبا ونهبا وانتقاما ممن وقف مع أخيه .. ثم قامت بينهما بعض المعارك فأنتصر في الأولى ثم التف عليه بركات واحتل مكة ثم لم يستطع أحمد جازان بهجومين مضادين أن يسترجع مكة ولكنه في الثالثة انتصر وفي عام 909هـ مات أحمد مقتولا بالمطاف بإيعاز من أخيه حميضة وقام عما ل الجنائز بدفنه ببعض ثيابه بلا غسل ولا صلاة ولم يشيعه أحد .. (6) وأعلن حميضة بن محمد بن بركات توليه الأمارة ووافق السلطان الغوري ولكن أخوه بركات عاد على رأس جيش استطاع أن يجمعهم من بعض القبائل من بني عقبة وبني لام وغيرهم واستولى على الحكم بعد أن فر أخيه حميضة في 12 الحجة عام 909هـ وطلب بركات تأييد السلطان الغوري وسرعان ما وافق..وفي عام 913هـ قام بركات بتأديب القبائل التي نهبت البيوت بمكة مع أخيه كما أحضر الخارجين الذين أخذوا أتاوات من الحجاج وقطع أعناقهم وأرسل بعضهم إلى مصر وأعدموا هناك.. وأوفد بركات في عام 915هـ هدايا نفيسة إلى السلطان الغوري وهي المرة الأولى فقد كانت الهدايا هي التي تصل ولا يتم بعثها .. في عام 918هـ دعا السلطان الغوري بركات لزيارة مصر ولكنه اعتذر لكبر سنه وأرسل ابنه محمد أبا نمي وكان عمره ثمان سنوات مع قاضيي مكة وقوبلوا بحفاوة بالغة حتى أن السلطان الغوري قبل يد الصبي وكتب له مرسوما يحق له مشاركة أبيه بالحكم ( وفي هذا العهد بدأ هجوم البرتقال على الهند والبحر الأحمر فأرسل الغوري جيشا من الترك والمغاربة إلى جدة ليدافعوا عنها بقيادة حسين الكردي ..الذي بنى سورا حولها وأبراج للدفاع كما أرسل قوة بحرية إلى جزيرة كمران لتكون قاعدة حربية للدفاع عن البلاد وكان من حرصه وجبروته أن بنى السور على أحد البنائين الذي تأخر في عمله) وبذا أصبح حسن كردي أميرا على جدة وظل بها حتى نهاية عهد الشراكسة حتى تم قتله غرقا في البحر من قبل العثمانيين واستمر بركات في حكم مكة المكرمة بعدل وحكمة حتى عالم 923هـ حيث سقطت دولة الشراكسة واحتلت القوات العثمانية القاهرة.. انتهى (المرجع : تاريخ مكة الجزء الأول لأحمد السباعي) _______________________ الاشراف آل عون العبادلة هم الاشراف العبادلة ينتسبون الى الشريف عبدالله بن الحسن ابن أبا نمي وهو أحد أمراء مكة المكرمة لفترة قصيرة وأشتهر بالعلم والصلاح وعزوفه عن طلب السلطة وتوليه الامارة ، وكان إتمام بناء البيت الحرام ( الكعبة ) على يده عام 1040 هـ وهي على حالها حتى اليوم وتوفي عام 1041هـ (1) وينتمي إليه جميع افخاذ الاشراف العبادلة بالحجاز وهو جد الأشراف آل عون (2 ) الذي ينقسمون إلى فرعين رئيسين : 1. آل عبدالمعين بن عون، وهم فرعين: أ- آل محمد بن عبدالمعين بن عون وفيهم حكم الحجاز سابقاً وحكم العراق سابقاً وحكم الاردن إلى اليوم . ب-آل هزاع بن عبدالمعين بن عون . 2. آل ناصر بن فواز بن عون وهم ثلاثة فروع : أ-ذوي فواز بن ناصر في القيم من ضواحي الطائف . ب-ذوي هزاع بن ناصر في رحاب من ضواحي الطائف . ج-ذوي هاشم بن عون بن ناصر في رحاب من ضواحي الطائف . وهم الذين حكموا الحجاز ابتداء من عام 1243هـ حتى نهايتهم عام 1343هـ وبالتالي إنضمام الحجاز تحت راية الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ومن ثم قيام المملكة العربية السعودية رعاها الله . وقد كانت ولاية الحجاز للاشراف آل عون بعد إنقضاء الفترة التي حكم فيها الاشراف ذوي زيد ما يقارب 250 سنة للحجاز وانتهائهم عام 1243هـ واستلم من بعدهم أبناء عمومتهم الاشراف آل عون على يد الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون بن محسن بن عبدالله بن حسين بن عبدالله( جد العبادلة) (3) ابن الحسن ابن ابو نمي ،وقد تداول الحكم فيما بينهم إبتداء من : 1.محمد بن عبدالمعين بن عون (4): تولى أمارة الحجاز من عام 1243هـ إلى أن توفي عام 1274 وقد وطد الأمر له ولآل عون في الحجاز بعد قيامه بمعارك وغزوات عديدة تخللتها فترات إنقطاع يعود الأمر فيها إلى بعض الأمراء من آل زيد بموجب التكاليف السلطانية وتوفي عام 1274هـ . 2.علي بن محمد بن عبدالمعين بن عون : أمير بالوكالة ولم يدم طويلاً من عام 1274هـ إلى عام 1275هـ . 3. عبدالله بن محمد بن عبدالمعين بن عون : تولي في رمضان عام 1275هـ وحكمه عشرون عام وقد غزى غزوات وخاض معارك طويلة إلى الشرق والجنوب من الحجاز ومرض ومات عام 1294هـ . 4. الحسين بن محمد بن عبدالمعين بن عون : ولي عام 1294هـ وقام ببعض الغزوات التي كتبت له فيها الظفر ، توفي عام 1297هـ علي يد رجل افغاني أغتاله غدراً وهو راكب على فرسه أوهمه أنه يريد تقبيل يده . 5. عبدالاله باشا بن محمد بن عبدالمعين بن عون : أمير وكاله عام 1299هـ . 6. عون الرفيق بن محمد بن عبدالمعين بن عون : تولى عام 1299هـ ، حتى وفاته عام 1323هـ . 7. الشريف علي بن عبدالله بن محمد بن عون : تولى عام 1323هـ في الطائف حتى عام 1326هـ وعزل ورحل إلى القاهرة وتوفي فيها عام 1360هـ . 8. الشريف عبدالاله بن محمد بن عبدالمعين بن عون : صدر الأمر بتوليه وهو في الاستانة وفي طريقه إلى مكه توفي وبذلك لم يجلس على الحكم . 9. الشريف الحسين بن علي بن محمد بن عبدالمعين بن عون : تولي عام 1327هـ ، خاض العديد من المعارك والغزوات وهو قوي الشخصية وكثرت الخلافات بينه وبين الدولة العثمانية خاصة بعد قيام حزب ( الاتحاد والترقي ) التركي الذي أحتقر العرب وأتخذ مبدأ التتريك للعناصر القيادية (5) بالدولة مما سبب تنامي روح النقمة والتحدي لدى العرب في كلاًمن الحجاز وديار الشام والعراق على الترك والدعوة إلى الإنفصال عن الدولة العثمانية ووافق ذلك هوى في نفس الشريف الحسين بن علي برغبته في التحرر نهائياً عن الترك والدولة العثمانية ولذلك فاوض الشريف الحسين الانجليز بنصرته في محاربة الدولة العثمانية لرغبتهم هم ايضاً في القضاء عليها نظراً لان الترك حلفاء للألمان . وبذلك يكون الحسين بن علي مفجراً ورائداً للثورة العربية ضد الأتراك وأطلق الرصاصة الاولى في 9 شعبان 1334هـ وبذلك أستقل بالحجاز كاملاً وابنه فيصل إلى سوريا فاتحاً ومنهياً حكم الدولة العثمانية . وكان من قادة جيشه كلاً من ابناءه فيصل وعبدالله وعلي وزيد ومعهم أبناء عمومتهم في الطائف الفرع الثاني لاسرة آل عون وهم الاشراف ذوي ناصر بن فواز بن عون وكذلك من ابناء الشريف هزاع بن عبدالمعين بن عون وكان لهم صولات وجولات مع الحسين ومع ابنائه فيصل وعبدالله مثال الشريف عبدالله بن ناصر الذي كان وكيلاً للامارة والشريف زيد بن فواز وأولاده الشريف شاكر بن زيد وحمود بن زيد وكذلك من الاشراف شرف بن راجح والشريف سلطان بن راجح والشريف فهد بن شاكر والشريف ناصر بن هزاع والشريف حامد بن حمود بن هزاع والشريف ناصر بن حمود بن هزاع . ولكن لم يدم أمر التحرير هذا طويلاً إذا أن الخلافات السابقة بين الحسين بن علي والشريف خالد بن لؤي أحد أبناء عمومتهم من العبادلة قد أستفحل كثيراً وترك جيش الثورة العربية الذي كان مشاركاً فيها من بدايتها من الطائف ومكة حتى وصل إلى العيص قرية شمال المدينة المنورة وتركهم وأنظم إلى الملك عبدالعزيز بن سعود رحمه الله وتأييده في الخلاف الذي بينه وبين الشريف حسين بن علي من ما حدى به إلى