القبائل ذات الأصول الليبية بمصر تمتد من الصحراء الغربية حتى الصعيد
أكبرها "أولاد علي" ويزيدون على مليوني نسمة
دبي - فراج إسماعيل
نشر في: 23 فبراير 2011
توجد في مصر قبائل عديدة ذات أصول ليبية نزحت منذ مئات السنين، منها أولاد علي والجوازي والبراعصة والفوايد والهنادي والفرجان والبهجة والجميعات والقطعان والجبالية والرماح والحبون وأولاد الشيخ.
وكانت قبيلة البراعصة في مدينة البيضاء بشرق ليبيا خرجت في احتجاجات ضد القذافي وهذه المدينة هي مسقط رأس "صفية" زوجة القذافي وأم سيف الإسلام.
ومن أشهر عائلات البراعصة في ليبيا: مازق والصيفاني وحدوث ومقرب والخضراء والأخيرة تقيم في مصر من 150 عاماً.
وتقطن البراعصة في شرق ليبيا وهي من القبائل الكبيرة وتحديداً في مدينة بنغازي وأجدابيا، وتوجد في الفيوم والقليوبية بمصر.
ويوجد في محافظة المنيا بجنوب مصر فرع من قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها الزعيم الليبي معمر القذافي، التي يوجد بها أيضاً قبيلتا الجوازي وأولاد علي الليبيتان الأصل.
وفي كل من بلبيس في محافظة الشرقية، وفي القليوبية شمال شرق القاهرة، وقنا وجرجا بالصعيد، تسكن قبيلة الصهيب الليبية التي هاجرت إلى مصر منذ مئات السنين.
كما تقطن جرجا ومنفلوط في الصعيد وطنطا شمال القاهرة، قبيلة العمايم الليبية الأصل.
قبائل أولاد علي
أما أكبر القبائل المعروفة بأصولها الليبية في مصر فهي قبائل أولاد علي ويزيد عددها على مليوني نسمة، وتتعدد أسماؤها وتنقسم في الأساس إلى قسمين أولاد عليّ الأحمر، وعلى رأسهم قبائل القنايشات، وأولاد عليّ الأبيض، وعلى رأسهم قبائل العزائم.
كما تضم "أولاد عليّ" قبائل الهوارة والزنالكة والقواسم والعوامي وماضي والحمام والعاصم والسناجرة والأخشيبات والشراسات والحويتية والحنيش، وتنتشر تلك القبائل من سيدي براني في مطروح الواقعة قرب الحدود المصرية الغربية مع ليبيا، إلى دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة بوسط دلتا مصر، ومناطق مثل العامرية وكنج مريوط غرب الإسكندرية، ومحافظات الجيزة والغربية والشرقية.
ويقيم الجزء الأكبر من قبائل أولاد علي بالصحراء الغربية من السلوم حتى الإسكندرية والبحيرة.
وهاجرت قبائل أولاد علي من ليبيا عام 1670 ميلادية بعد نزاع مع قبيلة "الحرابي" في ما يعرف تاريخياً باسم تجريدة "حبيب".
منطقة مساحتها 500 كيلومتر
ويقول الباحث عطية العوامي في بحث له، إن المنطقة التي تسكنها قبائل أولاد علي في صحراء مصر الغربية تمتد على مساحة 500 كيلومتر غربي الإسكندرية.
وعلى الرغم مما تمثله المنطقة من أهمية اقتصادية كامنة، وأهمية استراتيجية جعلت منها ميداناً لمعركة مهمة من معارك الحرب العالمية الثانية وهي معركة العلمين الشهيرة، وما يمثله إقليم مطروح بحكم موقعه على البحر المتوسط أكثر مناطق الصحراء الغربية عمراناً وازدحاماً بالسكان، وانتشار الزراعة وتوفر المطر، ما أدى إلى انتشار المراعي الطبيعية، إلا أن الحرفة الأولى لسكان هذه المنطقة هي تربية الأغنام إضافة إلي بعض الزراعات كالقمح والشعير والبطيخ، وأشجار التين والزيتون خاصه في المنطقه الممتدة من مدينة الحمام حتى عاصمة الإقليم مدينة مرسى مطروح.
أما قبيلة "المرابطون" فهم مجموعة من القبائل من سكان برقة، وقد انضمت إلى أولاد علي في حربهم ضد الحرابي، ونزحت مع أولاد علي إلى مصر.
