بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أمَرَنا بالاعتصام بحبله المتين. وحذَّرنا من الفُرقة والفتن ما ظهر منها وما بطن. والصلاة والسلام على مَن فصَّل لنا الأصول تفصيلًا، محمد بن عبدالله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه وكل مَن سار على دربهم إلى يوم الدين. وبعد
لقد توالت الفتن واحدةً تلو الأخرى، واختلط الحابل بالنابل، وذابَت الشبهات في الشهوات، والطالح في الصالح، حتى تمنى المؤمن المخلِص أن يكون تحت الثرى، خيرًا له مِن فوقها - بادرت باصطفاء هذا العنوان (كيف نتعامل مع الفتن عسى أن يكون سدًّا منيعًا للعالَم عامةً، وللمسلمين خاصة؛ لأن ((الدال على الخير كفاعله))
أسأل الله أن يغيثنا بنفحات الفهم والحكمة؛ حتى تنتفع الأمةُ بما تسطره أي فتنة الخلق
فتنة الناس فيما بينهم:
الفتن التي تقع بين الناس كثيرة؛ منها الخصومات، ونفي المرء عن وطنه، أو حبسه في السجن؛ كما فُعل بسيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام.
فتنة شياطين الجن لل
كل فعل يؤدي إلى معصية فهو فتنة.
أنواع الفتنة: كثرت الفتن بين الناس حتى لا نكاد نحصرها، فقمت بجمع أهمها أو بعضها.
فتنة الشبهات: هي اختلاط بين أمرين متقاربين تعمدًا لنشر الفتن في أمور الدين أو الدنيا.
اللسان:
فاللسان سلاح ذو حدين؛ فهو خير سلاح ووسيلة متى استُخدم للإصلاح والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وشر سلاح فوق الأرض وأخطر وسيلة لإفساد الأمة.
اليد:
ومِن وسائل الفتنة اليدُ التي تستعمل في كتابة الكتب والرسائل النمامة، أو الجاسوسية، لنشر الفتنة، وفي صنع السلاح الذي يعتبر أجو
الحهل:
فالجهل أساس الداء، وعدو الإنسان اللدود؛ لأن الإنسان لو كان يعلم علمَ اليقين خطورةَ الفتن؛ من حيث إراقة الدماء، وانشقاق صفوف الناس، وعقوبتها في الدنيا والآخرة - لَمَا تجرأ بافتتان أحد أو إيقاظها، والعالم بحقيقة الفتنة تراه دائمًا محذرًا.
هناك أشخاص همهم تشتيت الجماعات المعتصمة، لأغراض دنيوية، وتفريق الأمة الإسلامية بأيدي أعداء الإسلام، وقد يكون هذا العدو من المسلمين أنفسهم، الذين باعوا دينهم بحطام الدنيا، وقد يكون من الكفار الذين ما وَهَنوا يومًا ولا ضيَّعوا دقيقة في إطفاء نور الإسلام.
النفاق:
هم من شرار الناس الذين لا قيمةَ لهم عند الله وعند الناس، تراهم دائمًا يجوسون خلال الديار لإشعال نار الفتن، ويحاولون القضاء على كل ما يرونه من مصلحة للأمة الإسلامية، متستِّرين بإسلامهم الزائف.
اتِّباع المتشابه:
صفات المفسدين في الأرض من المستشرقين، أو من ضعاف الإيمان، أو الذين يتفقهون في دين الله تفقهًا سطحيًّا، يمازجون بين الصحيح والضعيف، أو بين الناسخ والمنسوخ؛ ابتغاء الفتنة فقط؛ لذا ذمهم الله تعالى في كتابه العزيز، قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾
حب الرياسة:
وهذا يحدث غالبًا في مجال السياسية عند الأحزاب في الانتخابات الرئاسية، أو البرلمانية، أو البلدية، أو ما شابه ذلك؛ بُغيَةَ الحصول على المناصب في الدولة فتقطع الأرحام، ويهين بعضهم بعضًا، فيَعِز الذليل ويهان العزيز، وتُنتهك الأعراض بغير حق
الحسد:
فالحاسد لا يرتاح حتى يجدَ مراده من المحسود، فيتمنَّى فضحه، أو قتله، أو نشر زلات المحسود، ولا يرجو له خيرًا؛ فيَسُد جميع أبواب الخير التي تؤدي إلى نجاح المحسود إن استطاع.
