قصائد في رسول الله صلى الله عليه وسلم )) : =
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات أنساب أون لاين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه القصيدة الأشهر من نار على علم إنها قصيدة البردة للشاعر الكبير / كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني رضي الله عنه وأرضاه والتي ألقاها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة المنورة عندما جاءه معتذرا ًويقول فيها :
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
= مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
= إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
= لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
= وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
= وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
= إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ
أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها
= إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم
= إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ
= لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ
فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ
= فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
= يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني
= وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال
= قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم
= أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ
= أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ
= مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ
مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً
= جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ
حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ
= في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ
لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ
= وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ
إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ
= مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم
= بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ
= عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ
شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ
= مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ
بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ
= كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
= ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ
لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ
= قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا
لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ
= ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ
وإليكم رائعة الشاعر الكبير / صفي الدين الحلي رحمه الله في مدح رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن سار على هدية واستن بسنته إلى يوم الدين .
فَيروزَجُ الصُبحِ أَم يا قوتَةُ الشَفَق
= بَدَت فَهَيَّجَتِ الوَرقاءَ في الوَرَقِ
أَم صارِمُ الشَرقِ لَمّا لاحَ مُختَضِباً
= كَما بَدا السَيفُ مُحمَرّاً مِنَ العَلَقِ
وَمالَتِ القُضبُ إِذ مَرَّ النَسيمُ بِها
= سَكرى كَما نُبِّهَ الوَسنانُ مِن أَرَقِ
وَالغَيمُ قَد نُشِرَت في الجَوِّ بُردَتُهُ
= سِتراً تُمَدُّ حَواشيهِ عَلى الأُفُقِ
وَالسُحبُ تَبكي وَثَغرُ البَرَّ مُبتَسِمٌ
= وَالطَيرُ تَسجَعُ مِن تيهٍ وَمِن شَبَقِ
فَالطَيرُ في طَرَبٍ وَالسُحبُ في حَربٍ
= وَالماءُ في هَرَبٍ وَالغُصنُ في قَلَقِ
وَعارِضُ الأَرضِ بِالأَنوارِ مُكتَمِلٌ
= قَد ظَلَّ يَشكُرُ صَوبَ العارِضِ الغَدِقِ
وَكَلَّلَ الطَلُّ أَوراقَ الغُصونِ ضُحىً
= كَما تَكَلَّلَ خَدُّ الخَودِ بِالعَرَقِ
وَأَطلَقَ الطَيرُ فيها سَجعَ مَنطِقَهِ
= ما بَينَ مُختَلِفٍ مِنهُ وَمُتَّفِقِ
وَالظِلُّ يَسرِقُ بَينَ الدَوحِ خُطوَتَهُ
