قصة البطل نور الدين زنكي
العابد الزاهد، أنقذ دمشق ومصر من الإحتلال، وانتصر على إنجلترا وفرنسا وألمانيا والفرنجة والبيزنطيين
وهذه 11 نقطة تلخص سيرة هذا البطل العظيم:
1) هو الملك العادل نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي بن آقسنقر بن عبد الله آل ترغان، تعود أصوله للقبائل التركمانية التي أتت مع السلاجقة، ولكن السلاجقة قاموا بقتل جده، فاتخذ والده سياسة معادية لهم، فناصر العباسيين ضدهم، وأما صفاته الجسدية فقد كان أسمر اللون طويل القامة حسن الصورة لا يوجد في وجهه شعر سوى ذقنه، ولد في 17 شوال 511 هجري الموافق في تاريخ 1118/02/11 م في مدينة واسط حيث كان والده أنذاك يعمل قائدا في الجيش العباسي المتواجد في واسط، ولكن بعد شهور قليلة إنتقل والده عماد الدين زنكي إلى بغداد، وترقى في الجيش العباسي إلى أن أصبح من المقربين للخليفة العباسي فضل المسترشد بالله.
2) في عام 520 هجري الموافق 1127م إنتقل نور الدين إلى مدينة الموصل، وذلك بعد أن قام الخليفة العباسي المسترشد بتعيين عماد الدين زنكي واليا على الموصل، ونجح عماد الدين زنكي في توسيع ولايته فسيطر على حلب وبعرين وبعلبك وإمارة الرها الفرنجية.
3) تولى الحكم في تاريخ 4 ربيع الآخر سنة 541 هجرية الموافق 1146/09/13م، وذلك بعد إستشهاد والده عماد الدين زنكي حيث تم تقسيم ولايته إلى إمارتين إمارة الموصل وتوابعها تحت حكم ابن عماد الدين زنكي الأكبر سيف الدين غازي وإمارة حلب وتوابعها تحت حكم الإبن الثاني نور الدين محمود، وأرسل الخليفة العباسي لهما بالخلع والتقليد ليكونوا نوابه على الأراضي التي تحت حكمهم.
4) بدأ عهده بقياده جيشه باتجاه إمارة الرها حيث حاول حاكمها الفرنجي السابق جوسلين إستعادتها مستغلا مقتل عماد الدين زنكي، ولكن نور الدين زنكي نجح في إنقاذها، وقام بطرد ما تبقى من الفرنحة فيها لمخالفتهم الإتفاقية مع والده بقيامهم بمساندة جوسلين.
5) على الرغم من التحالف بين إمارة دمشق والفرنجة، قام الفرنجة بحصار دمشق عام 543 هجري الموافق 1148م، في إطار الحملة الصليبية الثانية والتي كانت عبارة عن جيوش قادمة من فرنسا وإنجلترا وألمانيا، فقام نور الدين بإرسال قوات لإنقاذ دمشق على الرغم من أن حاكم دمشق معين الدين أنر عدوه، وبعد إنقاذ دمشق تزوج نور الدين من عصمة الدين خاتون ابنة الأتابك معين الدين أنر حاكم دمشق، والتي أنجب منها ولدين وبنت، الأكبر إسماعيل الذي تولى الحكم من بعده، والأصغر أحمد مات طفلاً.
6) في عام 544 هجري الموافق 1149م توفي حاكم دمشق معين الدين أنر، فحاول نور الدين زنكي السيطرة على المدينة عام 545 هجري الموافق 1150م، ولكن حاكمها الجديد مجير الدين أبق إستنجد بالفرنجة، فتراجع نور الدين خوفا من أن يقوم حاكم دمشق بتسليم المدينة للفرنجة، ولكن في عام 549 هجري الموافق 1154م نجح القائد نجم الدين أيوب في تنفيذ إنقلاب داخل دمشق فتم خلع حاكمها ودخلت إمارة دمشق في تبعية السلطان نور الدين زنكي.