قيادة جيوش الاخوان التابعة للملك عبدالعزيز وانتهى به الأمر إلى هزيمة عبدالله بن الحسين في تربة عام 1337هـ ثم توجه ابن لؤي إلى الطائف واحتلها عام 1343هـ ثم إلى مكة عام 1344هـ مما أضطر الشريف الحسين بن علي إلى التنازل عن السلطة لابنه علي ابن الحسين وخرج من الحجاز بناءاً على رغبة الانجليز فنفي إلى جزيرة قبرص راكباً على احد البواخر مبحراً من جدة مردداً البيت التالي عند ركوبه مشيناها خطـىً كتبـت علينـا ---- ومن كتبت عليه خطىً مشاها (6) ثم تلى ذلك تسليم الحجاز صلحاً للملك عبدالعزيز بإتفاق سمي بإتفاق جدة بين الملك عبدالعزيز والملك علي ابن الحسين رحمها الله . وبذلك انتهى أمر الحجاز للملك عبدالعزيز بن سعود وانتهاء حكم الاشراف نهائياً عام 1344هـ . أما ابناءه بعد نجاح الثورة في ديار الشام أستقر عبدالله في الأردن وأنشأ أولاً أمارة ثم مملكة سميت بالمملكة الأردنية الهاشمية وهي قائمة إلى الآن . ابنه فيصل أستقر به الحال في دمشق وحاكماً لسورياً لمدة سنتين إلى أن احتلها الفرنسيون عام 1920م وأخرجوه منها . ولما أستفحلت ثورة العراقيين ضد الانجليز استعانوا بفيصل على تولي العرش ثم أصبح العراق تحت الحكم الهاشمي من عام 1921م وأستمر إلى أن سقطت العائلة الهاشمية المالكة في إنقلاب دموي أزاحهم عن حكم العراق عام 1958م . واشتهر الكثير من آل عون بالشعر منهم الشريف محمد بن عون نفسه والملك الحسين بن علي والملك عبدالله بن حسين ومن عرف ايضاً منهم بقوة الشعر وجزالته أمثال الشريف زيد بن فواز وابنه حمود بن زيد والشريف محسن بن هزاع بن ناصر في رحاب والشريف عبدالله بن هزاع ويعد الشريف زيد بن فواز والشريف عبدالله بن هزاع الأشهر شعراً على الاطلاق في آل عون وفي الحجاز عموما . ______________________ النزاع السعودي-الهاشمي كان الشريف حسين –حاكم الحجاز- يكن كراهية شديدة لابن سعود؛ لأنه يقف بعناد أمام مطامحه وآماله كملك للعرب، لذلك كان كثيرًا ما يتعاون مع أعدائه ويمدهم بالمال والسلاح لقتاله، فساند آل رشيد وآل عائض، لذا كانت العلاقات بينهما متوترة للغاية، ولم تفلح وساطات الإنجليز في تخفيف حدة العداء بينهما، ولم يكن يفصل بين نجد والحجاز سوى جبل حضن الذي تقع فيه قرية الخرمة وتربة التي اختلف عليهما العاهلان، فاحتلها الشريف حسين بدعم من وزير الخارجية البريطاني كيرزون، أما حكومة الهند التابعة للإنجليز فكانت تؤيد "ابن سعود"، ومالت الأجهزة البريطانية إلى التحزب لآرائها، غير أن العلاقة بين الشريف حسين والإنجليز تصدعت مع إعلان الحسين نفسه خليفة للمسلمين دون التشاور مع الإنجليز الذين كانوا يريدون القضاء على فكرة الخلافة إلى الأبد، فمالت الكفة لصالح ابن سعود ونجحت القوات السعودية في الاستيلاء على تربة بعد الانتصار على الهاشميين وبذلك أصبح الطريق مفتوحًا إلى باقي المدن الحجازية، فاستولى السعوديون على الطائف في (صفر 1343هـ = سبتمبر 1924م)، ثم واصلوا سيرهم وانتصروا على الهامشيين في وقعة "الهدا"، فأصبح الطريق مفتوحًا إلى مكة، فدخلوها محرمين بالعمرة منكسي الأسلحة في (17 ربيع أول 1343هـ = 16 أكتوبر 1924م) ثم واصلت القوات السعودية سيرها فدخلت ميناء رابغ وقنفذة وينبع، واستسلمت حامية المدينة المنورة. وبدأ الخناق يضيق على الشريف حسين وكانت حماسة الإخوان (قوات ابن سعود) سببًا هامًا في التفوق على الهاشميين رغم كثرة أسلحتهم وحداثتها، يضاف إلى ذلك حياد بريطانيا التي لم تقدم أية مساعدة إلى حليفها السابق الشريف حسين، فعندما رأت انهياره السريع تركته ينهار لتسدل الستار على شخصه وملكه، وكان أقصى ما قدمته له هو أن توسطت لدى ابن سعود لعقد صلح، ينص على استسلام الشريف ومغادرته البلاد، وبذلك انتهى حكم الأشراف في الحجاز، ونودي بعبد العزيز ملكًا على نجد والحجاز في (15 جمادى الثانية 1345هـ = 10 يناير 1926م) وأصبح لقبه الجديد "ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها" واعترف به السوفييت وبريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ثم عقد معاهدة جدة في (1346هـ = 1927م) وألغى معاهدة دارين وتحقق الاستقلال الكامل لبلاده ولقبه الإنجليز بـ"نابليون الجزيرة العربية". كتبها الشريف محسن بن طائل آل عون العبدلي الجمعة 19/04/1429هـ - 25 ابريل 2008م صاحب المشجرة العونية ص.ب 183 الحوية المملكة العربية السعودية راجعه البحث كلاً من: الشريف فوزان بن سلطان العبدلي الشريف عبدالله بن نايف العبدلي المراجع : • تاريخ أمراء مكة المكرمة لعارف احمد عبدالغني في دمشق 3 رجب 1412هـ . • تاريخ مكة لأحمد السباعي الطبعة السادسة 1404هـ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ الحاشية : 1تاريخ مكه للسباعي ، تاريخ آمراء مكة لعارف احمد عبدالغني 2 نفس المصادر 3تاريخ مكة للسباعي . الفقرة من 1 إلى 4 مصدرها ، تاريخ مكه للسباعي ، وتاريخ امراء مكة لعارف احمد عبدالغني 5 تاريخ مكه للسباعي . 6 المصدر : قصة حكم الاشراف وابن سعود د. علي الوردي ص 290
(خلال الفترة 358ــ920هـ)
نبذة مختصرة
(1)
لقب الشريف أطلق في الأصل من الفاطميين على حكام مكة من أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب وفي نفس الوقت أطلقوا لقب السيد على أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب. وأعتقد أن اللقب توسع ليشمل أبناء علي كرم الله وجهه إن لم يكن أكثر من ذلك..
وأول من تولى الحكم منهم:
جعفر بن محمد من أحفاد موسى الجون الذي انتهز قرب سقوط دولة الإخشيد على يد الدولة الفاطمية فثار علي الإخشيد وأستقل بحكم مكة في عام 358هـ ويعتبر بذلك مؤسس حكم الطبقة الأولى من الأشراف ويسمونهم الموسويين..
هادن جعفر الدولة الفاطمية وزاد في الأذان ( حي على خير العمل ) ويدعو في منبر الحرم للخليفة الفاطمي ..
وبدأ النزاع بين العباسيين والفاطميين على الدعاء من على منبر مكة ..واستمر حكم جعفر وأبنائه حتى عام 453هـ حيث توفي شكر بن أبي الفتوح بن جعفر ولم يخلف ..
فتولى الحكم من الطبقة الثانية من الأشراف : السليمانيون
ولكن لم يستمروا بالحكم كثيرا فبعد عامين فقط .. استولى على مكة صاحب اليمن علي محمد الصليحي..
وعاد الصليحي إلى اليمن بعد أن أختار لحكمها محمد بن جعفر بن محمد ويمثل الطبقة الثالثة من الحكم
واستمر بالدعاء للفاطميين وفي عهد خلفائه مرة للفاطميين وأخرى للعباسيين
وبدأ نفوذ الدولة الزنكية بالشام في عهد عيسى بن فليته حفيد جعفر .. وأخذ يدعو للدولة الزنكية مع الفاطمية وذلك عام 557هـ
ولكن صلاح الدين الأيوبي عام 567هـ طلب أن يكون الدعاء للدولة العباسية وبعد أن وطد حكمه طلب أن يضاف اسمه معهم
ولما مات عيسى عام 570هـ عهد بالإمارة لابنه داود فتمت مهاجمته من العباسيين واجلوه من مكة ثم نفس الشيء مع أخيه مكثر
وضموا أمارة مكة إلي أمير المدينة إلا أنهم أعادوا داود للأمارة ثم عزلوه وأتوا بمكثر و عزلوه وهكذا حتى عام 597هـ..
2)
حيث استولى على الحكم قتادة بن إدريس وهو يمثل الطبقة الرابعة من الأشراف
وقتادة وقومه ظواعن بادية .. جمع قومه ومضى إلى ينبع فاحتلها بعد أن أجلى أمراءها من بني عمومته ..