= وَلِلمِياهِ دَبيبٌ غَيرُ مُستَرَقِ
وَقَد بَدا الوَردُ مُفتَرّاً مَباسِمُهُ
= وَالنَرجِسُ الغَضُّ فيها شاخِصُ الحَدَقِ
مِن أَحمَرٍ ساطِعٍ أَو أَخضَرٍ نَضِرٍ
= أَو أَصفَرٍ فاقِعٍ أَو أَبيَضٍ يَقَقِ
وَفاحَ مِن أَرَجِ الأَزهارِ مُنتَشِراً
= نَشرٌ تَعَطَّرَ مِنهُ كُلُّ مُنتَشِقِ
كَأَنَّ ذِكرَ رَسولِ اللَهِ مَرَّ بِها
= فَأُكسِبَت أَرَجاً مِن نَشرِهِ العَبِقِ
مُحَمَّدُ المُصطَفى الهادي الَّذي اِعتَصَمَت
= بِهِ الوَرى فَهَداهُم أَوضَحَ الطُرُقِ
وَمَن لَهُ أَخَذَ اللَهُ العُهودَ عَلى
= كُلِّ النَبِيِّنَ مِن بادٍ وَمُلتَحِقِ
وَمَن رَقي في الطِباقِ السَبعِ مَنزِلَةً
= ما كانَ قَطَّ إِلَيها قَبلَ ذاكَ رَقي
وَمَن دَنا فَتَدَلّى نَحوَ خالِقِهِ
= كَقابِ قَوسَينِ أَو أَدنى إِلى العُنُقِ
وَمَن يُقَصِّرُ مَدحُ المادِحينَ لَهُ
= عَجزاً وَيَخرَسُ رَبُّ المَنطِقِ الذَلِقِ
وَيُعوِزُ الفِكرُ فيهِ إِن أُريدَ لَهُ
= وَصفٌ وَيَفضُلُ مَرآهُ عَنِ الحَدَقِ
عُلاً مَدحَ اللَهُ العَلِيُّ بِها
= فَقالَ إِنَّكَ في كُلٍّ عَلى خُلُقِ
يا خاتَمَ الرُسلِ بَعثاً وَهوَ أَوَّلُها
= فَضلاً وَفائِزُها بِالسَبقِ وَالسَبَقِ
جَمَعتَ كُلَّ نَفيسٍ مِن فَضائِلِهِم
= مِن كُلِّ مُجتَمِعٍ مِنها وَمُفتَرِقِ
وَجاءَ في مُحكَمِ التَوراةِ ذِكرُكِ وَال
= إِنجيلِ وَالصُحُفِ الأولى عَلى نَسَقِ
وَخَصَّكَ اللَهُ بِالفَضلِ الَّذي شَهِدَت
= بِهِ لَعَمرُكَ في الفُرقانِ مِن طُرُقِ
فَالخَلقُ تُقسِمُ بِاِسمِ اللَهِ مُخلِصَةً
= وَبِاِسمِكَ أَقسَمَ رَبُّ العَرشِ لِلصَدَقِ
عَمَّت أَياديكَ كُلَّ الكائِناتِ وَقَد
= خُصَّ الأَنامُ بِجودٍ مِنكَ مُندَفِقِ
جودٌ تَكَفَّلتَ أَرزاقَ العِبادِ بِهِ
= فَنابَ فيهِم مَنابَ العارِضِ الغَدِقِ
لَو أَنَّ جودَكَ لِلطوفانِ حينَ طَمَت
= أَمواجُهُ ما نَجا نوحٌ مِنَ الغَرَقِ
َو أَنَّ آدَمَ في خِدرٍ خُصِصتَ بِهِ
= لَكانَ مِن شَرِّ إِبليسِ اللَعينِ وُقي
لَو أَنَّ عَزمَكَ في نارِ الخَليلِ وَقَد
= مَسَّتهُ لَم يَنجُ مِنها غَيرَ مُحتَرِقِ
لَو أَنَّ بَأسَكَ في موسى الكَليمِ وَقَد
= نوجي لَما خَرَّ يَومَ الطورِ مُنصَعِقِ
لَو أَنَّ تُبِّعَ في مَحلِ البِلادِ دَعا
= لِلَّهِ بِاِسمِكَ وَاِستَسقى الحَيا لَسُقي
لَو آمَنَت بِكَ كُلُّ الناسِ مُخلِصَةً
= لَم يُخشَ في البَعثِ مِن بَخسٍ وَلا رَهَقِ
لَو أَنَّ عَبداً أَطاعَ اللَهَ ثُمَّ أَتى
= بِبُغضِكُم كانَ عِندَ اللَهِ غَيرَ تَقي
لَو خالَفَتكَ كُماةُ الجِنِّ عاصِيَةً
= أَركَبتَهُم طَبَقاً في الأَرضِ عَن طَبَقِ
لَو تودَعُ البيضُ عَزماً تَستَضيءُ بِه
= لَم يُغنِ مِنها صِلابُ البيضِ وَالدَرَقِ
لَو تَجعَلُ النَقعَ يَومَ الحَربِ مُتَّصِلاً
= بِاللَيلِ ما كَشَفَتهُ غُرَّةُ الفَلَقِ
مَهَّدتَ أَقطارَ أَرضِ اللَهِ مُنفَتِحاً
= بِالبيضِ وَالسُمرِ مِنها كُلُّ مُنغَلِقِ
فَالحَربُ في لُذَذٍ وَالشِركُ في عَوَذٍ
= وَالدينُ في نَشَزٍ وَالكُفرُ في نَفَقِ
فَضلٌ بِهِ زينَةُ الدُنيا فَكانَ لَها
= كَالتاجِ لِلرَأسِ أَو كَالطَوقِ لِلعُنقِ
صَلّى عَلَيكَ إِلَهُ العَرشِ ما طَلَعَت
= شَمسُ النَهارِ وَلاحَت أَنجُمُ الغَسَقِ
وَآلِكَ الغُرَرِ اللّاتي بِها عُرِفَت
= سُبلُ الرَشادِ فَكانَت مُهتَدى الفِرَقِ
وَصَحبِكَ النُجُبِ الصيدِ الَّذينَ جَرَوا
= إِلى المَناقِبِ مِن تالٍ وَمُستَبِقِ
قَومٌ مَتى أَضمَرَت نَفسٌ اِمرِئٍ طَرَفاً
= مِن بُغضِهِم كانَ مِن بَعدِ النَعيمِ شَقي
ماذا تَقولُ إِذا رُمنا المَديحَ وَقَد
= شَرَّفتَنا بِمَديحٍ مِنكَ مُتَّفِقِ
ِإن قَلتَ في الشِعرِ حُكمٌ وَالبَيانُ بِهِ
= سِحرٌ فَرَغَّبتَ فيهِ كُلِّ ذي فَرَقِ
فَكُنتَ بِالمَدحِ وَالإِنعامِ مُبتَدِئاً
= فَلَو أَرَدنا جَزاءَ البَعضِ لَم نُطِقِ
فَلا أَخُلُّ بِعُذرٍ عَن مَديحِكُمُ
= ما دامَ فِكري لَم يُرتَج وَلَم يُعَقِ
فَسَوفَ أُصفيكَ مَحضَ المَدحِ مُجتَهِداً
= فَالخَلقُ تَفنى وَهَذا إِن فَنيتُ بَقي
ومن روائع الشعر العربي المعاصر لشاعر اليمن الكبير / عبدالله البردوني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهي قصيدة دينية سياسية يبدأ الشاعر قصيدته بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ثم يعود إلى شكوى حال بـلاده اليمن من زعمائه ثم ينهي قصيدته بأبيات في الإفتخار بأهل اليمن أنعم وأكرم به من إفتخار . والقصيدة يقف أمامها النقاد احتراما وإجلالا من روعتها وجمالها فرحم الله قائلها وأسأل الله أن يرزقه شفاعة نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