7) لم تتوقف حروبه ضد الفرنجة فقد إنتصر عليهم في معركة أنب عام 544 هجري الموافق 1149م وقتل أمير إمارة أنطاكيا ريموند الثاني وسيطر على قلعة أفاميا، ثم سيطرة على قلعة تل باسر عام 546 هجري الموافق 1151م ثم على قلعة عريمة عام 547 هجري الموافق 1152م وحصن الأكراد عام 558 هجري الموافق 1163م وقلعة بانياس عام 559 هجري الموافق 1164م وسيطر على مساحات واسعة من إمارة أنطاكيا وإمارة طرابلس بعد أن إنتصر عليهم في معركة حارم عام 559 هجري الموافق 1164م، ثم سيطر على حصن المنيطرة عام 560 هجري الموافق 1165م
في عام 552 هجري الموافق 1157م وقع زلزال عظيم في بلاد الشام، فاستغل نور الدين هذا الأمر بقيامه بالسيطرة على القلاع التي خارج حكمه وأشهرها قلعة شيزر، وكذلك بالسيطرة على عدد كبير من قلاع الفرنجة، حيث قام بمهاجمتها قبل أن يقوم الفرنجة بإصلاحها، وفي عام 554 هجري الموافق 1159م تمرد عليه أخوه نصرة الدين زنكي حاكم حران فانتصر نور الدين زنكي واستماله وعينه على ثغور الفرنجة.
9) نجح نور الدين زنكي في ضم مصر لدولته، وبهذا أعادها لتبعية الخلافة العباسية، وقد كانت الأمة سابقا مقسومة بين الدولة العباسية والدولة العبيدية، وبدأت الأحداث عندما خلع وزير مصر شاور عام 559 هجري الموافق 1164م وهرب إلى نور الدين زنكي طالبا منه مساندته لاسترداد منصبه مقابل التنازل عن مقاطعات حدودية، فسادنه نور الدين فنجح شاور في إسترداد حكمه، ولكنه تنكر لنور الدين، وفي عام 561 هجري الموافق 1166م أرسل الخليفة العباسي لنور الدين يطلب منه عزو مصر وإنهاء الدولة العبيدية لتوحيد الأمة تحت ظل الخلافة العباسية، ولكن حاكم مصر العاضد ووزيره شاور طلبوا النجدة من الفرنجة والبيزنطيين، ودخل البيزنطيين والفرنجة إلى القاهرة، وسيطر الجيش الزنكي على الإسكندرية، فتم عقد اتفاق أن ينسحب الجميع من مصر، فانسحب الجيش الزنكي والبيزنطي والفرنجي، وفي عام 563 هجري الموافق 1168م غزا الفرنجة مصر وسيطروا على بلبيس، فأرسل نور الدين زنكي جيشه فنجح في السيطرة على مصر وطرد الفرنجة منها عام 564 هجري الموافق 1169م، وقتل شاور، وفشل البيزنطيين والفرنجة في دخول دمياط، فاستقرت مصر تحت حكم نور الدين زنكي والذي ناب عنه في حكمها أسد الدين شيركوه ثم صلاح الدين الأيوبي والذي أنهى الدولة العبيدية عام 566 هجري الموافق 1171م ودخلت مصر في تبعية الخلافة العباسية.
10) كان متديناً عادلاً زاهداً حريصاً على تطبيق الشريعة، وعمل على إنشاء المساجد والمدارس الدينية في كافة أرجاء دولته، فبنى في حلب المدرسة النورية والمدرسة الشافعية والمدرسة العصرونية والمدرسة الشعيبية، وبعد أن سيطر على الموصل عام 566 هجري الموافق 1171م بنى فيها الجامع النوري، وفي دمشق بنى المدرسة النورية وداراً للأيتام وداراً للحديث وبرج نور الدين وحمامات نور الدين، وقام بعمل منبر لينقله للمسجد الأقصى بعد تحريره ولكنه توفي قبل أن يحقق هذا الحلم.
11) توفي في دمشق في تاريخ 11 شوال 569 هجري الموافق 1174/05/15م، حيث أصيب بذبحة صدرية أدت لوفاته لاحقا، ودفن في بيته، ثم نقل جثمانه إلى المدرسة النورية الواقعة في سوق الخواصين بدمشق، وتولى الحكم من بعده ولده الطفل الصالح إسماعيل، فانقسمت الدولة الزنكية، وأعلن حاكم مصر صلاح الدين الأيوبي إستقلاله وتأسيسه للدولة الأيوبية ونجح في السيطرة على غالبية أراضي الدولة الزنكية، واستطاع صلاح الدين الأيوبي أن يحرر القدس عام 583 هجري الموافق 1187م وقام بنقل منبر نور الدين زنكي إلى المسجد الأقصى.
**** المصادر:
1) تاريخ الخلفاء، السيوطي
2) البداية والنهاية، ابن كثير
3) المنتظم في أخبار الملوك والأمم، ابن الجوزي
4) الإنباء في تاريخ الخلفاء، العمراني
5) الكامل في التاريخ، ابن الأثير
6) زبدة الحلب في تاريخ حلب، ابن العديم
7) المذيل في تاريخ دمشق، ابن القلانسي
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، ابن خلكان
*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري.
