صباح النور والسرور
قصه قصيره
مع فطور الصباح
#المثروده ..... الثريد الفتيته
في ثمانينات القرن الماضى تم استجلاب مجموعه من الأطباء من جمهوريه مصر وتم تعيين وتوجيه أحدهم و اسمه (د. محمود) الي منطقه او قريه شبه صحراويه شرق البلاد ليعمل في مستوصفها وكانت فرحه أهل القريه وسكان تلك المنطقه كبيره جدا بقدوم الطبيب الذي سيوفر عليهم مشقه كبيره ويوفر الرعايه الصحيه لهم...وكان كبار مشائخ واعيان القريه في استقباله استقبلا يليق بالرؤسا وكيف لا وهو طبيب سيعمل في هذه الصحراء المقطوعه....
وكان كبير المستقبلين سيخ ثمانيني اسمه الحاج (على) عميد القبيله وكبير القريه الذي رحب بالطبيب باسم اهل القريه (ورك طلاق ) ان العشاء عنده الليله على شرف (د.محمود) طبيب الباطنه المصري الخجول الغير مدخن و الغير متزوج وعمره 40 سنه والذي شعر بخجل كبير من هذا الاستقبال الكبير وهذه الحفاوه التي لم يتعود عليها ولم يتوقعها اصلا من سكان منطقه نائيه اغلب سكانها اميين ....
وجاء موعد العشاء وجاء الدكتور محمود وبحضور شيوخ وكبار القريه والقبيله جلس الدكتور ينظر الي هذا الكم من كبار السن الذين يجلسون مرتديين الملابس العربيه البيضاء ويتجاذبون اطراف الحديث في مشهد اجتماعي لم يعتده ...
وفجأة جاء العشاء .. والدكتور محمود لم يسمع مصطلح (الرباعه و4 4 ) من قبل ووضعت الرباعه امامه وكان يشاركه فيها الحاج (علي )واثنين من كبار القريه وكانت الرباعه تحتوي على مثروده بتمرها وبيضها ومرقها وعسلها ولحمها الضانى الذي يلمع من كثره الشحم والدسم باختصار
(مثروده اتقول امربط اعجول)...
نظر دكتور محمود الي المثروده باستغراب وخوف فهو طبيب باطنه ولم يمد يده ونظر له الحاج علي باستغراب
_وقال...مد ايدك كول يادكتور مااديرش غيبه ؟
_فقال د... ياحج (على )دي كلها دهون سلاسيه وكولسترول ودسم وحلو ونشويات وشحم لاو كمان اللحمه دي كبيره اوي ولحوم حمراء كمان انت عايز تموتني ؟؟
_فتح الحاج على فمه وهو يستمع له مستغربا
وقال ياكلا تموتني قيسه يفجعك القدر يادكتور ...كول كول واذا متت تو انحطك هنا لا فيه دكاكين لا حكاكي رآه يقطعك الشر !!
_يكطعني الشر ازاي يعني؟؟؟
_يعني تموت من الجوع يادكتور !!
_فقال د.محمود مبتسما مجاملا...ماشي ياحج واكل لقيمات مجامله واخذ (نتشه) من قطعه اللحم بعد ان نزع منها الشحم واكتشف انها لذيذه جدا لكن لايريد المخاطره بصحته ..واصبح يلتفت يمينا ويسارا يراقب المعركه حاميه الوطيس التي تحدث في الرباعات الاخرى وكيف لهذه المجموعه من الكهول والعجز ان تمخر عباب المثروده ويصارعون قطع اللحم الكبيره بنهم رغم غياب اسنان معظمهم ....
فجأة يقطع حبل افكاره صوت الحاج (عبد الجليل) الذي يشاركه نفس الرباعه بقوله (دكتور علي اليمين بكره العشاء عندي)
فقال د.محمود لا لا ياحج كفايه والله الحج( على) عمل الواجب وزياده !!!
_فقال عبد الجليل بصوت حازم وابتر وقصير
(انا قلت على اليمين عارف شن معنى يمين قيسك هبل انت) بكره العشاء تم فيه الكلام خلاص !!!
فرد دكتور محمود في خجل ماشي ياحج
وبعد انتهاء العشاء فاذا بالجميع يكبر سبسي (رياضى) مع طاسه شاهي (يصبي فيها العود) ليزيد ذلك من استغرابه ود.محمود ينتظر أن ينجلط أحد الحضور في اي لحظه
.....
