خطبة الجمعة ( العلاقة بين الصلاة و الرزق )
,,,,,,,,,,أما بعدُ:,,,,,,,,,
عِبَادَ اللهِ : أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى , فإنه من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه,,,..................... ...
عِبَادَ اللهِ : يَظُنُّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَنَّ أَجْرَ الصَّلَاةِ مُقْتَصِرٌ عَلَى الْآخِرَةِ دُونَ الدُّنْيَا، مَعَ أَنَّ مَا يَنَالُهُ الْعَبْدُ مِنْ سَعَادَةِ الْقَلْبِ، وَرَاحَةِ الْبَالِ بِالصَّلَاةِ يَفُوقُ الدُّنْيَا بِكُلِّ زَخَارِفِهَا وَمَلَذَّاتِهَا؛
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدَ مِنْهُمْ مَنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذَّارِيَات: 56 - 58]،
وَالصَّلَاةُ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ وَأَجَلِّهَا وَأَكْثَرِهَا مُلَازَمَةً لِبَنِي آدَمَ؛ فَهُوَ يُصَلِّي خَمْسَ فَرَائِضَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَدَا النَّوَافِلِ الْكَثِيرَةِ الْمُرَتَّبَةِ وَغَيْرِ الْمُرَتَّبَةِ؛ فَهِيَ بَابٌ مِنَ الرِّزْقِ عَرِيضٌ.
عِبَادَ اللهِ :إن الرّزق سواء أكان مالا، أو عقارا، أو ولدا، أو غير ذلك. كان ولا يزال أهمَّ قضيّة لدى الأفراد والشّعوب.
والرزّق نعمة من نعم الله تحوّلت لدى الكثيرين إلى طوفان كبير ، وشرّ مستطير .وصار مفرّقاً للجماعات، وهادِماً للأُسر والمجتمعات .. فكم أضلّ من القلوب، وكم جلب من الكروب، وكم جرّ من الذّنوب ..
وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين قال كما عند البخاري من حديث عمرو بن عوف المزني (فَوَاللَّهِ لاَ الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ »
واعلموا أن أعظم مفاتيح الرّزق الحلال هو: المحافظة على الصّلاة وطاعة الكبير المتعال.
كيف لا و الصّلاة هي آخر ما أوصى به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمّته .. ففي مسند أحمد وغيره (عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ كَانَ مِنْ آخِرِ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ». حَتَّى جَعَلَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُلَجْلِجُهَا فِى صَدْرِهِ وَمَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ ).
يقول ابن القيم رحمه الله : فالصلاة مجلبة للرزق, حافظة للصحة, دافعة للأذى, مطردة للأدواء, مقوية للقلب, مبيضة للوجه, مفرحة للنفس, مذهبة للكسل, منشطة للجوارح, ممدة للقوى, شارحة للصدر, مغذية للروح, منورة للقلب, حافظة للنعمة, دافعة للنقمة, جالبة للبركة, مبعدة من الشيطان مقربة من الرحمن .(زاد المعاد في هدي خير العباد) .
قال الله تعالى :” وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ”(طه :132) .
فقد أمر الله جلا وعلا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بأن يأمر أهله بالصلاة ويمتثلها معهم, ويصطبر عليها ويلازمها : وهذا الخطاب يدخل في عمومه جميع الأمة .
وليس المقصود بالآية التكاسل عن طلب الرزق, وترك التكسب؛ لأنه تعالى قال في وصف المتقين :” رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ” (النور:37 ).
أي : كانوا يبيعون ويشترون, ولكن لا يلهيهم ذلك عن حضور الصلاة, وأن يقيموها كما أمرهم الله, وأن يحافظوا على مواقيتها.
أيها المسلمون:يقول الله تعالى في محكم التنزيل :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون:9]،
وعند الإمام أحمد والتّرمذي عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ ).
قال الحسن البصريّ رحمه الله”إنّ لكلّ أمّة وثنا يعبد، ووثن هذه الأمّة الدّرهم والدّينار ”
وأكثر ما يلهي الناس عن صلاتهم ...البحث عن الدرهم والدينار,,,,
وروى البخاري عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( تعس عَبْدُ الدِّينَارِ، و الدِّرْهَمِ، و الْقَطِيفَةِ، و الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ )).