بشرى من الغيب ألقت في فم الغـار
= وحيا وأفضت إلـى الدنيـا بأسـرار
بشرى النبوّة طافت كالشـذى سحـرا
= وأعلنت في الربـى ميـلاد أنـوار
وشقّت الصمت والأنسـام تحملهـا
= تحـت السكينـه مـن دار إلـى دار
وهدهدت " مكّة " الوسنـى أناملهـا
= وهـزّت الفجـر إيذانـا بإسـفـار
فأقبل الفجر من خلف التـلال وفـي
= عينيـه أسـرار عشـاق وسمـار
كأنّ فيض السنى في كـلّ رابية
= مـوج وفـي كـلّ سفـح جـدول جـاري
تدافع الفجر في الدنيـا يـزفّ إلـى
= تاريخهـا فجـر أجيـال وأدهــار
واستقبلـت طفـلا فــي تبسّـمـه
= آيـات بشـرى وإيمـاءات إنـذار
وشبّ طفل الهدى المنشـود متّـزرا
= بالحـقّ متّشحـا بالنـور والـنـار
في كفّه شعلـة تهـدي وفـي فمـه
= بشرى وفي عينـه إصـرار أقـدار
وفي ملامحـه وعـد وفـي دمـه
= بطـولـة تتـحـدّى كــلّ جـبّـار
وفاض بالنـور فاغتـم الطغـاة بـه
= واللّصّ يخشى سطوع الكوكب الساري
والوعي كالنور يخزي الظالمين كمـا
= يخزي لصوص الدجى إشراق أقمـار
نادى الرسول نداء العـدل فاحتشـدت
= كتائـب الجـور تنضـي كـلّ بتّـار
كأنّـهـا خلـفـه نــار مجنّـحـة
= تعـدو قدّامـه أفــواج إعـصـار
فضجّ بالحقّ والدنيـا بمـا رحبـت
= تهـوي عليـه بأشـداق وأظـفـار
وسـار والـدرب أحقـاد مسلّخـة
= كأنّ في كلّ شبـر ضيغمـا ضـاري
وهبّ فـي دربـه المرسـوم مندفعـا
= كالدهـر يقـذف أخطـار بأخـطـار
فأدبر الظلـم يلقـي هـاهنـا أجـلا
= وهاهنـا يتلقّـى كـفّ ... حفّـار
والظلم مهما احتمت بالبطش عصبته
= فلم تطـق وقفـة فـي وجـه تيّـار
رأى اليتيـم أبـو الأيتـام غايـتـه
= قصوى فشـقّ إليهـا كـلّ مضمـار
وامتدّت الملّة السمحـا يـرفّ علـى
= جبينهـا تـاج إعـظـام وإكـبـار
مضى إلى الفتح لابغيـا ولاطمعـا
= لكـنّ حنـانـا وتطهـيـرا لأوزار
فأنزل الجـور قبـرا وابتنـى زمنـا
= عـدلا ... تدبّـره أفكـار أحــرار
ياقاتل الظلم صالـت هاهنـا وهنـا
= فظائع أيـن منهـا زنـدك الـواري
أرض الجنوب دياري وهي مهد أبي
= تئـنّ مـابيـن سفّـاح وسمسـار
يشدّهـا قيـد سجّـان وينهشـهـا
= سوط ويحدو خطاها صوت خمّـار
تعطي القيـاد وزيـرا وهـو متّجـر
= بجوعها فهو فيهـا البايـع الشـاري
فكيف لانت لجـلّاد الحمـى عـدن
= وكيف ساس حماها غـدر فجّـار ؟
وقـادهـا وعـمــاء لايـبـرّهـم
= فعـل وأقوالهـم أقــوال أبــرار
أشباه ناس وخيـرات البـلاد لهـم
= يا للرجـال وشعـب جائـع عـاري
أشبـاه نـاس دنانيـر البـلاد لهـم
= ووزنهـم لايسـاوي ربـع دينـار
ولايصونون عنـد الغـدر أنفسهـم
= فهل يصونون عهد الصحب والجـار
ترى شخوصهـم رسميّـة وتـرى
= أطماعهم في الحمـى أطمـاع تجّـار
أكـاد أسخـر منهـم ثـمّ تضحكنـي
= دعواهـم أنّهـم أصـحـاب أفـكـار
يبنـون بالظلـم دورا كـي نمجّدهـم
= ومجدهم رجس أخشـاب وأحجـار
لاتخبر الشعـب عنهـم إنّ أعينـه
= ترى فظائعهـم مـن خلـف أستـار
الآكلـون جـراح الشعـب تخبـرنـا
= ثيابـهـم أنّـهـم آلات أشـــرار
ثيابهـم رشـوة تنبـي مظاهـرهـا
= بأنّهـا دمــع أكـبـاد وأبـصـار
يشـرون بالـذلّ ألقابـا تستّـرهـم
= لكنّهـم يستـرون الـعـار بالـعـار
تحسّهم فـي يـد المستعمريـن كمـا
= تحـسّ مسبحـة فـي كـفّ سحّـار
ويـل وويـل لأعـداء الـبـلاد إذا
= ضجّ السكون وهبّت غضبـة الثـار!
فليغنـم الجـور إقبـال الزمـان لـه
= فــإنّ إقبـالـه إنــذار إدبـــار
والنـاس شـرّ وأخيـار وشرّهـم
= منـافـق يـتـزيّـا زيّ أخـيــار
وأضيع الناس شعب بـات يحرسـه
= لـصّ تسـتـره أثــواب أحـبـار
فـي ثغـره لغـة الحانـي بأمّـتـه
= وفي يديـه لهـا سكّيـن جـزّار!
حقـد الشعـوب براكيـن مسمّـمـة
= وقودهـا كـلّ خــوّان وغــدّار
من كـلّ محتقـر للشعـب صورتـه
= رسـم الخيانـات أو تمثـال أقــذار
و جثّـة شـوّش التعطيـر جيفتهـا
= كأنّهـا ميتـه فـي ثـوب عـطّـار
بين الجنـوب وبيـن العابثيـن بـه
= يوم يحـنّ إليـه يـوم " ذي قـار "
ياخاتم الرسل هـذا يومـك انبعثـت
= ذكراه كالفجر فـي أحضـان أنهـار
ياصاحب المبدأ الأعلى ، وهل حملت
