مصطفى سليمان أبوالطيب الأربعاء يناير 23, 2019 8:09 am
أما تعدد مواطن هذه القبائل فإنه يعود إلى خاصية النجوع والارتحال الذي تميزت به إضافة إلى الأزمات التي تتعرض لها القبائل من حين لآخر، مما يدفع بها إلى هجرة مواطنهم، وفي الأغلب أن الهجرة تكون لأسباب اقتصادية إلا أنها تأخذ في بعض الأحيان طابع سياسي.
أسباب هجرة القبائل الهلالية إلى تونس
إن النزوح والانتجاع والإرتحال ضرورة تفرضها طبيعة البيئة التي تكيفت معها نفسية هذه القبائل العربية وأصبح يطبع كيانها، وكان تنقل القبائل لأسباب ضرورية ولظروف قاسية فرضتها قسوة البيئة إضافة إلى الطبيعة القبلية المقاتلة التي كانت تلك المجموعات تتميز بها. كما أن انتشار العرب في الأرض من جزيرتهم كانت في فترات متقدمة، وارتبط الانتشار بالعديد من الأسباب منها الفتح الإسلامي، إذ خرج العرب ينشرون ديانتهم وأوغلوا في البلاد وفتحوا الأمصار. كما أنه “لم يكن زجر عمر ليوقف تيارهم فانساحوا في الأرض حتى نصبوا أعلامهم على ضفاف نهر الكنج شرقا وشواطئ المحيط الأطلسي غربا، وضفاف نهر لورا شمالا وأواسط إفريقيا جنوبا وملؤوا الأرض فتحا ونصرا، واحتلوا مدائن كسرى وقيصر وأقاموا في المدن"[96].
والقبائل التي نشرت الإسلام خارج الجزيرة العربية قبائل مضر وكذلك القبائل العدنانية والقحطانية وأشار إلى ذلك جرجي زيدان "والقبائل التي قامت بنصرة الإسلام ونشره قبائل مضر وأنصارها من العدنانية والقحطانية"[97]. وكان انتشار العرب بعد ظهور الإسلام بالمهاجرة، وكذلك هم هاجروا بأهلهم وخيامهم وأنعامهم حبا للعيش في البلاد العامرة، وعلى سبيل الذكر لا الحصر فقد هاجرت بطون من خزاعة إلى مصر والشام في صدر الإسلام وذلك بسبب جدب الأرض وقلة الأعشاب لحيواناتهم" وكذلك كانت تفعل العرب كلما أصابها جدب، حتى عرفت عندهم أعوام خاصة فيها يخرجون إلى مصر والشام وتلك الأعوام يسمونها أعوام الجلاء"[98].
أ) الأوضاع الاقتصادية في مصر في عهد المستنصر: (427 هـ ـ 487 هـ)
أبو تميم معد الملقب بالمستنصر بالله المولود سنة 420 هـ هو الخامس من خلفاء مصر من بني عبيد ولي الخلافة بعد موت أبيه الظاهر لإعزاز دين الله، وذلك في منتصف شعبان سنة 427 هـ وكان عمره يوم ولي الخلافة سبعة سنين وسبعة وعشرون يوما و"إمتد سلطان الفاطميين في القسم الأول من عهد المستنصر على بلاد الشام وفلسطين والحجاز وصقلية وشمال إفريقية وكان اسمه يذاع على كافة منابر البلاد الممتدة من الأطلسي غربا إلى البحر الأحمر شرقا"[99]. وبقي المستنصر بالله في الخلافة ستين سنة وأربعة أشهر وفي ظل خلافته لم تتمتع مصر طوال هذه المدة بالرخاء والطمأنينة غير مدة قصيرة، سرعان ما جرت فيها أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية أدت إلى تزعزع مركز الخلافة الفاطمية.