ثم سار إلى مكة واستخلصها لنفسه بعد أن أجلى عنها مكثر عام 597هـ .. وتوسع في حكمه ليشمل المدينة والطائف
وبعد وفاة قتادة تولى الحكم ابنه حسن إلا أن أخاه راجح وبمساعدة صاحب اليمن الملك المسعود طرد أخيه حسن وأصبح الحكم بيد المسعود عام 620هـ حتى وفاته عام 626هـ وبوفاته اضطربت الأحوال بمكة فأصبحت عرضة للحروب بين اليمن ممثلة بابن رسول الذي أعلن نفس ملكا عليها والدولة الأيوبية حتى عام 647هـ
وفي ذلك العام أنطلق من ينبع الحسن بن علي بن قتاده واستولى على مكة وساعده ابنه أبو نمي ..
(في عام 648هـ سقطت دولة الأيوبين على يد المماليك)
(وفي عام 655هـ سقطت الدولة العباسية على يد التتار)
هذا وفي عام 651هـ هاجم مكة جماز بن الحسن بن قتاده واستولى على الحكم
إلا أن راجح الحاكم السابق هجم على مكة واستعاد الحكم منه
وفي عام 652هـ قام غانم بن راجح بانتزاع الحكم من أبيه
وبعد أشهر قام عليه من بني عمومته إدريس وأبو نمي وتوليا الحكم إلا أن ملك اليمن بن رسول حاربهما واستولى على الحكم ثم كرا عليه واستوليا على الحكم ثم انفرد أبو نمي بالحكم
والدعاء بالحرم أصبح مرة لبني رسول باليمن وأخرى للمماليك بمصر
( في عام 688هـ في عهد أبو نمي وقف الناس في عرفة يومي الجمعة والسبت لاختلاف الرؤية بين شيخ الحجاز الطبري وأمير الركب الشامي ..وهذا قد تكرر في السابق لأن كل ركب يعتمد على شيخه)
توفي أبو نمي عام 701هـ وقد خلف ثلاثين ولدا ..
وقد تنازع أبنائه على الأمارة وهم : رميثه وحميضه وعطيفه وأبو الغيث ومن نتائج النزاع قتل أبا الغيث .. ألتجأ حميضة للتتار واستعان بجيش منهم استعاد به الحكم ودعا للتتار .. أعان المماليك عطيفة فاستعاد الحكم عام 718هـ بعد أن قتل أخاه حميضة
( في عام 720هـ أحيأ الحجاج سنة كانت متروكة وهي يوم التروية حيث يصلي الناس بمنى خمسة فروض قبل الوقوف بعرفة)
وفي عام 730هـ استطاع رميثه أن يستولي على الحكم
( في هذا العام 730هـ وصل مع الحج العراقي فيل وقف معهم في جميع مواقف الحج ولكنه مات قبل بلوغ المدينة )
في عام 743هـ مات عطيفة في مصر وبذا بقي رميثة بدون منازع من إخوته .. وأخيرا تنازل بالحكم لابنه عجلان عام 746هـ
3)
عجلان بن رميثه وإخوانه
شعر عجلان أن أخويه سند ومغامس يتطلعان إلى مشاركته في الحكم فأبعدهما إلى وادي نخلة ثم الحق بهما أخاه الثالث ثقبه.. فأتى إليه كتاب من سلطان المماليك الكامل يخبره بأن إخوانه وصلوا لمصر وتم القبض عليهم ..
وفي العام التالي 747هـ أطلق المماليك إخوة عجلان وطلبوا منه أن يشاركوه الحكم
استطاع أخوة عجلان أن يجلوه إلى مصر ولكنه يعود عام 750هـ ويجليهم إلى اليمن
( في عام 751هـ وبمساعدة القوات المصرية تم القبض على ملك اليمن علي بن المؤيد وأرسل إلى مصر فأعيد إلى بلده ولكن عن طريق الحجاز فقبض عليه بينبع ونفي إلي سوريا ثم أعيد إلى بلاده)
واستمر النزاع بين عجلان وأخيه ثقبه مرة ينتصر ثقبة ومرة ينتصر عجلان
وتم القبض على ثقبة وسجن بمصر وأطلق سراحه فعاد للحجاز ولم يكف عن مناوئة
عجلان فطلب سلطان مصر منهما الحضور فرفضا ذلك فعزلهما .. فتم تولية أخيهما سند مع ابن عمه محمد بن عطيفه وتم القبض على عجلان وثقبه وتم سجنهما بمصر
وبذا تكون البلاد منذ هذا التاريخ 760هـ محتله احتلالا عسكريا وتابعة للمماليك مباشرة
قام الأشراف بالثورة على الجنود التابعين للمماليك وطردوهم وأسروا بعضهم وباعوهم
في الأسواق .. فأمر الملك الصالح بتجهيز قوة لاستئصال الأشراف ولم يتم ذلك لأن المماليك ثاروا عليه وسجنوه ..
عاد عجلان وأخيه من مصر ومعهم قوة استطاعا أن يستردا الحكم وتوفي ثقبة فأصبح عجلان حاكما لوحده
توفي عجلان عام 777هـ وتولى مكانه ابنه أحمد
واستمرت علاقته الطيبة بالمماليك الأتراك بمصر والدعاء لهم وعند سقوطهم وقيام المماليك الشراكسه مكانهم أرسل لهم مهنئا ومؤيدا ..
في 788هـ توفي عجلان وتولى الإمارة ابنه محمد وكان صغير السن
قام محمد بالقبض على بعض أهل بيته وأقاربه وسجنهم واستطاع ابن عمه عنان بن مغامس الفرار حتى وصل إلى مصر
مات محمد أثر طلق ناري في حفل المحمل المصري الذي دعي إليه ربما كان مقصودا
لأن عنان كان مرافقا للمحمل وأعلن نفسه أميرا بعد الحادث وهذا ما تم له..
وقامت معارك وثورات بين عنان وأنصاره وبين كبيش عم محمد والوصي عليه وأخوة محمد وعمومته فأصدر الشراكسه أمرا بتولية علي بن عجلان أخ المقتول
واستمر في الحكم إلا أنه حدثت خلافات مع جماعته الأشراف وقتل عام 797هـ
فقام بالحكم بعده أخوه محمد بن عجلان
وفي عهده صارت فوضى كبيره بالبلاد وتعرض الحجاج والسكان للبلاء
فتم تولية أخيه حسن مكانه..
(4)
تولى الحكم حسن بن عجلان
وكان حسن حازما وقويا وبدأ بتصحيح الأوضاع حتي مع أقاربه الأشراف وقضى على كثير منهم.. وكان قويا بحيث فكر في غزو اليمن ..واستطاع أن يساعد في طرد الثوار من المدينة المنورة
(ألغى بدع قيام المؤذنون بالتغني بالمدائح النبوية على المآذن والاحتفال بليالي ختم القرآن في رمضان وغيرها .. ثم أعيدت .. وألغيت ثم أعيدت)
في عام 818هـ استولى على مكة رميثة بن محمد بن عجلان بمساعدة الشراكسة بمصر وأجلى عمه حسن منها ..
ولكن استعاد حسن الحكم عام 819هـ بتأييد من الشراكسه ..
في عام 820هـ حاول بعض الأشراف العصيان والولاية لبعض بني عمه ولكنه قضي عليهم وفي هذا العام وصل من مصر ابنه بركات وأشركه معه في الحكم ..
ثم تنازل بالحكم لأبنيه بركات وإبراهيم .. وحاول إبراهيم طرد أخيه فتم عزله ..
قام الشراكسه بتعيين علي بن عنان بن رميثة عام 827هـ وسلم بذلك حسن دون اعتراض.. وغادر إلى مصر .. ولكنه عاد وابنه بركات للحكم عام 828هـ وتوفي عام 829هـ ..
تولى الأمارة بركات وجعل أخيه إبراهيم نائبا له ..
( في هذا العام بدأت تصل مكة مراكب الحجاج الهنود وبكثرة )
(وأبطل بركات تقبيل خف جمل المحمل)
عام 845هـ تولى الحكم أخيه علي بن حسن بتعيين من الشراكسه فتوجه بركات لليمن ومنها عاد ليهاجم أخيه ولم ينجح ..
دب خلاف بين علي بن حسن وأخيه إبراهيم فقام قائد الجند الشركس بالقبض عليهما وعزلهما وساقوهما إلى مصر وتم تعيين أخاهما ابو القاسم بن حسن عام 846هـ ..
عاد بركات واستولى على الحكم وأيده الشراكسه عام 851هـ
بل وبالغ الشراكسه في استقباله بمصر عند زيارته لهم ..
واستمر حتى عام 859هـ حيث توفي ( وبعد الصلاة عليه طافوا به سبعا كما هي عادتهم)
(5)
أوصى بركات بالحكم من بعده لابنه محمد
وكان محمد عالما ومشجعا للعلم والعدل .. يقضا لأمور المسلمين واستمر في حكمه 43 عاما وقد أشرك ابنه بركات الثاني بالحكم وتوفي محمد في 903هـ
وحزن عليه أهل مكة كثيرا وله من الأولاد 16 ولدا غير الإناث
ومن أشهر أولاده بركات وأحمد جازان وهزاع وقايتباي وعلي وراجح ..