الطمع:
فالطمع المذموم صفة خسيسة من صفات أراذل الناس، والطامع قلبه ولسانه هو المال؛ لذا تراه كلما جمعته مشكلةٌ مالية مع الآخرين قام بقذف الأبرياء وشتمهم، أو اتهامهم بما لا علاقة لهم به.
التذكير بالأخطاء الماضية:
فالعدو اليائس كلما عجَز عن هزم خصمه المخلص الصابر، قام باختراع أكاذيب من تلقاء نفسه، أو بتذكيره بالأخطاء الماضية التي تاب عنها، ولم يدرِ أن ((الإسلام يَجُبُّ ما قبله))، وأن ((التائب مِن الذنب كمَن ذنب له))
الشتم أو الطعن في الأنساب:
فالشتم والطعن بأنساب الناس صفتانِ من صفات البلداء، الذين لا قيمة لهم في المجتمع؛ إذ هما يُحدِثانِ جروحًا عميقة في النفوس، قلما ينسى منها التاريخ شيئًا، أو تشفى منها القلوب، فالقرآن حذرنا منهما، وكذا السُّنة النبوية؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾
الاحتقار: وسبب ذلك غالبًا يأتي من العنصرية والتعصب والقبلية.
آثارُ الفتنة السيئةُ:
فالفتنة آثارها وخيمة؛ إذ لا يعلم عواقبَها إلا اللهُ سبحانه وتعالى، فكم من دماء سُفِكت، وبيوت هدمت، وأناس شُردوا، وأموال نُهِبت، وأرحام قُطِّعت، وعلومٌ ضُيِّعت، وأمنٍ فُقِد، وعقول جُنَّت، وأعضاء شلت أو قطعت بسببها، ويوم تقوم الساعة يلقى الفتَّانون من أشد العذاب
التأني: يقال: إن في التأني السلامةَ، وفي العجلة الندامة؛ فأثناء الفتن هناك مَن ينتهزون الفرص ويتكلمون في الناس وفي أعراضهم بما لا علم لهم به، معتمدين في ذلك على الشائعات فقط؛ لذلك يأمرنا القرآن الكريم بالتبيُّن والتثبت في الأخبار التي تصلنا عن الناس أثناء الفتن، وإلا ندِمنا في أقوالنا وأفعالنا حيث لا ينفع الندم؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ .
العفو والصفح: إن الله سبحانه وتعالى ما أمر بالقِصاص في الحدود أو المظالم التي تقع بين الناس، إلا وأعقبه بالعفو أو الصفح أو إصلاح ذات البَيْن؛ إذ هو الدواء الذي يجلب المحبةَ والرحمة والأخوَّة إلى القلوب؛ قال تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾من كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملء الله قلبه رضا يوم القيامة
محاربة المفسدين:
فالمفسدون في الأرض واجب محاربتهم، وبأي طريق كان أو أسلوب، سواء عن طريق النفي من الأرض، أو الحبس، أو القتل؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾
الوصية:
فإني لم أرَ شيئًا فقَدَه المرء أو المجتمع في حياتهم أغلى من الأمن والاستقرار، ولم أرَ مصيبة أشد من الفتنة، فبها هلاك الصالح والطالح، فلنَقِفْ أمام المفسدين بجميع ما نملكُه من الإمكانات والوسائل؛ لأن ذلك من الإيمان.
