هام هام الى من زعم حرب عدنانيه
نسب قبيلة حرب
حرب قبيلة خولانية من قحطان تنسب إلى حرب بن سعد بن سعد بن خولان بن عمرو بن الحارث بن مرة بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان ، كانت منازلهم في صعدة في اليمن ثم نزحوا إثر خلاف بينهم وبين أبناء عمهم الربيعة بن سعد سنة 131هـ كما يقول الهمداني (285 ـ 355هـ) في كتاب الأكليل، ومع بداية القرن الثالث الهجري استقرت قبيلة حرب بالحجاز فيما بين الحرمين الشريفين وقد أورد طرفاً من أخبارها بعض علماء التاريخ والأنساب ومنهم على سبيل المثال: لسان اليمن ونسابتها أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني في كتابه الإكليل، و أحمد بن سهل البلخي في كتابه صور الأقاليم، وسوف نورد في هذا الموضوع بعضاً مما أورده الهمداني في الأكليل، حيث قال بعد أن عدد أبناء سعد بن سعد بن خولان : وأولد حرب بن سعد أربعة نفر: الفاحش ومالكاً وعامراً والفياض، فمن ولد الفياض بن حرب آل عمرو بن يزيد، وقد يقال أنهم من ولد الحارث بن سعد من بيت النعمان بن الفياض، وأولد الفاحش سلمان وسباقاً ومسلماً وضاحكاً اربعة نفر، فأولد سلمان بن الفاحش بن حرب: زياداً، وهم أهل العرج، وحدثني محمد بن إسماعيل المحابي، وقد كان جاور في بني حرب بقدس ورضوى وينبع وتلك النواحي في سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة، ونزل على محمود بن علي، سيد بني حرب وأقام عنده قال: محمود بن علي بن عمرو بن جابر بن عمرو بن المسافر بن عمرو بن زياد بن سليمان بن الفاحش بن حرب، هكذا نسب نفسه قال الهمداني: قد أوهم من نقل إليه هذا النسب، والعدة إلى حرب تضعف على هذا مرتين وإنما ينبغي أن يكون أنتسب إلى زياد، من نسل زياد بن سليمان وافترق جميع من في الحجاز إلا من دخل فيهم من أخوتهم من زياد بن سلمان.
فأولد زياد: عمراً والخيار، فمن بني عمرو بن زياد: محمود هذا وبنو الحارث بن عبدالله بن عمرو، وبنو ميمون بن مسافر ومن ولد الخيار عبدالله بن الخيار وهم العبيديون، وكان القياس العبدليينن وزبيد بن الخيار فيهم عدد زهاء ثلاثمائة وسيدهم اليوم أبو الحسين يحيى الزبيدي، هاجر إليه يحيى بن الحسين الحسيني بالعقيق من المدينة، وبنو السفر بن الخيار وسيدهم المسلم، وهو يسود بني الخيار كلها، ما ساد محمود بني عمرو وسائر بطون حرب بن سعد بالحجاز، قالوا: فمن تلك البطون بنو عامر بن حرب، ومنهم بنو عوف، فمن بني عوف: مسروح بن عوف ومسعود بن عوف وعلي بن عوف، وممن هنالك بنو ذؤيب من ولد سباق بن الفاحش بن حرب، وهم أحد بني حرب حداً، وهم أخوال أبي القاسم إدريس بن جعفر، من ولد موسى بن جعفر بن محمد الرضاء، وبنو ذؤيب يعرفون بحضى، ومنهم من بني مالك الذين في صعدة ويقولون أنهم من الأزد، كما يقول من في بلد خولان منهم، وهم يعظمون في بني حرب ويتزوجون من بني حرب، وفي العرب، ولا يزوجون أحداً، وبنو حرب لا تزوج إلا رجلاً منها أو قرشياً...) ونقل الهمداني عن محمد بن إبراهيم بن اسماعيل المحابي قوله نقلاً عن محمود بن عمرو سيد بني حرب :