تولى الحكم بركات وأشرك معه أخاه هزاع وتم التأييد له من الشراكسة
أختلف هزاع مع أخيه فذهب لينبع وجمع جيشا ثم انضم مع الركب المصري عام 904هـ ضد أخيه بركات وقامت بينهما معركة كبيرة انتصر فيها هزاع وفر بركات إلى جدة ثم تم الصلح بين الاخوين .. ولكن عام 907هـ قامت بينهما حرب وانهزم بركات
إلى الليث وفي نفس العام توفي هزاع
فاجتمع أهل الحل والعقد بمكة بحضور قاضي مكة بن ظهيره واتفقوا على تولية أحمد الجازاني وكتبوا بذلك إلى ملك الشركس بمصر
وقام بجمع بعض الأموال ووزعها على العسكر لإرضائهم ثم إنتقل لجدة مع بعض القوات وأوقع فيها السلب والنهب لأنهم لا يميلون إليه ..
وخلال أسبوعين من الحكم وصل أخيه بركات ومعه مرسوم تعيينه أميرا على مكة
واستلم الحكم وقرر أخذ مبالغ مضاعفة كقرض لمن تبرع لأخيه أحمد
وأنتقم بشدة من القاضي بن ظهيرة لترشيحه أخيه بالإمارة فقد صادر أملاكه وأملاك أولاده وبناته بل ونفاهم إلى جزيرة فقام نائبه على الجزيرة بإغراقهم في عرض البحر
وبعد بضعة أشهر عاد أخوه أحمد الجازاني لحربه فهزمه .. ثم عاد وكر عليه ثانية
وكان بركات مريضا فخرج من مكة إلى طريق اليمن .. فدخلها أحمد منتصرا
وأعمل فيها سلبا ونهبا وانتقاما ممن وقف مع أخيه ..
ثم قامت بينهما بعض المعارك فأنتصر في الأولى ثم التف عليه بركات واحتل مكة
ثم لم يستطع أحمد جازان بهجومين مضادين أن يسترجع مكة ولكنه في الثالثة انتصر
وفي عام 909هـ مات أحمد مقتولا بالمطاف بإيعاز من أخيه حميضة
وقام عما ل الجنائز بدفنه ببعض ثيابه بلا غسل ولا صلاة ولم يشيعه أحد ..
(6)
وأعلن حميضة بن محمد بن بركات توليه الأمارة
ووافق السلطان الغوري ولكن أخوه بركات عاد على رأس جيش استطاع أن يجمعهم من بعض القبائل من بني عقبة وبني لام وغيرهم واستولى على الحكم بعد أن فر أخيه حميضة في 12 الحجة عام 909هـ وطلب بركات تأييد السلطان الغوري وسرعان ما وافق..وفي عام 913هـ قام بركات بتأديب القبائل التي نهبت البيوت بمكة مع أخيه كما أحضر الخارجين الذين أخذوا أتاوات من الحجاج وقطع أعناقهم وأرسل بعضهم إلى مصر وأعدموا هناك..
وأوفد بركات في عام 915هـ هدايا نفيسة إلى السلطان الغوري وهي المرة الأولى
فقد كانت الهدايا هي التي تصل ولا يتم بعثها ..
في عام 918هـ دعا السلطان الغوري بركات لزيارة مصر ولكنه اعتذر لكبر سنه
وأرسل ابنه محمد أبا نمي وكان عمره ثمان سنوات مع قاضيي مكة وقوبلوا بحفاوة بالغة حتى أن السلطان الغوري قبل يد الصبي وكتب له مرسوما يحق له مشاركة أبيه بالحكم
( وفي هذا العهد بدأ هجوم البرتقال على الهند والبحر الأحمر فأرسل الغوري جيشا من الترك والمغاربة إلى جدة ليدافعوا عنها بقيادة حسين الكردي ..الذي بنى سورا حولها وأبراج للدفاع كما أرسل قوة بحرية إلى جزيرة كمران لتكون قاعدة حربية للدفاع عن
البلاد وكان من حرصه وجبروته أن بنى السور على أحد البنائين الذي تأخر في عمله)
وبذا أصبح حسن كردي أميرا على جدة وظل بها حتى نهاية عهد الشراكسة
حتى تم قتله غرقا في البحر من قبل العثمانيين
واستمر بركات في حكم مكة المكرمة بعدل وحكمة حتى عالم 923هـ حيث سقطت دولة الشراكسة واحتلت القوات العثمانية القاهرة..
انتهى
(المرجع : تاريخ مكة الجزء الأول لأحمد السباعي)
_______________________
الاشراف آل عون العبادلة
هم الاشراف العبادلة ينتسبون الى الشريف عبدالله بن الحسن ابن أبا نمي وهو أحد أمراء مكة المكرمة لفترة قصيرة وأشتهر بالعلم والصلاح وعزوفه عن طلب السلطة وتوليه الامارة ، وكان إتمام بناء البيت الحرام ( الكعبة ) على يده عام 1040 هـ وهي على حالها حتى اليوم وتوفي عام 1041هـ (1)
وينتمي إليه جميع افخاذ الاشراف العبادلة بالحجاز وهو جد الأشراف آل عون (2 ) الذي ينقسمون إلى فرعين رئيسين :
1. آل عبدالمعين بن عون، وهم فرعين:
أ- آل محمد بن عبدالمعين بن عون وفيهم حكم الحجاز سابقاً وحكم العراق سابقاً وحكم الاردن إلى اليوم .
ب-آل هزاع بن عبدالمعين بن عون .
2. آل ناصر بن فواز بن عون وهم ثلاثة فروع :
أ-ذوي فواز بن ناصر في القيم من ضواحي الطائف .
ب-ذوي هزاع بن ناصر في رحاب من ضواحي الطائف .
ج-ذوي هاشم بن عون بن ناصر في رحاب من ضواحي الطائف .
وهم الذين حكموا الحجاز ابتداء من عام 1243هـ حتى نهايتهم عام 1343هـ وبالتالي إنضمام الحجاز تحت راية الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ومن ثم قيام المملكة العربية السعودية رعاها الله .
وقد كانت ولاية الحجاز للاشراف آل عون بعد إنقضاء الفترة التي حكم فيها الاشراف ذوي زيد ما يقارب 250 سنة للحجاز وانتهائهم عام 1243هـ واستلم من بعدهم أبناء عمومتهم الاشراف آل عون على يد الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون بن محسن بن عبدالله بن حسين بن عبدالله( جد العبادلة) (3) ابن الحسن ابن ابو نمي ،وقد تداول الحكم فيما بينهم إبتداء من :
1.محمد بن عبدالمعين بن عون (4):
تولى أمارة الحجاز من عام 1243هـ إلى أن توفي عام 1274 وقد وطد الأمر له ولآل عون في الحجاز بعد قيامه بمعارك وغزوات عديدة تخللتها فترات إنقطاع يعود الأمر فيها إلى بعض الأمراء من آل زيد بموجب التكاليف السلطانية وتوفي عام 1274هـ .
2.علي بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
أمير بالوكالة ولم يدم طويلاً من عام 1274هـ إلى عام 1275هـ .
3. عبدالله بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
تولي في رمضان عام 1275هـ وحكمه عشرون عام وقد غزى غزوات وخاض معارك طويلة إلى الشرق والجنوب من الحجاز ومرض ومات عام 1294هـ .
4. الحسين بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
ولي عام 1294هـ وقام ببعض الغزوات التي كتبت له فيها الظفر ، توفي عام 1297هـ علي يد رجل افغاني أغتاله غدراً وهو راكب على فرسه أوهمه أنه يريد تقبيل يده .
5. عبدالاله باشا بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
أمير وكاله عام 1299هـ .
6. عون الرفيق بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
تولى عام 1299هـ ، حتى وفاته عام 1323هـ .
7. الشريف علي بن عبدالله بن محمد بن عون :
تولى عام 1323هـ في الطائف حتى عام 1326هـ وعزل ورحل إلى القاهرة وتوفي فيها عام 1360هـ .
8. الشريف عبدالاله بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
صدر الأمر بتوليه وهو في الاستانة وفي طريقه إلى مكه توفي وبذلك لم يجلس على الحكم .
9. الشريف الحسين بن علي بن محمد بن عبدالمعين بن عون :
تولي عام 1327هـ ، خاض العديد من المعارك والغزوات وهو قوي الشخصية وكثرت الخلافات بينه وبين الدولة العثمانية خاصة بعد قيام حزب ( الاتحاد والترقي ) التركي الذي أحتقر العرب وأتخذ مبدأ التتريك للعناصر القيادية (5) بالدولة مما سبب تنامي روح النقمة والتحدي لدى العرب في كلاًمن الحجاز وديار الشام والعراق على الترك والدعوة إلى الإنفصال عن الدولة العثمانية ووافق ذلك هوى في نفس الشريف الحسين بن علي برغبته في التحرر نهائياً عن الترك والدولة العثمانية ولذلك فاوض الشريف الحسين الانجليز بنصرته في محاربة الدولة العثمانية لرغبتهم هم ايضاً في القضاء عليها نظراً لان الترك حلفاء للألمان .
وبذلك يكون الحسين بن علي مفجراً ورائداً للثورة العربية ضد الأتراك وأطلق الرصاصة الاولى في 9 شعبان 1334هـ وبذلك أستقل بالحجاز كاملاً وابنه فيصل إلى سوريا فاتحاً ومنهياً حكم الدولة العثمانية .
