معادله الحب ( الجزء الأول )
الحب
ذاك العالم المحبوب والمكروه
البسيط والمعقد
الأبيض والاسود فى احيانا اخرى
يعتقد البعض أنه صياغة للعلاقة بين الرجل والمرأة فقط
وفى هذا اقصاء للمعنى الواسع والأشمل للحب
فهو مسار كل العلاقات ورابطها الاساسى بين كل الأرواح
حتى أنه رابط جوهرى فى كل الأديان
بل هو كنه وجوهر علاقتنا بالله فرضا
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )
يحبهم هو اولا ويحبونه
سبحان الله وهو يبدء بالحب لخلقه ويختار المحبين بديلا .....
يهزنى الحديث القدسى ولو ضعف ( يا عبدى أنا لك محب فبحقى عليك كن لى محبا)
الله الله فى الحب ورب العزة يبدأنا به ويريده بحقه علينا وهو الغنى عن الجميع.
بل إن المصطفى صلوات الله عليه وآله انكر الايمان حتى يكون الله ورسوله أحب للمؤمن من سواهما.
ولن أحدثكم فى رفع سيدنا عيسى عليه السلام لراية المحبة ورسالته السمحة بالحب والمودة، فهذا أمر جلى يعرفه الجميع.
ولمن أراد التزود فليراجع كل قصص الأنبياء ورسالات الرسل التى تفيض حبا لعباد الله وتخبرهم أن السعادة فى حب الله وعباده
لذا أردت أن أكتب فى الحب لأستزيد معكم
فلربما أحد وافقنى وفادته كلمة مما كتبت
وربما أجد زادنى ما يفيدنى أنا نفسى
فالحب لم يدركه أحد حتى الان ووفاه حقه من الكتابة والشرح
يظل بحرا غامضا لا تنتهى اسراره شاطئه بعيد المنال.
ولتعلم عزيزى القارىء أنه ليس شرطا أن يكون نقيض الحب هو الكره
بل فى عالم الحب نقيض الحب هو اللاحب
الحب بداية ندر أن تخلو منه نفسا أو روح
وهو المحرك المقنع لكثير من الأفعال والتصرفات لدى كثير من البشر.
قال عنه ابن حزم فى طوق الحمامة فى الألفة والألاف
(الحب - أعزك الله - أوله هزل وآخره جد. دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة. وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة)
لا تدرك حقيقته إلا بالمعاناة
فالحب فى نظر المحبين وأصحاب الرؤى والنظر لعالم المشاعر هو المعاناة وحرقتها فى الشوق والتوق والحيرة والوله والتتيم والحنين والتذكار والأنين
كل تلك المشاعر الحارقة فى عيونهم لب الحب وجوهره وفحواه وجماله
وانظر لشوق من عرفوا الحب الإلهى وحب رسول الله صلوات الله عليه وآله وتمعن فى اشعار رابعة العدوية وابن الفارض وغيرهم
واقرأ لقيس ابن الملوح وهو يترنج مقبلا جدران سكنتها ليلى
وغيرهم الكثير فى كل أنواع الحب وصنوفه مع اختلاف المحبوب
كمن قال لمحبوبه ( فما لجرح اذا أرضاكم ألما)
هو حالة تملك للبشر يراها البعض لذيذة ومنعشة لدوافع المواصلة فى الحياة ويراها البعض مأساة تحتاج لبث الشكوى والأنين لصديق أو حتى للجدران وللبحر وللقمر وللسماء
الحب سادتى من خاضه معنى ( بضم الميم وتشديد العين) به
ومن لم يذقه معنى بالحرمان منه
الحب أحبتى هو رابط الأرواح الذى يحلق فوق الماديات وفوق الشهوات وأعلى من الجسد
الحب سادتى لا احداثيات له ولا معطيات ولا دورة حياة تخبرنا متى يولد ومتى ينمو وهل يهرم وكيف يموت
الحب اخوتى لا اكتفاء منه ولا أرتواء فيه
قال أحدهم
(شربت من الحب كاسا بعد كأس
فما نفذ الشراب وما رويت)
لكل رؤاه وفق ما لاقى وكابد
والكل صحيح
والكل ناقص تناول جانبا فقط من الحب
منهم من يراه اصطفاء ومنهم من يصرخ أنه ابتلاء
ذاك يشكى توقا وهذا يشتكى الظلم وكلاهما قى نشوة الحب لاهيا
هو لاشك الطعم والمذاق والرائحة الحلوة لكل ما نأتيه وننهله فى دنيانا
فصلاة المحب لربه مختلفة تمام عن صلاة المؤدى بلا مشاعر
وايمان المحب بنبيه هو الحقيقة التى توقر الدين
وحب الرجل لزوجته هو الدرع الذى يحميها من غدر الميول والشهوات إن هرمت وراحت ملاحتها
الحب احبتى هو حمى الأوطان والديار فلا ذود عن اهل وبقاع إن لم تحب وطنك ودروبه وساكنيه.