(أن بني حرب لما صارت إلى قدس من الحجاز و بها عنزة ومزينة وبنو الحارث وبنو مالك من سليم، ناصبتهم الحرب عنزة، والذي أهاج ذلك أن رجلاً حربياً وآخر عنزياً أمتريا في جذاذ نخل فعدى الحربي على العنزي فضربه ضربةً بتك بها يده، فعدت بنو حرب يومئذٍ وهي ستمائة رجل، فأجلوا من بالبلد من عنزة إلى الأعراض من خيبر، ثم ناصبتهم مزينة الحرب وكانت أهل ثروة زهاء خمسة آلاف، وأُجلو إلى الساحل من الجار والصفراء وأرض جشم، فهم بها إلى اليوم لا يدخلون الفرع إلا بجوار وذمام من بني حرب وبقية سليم، فناصبتهم بنو الحارث وبنو مالك بن سليم، وهم زهاء أربعة آلاف، وهم أهل الحرتين والنقيع، فحاربوهم دهراً فأجلوهم عن الحرمين والبقيع، وقتلوا منهم عدداً كثيرا وصارت بنو الحارث وبنو مالك لا يدخل منها الحرتين والبقيع داخل إلا بذمام من بني حرب، وقد يبقى عليهم محمود، لأن أمه جشمية من هوازن، فلما غلبت بنو حرب على تلك البلاد وقهرت تعلقت قريش بأصهارهم وأسند إليهم كلٍٍ وألقى أزمة أمره في أيديهم وغلبوا على طريق المدينة إلى مكة، فلم يسرها أحد منهم إلا بخفارتهم، وكان المقتدر بالله يبعث إليهم طول حياته بالمال في خفارة الطريق، وإلى اليوم وهم على ذلك.
قال أبو جعفر المحابي: فمن ايام بني حرب في وقتنا هذا وقبله بمُديدة، يوم الحرة، وقتل فيه من سليم سبعين رجلاً، وحُمد يومئذٍ من بني حرب بنو عمرو بن زياد، وقتل منهم جماعة، من الجماعة أربعة من بني محمود: محمد وأحمد والحسن والحسين، قال: ثم جمع لهم محمود، فصبحهم محمود يوم الرغامة، فقتل منهم مائة رجل، وكانت عليهم يومئذٍ عمائم خز زرق فلم يلبس سُلمي بعدها عمامة زرقاء، ومنهاـ أي أيامهم ـ يوم شرف الأثاية، يوم سار إليهم أبن ملاحظ، وهو سلطان مكة، فقتلوا أصحابه وأسروه، فأقام عندهم وقتاً، ثم منوا عليه وخلّوا سبيله).
أقول: وعند النظر في فروع قبيلة حرب اليوم ومقارنتها مع ما أورده الهمداني يتضح ما يلي:
هناك احتمال كبير بأن يكون شيخ حرب محمود بن عمرو هو جد بطن بني محمود من بني عمرو الذي يندرج تحته عدة قبائل مثل العطور وأولاد عبدالله ومناش وغيرهم، ولعل كثرة أبناءه والذين ذكرهم الهمداني يدعم فرضية استمرار نسل هذا الشيخ، وقد أثبتت الكثير من الوثائق وجود قبيلة بإسم بني محمود من بني عمرو مثل وثائق محكمة المدينة المنورة على سبيل المثال وثيقة ذكرت أحد أجداد قبيلة البدارين وأحد أجداد قبيلة العياضات وهي بتاريخ20/6/982هـ، جاء فيها ما يأتي: (موجب تحريره أنه بين يدي مولانا الحاكم الحنفي محمد بن سنان الحاكم خلافة أعزه الله تعالى، حضر مانع بن حسين الحلفاوي المدني وحضر معه شمعول بن بشر بن بدران من بني محمود من أهل وادي الفرع، ثم اشترى مانع المذكور بماله لنفسه من شمعول المذكور، فباعه ببيع صحيح شرعي ما هو له وفي ملكه وحوزه وتحت تصرفه، وذلك جميع النصف الشايع في جميع المال الأرض والنخل الكاين بوادي الخيف المضيق المعروف بالـخَـرِيـْـق المحدود قبلة بمسيل الوادي وشمالاً بحوش الغريس ملك بني جابر وشرقاً بالطور ملك مناجل؟ من بني جابر وغرباً بالدّبـّة؟ ملك الشتيات؟، ................الخ .... كاتبه: .....؟ السمرقندي. شهود الحال: الفقيه إبراهيم بن أحمد التونسي، بلول بن حجر بن عياض المحمودي، محمد بن عجلان المحمودي) والملك المذكور في هذه الوثيقة (الخريق) في المضيق في وادي الفرع لا زال إلى يومنا هذا ملكاً للبدارين من بني عمرو يقتسمونه بالتساوي إلى جانب البلاد المسماة الهرمية وهي أيضا جدية للبدارين في المضيق.