وكان من قادة جيشه كلاً من ابناءه فيصل وعبدالله وعلي وزيد ومعهم أبناء عمومتهم في الطائف الفرع الثاني لاسرة آل عون وهم الاشراف ذوي ناصر بن فواز بن عون وكذلك من ابناء الشريف هزاع بن عبدالمعين بن عون وكان لهم صولات وجولات مع الحسين ومع ابنائه فيصل وعبدالله مثال الشريف عبدالله بن ناصر الذي كان وكيلاً للامارة والشريف زيد بن فواز وأولاده الشريف شاكر بن زيد وحمود بن زيد وكذلك من الاشراف شرف بن راجح والشريف سلطان بن راجح والشريف فهد بن شاكر والشريف ناصر بن هزاع والشريف حامد بن حمود بن هزاع والشريف ناصر بن حمود بن هزاع .
ولكن لم يدم أمر التحرير هذا طويلاً إذا أن الخلافات السابقة بين الحسين بن علي والشريف خالد بن لؤي أحد أبناء عمومتهم من العبادلة قد أستفحل كثيراً وترك جيش الثورة العربية الذي كان مشاركاً فيها من بدايتها من الطائف ومكة حتى وصل إلى العيص قرية شمال المدينة المنورة وتركهم وأنظم إلى الملك عبدالعزيز بن سعود رحمه الله وتأييده في الخلاف الذي بينه وبين الشريف حسين بن علي من ما حدى به إلى قيادة جيوش الاخوان التابعة للملك عبدالعزيز وانتهى به الأمر إلى هزيمة عبدالله بن الحسين في تربة عام 1337هـ ثم توجه ابن لؤي إلى الطائف واحتلها عام 1343هـ ثم إلى مكة عام 1344هـ مما أضطر الشريف الحسين بن علي إلى التنازل عن السلطة لابنه علي ابن الحسين وخرج من الحجاز بناءاً على رغبة الانجليز فنفي إلى جزيرة قبرص راكباً على احد البواخر مبحراً من جدة مردداً البيت التالي عند ركوبه
مشيناها خطـىً كتبـت علينـا ---- ومن كتبت عليه خطىً مشاها (6)
ثم تلى ذلك تسليم الحجاز صلحاً للملك عبدالعزيز بإتفاق سمي بإتفاق جدة بين الملك عبدالعزيز والملك علي ابن الحسين رحمها الله .
وبذلك انتهى أمر الحجاز للملك عبدالعزيز بن سعود وانتهاء حكم الاشراف نهائياً عام 1344هـ .
أما ابناءه بعد نجاح الثورة في ديار الشام أستقر عبدالله في الأردن وأنشأ أولاً أمارة ثم مملكة سميت بالمملكة الأردنية الهاشمية وهي قائمة إلى الآن .
ابنه فيصل أستقر به الحال في دمشق وحاكماً لسورياً لمدة سنتين إلى أن احتلها الفرنسيون عام 1920م وأخرجوه منها . ولما أستفحلت ثورة العراقيين ضد الانجليز استعانوا بفيصل على تولي العرش ثم أصبح العراق تحت الحكم الهاشمي من عام 1921م وأستمر إلى أن سقطت العائلة الهاشمية المالكة في إنقلاب دموي أزاحهم عن حكم العراق عام 1958م .
واشتهر الكثير من آل عون بالشعر منهم الشريف محمد بن عون نفسه والملك الحسين بن علي والملك عبدالله بن حسين ومن عرف ايضاً منهم بقوة الشعر وجزالته أمثال الشريف زيد بن فواز وابنه حمود بن زيد والشريف محسن بن هزاع بن ناصر في رحاب والشريف عبدالله بن هزاع ويعد الشريف زيد بن فواز والشريف عبدالله بن هزاع الأشهر شعراً على الاطلاق في آل عون وفي الحجاز عموما .
______________________
النزاع السعودي-الهاشمي
كان
الشريف حسين –حاكم الحجاز- يكن كراهية شديدة لابن سعود؛ لأنه يقف بعناد
أمام مطامحه وآماله كملك للعرب، لذلك كان كثيرًا ما يتعاون مع أعدائه
ويمدهم بالمال والسلاح لقتاله، فساند آل رشيد وآل عائض، لذا كانت العلاقات
بينهما متوترة للغاية، ولم تفلح وساطات الإنجليز في تخفيف حدة العداء
بينهما، ولم يكن يفصل بين نجد والحجاز سوى جبل حضن الذي تقع فيه قرية
الخرمة وتربة التي اختلف عليهما العاهلان، فاحتلها الشريف حسين بدعم من
وزير الخارجية البريطاني كيرزون، أما حكومة الهند التابعة للإنجليز فكانت
تؤيد "ابن سعود"، ومالت الأجهزة البريطانية إلى التحزب لآرائها، غير أن
العلاقة بين الشريف حسين والإنجليز تصدعت مع إعلان الحسين نفسه خليفة
للمسلمين دون التشاور مع الإنجليز الذين كانوا يريدون القضاء على فكرة
الخلافة إلى الأبد، فمالت الكفة لصالح ابن سعود ونجحت القوات السعودية في
الاستيلاء على تربة بعد الانتصار على الهاشميين وبذلك أصبح الطريق مفتوحًا
إلى باقي المدن الحجازية، فاستولى السعوديون على الطائف في (صفر 1343هـ =
سبتمبر 1924م)، ثم واصلوا سيرهم وانتصروا على الهامشيين في وقعة "الهدا"،
فأصبح الطريق مفتوحًا إلى مكة، فدخلوها محرمين بالعمرة منكسي الأسلحة في
(17 ربيع أول 1343هـ = 16 أكتوبر 1924م) ثم واصلت القوات السعودية سيرها
فدخلت ميناء رابغ وقنفذة وينبع، واستسلمت حامية المدينة المنورة.
وبدأ
الخناق يضيق على الشريف حسين وكانت حماسة الإخوان (قوات ابن سعود) سببًا
هامًا في التفوق على الهاشميين رغم كثرة أسلحتهم وحداثتها، يضاف إلى ذلك
حياد بريطانيا التي لم تقدم أية مساعدة إلى حليفها السابق الشريف حسين،
فعندما رأت انهياره السريع تركته ينهار لتسدل الستار على شخصه وملكه، وكان
أقصى ما قدمته له هو أن توسطت لدى ابن سعود لعقد صلح، ينص على استسلام
الشريف ومغادرته البلاد، وبذلك انتهى حكم الأشراف في الحجاز، ونودي بعبد
العزيز ملكًا على نجد والحجاز في (15 جمادى الثانية 1345هـ = 10 يناير
1926م) وأصبح لقبه الجديد "ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها" واعترف به
السوفييت وبريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ثم عقد معاهدة جدة في (1346هـ
= 1927م) وألغى معاهدة دارين وتحقق الاستقلال الكامل لبلاده ولقبه
الإنجليز بـ"نابليون الجزيرة العربية".
كتبها
الشريف محسن بن طائل آل عون العبدلي
الجمعة 19/04/1429هـ - 25 ابريل 2008م
صاحب المشجرة العونية
ص.ب 183 الحوية
المملكة العربية السعودية
راجعه البحث كلاً من:
الشريف فوزان بن سلطان العبدلي
الشريف عبدالله بن نايف العبدلي
المراجع :
• تاريخ أمراء مكة المكرمة لعارف احمد عبدالغني في دمشق 3 رجب 1412هـ .
• تاريخ مكة لأحمد السباعي الطبعة السادسة 1404هـ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الحاشية :
1تاريخ مكه للسباعي ، تاريخ آمراء مكة لعارف احمد عبدالغني
2 نفس المصادر
3تاريخ مكة للسباعي .
الفقرة من 1 إلى 4 مصدرها ، تاريخ مكه للسباعي ، وتاريخ امراء مكة لعارف احمد عبدالغني
5 تاريخ مكه للسباعي .