وعن المجاعات التي حدثت في عهد المستنصر بالله الفاطمي ينقل لنا الراضي دغفوس عن المقريزي "قد تخللتها مجاعات أعنف وأشد نذكر من بينها مجاعة سنة 444هـ 1052م ثم مجاعة 447هـ 1055م ومجاعة سنة 457هـ 1065م"[100]. وترجع أسباب تلك المجاعات حسب ما أورده المقريزي إلى "قصر مياه النيل منذ سنة 444هـ ثم قلة الغلات في المخازن التجارية آنذاك"[101] لقد ارتفعت الأسعار في خلافة المستنصر وخاصة خلال وزارة اليازوري ويرجع ذلك الغلاء إلى تراجع مياه النيل وخاصة سنة 444هـ وخلو المخازن السلطانية من التموين. فاشتدت الأزمة "وكان لعريف الخبازين دكان يبيع الخبز بها ومحاذيها دكان آخر لصعلوك يبيع الخبز بها ايضا، وسعره يومئذ أربعة أرطال بدرهم وثمن. فرأى الصعلوك أن خبزه قد كان يبرد فأشفق من كساده فنادى عليه أربعة أرطال بدرهم ليرغب الناس فيه فانثال الناس عليه حتى بيع كله لتسامحه، وبقي خبز العريف كاسدا فحنق العريف لذلك، ووكل به عونين من الحسبة أغرماه عشرة دراهم"[102].وعن أسباب مجاعة 444هـ فإنها تعود بصفة خاصة إلى القرارات التي اتخذها الوزير اليازوري وذكر ذلك المقريزي: "فلما مر قاضي القضاة أبو محمد اليازوري عن العرافة ودفع إلى الصعلوك ثلاثين رباعيا من الذهب فكاد عقله يختلط من الفرح، ثم عاد الصعلوك إلى حانوته فإذا عجنته قد خبزت فنادى عليها خمسة أرطال بدرهم فمال الزبون إليه وخاف من سواه من الخبازين برد أخبازهم فباعوا كبيعة فنادى ستة أرطال بدرهم فأدتهم الضرورة إلى إتباعه، فلما رأى إتباعهم له قصد نكاية العريف الأول وغيظه بما يرخص بسعر الخبر فاقبل يزيد رطلا رطلا والخبازون يتبعونه في بيعه خوفا من البوار حتى بلغ النداء عشرة أرطال بدرهم وانتشر ذلك في البلد جميعه وتسامع الناس به فتسارعوا إليه، فلم يخرج قاضي القضاة من الجامع إلى والخبز في جميع البلد عشرة أرطال بدرهم"[103]. و يبين ما سلف أثر النيل على الحياة المصرية وخاصة عند تراجعه وقصره وانعكاس ذلك على الاقتصاد والمجتمع المصري. فكلما قصر النيل تقل الحبوب وترتفع الأسعار فيعم الغلاء والمجاعة ويؤدي ذلك إلى تذمر اجتماعي ومن ثم فوضى سياسية. كما أن مصر شهدت وباء نكبت به وجميع الأمم الإسلامية وهو الممتد من 446 ـ 456هـ، فلقد أعدمت في ذلك الحين الأقوات مما اضطر الناس لأكل القطط والكلاب وأكل بعضهم بعضا، "حتى إنه جلا من مصر خلق كثير لما حصل بها من الغلاء الزائد عن الحد، والجوع الذي لم يعهد مثله في الدنيا، فإنه مات أكثر أهل مصر وأكل بعضهم بعضا"[104] "وليس أدل على الفوضى التي سادت مصر في ذلك العهد من تقلد أربعين وزيرا الوزارة في تسعة سنوات بعد قتل اليازوري في سنة 450هـ، ثم عاد القحط والغلاء وما أعقبه من الوباء والموت في سنة 459هـ، وظلت الحال كذلك إلى سنة 464هـ"
ومن خلال هذه الأزمات التي تعرضت لها مصر يتبين أن أسباب هجرة بني هلال وبني سليم إلى تونس كانت في جزء منها نتيجة الأزمة الاقتصادية التي عاشتها مصر في القرن الخامس للهجرة، خاصة إذا علمنا أن تلك القبائل كانت تقطن في الصعيد المصري وأن مورد رزقها زراعة الأرض، ويتحدث عن ذلك المقريزي "فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع ونظر إلى الصدقة من العشور فصرفها إليهم فإشتروا إبلا فكانوا يحملون الطعام إلى القلزم"[106]. وفي ظل التراجع المتتالي لمياه النيل وما نجم عنه من الانعكاسات السلبية على المستوى الزراعي، فإن تلك القبائل أصابتها المجاعة كغيرها وبذلك عادت إلى عادتها القديمة وهي قطع الطرق وأخذ أمتعة الناس.
وتعكس قيمة النقود، ضمنيا، الوضع الاقتصادي الذي كانت عليه مصر إبان الهجرة الهلالية إلى الغرب، ويتجلى الوضع الاقتصادي من خلال ارتفاع وانخفاض العملة، فزيادتها يدل على غناء الدولة ورفاهيتها، وبزيادة قيمة العملة تكسب الدولة ثقة الرعية وطاعتها وانصياعها لها، أما انخفاض العملة فيرمز إلى تدهور الحالة الاقتصادية في البلاد وينجر عنه تردي الأوضاع المعيشية للسكان وتنخفض رواتب الموظفين ويزيد مقدار الضرائب. وتبين دراسة الدكتور الراضي دغفوس لتطور الدينار أن الحد الأقصى له وصل 4,39 غرام سنة 451هـ 1059م وحدّه الأدنى الذي بلغ 2,90 غرام سنة 429هـ 1037م، ومن ناحية أخرى "فإن وزنه انحط إلى مستوى 3,88 غرام سنة 444هـ 1052م وهو وزن ضعيف بالنسبة للمعدل العام"[107]. كما شهد الدينار انخفاضا سنة 445هـ 1053م حيث وصل إلى 3,88 غرام، عقبه استقرار في الوزن فاستمر إلى حد سنة 451هـ 1059م حيث وصل وزنه إلى 4,39 غرام وبعد ذلك انحدر الوزن من جديد بداية من سنة 456هـ 1063م إذ بلغ 3,49 غرام وبقي الحال على ذلك.
وتزامنت هذه المجاعة ـ مجاعة 444هـ ـ مع هجرة بني هلال وبني سليم، تلك الهجرة التي تمت على مراحل وأخذت فترة زمنية وعن ذلك يقول عبد الرحمان قيقة “ومن أشد المحن التي أصابت مصر في القرن الخامس الهجري تلك المجاعة الهائلة التي إجتاحت مصر إبتداءا من سنة 444هـ ودامت سنوات عديدة، وكانت معاصرة لزحف بني هلال وغيرها من قبائل الأعراب المستوطنة في صعيد مصر، لم تغادر الضفة الشرقية لنهر النيل قاصدة إفريقية دفعة واحدة ولكن جماعات مدة عشرة سنوات على الأقل"[108].
وساهم النيل باعتباره النهر الوحيد الحيوي الذي يعبر مصر في التأثير على حياة الأهالي، وإن أثر النيل يتجلى من خلال تقلبات مياهه ويعرف عنه أن زيادته تكون في شدة الحر وعند نقص الأنهار الأخرى، وبداية نقصانه عند زيادة الأنهار وفيضانها، وأول زيادة لنهر النيل تكون من بداية يونيو، ومعدل الماء 16 ذراعا إذا ارتفع عن ذلك ذراعا كان العام خير وصلاح للسكان، وإذا ارتفع ذراعين فإنه يضر بالمزروعات، أما إذا نقص مردود النيل بذراعين عن المعدل المذكور يتضرر السكان بذلك. وهنالك معدل مثالي تصله مياه النيل ويكون بذلك الرخاء للسلطان والرعية ويتحدث المقريزي عن تقلبات مياه النيل وابن تغري، فهذا الأخير يبين لنا ارتفاع النيل وانخفاضه في عهد المستنصر بالذراع والأصابع[109]. وعن زيادة مياه النيل أيام الهجرة يمكن القول أنه في 440 هـ تساوي 17,17 ذراعا وفي سنة 441 هـ يساوي 17,9 ذراعا وفي سنة 442 هـ يساوي 17,16 ذراعا وفي سنة 443هت يساوي 17,12 ذراعا أما في سنة 444هـ يساوي 17,16 ذراعا. وكذلك الحال بالنسبة لسنة 452 هـ حيث بلغ 16,9 ذراعا، أما بين 440هـ والسنة المذكورة سابقا فإن مستوى المياه لم ينزل عن 17 ذراعا، وخلال هذه السنوات كانت الهجرة الهلالية قد بدأت من مصر إلى إفريقية. أي أنه هنالك توافق بين سنوات فيضان النيل ولا سيما سنة 441 هـ و444 هـ و446 هـ وسنوات الغلاء في مصر من ناحية، وسنوات انطلاق هجرة بني هلال وبني سليم إلى إفريقية من ناحية أخرى[110]. فخلال السنوات المذكورة حدثت المجاعات وأهمها مجاعة 444هـ ومجاعة 445هـ كما أنه خلال هذه السنوات أيضا انحدر وزن الدينار، فلقد كان وزنه سنة 438هـ يساوي 4,10 غرامات، وأصبح سنة 440 هـ يساوي 4,08 غرامات ليصل سنة 443هـ يساوي 4غرامات، بينما في شدة الأزمة التي مرت بمصر سنة 445هـ كان يساوي 3,88 غراما. ولتقابل هذه المعايير المادية للاقتصاد المصري (مياه النيل، وزن الدينار...) يتجلى لنا الدور الفعال الذي لعبه الوضع الاقتصادي في الهجرة الهلالية إلى تونس.
وإذا كان العامل الاقتصادي يعتبر من بين العوامل الهامة التي دفعت الهجرة الهلالية إلى تونس، فقد كان هناك عوامل أخرى كانت بمثابة المكمل والمتمم لهذا العامل منها العامل الديني والصراع بين الشيعة والسنة في العالم الإسلامي. فلقد أعلنت منطقة الحجاز استقلالها عن الدولة الفاطمية وأصبح أئمتها في خطبهم المنبرية يدعون للعباسيين، ولا سيما بعد أن عجز المستنصر بالله الفاطمي عن كساء الكعبة من جراء الأزمة الاقتصادية التي مرت بها مصر، ويصف لنا ابن التغري تلك القطيعة "وكل هذه الأشياء كان ابن حمدان سببها، ووافق ذلك انقطاع النيل، وضاقت يد أبي هاشم محمد أمير مكة بانقطاع ما كان يأتيه من مصر واخذ قناديل الكعبة وستورها وصفائح الباب والميزان"[111]. وعلى نمط هذه القطيعة سار الشمال الإفريقي، فقام بقطع الخطبة للمستنصر بالله الفاطمي في زمن المعز بن باديس في سنة 441هـ. هذه القطيعة من المشرق والمغرب ستربك المستنصر نفسيا إذا أضفنا إلى ذلك الأزمة الاقتصادية التي كان يتخبط فيها الحكم المصري، مما جعل الخليفة الفاطمي يشجع القبائل الهلالية على الهجرة إلى تونس. ولأن السلطان الفاطمي كان قبل قدومه إلى مصر يفكر في توحيد المغرب والمشرق تحت سلطانه، وفي حين غفلة وجد البلاط الفاطمي خصمه ـ العباسيين ـ قد كسب معركة الولاء. وليس الوضع الاقتصادي والصراع بين الشيعة والسنة هما السببان الرئيسيان وراء هجرة القبائل الهلالية إلى تونس، بل أن هناك خاصية افتقدتها هذه القبائل أثناء وجودها في الصعيد المصري وحشرها في منطقة معينة مخصصة للرعي والانتجاع. فنحن نعرف أن تلك القبائل من خاصيتها النجوع والارتحال، فبفقدانها لتلك الخاصية ستندفع إلى الهجرة خاصة وأنها أرغمت سابقا على الزراعة والتجارة ذلك النمط الذي لم تألفه طيلة رحلتها من الحجاز إلى الشام، وبذلك يكون هذا العامل مكملا للعوامل السالفة الذكر، وبذلك تكون العوامل كلها مجتمعة سببا في هجرة القبائل الهلالية إلى تونس.
ـ تدهور العلاقة بين الفاطميين والزيرين:
كان رحيل العبيديين إلى مصر بعد أن عمروا في تونس ولا سيما عاصمتهم المهدية التي أسسوها 303هـ 921م، ومن المهدية عم سلطان الفاطميين كامل الشمال الإفريقي تقريبا وأصبح الجميع يدين لهم ولو نظريا بالولاء وبعد ذلك أرادوا أن يكون لدعوتهم صدى عالميا، فتوجهوا إلى مصر خاصة بعد اتجاه قائد جيوشهم جوهر الصقلي إليها سنة 969م "وأسس الفاطميون عاصمة جديدة هي القاهرة وانتقلوا إليها سنة 972م"[112]. وكان رحيل الفاطميين إلى مصر في السنة المذكورة سابقا على أمل أن يتولوا زعامة العالم الإسلامي بعد افتكاك مصر من الدولة العباسيين. وانتقال الفاطميين من المغرب إلى المشرق وتأسيسهم لعاصمتهم الجديدة يعتبر منعرجا هاما في تاريخ إفريقية وكامل الشمال الإفريقي، وسيحدث في تلك المنطقة تغيرات على كافة الأصعدة خاصة على المستوى السياسي والديني والإجتماعي.
عندما انتقل الفاطميون إلى مصر سنة 972م سلموا أمر إفريقية إلى بلكين بن زيري بن مناد، وكان اختيار المعز لبني زيري يرتكز على موالاتهم للشيعة، فتم اختيار بلكين بن زيري بجميع إفريقية والمغرب، وفوض إليه أمر البلاد وإدارة شؤونها، وسماه يوسف وكناه أبو الفتوح ولقب سيف العزيز بالله يعني نزار بن معد[113]. وظل حكم إفريقية في يد بني زيري فبعد بلكين جاء ابنه المنصور، وبعد موت المنصور جاء ابنه بادين بن المنصور، وخلفه على الحكم ابنه المعز بن باديس، وكان هذا الأخير قد تولى السلطة وهو ابن ثمانية سنين، وفي صغره ترك أبوه تربيته لوزيره "كان المعز بن باديس صغيرا إذ ولي وهو ابن ثمانية أعوام، وقيل ابن سبعة أعوام، ربي في حجر وزير أبيه الحسن بن أبي الرجال، وكان ورعا زاهدا وكانت إفريقية كلها والقيروان على مذهب الشيعة. فحرص ابن أبي الرجال على تعليم المعز ابن باديس وتأديبه، ودله على مذهب مالك وعلى عقائد السنة والجماعة، والشيعة لا يعلمون ذلك ولا أهل القيروان"[114].
وكان لإعلان المعز اعتناقه لمذهب مالك بن أنس أثر طيب في نفوس أهل القيروان الذين كانوا يخفون مذهبهم السني، " ... وتمادى الأمر على ذلك حتى قطع أهل القيروان صلاة الجمعة فرارا من دعوتهم وتبديعا لإقامتها باسمائهم ـ أي العبيديين ـ
مرسلة بواسطة mourad derbali في 3:57 م ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة في Twitter
المشاركة في Facebook
المشاركة على Pinterest
موضوع: لمحة تاريخية عن الامازيغ في تونس
تعريف بسيط :
أول السجلات التاريخية الموجودة تشير إلى أن المناطق الداخلية التونسية كانت مأهولة قديما بقبائل بربرية، أما الساحل التونسي فقد قطنه الفينيقيون -الذين هاجروا من ساحل المتوسط الغربي- بدءا من القرن العاشر قبل الميلاد.
و يعتبر الأمازيغ الشعب الذي سكن شمال أفريقيا وغالب الأمم عليها منذ القدم . و البربر منشرون في المغرب العربي ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب و موريطانيا و النيجر و بوركينا فاسو و مصر و السودان و العديد من الدول الإفريقية الأخرى …
ترجع أقدم الكتابات عن الأمازيغ إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وهي كتابات وجدت عند المصريين القدماء. يعرف الأمازيغ في الفترات التاريخية بأسماء مختلفة منها الليبيون، النوميديون، الجيتوليون، المور، البربر، الأمازيغ.
أما في تونس فينتشر البربر في الجنوب مثل قابس و جربة و مدنين و تطاوين و في الشمال الغربي أيضا و هي المناطق الأكثر إنتشارا بالبربر بالإéضافة للعاصمة و العديد من المدن الأخرى .
اللغة :
اللغة البربرية و ليس كما هو متداول عند الكثيرين حيثوا يسمونها بالشلحة فالشلحة لهجة من اللغة البربرية مثل اللهجة التونسية لهجة من اللغة العربية .
أما اللغة البربرية فهي لغة قديمة قدم البربر ( تمازيغت ) و اختلف في اصلها فهناك من يقول أنها لغة حامية و البعض يقول أنها لغة سامية و البعض يقول إنها لا حامية و سامية .
بالنسبة للأمازيغ في تونس اللهجة المتكلم بها هي اللهجة الشاوية و هي لهجة متواجدة ايضا في الجزائر و في المجمل هناك 11 لهجة للغة البربرية تعتبر المعروفة أكثر من غيرها :
اللهجة السوسية (المغرب)
اللهجة الريفية (المغرب)
اللهجة الأطلسية (المغرب)
اللهجة القبائلية (الجزائر)
اللهجة الشاوية (الجزائر
اللهجة المزابية (الجزائر)
اللهجة الشناوية (الجزائر)
اللهجة الترقية (الجزائر، مالي، النيجر، ليبيا، بوركينا فاسو)
اللهجة الزوارية (ليبيا)
اللهجة النفوسية (ليبيا)
اللهجة الغدامسية
و اللهجة التونسية متأثر باللغة الأمازيغية فهناك العديد من الكلمات البربرية اللتي نستعملها في حياتنا اليومية بدون أن نعرف أنها كلمات بربرية مثال :
الكلمة العربية = مقابلها بالأمازيغية :
شارب = شْلاَغْم
فرحان = يــــَـزْهـــَــا ( نقول انسان زاهي بالعامية )
مجنون = يــــَهـــْــبـــَــلْ ( نقول مهبول بالعامية )
غبي = ذادَرْويـــــشْ ( نقول درويش بالعامية نقصد به مجنون او غبية او ماشابه )
بني = أقْهْويِ ( نقول مثلا سروال لونه ” قهوي” بالعامية )