كما وردت إشارات كثيرة إلى بني محمود في وثائق واد الفرع منها رسالة كتبت سنة 1229 هـ موجهه من الشيخ مبارك بن عيد العبيدي شيخ ابو ضباع إلى كبار بني محمود قال فيها بعد أن عدد كبار بني محمود الموجهه لهم الرسالة : (.....وكبار بني محمود من دون تخصيص ....)
ووثيقة أخرى موضوعها تحالف بين قبائل بني محمود من بني عمرو وميمون من بني سالم.
وغيرها من الوثائق.
وللمعلومية فإن بني عمرو أهل نجد الكثير منهم لا يعرف بل لا يعترف بوجود قبيلة اسمها بني محمود، والسبب في ذلك ان ذلك الفرع بعد أن اشتهرت فروعه بدأ يكتفى بها فكل فرع يذكر باسمه ويقل ذكر الفرع الأصل، مثل العطور الآن اشتهرت تفريعاتهم مثل الفواويز الشعافين الطرسان .....الخ وبدا يقل ذكر الفرع الأصل (العطور) لذلك سيأتي بعد مدة الله أعلم بها من ينكر وجود قبيلة بإسم العطور، والله المستعان.
ولو علم أولئك العوام من هو محمود بن عمرو وما هي أفعاله وأنه كان سيد بني حرب كافة لافتخروا به أشد التفاخر.
• يتضح من كلام الهمداني أسماء عدة قبائل من حرب لا تزال معروفة مثل بني عمرو، ميمون، عوف، بني الخيار (الخيارية)، العبيديون (بني عبدالله)، وزبيد، وبني السفر، وبنو ذؤيب، إلا أنه ومع مرور الأزمان ـ أكثر من 1200سنةـ ربما حصل هناك تداخل في بعض الفروع فربما دخلت فروع تحت فروع أخرى أو انفصل فرع عن أصله وأصبح فرع مستقل، مثل بنو السفر حيث ذكر الهمداني أنهم من بني الخيار ولكنهم اليوم قبيلة مستقلة من مسروح مباشرة، وكذلك بني الخيار اليوم هم فرع من بني عمرو ومثل ما ذكر الهمداني أن من ابناء زياد هم: عمرو ـ جد قبائل بني عمروـ والخيار لذلك لا يستبعد ان يكون الخيارية دخلوا مع أبناء عمهم عمرو، تماما مثل دخول بعض العياضات الآن مع البدارين وقولهم أنهم من البدارين والمعروف ان العياضات اخوان البدارين، والتاريخ يكرر نفسه أحياناً والله أعلم.
نلاحظ ذكاء الهمداني وألمعيته في العد إلى الجد الأعلى حيث أنه عندما نقل عن المحابي قوله عن محمود: محمود بن علي بن عمرو بن جابر بن عمرو بن المسافر بن عمرو بن زياد بن سليمان بن الفاحش بن حرب، هكذا نسب نفسه قال الهمداني: قد أوهم من نقل إليه هذا النسب، والعدة إلى حرب تضعف على هذا مرتين وإنما ينبغي أن يكون أنتسب إلى زياد.