وعند ابن ماجه في سننه من حديث ثوبان -رضي الله عنه- وحسّنه ابن حجر -رحمه الله- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنّ الرّجل ليحرم الرّزق بالذّنب يصيبه“.
فقل لي -بربّك-: أي ذنب هو أعظم من تضييع الصلاة؟! اللهم إلا الشّرك بالله؛ كما قال ابنُ حزم -رحمه الله-: “لا ذنب عندَ اللهِ -عزَّ وجلَّ- بعدَ الشِّركِ أعظمُ من شيئينِ؛ أحدُهما: تعمُّدُ تركِ صلاةِ فرضٍ حتَّى يخرجَ وقتُها“.
فمَنْ فَاتَتْهُ فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ فَخَسَارَتُهُ عَظِيمَةٌ؛ لِمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.
يقول ابن القيّم : “أربعةٌ تمنع الرِّزق: نومُ الصُّبْحة، وقِلَّةُ الصّلاة، والكَسَلُ، والخيانةُ“.
أيها المسلمون : إن المتدبر لكتاب الله الحكيم يلاحظ ارتباطا بليغا بين الصلاة والرزق وكأن الله عز وجل يريد أن ينبهنا في كثير من الايات إلى أن الصلاة من أعظم أسباب الرزق .
– ففي سورة إبراهيم قوله تعالى . (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم (37).
– وفي سورة آل عمران : قوله تعالى : (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ) آل عمران 37،
وعن سيدنا زكريا يقول تعالى : (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى) آل عمران 39، . فبعد الصلاة جاء “التبشير برزقه بالولد”.
كيف لا تكون الصلاة جالبةً للزرق والله يقول: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3]، ولا شكّ أن الصلاة من أولى مظاهر الأتقياء.
وأعظم رزق ينتظرك إن حافظت على الصلاة, رزقُ دار فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فَمَنْ أَرَادَ سَعَةَ الرِّزْقِ فِي الدُّنْيَا فَعَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ، وَمَنْ أَرَادَ رِزْقَ الْآخِرَةِ فَعَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ، وَمَنْ أَرَادَهُمَا معًا فَعَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ؛.
قال تعالىوَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ )(البقرة:45).
وصلى الله على نبينا محمَّد ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,أما بعدُ:,,,,,,,,,
عِبَادَ اللهِ : أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى , فإنه من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه,,,..................... ...
عِبَادَ اللهِ : يَظُنُّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَنَّ أَجْرَ الصَّلَاةِ مُقْتَصِرٌ عَلَى الْآخِرَةِ دُونَ الدُّنْيَا، مَعَ أَنَّ مَا يَنَالُهُ الْعَبْدُ مِنْ سَعَادَةِ الْقَلْبِ، وَرَاحَةِ الْبَالِ بِالصَّلَاةِ يَفُوقُ الدُّنْيَا بِكُلِّ زَخَارِفِهَا وَمَلَذَّاتِهَا؛
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدَ مِنْهُمْ مَنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذَّارِيَات: 56 - 58]،
وَالصَّلَاةُ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ وَأَجَلِّهَا وَأَكْثَرِهَا مُلَازَمَةً لِبَنِي آدَمَ؛ فَهُوَ يُصَلِّي خَمْسَ فَرَائِضَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَدَا النَّوَافِلِ الْكَثِيرَةِ الْمُرَتَّبَةِ وَغَيْرِ الْمُرَتَّبَةِ؛ فَهِيَ بَابٌ مِنَ الرِّزْقِ عَرِيضٌ.
عِبَادَ اللهِ :إن الرّزق سواء أكان مالا، أو عقارا، أو ولدا، أو غير ذلك. كان ولا يزال أهمَّ قضيّة لدى الأفراد والشّعوب.
والرزّق نعمة من نعم الله تحوّلت لدى الكثيرين إلى طوفان كبير ، وشرّ مستطير .وصار مفرّقاً للجماعات، وهادِماً للأُسر والمجتمعات .. فكم أضلّ من القلوب، وكم جلب من الكروب، وكم جرّ من الذّنوب ..
وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين قال كما عند البخاري من حديث عمرو بن عوف المزني (فَوَاللَّهِ لاَ الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ »
واعلموا أن أعظم مفاتيح الرّزق الحلال هو: المحافظة على الصّلاة وطاعة الكبير المتعال.