ثم جاء موعد العشاء عند الحاج عبد الجليل وجاء الحاج (علي) ليصحب الدكتور معه الي بيت الحاج عبد الجليل وذهبا معا وكان مع الحاج علي طفل عمره 5 سنوات فساله دكتور محمود
_حفيدك ده ياحج؟؟
_لا هذا ولدي !!!!
_استغرب وقال وانت كم عمرك ياحج على ؟؟
_عمري 85 سنه
_85 سنه !!! مشاالله وازاي ده ابنك ؟؟
_ازاي كيف بعني ؟؟
يعني جبتوا امتى ؟؟؟
جبتو قبل 5 سنين !!
لا قصدي اااا يعنيييييي !!!
هذا اولدي من زوجتي الثانيه
_يعني انت عندك اثنين ستات ؟؟
_لا عندي ثلاث ستات
_بتقول تلاته ؟؟؟؟!!!!!!!
_ ااااااه ثلاثه
_طب عندك ضغط او سكر او قلب ياحج ؟؟
_لا الحمد لله
_طب بدخن من امتى ياحج ؟؟
_من طلعه الطليان من الوطن
_وانااشعرفني الطليان طلعو امتى يعني من كم سنه؟؟
_يعني تقدر اتقول بعد خذيت (رضيه) طول ورحلنا امقبل في عام الجدب
ياخبر اسود ومنيل رضيه مين وعام قدب مين انا عايز ارقام ياحج على ارقاااااام !!!!!!
_حوالي 40 سنه تقريبا
40 اربعين سنه سجاير يانهار اسود !!!!!!
المهم وصلوا الي حوش الحاج عبد الجليل ودخلوا وكان العشاء
(رز امرجع) وما ادراك ما الرز المرجع !!!
و تكرر نفس سيناريو المثروده لم يأكل الطبيب الا لقيمات خوفا على صحته ...
وهكذا تكررت العزومات والولائم ونفس الاشخاص المعازيم من الشياب في كل يوم على مدى شهر كامل مثاريد رز امرجع رز بالخلطه وغيرها حيث تعتبر من وجبات إكرام وتقدير الضيف عند اهل الباديه والشياب ياكلوا في الخضر واليابس و د.محمود يغيب في الطعمه (ويتخوشف )مع انه اقر ان الطعام لذيذ بس هو خايف على القلب والمعده والقاولون
المهم ...بحت لقاء الشياب اعمارهم من 70 الي 90 واصحاح بكل ولهم شهر ايدقوا في المثاريد بدهانها ومرقها وزبدتها وشحمها ويدخنوا وكلهم متزوجين اثنين او ثلاثه وقاعدين اتقوليش ....
نين عزمه مدير المستوصف جو الشياب للعزومه و لقو د.محمود طايح في المثروده بوجه وماسك في يده ليسار سهم كبييير ولقمه مثروده مع جغمه مرق مع نتشه لحمه والنيه منطلقه بكل اتقول جاي (لخواله)
_قاله حاج علي ..كيف صار يا دكتور وين الكولستيرول والدهون الثلاثيه واللحوم الحمراء ؟؟؟؟
_قال وهو يتشرشف.في المرق بعد ان بلع قطعه لحم بشحمها الملزلز..
_اسكت ياحج (على )ده طلع كلوا كلام كدب موجود في الكتب بس ياراجل ... الاجانب مش عايزينا ناكل وننبسط زيهم ....والدليل اهوه انت وباقي الشياب دول عمرك 85 سنه وعندك ثلاث ستات و13 ولد وبالدخن من 40 سنه وصحتك زي البومب .....
...انا خلاص مش ححرم نفسي من حاجه تاني وحعيش حياتي زيكم ماحدش واخذ منها حاجه ....
المهم ...ثاني يوم بعد العشاء الحاج (على ) توفى فجئه والدكتور (محمود) صارتله جلطه دماغيه انشلن ايده وكراعه وانشقم فمه وروح لمصر مشلول ....وجا مكانه دكتور جديد اسمه هيثم الذي استقبله الحاج عبدالجليل الذي اصبح كبير القريه بعد وفاة الحاج على ورك طلاق ان العشاء عنده الليله ...وللقصه بقيه
د.وسام المذبوح
قصه قصيره
مع فطور الصباح
#المثروده ..... الثريد الفتيته
في ثمانينات القرن الماضى تم استجلاب مجموعه من الأطباء من جمهوريه مصر وتم تعيين وتوجيه أحدهم و اسمه (د. محمود) الي منطقه او قريه شبه صحراويه شرق البلاد ليعمل في مستوصفها وكانت فرحه أهل القريه وسكان تلك المنطقه كبيره جدا بقدوم الطبيب الذي سيوفر عليهم مشقه كبيره ويوفر الرعايه الصحيه لهم...وكان كبار مشائخ واعيان القريه في استقباله استقبلا يليق بالرؤسا وكيف لا وهو طبيب سيعمل في هذه الصحراء المقطوعه....
وكان كبير المستقبلين سيخ ثمانيني اسمه الحاج (على) عميد القبيله وكبير القريه الذي رحب بالطبيب باسم اهل القريه (ورك طلاق ) ان العشاء عنده الليله على شرف (د.محمود) طبيب الباطنه المصري الخجول الغير مدخن و الغير متزوج وعمره 40 سنه والذي شعر بخجل كبير من هذا الاستقبال الكبير وهذه الحفاوه التي لم يتعود عليها ولم يتوقعها اصلا من سكان منطقه نائيه اغلب سكانها اميين ....
وجاء موعد العشاء وجاء الدكتور محمود وبحضور شيوخ وكبار القريه والقبيله جلس الدكتور ينظر الي هذا الكم من كبار السن الذين يجلسون مرتديين الملابس العربيه البيضاء ويتجاذبون اطراف الحديث في مشهد اجتماعي لم يعتده ...
وفجأة جاء العشاء .. والدكتور محمود لم يسمع مصطلح (الرباعه و4 4 ) من قبل ووضعت الرباعه امامه وكان يشاركه فيها الحاج (علي )واثنين من كبار القريه وكانت الرباعه تحتوي على مثروده بتمرها وبيضها ومرقها وعسلها ولحمها الضانى الذي يلمع من كثره الشحم والدسم باختصار
(مثروده اتقول امربط اعجول)...
نظر دكتور محمود الي المثروده باستغراب وخوف فهو طبيب باطنه ولم يمد يده ونظر له الحاج علي باستغراب
_وقال...مد ايدك كول يادكتور مااديرش غيبه ؟
_فقال د... ياحج (على )دي كلها دهون سلاسيه وكولسترول ودسم وحلو ونشويات وشحم لاو كمان اللحمه دي كبيره اوي ولحوم حمراء كمان انت عايز تموتني ؟؟
_فتح الحاج على فمه وهو يستمع له مستغربا
وقال ياكلا تموتني قيسه يفجعك القدر يادكتور ...كول كول واذا متت تو انحطك هنا لا فيه دكاكين لا حكاكي رآه يقطعك الشر !!
_يكطعني الشر ازاي يعني؟؟؟
_يعني تموت من الجوع يادكتور !!
_فقال د.محمود مبتسما مجاملا...ماشي ياحج واكل لقيمات مجامله واخذ (نتشه) من قطعه اللحم بعد ان نزع منها الشحم واكتشف انها لذيذه جدا لكن لايريد المخاطره بصحته ..واصبح يلتفت يمينا ويسارا يراقب المعركه حاميه الوطيس التي تحدث في الرباعات الاخرى وكيف لهذه المجموعه من الكهول والعجز ان تمخر عباب المثروده ويصارعون قطع اللحم الكبيره بنهم رغم غياب اسنان معظمهم ....
فجأة يقطع حبل افكاره صوت الحاج (عبد الجليل) الذي يشاركه نفس الرباعه بقوله (دكتور علي اليمين بكره العشاء عندي)
فقال د.محمود لا لا ياحج كفايه والله الحج( على) عمل الواجب وزياده !!!
_فقال عبد الجليل بصوت حازم وابتر وقصير
(انا قلت على اليمين عارف شن معنى يمين قيسك هبل انت) بكره العشاء تم فيه الكلام خلاص !!!
فرد دكتور محمود في خجل ماشي ياحج
وبعد انتهاء العشاء فاذا بالجميع يكبر سبسي (رياضى) مع طاسه شاهي (يصبي فيها العود) ليزيد ذلك من استغرابه ود.محمود ينتظر أن ينجلط أحد الحضور في اي لحظه
.....
ثم جاء موعد العشاء عند الحاج عبد الجليل وجاء الحاج (علي) ليصحب الدكتور معه الي بيت الحاج عبد الجليل وذهبا معا وكان مع الحاج علي طفل عمره 5 سنوات فساله دكتور محمود
_حفيدك ده ياحج؟؟
_لا هذا ولدي !!!!
_استغرب وقال وانت كم عمرك ياحج على ؟؟
_عمري 85 سنه
_85 سنه !!! مشاالله وازاي ده ابنك ؟؟
_ازاي كيف بعني ؟؟
يعني جبتوا امتى ؟؟؟
جبتو قبل 5 سنين !!
لا قصدي اااا يعنيييييي !!!
هذا اولدي من زوجتي الثانيه
_يعني انت عندك اثنين ستات ؟؟
_لا عندي ثلاث ستات
_بتقول تلاته ؟؟؟؟!!!!!!!
_ ااااااه ثلاثه
_طب عندك ضغط او سكر او قلب ياحج ؟؟
_لا الحمد لله
_طب بدخن من امتى ياحج ؟؟
_من طلعه الطليان من الوطن
_وانااشعرفني الطليان طلعو امتى يعني من كم سنه؟؟
_يعني تقدر اتقول بعد خذيت (رضيه) طول ورحلنا امقبل في عام الجدب
ياخبر اسود ومنيل رضيه مين وعام قدب مين انا عايز ارقام ياحج على ارقاااااام !!!!!!
_حوالي 40 سنه تقريبا
40 اربعين سنه سجاير يانهار اسود !!!!!!
المهم وصلوا الي حوش الحاج عبد الجليل ودخلوا وكان العشاء
(رز امرجع) وما ادراك ما الرز المرجع !!!
و تكرر نفس سيناريو المثروده لم يأكل الطبيب الا لقيمات خوفا على صحته ...
وهكذا تكررت العزومات والولائم ونفس الاشخاص المعازيم من الشياب في كل يوم على مدى شهر كامل مثاريد رز امرجع رز بالخلطه وغيرها حيث تعتبر من وجبات إكرام وتقدير الضيف عند اهل الباديه والشياب ياكلوا في الخضر واليابس و د.محمود يغيب في الطعمه (ويتخوشف )مع انه اقر ان الطعام لذيذ بس هو خايف على القلب والمعده والقاولون
المهم ...بحت لقاء الشياب اعمارهم من 70 الي 90 واصحاح بكل ولهم شهر ايدقوا في المثاريد بدهانها ومرقها وزبدتها وشحمها ويدخنوا وكلهم متزوجين اثنين او ثلاثه وقاعدين اتقوليش ....
نين عزمه مدير المستوصف جو الشياب للعزومه و لقو د.محمود طايح في المثروده بوجه وماسك في يده ليسار سهم كبييير ولقمه مثروده مع جغمه مرق مع نتشه لحمه والنيه منطلقه بكل اتقول جاي (لخواله)
_قاله حاج علي ..كيف صار يا دكتور وين الكولستيرول والدهون الثلاثيه واللحوم الحمراء ؟؟؟؟
_قال وهو يتشرشف.في المرق بعد ان بلع قطعه لحم بشحمها الملزلز..
_اسكت ياحج (على )ده طلع كلوا كلام كدب موجود في الكتب بس ياراجل ... الاجانب مش عايزينا ناكل وننبسط زيهم ....والدليل اهوه انت وباقي الشياب دول عمرك 85 سنه وعندك ثلاث ستات و13 ولد وبالدخن من 40 سنه وصحتك زي البومب .....
...انا خلاص مش ححرم نفسي من حاجه تاني وحعيش حياتي زيكم ماحدش واخذ منها حاجه ....
المهم ...ثاني يوم بعد العشاء الحاج (على ) توفى فجئه والدكتور (محمود) صارتله جلطه دماغيه انشلن ايده وكراعه وانشقم فمه وروح لمصر مشلول ....وجا مكانه دكتور جديد اسمه هيثم الذي استقبله الحاج عبدالجليل الذي اصبح كبير القريه بعد وفاة الحاج على ورك طلاق ان العشاء عنده الليله ...وللقصه بقيه
د.وسام المذبوح