*****************
العابد الزاهد، أنقذ دمشق ومصر من الإحتلال، وانتصر على إنجلترا وفرنسا وألمانيا والفرنجة والبيزنطيين
وهذه 11 نقطة تلخص سيرة هذا البطل العظيم:
1) هو الملك العادل نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي بن آقسنقر بن عبد الله آل ترغان، تعود أصوله للقبائل التركمانية التي أتت مع السلاجقة، ولكن السلاجقة قاموا بقتل جده، فاتخذ والده سياسة معادية لهم، فناصر العباسيين ضدهم، وأما صفاته الجسدية فقد كان أسمر اللون طويل القامة حسن الصورة لا يوجد في وجهه شعر سوى ذقنه، ولد في 17 شوال 511 هجري الموافق في تاريخ 1118/02/11 م في مدينة واسط حيث كان والده أنذاك يعمل قائدا في الجيش العباسي المتواجد في واسط، ولكن بعد شهور قليلة إنتقل والده عماد الدين زنكي إلى بغداد، وترقى في الجيش العباسي إلى أن أصبح من المقربين للخليفة العباسي فضل المسترشد بالله.
2) في عام 520 هجري الموافق 1127م إنتقل نور الدين إلى مدينة الموصل، وذلك بعد أن قام الخليفة العباسي المسترشد بتعيين عماد الدين زنكي واليا على الموصل، ونجح عماد الدين زنكي في توسيع ولايته فسيطر على حلب وبعرين وبعلبك وإمارة الرها الفرنجية.
3) تولى الحكم في تاريخ 4 ربيع الآخر سنة 541 هجرية الموافق 1146/09/13م، وذلك بعد إستشهاد والده عماد الدين زنكي حيث تم تقسيم ولايته إلى إمارتين إمارة الموصل وتوابعها تحت حكم ابن عماد الدين زنكي الأكبر سيف الدين غازي وإمارة حلب وتوابعها تحت حكم الإبن الثاني نور الدين محمود، وأرسل الخليفة العباسي لهما بالخلع والتقليد ليكونوا نوابه على الأراضي التي تحت حكمهم.
4) بدأ عهده بقياده جيشه باتجاه إمارة الرها حيث حاول حاكمها الفرنجي السابق جوسلين إستعادتها مستغلا مقتل عماد الدين زنكي، ولكن نور الدين زنكي نجح في إنقاذها، وقام بطرد ما تبقى من الفرنحة فيها لمخالفتهم الإتفاقية مع والده بقيامهم بمساندة جوسلين.
5) على الرغم من التحالف بين إمارة دمشق والفرنجة، قام الفرنجة بحصار دمشق عام 543 هجري الموافق 1148م، في إطار الحملة الصليبية الثانية والتي كانت عبارة عن جيوش قادمة من فرنسا وإنجلترا وألمانيا، فقام نور الدين بإرسال قوات لإنقاذ دمشق على الرغم من أن حاكم دمشق معين الدين أنر عدوه، وبعد إنقاذ دمشق تزوج نور الدين من عصمة الدين خاتون ابنة الأتابك معين الدين أنر حاكم دمشق، والتي أنجب منها ولدين وبنت، الأكبر إسماعيل الذي تولى الحكم من بعده، والأصغر أحمد مات طفلاً.
6) في عام 544 هجري الموافق 1149م توفي حاكم دمشق معين الدين أنر، فحاول نور الدين زنكي السيطرة على المدينة عام 545 هجري الموافق 1150م، ولكن حاكمها الجديد مجير الدين أبق إستنجد بالفرنجة، فتراجع نور الدين خوفا من أن يقوم حاكم دمشق بتسليم المدينة للفرنجة، ولكن في عام 549 هجري الموافق 1154م نجح القائد نجم الدين أيوب في تنفيذ إنقلاب داخل دمشق فتم خلع حاكمها ودخلت إمارة دمشق في تبعية السلطان نور الدين زنكي.