= رسالـة الحـقّ إلاّ روح مخـتـار ؟
أعلى المباديء ماصاغـت لحاملهـا
= من الهدى والضحايا نصـب تذكـار
فكيـف نذكـر أشخاصـا مبادئـهـم
= مباديء الذئب في إقدامه الضاري ؟!
يبـدون للشعـب أحبابـا وبينـهـم
= والشعب مابين طبع الهرّ والفـار
مالي أغنّيك يا " طه " وفـي نغمـي
= دمع وفي خاطـري أحقـاد ثـوّار ؟
تململـت كبريـاء الجـرح فانتزفـت
= حقدي على الجور من أغوار أغواري
يا " أحمد النور " عفوا إن ثأرت ففي
= صدري جحيم تشظّت بيـن أشعـاري
" طه " إذا ثار إنشـادي فـإنّ أبـي
= " حسّان " أخباره في الشعر أخبـاري
أنا ابن أنصارك الغـرّ الألـى قذفـوا
= جيش الطغـاة بجيـش منـك جـرّار
تظافرت في الفدى حوليـك أنفسهـم
= كأنّهـنّ قــلاع خـلـف أســوار
نحن اليمانين يا " طـه " تطيـر بنـا
= إلـى روابـي العـلا أرواح أنصـار
إذا تذكّـرت " عـمّـارا " و مـبـدأه
= فافخر بنا : إنّنـا أحفـاد " عمّـار "
" طه " إليك صلاة الشعـر ترفعهـا
= روحـي وتعزفهـا أوتـار قيـثـار
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات أنساب أون لاين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذه القصيدة الأشهر من نار على علم إنها قصيدة البردة للشاعر الكبير / كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني رضي الله عنه وأرضاه والتي ألقاها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة المنورة عندما جاءه معتذرا ًويقول فيها :
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
= مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
= إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
= لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
= وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
= وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
= إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ
أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها
= إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم
= إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ
= لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ
فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ
= فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
= يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني
= وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال
= قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم
= أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ
= أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ
= مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ
مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً
= جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ
حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ
= في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ
لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ
= وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ
إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ
= مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم
= بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ
= عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ
شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ
= مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ
بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ
= كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
= ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ
لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ
= قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا
لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ
= ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ
وإليكم رائعة الشاعر الكبير / صفي الدين الحلي رحمه الله في مدح رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن سار على هدية واستن بسنته إلى يوم الدين .