6 المصدر : قصة حكم الاشراف وابن سعود د. علي الوردي ص 290
صورة: الأشراف وحكم الحجاز (خلال الفترة 358ــ920هـ) نبذة مختصرة (1) لقب الشريف أطلق في الأصل من الفاطميين على حكام مكة من أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب وفي نفس الوقت أطلقوا لقب السيد على أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب. وأعتقد أن اللقب توسع ليشمل أبناء علي كرم الله وجهه إن لم يكن أكثر من ذلك.. وأول من تولى الحكم منهم: جعفر بن محمد من أحفاد موسى الجون الذي انتهز قرب سقوط دولة الإخشيد على يد الدولة الفاطمية فثار علي الإخشيد وأستقل بحكم مكة في عام 358هـ ويعتبر بذلك مؤسس حكم الطبقة الأولى من الأشراف ويسمونهم الموسويين.. هادن جعفر الدولة الفاطمية وزاد في الأذان ( حي على خير العمل ) ويدعو في منبر الحرم للخليفة الفاطمي .. وبدأ النزاع بين العباسيين والفاطميين على الدعاء من على منبر مكة ..واستمر حكم جعفر وأبنائه حتى عام 453هـ حيث توفي شكر بن أبي الفتوح بن جعفر ولم يخلف .. فتولى الحكم من الطبقة الثانية من الأشراف : السليمانيون ولكن لم يستمروا بالحكم كثيرا فبعد عامين فقط .. استولى على مكة صاحب اليمن علي محمد الصليحي.. وعاد الصليحي إلى اليمن بعد أن أختار لحكمها محمد بن جعفر بن محمد ويمثل الطبقة الثالثة من الحكم واستمر بالدعاء للفاطميين وفي عهد خلفائه مرة للفاطميين وأخرى للعباسيين وبدأ نفوذ الدولة الزنكية بالشام في عهد عيسى بن فليته حفيد جعفر .. وأخذ يدعو للدولة الزنكية مع الفاطمية وذلك عام 557هـ ولكن صلاح الدين الأيوبي عام 567هـ طلب أن يكون الدعاء للدولة العباسية وبعد أن وطد حكمه طلب أن يضاف اسمه معهم ولما مات عيسى عام 570هـ عهد بالإمارة لابنه داود فتمت مهاجمته من العباسيين واجلوه من مكة ثم نفس الشيء مع أخيه مكثر وضموا أمارة مكة إلي أمير المدينة إلا أنهم أعادوا داود للأمارة ثم عزلوه وأتوا بمكثر و عزلوه وهكذا حتى عام 597هـ.. 2) حيث استولى على الحكم قتادة بن إدريس وهو يمثل الطبقة الرابعة من الأشراف وقتادة وقومه ظواعن بادية .. جمع قومه ومضى إلى ينبع فاحتلها بعد أن أجلى أمراءها من بني عمومته .. ثم سار إلى مكة واستخلصها لنفسه بعد أن أجلى عنها مكثر عام 597هـ .. وتوسع في حكمه ليشمل المدينة والطائف وبعد وفاة قتادة تولى الحكم ابنه حسن إلا أن أخاه راجح وبمساعدة صاحب اليمن الملك المسعود طرد أخيه حسن وأصبح الحكم بيد المسعود عام 620هـ حتى وفاته عام 626هـ وبوفاته اضطربت الأحوال بمكة فأصبحت عرضة للحروب بين اليمن ممثلة بابن رسول الذي أعلن نفس ملكا عليها والدولة الأيوبية حتى عام 647هـ وفي ذلك العام أنطلق من ينبع الحسن بن علي بن قتاده واستولى على مكة وساعده ابنه أبو نمي .. (في عام 648هـ سقطت دولة الأيوبين على يد المماليك) (وفي عام 655هـ سقطت الدولة العباسية على يد التتار) هذا وفي عام 651هـ هاجم مكة جماز بن الحسن بن قتاده واستولى على الحكم إلا أن راجح الحاكم السابق هجم على مكة واستعاد الحكم منه وفي عام 652هـ قام غانم بن راجح بانتزاع الحكم من أبيه وبعد أشهر قام عليه من بني عمومته إدريس وأبو نمي وتوليا الحكم إلا أن ملك اليمن بن رسول حاربهما واستولى على الحكم ثم كرا عليه واستوليا على الحكم ثم انفرد أبو نمي بالحكم والدعاء بالحرم أصبح مرة لبني رسول باليمن وأخرى للمماليك بمصر ( في عام 688هـ في عهد أبو نمي وقف الناس في عرفة يومي الجمعة والسبت لاختلاف الرؤية بين شيخ الحجاز الطبري وأمير الركب الشامي ..وهذا قد تكرر في السابق لأن كل ركب يعتمد على شيخه) توفي أبو نمي عام 701هـ وقد خلف ثلاثين ولدا .. وقد تنازع أبنائه على الأمارة وهم : رميثه وحميضه وعطيفه وأبو الغيث ومن نتائج النزاع قتل أبا الغيث .. ألتجأ حميضة للتتار واستعان بجيش منهم استعاد به الحكم ودعا للتتار .. أعان المماليك عطيفة فاستعاد الحكم عام 718هـ بعد أن قتل أخاه حميضة ( في عام 720هـ أحيأ الحجاج سنة كانت متروكة وهي يوم التروية حيث يصلي الناس بمنى خمسة فروض قبل الوقوف بعرفة) وفي عام 730هـ استطاع رميثه أن يستولي على الحكم ( في هذا العام 730هـ وصل مع الحج العراقي فيل وقف معهم في جميع مواقف الحج ولكنه مات قبل بلوغ المدينة ) في عام 743هـ مات عطيفة في مصر وبذا بقي رميثة بدون منازع من إخوته .. وأخيرا تنازل بالحكم لابنه عجلان عام 746هـ 3) عجلان بن رميثه وإخوانه شعر عجلان أن أخويه سند ومغامس يتطلعان إلى مشاركته في الحكم فأبعدهما إلى وادي نخلة ثم الحق بهما أخاه الثالث ثقبه.. فأتى إليه كتاب من سلطان المماليك الكامل يخبره بأن إخوانه وصلوا لمصر وتم القبض عليهم .. وفي العام التالي 747هـ أطلق المماليك إخوة عجلان وطلبوا منه أن يشاركوه الحكم استطاع أخوة عجلان أن يجلوه إلى مصر ولكنه يعود عام 750هـ ويجليهم إلى اليمن ( في عام 751هـ وبمساعدة القوات المصرية تم القبض على ملك اليمن علي بن المؤيد وأرسل إلى مصر فأعيد إلى بلده ولكن عن طريق الحجاز فقبض عليه بينبع ونفي إلي سوريا ثم أعيد إلى بلاده) واستمر النزاع بين عجلان وأخيه ثقبه مرة ينتصر ثقبة ومرة ينتصر عجلان وتم القبض على ثقبة وسجن بمصر وأطلق سراحه فعاد للحجاز ولم يكف عن مناوئة عجلان فطلب سلطان مصر منهما الحضور فرفضا ذلك فعزلهما .. فتم تولية أخيهما سند مع ابن عمه محمد بن عطيفه وتم القبض على عجلان وثقبه وتم سجنهما بمصر وبذا تكون البلاد منذ هذا التاريخ 760هـ محتله احتلالا عسكريا وتابعة للمماليك مباشرة قام الأشراف بالثورة على الجنود التابعين للمماليك وطردوهم وأسروا بعضهم وباعوهم في الأسواق .. فأمر الملك الصالح بتجهيز قوة لاستئصال الأشراف ولم يتم ذلك لأن المماليك ثاروا عليه وسجنوه .. عاد عجلان وأخيه من مصر ومعهم قوة استطاعا أن يستردا الحكم وتوفي ثقبة فأصبح عجلان حاكما لوحده توفي عجلان عام 777هـ وتولى مكانه ابنه أحمد واستمرت علاقته الطيبة بالمماليك الأتراك بمصر والدعاء لهم وعند سقوطهم وقيام المماليك الشراكسه مكانهم أرسل لهم مهنئا ومؤيدا .. في 788هـ توفي عجلان وتولى الإمارة ابنه محمد وكان صغير السن قام محمد بالقبض على بعض أهل بيته وأقاربه وسجنهم واستطاع ابن عمه عنان بن مغامس الفرار حتى وصل إلى مصر مات محمد أثر طلق ناري في حفل المحمل المصري الذي دعي إليه ربما كان مقصودا لأن عنان كان مرافقا للمحمل وأعلن نفسه أميرا بعد الحادث وهذا ما تم له.. وقامت معارك وثورات بين عنان وأنصاره وبين كبيش عم محمد والوصي عليه وأخوة محمد وعمومته فأصدر الشراكسه أمرا بتولية علي بن عجلان أخ المقتول واستمر في الحكم إلا أنه حدثت خلافات مع جماعته الأشراف وقتل عام 797هـ فقام بالحكم بعده أخوه محمد بن عجلان وفي عهده صارت فوضى كبيره بالبلاد وتعرض الحجاج والسكان للبلاء فتم تولية أخيه حسن مكانه.. (4) تولى الحكم حسن بن عجلان وكان حسن حازما وقويا وبدأ بتصحيح الأوضاع حتي مع أقاربه الأشراف وقضى على كثير منهم.. وكان قويا بحيث فكر في غزو اليمن ..