ومن المؤرخين الذين أوردو معلومات قيمة عن حرب أحمد بن سهل البلخي (235- 322) الذي أورد خبر استيلاء حرب على وادي الفرع في كتابه صور الأقاليم فقال وهو يتكلم عن ودَّان : (وبها كان أيام مقامي رئيس للجعفريين أعني أبناء جعفر بن ابي طالب ولهم بالفرع والسايرة ضياع كثيرة، وبينهم وبين الحسينيين حروب ودماء، حتى استولى طائفة من أهل اليمن يعرفون ببني حرب على ضياعهم، فصاروا حرباً لهم فضعفوا.)
المصادر
1-مدير مركز حمد الجاسر الثقافي.
2- الإكليل، (ص 302) و(303).
3- المصدر السابق، (ص 304 - 305).
4- انظر: إفادة الأنام في تاريخ البلد الحرام، مخطوط بمكتبة الحرم المكي، رقم 145 تأليف الشيخ عبدالله غازي، مجلد4 ورقة (87).
5- المصدر السابق، (ص305 - 306).
6- الاكليل، مصدر سابق (304 - 305).
7- تاريخ الطبري، ج11 (ص 218 و227), والكامل في التاريخ، لابن الأثير ج8 (ص62).
8- ضبطه المحقق هنا بالحاء المهملة، وفي اللباب بالخاء المعجمة المنقوطة، واحدة من فوق.
9- ورد في الأصل: الجياد، وهي تصحيف للخيار.
10- التعريف في الأنساب والتنويه لذوي الأحساب، تأليف: أحمد بن محمد بن إبراهيم لاأشعري القرطبي، تحقيق د. سعد عبدالمقصود ظلام، دار المنار، القاهرة، (ص322).
11- انظر كتاب الاستاذ فايز بن موسى البدراني: بعض الأعيان وأعلام القبائل في وثائق المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة.
نسب قبيلة حرب
حرب قبيلة خولانية من قحطان تنسب إلى حرب بن سعد بن سعد بن خولان بن عمرو بن الحارث بن مرة بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان ، كانت منازلهم في صعدة في اليمن ثم نزحوا إثر خلاف بينهم وبين أبناء عمهم الربيعة بن سعد سنة 131هـ كما يقول الهمداني (285 ـ 355هـ) في كتاب الأكليل، ومع بداية القرن الثالث الهجري استقرت قبيلة حرب بالحجاز فيما بين الحرمين الشريفين وقد أورد طرفاً من أخبارها بعض علماء التاريخ والأنساب ومنهم على سبيل المثال: لسان اليمن ونسابتها أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني في كتابه الإكليل، و أحمد بن سهل البلخي في كتابه صور الأقاليم، وسوف نورد في هذا الموضوع بعضاً مما أورده الهمداني في الأكليل، حيث قال بعد أن عدد أبناء سعد بن سعد بن خولان : وأولد حرب بن سعد أربعة نفر: الفاحش ومالكاً وعامراً والفياض، فمن ولد الفياض بن حرب آل عمرو بن يزيد، وقد يقال أنهم من ولد الحارث بن سعد من بيت النعمان بن الفياض، وأولد الفاحش سلمان وسباقاً ومسلماً وضاحكاً اربعة نفر، فأولد سلمان بن الفاحش بن حرب: زياداً، وهم أهل العرج، وحدثني محمد بن إسماعيل المحابي، وقد كان جاور في بني حرب بقدس ورضوى وينبع وتلك النواحي في سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة، ونزل على محمود بن علي، سيد بني حرب وأقام عنده قال: محمود بن علي بن عمرو بن جابر بن عمرو بن المسافر بن عمرو بن زياد بن سليمان بن الفاحش بن حرب، هكذا نسب نفسه قال الهمداني: قد أوهم من نقل إليه هذا النسب، والعدة إلى حرب تضعف على هذا مرتين وإنما ينبغي أن يكون أنتسب إلى زياد، من نسل زياد بن سليمان وافترق جميع من في الحجاز إلا من دخل فيهم من أخوتهم من زياد بن سلمان.