فَيروزَجُ الصُبحِ أَم يا قوتَةُ الشَفَق
= بَدَت فَهَيَّجَتِ الوَرقاءَ في الوَرَقِ
أَم صارِمُ الشَرقِ لَمّا لاحَ مُختَضِباً
= كَما بَدا السَيفُ مُحمَرّاً مِنَ العَلَقِ
وَمالَتِ القُضبُ إِذ مَرَّ النَسيمُ بِها
= سَكرى كَما نُبِّهَ الوَسنانُ مِن أَرَقِ
وَالغَيمُ قَد نُشِرَت في الجَوِّ بُردَتُهُ
= سِتراً تُمَدُّ حَواشيهِ عَلى الأُفُقِ
وَالسُحبُ تَبكي وَثَغرُ البَرَّ مُبتَسِمٌ
= وَالطَيرُ تَسجَعُ مِن تيهٍ وَمِن شَبَقِ
فَالطَيرُ في طَرَبٍ وَالسُحبُ في حَربٍ
= وَالماءُ في هَرَبٍ وَالغُصنُ في قَلَقِ
وَعارِضُ الأَرضِ بِالأَنوارِ مُكتَمِلٌ
= قَد ظَلَّ يَشكُرُ صَوبَ العارِضِ الغَدِقِ
وَكَلَّلَ الطَلُّ أَوراقَ الغُصونِ ضُحىً
= كَما تَكَلَّلَ خَدُّ الخَودِ بِالعَرَقِ
وَأَطلَقَ الطَيرُ فيها سَجعَ مَنطِقَهِ
= ما بَينَ مُختَلِفٍ مِنهُ وَمُتَّفِقِ
وَالظِلُّ يَسرِقُ بَينَ الدَوحِ خُطوَتَهُ
= وَلِلمِياهِ دَبيبٌ غَيرُ مُستَرَقِ
وَقَد بَدا الوَردُ مُفتَرّاً مَباسِمُهُ
= وَالنَرجِسُ الغَضُّ فيها شاخِصُ الحَدَقِ
مِن أَحمَرٍ ساطِعٍ أَو أَخضَرٍ نَضِرٍ
= أَو أَصفَرٍ فاقِعٍ أَو أَبيَضٍ يَقَقِ
وَفاحَ مِن أَرَجِ الأَزهارِ مُنتَشِراً
= نَشرٌ تَعَطَّرَ مِنهُ كُلُّ مُنتَشِقِ
كَأَنَّ ذِكرَ رَسولِ اللَهِ مَرَّ بِها
= فَأُكسِبَت أَرَجاً مِن نَشرِهِ العَبِقِ
مُحَمَّدُ المُصطَفى الهادي الَّذي اِعتَصَمَت
= بِهِ الوَرى فَهَداهُم أَوضَحَ الطُرُقِ
وَمَن لَهُ أَخَذَ اللَهُ العُهودَ عَلى
= كُلِّ النَبِيِّنَ مِن بادٍ وَمُلتَحِقِ
وَمَن رَقي في الطِباقِ السَبعِ مَنزِلَةً
= ما كانَ قَطَّ إِلَيها قَبلَ ذاكَ رَقي
وَمَن دَنا فَتَدَلّى نَحوَ خالِقِهِ
= كَقابِ قَوسَينِ أَو أَدنى إِلى العُنُقِ
وَمَن يُقَصِّرُ مَدحُ المادِحينَ لَهُ
= عَجزاً وَيَخرَسُ رَبُّ المَنطِقِ الذَلِقِ
وَيُعوِزُ الفِكرُ فيهِ إِن أُريدَ لَهُ
= وَصفٌ وَيَفضُلُ مَرآهُ عَنِ الحَدَقِ
عُلاً مَدحَ اللَهُ العَلِيُّ بِها
= فَقالَ إِنَّكَ في كُلٍّ عَلى خُلُقِ
يا خاتَمَ الرُسلِ بَعثاً وَهوَ أَوَّلُها
= فَضلاً وَفائِزُها بِالسَبقِ وَالسَبَقِ
جَمَعتَ كُلَّ نَفيسٍ مِن فَضائِلِهِم
= مِن كُلِّ مُجتَمِعٍ مِنها وَمُفتَرِقِ
وَجاءَ في مُحكَمِ التَوراةِ ذِكرُكِ وَال
= إِنجيلِ وَالصُحُفِ الأولى عَلى نَسَقِ
وَخَصَّكَ اللَهُ بِالفَضلِ الَّذي شَهِدَت
= بِهِ لَعَمرُكَ في الفُرقانِ مِن طُرُقِ
فَالخَلقُ تُقسِمُ بِاِسمِ اللَهِ مُخلِصَةً
= وَبِاِسمِكَ أَقسَمَ رَبُّ العَرشِ لِلصَدَقِ
عَمَّت أَياديكَ كُلَّ الكائِناتِ وَقَد
= خُصَّ الأَنامُ بِجودٍ مِنكَ مُندَفِقِ
