بالأسماء.. أشهر عائلات الثأر في صعيد مصر الأربعاء 27/يوليو/2016 - 12:00 م أية محمد
الثأر عادة جاهلية مترسخة بقوة في الثقافة الجمعية لأهل الصعيد، ولم تفلح وسائل التحديث أن تقاوم أو تحاصر ثقافة الثأر،فرغم ازدياد أعداد المتعلمين وارتفاع نسبة الحاصلين على أعلى الشهادات الجامعية وزيادة عدد الجامعات والمدارس والتعاطي مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، إلا أن عادة الثأر لاتزال موجودة بقوة لا يمكن مقاومتها .
وتشير المعلومات إلى تربع محافظة سوهاج وأسيوط هما أكثر محافظات الوجه القبلي تمسكا بعادة الثأر، لكن الصعيد كله بدءًا من جنوب بني سويف وحتى الأقصر يعرف عادة الثأر، وتمثل جزءاً من ثقافته، ومن ثم فإن المذبحة التي دشنتها عائلة عبد الحليم ضد عائلة الحناشات والتي توصف بأنها "حرب داحس والغبراء " لن تمر بسهولة، وسوف تقوم عائلة الحناشات بالانتقام والرد ولو بعد حين كما قال أحد أعيان العائلة المصابة .
وترجع جذور المذبحة إلى عام 1990- أي إلى أكثر من 26سنة - حين تضارب بعض الصبية في أحد الأفراح وتدخل بعض الكبار فتطورت الأمور إلى القتل حيث قتلت عائلة عبد الحليم شخصاً من الحناشات، فردت عائلة الحناشات بقتل همام عبد الحليم عميد عائلة خصومهم، ورغم حدوث صلح بين العائلتين في مايو الماضي، إلا أن عائلة الحناشات أضمرت الثأر المروع واستعدت بالأسلحة والمال وانقضت على وجوه عائلة الحناشات وأجهزت علي 23شخصاً منهم في واقعة غير مسبوقة وكان من بينهم طفل .
وهجرت العائلة التي فجرت المذبحة القرية، ورفضت العائلة المصابة أن تأخذ واجب العزاء ، وهو ما يعني أن الحرب لابد قادمة بين العائلتين الكبيرتين، وأن عدتها سوف تجهز ولو بعد حين ، والمطالعة لحجم الإنفاق على عادة الثأر وما تحدثه من خسائر بين العائلات تعكس إلى حد كبير ما تسببه هذه العادة الجاهلية البغيضة من تدمير وتخريب لعماد الاقتصاد في الصعيد الفقير، فأموال العائلات الكبيرة تذهب لشراء السلاح، والذي يصل ثمن القطعة الواحدة لحوالي خمسة آلاف جنيه ، كما أن القتلى كلهم من الرجال والشباب الذين يمثلون عماد قوة العمل والحياة ، وتمنع تقاليد الثأر من قتل النساء والصبيان الصغار، ومن ثم فإن القتلى هم من قوة العمل وفي نفس الوقت من الذين يتحملون في الغالب مسؤولية اجتماعية واقتصادية يترتب على فقدانهم الخراب والدمار بمن يتحمل القتلى مسئوليتهم .
كما يعد الصراع بين عائلتي "النواصر " و"زناتي" من اقدم صراعات الثأر في مركز البداري حيث يعود لعام 1947 في ظل اعتبار العائلتين الثار رداً للكرامة ورفضهما لادراج كلمة "مصالحة" في قاموسهما حتي الان رغم وصول عدد ضحايا إلي 27 قتيلاً.
فيما سجلت عائلات العسيرات بابنوب رقماً قياسياً اخر في عدد ضحايا الصراعات الثأرية التي نشبت بينهم ليصل الي 200 قتيل منذ بداية الخصومة في عام 1950 .
و تجدد الثأر بين عائلتي العطيفي والسماعنة بقريتي الغنايم والاغانة الواقعتين علي حدود محافظتي سوهاج وأسيوط بعد ان قام احد أفراد العائلة الأولي بقتل أخر من عائلة "السماعنة" بسبب النزاع علي الحدود بالرغم من وجود جهود للصلح بين العائلتين منذ عام.
اشتباك أسيوطي سوهاجي
ولم تتوقف حوادث الثأر بين ابناء المحافظتين عند هذا الحادث فهناك خصومات ممتدة بين قريتي الخزندارية التابعة لمركز طهطا بسوهاج وقاو والنواورة بمركز البداري في أسيوط منذ عام 1947 وتجددت أواخر ستينيات القرن مما دفع البسيوني علي ابراهيم عمدة احد كبراء قرية الكتكاتة الي تجهيز 4 مراكب في النيل والابحار شمالا والاستيلاء علي 4 نجوع في قاو.