واستطاع أن يساعد في طرد الثوار من المدينة المنورة (ألغى بدع قيام المؤذنون بالتغني بالمدائح النبوية على المآذن والاحتفال بليالي ختم القرآن في رمضان وغيرها .. ثم أعيدت .. وألغيت ثم أعيدت) في عام 818هـ استولى على مكة رميثة بن محمد بن عجلان بمساعدة الشراكسة بمصر وأجلى عمه حسن منها .. ولكن استعاد حسن الحكم عام 819هـ بتأييد من الشراكسه .. في عام 820هـ حاول بعض الأشراف العصيان والولاية لبعض بني عمه ولكنه قضي عليهم وفي هذا العام وصل من مصر ابنه بركات وأشركه معه في الحكم .. ثم تنازل بالحكم لأبنيه بركات وإبراهيم .. وحاول إبراهيم طرد أخيه فتم عزله .. قام الشراكسه بتعيين علي بن عنان بن رميثة عام 827هـ وسلم بذلك حسن دون اعتراض.. وغادر إلى مصر .. ولكنه عاد وابنه بركات للحكم عام 828هـ وتوفي عام 829هـ .. تولى الأمارة بركات وجعل أخيه إبراهيم نائبا له .. ( في هذا العام بدأت تصل مكة مراكب الحجاج الهنود وبكثرة ) (وأبطل بركات تقبيل خف جمل المحمل) عام 845هـ تولى الحكم أخيه علي بن حسن بتعيين من الشراكسه فتوجه بركات لليمن ومنها عاد ليهاجم أخيه ولم ينجح .. دب خلاف بين علي بن حسن وأخيه إبراهيم فقام قائد الجند الشركس بالقبض عليهما وعزلهما وساقوهما إلى مصر وتم تعيين أخاهما ابو القاسم بن حسن عام 846هـ .. عاد بركات واستولى على الحكم وأيده الشراكسه عام 851هـ بل وبالغ الشراكسه في استقباله بمصر عند زيارته لهم .. واستمر حتى عام 859هـ حيث توفي ( وبعد الصلاة عليه طافوا به سبعا كما هي عادتهم) (5) أوصى بركات بالحكم من بعده لابنه محمد وكان محمد عالما ومشجعا للعلم والعدل .. يقضا لأمور المسلمين واستمر في حكمه 43 عاما وقد أشرك ابنه بركات الثاني بالحكم وتوفي محمد في 903هـ وحزن عليه أهل مكة كثيرا وله من الأولاد 16 ولدا غير الإناث ومن أشهر أولاده بركات وأحمد جازان وهزاع وقايتباي وعلي وراجح .. تولى الحكم بركات وأشرك معه أخاه هزاع وتم التأييد له من الشراكسة أختلف هزاع مع أخيه فذهب لينبع وجمع جيشا ثم انضم مع الركب المصري عام 904هـ ضد أخيه بركات وقامت بينهما معركة كبيرة انتصر فيها هزاع وفر بركات إلى جدة ثم تم الصلح بين الاخوين .. ولكن عام 907هـ قامت بينهما حرب وانهزم بركات إلى الليث وفي نفس العام توفي هزاع فاجتمع أهل الحل والعقد بمكة بحضور قاضي مكة بن ظهيره واتفقوا على تولية أحمد الجازاني وكتبوا بذلك إلى ملك الشركس بمصر وقام بجمع بعض الأموال ووزعها على العسكر لإرضائهم ثم إنتقل لجدة مع بعض القوات وأوقع فيها السلب والنهب لأنهم لا يميلون إليه .. وخلال أسبوعين من الحكم وصل أخيه بركات ومعه مرسوم تعيينه أميرا على مكة واستلم الحكم وقرر أخذ مبالغ مضاعفة كقرض لمن تبرع لأخيه أحمد وأنتقم بشدة من القاضي بن ظهيرة لترشيحه أخيه بالإمارة فقد صادر أملاكه وأملاك أولاده وبناته بل ونفاهم إلى جزيرة فقام نائبه على الجزيرة بإغراقهم في عرض البحر وبعد بضعة أشهر عاد أخوه أحمد الجازاني لحربه فهزمه .. ثم عاد وكر عليه ثانية وكان بركات مريضا فخرج من مكة إلى طريق اليمن .. فدخلها أحمد منتصرا وأعمل فيها سلبا ونهبا وانتقاما ممن وقف مع أخيه .. ثم قامت بينهما بعض المعارك فأنتصر في الأولى ثم التف عليه بركات واحتل مكة ثم لم يستطع أحمد جازان بهجومين مضادين أن يسترجع مكة ولكنه في الثالثة انتصر وفي عام 909هـ مات أحمد مقتولا بالمطاف بإيعاز من أخيه حميضة وقام عما ل الجنائز بدفنه ببعض ثيابه بلا غسل ولا صلاة ولم يشيعه أحد .. (6) وأعلن حميضة بن محمد بن بركات توليه الأمارة ووافق السلطان الغوري ولكن أخوه بركات عاد على رأس جيش استطاع أن يجمعهم من بعض القبائل من بني عقبة وبني لام وغيرهم واستولى على الحكم بعد أن فر أخيه حميضة في 12 الحجة عام 909هـ وطلب بركات تأييد السلطان الغوري وسرعان ما وافق..وفي عام 913هـ قام بركات بتأديب القبائل التي نهبت البيوت بمكة مع أخيه كما أحضر الخارجين الذين أخذوا أتاوات من الحجاج وقطع أعناقهم وأرسل بعضهم إلى مصر وأعدموا هناك.. وأوفد بركات في عام 915هـ هدايا نفيسة إلى السلطان الغوري وهي المرة الأولى فقد كانت الهدايا هي التي تصل ولا يتم بعثها .. في عام 918هـ دعا السلطان الغوري بركات لزيارة مصر ولكنه اعتذر لكبر سنه وأرسل ابنه محمد أبا نمي وكان عمره ثمان سنوات مع قاضيي مكة وقوبلوا بحفاوة بالغة حتى أن السلطان الغوري قبل يد الصبي وكتب له مرسوما يحق له مشاركة أبيه بالحكم ( وفي هذا العهد بدأ هجوم البرتقال على الهند والبحر الأحمر فأرسل الغوري جيشا من الترك والمغاربة إلى جدة ليدافعوا عنها بقيادة حسين الكردي ..الذي بنى سورا حولها وأبراج للدفاع كما أرسل قوة بحرية إلى جزيرة كمران لتكون قاعدة حربية للدفاع عن البلاد وكان من حرصه وجبروته أن بنى السور على أحد البنائين الذي تأخر في عمله) وبذا أصبح حسن كردي أميرا على جدة وظل بها حتى نهاية عهد الشراكسة حتى تم قتله غرقا في البحر من قبل العثمانيين واستمر بركات في حكم مكة المكرمة بعدل وحكمة حتى عالم 923هـ حيث سقطت دولة الشراكسة واحتلت القوات العثمانية القاهرة.. انتهى (المرجع : تاريخ مكة الجزء الأول لأحمد السباعي) _______________________ الاشراف آل عون العبادلة هم الاشراف العبادلة ينتسبون الى الشريف عبدالله بن الحسن ابن أبا نمي وهو أحد أمراء مكة المكرمة لفترة قصيرة وأشتهر بالعلم والصلاح وعزوفه عن طلب السلطة وتوليه الامارة ، وكان إتمام بناء البيت الحرام ( الكعبة ) على يده عام 1040 هـ وهي على حالها حتى اليوم وتوفي عام 1041هـ (1) وينتمي إليه جميع افخاذ الاشراف العبادلة بالحجاز وهو جد الأشراف آل عون (2 ) الذي ينقسمون إلى فرعين رئيسين : 1. آل عبدالمعين بن عون، وهم فرعين: أ- آل محمد بن عبدالمعين بن عون وفيهم حكم الحجاز سابقاً وحكم العراق سابقاً وحكم الاردن إلى اليوم . ب-آل هزاع بن عبدالمعين بن عون . 2. آل ناصر بن فواز بن عون وهم ثلاثة فروع : أ-ذوي فواز بن ناصر في القيم من ضواحي الطائف . ب-ذوي هزاع بن ناصر في رحاب من ضواحي الطائف . ج-ذوي هاشم بن عون بن ناصر في رحاب من ضواحي الطائف . وهم الذين حكموا الحجاز ابتداء من عام 1243هـ حتى نهايتهم عام 1343هـ وبالتالي إنضمام الحجاز تحت راية الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ومن ثم قيام المملكة العربية السعودية رعاها الله . وقد كانت ولاية الحجاز للاشراف آل عون بعد إنقضاء الفترة التي حكم فيها الاشراف ذوي زيد ما يقارب 250 سنة للحجاز وانتهائهم عام 1243هـ واستلم من بعدهم أبناء عمومتهم الاشراف آل عون على يد الشريف محمد بن عبدالمعين بن عون بن محسن بن عبدالله بن حسين بن عبدالله( جد العبادلة) (3) ابن الحسن ابن ابو نمي ،وقد تداول الحكم فيما بينهم إبتداء من : 1.محمد بن عبدالمعين بن عون (4): تولى أمارة الحجاز من عام 1243هـ إلى أن توفي عام 1274 وقد وطد الأمر له ولآل عون في الحجاز بعد قيامه بمعارك وغزوات عديدة تخللتها فترات إنقطاع يعود الأمر فيها إلى بعض الأمراء من آل زيد بموجب التكاليف السلطانية وتوفي عام 1274هـ . 2.علي بن محمد بن عبدالمعين بن عون : أمير بالوكالة ولم يدم طويلاً من عام 1274هـ إلى عام 1275هـ . 3. عبدالله بن محمد بن عبدالمعين بن عون : تولي في رمضان عام 1275هـ وحكمه عشرون عام وقد غزى غزوات وخاض معارك طويلة إلى الشرق والجنوب من الحجاز ومرض ومات عام 1294هـ . 4. الحسين بن محمد بن عبدالمعين بن عون : ولي عام 1294هـ وقام ببعض الغزوات التي كتبت له فيها الظفر ، توفي عام 1297هـ علي يد رجل افغاني أغتاله غدراً وهو راكب على فرسه أوهمه أنه يريد تقبيل يده . 5. عبدالاله باشا بن محمد بن عبدالمعين بن عون : أمير وكاله عام 1299هـ . 6. عون الرفيق بن محمد بن عبدالمعين بن عون : تولى عام 1299هـ ، حتى وفاته عام 1323هـ . 