جودٌ تَكَفَّلتَ أَرزاقَ العِبادِ بِهِ
= فَنابَ فيهِم مَنابَ العارِضِ الغَدِقِ
لَو أَنَّ جودَكَ لِلطوفانِ حينَ طَمَت
= أَمواجُهُ ما نَجا نوحٌ مِنَ الغَرَقِ
َو أَنَّ آدَمَ في خِدرٍ خُصِصتَ بِهِ
= لَكانَ مِن شَرِّ إِبليسِ اللَعينِ وُقي
لَو أَنَّ عَزمَكَ في نارِ الخَليلِ وَقَد
= مَسَّتهُ لَم يَنجُ مِنها غَيرَ مُحتَرِقِ
لَو أَنَّ بَأسَكَ في موسى الكَليمِ وَقَد
= نوجي لَما خَرَّ يَومَ الطورِ مُنصَعِقِ
لَو أَنَّ تُبِّعَ في مَحلِ البِلادِ دَعا
= لِلَّهِ بِاِسمِكَ وَاِستَسقى الحَيا لَسُقي
لَو آمَنَت بِكَ كُلُّ الناسِ مُخلِصَةً
= لَم يُخشَ في البَعثِ مِن بَخسٍ وَلا رَهَقِ
لَو أَنَّ عَبداً أَطاعَ اللَهَ ثُمَّ أَتى
= بِبُغضِكُم كانَ عِندَ اللَهِ غَيرَ تَقي
لَو خالَفَتكَ كُماةُ الجِنِّ عاصِيَةً
= أَركَبتَهُم طَبَقاً في الأَرضِ عَن طَبَقِ
لَو تودَعُ البيضُ عَزماً تَستَضيءُ بِه
= لَم يُغنِ مِنها صِلابُ البيضِ وَالدَرَقِ
لَو تَجعَلُ النَقعَ يَومَ الحَربِ مُتَّصِلاً
= بِاللَيلِ ما كَشَفَتهُ غُرَّةُ الفَلَقِ
مَهَّدتَ أَقطارَ أَرضِ اللَهِ مُنفَتِحاً
= بِالبيضِ وَالسُمرِ مِنها كُلُّ مُنغَلِقِ
فَالحَربُ في لُذَذٍ وَالشِركُ في عَوَذٍ
= وَالدينُ في نَشَزٍ وَالكُفرُ في نَفَقِ
فَضلٌ بِهِ زينَةُ الدُنيا فَكانَ لَها
= كَالتاجِ لِلرَأسِ أَو كَالطَوقِ لِلعُنقِ
صَلّى عَلَيكَ إِلَهُ العَرشِ ما طَلَعَت
= شَمسُ النَهارِ وَلاحَت أَنجُمُ الغَسَقِ
وَآلِكَ الغُرَرِ اللّاتي بِها عُرِفَت
= سُبلُ الرَشادِ فَكانَت مُهتَدى الفِرَقِ
وَصَحبِكَ النُجُبِ الصيدِ الَّذينَ جَرَوا
= إِلى المَناقِبِ مِن تالٍ وَمُستَبِقِ
قَومٌ مَتى أَضمَرَت نَفسٌ اِمرِئٍ طَرَفاً
= مِن بُغضِهِم كانَ مِن بَعدِ النَعيمِ شَقي
ماذا تَقولُ إِذا رُمنا المَديحَ وَقَد
= شَرَّفتَنا بِمَديحٍ مِنكَ مُتَّفِقِ
ِإن قَلتَ في الشِعرِ حُكمٌ وَالبَيانُ بِهِ
= سِحرٌ فَرَغَّبتَ فيهِ كُلِّ ذي فَرَقِ
فَكُنتَ بِالمَدحِ وَالإِنعامِ مُبتَدِئاً
= فَلَو أَرَدنا جَزاءَ البَعضِ لَم نُطِقِ
فَلا أَخُلُّ بِعُذرٍ عَن مَديحِكُمُ
= ما دامَ فِكري لَم يُرتَج وَلَم يُعَقِ
فَسَوفَ أُصفيكَ مَحضَ المَدحِ مُجتَهِداً
= فَالخَلقُ تَفنى وَهَذا إِن فَنيتُ بَقي
ومن روائع الشعر العربي المعاصر لشاعر اليمن الكبير / عبدالله البردوني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهي قصيدة دينية سياسية يبدأ الشاعر قصيدته بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ثم يعود إلى شكوى حال بـلاده اليمن من زعمائه ثم ينهي قصيدته بأبيات في الإفتخار بأهل اليمن أنعم وأكرم به من إفتخار . والقصيدة يقف أمامها النقاد احتراما وإجلالا من روعتها وجمالها فرحم الله قائلها وأسأل الله أن يرزقه شفاعة نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