وآخر حوادث الثأر بين القريتين كانت سنة 1995 وراح ضحيته قتيلان ولم تتوقف المعركة إلا عندما هدد الدكتور عاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء الاسبق واللواء حسن الالفي وزير الداخلية السابق باستخدام القوة في ارغام القريتين علي وقف إطلاق النار.
أكد مصدر أمني مسئول في مديرية أمن سوهاج ان اجمالي عدد الخصومات الثأرية في قري سوهاج تبلغ 85 خصومة ثأرية خلال العامين الماضي والحالي.
وتدخل محافظة قنا ضمن أشهر الخصومات الثأرية في الصعيد حيث يوجد بها 13 خصومة قناوية، وأن المشكلة ترجع الي ترجيح الاهالي دائما الي كفة الثأر حفاظاً علي عرفهم السائد الذي يدفعهم الي إنكار عائلة المجني عليه معرفتهم بالجناة بهدف اصطيادهم بعيداً عن أيدي العدالة.
ورغم جهود المصالحات لإنهاء الخصومات الثأرية بقنا والتي نجحت في انهاء 10 خصومات في 4 اشهر إلا ان المحافظة مازالت تعاني من 13 صراعاً لم يتوصل فيه الي صلح حتي الآن.
في مركز قوص توجد 3 خصومات بين عائلتي "الديك" و"الدحو" بقرية المسير وابناء العمومة من عائلة العبايدة في قرية خزام وعائلتي العروات والقرنات بقرية حجازة.
كما تشتعل 3 خصومات اخري بقرية الحجيرات التابعة لمركز قنا بين عائلتي شحات وعبد القادر وكذلك العمارنة وعبد المطلب والثالثة بين عائلتي ابو جودة وعبد الباقي.
أبوخزام ونجع الخربة
وامتدت خصومات عائلة "العبايدة" الي قرية البراهمة في قفط بعد ثأرها من أبناء عائلة "ابو عليقي" بالاضافة إلي 6 صراعات اخري بين عائلات قري الوقف والسمطا والمحارزة وابو حزام ونجع خربة.
وشهدت المحافظة خلال الأشهر الأخيرة نقض 3 مصالحات بقري الحجيرات وحمرة دوم والمحارزة. وفي المنيا تواصل الأجهزة الأمنية والشعبية جهودها لحقن الدماء بين عائلتي "أنور" و"عبد المجيد" بعد مقتل محمد عبد المجيد عن طريق الخطأ في مشاجرة بموقف السيارات في قرية تلة علي يد محيي أنور والذي قضي ثلاث سنوات بالسجن و بعد خروجه عقدت جلسة صلح بين الطرفين بشرط جزائي 300 ألف جنيه لمن يخل بالاتفاق وتم تقديم الكفن في حضور أهالي القرية ولم يمض طويلا حيث فوجئ "محيي" اثناء ذهابه الي عمله في السادسة صباحا بأولاد عبد المجيد الذين قاموا بقتل محيي ومثلوا بجثته في الطريق العام.
كما شهدت مدينة ملوي خصومة ثأرية بين عائلة الجبابرة وعائلة صابر عبد العال راح ضحيتها شاب طعنا بمطواة اثناء تداخله لفض مشادة كلامية بين سمكري وطالب بكلية الشريعة والقانون في عام 2002 .
الشوشة قتلوا العمدة
اما الحادث الثاني فوقع في قرية زاوية المصلوب مركز الواسطي بين عائلتي الشوشة والعرب فبعد قبول اهل قتيل العائلة الاولي للدية قاموا بقتل عمدة القرية احد افراد عائلة "العرب".
ويعد "الفشن" نقطة تمركز الحوادث الثأرية في المحافظة حيث شهد خلال عام 3 حوادث فكان اخرها في شهر مارس الماضي بين عائلتين "المازوري" و"الضبع".
وفي الفيوم نجحت الأجهزة الأمنية والتنفيذية في إنهاء 12 خصومة ثأرية من إجمالي 14 خلال عام ، بينما نقضت عائلة "حويحي" الصلح مع عائلة "زيدان" بقرية الكعابي التابعة لمركز سنورس وقامت بأخذ ثأرها بعد ثلاثة أشهر من تقديم ثلاثة أكفنة وحصولها علي مبلغ دية يصل الي 200 ألف جنيه.