فأولد زياد: عمراً والخيار، فمن بني عمرو بن زياد: محمود هذا وبنو الحارث بن عبدالله بن عمرو، وبنو ميمون بن مسافر ومن ولد الخيار عبدالله بن الخيار وهم العبيديون، وكان القياس العبدليينن وزبيد بن الخيار فيهم عدد زهاء ثلاثمائة وسيدهم اليوم أبو الحسين يحيى الزبيدي، هاجر إليه يحيى بن الحسين الحسيني بالعقيق من المدينة، وبنو السفر بن الخيار وسيدهم المسلم، وهو يسود بني الخيار كلها، ما ساد محمود بني عمرو وسائر بطون حرب بن سعد بالحجاز، قالوا: فمن تلك البطون بنو عامر بن حرب، ومنهم بنو عوف، فمن بني عوف: مسروح بن عوف ومسعود بن عوف وعلي بن عوف، وممن هنالك بنو ذؤيب من ولد سباق بن الفاحش بن حرب، وهم أحد بني حرب حداً، وهم أخوال أبي القاسم إدريس بن جعفر، من ولد موسى بن جعفر بن محمد الرضاء، وبنو ذؤيب يعرفون بحضى، ومنهم من بني مالك الذين في صعدة ويقولون أنهم من الأزد، كما يقول من في بلد خولان منهم، وهم يعظمون في بني حرب ويتزوجون من بني حرب، وفي العرب، ولا يزوجون أحداً، وبنو حرب لا تزوج إلا رجلاً منها أو قرشياً...) ونقل الهمداني عن محمد بن إبراهيم بن اسماعيل المحابي قوله نقلاً عن محمود بن عمرو سيد بني حرب :
(أن بني حرب لما صارت إلى قدس من الحجاز و بها عنزة ومزينة وبنو الحارث وبنو مالك من سليم، ناصبتهم الحرب عنزة، والذي أهاج ذلك أن رجلاً حربياً وآخر عنزياً أمتريا في جذاذ نخل فعدى الحربي على العنزي فضربه ضربةً بتك بها يده، فعدت بنو حرب يومئذٍ وهي ستمائة رجل، فأجلوا من بالبلد من عنزة إلى الأعراض من خيبر، ثم ناصبتهم مزينة الحرب وكانت أهل ثروة زهاء خمسة آلاف، وأُجلو إلى الساحل من الجار والصفراء وأرض جشم، فهم بها إلى اليوم لا يدخلون الفرع إلا بجوار وذمام من بني حرب وبقية سليم، فناصبتهم بنو الحارث وبنو مالك بن سليم، وهم زهاء أربعة آلاف، وهم أهل الحرتين والنقيع، فحاربوهم دهراً فأجلوهم عن الحرمين والبقيع، وقتلوا منهم عدداً كثيرا وصارت بنو الحارث وبنو مالك لا يدخل منها الحرتين والبقيع داخل إلا بذمام من بني حرب، وقد يبقى عليهم محمود، لأن أمه جشمية من هوازن، فلما غلبت بنو حرب على تلك البلاد وقهرت تعلقت قريش بأصهارهم وأسند إليهم كلٍٍ وألقى أزمة أمره في أيديهم وغلبوا على طريق المدينة إلى مكة، فلم يسرها أحد منهم إلا بخفارتهم، وكان المقتدر بالله يبعث إليهم طول حياته بالمال في خفارة الطريق، وإلى اليوم وهم على ذلك.
قال أبو جعفر المحابي: فمن ايام بني حرب في وقتنا هذا وقبله بمُديدة، يوم الحرة، وقتل فيه من سليم سبعين رجلاً، وحُمد يومئذٍ من بني حرب بنو عمرو بن زياد، وقتل منهم جماعة، من الجماعة أربعة من بني محمود: محمد وأحمد والحسن والحسين، قال: ثم جمع لهم محمود، فصبحهم محمود يوم الرغامة، فقتل منهم مائة رجل، وكانت عليهم يومئذٍ عمائم خز زرق فلم يلبس سُلمي بعدها عمامة زرقاء، ومنهاـ أي أيامهم ـ يوم شرف الأثاية، يوم سار إليهم أبن ملاحظ، وهو سلطان مكة، فقتلوا أصحابه وأسروه، فأقام عندهم وقتاً، ثم منوا عليه وخلّوا سبيله).
أقول: وعند النظر في فروع قبيلة حرب اليوم ومقارنتها مع ما أورده الهمداني يتضح ما يلي:
هناك احتمال كبير بأن يكون شيخ حرب محمود بن عمرو هو جد بطن بني محمود من بني عمرو الذي يندرج تحته عدة قبائل مثل العطور وأولاد عبدالله ومناش وغيرهم، ولعل كثرة أبناءه والذين ذكرهم الهمداني يدعم فرضية استمرار نسل هذا الشيخ، وقد أثبتت الكثير من الوثائق وجود قبيلة بإسم بني محمود من بني عمرو مثل وثائق محكمة المدينة المنورة على سبيل المثال وثيقة ذكرت أحد أجداد قبيلة البدارين وأحد أجداد قبيلة العياضات وهي بتاريخ20/6/982هـ، جاء فيها ما يأتي: (موجب تحريره أنه بين يدي مولانا الحاكم الحنفي محمد بن سنان الحاكم خلافة أعزه الله تعالى، حضر مانع بن حسين الحلفاوي المدني وحضر معه شمعول بن بشر بن بدران من بني محمود من أهل وادي الفرع، ثم اشترى مانع المذكور بماله لنفسه من شمعول المذكور، فباعه ببيع صحيح شرعي ما هو له وفي ملكه وحوزه وتحت تصرفه، وذلك جميع النصف الشايع في جميع المال الأرض والنخل الكاين بوادي الخيف المضيق المعروف بالـخَـرِيـْـق المحدود قبلة بمسيل الوادي وشمالاً بحوش الغريس ملك بني جابر وشرقاً بالطور ملك مناجل؟ من بني جابر وغرباً بالدّبـّة؟ ملك الشتيات؟، ................الخ .... كاتبه: .....؟ السمرقندي. شهود الحال: الفقيه إبراهيم بن أحمد التونسي، بلول بن حجر بن عياض المحمودي، محمد بن عجلان المحمودي) والملك المذكور في هذه الوثيقة (الخريق) في المضيق في وادي الفرع لا زال إلى يومنا هذا ملكاً للبدارين من بني عمرو يقتسمونه بالتساوي إلى جانب البلاد المسماة الهرمية وهي أيضا جدية للبدارين في المضيق.
كما وردت إشارات كثيرة إلى بني محمود في وثائق واد الفرع منها رسالة كتبت سنة 1229 هـ موجهه من الشيخ مبارك بن عيد العبيدي شيخ ابو ضباع إلى كبار بني محمود قال فيها بعد أن عدد كبار بني محمود الموجهه لهم الرسالة : (.....وكبار بني محمود من دون تخصيص ....)
ووثيقة أخرى موضوعها تحالف بين قبائل بني محمود من بني عمرو وميمون من بني سالم.
وغيرها من الوثائق.
وللمعلومية فإن بني عمرو أهل نجد الكثير منهم لا يعرف بل لا يعترف بوجود قبيلة اسمها بني محمود، والسبب في ذلك ان ذلك الفرع بعد أن اشتهرت فروعه بدأ يكتفى بها فكل فرع يذكر باسمه ويقل ذكر الفرع الأصل، مثل العطور الآن اشتهرت تفريعاتهم مثل الفواويز الشعافين الطرسان .....الخ وبدا يقل ذكر الفرع الأصل (العطور) لذلك سيأتي بعد مدة الله أعلم بها من ينكر وجود قبيلة بإسم العطور، والله المستعان.
ولو علم أولئك العوام من هو محمود بن عمرو وما هي أفعاله وأنه كان سيد بني حرب كافة لافتخروا به أشد التفاخر.
• يتضح من كلام الهمداني أسماء عدة قبائل من حرب لا تزال معروفة مثل بني عمرو، ميمون، عوف، بني الخيار (الخيارية)، العبيديون (بني عبدالله)، وزبيد، وبني السفر، وبنو ذؤيب، إلا أنه ومع مرور الأزمان ـ أكثر من 1200سنةـ ربما حصل هناك تداخل في بعض الفروع فربما دخلت فروع تحت فروع أخرى أو انفصل فرع عن أصله وأصبح فرع مستقل، مثل بنو السفر حيث ذكر الهمداني أنهم من بني الخيار ولكنهم اليوم قبيلة مستقلة من مسروح مباشرة، وكذلك بني الخيار اليوم هم فرع من بني عمرو ومثل ما ذكر الهمداني أن من ابناء زياد هم: عمرو ـ جد قبائل بني عمروـ والخيار لذلك لا يستبعد ان يكون الخيارية دخلوا مع أبناء عمهم عمرو، تماما مثل دخول بعض العياضات الآن مع البدارين وقولهم أنهم من البدارين والمعروف ان العياضات اخوان البدارين، والتاريخ يكرر نفسه أحياناً والله أعلم.
نلاحظ ذكاء الهمداني وألمعيته في العد إلى الجد الأعلى حيث أنه عندما نقل عن المحابي قوله عن محمود: محمود بن علي بن عمرو بن جابر بن عمرو بن المسافر بن عمرو بن زياد بن سليمان بن الفاحش بن حرب، هكذا نسب نفسه قال الهمداني: قد أوهم من نقل إليه هذا النسب، والعدة إلى حرب تضعف على هذا مرتين وإنما ينبغي أن يكون أنتسب إلى زياد.
ومن المؤرخين الذين أوردو معلومات قيمة عن حرب أحمد بن سهل البلخي (235- 322) الذي أورد خبر استيلاء حرب على وادي الفرع في كتابه صور الأقاليم فقال وهو يتكلم عن ودَّان : (وبها كان أيام مقامي رئيس للجعفريين أعني أبناء جعفر بن ابي طالب ولهم بالفرع والسايرة ضياع كثيرة، وبينهم وبين الحسينيين حروب ودماء، حتى استولى طائفة من أهل اليمن يعرفون ببني حرب على ضياعهم، فصاروا حرباً لهم فضعفوا.)
المصادر
1-مدير مركز حمد الجاسر الثقافي.
2- الإكليل، (ص 302) و(303).
3- المصدر السابق، (ص 304 - 305).
4- انظر: إفادة الأنام في تاريخ البلد الحرام، مخطوط بمكتبة الحرم المكي، رقم 145 تأليف الشيخ عبدالله غازي، مجلد4 ورقة (87).
5- المصدر السابق، (ص305 - 306).
6- الاكليل، مصدر سابق (304 - 305).
7- تاريخ الطبري، ج11 (ص 218 و227), والكامل في التاريخ، لابن الأثير ج8 (ص62).
8- ضبطه المحقق هنا بالحاء المهملة، وفي اللباب بالخاء المعجمة المنقوطة، واحدة من فوق.
9- ورد في الأصل: الجياد، وهي تصحيف للخيار.
10- التعريف في الأنساب والتنويه لذوي الأحساب، تأليف: أحمد بن محمد بن إبراهيم لاأشعري القرطبي، تحقيق د. سعد عبدالمقصود ظلام، دار المنار، القاهرة، (ص322).
11- انظر كتاب الاستاذ فايز بن موسى البدراني: بعض الأعيان وأعلام القبائل في وثائق المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة.