حكاية (( الحلقة الزمنية ))
لأول مرة قصة جديدة في طرحها ومختلفة وذات أحداث غريبة ..
يحكى أنه عاش في إحدى بلدان القرون الوسطى خياط شاب مجتهد في صنعته ، يتخذ من بيته مقراً لعمله ويدعى ( أوس بن أرشد ) ..
إعتاد اوس العيش مع جدته والدة أمه منذ نعومة أظفاره .. فقد أخبرته جدته أن والديه قد ذهبا ضحية وباء الطاعون الذي أصاب البلاد عقيب ولادته مباشرة .. لهذا السبب يدين اوس لجدته بالفضل في رعايته والإعتناء به حتى أصبح ما هو عليه الآن ..
وفي أحد الأيام ..
وبالتحديد في الأول من الشهر الثالث (مارس) .. حيث تحتفل المملكة بعيدها السنوي .. إستيقظ اوس في صبيحة ذلك اليوم على صوت جدته وهي تناديه باستعجال على غير العادة للنهوض من فراشه .. إذ أخبرته أن رسول ملك البلاد يقف الآن على عتبة الباب !!!
فز اوس من رقاده مذعورا وهبط السلالم مسرعاً ليستقبل مبعوث الملك الذي حضر وبرفقته حارسان ..
كان المبعوث يحمل صندوقاً جميلاً متوسط الحجم سارع بوضعه على الأرض ما إن دخل المنزل وقال :
هذا الصندوق يحتوي على قطعة قماش من نفائس الأقمشة ومرفق معها ورقة توضح التصميم المطلوب منك عمله لجعل هذا القماش رداءاً جميلاً يليق بمقام الملك ..
سنعود الليلة لنستلم منك الرداء ..
قال أوس :
الليلة ؟؟!!!.. لا يمكن .. أحتاج على الأقل الى ثلاثة أيام ..
المبعوث :
يجب أن يرتدي الملك هذا الرداء خلال حفلة الليلة بمناسبة يوم المملكة ..
ثم أخرج من جعبته كيساً دفع به الى اوس وقال :
خذ هذه الدنانير الذهبية لتعينك على شراء ما تحتاج إليه من لوازم الخياطة .. وعندما يجهز الرداء ؛ ستتم مكافئتك بعشرة أضعاف هذا المبلغ ..
بقي أن تعلم أن هذا الأمر يجب أن يكون سراً لا يطلع عليه أحد .. الى اللقاء ..
قال المبعوث ذلك وانصرف تاركاً أوس في حيرةٍ من أمره ..
نزلت جدته ونظرت الى دنانير الذهب ثم حولت بصرها الى حفيدها وقالت :
لم يجدر بك قبول عرضهم ..
قال أوس :
ولمَ لا ؟ إن الملك يعتمد علي هذه الليلة في الإحتفال الكبير .. ويجب أن أثبت نفسي فيما وكلوه إلي فلعلي أصبح الخياط الأول لدى الملك ..
قالت :
إن قلبي غير مطمئن من هذه (الصفقة) ..
نهض أوس وقال :
ليس لدي وقت .. فكل ثانية لها حسابها من الآن فصاعدا ..
تطلع أوس الى التصميم ثم هرع الى الخارج ليشتري كل ما يحتاج إليه من لوازم ..
وما إن خرج من منزله حتى علق طرف قميصه بمسمار ناتئ من الباب .. ونظراً لاستعجاله فقد تمزق قميصه فانطلق وهو يقول :
سأعالج هذا المسمار فيما بعد ..
شاهد اوس عمال البلاط وهم يقومون بتزيين المدينة إستعداداً لانطلاق الإحتفالات ..
ثم إلتقى بمتسول على الطريق يقول له :
وفقك الرب العظيم يا بني ..
لكن اوساً اعتذر منه وتجاهله هذه المرة لانشغاله الشديد ..
وبعد أن بلغ اوس المتجر واشترى كل ما يحتاجه من لوازم ، قال له مدير المتجر :
يبدو أنه لديك عمل كثير في هذا العيد ..
فابتسم اوس له مؤيداً وانصرف .. لكن المدير نادى عليه وقال :
لقد نسيت علبة الأبر ..
فعاد اوس وأخذها ثم شكر المدير وغادر ..
وفي طريق عودته إلتقى وجهاً بوجه ب(سمر) الفتاة الجميلة المعجب بها كثيراً ..
حالما شاهدها أوس حتى تغير لونه .. فقد وعدها أن ينجز لها فستانها هذا اليوم والذي سترتديه في حفل الليلة .. لكن العمل الجديد سيضطره الى الإخلاف بوعده ..
سمر استوقفت أوساً في الطريق فحيته ثم قالت :
كيف حال جدتك ؟؟
أجاب بسرعة وتوتر :
هي بخير ..
قالت :
لقد صنعت لها فطيرة التفاح التي تحبها .. أوس ؟؟ أراك على عجلة من أمرك ؟؟
قال :
نعم يا سمر .. فلدي طلبية مستعجلة جداً يجب تسليمها هذا المساء ..
قالت مع ابتسامة جميلة :
لا بأس إن كان فستاني من ضمن تلك الطلبية ..
بقي هو صامتاً لا يدري ما يقول فقالت هي متسائلة :
أوس ؟؟ أنت ستنجز لي فستاني .. أليس كذلك ؟؟
أراد أوس ان يخبرها بشأن رداء الملك لكنه تذكر ان المبعوث أمره بكتمان الأمر فقال :
أخشى أني لا استطيع اليوم .. لكني سأدفع به الى خياط آخر أمهر مني ..
- لكني أردت أن أرتدي صنع يديك أنت يا اوس في هذه الليلة المميزة لا شخصٌ آخر ..
قالت هي ذلك ثم انصرفت مستائة .. فناداها اوس بالقول :
سمر سامحيني .. بالله عليكِ ..
لكنها واصلت طريقها ولم تلتفت .. فشعر هو بالحزن لأجلها .. إذ كيف له أن يخبرها أنه ملزم بتجهيز رداء الملك .. وأنه لو تأخر فسيحدث ما لا يحمد عقباه ..
عاد أوس في طريقه الى البيت شارد الذهن الى درجة أن عربة سوداء يجرها حصانين كادت أن تدهسه !!!.. حتى إن صاحب العربة أطل برأسه ونادى أوساً بكلمة (أحمق) ..
حالما بلغ البيت حتى شمر أوس عن ساعديه وباشر بعمله بلا كلل ولا انقطاع حتى أتم رداء الملك قبيل حلول المساء ..
شعر أوس بالسعادة لإنجازه المهمة في الوقت المحدد .. فقرر أن يخرح قليلاً من غرفته ليمدد عضلات جسده المتشنجة بسبب الإرهاق والعمل الطويل المضني ..
فتح اوس نافذته فاكتشف ان الشوارع خالية .. فقد توجه الجميع للإحتفال في هذه الليلة ..
وهنا ... لمح اوس شيئاً متوهجاً يخطف من فوق منزله .. كان يطير بارتفاع منخفض .. فأمعن فيه اوس النظر جيداً حتى اختفى فجأة !!!
دهش اوس لكنه فكر أنه قد يكون من الألعاب النارية التي ستستخدم في احتفالات الليلة ..
ثم جلس على كرسيه في الطابق الأرضي ليسترخي قليلا .. وإذا به يغط في النوم دون أن يشعر ..
~~~~~~~~~~~~~~~
بعد ذلك ..
استيقظ اوس فزعاً على صوت جدته وهي تناديه ليستعجل بالنهوض .. ثم أخبرته أن رسول الملك على الباب ..
نهض اوس من رقاده فاذا به يكتشف انه كان نائماً على فراشه في الطابق الأول فتعجب لذلك غاية العجب وقال :
جدتي ؟؟ لقد نمتُ على الكرسي في الأسفل فكيف وصلتُ الى هنا ؟؟ هل قمتي بحملي ؟؟
ضحكت الجدة وقالت :
أنا بالكاد أحمل ملابسي التي أرتديها فكيف أحملك ؟؟ لابد أنك سرتَ أثناء النوم وأتيتَ الى هنا ..
نزل اوس وهو مايزال يستغرب الامر .. ثم تقابل مع المبعوث فأراد الاخير أن يفتح فمه بالكلام لكن اوساً قال له :
لقد أتممتُ صنع الرداء الذي طلبته .. إنتظر لحظة وسأحضره ..
شاهد اوس علامات الدهشة الشديدة في وجوه المبعوث وحراسه فلم يفهم السبب .. لكنه توجه الى غرفة الخياطة وفتحها فإذا به يتفاجئ أنها على هيئتها كما تركها عند الصباح ولا وجود للرداء الذي أمضى اليوم بطوله في صنعه !!! فنادى على جدته وسألها عن الرداء فأجابت :
عن أي رداء تتكلم ؟؟
قال :
عن الرداء الملكي الذي حضر هؤلاء السادة لأجله ..
قالت وهي تنظر إليه بنظراتٍ ملؤها الشك :
مابك يا عزيزي ؟؟ إنك تخيفني .. فأنت اليوم تتصرف بغرابة .. لم يحدث لك هذا من قبل ..
قال بنفاد صبر :
ألم يحضر هؤلاء الى بيتنا صباح اليوم ؟؟
هنا لم تمسك الجدة نفسها عن الضحك وقالت :
عزيزي .. نحن الآن في الصباح ..
ما إن سمع أوس بذلك حتى أحس بالدوار لأنه يعتقد أنهم الآن في فترة المساء فهرع الى النافذة ليتأكد وفتحها فإذا به يتفاجئ بضوء النهار .. كما أنه شاهد أيضاً عمال البلاط وهم يشرعون بوضع زينة الإحتفال في الشوارع .. فأمسك بشعر رأسه وفتح عينيه على اتساعهما من الدهشة .. لكنه قال في نفسه :
لا يوجد سوى تفسير واحد للأمر .. وهو أني قد نمت الليل كله من التعب ونحن الآن في اليوم الثاني من الشهر ..
ثم التفت الى جدته وقال :
ما هو تاريخ اليوم ؟؟
اجابت :
إنه الأول من مارس .. يوم العيد ..
شعر اوس بخيبة الأمل مع بعض الغثيان .. وهنا تقدم المبعوث وقال :
كيف علمت بأمر الرداء ؟؟
أجاب اوس :
منك أنت .. ألا تذكر أنك زرتني بالأمس وطلبت مني أن أصنع رداءاً للملك ليرتديه في ليلة الإحتفال ؟؟
هنا ثار غضب الرسول فأشار الى حارسيه فشهرا سلاحيهما وتقدما من اوس الذي كاد أن يذوب من الرعب .. ثم قال الرسول :
أنا لم أقابلك ولم أزرك من قبل يا هذا فمن أين علمتَ بتلك المعلومات السرية حول رداء الملك ؟؟
يتبع بعد قليل ... الجزء_الثاني
..عشر ملصقات لأثبات أهتمامك بما ننشر لمزيد تابعني على سعد أل جراري
لأول مرة قصة جديدة في طرحها ومختلفة وذات أحداث غريبة ..
يحكى أنه عاش في إحدى بلدان القرون الوسطى خياط شاب مجتهد في صنعته ، يتخذ من بيته مقراً لعمله ويدعى ( أوس بن أرشد ) ..
إعتاد اوس العيش مع جدته والدة أمه منذ نعومة أظفاره .. فقد أخبرته جدته أن والديه قد ذهبا ضحية وباء الطاعون الذي أصاب البلاد عقيب ولادته مباشرة .. لهذا السبب يدين اوس لجدته بالفضل في رعايته والإعتناء به حتى أصبح ما هو عليه الآن ..
وفي أحد الأيام ..
وبالتحديد في الأول من الشهر الثالث (مارس) .. حيث تحتفل المملكة بعيدها السنوي .. إستيقظ اوس في صبيحة ذلك اليوم على صوت جدته وهي تناديه باستعجال على غير العادة للنهوض من فراشه .. إذ أخبرته أن رسول ملك البلاد يقف الآن على عتبة الباب !!!
فز اوس من رقاده مذعورا وهبط السلالم مسرعاً ليستقبل مبعوث الملك الذي حضر وبرفقته حارسان ..
كان المبعوث يحمل صندوقاً جميلاً متوسط الحجم سارع بوضعه على الأرض ما إن دخل المنزل وقال :
هذا الصندوق يحتوي على قطعة قماش من نفائس الأقمشة ومرفق معها ورقة توضح التصميم المطلوب منك عمله لجعل هذا القماش رداءاً جميلاً يليق بمقام الملك ..
سنعود الليلة لنستلم منك الرداء ..
قال أوس :
الليلة ؟؟!!!.. لا يمكن .. أحتاج على الأقل الى ثلاثة أيام ..
المبعوث :
يجب أن يرتدي الملك هذا الرداء خلال حفلة الليلة بمناسبة يوم المملكة ..
ثم أخرج من جعبته كيساً دفع به الى اوس وقال :
خذ هذه الدنانير الذهبية لتعينك على شراء ما تحتاج إليه من لوازم الخياطة .. وعندما يجهز الرداء ؛ ستتم مكافئتك بعشرة أضعاف هذا المبلغ ..
بقي أن تعلم أن هذا الأمر يجب أن يكون سراً لا يطلع عليه أحد .. الى اللقاء ..
قال المبعوث ذلك وانصرف تاركاً أوس في حيرةٍ من أمره ..
نزلت جدته ونظرت الى دنانير الذهب ثم حولت بصرها الى حفيدها وقالت :
لم يجدر بك قبول عرضهم ..
قال أوس :
ولمَ لا ؟ إن الملك يعتمد علي هذه الليلة في الإحتفال الكبير .. ويجب أن أثبت نفسي فيما وكلوه إلي فلعلي أصبح الخياط الأول لدى الملك ..
قالت :
إن قلبي غير مطمئن من هذه (الصفقة) ..
نهض أوس وقال :
ليس لدي وقت .. فكل ثانية لها حسابها من الآن فصاعدا ..
تطلع أوس الى التصميم ثم هرع الى الخارج ليشتري كل ما يحتاج إليه من لوازم ..
وما إن خرج من منزله حتى علق طرف قميصه بمسمار ناتئ من الباب .. ونظراً لاستعجاله فقد تمزق قميصه فانطلق وهو يقول :
سأعالج هذا المسمار فيما بعد ..
شاهد اوس عمال البلاط وهم يقومون بتزيين المدينة إستعداداً لانطلاق الإحتفالات ..
ثم إلتقى بمتسول على الطريق يقول له :
وفقك الرب العظيم يا بني ..
لكن اوساً اعتذر منه وتجاهله هذه المرة لانشغاله الشديد ..
وبعد أن بلغ اوس المتجر واشترى كل ما يحتاجه من لوازم ، قال له مدير المتجر :
يبدو أنه لديك عمل كثير في هذا العيد ..
فابتسم اوس له مؤيداً وانصرف .. لكن المدير نادى عليه وقال :
لقد نسيت علبة الأبر ..
فعاد اوس وأخذها ثم شكر المدير وغادر ..
وفي طريق عودته إلتقى وجهاً بوجه ب(سمر) الفتاة الجميلة المعجب بها كثيراً ..
حالما شاهدها أوس حتى تغير لونه .. فقد وعدها أن ينجز لها فستانها هذا اليوم والذي سترتديه في حفل الليلة .. لكن العمل الجديد سيضطره الى الإخلاف بوعده ..
سمر استوقفت أوساً في الطريق فحيته ثم قالت :
كيف حال جدتك ؟؟
أجاب بسرعة وتوتر :
هي بخير ..
قالت :
لقد صنعت لها فطيرة التفاح التي تحبها .. أوس ؟؟ أراك على عجلة من أمرك ؟؟
قال :
نعم يا سمر .. فلدي طلبية مستعجلة جداً يجب تسليمها هذا المساء ..
قالت مع ابتسامة جميلة :
لا بأس إن كان فستاني من ضمن تلك الطلبية ..
بقي هو صامتاً لا يدري ما يقول فقالت هي متسائلة :
أوس ؟؟ أنت ستنجز لي فستاني .. أليس كذلك ؟؟
أراد أوس ان يخبرها بشأن رداء الملك لكنه تذكر ان المبعوث أمره بكتمان الأمر فقال :
أخشى أني لا استطيع اليوم .. لكني سأدفع به الى خياط آخر أمهر مني ..
- لكني أردت أن أرتدي صنع يديك أنت يا اوس في هذه الليلة المميزة لا شخصٌ آخر ..
قالت هي ذلك ثم انصرفت مستائة .. فناداها اوس بالقول :
سمر سامحيني .. بالله عليكِ ..
لكنها واصلت طريقها ولم تلتفت .. فشعر هو بالحزن لأجلها .. إذ كيف له أن يخبرها أنه ملزم بتجهيز رداء الملك .. وأنه لو تأخر فسيحدث ما لا يحمد عقباه ..
عاد أوس في طريقه الى البيت شارد الذهن الى درجة أن عربة سوداء يجرها حصانين كادت أن تدهسه !!!.. حتى إن صاحب العربة أطل برأسه ونادى أوساً بكلمة (أحمق) ..
حالما بلغ البيت حتى شمر أوس عن ساعديه وباشر بعمله بلا كلل ولا انقطاع حتى أتم رداء الملك قبيل حلول المساء ..
شعر أوس بالسعادة لإنجازه المهمة في الوقت المحدد .. فقرر أن يخرح قليلاً من غرفته ليمدد عضلات جسده المتشنجة بسبب الإرهاق والعمل الطويل المضني ..
فتح اوس نافذته فاكتشف ان الشوارع خالية .. فقد توجه الجميع للإحتفال في هذه الليلة ..
وهنا ... لمح اوس شيئاً متوهجاً يخطف من فوق منزله .. كان يطير بارتفاع منخفض .. فأمعن فيه اوس النظر جيداً حتى اختفى فجأة !!!
دهش اوس لكنه فكر أنه قد يكون من الألعاب النارية التي ستستخدم في احتفالات الليلة ..
ثم جلس على كرسيه في الطابق الأرضي ليسترخي قليلا .. وإذا به يغط في النوم دون أن يشعر ..
~~~~~~~~~~~~~~~
بعد ذلك ..
استيقظ اوس فزعاً على صوت جدته وهي تناديه ليستعجل بالنهوض .. ثم أخبرته أن رسول الملك على الباب ..
نهض اوس من رقاده فاذا به يكتشف انه كان نائماً على فراشه في الطابق الأول فتعجب لذلك غاية العجب وقال :
جدتي ؟؟ لقد نمتُ على الكرسي في الأسفل فكيف وصلتُ الى هنا ؟؟ هل قمتي بحملي ؟؟
ضحكت الجدة وقالت :
أنا بالكاد أحمل ملابسي التي أرتديها فكيف أحملك ؟؟ لابد أنك سرتَ أثناء النوم وأتيتَ الى هنا ..
نزل اوس وهو مايزال يستغرب الامر .. ثم تقابل مع المبعوث فأراد الاخير أن يفتح فمه بالكلام لكن اوساً قال له :
لقد أتممتُ صنع الرداء الذي طلبته .. إنتظر لحظة وسأحضره ..
شاهد اوس علامات الدهشة الشديدة في وجوه المبعوث وحراسه فلم يفهم السبب .. لكنه توجه الى غرفة الخياطة وفتحها فإذا به يتفاجئ أنها على هيئتها كما تركها عند الصباح ولا وجود للرداء الذي أمضى اليوم بطوله في صنعه !!! فنادى على جدته وسألها عن الرداء فأجابت :
عن أي رداء تتكلم ؟؟
قال :
عن الرداء الملكي الذي حضر هؤلاء السادة لأجله ..
قالت وهي تنظر إليه بنظراتٍ ملؤها الشك :
مابك يا عزيزي ؟؟ إنك تخيفني .. فأنت اليوم تتصرف بغرابة .. لم يحدث لك هذا من قبل ..
قال بنفاد صبر :
ألم يحضر هؤلاء الى بيتنا صباح اليوم ؟؟
هنا لم تمسك الجدة نفسها عن الضحك وقالت :
عزيزي .. نحن الآن في الصباح ..
ما إن سمع أوس بذلك حتى أحس بالدوار لأنه يعتقد أنهم الآن في فترة المساء فهرع الى النافذة ليتأكد وفتحها فإذا به يتفاجئ بضوء النهار .. كما أنه شاهد أيضاً عمال البلاط وهم يشرعون بوضع زينة الإحتفال في الشوارع .. فأمسك بشعر رأسه وفتح عينيه على اتساعهما من الدهشة .. لكنه قال في نفسه :
لا يوجد سوى تفسير واحد للأمر .. وهو أني قد نمت الليل كله من التعب ونحن الآن في اليوم الثاني من الشهر ..
ثم التفت الى جدته وقال :
ما هو تاريخ اليوم ؟؟
اجابت :
إنه الأول من مارس .. يوم العيد ..
شعر اوس بخيبة الأمل مع بعض الغثيان .. وهنا تقدم المبعوث وقال :
كيف علمت بأمر الرداء ؟؟
أجاب اوس :
منك أنت .. ألا تذكر أنك زرتني بالأمس وطلبت مني أن أصنع رداءاً للملك ليرتديه في ليلة الإحتفال ؟؟
هنا ثار غضب الرسول فأشار الى حارسيه فشهرا سلاحيهما وتقدما من اوس الذي كاد أن يذوب من الرعب .. ثم قال الرسول :
أنا لم أقابلك ولم أزرك من قبل يا هذا فمن أين علمتَ بتلك المعلومات السرية حول رداء الملك ؟؟
يتبع بعد قليل ... الجزء_الثاني
..عشر ملصقات لأثبات أهتمامك بما ننشر لمزيد تابعني على سعد أل جراري