كما تكثف أجهزة الأمن جهودها لإنهاء الخصومة الثأرية القائمة حاليا بين عائلتي سعيد وأبو ذريعة والتي بدأت منذ 5 أشهر عندما وقع أحد أفراد العائلة الثانية قتيلا بسبب الحد الفاصل علي الأراضي الزراعية.
ولم تسلم محافظة الأقصر، تلك المحافظة السياحية، والتي انفتحت على العالم الخارجي بفضل موقعها السياحي من تلك العادة، فلا يمر عام إلا ويظهر حادث أو أكثر ذو خلفية ثأرية، يحصد من خلالها أرواح العديد من الأبرياء، رغم ارتفاع مستوى التعليم والتحضر بالمحافظة وانتشار كافّةً وسائل الاتصال الخدمية والإنترنت، غير أن الثأر ما زال يجرى في دماء أبناءها وتزهق من أجله أرواح الأبرياء بين الحين والآخر، فيما يدل على أن تلك العادة هي إحدى ملامح النفوذ والهيمنة في كافّةً أنحاء صعيد مصر.
حيث تعددت، جرائم الثأر في الأقصر خلال الثلاثة أعوام الماضية بالمحافظة وزادت معدلاتها بسبب الانفلات الأمني، الذي صاحب تفجر ثورة يناير المجيدة، وهروب عشرات السجناء من السجون، فيما جاء انتشار تجارة السلاح علنا ببعض القرى النائية لمحافظة الأقصر بسبب الانفلات الأمني، إلى انتشار عادة الثأر بصورة ملحوظة وسببا رئيسيا في تغذيتها، وقد تنوعت أسباب الثأر بين النزاع على الأراضي، أو جرائم الانتقام والخلافات القبلية وغيرها، ومن أشهر العائلات التي طالبت بالثأر "الطراخنة" و" الحمادنة " في قرية الرياينة غرب الأقصر، و"الهلايل "و"الهشوشة " بقرية الكرنك و" العادلي " و" أبو حميد " في الزينية قبلي، كما شهد نجع البركة في قرية الرياينة سبع حالات قتل وثأر سابقة خلال السنوات الماضية، وكذلك أزمة الثأر بين عائلتي "القرينات " و"المحاريق" في قرية الزينية وبين عائلتي العويضات والعرانيط في قرية العشي.
ففي العام الماضي شهدت المحافظة عدة جرائم لها علاقة بالثأر منها مقتل مزارع بقرية الضبعية غرب الأقصر داخل موقف سيارات أرمنت جنوب مدينة الأقصر، على خلفية جريمة ثأرية تعود إلى 37 عامًا مضت بين عائلتي فراج وآل عمران بنجع الدروع بالقرية بعد اتهامهم والد المجني عليه بقتل والد الجناة قبل 37 سنة، حيث لم ينس شقيق الأخير ونجله ومعهما سيدة واقعة القتل القديمة، وانتظروا طوال هذه المدة، فتربصوا بالمجني عليه داخل موقف السيارات فقام الأول بضربه على رأسه بالشومة، ما أدى إلى سقوطه على الأرض ليقوم الابن بإطلاق الرصاص عليه من فرد خرطوش، وقامت السيدة بتحطيم رأسه بالساطور ثم فروا هاربين في جريمة هي الأبشع على الإطلاق.
وفي مركز القرنة، وتحديدًا قرية الضبعية شهد الآلاف من أهالي القرية، العام المنصرم، تشييع جثمان ضحية معركة قبلية بين أبناء العمومة من عائلتي "حسن" و"الدراويش"، بقبيلة الغابات بالقرية، في خلاف على مدخل طريق زراعي، والتي راح ضحيتها أربعة أشخاص، ما بين قتيل وجريح، ورفضت، عائلة حسن التي ينتمي لها القتيل قبول العزاء، وقام رجال العائلة بطرد النساء وعدم قبول العزاء حتى من النساء للنساء-في إشارة إلى تمسكهم بأخذ الثأر-فيما فر أفراد عائلة "الدراويش"-التي ينتمي لها الجناة- من القرية إلى جهة غير معلومة.
وتعد أسوان من المحافظات التي تقل بها نسبة الجريمة، وذلك على حسب إحصائيات وزارة الداخلية ومديرية أمن أسوان، والدليل على ذلك أن أي مشاجرات بين الأفراد أو العائلات ويسقط فيها ضحايا أو مصرع شخص ما، لا تلجأ أسرة القتيل مباشرة إلى الآخذ بالثأر بل تتدخل جميع القيادات الشعبية والطبيعية والتنفيذية داخل المحافظة، والمحافظات المجاورة للصلح بينهم، ويتم تحديد موعد لعقد جلسة صلح يشهدها الآلاف من المواطنين والذي يتجاوز في بعضها إلى 5 آلاف شخص.