7) لم تتوقف حروبه ضد الفرنجة فقد إنتصر عليهم في معركة أنب عام 544 هجري الموافق 1149م وقتل أمير إمارة أنطاكيا ريموند الثاني وسيطر على قلعة أفاميا، ثم سيطرة على قلعة تل باسر عام 546 هجري الموافق 1151م ثم على قلعة عريمة عام 547 هجري الموافق 1152م وحصن الأكراد عام 558 هجري الموافق 1163م وقلعة بانياس عام 559 هجري الموافق 1164م وسيطر على مساحات واسعة من إمارة أنطاكيا وإمارة طرابلس بعد أن إنتصر عليهم في معركة حارم عام 559 هجري الموافق 1164م، ثم سيطر على حصن المنيطرة عام 560 هجري الموافق 1165م
في عام 552 هجري الموافق 1157م وقع زلزال عظيم في بلاد الشام، فاستغل نور الدين هذا الأمر بقيامه بالسيطرة على القلاع التي خارج حكمه وأشهرها قلعة شيزر، وكذلك بالسيطرة على عدد كبير من قلاع الفرنجة، حيث قام بمهاجمتها قبل أن يقوم الفرنجة بإصلاحها، وفي عام 554 هجري الموافق 1159م تمرد عليه أخوه نصرة الدين زنكي حاكم حران فانتصر نور الدين زنكي واستماله وعينه على ثغور الفرنجة.
9) نجح نور الدين زنكي في ضم مصر لدولته، وبهذا أعادها لتبعية الخلافة العباسية، وقد كانت الأمة سابقا مقسومة بين الدولة العباسية والدولة العبيدية، وبدأت الأحداث عندما خلع وزير مصر شاور عام 559 هجري الموافق 1164م وهرب إلى نور الدين زنكي طالبا منه مساندته لاسترداد منصبه مقابل التنازل عن مقاطعات حدودية، فسادنه نور الدين فنجح شاور في إسترداد حكمه، ولكنه تنكر لنور الدين، وفي عام 561 هجري الموافق 1166م أرسل الخليفة العباسي لنور الدين يطلب منه عزو مصر وإنهاء الدولة العبيدية لتوحيد الأمة تحت ظل الخلافة العباسية، ولكن حاكم مصر العاضد ووزيره شاور طلبوا النجدة من الفرنجة والبيزنطيين، ودخل البيزنطيين والفرنجة إلى القاهرة، وسيطر الجيش الزنكي على الإسكندرية، فتم عقد اتفاق أن ينسحب الجميع من مصر، فانسحب الجيش الزنكي والبيزنطي والفرنجي، وفي عام 563 هجري الموافق 1168م غزا الفرنجة مصر وسيطروا على بلبيس، فأرسل نور الدين زنكي جيشه فنجح في السيطرة على مصر وطرد الفرنجة منها عام 564 هجري الموافق 1169م، وقتل شاور، وفشل البيزنطيين والفرنجة في دخول دمياط، فاستقرت مصر تحت حكم نور الدين زنكي والذي ناب عنه في حكمها أسد الدين شيركوه ثم صلاح الدين الأيوبي والذي أنهى الدولة العبيدية عام 566 هجري الموافق 1171م ودخلت مصر في تبعية الخلافة العباسية.
10) كان متديناً عادلاً زاهداً حريصاً على تطبيق الشريعة، وعمل على إنشاء المساجد والمدارس الدينية في كافة أرجاء دولته، فبنى في حلب المدرسة النورية والمدرسة الشافعية والمدرسة العصرونية والمدرسة الشعيبية، وبعد أن سيطر على الموصل عام 566 هجري الموافق 1171م بنى فيها الجامع النوري، وفي دمشق بنى المدرسة النورية وداراً للأيتام وداراً للحديث وبرج نور الدين وحمامات نور الدين، وقام بعمل منبر لينقله للمسجد الأقصى بعد تحريره ولكنه توفي قبل أن يحقق هذا الحلم.
11) توفي في دمشق في تاريخ 11 شوال 569 هجري الموافق 1174/05/15م، حيث أصيب بذبحة صدرية أدت لوفاته لاحقا، ودفن في بيته، ثم نقل جثمانه إلى المدرسة النورية الواقعة في سوق الخواصين بدمشق، وتولى الحكم من بعده ولده الطفل الصالح إسماعيل، فانقسمت الدولة الزنكية، وأعلن حاكم مصر صلاح الدين الأيوبي إستقلاله وتأسيسه للدولة الأيوبية ونجح في السيطرة على غالبية أراضي الدولة الزنكية، واستطاع صلاح الدين الأيوبي أن يحرر القدس عام 583 هجري الموافق 1187م وقام بنقل منبر نور الدين زنكي إلى المسجد الأقصى.
**** المصادر:
1) تاريخ الخلفاء، السيوطي
2) البداية والنهاية، ابن كثير
3) المنتظم في أخبار الملوك والأمم، ابن الجوزي
4) الإنباء في تاريخ الخلفاء، العمراني
5) الكامل في التاريخ، ابن الأثير
6) زبدة الحلب في تاريخ حلب، ابن العديم
7) المذيل في تاريخ دمشق، ابن القلانسي
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، ابن خلكان
*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري.
*****************