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وكل مَن حمل لواء الأمن من المسلمين عامة إلى يوم الدين وسلِّم تسليمًا كثيرًا
اخيكم محمد الجوهرى
الحمد لله الذي أمَرَنا بالاعتصام بحبله المتين. وحذَّرنا من الفُرقة والفتن ما ظهر منها وما بطن. والصلاة والسلام على مَن فصَّل لنا الأصول تفصيلًا، محمد بن عبدالله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه وكل مَن سار على دربهم إلى يوم الدين. وبعد
لقد توالت الفتن واحدةً تلو الأخرى، واختلط الحابل بالنابل، وذابَت الشبهات في الشهوات، والطالح في الصالح، حتى تمنى المؤمن المخلِص أن يكون تحت الثرى، خيرًا له مِن فوقها - بادرت باصطفاء هذا العنوان (كيف نتعامل مع الفتن عسى أن يكون سدًّا منيعًا للعالَم عامةً، وللمسلمين خاصة؛ لأن ((الدال على الخير كفاعله))
أسأل الله أن يغيثنا بنفحات الفهم والحكمة؛ حتى تنتفع الأمةُ بما تسطره أي فتنة الخلق
فتنة الناس فيما بينهم:
الفتن التي تقع بين الناس كثيرة؛ منها الخصومات، ونفي المرء عن وطنه، أو حبسه في السجن؛ كما فُعل بسيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام.
فتنة شياطين الجن لل
كل فعل يؤدي إلى معصية فهو فتنة.
أنواع الفتنة: كثرت الفتن بين الناس حتى لا نكاد نحصرها، فقمت بجمع أهمها أو بعضها.
فتنة الشبهات: هي اختلاط بين أمرين متقاربين تعمدًا لنشر الفتن في أمور الدين أو الدنيا.
اللسان:
فاللسان سلاح ذو حدين؛ فهو خير سلاح ووسيلة متى استُخدم للإصلاح والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وشر سلاح فوق الأرض وأخطر وسيلة لإفساد الأمة.
اليد:
ومِن وسائل الفتنة اليدُ التي تستعمل في كتابة الكتب والرسائل النمامة، أو الجاسوسية، لنشر الفتنة، وفي صنع السلاح الذي يعتبر أجو
الحهل:
فالجهل أساس الداء، وعدو الإنسان اللدود؛ لأن الإنسان لو كان يعلم علمَ اليقين خطورةَ الفتن؛ من حيث إراقة الدماء، وانشقاق صفوف الناس، وعقوبتها في الدنيا والآخرة - لَمَا تجرأ بافتتان أحد أو إيقاظها، والعالم بحقيقة الفتنة تراه دائمًا محذرًا.
هناك أشخاص همهم تشتيت الجماعات المعتصمة، لأغراض دنيوية، وتفريق الأمة الإسلامية بأيدي أعداء الإسلام، وقد يكون هذا العدو من المسلمين أنفسهم، الذين باعوا دينهم بحطام الدنيا، وقد يكون من الكفار الذين ما وَهَنوا يومًا ولا ضيَّعوا دقيقة في إطفاء نور الإسلام.
النفاق:
هم من شرار الناس الذين لا قيمةَ لهم عند الله وعند الناس، تراهم دائمًا يجوسون خلال الديار لإشعال نار الفتن، ويحاولون القضاء على كل ما يرونه من مصلحة للأمة الإسلامية، متستِّرين بإسلامهم الزائف.
اتِّباع المتشابه:
صفات المفسدين في الأرض من المستشرقين، أو من ضعاف الإيمان، أو الذين يتفقهون في دين الله تفقهًا سطحيًّا، يمازجون بين الصحيح والضعيف، أو بين الناسخ والمنسوخ؛ ابتغاء الفتنة فقط؛ لذا ذمهم الله تعالى في كتابه العزيز، قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾
حب الرياسة:
وهذا يحدث غالبًا في مجال السياسية عند الأحزاب في الانتخابات الرئاسية، أو البرلمانية، أو البلدية، أو ما شابه ذلك؛ بُغيَةَ الحصول على المناصب في الدولة فتقطع الأرحام، ويهين بعضهم بعضًا، فيَعِز الذليل ويهان العزيز، وتُنتهك الأعراض بغير حق
الحسد:
فالحاسد لا يرتاح حتى يجدَ مراده من المحسود، فيتمنَّى فضحه، أو قتله، أو نشر زلات المحسود، ولا يرجو له خيرًا؛ فيَسُد جميع أبواب الخير التي تؤدي إلى نجاح المحسود إن استطاع.