الحب هو الرابط حتى بين الانسان والحيوان والجماد
هو الذى ابكى الجزع حنينا لرسول الله حين بنوا منبرا
وهو الذين يقطع المسافات الطوال لنزور دورب النشأة والأيام الخوالى
وهو الحنين لصورة وعطر وملمس
الحب هو منبت ألف شعور تابع من حنين وشوق وغيرة
وفى الغيرة ترى منهم العجب
فالمحب يضن بمحبوبه عمن سواه
قال أحدهم
(أغار من القميص إذا علاه
مخافة أن يلامسه القميص)
فلو أحب اثنان محبوب واحد تقاتلا
إلا فى الحب الإلهى فمحبين الله يتحابا فى الله بلا غيرة ولا حب تملك فالله أكبر وكافيا كل محبيه.
الحب أحبتى هو سر الحياة
دعونى اجعلها البداية لاستفزازكم فى الكتابة
وأعود لنكمل سويا كلنا يكتب ونرى أين سيأخذنا المقال فى الحب.
AR
أشرف رشاد الشريف
الحب
ذاك العالم المحبوب والمكروه
البسيط والمعقد
الأبيض والاسود فى احيانا اخرى
يعتقد البعض أنه صياغة للعلاقة بين الرجل والمرأة فقط
وفى هذا اقصاء للمعنى الواسع والأشمل للحب
فهو مسار كل العلاقات ورابطها الاساسى بين كل الأرواح
حتى أنه رابط جوهرى فى كل الأديان
بل هو كنه وجوهر علاقتنا بالله فرضا
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )
يحبهم هو اولا ويحبونه
سبحان الله وهو يبدء بالحب لخلقه ويختار المحبين بديلا .....
يهزنى الحديث القدسى ولو ضعف ( يا عبدى أنا لك محب فبحقى عليك كن لى محبا)
الله الله فى الحب ورب العزة يبدأنا به ويريده بحقه علينا وهو الغنى عن الجميع.
بل إن المصطفى صلوات الله عليه وآله انكر الايمان حتى يكون الله ورسوله أحب للمؤمن من سواهما.
ولن أحدثكم فى رفع سيدنا عيسى عليه السلام لراية المحبة ورسالته السمحة بالحب والمودة، فهذا أمر جلى يعرفه الجميع.
ولمن أراد التزود فليراجع كل قصص الأنبياء ورسالات الرسل التى تفيض حبا لعباد الله وتخبرهم أن السعادة فى حب الله وعباده
لذا أردت أن أكتب فى الحب لأستزيد معكم
فلربما أحد وافقنى وفادته كلمة مما كتبت
وربما أجد زادنى ما يفيدنى أنا نفسى
فالحب لم يدركه أحد حتى الان ووفاه حقه من الكتابة والشرح
يظل بحرا غامضا لا تنتهى اسراره شاطئه بعيد المنال.
ولتعلم عزيزى القارىء أنه ليس شرطا أن يكون نقيض الحب هو الكره
بل فى عالم الحب نقيض الحب هو اللاحب
الحب بداية ندر أن تخلو منه نفسا أو روح
وهو المحرك المقنع لكثير من الأفعال والتصرفات لدى كثير من البشر.