بشرى من الغيب ألقت في فم الغـار
= وحيا وأفضت إلـى الدنيـا بأسـرار
بشرى النبوّة طافت كالشـذى سحـرا
= وأعلنت في الربـى ميـلاد أنـوار
وشقّت الصمت والأنسـام تحملهـا
= تحـت السكينـه مـن دار إلـى دار
وهدهدت " مكّة " الوسنـى أناملهـا
= وهـزّت الفجـر إيذانـا بإسـفـار
فأقبل الفجر من خلف التـلال وفـي
= عينيـه أسـرار عشـاق وسمـار
كأنّ فيض السنى في كـلّ رابية
= مـوج وفـي كـلّ سفـح جـدول جـاري
تدافع الفجر في الدنيـا يـزفّ إلـى
= تاريخهـا فجـر أجيـال وأدهــار
واستقبلـت طفـلا فــي تبسّـمـه
= آيـات بشـرى وإيمـاءات إنـذار
وشبّ طفل الهدى المنشـود متّـزرا
= بالحـقّ متّشحـا بالنـور والـنـار
في كفّه شعلـة تهـدي وفـي فمـه
= بشرى وفي عينـه إصـرار أقـدار
وفي ملامحـه وعـد وفـي دمـه
= بطـولـة تتـحـدّى كــلّ جـبّـار
وفاض بالنـور فاغتـم الطغـاة بـه
= واللّصّ يخشى سطوع الكوكب الساري
والوعي كالنور يخزي الظالمين كمـا
= يخزي لصوص الدجى إشراق أقمـار
نادى الرسول نداء العـدل فاحتشـدت
= كتائـب الجـور تنضـي كـلّ بتّـار
كأنّـهـا خلـفـه نــار مجنّـحـة
= تعـدو قدّامـه أفــواج إعـصـار
فضجّ بالحقّ والدنيـا بمـا رحبـت
= تهـوي عليـه بأشـداق وأظـفـار
وسـار والـدرب أحقـاد مسلّخـة
= كأنّ في كلّ شبـر ضيغمـا ضـاري
وهبّ فـي دربـه المرسـوم مندفعـا
= كالدهـر يقـذف أخطـار بأخـطـار
فأدبر الظلـم يلقـي هـاهنـا أجـلا
= وهاهنـا يتلقّـى كـفّ ... حفّـار
والظلم مهما احتمت بالبطش عصبته
= فلم تطـق وقفـة فـي وجـه تيّـار
رأى اليتيـم أبـو الأيتـام غايـتـه
= قصوى فشـقّ إليهـا كـلّ مضمـار
وامتدّت الملّة السمحـا يـرفّ علـى
= جبينهـا تـاج إعـظـام وإكـبـار
مضى إلى الفتح لابغيـا ولاطمعـا
= لكـنّ حنـانـا وتطهـيـرا لأوزار
فأنزل الجـور قبـرا وابتنـى زمنـا
= عـدلا ... تدبّـره أفكـار أحــرار
ياقاتل الظلم صالـت هاهنـا وهنـا
= فظائع أيـن منهـا زنـدك الـواري
أرض الجنوب دياري وهي مهد أبي
= تئـنّ مـابيـن سفّـاح وسمسـار
يشدّهـا قيـد سجّـان وينهشـهـا
= سوط ويحدو خطاها صوت خمّـار
تعطي القيـاد وزيـرا وهـو متّجـر
= بجوعها فهو فيهـا البايـع الشـاري
فكيف لانت لجـلّاد الحمـى عـدن
= وكيف ساس حماها غـدر فجّـار ؟
وقـادهـا وعـمــاء لايـبـرّهـم
= فعـل وأقوالهـم أقــوال أبــرار
أشباه ناس وخيـرات البـلاد لهـم
= يا للرجـال وشعـب جائـع عـاري