كيف لا و الصّلاة هي آخر ما أوصى به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمّته .. ففي مسند أحمد وغيره (عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ كَانَ مِنْ آخِرِ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ». حَتَّى جَعَلَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُلَجْلِجُهَا فِى صَدْرِهِ وَمَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ ).
يقول ابن القيم رحمه الله : فالصلاة مجلبة للرزق, حافظة للصحة, دافعة للأذى, مطردة للأدواء, مقوية للقلب, مبيضة للوجه, مفرحة للنفس, مذهبة للكسل, منشطة للجوارح, ممدة للقوى, شارحة للصدر, مغذية للروح, منورة للقلب, حافظة للنعمة, دافعة للنقمة, جالبة للبركة, مبعدة من الشيطان مقربة من الرحمن .(زاد المعاد في هدي خير العباد) .
قال الله تعالى :” وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ”(طه :132) .
فقد أمر الله جلا وعلا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بأن يأمر أهله بالصلاة ويمتثلها معهم, ويصطبر عليها ويلازمها : وهذا الخطاب يدخل في عمومه جميع الأمة .
وليس المقصود بالآية التكاسل عن طلب الرزق, وترك التكسب؛ لأنه تعالى قال في وصف المتقين :” رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ” (النور:37 ).
أي : كانوا يبيعون ويشترون, ولكن لا يلهيهم ذلك عن حضور الصلاة, وأن يقيموها كما أمرهم الله, وأن يحافظوا على مواقيتها.
أيها المسلمون:يقول الله تعالى في محكم التنزيل :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون:9]،
وعند الإمام أحمد والتّرمذي عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ ).
قال الحسن البصريّ رحمه الله”إنّ لكلّ أمّة وثنا يعبد، ووثن هذه الأمّة الدّرهم والدّينار ”
وأكثر ما يلهي الناس عن صلاتهم ...البحث عن الدرهم والدينار,,,,
وروى البخاري عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( تعس عَبْدُ الدِّينَارِ، و الدِّرْهَمِ، و الْقَطِيفَةِ، و الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ )).
وعند ابن ماجه في سننه من حديث ثوبان -رضي الله عنه- وحسّنه ابن حجر -رحمه الله- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنّ الرّجل ليحرم الرّزق بالذّنب يصيبه“.
فقل لي -بربّك-: أي ذنب هو أعظم من تضييع الصلاة؟! اللهم إلا الشّرك بالله؛ كما قال ابنُ حزم -رحمه الله-: “لا ذنب عندَ اللهِ -عزَّ وجلَّ- بعدَ الشِّركِ أعظمُ من شيئينِ؛ أحدُهما: تعمُّدُ تركِ صلاةِ فرضٍ حتَّى يخرجَ وقتُها“.
فمَنْ فَاتَتْهُ فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ فَخَسَارَتُهُ عَظِيمَةٌ؛ لِمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.
يقول ابن القيّم : “أربعةٌ تمنع الرِّزق: نومُ الصُّبْحة، وقِلَّةُ الصّلاة، والكَسَلُ، والخيانةُ“.
أيها المسلمون : إن المتدبر لكتاب الله الحكيم يلاحظ ارتباطا بليغا بين الصلاة والرزق وكأن الله عز وجل يريد أن ينبهنا في كثير من الايات إلى أن الصلاة من أعظم أسباب الرزق .
– ففي سورة إبراهيم قوله تعالى . (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم (37).
– وفي سورة آل عمران : قوله تعالى : (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ) آل عمران 37،
وعن سيدنا زكريا يقول تعالى : (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى) آل عمران 39، . فبعد الصلاة جاء “التبشير برزقه بالولد”.
كيف لا تكون الصلاة جالبةً للزرق والله يقول: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3]، ولا شكّ أن الصلاة من أولى مظاهر الأتقياء.
وأعظم رزق ينتظرك إن حافظت على الصلاة, رزقُ دار فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فَمَنْ أَرَادَ سَعَةَ الرِّزْقِ فِي الدُّنْيَا فَعَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ، وَمَنْ أَرَادَ رِزْقَ الْآخِرَةِ فَعَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ، وَمَنْ أَرَادَهُمَا معًا فَعَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ؛.
قال تعالىوَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ )(البقرة:45).
وصلى الله على نبينا محمَّد ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,