7. الشريف علي بن عبدالله بن محمد بن عون : تولى عام 1323هـ في الطائف حتى عام 1326هـ وعزل ورحل إلى القاهرة وتوفي فيها عام 1360هـ . 8. الشريف عبدالاله بن محمد بن عبدالمعين بن عون : صدر الأمر بتوليه وهو في الاستانة وفي طريقه إلى مكه توفي وبذلك لم يجلس على الحكم . 9. الشريف الحسين بن علي بن محمد بن عبدالمعين بن عون : تولي عام 1327هـ ، خاض العديد من المعارك والغزوات وهو قوي الشخصية وكثرت الخلافات بينه وبين الدولة العثمانية خاصة بعد قيام حزب ( الاتحاد والترقي ) التركي الذي أحتقر العرب وأتخذ مبدأ التتريك للعناصر القيادية (5) بالدولة مما سبب تنامي روح النقمة والتحدي لدى العرب في كلاًمن الحجاز وديار الشام والعراق على الترك والدعوة إلى الإنفصال عن الدولة العثمانية ووافق ذلك هوى في نفس الشريف الحسين بن علي برغبته في التحرر نهائياً عن الترك والدولة العثمانية ولذلك فاوض الشريف الحسين الانجليز بنصرته في محاربة الدولة العثمانية لرغبتهم هم ايضاً في القضاء عليها نظراً لان الترك حلفاء للألمان . وبذلك يكون الحسين بن علي مفجراً ورائداً للثورة العربية ضد الأتراك وأطلق الرصاصة الاولى في 9 شعبان 1334هـ وبذلك أستقل بالحجاز كاملاً وابنه فيصل إلى سوريا فاتحاً ومنهياً حكم الدولة العثمانية . وكان من قادة جيشه كلاً من ابناءه فيصل وعبدالله وعلي وزيد ومعهم أبناء عمومتهم في الطائف الفرع الثاني لاسرة آل عون وهم الاشراف ذوي ناصر بن فواز بن عون وكذلك من ابناء الشريف هزاع بن عبدالمعين بن عون وكان لهم صولات وجولات مع الحسين ومع ابنائه فيصل وعبدالله مثال الشريف عبدالله بن ناصر الذي كان وكيلاً للامارة والشريف زيد بن فواز وأولاده الشريف شاكر بن زيد وحمود بن زيد وكذلك من الاشراف شرف بن راجح والشريف سلطان بن راجح والشريف فهد بن شاكر والشريف ناصر بن هزاع والشريف حامد بن حمود بن هزاع والشريف ناصر بن حمود بن هزاع . ولكن لم يدم أمر التحرير هذا طويلاً إذا أن الخلافات السابقة بين الحسين بن علي والشريف خالد بن لؤي أحد أبناء عمومتهم من العبادلة قد أستفحل كثيراً وترك جيش الثورة العربية الذي كان مشاركاً فيها من بدايتها من الطائف ومكة حتى وصل إلى العيص قرية شمال المدينة المنورة وتركهم وأنظم إلى الملك عبدالعزيز بن سعود رحمه الله وتأييده في الخلاف الذي بينه وبين الشريف حسين بن علي من ما حدى به إلى قيادة جيوش الاخوان التابعة للملك عبدالعزيز وانتهى به الأمر إلى هزيمة عبدالله بن الحسين في تربة عام 1337هـ ثم توجه ابن لؤي إلى الطائف واحتلها عام 1343هـ ثم إلى مكة عام 1344هـ مما أضطر الشريف الحسين بن علي إلى التنازل عن السلطة لابنه علي ابن الحسين وخرج من الحجاز بناءاً على رغبة الانجليز فنفي إلى جزيرة قبرص راكباً على احد البواخر مبحراً من جدة مردداً البيت التالي عند ركوبه مشيناها خطـىً كتبـت علينـا ---- ومن كتبت عليه خطىً مشاها (6) ثم تلى ذلك تسليم الحجاز صلحاً للملك عبدالعزيز بإتفاق سمي بإتفاق جدة بين الملك عبدالعزيز والملك علي ابن الحسين رحمها الله . وبذلك انتهى أمر الحجاز للملك عبدالعزيز بن سعود وانتهاء حكم الاشراف نهائياً عام 1344هـ . أما ابناءه بعد نجاح الثورة في ديار الشام أستقر عبدالله في الأردن وأنشأ أولاً أمارة ثم مملكة سميت بالمملكة الأردنية الهاشمية وهي قائمة إلى الآن . ابنه فيصل أستقر به الحال في دمشق وحاكماً لسورياً لمدة سنتين إلى أن احتلها الفرنسيون عام 1920م وأخرجوه منها . ولما أستفحلت ثورة العراقيين ضد الانجليز استعانوا بفيصل على تولي العرش ثم أصبح العراق تحت الحكم الهاشمي من عام 1921م وأستمر إلى أن سقطت العائلة الهاشمية المالكة في إنقلاب دموي أزاحهم عن حكم العراق عام 1958م . واشتهر الكثير من آل عون بالشعر منهم الشريف محمد بن عون نفسه والملك الحسين بن علي والملك عبدالله بن حسين ومن عرف ايضاً منهم بقوة الشعر وجزالته أمثال الشريف زيد بن فواز وابنه حمود بن زيد والشريف محسن بن هزاع بن ناصر في رحاب والشريف عبدالله بن هزاع ويعد الشريف زيد بن فواز والشريف عبدالله بن هزاع الأشهر شعراً على الاطلاق في آل عون وفي الحجاز عموما . ______________________ النزاع السعودي-الهاشمي كان الشريف حسين –حاكم الحجاز- يكن كراهية شديدة لابن سعود؛ لأنه يقف بعناد أمام مطامحه وآماله كملك للعرب، لذلك كان كثيرًا ما يتعاون مع أعدائه ويمدهم بالمال والسلاح لقتاله، فساند آل رشيد وآل عائض، لذا كانت العلاقات بينهما متوترة للغاية، ولم تفلح وساطات الإنجليز في تخفيف حدة العداء بينهما، ولم يكن يفصل بين نجد والحجاز سوى جبل حضن الذي تقع فيه قرية الخرمة وتربة التي اختلف عليهما العاهلان، فاحتلها الشريف حسين بدعم من وزير الخارجية البريطاني كيرزون، أما حكومة الهند التابعة للإنجليز فكانت تؤيد "ابن سعود"، ومالت الأجهزة البريطانية إلى التحزب لآرائها، غير أن العلاقة بين الشريف حسين والإنجليز تصدعت مع إعلان الحسين نفسه خليفة للمسلمين دون التشاور مع الإنجليز الذين كانوا يريدون القضاء على فكرة الخلافة إلى الأبد، فمالت الكفة لصالح ابن سعود ونجحت القوات السعودية في الاستيلاء على تربة بعد الانتصار على الهاشميين وبذلك أصبح الطريق مفتوحًا إلى باقي المدن الحجازية، فاستولى السعوديون على الطائف في (صفر 1343هـ = سبتمبر 1924م)، ثم واصلوا سيرهم وانتصروا على الهامشيين في وقعة "الهدا"، فأصبح الطريق مفتوحًا إلى مكة، فدخلوها محرمين بالعمرة منكسي الأسلحة في (17 ربيع أول 1343هـ = 16 أكتوبر 1924م) ثم واصلت القوات السعودية سيرها فدخلت ميناء رابغ وقنفذة وينبع، واستسلمت حامية المدينة المنورة. وبدأ الخناق يضيق على الشريف حسين وكانت حماسة الإخوان (قوات ابن سعود) سببًا هامًا في التفوق على الهاشميين رغم كثرة أسلحتهم وحداثتها، يضاف إلى ذلك حياد بريطانيا التي لم تقدم أية مساعدة إلى حليفها السابق الشريف حسين، فعندما رأت انهياره السريع تركته ينهار لتسدل الستار على شخصه وملكه، وكان أقصى ما قدمته له هو أن توسطت لدى ابن سعود لعقد صلح، ينص على استسلام الشريف ومغادرته البلاد، وبذلك انتهى حكم الأشراف في الحجاز، ونودي بعبد العزيز ملكًا على نجد والحجاز في (15 جمادى الثانية 1345هـ = 10 يناير 1926م) وأصبح لقبه الجديد "ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها" واعترف به السوفييت وبريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ثم عقد معاهدة جدة في (1346هـ = 1927م) وألغى معاهدة دارين وتحقق الاستقلال الكامل لبلاده ولقبه الإنجليز بـ"نابليون الجزيرة العربية". كتبها الشريف محسن بن طائل آل عون العبدلي الجمعة 19/04/1429هـ - 25 ابريل 2008م صاحب المشجرة العونية ص.ب 183 الحوية المملكة العربية السعودية راجعه البحث كلاً من: الشريف فوزان بن سلطان العبدلي الشريف عبدالله بن نايف العبدلي المراجع : • تاريخ أمراء مكة المكرمة لعارف احمد عبدالغني في دمشق 3 رجب 1412هـ . • تاريخ مكة لأحمد السباعي الطبعة السادسة 1404هـ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ الحاشية : 1تاريخ مكه للسباعي ، تاريخ آمراء مكة لعارف احمد عبدالغني 2 نفس المصادر 3تاريخ مكة للسباعي . الفقرة من 1 إلى 4 مصدرها ، تاريخ مكه للسباعي ، وتاريخ امراء مكة لعارف احمد عبدالغني 5 تاريخ مكه للسباعي . 6 المصدر : قصة حكم الاشراف وابن سعود د. علي الوردي ص 290