تهدف جلسات الصلح إلى حقن الدماء ولا يتم التفكير إطلاقا في الآخذ بالثأر بعدها، وفي الكثير منها يقدم أحد أفراد أسرة القاتل الكفن نيابة عن الجاني الفعلي الذي يكون داخل السجن لتأدية العقوبة الموقعة عليه بعد ارتكابه لجريمة القتل.
ومن أشهر من يمثلون لجان صلح بالمحافظة الشيخ السيد الإدريسي الشريف، والشيخ كمال تقادم، والشيخ عبدالسلام مصطفي.
انتهت بعض الخصومات بين العائلات في أسوان بالصلح، ومنها إنهاء خصومة ثأرية استمرت قرابة 6 سنوات، ومساعي الصلح لا تكون لإنهاء خصومات ثأرية بين مسلمين فقط، مثل الخصومة التي انتهت في ديسمبر 2010 بقرية الرغامة بكوم امبو بين عائلتين قبطيتين بحضور اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان ومدير الأمن والأنبا هدرا مطران أسوان، والتي ترجع إلى عام 2008، الذي تدخل وأنهى هذه الخصومة هم المسلمون.
وآخر خصومة ثأرية بالمحافظة تم الانتهاء منها بين عائلتي عبد الباسط السلواوي والحضري بالسمطا، والتي ترجع أحداثها إلى عام تقريبًا بسبب نشوب مشاجرة وخلاف حول ري قطعة أرض زراعية كانت تابعة لعائلة عبدالباسط وهو الذي تم على أثره سقوط مصطفى عبدالباسط محمد 23 سنة قتيلًا وسط المشاجرة والذي تم اتهام محمد عبدالعزيز الحضري 42 سنة بقتله، ثم فر هاربًا حتى الآن، ونجحت جهود لجنة المصالحة في تقريب وجهات النظر بين العائلتين وصولًا إلى المصالحة النهائية بأن يتقدم أحد أفراد عائلة الحضري بكفنه إلى عائلة عبد الباسط سبب النزاع ليسدل الستار على هذه الخصومة الثأرية.
وهناك خصومة بين عائلتين ترجع إلى الشهور القليلة الماضية بسبب حدوث مشاجرة أسرية بين خميس جعفر وهو ضابط بالقوات المسلحة وزوجته من عائلة الجراب وهم في الأصل أبناء عمومة ونتج عنه سقوط خميس جعفر، لينقل بعد ذلك إلى المستشفى وقبل دخوله توفى، ما أدى إلى شك عائلة جعفر في سبب الوفاة بسبب تدخل أخو زوجة المتوفى معروف محمد الجراب، وأخواه حسن وحسين في الخلاف الذي جرى بين الزوجين وعلى أثره تم القبض على معروف محمد جراب بناء على البلاغ المقدم من عائلة جعفر وتم الإفراج عليه بناء على التقرير الطب الشرعى الذي أثبت أن سبب الوفاة هو بالسكتة القلبية، وعندها تمت مساعي الصلح بين العائلتين، وانتهت بالصلح بينهم بالتعاون مع الجهات الأمنية والقيادات الطبيعية بقرية المنصورية والذي أنهي معه الخصومة الثأرية بين العائلتين.
ومن أشهر وأقدم الخصومات الثأرية بين عائلتين بقرية كلح الجبل بأدفو استمرت نحو 40 عامًا وهما عائلتي البلوص والباقوري من أبناء قبيلة حرب بكلح الجبل وقائع الخصومة الثأرية تعود إلى عام 1973 سنة أثناء قيام كل من سيد رضوان عبد العال وسيد أحمد حسن بمزاولة لعبة التحطيب بالعصا، ما أدى إلى إصابة الثاني ومصرعه، تم إلقاء القبض على الجاني وبرأته المحكمة، وبدأت مساعي حثيثة للصلح منذ ذلك الحين والتي انتهت بتحقيق التصالح بين العائلتين الذي استغرق 9 أشهر لتقريب وجهات النظر وإنهاء الخصومة بينهم.
موضوعات متعلقة
خالد عبد العزيز: جلسة صلح بين عائلتي "العيساوية" و"خالد" بدار السلام
إنهاء خصومة ثأرية وإتمام الصلح بين عائلتين بسوهاج
مصرع 3 أشخاص في خصومة ثارية بأسيوط