وسبقت قبيلة الجمعيات قبائل أولاد علي في المجيء إلى مصر، واندمجت معها وأصبحت جزءاً منها خلال زمن طويل يمتد لـ600 عام.
وكان حوض النيل بالنسبة لهذه القبائل أكثر استقراراً وأمناً، بالرغم من أنهم لم يسكنوا ضفاف النيل عند قدومهم لمصر بل استقروا في الصحراء الغربية لنهر النيل، ولم تستقر هذه القبائل عند قدومها مصر بل تكررت النزاعات في ما بينها مثلما حدث بين الهنادي وأولاد علي، لكنها الآن مستقرة، وواكبت الحياة العصرية ودخل أبناؤها المدارس والجامعات والكليات العسكرية. وتقلدوا مناصب كبيرة في الدولة.
وجاء عدد من القبائل إلى مصر بعد الحرب الأهلية الليبية في مطلع القرن التاسع عشر بين الوالي التركي يوسف باشا القرمانلي وقبيلة العواقير وبعض القبائل الأخرى من جهة، وقبيلة الجوازي والمجابرة والجلالات.
وفي نهاية الحرب قام القرمانلي بدعوة 40 من أعيان قبيلة الجوازي في قصر الباشا بمدينة بنغازي بزعم تقديم وسام لهم ثم أمر جنوده بقتل الأعيان والخروج لقتل أي جوازي في ليبيا، ما اضطرهم إلى الرحيل إلى مصر، لكن بعضهم استمر هناك واكتفوا بتغيير اسم قبيلتهم.
وعرضت عليهم بعض القبائل العيش معهم على الحدود الليبية المصرية في منطقة مطروح، لكن الجوازي قرروا النزول إلى داخل الأراضي المصرية للمزيد من الأمان، فقطنوا الفيوم جنوب غرب القاهرة.
قبائل مطروح: لن يستخدمنا أحد
من جهة أخرى، أكد عُمد ومشايخ محافظة مطروح بالصحراء الغربية المصرية الملاصقة للحدود الليبية، أنهم مصريون حتى النخاع وتربطهم علاقات نسب وجيرة مع الليبيين "ولم ولن يستطيع كائن من كان أن يستخدمهم".
وأكد عبدالغفار حمد محمد الملاح، رئيس المجلس الشعبي للمحافظة، نيابة عن العمد والمشايخ في رسالة إلى "العربية" أنهم حراس بوابة مصر الغربية ويقدمون للشعب الليبي كافة المساعدات الإنسانية من أدوية وألبان ووجبات جافة.
ونفى ما يثار عن قيام أحمد قذاف الدم، المنسق العام للعلاقات المصرية الليبية والمبعوث الشخصي للعقيد معمر القذافي، بمحاولة إغراء القبائل المصرية في مطروح لمناصرة نظام القذافي.
وقامت اليوم الأربعاء مظاهرة كبيرة بمدينة مرسى مطروح تضامناً مع الشعب الليبي ورفضاً لوجود مبعوث القذافي أحمد قذاف الدم في مصر، حيث يتهمونه بأنه يريد تجنيد مجموعات من قبائل البدو المصرية للقتال مع القذافي ضد الشعب الليبي، وقدم مجموعة من المحامين بلاغاً للنائب العام يطلبون فيه القبض على أحمد قذاف الدم والتحقيق معه.
وتظاهر أبناء القبائل في مطروح والصحراء الغربية ضد المذبحة التي يرتكبها نظام القذافي، فيما قالت مصادر إعلامية مصرية إن أحمد قذاف الدم الذي بدأ زيارة مفاجئة للقاهرة يوم الاثنين الماضي يجرى اتصالات مع مختلف شركات الطيران للحصول على طائرات نقل عملاقة لكي تقوم بنقل مرتزقة من عدة دول إفريقية تمهيداً لنقلهم إلى ليبيا وتحديداً إلى المعسكر 27 الذي يشرف عليه خميس نجل الزعيم الليبي.
وأضافت المصادر ذاتها أن قذاف الدم يحاول إغراء بعض القبائل المصرية خاصة في منطقة الحدود الليبية المصرية ومناطق أخرى كمحافظة الفيوم بالمال لكي ينضموا إلى قوات المرتزقة.
الرئيسية مقالات
أكبرها "أولاد علي" ويزيدون على مليوني نسمة
دبي - فراج إسماعيل
نشر في: 23 فبراير 2011
توجد في مصر قبائل عديدة ذات أصول ليبية نزحت منذ مئات السنين، منها أولاد علي والجوازي والبراعصة والفوايد والهنادي والفرجان والبهجة والجميعات والقطعان والجبالية والرماح والحبون وأولاد الشيخ.
وكانت قبيلة البراعصة في مدينة البيضاء بشرق ليبيا خرجت في احتجاجات ضد القذافي وهذه المدينة هي مسقط رأس "صفية" زوجة القذافي وأم سيف الإسلام.
ومن أشهر عائلات البراعصة في ليبيا: مازق والصيفاني وحدوث ومقرب والخضراء والأخيرة تقيم في مصر من 150 عاماً.
وتقطن البراعصة في شرق ليبيا وهي من القبائل الكبيرة وتحديداً في مدينة بنغازي وأجدابيا، وتوجد في الفيوم والقليوبية بمصر.
ويوجد في محافظة المنيا بجنوب مصر فرع من قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها الزعيم الليبي معمر القذافي، التي يوجد بها أيضاً قبيلتا الجوازي وأولاد علي الليبيتان الأصل.
وفي كل من بلبيس في محافظة الشرقية، وفي القليوبية شمال شرق القاهرة، وقنا وجرجا بالصعيد، تسكن قبيلة الصهيب الليبية التي هاجرت إلى مصر منذ مئات السنين.
كما تقطن جرجا ومنفلوط في الصعيد وطنطا شمال القاهرة، قبيلة العمايم الليبية الأصل.
قبائل أولاد علي
أما أكبر القبائل المعروفة بأصولها الليبية في مصر فهي قبائل أولاد علي ويزيد عددها على مليوني نسمة، وتتعدد أسماؤها وتنقسم في الأساس إلى قسمين أولاد عليّ الأحمر، وعلى رأسهم قبائل القنايشات، وأولاد عليّ الأبيض، وعلى رأسهم قبائل العزائم.
كما تضم "أولاد عليّ" قبائل الهوارة والزنالكة والقواسم والعوامي وماضي والحمام والعاصم والسناجرة والأخشيبات والشراسات والحويتية والحنيش، وتنتشر تلك القبائل من سيدي براني في مطروح الواقعة قرب الحدود المصرية الغربية مع ليبيا، إلى دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة بوسط دلتا مصر، ومناطق مثل العامرية وكنج مريوط غرب الإسكندرية، ومحافظات الجيزة والغربية والشرقية.
ويقيم الجزء الأكبر من قبائل أولاد علي بالصحراء الغربية من السلوم حتى الإسكندرية والبحيرة.
وهاجرت قبائل أولاد علي من ليبيا عام 1670 ميلادية بعد نزاع مع قبيلة "الحرابي" في ما يعرف تاريخياً باسم تجريدة "حبيب".
منطقة مساحتها 500 كيلومتر
ويقول الباحث عطية العوامي في بحث له، إن المنطقة التي تسكنها قبائل أولاد علي في صحراء مصر الغربية تمتد على مساحة 500 كيلومتر غربي الإسكندرية.
وعلى الرغم مما تمثله المنطقة من أهمية اقتصادية كامنة، وأهمية استراتيجية جعلت منها ميداناً لمعركة مهمة من معارك الحرب العالمية الثانية وهي معركة العلمين الشهيرة، وما يمثله إقليم مطروح بحكم موقعه على البحر المتوسط أكثر مناطق الصحراء الغربية عمراناً وازدحاماً بالسكان، وانتشار الزراعة وتوفر المطر، ما أدى إلى انتشار المراعي الطبيعية، إلا أن الحرفة الأولى لسكان هذه المنطقة هي تربية الأغنام إضافة إلي بعض الزراعات كالقمح والشعير والبطيخ، وأشجار التين والزيتون خاصه في المنطقه الممتدة من مدينة الحمام حتى عاصمة الإقليم مدينة مرسى مطروح.
أما قبيلة "المرابطون" فهم مجموعة من القبائل من سكان برقة، وقد انضمت إلى أولاد علي في حربهم ضد الحرابي، ونزحت مع أولاد علي إلى مصر.
وسبقت قبيلة الجمعيات قبائل أولاد علي في المجيء إلى مصر، واندمجت معها وأصبحت جزءاً منها خلال زمن طويل يمتد لـ600 عام.
وكان حوض النيل بالنسبة لهذه القبائل أكثر استقراراً وأمناً، بالرغم من أنهم لم يسكنوا ضفاف النيل عند قدومهم لمصر بل استقروا في الصحراء الغربية لنهر النيل، ولم تستقر هذه القبائل عند قدومها مصر بل تكررت النزاعات في ما بينها مثلما حدث بين الهنادي وأولاد علي، لكنها الآن مستقرة، وواكبت الحياة العصرية ودخل أبناؤها المدارس والجامعات والكليات العسكرية. وتقلدوا مناصب كبيرة في الدولة.
وجاء عدد من القبائل إلى مصر بعد الحرب الأهلية الليبية في مطلع القرن التاسع عشر بين الوالي التركي يوسف باشا القرمانلي وقبيلة العواقير وبعض القبائل الأخرى من جهة، وقبيلة الجوازي والمجابرة والجلالات.
وفي نهاية الحرب قام القرمانلي بدعوة 40 من أعيان قبيلة الجوازي في قصر الباشا بمدينة بنغازي بزعم تقديم وسام لهم ثم أمر جنوده بقتل الأعيان والخروج لقتل أي جوازي في ليبيا، ما اضطرهم إلى الرحيل إلى مصر، لكن بعضهم استمر هناك واكتفوا بتغيير اسم قبيلتهم.
وعرضت عليهم بعض القبائل العيش معهم على الحدود الليبية المصرية في منطقة مطروح، لكن الجوازي قرروا النزول إلى داخل الأراضي المصرية للمزيد من الأمان، فقطنوا الفيوم جنوب غرب القاهرة.
قبائل مطروح: لن يستخدمنا أحد
من جهة أخرى، أكد عُمد ومشايخ محافظة مطروح بالصحراء الغربية المصرية الملاصقة للحدود الليبية، أنهم مصريون حتى النخاع وتربطهم علاقات نسب وجيرة مع الليبيين "ولم ولن يستطيع كائن من كان أن يستخدمهم".
وأكد عبدالغفار حمد محمد الملاح، رئيس المجلس الشعبي للمحافظة، نيابة عن العمد والمشايخ في رسالة إلى "العربية" أنهم حراس بوابة مصر الغربية ويقدمون للشعب الليبي كافة المساعدات الإنسانية من أدوية وألبان ووجبات جافة.
ونفى ما يثار عن قيام أحمد قذاف الدم، المنسق العام للعلاقات المصرية الليبية والمبعوث الشخصي للعقيد معمر القذافي، بمحاولة إغراء القبائل المصرية في مطروح لمناصرة نظام القذافي.
وقامت اليوم الأربعاء مظاهرة كبيرة بمدينة مرسى مطروح تضامناً مع الشعب الليبي ورفضاً لوجود مبعوث القذافي أحمد قذاف الدم في مصر، حيث يتهمونه بأنه يريد تجنيد مجموعات من قبائل البدو المصرية للقتال مع القذافي ضد الشعب الليبي، وقدم مجموعة من المحامين بلاغاً للنائب العام يطلبون فيه القبض على أحمد قذاف الدم والتحقيق معه.
وتظاهر أبناء القبائل في مطروح والصحراء الغربية ضد المذبحة التي يرتكبها نظام القذافي، فيما قالت مصادر إعلامية مصرية إن أحمد قذاف الدم الذي بدأ زيارة مفاجئة للقاهرة يوم الاثنين الماضي يجرى اتصالات مع مختلف شركات الطيران للحصول على طائرات نقل عملاقة لكي تقوم بنقل مرتزقة من عدة دول إفريقية تمهيداً لنقلهم إلى ليبيا وتحديداً إلى المعسكر 27 الذي يشرف عليه خميس نجل الزعيم الليبي.
وأضافت المصادر ذاتها أن قذاف الدم يحاول إغراء بعض القبائل المصرية خاصة في منطقة الحدود الليبية المصرية ومناطق أخرى كمحافظة الفيوم بالمال لكي ينضموا إلى قوات المرتزقة.
الرئيسية مقالات