الطمع:
فالطمع المذموم صفة خسيسة من صفات أراذل الناس، والطامع قلبه ولسانه هو المال؛ لذا تراه كلما جمعته مشكلةٌ مالية مع الآخرين قام بقذف الأبرياء وشتمهم، أو اتهامهم بما لا علاقة لهم به.
التذكير بالأخطاء الماضية:
فالعدو اليائس كلما عجَز عن هزم خصمه المخلص الصابر، قام باختراع أكاذيب من تلقاء نفسه، أو بتذكيره بالأخطاء الماضية التي تاب عنها، ولم يدرِ أن ((الإسلام يَجُبُّ ما قبله))، وأن ((التائب مِن الذنب كمَن ذنب له))
الشتم أو الطعن في الأنساب:
فالشتم والطعن بأنساب الناس صفتانِ من صفات البلداء، الذين لا قيمة لهم في المجتمع؛ إذ هما يُحدِثانِ جروحًا عميقة في النفوس، قلما ينسى منها التاريخ شيئًا، أو تشفى منها القلوب، فالقرآن حذرنا منهما، وكذا السُّنة النبوية؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾
الاحتقار: وسبب ذلك غالبًا يأتي من العنصرية والتعصب والقبلية.
آثارُ الفتنة السيئةُ:
فالفتنة آثارها وخيمة؛ إذ لا يعلم عواقبَها إلا اللهُ سبحانه وتعالى، فكم من دماء سُفِكت، وبيوت هدمت، وأناس شُردوا، وأموال نُهِبت، وأرحام قُطِّعت، وعلومٌ ضُيِّعت، وأمنٍ فُقِد، وعقول جُنَّت، وأعضاء شلت أو قطعت بسببها، ويوم تقوم الساعة يلقى الفتَّانون من أشد العذاب
التأني: يقال: إن في التأني السلامةَ، وفي العجلة الندامة؛ فأثناء الفتن هناك مَن ينتهزون الفرص ويتكلمون في الناس وفي أعراضهم بما لا علم لهم به، معتمدين في ذلك على الشائعات فقط؛ لذلك يأمرنا القرآن الكريم بالتبيُّن والتثبت في الأخبار التي تصلنا عن الناس أثناء الفتن، وإلا ندِمنا في أقوالنا وأفعالنا حيث لا ينفع الندم؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ .
العفو والصفح: إن الله سبحانه وتعالى ما أمر بالقِصاص في الحدود أو المظالم التي تقع بين الناس، إلا وأعقبه بالعفو أو الصفح أو إصلاح ذات البَيْن؛ إذ هو الدواء الذي يجلب المحبةَ والرحمة والأخوَّة إلى القلوب؛ قال تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾من كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملء الله قلبه رضا يوم القيامة
محاربة المفسدين:
فالمفسدون في الأرض واجب محاربتهم، وبأي طريق كان أو أسلوب، سواء عن طريق النفي من الأرض، أو الحبس، أو القتل؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾
الوصية:
فإني لم أرَ شيئًا فقَدَه المرء أو المجتمع في حياتهم أغلى من الأمن والاستقرار، ولم أرَ مصيبة أشد من الفتنة، فبها هلاك الصالح والطالح، فلنَقِفْ أمام المفسدين بجميع ما نملكُه من الإمكانات والوسائل؛ لأن ذلك من الإيمان.
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وكل مَن حمل لواء الأمن من المسلمين عامة إلى يوم الدين وسلِّم تسليمًا كثيرًا
اخيكم محمد الجوهرى