أشبـاه نـاس دنانيـر البـلاد لهـم
= ووزنهـم لايسـاوي ربـع دينـار
ولايصونون عنـد الغـدر أنفسهـم
= فهل يصونون عهد الصحب والجـار
ترى شخوصهـم رسميّـة وتـرى
= أطماعهم في الحمـى أطمـاع تجّـار
أكـاد أسخـر منهـم ثـمّ تضحكنـي
= دعواهـم أنّهـم أصـحـاب أفـكـار
يبنـون بالظلـم دورا كـي نمجّدهـم
= ومجدهم رجس أخشـاب وأحجـار
لاتخبر الشعـب عنهـم إنّ أعينـه
= ترى فظائعهـم مـن خلـف أستـار
الآكلـون جـراح الشعـب تخبـرنـا
= ثيابـهـم أنّـهـم آلات أشـــرار
ثيابهـم رشـوة تنبـي مظاهـرهـا
= بأنّهـا دمــع أكـبـاد وأبـصـار
يشـرون بالـذلّ ألقابـا تستّـرهـم
= لكنّهـم يستـرون الـعـار بالـعـار
تحسّهم فـي يـد المستعمريـن كمـا
= تحـسّ مسبحـة فـي كـفّ سحّـار
ويـل وويـل لأعـداء الـبـلاد إذا
= ضجّ السكون وهبّت غضبـة الثـار!
فليغنـم الجـور إقبـال الزمـان لـه
= فــإنّ إقبـالـه إنــذار إدبـــار
والنـاس شـرّ وأخيـار وشرّهـم
= منـافـق يـتـزيّـا زيّ أخـيــار
وأضيع الناس شعب بـات يحرسـه
= لـصّ تسـتـره أثــواب أحـبـار
فـي ثغـره لغـة الحانـي بأمّـتـه
= وفي يديـه لهـا سكّيـن جـزّار!
حقـد الشعـوب براكيـن مسمّـمـة
= وقودهـا كـلّ خــوّان وغــدّار
من كـلّ محتقـر للشعـب صورتـه
= رسـم الخيانـات أو تمثـال أقــذار
و جثّـة شـوّش التعطيـر جيفتهـا
= كأنّهـا ميتـه فـي ثـوب عـطّـار
بين الجنـوب وبيـن العابثيـن بـه
= يوم يحـنّ إليـه يـوم " ذي قـار "
ياخاتم الرسل هـذا يومـك انبعثـت
= ذكراه كالفجر فـي أحضـان أنهـار
ياصاحب المبدأ الأعلى ، وهل حملت
= رسالـة الحـقّ إلاّ روح مخـتـار ؟
أعلى المباديء ماصاغـت لحاملهـا
= من الهدى والضحايا نصـب تذكـار
فكيـف نذكـر أشخاصـا مبادئـهـم
= مباديء الذئب في إقدامه الضاري ؟!
يبـدون للشعـب أحبابـا وبينـهـم
= والشعب مابين طبع الهرّ والفـار
مالي أغنّيك يا " طه " وفـي نغمـي
= دمع وفي خاطـري أحقـاد ثـوّار ؟
تململـت كبريـاء الجـرح فانتزفـت
= حقدي على الجور من أغوار أغواري
يا " أحمد النور " عفوا إن ثأرت ففي
= صدري جحيم تشظّت بيـن أشعـاري
" طه " إذا ثار إنشـادي فـإنّ أبـي
= " حسّان " أخباره في الشعر أخبـاري
أنا ابن أنصارك الغـرّ الألـى قذفـوا
= جيش الطغـاة بجيـش منـك جـرّار
تظافرت في الفدى حوليـك أنفسهـم
= كأنّهـنّ قــلاع خـلـف أســوار
نحن اليمانين يا " طـه " تطيـر بنـا
= إلـى روابـي العـلا أرواح أنصـار
إذا تذكّـرت " عـمّـارا " و مـبـدأه
= فافخر بنا : إنّنـا أحفـاد " عمّـار "
" طه " إليك صلاة الشعـر ترفعهـا
= روحـي وتعزفهـا أوتـار قيـثـار
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .