(موضوع عن الوان العرب مرفق صور لبعض اشراف الحجاز)
لقد سمي أبينا اّدم عليه السلام لأدمته وهو اللون الحنطي المتوسط بين السمار الفاحم والأبيض الباهق والعرب تسمي الإيهاب ( الجلد ) بعد الدبع أديما وكلكم يعرف القربة التي يشرب منها الماء فإذا صارت شنا أي يابسة فهي بلون أبينا اّدم عليه السلام والأدمة هي الصفة الحقيقية للعرب الأصليين في الجزيرة العربية ولم يوصف بالبياض منهم إلا ربات الحجول المخدرات النساء لعدم تعرضهن الكثير لأشعة الشمس والتي تؤثر بطبيعة البشرة إلى اللون الأديم أما الرجال فبسبب تعرضهم الدائم لأشعة الشمس فقد تغيرت ألوانهم إلى الأدمة والإنسان ابن بيئته فمن قضى الصيف بصحراء الدهناء مع إبله فالأصل أنه أديم شديد الأدمة أي مثل القربة إذا رشت بالماء من الخارج أما من قضاه تحت المكيفات فهو إلى البياض المعتدل أقرب مع أدمته أي لون جلد العرب وليس لون العربي في جنات الشام الشمالية بمثل لون العربي بصحراء السودان أو مالي أو موريتانيا حيث الحر الشديد وإعتماد أشعة الشمس على خط الإستواء وشدتها بقربه ويجمع بينهما رسمة الشفة العليا العربية تحت الأنف على شكل الرقم سبعة مع اختلاف يسير بين الناس فيها وشكل الأنف العربي أما ذو الشفة المتهدلة الكبيرة غير ذات الرسمة المذكورة فزنجي وكذلك الأنف الأفطس وسيع المنخرين بالعرض على غير هية العرب فزنجي وفي الوقت الحاضر ومع الراحة التامة وانتشار التكييف تغيرت ألوان الرجال قليلا إلى أدمة أفتح مما كان عليهم أسلافهم ومما كان العرب القدامى يصفون به أنفسهم ما روى / زيد بن أسلم : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا وقصها على أصحابه، فقال رأيت غنما سوداء خالطتها غنم بيض، فتأولتها أن العجم يدخلون الإسلام فيشركونكم في أنسابكم، وأموالكم، فتعجبوا من ذلك، فقال : العجم يدخلون بلادنا يا رسول الله !! فقال : أي، والذي نفسي بيده لو أن الدين تعلق بالثريا لنالته رجال من العجم، وأسعدهم به أهل فارس " والعرب يطلق عليهم السواد لا لسواد بشرتهم بل لتوسطها في اللون والمنطقة كما يطلق على شمال العراق السواد لاخضرار أرضها وهذا ومن الاستعمالات المجازية العربية .
وقال / وكيع في تفسيره لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأن تلد الأمة ربتها " يعني تلد العجم العرب ولو سئل أحد عن صفة العربي المحض فلا شك بأنه سيجيب بذي لون قمحي وشعر ناعم ومسترسل تماما مثل أغلبية العرب الذين نراهم اليوم أما لو سئل عن العربي ذو البشرة السوداء فسيجيب بأنه مختلط بــ " الأفارقة " وإن مما يجب معرفته أن الغالب على ألوان العرب الأصليين كان السمار القمحي المسمى في حفائظ النفوس السابقة حنطي نسبة إلى الحنطة وهو لون الغالب من أديم أرضهم التي لها تأثير مباشر على ألوانهم فلو نظرنا لأهل الحرة مثلا لوجدناهم أشد سمارا من أهل نجد وكذلك أهل تهامة وعرب خط الإستواء وكان ذلك دليلا على صحة انتسابهم للعرب مع أدلة أخرى مثل رسم الشفتين والمنخرين وقصبة الأنف وغيرها وإذا وصفت أحدا وقلت : أنه " رجل آدم " فالعديد لن يفهم ما الذي قصدته بكلمة " آدم " إن هذه الكلمة كانت كثيرة الاستعمال عند العرب قديما ولكن مع شديد الأسف فقد أصبحت غير معروفة اليوم إلا لقلة قليلة من الناس أليس من الغريب أن تكون كلمة " آدم " غير معروفة وبها سمي أبونا آدم عليه السلام ؟ إن كلمة " آدم " تعني حنطي اللون وشديد الأدمة " تعني شديد السواد قال / الثعالبي في كتابه فقه اللغة : " فإذا زاد سواد الإنسان على السمرة فهو آدم " وقال العلامة في التفسير والحديث والفقه والأصول واللغة أبو السعادات / مجد الدين المبارك بن محمد بن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث والأثر : " الأدمة في الناس هي السمرة الشديدة " قال / ابن منظور في لسان العرب : " واختلف في اشتقاق اسم آدم فقال / بعضهم : سمي آدم لأنه خلق من أدمة الأرض، وقال / بعضهم : لأدمة ( سمار اللون ) جعلها الله تعالى فيه " قال / الخازن : " سمي ( أبونا آدم ) آدم لأنه خلق من أديم الأرض ( وجه الأرض ) وقيل : لأنه كان آدم اللون " فهذا القول الأخير يوافق قول الله تعالى : " لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون " قال / القرطبي في تفسيره : " الحمأ الطين الأسود " وقالا / المحلي و / السيوطي في تفسيرهما تفسير الجلالين : " حمأ طين أسود " وقال / الطبري في تفسيره : " أما قوله ' من حمأ مسنون ' فإن الحمأ جمع حمأة و هو الطين المتغير إلى السواد " وقال / الشوكاني في تفسيره : " والحمأ الطين الأسود المتغير أو الطين الأسود من غير تقييد بالمتغير " قال / البيضاوي في تفسيره : " من حمأ والحمأ الطين الأسود " وقال / البغوي في تفسيره : " والحمأ الطين الأسود " وقال / البغوي أيضا : " وفي بعض الآثار : إن الله عز وجل خمر طينة آدم وتركه حتى صار متغيرا أسود، ثم خلق منه آدم عليه السلام " قال / الجوهري : " قيل : ( إن أبونا آدم ) سمي بآدم من أدمة ( سمار اللون ) جعلت فيه ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفه لموسى عليه السلام : " ورأيت موسى أسحم آدم " وإذا لم نفهم كلمة " آدم " فكيف نفهم قول رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟ وكلمة " أسحم " في الحديث تعني سمار أكثر من الأدمة قال / ابن منظور في كتابه لسان العرب : " السحم والسحام والسحمة ( تعني ) السواد وقال / الليث : " السحمة سواد كلون الغراب الأسحم، و كل أسود أسحم ".