قال عنه ابن حزم فى طوق الحمامة فى الألفة والألاف
(الحب - أعزك الله - أوله هزل وآخره جد. دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة. وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة)
لا تدرك حقيقته إلا بالمعاناة
فالحب فى نظر المحبين وأصحاب الرؤى والنظر لعالم المشاعر هو المعاناة وحرقتها فى الشوق والتوق والحيرة والوله والتتيم والحنين والتذكار والأنين
كل تلك المشاعر الحارقة فى عيونهم لب الحب وجوهره وفحواه وجماله
وانظر لشوق من عرفوا الحب الإلهى وحب رسول الله صلوات الله عليه وآله وتمعن فى اشعار رابعة العدوية وابن الفارض وغيرهم
واقرأ لقيس ابن الملوح وهو يترنج مقبلا جدران سكنتها ليلى
وغيرهم الكثير فى كل أنواع الحب وصنوفه مع اختلاف المحبوب
كمن قال لمحبوبه ( فما لجرح اذا أرضاكم ألما)
هو حالة تملك للبشر يراها البعض لذيذة ومنعشة لدوافع المواصلة فى الحياة ويراها البعض مأساة تحتاج لبث الشكوى والأنين لصديق أو حتى للجدران وللبحر وللقمر وللسماء
الحب سادتى من خاضه معنى ( بضم الميم وتشديد العين) به
ومن لم يذقه معنى بالحرمان منه
الحب أحبتى هو رابط الأرواح الذى يحلق فوق الماديات وفوق الشهوات وأعلى من الجسد
الحب سادتى لا احداثيات له ولا معطيات ولا دورة حياة تخبرنا متى يولد ومتى ينمو وهل يهرم وكيف يموت
الحب اخوتى لا اكتفاء منه ولا أرتواء فيه
قال أحدهم
(شربت من الحب كاسا بعد كأس
فما نفذ الشراب وما رويت)
لكل رؤاه وفق ما لاقى وكابد
والكل صحيح
والكل ناقص تناول جانبا فقط من الحب
منهم من يراه اصطفاء ومنهم من يصرخ أنه ابتلاء
ذاك يشكى توقا وهذا يشتكى الظلم وكلاهما قى نشوة الحب لاهيا
هو لاشك الطعم والمذاق والرائحة الحلوة لكل ما نأتيه وننهله فى دنيانا
فصلاة المحب لربه مختلفة تمام عن صلاة المؤدى بلا مشاعر
وايمان المحب بنبيه هو الحقيقة التى توقر الدين
وحب الرجل لزوجته هو الدرع الذى يحميها من غدر الميول والشهوات إن هرمت وراحت ملاحتها
الحب احبتى هو حمى الأوطان والديار فلا ذود عن اهل وبقاع إن لم تحب وطنك ودروبه وساكنيه.
الحب هو الرابط حتى بين الانسان والحيوان والجماد
هو الذى ابكى الجزع حنينا لرسول الله حين بنوا منبرا
وهو الذين يقطع المسافات الطوال لنزور دورب النشأة والأيام الخوالى
وهو الحنين لصورة وعطر وملمس
الحب هو منبت ألف شعور تابع من حنين وشوق وغيرة
وفى الغيرة ترى منهم العجب
فالمحب يضن بمحبوبه عمن سواه
قال أحدهم
(أغار من القميص إذا علاه
مخافة أن يلامسه القميص)
فلو أحب اثنان محبوب واحد تقاتلا
إلا فى الحب الإلهى فمحبين الله يتحابا فى الله بلا غيرة ولا حب تملك فالله أكبر وكافيا كل محبيه.
الحب أحبتى هو سر الحياة
دعونى اجعلها البداية لاستفزازكم فى الكتابة
وأعود لنكمل سويا كلنا يكتب ونرى أين سيأخذنا المقال فى الحب.
AR
أشرف رشاد الشريف