ولا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصف موسى عليه السلام بدون سبب أو لمجرد الكلام لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى لماذا لا نفهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وكلمة " أصفر " كذلك أوشكت أن تكون مجهولة المعنى والعرب كانت تسمي الأسمر " أصفر " قال / ابن منظور في كتابه لسان العرب : "والصفرة أيضا السواد " وقال الفراء في قوله تعالى : " كأنه جمالت صفر " قال : الصفر سود الإبل " ويقول صاحب القاموس المحيط / مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي : " إن الصفرة هي السواد من الأضداد " وقال / الجوهري في الصحاح : " وربما سمت العرب الأسود أصفر " قال / الأعشي :-
تلك خيلي منه وتلك ركابي
= هن صفر أولادها كالزبيب
وكذلك كلمة أصفر تحمل معنى أسمر في الحديث التالي : " قال / ابن دأب : فأخبرني صالح بن كيسان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله : هل أنكر عليه أحد ما صنع ؟ فقال : نعم، رجل أصفر ربعة ورجل أحمر طويل فقال / عمر : أنا والله يا رسول الله أعرفهما، أما الأول فهو ابني وصفته، وأما الثاني فهو / سالم مولى أبي حذيفة وكان خالد قد أمر كل من أسر أسيرا أن يضرب عنقه، فأطلق / عبدالله بن عمر و / سالم مولى أبي حذيفة أسيرين كانا معهما " ومن المعروف أن عبدالله بن عمر كان أسمر اللون قال / أبو اسحاق السبيعي : " رأيت ابن عمر آدم جسيما إزاره إلى نصف الساقين " كما نرى فقد وصف ابن عمر بأصفر في الحديث الأول وبآدم في الحديث الثاني لأن كلمة أصفر تعني أسمر .
وكلمة أخرى كانت تستعملها العرب قديما هي كلمة " أدلم " هذه الكلمة تعني الطويل الشديد السواد قال / ابن منظور في لسان العرب : " الأدلم الشديد السواد من الرجال والأسد والحمير والجبال والصخر " وقال / ابن منظور أيضأ : " وفي الحديث : أميركم رجل طوال أدلم، " الأدلم الأسود الطويل، ومنه الحديث : " فجاء رجل أدلم فاستأذن النبي صلى الله عليه و سلم، قيل : هو عمر بن الخطاب " ويذكر / ابن منظور أن صاحب التهذيب / محمد بن أحمد بن طلحة الأزهري قال : " الأدلم من الرجال الطويل الأسود " قال / ابن منظور : " قيل أن بني ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر سموا ديلما لدغمة في ألوانهم ويقال هم ضبة لأنهم أو عامتهم دلم ".
وكلمة " أبيض " كانت تحمل معنى اّخر في الماضي أما اليوم فإذا قرأ أحد وصف شخص بالبياض فسيفهم من الكلمة اللون الفاتح المعروف في هذا العصر ولكن كانت العرب تقصد شيء اّخر عندما تصف أحدا بأبيض اللون والدليل على ذلك قول / الحافظ الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء : " أن العرب إذا قالت فلان أبيض فإنهم يريدون الحنطي اللون بحلية سوداء " وحلية الإنسان هي ما يرى من لونه أو مظهره إذا ظاهر الإنسان الذي كان يوصف بالأبيض هو السمار . لذا نجد أنه ربما يوصف أحد أحيانا باللون الأبيض وأحيانا باللون الآدم أو اللون الأسمر لأن العرب كانت تقصد باللون الأبيض " الحنطي اللون بحلية سوداء " والراحة التامة في زماننا هذا أنقصت تأثير المناخ في اللون فازداد البياض عن الأسلاف لذلك ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبيض اللون وكذلك ورد أنه كان أسمر اللون قال / أبو أمامة الباهلي : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أبيض تعلوه حمرة " وقالا / سعيد بن منصور و / خلف بن الوليد أخبرنا / خالد بن عبدالله عن / حميد عن / أنس بن مالك قال : " كان رسول الله صلى عليه وسلم أسمر وما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب ريحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأيضا الحديث الذي في الجامع الصحيح للترمذي : حدثنا / حميد بن مسعدة حدثنا / عبدالوهاب الثقفي عن / حميد عن / أنس قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الجسم أسمر اللون وكان شعره ليس بجعد ولا سبط " اللون الأبيض المذكور في هذه الأحاديث ليس اللون الأبيض الذي نقصده اليوم .
أما إذا أرادت العرب اللون الذي نقصده اليوم عندما نقول : أبيض فإنهم لا يقولون أبيض بل يقولون أحمر قال / الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : " في الحديث رجل أحمر كأنه من الموالي يريد القائل أنه في لون الموالي الذين سبوا من نصارى الشام والروم والعجم " قال / امنظور في لسان العرب : " الحمراء العجم لبياضهم ولأن الشقرة أغلب الألوان عليهم، وكانت العرب تقول للعجم الذين يكون البياض غالبا على ألوانهم مثل الروم والفرس ومن صاقبهم أنهم الحمراء " وقال أيضأ : " العرب إذا قالوا فلان أحمر وفلانة حمراء عنوا بياض اللون، والعرب تسمي الموالي الحمراء " قال / هشام بن محمد أن / عوانة بن الحكم أخبره أن / المغيرة بن شعبة سأل أعرابي من بني تيم الله بن ثعلبة : " فما تقول في بني يشكر ؟ " فقال الأعرابي، " صريح تحسبه مولى بمنظره " قال / هشام: " لأن في ألوانهم حمرة ".
وهناك كلمة أخرى أوشكت أن تكون مجهولة المعنى وهي كلمة " أخضر " فقد كانت العرب تطلق كلمة " أخضر " على الأسود وقد ذكرنا بسواد العراق قال / ابن منظور في لسان العرب : " ويقال للأسود أخضر " وقال / الجاحظ : " السود عند العرب الخضر " وقبيلة خضر القبيلة العريقة المشهورة التي تنحدر من قيس ثم من مضر سميت خضر لسواد لونهم قال / أبو الفرج الأصفهاني في كتابه كتاب الأغاني : " والخضر ولد مالك بن طريف بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر وقال / صخر بن الجعد الخضري : سمي ولد مالك بن طريف الخضر لسوادهم و كان مالك شديد الأدمة وخرج ولده إليه فقيل لهم الخضر والعرب تسمي الأسود الأخضر " وقال / ابن منظور في لسان العرب : " وخضر ( قبيلة ) غسان وخضر ( قبيلة ) محارب، يريدون سواد لونهم " كانت العرب تفخر بسمار لونها لأنه كان دليلا على خلوص نسبها يذكر / الجاحظ : أن / المحاربي قال وهو يفخر بأنه من الخضر : " في خضر قيس نماني كل ذي فخر " وقال / الجاحظ أيضا : " وخضر غسان بنو جفنة الملوك قال / الغساني :-
إن الخضارمة الخضر الذين ودوا
= أهل البريص نماني منهم الحكم
وقال / ابن منظور : " ومثله قول / معبد بن أخضر وكان ينسب إلى أخضر ولم يكن أباه بل كان زوج أمه وإنما هو / علقمة المازني :-
سأحمي حماء الأخضريين
= أبى الناس إلا أن يقولوا ابن أخضرا
وهل لي في الحمر الأعاجم نسبة
= فآنف مما يزعمون وأنكرا
والفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبدالعزى بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف كان يفخر بسماره حين قال :-
أنا الأخضر من يعرفني
= أخضر الجلدة في بيت العرب
من يساجلني يساجل ماجدا
= يملأ الدلو إلى عقد الكرب
إنما عبد مناف جوهر
= زين الجوهر عبدالمطلب
كل قوم صيغة من فضة
= وبنو عبد مناف من ذهب
نحن قوم قد بنى الله لنا
= شرفا فوق بيوتات العرب
بنبي الله وابنى عمه
= وبعباس بن عبد المطلب
ذكر / ابن منظور في لسان العرب أن صاحب التهذيب قال : " في هذا البيت قولان أحدهما : أنه أراد أسود الجلدة قاله / أبو طالب النحوي وقد ذكرنا ذلك لأهل الحرة وتهامة وقيل : أراد أنه من خالص العرب وصميمهم لأن الغالب على ألوان العرب الأدمة " وقال / ابن منظور أيضا : قال / ابن بري : " نسب الجوهري هذا البيت للهبي وهو / الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب وأراد بالخضرة سمرة لونه وإنما يريد بذلك خلوص نسبه وأنه عربي محض لأن العرب تصف ألوانها بالسمار وتصف ألوان العجم بالحمرة " قال / المبرد : " المراد بقوله وأنا الأخضر أي الأسمر والأسود والعرب كانت تفتخر بالسمرة والسواد وكانت تكره الحمرة والشقرة وتقول : إنها من ألوان العجم " كذلك قول / مسكين الدارمي : " مسكين " لقبه واسمه ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبدالله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم خطب مسكين فتاة من قومه فكرهته لسمار لونه وقلة ماله، وتزوجت بعده رجلا من قومه ذا يسار ليس له مثل نسب مسكين، فمر بهما مسكين ذات يوم و تلك المرأة جالسة مع زوجها وقال :-
أنا مسكين لمن يعرفني
= لوني السمرة ألوان العرب
وكانت العرب تصف ألوانها بالسمرة و كانت تفخر بها وقال / ابن منظور : " ألوان العرب السمرة والأدمة إلا قليلا " وأما في ما يتعلق بصفة شعر العرب الأصليين فقد قال / ابن منظور : " الجعد إذا ذهب به مذهب المدح فله معنيان مستحبان : أحدهما أن يكون معصوب الجوارح شديد الأسر والخلق غير مسترخ ولا مضطرب، والثاني أن يكون شعره جعدا غير سبط لأن سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس وجعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب، فإذا مدح الرجل بالجعد لم يخرج عن هذين المعنيين ".
وهذه بعض النماذج لوصف بعض أشراف العرب وسوف أبدأ بــ / علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وأحفاده قال / جلال الدين السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء : " وكان علي ( ابن أبي طالب ) شيخا، سمينا، أصلع، كثير الشعر، ربعة إلى القصر، عظيم البطن، عظيم اللحية جدا، قد ملأت ما بين منكبيه، بيضاء كأنها قطن، آدم شديد الأدمة " وقال / ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى : " أخبرنا / محمد بن عمر قال : أخبرنا / أبو بكر بن عبدالله بن أبي سبرة عن / اسحاق بن عبدالله بن أبي فروة قال : سألت / أبا جعفر محمد بن علي قلت : ما كانت صفة علي ( ابن أبي طالب ) قال رجل آدم شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما ذو بطن أصلع إلى القصر أقرب " هذه صفة / علي بن أبي طالب الهاشمي الأبوين، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف أحفاد / علي بن أبي طالب أيضأ بسمار اللون فقد قال / الحافظ الذهبي في كتابه العبر في خبر من غبر : " وكان ( محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ) شديد الأدمة ضخما فيه تمتمة " نعم فقد كان محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أسمر اللون وكان معروفا بأنه من أشرف العرب وكان يقال له : صريح قريش، لأن أمه وجدّاته لم يكن فيهن أم ولد .
ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان أسمر اللون كذلك كان شقيقه / موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فقد جاء في كتاب الأغاني للأصفهاني : أن / الزبير بن بكار قال : " كان موسى آدم شديد الأدمة " كذلك كان شقيقه الآخر / يحي بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب آدم اللون وكل هؤلاء أشقاء لإدريس الأول الذي بناء مدينة فاس بالمغرب وهو / إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وهذا محمد بن عبدالله كان له ولد اسمه الحسن ويذكر / ابن حزم في كتابه جمهرة أنساب العرب أن / الحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان يلقب أبا الزفت لشدة سمرته كذلك وصف / محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسمار اللون ووصف أبوه علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسواد اللون أيضا ووصف موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسواد اللون ووصف جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بأدمة اللون ووصف محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسمرة اللون وجعودة الشعر ووصف أيضا زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسمرة اللون وكما ذكر آنفا، وصف / علي بن أبي طالب بالأدمة الشديدة هؤلاء هم الأشراف / علي بن أبي طالب وأحفاده، وكانوا ذووا بشرة سمراء .
وممن وصف بسمرة البشرة / سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه خال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال / الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : عن / اسماعيل بن محمد بن سعد قال : " كان سعد جعد الشعر أشعر الجسد آدم أفطس طويلا " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ذات يوم إذ أقبل خاله / سعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا خالي فليرني امرؤ خاله " و / حكيم بن حزام رضي الله عنه وأرضاه الذي كان من سادات قريش كان ذو بشرة سمراء أيضا و / حكيم بن حزام ابن أخ / خديجة بنت خويلد رضي الله عنهاوأرضاها وهو / حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب أبو خالد القرشي الأسدي قال فيه / الذهبي : " كان من أشراف قريش وعقلائها ونبلائها وكانت خديجة عمته وكان / الزبير ابن عمه " وقال / الذهبي أيضا : أن / الزبير قال : " كان حكيم شديد الأدمة خفيف اللحم ".
و / الزبير بن العوام رضي الله عنه وأرضاه كان أسمر اللون وهو / الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب، أبو عبدالله أمه / صفية بنت عبدالمطلب بن عبد مناف رضي الله عنها وأرضاها وعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمته السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها كان خفيف اللحية أسمر اللون، كثير الشعر، طويلاً و / عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وأرضاه أيضا كان ذو بشرة سمراء فهو / عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة ذكر / الحافظ الذهبي أن ابن أبي الدنيا قال : " كان ابن الزبير آدم نحيفا ليس بالطويل ".
كان / طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه وأرضاه أسمر اللون كذلك هو / طلحة بن عبيدالله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي التيمي المكي قال / أبو عبدالله بن مندة : " كان طلحة رجلا آدم كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط حسن الوجه " وأبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه كذلك كان أسمر اللون وهو من قبيلة غفار القبيلة المشهورة التي تنحدرمن كنانة وأبو ذر هو الذي عير / بلال بن رباح بأمه قال / مكحول : " حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة نحيفاً طُوالاً أجنأ له شعر كثير وخفيف العارضين به شمط كثير وكان لا يغير وأما صفة أبو ذر فعن / ابن بريدة قال : " لما قدم / أبو موسى لقي / أبا ذر فجعل / أبو موسى يكرمه وكان / أبو موسى قصيرا خفيف اللحم وكان / أبو ذر رجلا أسود كث الشعر فيقول / أبو ذر إليك عني ويقول / أبو موسى مرحبا بأخي فيقول لست بأخيك إنما كنت أخاك قبل أن تلي " وقال / حميد بن هلال حدثني / الأحنف بن قيس قال : قدمت المدينة فدخلت مسجدها فبينما أنا أصلي إذ دخل رجل طوال آدم أبيض الرأس واللحية محلوق يشبه بعضه بعضا فاتبعته فقلت : من هذا ؟ قالوا / أبو ذر قال / أبو ذر حاكيا قصة سبه لــ / بلال : " كان بيني وبين صاحب لي ( بلال ) كلام وكانت أمه أعجمية فنلت منها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ساببت فلانا قلت : نعم قال : ذكرت أمه قلت : من ساب الرجال ذكر أبوه وأمه فقال إنك امرؤ فيه جاهلية " وهذه فقط أمثلة يسيرة لبعض العرب الأصليين من أهل تهامة والذين وصفوا بسمار البشرة و لو أردت أن أذكر كل عربي محض كان ذا بشرة سمراء لما استطعت لأن عددهم لا يحصى .
عن / عمر بن شرحبيل قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتني أردفت غنم سود ثم أردفتها غنم بيض حتى ما ترى السود فيها فقال : أبو بكر يا رسول الله أما الغنم السود فإنها العرب يسلمون ويكثرون والغنم البيض الأعاجم يسلمون حتى لا يرى العرب فيهم من كثرتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك عبرها الملك سحرا " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ) هذا والله يحفظكم ويراعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
لقد سمي أبينا اّدم عليه السلام لأدمته وهو اللون الحنطي المتوسط بين السمار الفاحم والأبيض الباهق والعرب تسمي الإيهاب ( الجلد ) بعد الدبع أديما وكلكم يعرف القربة التي يشرب منها الماء فإذا صارت شنا أي يابسة فهي بلون أبينا اّدم عليه السلام والأدمة هي الصفة الحقيقية للعرب الأصليين في الجزيرة العربية ولم يوصف بالبياض منهم إلا ربات الحجول المخدرات النساء لعدم تعرضهن الكثير لأشعة الشمس والتي تؤثر بطبيعة البشرة إلى اللون الأديم أما الرجال فبسبب تعرضهم الدائم لأشعة الشمس فقد تغيرت ألوانهم إلى الأدمة والإنسان ابن بيئته فمن قضى الصيف بصحراء الدهناء مع إبله فالأصل أنه أديم شديد الأدمة أي مثل القربة إذا رشت بالماء من الخارج أما من قضاه تحت المكيفات فهو إلى البياض المعتدل أقرب مع أدمته أي لون جلد العرب وليس لون العربي في جنات الشام الشمالية بمثل لون العربي بصحراء السودان أو مالي أو موريتانيا حيث الحر الشديد وإعتماد أشعة الشمس على خط الإستواء وشدتها بقربه ويجمع بينهما رسمة الشفة العليا العربية تحت الأنف على شكل الرقم سبعة مع اختلاف يسير بين الناس فيها وشكل الأنف العربي أما ذو الشفة المتهدلة الكبيرة غير ذات الرسمة المذكورة فزنجي وكذلك الأنف الأفطس وسيع المنخرين بالعرض على غير هية العرب فزنجي وفي الوقت الحاضر ومع الراحة التامة وانتشار التكييف تغيرت ألوان الرجال قليلا إلى أدمة أفتح مما كان عليهم أسلافهم ومما كان العرب القدامى يصفون به أنفسهم ما روى / زيد بن أسلم : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا وقصها على أصحابه، فقال رأيت غنما سوداء خالطتها غنم بيض، فتأولتها أن العجم يدخلون الإسلام فيشركونكم في أنسابكم، وأموالكم، فتعجبوا من ذلك، فقال : العجم يدخلون بلادنا يا رسول الله !! فقال : أي، والذي نفسي بيده لو أن الدين تعلق بالثريا لنالته رجال من العجم، وأسعدهم به أهل فارس " والعرب يطلق عليهم السواد لا لسواد بشرتهم بل لتوسطها في اللون والمنطقة كما يطلق على شمال العراق السواد لاخضرار أرضها وهذا ومن الاستعمالات المجازية العربية .
وقال / وكيع في تفسيره لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأن تلد الأمة ربتها " يعني تلد العجم العرب ولو سئل أحد عن صفة العربي المحض فلا شك بأنه سيجيب بذي لون قمحي وشعر ناعم ومسترسل تماما مثل أغلبية العرب الذين نراهم اليوم أما لو سئل عن العربي ذو البشرة السوداء فسيجيب بأنه مختلط بــ " الأفارقة " وإن مما يجب معرفته أن الغالب على ألوان العرب الأصليين كان السمار القمحي المسمى في حفائظ النفوس السابقة حنطي نسبة إلى الحنطة وهو لون الغالب من أديم أرضهم التي لها تأثير مباشر على ألوانهم فلو نظرنا لأهل الحرة مثلا لوجدناهم أشد سمارا من أهل نجد وكذلك أهل تهامة وعرب خط الإستواء وكان ذلك دليلا على صحة انتسابهم للعرب مع أدلة أخرى مثل رسم الشفتين والمنخرين وقصبة الأنف وغيرها وإذا وصفت أحدا وقلت : أنه " رجل آدم " فالعديد لن يفهم ما الذي قصدته بكلمة " آدم " إن هذه الكلمة كانت كثيرة الاستعمال عند العرب قديما ولكن مع شديد الأسف فقد أصبحت غير معروفة اليوم إلا لقلة قليلة من الناس أليس من الغريب أن تكون كلمة " آدم " غير معروفة وبها سمي أبونا آدم عليه السلام ؟ إن كلمة " آدم " تعني حنطي اللون وشديد الأدمة " تعني شديد السواد قال / الثعالبي في كتابه فقه اللغة : " فإذا زاد سواد الإنسان على السمرة فهو آدم " وقال العلامة في التفسير والحديث والفقه والأصول واللغة أبو السعادات / مجد الدين المبارك بن محمد بن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث والأثر : " الأدمة في الناس هي السمرة الشديدة " قال / ابن منظور في لسان العرب : " واختلف في اشتقاق اسم آدم فقال / بعضهم : سمي آدم لأنه خلق من أدمة الأرض، وقال / بعضهم : لأدمة ( سمار اللون ) جعلها الله تعالى فيه " قال / الخازن : " سمي ( أبونا آدم ) آدم لأنه خلق من أديم الأرض ( وجه الأرض ) وقيل : لأنه كان آدم اللون " فهذا القول الأخير يوافق قول الله تعالى : " لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون " قال / القرطبي في تفسيره : " الحمأ الطين الأسود " وقالا / المحلي و / السيوطي في تفسيرهما تفسير الجلالين : " حمأ طين أسود " وقال / الطبري في تفسيره : " أما قوله ' من حمأ مسنون ' فإن الحمأ جمع حمأة و هو الطين المتغير إلى السواد " وقال / الشوكاني في تفسيره : " والحمأ الطين الأسود المتغير أو الطين الأسود من غير تقييد بالمتغير " قال / البيضاوي في تفسيره : " من حمأ والحمأ الطين الأسود " وقال / البغوي في تفسيره : " والحمأ الطين الأسود " وقال / البغوي أيضا : " وفي بعض الآثار : إن الله عز وجل خمر طينة آدم وتركه حتى صار متغيرا أسود، ثم خلق منه آدم عليه السلام " قال / الجوهري : " قيل : ( إن أبونا آدم ) سمي بآدم من أدمة ( سمار اللون ) جعلت فيه ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفه لموسى عليه السلام : " ورأيت موسى أسحم آدم " وإذا لم نفهم كلمة " آدم " فكيف نفهم قول رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟ وكلمة " أسحم " في الحديث تعني سمار أكثر من الأدمة قال / ابن منظور في كتابه لسان العرب : " السحم والسحام والسحمة ( تعني ) السواد وقال / الليث : " السحمة سواد كلون الغراب الأسحم، و كل أسود أسحم ".
ولا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصف موسى عليه السلام بدون سبب أو لمجرد الكلام لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى لماذا لا نفهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وكلمة " أصفر " كذلك أوشكت أن تكون مجهولة المعنى والعرب كانت تسمي الأسمر " أصفر " قال / ابن منظور في كتابه لسان العرب : "والصفرة أيضا السواد " وقال الفراء في قوله تعالى : " كأنه جمالت صفر " قال : الصفر سود الإبل " ويقول صاحب القاموس المحيط / مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي : " إن الصفرة هي السواد من الأضداد " وقال / الجوهري في الصحاح : " وربما سمت العرب الأسود أصفر " قال / الأعشي :-
تلك خيلي منه وتلك ركابي
= هن صفر أولادها كالزبيب
وكذلك كلمة أصفر تحمل معنى أسمر في الحديث التالي : " قال / ابن دأب : فأخبرني صالح بن كيسان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله : هل أنكر عليه أحد ما صنع ؟ فقال : نعم، رجل أصفر ربعة ورجل أحمر طويل فقال / عمر : أنا والله يا رسول الله أعرفهما، أما الأول فهو ابني وصفته، وأما الثاني فهو / سالم مولى أبي حذيفة وكان خالد قد أمر كل من أسر أسيرا أن يضرب عنقه، فأطلق / عبدالله بن عمر و / سالم مولى أبي حذيفة أسيرين كانا معهما " ومن المعروف أن عبدالله بن عمر كان أسمر اللون قال / أبو اسحاق السبيعي : " رأيت ابن عمر آدم جسيما إزاره إلى نصف الساقين " كما نرى فقد وصف ابن عمر بأصفر في الحديث الأول وبآدم في الحديث الثاني لأن كلمة أصفر تعني أسمر .
وكلمة أخرى كانت تستعملها العرب قديما هي كلمة " أدلم " هذه الكلمة تعني الطويل الشديد السواد قال / ابن منظور في لسان العرب : " الأدلم الشديد السواد من الرجال والأسد والحمير والجبال والصخر " وقال / ابن منظور أيضأ : " وفي الحديث : أميركم رجل طوال أدلم، " الأدلم الأسود الطويل، ومنه الحديث : " فجاء رجل أدلم فاستأذن النبي صلى الله عليه و سلم، قيل : هو عمر بن الخطاب " ويذكر / ابن منظور أن صاحب التهذيب / محمد بن أحمد بن طلحة الأزهري قال : " الأدلم من الرجال الطويل الأسود " قال / ابن منظور : " قيل أن بني ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر سموا ديلما لدغمة في ألوانهم ويقال هم ضبة لأنهم أو عامتهم دلم ".
وكلمة " أبيض " كانت تحمل معنى اّخر في الماضي أما اليوم فإذا قرأ أحد وصف شخص بالبياض فسيفهم من الكلمة اللون الفاتح المعروف في هذا العصر ولكن كانت العرب تقصد شيء اّخر عندما تصف أحدا بأبيض اللون والدليل على ذلك قول / الحافظ الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء : " أن العرب إذا قالت فلان أبيض فإنهم يريدون الحنطي اللون بحلية سوداء " وحلية الإنسان هي ما يرى من لونه أو مظهره إذا ظاهر الإنسان الذي كان يوصف بالأبيض هو السمار . لذا نجد أنه ربما يوصف أحد أحيانا باللون الأبيض وأحيانا باللون الآدم أو اللون الأسمر لأن العرب كانت تقصد باللون الأبيض " الحنطي اللون بحلية سوداء " والراحة التامة في زماننا هذا أنقصت تأثير المناخ في اللون فازداد البياض عن الأسلاف لذلك ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبيض اللون وكذلك ورد أنه كان أسمر اللون قال / أبو أمامة الباهلي : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أبيض تعلوه حمرة " وقالا / سعيد بن منصور و / خلف بن الوليد أخبرنا / خالد بن عبدالله عن / حميد عن / أنس بن مالك قال : " كان رسول الله صلى عليه وسلم أسمر وما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب ريحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأيضا الحديث الذي في الجامع الصحيح للترمذي : حدثنا / حميد بن مسعدة حدثنا / عبدالوهاب الثقفي عن / حميد عن / أنس قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الجسم أسمر اللون وكان شعره ليس بجعد ولا سبط " اللون الأبيض المذكور في هذه الأحاديث ليس اللون الأبيض الذي نقصده اليوم .
أما إذا أرادت العرب اللون الذي نقصده اليوم عندما نقول : أبيض فإنهم لا يقولون أبيض بل يقولون أحمر قال / الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : " في الحديث رجل أحمر كأنه من الموالي يريد القائل أنه في لون الموالي الذين سبوا من نصارى الشام والروم والعجم " قال / امنظور في لسان العرب : " الحمراء العجم لبياضهم ولأن الشقرة أغلب الألوان عليهم، وكانت العرب تقول للعجم الذين يكون البياض غالبا على ألوانهم مثل الروم والفرس ومن صاقبهم أنهم الحمراء " وقال أيضأ : " العرب إذا قالوا فلان أحمر وفلانة حمراء عنوا بياض اللون، والعرب تسمي الموالي الحمراء " قال / هشام بن محمد أن / عوانة بن الحكم أخبره أن / المغيرة بن شعبة سأل أعرابي من بني تيم الله بن ثعلبة : " فما تقول في بني يشكر ؟ " فقال الأعرابي، " صريح تحسبه مولى بمنظره " قال / هشام: " لأن في ألوانهم حمرة ".
وهناك كلمة أخرى أوشكت أن تكون مجهولة المعنى وهي كلمة " أخضر " فقد كانت العرب تطلق كلمة " أخضر " على الأسود وقد ذكرنا بسواد العراق قال / ابن منظور في لسان العرب : " ويقال للأسود أخضر " وقال / الجاحظ : " السود عند العرب الخضر " وقبيلة خضر القبيلة العريقة المشهورة التي تنحدر من قيس ثم من مضر سميت خضر لسواد لونهم قال / أبو الفرج الأصفهاني في كتابه كتاب الأغاني : " والخضر ولد مالك بن طريف بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر وقال / صخر بن الجعد الخضري : سمي ولد مالك بن طريف الخضر لسوادهم و كان مالك شديد الأدمة وخرج ولده إليه فقيل لهم الخضر والعرب تسمي الأسود الأخضر " وقال / ابن منظور في لسان العرب : " وخضر ( قبيلة ) غسان وخضر ( قبيلة ) محارب، يريدون سواد لونهم " كانت العرب تفخر بسمار لونها لأنه كان دليلا على خلوص نسبها يذكر / الجاحظ : أن / المحاربي قال وهو يفخر بأنه من الخضر : " في خضر قيس نماني كل ذي فخر " وقال / الجاحظ أيضا : " وخضر غسان بنو جفنة الملوك قال / الغساني :-
إن الخضارمة الخضر الذين ودوا
= أهل البريص نماني منهم الحكم
وقال / ابن منظور : " ومثله قول / معبد بن أخضر وكان ينسب إلى أخضر ولم يكن أباه بل كان زوج أمه وإنما هو / علقمة المازني :-
سأحمي حماء الأخضريين
= أبى الناس إلا أن يقولوا ابن أخضرا
وهل لي في الحمر الأعاجم نسبة
= فآنف مما يزعمون وأنكرا
والفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبدالعزى بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف كان يفخر بسماره حين قال :-
أنا الأخضر من يعرفني
= أخضر الجلدة في بيت العرب
من يساجلني يساجل ماجدا
= يملأ الدلو إلى عقد الكرب
إنما عبد مناف جوهر
= زين الجوهر عبدالمطلب
كل قوم صيغة من فضة
= وبنو عبد مناف من ذهب
نحن قوم قد بنى الله لنا
= شرفا فوق بيوتات العرب
بنبي الله وابنى عمه
= وبعباس بن عبد المطلب
ذكر / ابن منظور في لسان العرب أن صاحب التهذيب قال : " في هذا البيت قولان أحدهما : أنه أراد أسود الجلدة قاله / أبو طالب النحوي وقد ذكرنا ذلك لأهل الحرة وتهامة وقيل : أراد أنه من خالص العرب وصميمهم لأن الغالب على ألوان العرب الأدمة " وقال / ابن منظور أيضا : قال / ابن بري : " نسب الجوهري هذا البيت للهبي وهو / الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب وأراد بالخضرة سمرة لونه وإنما يريد بذلك خلوص نسبه وأنه عربي محض لأن العرب تصف ألوانها بالسمار وتصف ألوان العجم بالحمرة " قال / المبرد : " المراد بقوله وأنا الأخضر أي الأسمر والأسود والعرب كانت تفتخر بالسمرة والسواد وكانت تكره الحمرة والشقرة وتقول : إنها من ألوان العجم " كذلك قول / مسكين الدارمي : " مسكين " لقبه واسمه ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبدالله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم خطب مسكين فتاة من قومه فكرهته لسمار لونه وقلة ماله، وتزوجت بعده رجلا من قومه ذا يسار ليس له مثل نسب مسكين، فمر بهما مسكين ذات يوم و تلك المرأة جالسة مع زوجها وقال :-
أنا مسكين لمن يعرفني
= لوني السمرة ألوان العرب
وكانت العرب تصف ألوانها بالسمرة و كانت تفخر بها وقال / ابن منظور : " ألوان العرب السمرة والأدمة إلا قليلا " وأما في ما يتعلق بصفة شعر العرب الأصليين فقد قال / ابن منظور : " الجعد إذا ذهب به مذهب المدح فله معنيان مستحبان : أحدهما أن يكون معصوب الجوارح شديد الأسر والخلق غير مسترخ ولا مضطرب، والثاني أن يكون شعره جعدا غير سبط لأن سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس وجعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب، فإذا مدح الرجل بالجعد لم يخرج عن هذين المعنيين ".
وهذه بعض النماذج لوصف بعض أشراف العرب وسوف أبدأ بــ / علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وأحفاده قال / جلال الدين السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء : " وكان علي ( ابن أبي طالب ) شيخا، سمينا، أصلع، كثير الشعر، ربعة إلى القصر، عظيم البطن، عظيم اللحية جدا، قد ملأت ما بين منكبيه، بيضاء كأنها قطن، آدم شديد الأدمة " وقال / ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى : " أخبرنا / محمد بن عمر قال : أخبرنا / أبو بكر بن عبدالله بن أبي سبرة عن / اسحاق بن عبدالله بن أبي فروة قال : سألت / أبا جعفر محمد بن علي قلت : ما كانت صفة علي ( ابن أبي طالب ) قال رجل آدم شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما ذو بطن أصلع إلى القصر أقرب " هذه صفة / علي بن أبي طالب الهاشمي الأبوين، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف أحفاد / علي بن أبي طالب أيضأ بسمار اللون فقد قال / الحافظ الذهبي في كتابه العبر في خبر من غبر : " وكان ( محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ) شديد الأدمة ضخما فيه تمتمة " نعم فقد كان محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أسمر اللون وكان معروفا بأنه من أشرف العرب وكان يقال له : صريح قريش، لأن أمه وجدّاته لم يكن فيهن أم ولد .
ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان أسمر اللون كذلك كان شقيقه / موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فقد جاء في كتاب الأغاني للأصفهاني : أن / الزبير بن بكار قال : " كان موسى آدم شديد الأدمة " كذلك كان شقيقه الآخر / يحي بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب آدم اللون وكل هؤلاء أشقاء لإدريس الأول الذي بناء مدينة فاس بالمغرب وهو / إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وهذا محمد بن عبدالله كان له ولد اسمه الحسن ويذكر / ابن حزم في كتابه جمهرة أنساب العرب أن / الحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان يلقب أبا الزفت لشدة سمرته كذلك وصف / محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسمار اللون ووصف أبوه علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسواد اللون أيضا ووصف موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسواد اللون ووصف جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بأدمة اللون ووصف محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسمرة اللون وجعودة الشعر ووصف أيضا زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسمرة اللون وكما ذكر آنفا، وصف / علي بن أبي طالب بالأدمة الشديدة هؤلاء هم الأشراف / علي بن أبي طالب وأحفاده، وكانوا ذووا بشرة سمراء .
وممن وصف بسمرة البشرة / سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه خال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال / الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : عن / اسماعيل بن محمد بن سعد قال : " كان سعد جعد الشعر أشعر الجسد آدم أفطس طويلا " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ذات يوم إذ أقبل خاله / سعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا خالي فليرني امرؤ خاله " و / حكيم بن حزام رضي الله عنه وأرضاه الذي كان من سادات قريش كان ذو بشرة سمراء أيضا و / حكيم بن حزام ابن أخ / خديجة بنت خويلد رضي الله عنهاوأرضاها وهو / حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب أبو خالد القرشي الأسدي قال فيه / الذهبي : " كان من أشراف قريش وعقلائها ونبلائها وكانت خديجة عمته وكان / الزبير ابن عمه " وقال / الذهبي أيضا : أن / الزبير قال : " كان حكيم شديد الأدمة خفيف اللحم ".
و / الزبير بن العوام رضي الله عنه وأرضاه كان أسمر اللون وهو / الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب، أبو عبدالله أمه / صفية بنت عبدالمطلب بن عبد مناف رضي الله عنها وأرضاها وعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمته السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها كان خفيف اللحية أسمر اللون، كثير الشعر، طويلاً و / عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وأرضاه أيضا كان ذو بشرة سمراء فهو / عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة ذكر / الحافظ الذهبي أن ابن أبي الدنيا قال : " كان ابن الزبير آدم نحيفا ليس بالطويل ".
كان / طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه وأرضاه أسمر اللون كذلك هو / طلحة بن عبيدالله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي التيمي المكي قال / أبو عبدالله بن مندة : " كان طلحة رجلا آدم كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط حسن الوجه " وأبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه كذلك كان أسمر اللون وهو من قبيلة غفار القبيلة المشهورة التي تنحدرمن كنانة وأبو ذر هو الذي عير / بلال بن رباح بأمه قال / مكحول : " حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة نحيفاً طُوالاً أجنأ له شعر كثير وخفيف العارضين به شمط كثير وكان لا يغير وأما صفة أبو ذر فعن / ابن بريدة قال : " لما قدم / أبو موسى لقي / أبا ذر فجعل / أبو موسى يكرمه وكان / أبو موسى قصيرا خفيف اللحم وكان / أبو ذر رجلا أسود كث الشعر فيقول / أبو ذر إليك عني ويقول / أبو موسى مرحبا بأخي فيقول لست بأخيك إنما كنت أخاك قبل أن تلي " وقال / حميد بن هلال حدثني / الأحنف بن قيس قال : قدمت المدينة فدخلت مسجدها فبينما أنا أصلي إذ دخل رجل طوال آدم أبيض الرأس واللحية محلوق يشبه بعضه بعضا فاتبعته فقلت : من هذا ؟ قالوا / أبو ذر قال / أبو ذر حاكيا قصة سبه لــ / بلال : " كان بيني وبين صاحب لي ( بلال ) كلام وكانت أمه أعجمية فنلت منها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ساببت فلانا قلت : نعم قال : ذكرت أمه قلت : من ساب الرجال ذكر أبوه وأمه فقال إنك امرؤ فيه جاهلية " وهذه فقط أمثلة يسيرة لبعض العرب الأصليين من أهل تهامة والذين وصفوا بسمار البشرة و لو أردت أن أذكر كل عربي محض كان ذا بشرة سمراء لما استطعت لأن عددهم لا يحصى .
عن / عمر بن شرحبيل قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتني أردفت غنم سود ثم أردفتها غنم بيض حتى ما ترى السود فيها فقال : أبو بكر يا رسول الله أما الغنم السود فإنها العرب يسلمون ويكثرون والغنم البيض الأعاجم يسلمون حتى لا يرى العرب فيهم من كثرتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك عبرها الملك سحرا " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ) هذا والله يحفظكم ويراعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .