الوحدة المحلية: درنكة
ومساكن مبنية بشكل تدريجي فوق هذا الجبل بشكل يأخذ النظر، وبالرغم من هذا الجمال الكبير، إلا أن أهالي هذه القرية يحيون على برك ومستنقعات الصرف الصحى النتنة منذ سنوات، وفى هذا الصدد التقت"الأسايطة" بعض سكان القرية ومسؤليها للوقوف على ماهية المشكلة وحقيقة الأمر.
الصرف الصحي
صلاح بدرى محمد، رجل بسيط ورب أسرة مكونة من عشرة أفراد ومن سكان العزبة البحرية بدرنكة والتى وصفها بأنها منطقة عشوائية فقيرة، يقول: منذ أقيمت محطة الصرف الصحى بدرنكة، وتم تشغيلها منذ عامين بدأت مأساتنا في العزبة، حيث تخدم المحطة القرية فقط، ولا تخدم بعض المناطق الأخرى مثل عزبتنا، وقبل تشغيل المحطة كنا نحصل على سيارات الكسح ببساطة، وبأسعار عادية جدا، أما بعد تشغيل المحطة قامت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسحب السيارت الخاصة بها، وصرنا نحصل على السيارة بعد عذاب.. فهى لا تأتى إلينا فور طلبها بل إنها تتأخر لأيام.
يضيف صلاح: المشكلة لدينا فاقت الحد لدرجة أن أحد جيراننا من أهل العزبة قام ببيع بيته ورحل، لأن بئر الصرف فى بيته يطفح باستمرار، ومنذ عشر سنوات مضت أكد مختصون أن العزبة لا يمكن أن يصلها الصرف الصحي لأن منسوبها منخفض عن القرية، ولذا فهى تحتاج إلى محطة صرف خاصة بها، ومن يومها ونحن نحاول فعل ذلك، إلى أن قدمنا طلب للدكتور كشك محافظ، أسيوط الحالى، فتم تحويل الطلب لشركة المياه والصرف الصحى ولرئيس مجلس المدينة فجاءنا الرد بأنه لا مانع فى حالة توفير قطعة أرض لإقامة المحطة عليها، وبالفعل قمنا بجمع تبرعات من الأهالى وصلت إلي200 ألف جنيه.
ويوضح صلاح: اشترينا قطعة الأرض، وطلبنا بتخصيصها من الوحدة المحلية، ورئيس مجلس إدارة شركة المياه والصرف الصحى، فجاء رد الشركة بأنها لا تمتلك الميزانية الكافية لعمل هذا المشروع، وبعدها أرسلت الشركة مهندسين مختصين لمعاينة المكان، وكانت المفاجأة أن المهندسين أكدوا أن المناسيب مضبوطة مع قرية درنكة، ويجوز توصيل العزبة بشبكة الصرف في بالقرية الأم، بشرط توفير مبالغ مالية للمقاول الذي سيقوم بذلك، ونحاول حاليا بيع قطعة الأرض التي اشتريناها للمحطة، لبدء مرحلة الربط بين العزبة والقرية، ونأمل في إنهاء مشكلة طفح المجاري في منازلنا في القريب.
العزبة البحرية
"المأساة أن هذه العزبة بها حوالى 130 منزلاً بإجمالي 2000 نسمة".. بهذه الكلمات وصف صلاح المصري حال أهالي العزبة البحرية، الذين يعانون من مشكلة طفح المجاري بالمنازل، ويقول: المشكلة هنا أن شركة المياه والصرف الصحى رفعت يديها وأخلت مسؤليتها، وقالت: إنها غير مختصة بالموضوع والمسؤلية هى مسؤلية مجلس المدينة، والحقيقة أن المجلس ليس لديه سيارات فالسيارات تابعة للشركة فماذا يفعل المجلس؟، وكان رد الشركة حينما قدمنا إليها الشكاوى أنها غير مسؤلة إلا عن المناطق التابعة لها أما المناطق التى لا يوجد بها صرف صحى بشكل رسمى فهى خارج اختصاصها، وكل ما نريد أن نعرفه نحن هذه المناطق تتبع أى جهة بالضبط؟ ومن المسؤول عن حل هذه الأزمة؟
أما أحمد محمود عبدالسميع، أمين الوحدة الحزبية لحزب الحرية والعدالة، يقول: مساكن درنكة والعزبة البحرية ومساكن السيول، من أكثر المناطق تضررا من عدم وجود صرف صحي بها، فالناس فى هذه المناطق تعيش على برك من مستنقعات الصرف الصحى، فالوضع هناك قائم على نظام الطرنشات التي أقامتها الجهات المسؤلة من حوالى عشر سنوات، فى محاولة لحل مشكلة الصرف في هذه الأماكن، ولكن اليوم تسببت فى أزمة كبيرة فصارت دائمة الطفح، وتحولت المسافات الموجودة بين العمارات السكنية فى منطقة المساكن إلى برك ومستنقعات، وقد تسببت في انتشار الأمراض، والروائح الكريهة، والمشكلة أن تلك الطرنشات خطر حقيقى على المنازل، فقد تتسبب فى انهيار بعضها، بل إن وضع المبانى المتدرج على الجبل يجعل البيوت الأعلى ترشح على البيوت فى الأسفل، مما ينذر بكارثة.
جحافل الناموس
ويشير محمد محمود النسر، من سكان منطقة الجبل، إلى أن أكبر مشكلتين يواجهان قرية درنكة هما المياه ومشكلة الصرف الصحى، ومنطقة الجبل كانت إحدى المناطق التى عانت من مشكلة الصرف الصحى، حيث كافحت مع المسؤلين من أجل إدخال الصرف الصحي للمنطقة، وفي بدابة الأمر أخبرني القائمون علي القرية أن منطقة الجبل منطقة غير صالحة لتوصيل الصرف الصحى لها، بالرغم أن هناك ميزانية كانت مخصصة لذلك قدرها 2 مليون جنيه فى 2005، ومن الواضح أن الشبكة كان من المفترض أن تصل إلى جميع مناطق قرية درنكة، ولكن تحجج المسؤلون وقتها بأنهم لا يستطيعون قطع الأسفلت، وبعد جهود مضنية تم توصيل الصرف الصحي لمنطقة الجبل.
ويضيف النسر أنه بالرغم من انتهاء المشكلة فى منطقتى، إلا أن هذا لا يكفى فهناك العديد من المناطق التى تسبح فى مستنقعات الصرف الصحى، وأهلها لايستطيعون العيش بسبب بشاعة الرائحة وجحافل الناموس، كما أنه قبل تشغيل شبكة الصرف كان سعر النقلة الواحدة بسيارة الكسح سبعة جنيهات ونصف، أما اليوم فقد قاربت علي الستين جنيها، مستنكرا ذلك بقوله:"هو يعنى الراجل البسيط يصرف على بيته ولا على عربيات الكسح"؟
روائح كريهة
حينما تقترب من مساكن درنكة أو مساكن السيول، تجتاح أنفك روائح نتنة، لا تقوى أن تشمها، بالرغم من حداثة المباني، حيث إن المسافات الفاصلة بين العمارات السكنية عبارة عن مستنقعات، تسبح فيها الحشرات والفطريات، وتلال من مخلفات المنازل، وبينما نحن واقفون فى ذهول نلتقط بعض الصور فوجئنا بسيدة تهرول نحونا رفضت ذكر اسمها تتلهف بشدة لأن نسمعها وقالت: "بالله عليكم شوفولنا حل إحنا خلاص هنموت ومحدش عامل لنا حاجة.. أرجوكم حد يساعدنا إحنا بقينا كلنا أمراض وتعبنا وخايفين على عيالنا.. ده كل يوم عيل عيان وواخدينه للمستشفى، وكل ما عربية كسح تيجى تقوم تشفط شوية ميه من على الوش وتسيب الباقى بريحته النتنة دى وتمشى والله ده حرام.. الميه بتطلع فوق الرصيف وممكن تيجي لغاية ركبة الشخص، ومواسير الشرب دخلت على مواسير الصرف، والدنيا كلها باظت واتلخبطت علي بعضيها".
علي بعد خطوات من السيدة التي قصت لنا مأسآتها مع الصرف الصحي، التقينا علاء محمود، أحد سكان عمارات السيول، والذى قال فى أسى: نحيا فى هذه المشكلة منذ أكثر من العامين، ولا تأتى إلينا سيارات الكسح بانتظام، ولو كانت تأتى بانتظام ما كنتم شاهدتهم هذا المنظر وكمية المياه النتنة والحشرات والفطريات التي تسبح فيها، كما أنه حين تأتى لا تنظف المكان تماما، ولكنها تقوم بشفط بعض المياه من علي السطح، وتظل المشكلة باقية كما هى، وفى كل يوم يفتك الناموس بنا وبأطفالنا.. نحن وصلنا لحد الغليان ولا نستطيع أن نحيا كآدميين، ولا نستطيع أن نستقبل ضيف فى بيوتنا فى ظل هذا الرائحة النتنة، وتلك المناظر البشعة، وكلما ذهبنا لمسؤل ألقى المشكلة على مسؤل آخر وشركة الصرف قالت هذا ليس اختصاصى فماذا نفعل وأين نذهب؟
رأى المسؤول
لمعرفة أين يذهب الأهالي وإلي من يتحدثون التقينا رفعت زين العابدين زهران، رئيس الوحدة المحلية لقرية درنكة، والذى أكد أن مشكلة الصرف الخاصة بمساكن درنكة تحت السيطرة، لأن هناك سيارات للكسح تنتقل إلى تلك المناطق بشكل دورى كل ثلاثة أيام لشفط مياه الصرف لحل المشكلة، والحمد لله لا توجد أية مشاكل، أما بالنسبة لعزبة الجبل فستحل مشكلتها وستصلها محطة الصرف الصحى في أقرب وقت، وذلك بالتنسيق مع شركة الصرف الصحي.
أما سليمان قناوى، رئيس مركز ومدينة أسيوط السابق، فقال إن هذا الأمر من اختصاص شركة المياه والصرف الصحى، وليس لدى مجلس المدينة أية سيارات للكسح، والشركة غير قادرة على السيطرة على المشكلة، وفى كل يوم نخاطب الشركة ونراسلها لحل مشكلة الصرف الصحي، وقريبا بإن الله سيتم إقامة محطة رفع للقضاء على تلك المشكلة بشكل نهائى.
مشاكل قرية درنكة لم تنته عند هذه الحد، فليست مشكلة الصرف وحدها هى التى يقاسى منها الأهالى، فهناك مشكلة المياه غير الصالحة للشرب، فعلى حد قول الأهالى، إن المياه بها رواسب، ورائحتها غير جيدة، ولونها مصفر، كما أن المياه دائمة الانقطاع ببعض المناطق لأيام متواصلة، بل إن منطقة الجبل شهدت انقطاع للمياه لمدة أربعة أشهر قبل ذلك، لدرجة أن الناس كانت تشترى المياه، والجركن وصل سعره وقتها خمسة جنيهات، ولقد ذكر أحمد عبد السميع ومحمد النسر أن القرية كان بها أربعة آبار مياه جوفية، ولكنهم جفوا جميعا، والغريب أن المسؤلين أقاموا محطة تحلية بتكلفة 3 مليون جنيه منذ عام 2009، بالرغم من أنه لاتوجد آبار أصلا، ومن يومها والمحطة لا تعمل، حتي إن المساجد وقت أزمة المياه كانت تذيع فى مكبرات الصوت "توضأوا فى بيوتكم لأن الجوامع ليس بها ماء"، وبالطبع لا يوجد فى بيوتنا مياه أصلا، فصرنا نتيمم ونحن فى القرن العشرين.
ولقد قام المسؤلون بتوصيل خط مياه لنا من مدينة أسيوط، وعشنا بسبب ذلك أفضل أيام حياتنا، ولكن سرعان ما قلت المياه وذابت الفرحة، وحينما حاولنا البحث عن السبب، وذهبنا إلى مدينة أسيوط لمعاينة المحبس المسؤل عن الخط وجدناه مغلق ومحتبس داخل الخرسانة التى بنيت فوقه ولا نعرف من الذى ارتكب ذلك الفعل، ناهيك عن مشكلة الخبز وعدم توافر الكمية المطلوبة للأهالى منه، بالرغم من تعدد المخابز بالقرية، فصار الأهالى يعتمدون على الرغيف فئة 25 قرشا من أجل توفير حاجتهم من الخبز، والسؤال الذي طرحه بعض الأهالي ماذا يفعل الرجل الذى يعيل أسرة تزيد عن العشرة أشخاص؟
هكذا سرد بعض أهالى درنكة قليلا من مشاكلهم، ولو تركنا لهم العنان لما كفت صفحات الجريدة تغطية المشاكل التي يعانون منها، وهم حاليا ينتظرون غد جديد لـ "درنكة" جديدة، فهل سيضفى المسؤلون الشرعية على هذا الحلم ليضحى حقيقة؟ أم أن مصر بعد الثورة مثل قبل الثورة "اسمع إن ناديت حيا ولا حياة لمن تنادي"!!
درنكة في سطور
الوحدة المحلية: درنكة
عددالسكان:70 ألف نسمة
المساحة:كيلو متر مربع تقريبا
المساحةالزراعية: 3 آلاف فدان، وتشتهر بزراعة الطماطم والخيار والبصل والفول
الحدود: من الجهة الشمالية مدينة أسيوط، ومن الجهة الجنوبية قرية دير درنكة ، ومن الجهة الشرقية طريق أسيوط - موشا الجديد، ومن الجهة الغربية جبل أسيوط الغربي
تضم: 8 مدارس إبتداتية، معهد أزهري لجميع المراحل، 4 مدارس إعدادية "مدرستان للبنات ومدرستان للبنين"، مدرسة ثانوية، مستشفى تكاملي، مكتب بريد بالقرية، نقطة شرطة, ومكتب تموين
تحتاجإلي :إنشاء مخابز إضافية أو زيادة حصة الدقيق، مدرسة ثانوية أخرى، وتوصيل خط مياه نظيف.
العائلات: الخطيب، أبوليفة، آل كريم، حميد، مطاوع، منصور، عزالدين، عليوة، عبدربه، قراعة، الدغار، علام، دوابة، النحالة، الملوش، أبودنقل، دده، السايح، أبوخرس، سيلمان، أبو طالب، عبدالخالق، دوشى، الدقيشى، مدكور، الخطابى، سويفى، رشوان، عطاالله، رفاعى، خلاّف، الشحات، الطويل، أبوحميد، جندية، بيت الأصفر، الملط، دريس، درويش، النسر وغيرها.
عددالسكان:70 ألف نسمة
المساحة:كيلو متر مربع تقريبا
المساحةالزراعية: 3 آلاف فدان، وتشتهر بزراعة الطماطم والخيار والبصل والفول
الحدود: من الجهة الشمالية مدينة أسيوط، ومن الجهة الجنوبية قرية دير درنكة ، ومن الجهة الشرقية طريق أسيوط - موشا الجديد، ومن الجهة الغربية جبل أسيوط الغربي
تضم: 8 مدارس إبتداتية، معهد أزهري لجميع المراحل، 4 مدارس إعدادية "مدرستان للبنات ومدرستان للبنين"، مدرسة ثانوية، مستشفى تكاملي، مكتب بريد بالقرية، نقطة شرطة, ومكتب تموين
تحتاجإلي :إنشاء مخابز إضافية أو زيادة حصة الدقيق، مدرسة ثانوية أخرى، وتوصيل خط مياه نظيف.
العائلات: الخطيب، أبوليفة، آل كريم، حميد، مطاوع، منصور، عزالدين، عليوة، عبدربه، قراعة، الدغار، علام، دوابة، النحالة، الملوش، أبودنقل، دده، السايح، أبوخرس، سيلمان، أبو طالب، عبدالخالق، دوشى، الدقيشى، مدكور، الخطابى، سويفى، رشوان، عطاالله، رفاعى، خلاّف، الشحات، الطويل، أبوحميد، جندية، بيت الأصفر، الملط، دريس، درويش، النسر وغيرها.
ومساكن مبنية بشكل تدريجي فوق هذا الجبل بشكل يأخذ النظر، وبالرغم من هذا الجمال الكبير، إلا أن أهالي هذه القرية يحيون على برك ومستنقعات الصرف الصحى النتنة منذ سنوات، وفى هذا الصدد التقت"الأسايطة" بعض سكان القرية ومسؤليها للوقوف على ماهية المشكلة وحقيقة الأمر.
الصرف الصحي
صلاح بدرى محمد، رجل بسيط ورب أسرة مكونة من عشرة أفراد ومن سكان العزبة البحرية بدرنكة والتى وصفها بأنها منطقة عشوائية فقيرة، يقول: منذ أقيمت محطة الصرف الصحى بدرنكة، وتم تشغيلها منذ عامين بدأت مأساتنا في العزبة، حيث تخدم المحطة القرية فقط، ولا تخدم بعض المناطق الأخرى مثل عزبتنا، وقبل تشغيل المحطة كنا نحصل على سيارات الكسح ببساطة، وبأسعار عادية جدا، أما بعد تشغيل المحطة قامت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسحب السيارت الخاصة بها، وصرنا نحصل على السيارة بعد عذاب.. فهى لا تأتى إلينا فور طلبها بل إنها تتأخر لأيام.
يضيف صلاح: المشكلة لدينا فاقت الحد لدرجة أن أحد جيراننا من أهل العزبة قام ببيع بيته ورحل، لأن بئر الصرف فى بيته يطفح باستمرار، ومنذ عشر سنوات مضت أكد مختصون أن العزبة لا يمكن أن يصلها الصرف الصحي لأن منسوبها منخفض عن القرية، ولذا فهى تحتاج إلى محطة صرف خاصة بها، ومن يومها ونحن نحاول فعل ذلك، إلى أن قدمنا طلب للدكتور كشك محافظ، أسيوط الحالى، فتم تحويل الطلب لشركة المياه والصرف الصحى ولرئيس مجلس المدينة فجاءنا الرد بأنه لا مانع فى حالة توفير قطعة أرض لإقامة المحطة عليها، وبالفعل قمنا بجمع تبرعات من الأهالى وصلت إلي200 ألف جنيه.
ويوضح صلاح: اشترينا قطعة الأرض، وطلبنا بتخصيصها من الوحدة المحلية، ورئيس مجلس إدارة شركة المياه والصرف الصحى، فجاء رد الشركة بأنها لا تمتلك الميزانية الكافية لعمل هذا المشروع، وبعدها أرسلت الشركة مهندسين مختصين لمعاينة المكان، وكانت المفاجأة أن المهندسين أكدوا أن المناسيب مضبوطة مع قرية درنكة، ويجوز توصيل العزبة بشبكة الصرف في بالقرية الأم، بشرط توفير مبالغ مالية للمقاول الذي سيقوم بذلك، ونحاول حاليا بيع قطعة الأرض التي اشتريناها للمحطة، لبدء مرحلة الربط بين العزبة والقرية، ونأمل في إنهاء مشكلة طفح المجاري في منازلنا في القريب.
العزبة البحرية
"المأساة أن هذه العزبة بها حوالى 130 منزلاً بإجمالي 2000 نسمة".. بهذه الكلمات وصف صلاح المصري حال أهالي العزبة البحرية، الذين يعانون من مشكلة طفح المجاري بالمنازل، ويقول: المشكلة هنا أن شركة المياه والصرف الصحى رفعت يديها وأخلت مسؤليتها، وقالت: إنها غير مختصة بالموضوع والمسؤلية هى مسؤلية مجلس المدينة، والحقيقة أن المجلس ليس لديه سيارات فالسيارات تابعة للشركة فماذا يفعل المجلس؟، وكان رد الشركة حينما قدمنا إليها الشكاوى أنها غير مسؤلة إلا عن المناطق التابعة لها أما المناطق التى لا يوجد بها صرف صحى بشكل رسمى فهى خارج اختصاصها، وكل ما نريد أن نعرفه نحن هذه المناطق تتبع أى جهة بالضبط؟ ومن المسؤول عن حل هذه الأزمة؟
أما أحمد محمود عبدالسميع، أمين الوحدة الحزبية لحزب الحرية والعدالة، يقول: مساكن درنكة والعزبة البحرية ومساكن السيول، من أكثر المناطق تضررا من عدم وجود صرف صحي بها، فالناس فى هذه المناطق تعيش على برك من مستنقعات الصرف الصحى، فالوضع هناك قائم على نظام الطرنشات التي أقامتها الجهات المسؤلة من حوالى عشر سنوات، فى محاولة لحل مشكلة الصرف في هذه الأماكن، ولكن اليوم تسببت فى أزمة كبيرة فصارت دائمة الطفح، وتحولت المسافات الموجودة بين العمارات السكنية فى منطقة المساكن إلى برك ومستنقعات، وقد تسببت في انتشار الأمراض، والروائح الكريهة، والمشكلة أن تلك الطرنشات خطر حقيقى على المنازل، فقد تتسبب فى انهيار بعضها، بل إن وضع المبانى المتدرج على الجبل يجعل البيوت الأعلى ترشح على البيوت فى الأسفل، مما ينذر بكارثة.
جحافل الناموس
ويشير محمد محمود النسر، من سكان منطقة الجبل، إلى أن أكبر مشكلتين يواجهان قرية درنكة هما المياه ومشكلة الصرف الصحى، ومنطقة الجبل كانت إحدى المناطق التى عانت من مشكلة الصرف الصحى، حيث كافحت مع المسؤلين من أجل إدخال الصرف الصحي للمنطقة، وفي بدابة الأمر أخبرني القائمون علي القرية أن منطقة الجبل منطقة غير صالحة لتوصيل الصرف الصحى لها، بالرغم أن هناك ميزانية كانت مخصصة لذلك قدرها 2 مليون جنيه فى 2005، ومن الواضح أن الشبكة كان من المفترض أن تصل إلى جميع مناطق قرية درنكة، ولكن تحجج المسؤلون وقتها بأنهم لا يستطيعون قطع الأسفلت، وبعد جهود مضنية تم توصيل الصرف الصحي لمنطقة الجبل.
ويضيف النسر أنه بالرغم من انتهاء المشكلة فى منطقتى، إلا أن هذا لا يكفى فهناك العديد من المناطق التى تسبح فى مستنقعات الصرف الصحى، وأهلها لايستطيعون العيش بسبب بشاعة الرائحة وجحافل الناموس، كما أنه قبل تشغيل شبكة الصرف كان سعر النقلة الواحدة بسيارة الكسح سبعة جنيهات ونصف، أما اليوم فقد قاربت علي الستين جنيها، مستنكرا ذلك بقوله:"هو يعنى الراجل البسيط يصرف على بيته ولا على عربيات الكسح"؟
روائح كريهة
حينما تقترب من مساكن درنكة أو مساكن السيول، تجتاح أنفك روائح نتنة، لا تقوى أن تشمها، بالرغم من حداثة المباني، حيث إن المسافات الفاصلة بين العمارات السكنية عبارة عن مستنقعات، تسبح فيها الحشرات والفطريات، وتلال من مخلفات المنازل، وبينما نحن واقفون فى ذهول نلتقط بعض الصور فوجئنا بسيدة تهرول نحونا رفضت ذكر اسمها تتلهف بشدة لأن نسمعها وقالت: "بالله عليكم شوفولنا حل إحنا خلاص هنموت ومحدش عامل لنا حاجة.. أرجوكم حد يساعدنا إحنا بقينا كلنا أمراض وتعبنا وخايفين على عيالنا.. ده كل يوم عيل عيان وواخدينه للمستشفى، وكل ما عربية كسح تيجى تقوم تشفط شوية ميه من على الوش وتسيب الباقى بريحته النتنة دى وتمشى والله ده حرام.. الميه بتطلع فوق الرصيف وممكن تيجي لغاية ركبة الشخص، ومواسير الشرب دخلت على مواسير الصرف، والدنيا كلها باظت واتلخبطت علي بعضيها".
علي بعد خطوات من السيدة التي قصت لنا مأسآتها مع الصرف الصحي، التقينا علاء محمود، أحد سكان عمارات السيول، والذى قال فى أسى: نحيا فى هذه المشكلة منذ أكثر من العامين، ولا تأتى إلينا سيارات الكسح بانتظام، ولو كانت تأتى بانتظام ما كنتم شاهدتهم هذا المنظر وكمية المياه النتنة والحشرات والفطريات التي تسبح فيها، كما أنه حين تأتى لا تنظف المكان تماما، ولكنها تقوم بشفط بعض المياه من علي السطح، وتظل المشكلة باقية كما هى، وفى كل يوم يفتك الناموس بنا وبأطفالنا.. نحن وصلنا لحد الغليان ولا نستطيع أن نحيا كآدميين، ولا نستطيع أن نستقبل ضيف فى بيوتنا فى ظل هذا الرائحة النتنة، وتلك المناظر البشعة، وكلما ذهبنا لمسؤل ألقى المشكلة على مسؤل آخر وشركة الصرف قالت هذا ليس اختصاصى فماذا نفعل وأين نذهب؟
رأى المسؤول
لمعرفة أين يذهب الأهالي وإلي من يتحدثون التقينا رفعت زين العابدين زهران، رئيس الوحدة المحلية لقرية درنكة، والذى أكد أن مشكلة الصرف الخاصة بمساكن درنكة تحت السيطرة، لأن هناك سيارات للكسح تنتقل إلى تلك المناطق بشكل دورى كل ثلاثة أيام لشفط مياه الصرف لحل المشكلة، والحمد لله لا توجد أية مشاكل، أما بالنسبة لعزبة الجبل فستحل مشكلتها وستصلها محطة الصرف الصحى في أقرب وقت، وذلك بالتنسيق مع شركة الصرف الصحي.
أما سليمان قناوى، رئيس مركز ومدينة أسيوط السابق، فقال إن هذا الأمر من اختصاص شركة المياه والصرف الصحى، وليس لدى مجلس المدينة أية سيارات للكسح، والشركة غير قادرة على السيطرة على المشكلة، وفى كل يوم نخاطب الشركة ونراسلها لحل مشكلة الصرف الصحي، وقريبا بإن الله سيتم إقامة محطة رفع للقضاء على تلك المشكلة بشكل نهائى.
مشاكل قرية درنكة لم تنته عند هذه الحد، فليست مشكلة الصرف وحدها هى التى يقاسى منها الأهالى، فهناك مشكلة المياه غير الصالحة للشرب، فعلى حد قول الأهالى، إن المياه بها رواسب، ورائحتها غير جيدة، ولونها مصفر، كما أن المياه دائمة الانقطاع ببعض المناطق لأيام متواصلة، بل إن منطقة الجبل شهدت انقطاع للمياه لمدة أربعة أشهر قبل ذلك، لدرجة أن الناس كانت تشترى المياه، والجركن وصل سعره وقتها خمسة جنيهات، ولقد ذكر أحمد عبد السميع ومحمد النسر أن القرية كان بها أربعة آبار مياه جوفية، ولكنهم جفوا جميعا، والغريب أن المسؤلين أقاموا محطة تحلية بتكلفة 3 مليون جنيه منذ عام 2009، بالرغم من أنه لاتوجد آبار أصلا، ومن يومها والمحطة لا تعمل، حتي إن المساجد وقت أزمة المياه كانت تذيع فى مكبرات الصوت "توضأوا فى بيوتكم لأن الجوامع ليس بها ماء"، وبالطبع لا يوجد فى بيوتنا مياه أصلا، فصرنا نتيمم ونحن فى القرن العشرين.
ولقد قام المسؤلون بتوصيل خط مياه لنا من مدينة أسيوط، وعشنا بسبب ذلك أفضل أيام حياتنا، ولكن سرعان ما قلت المياه وذابت الفرحة، وحينما حاولنا البحث عن السبب، وذهبنا إلى مدينة أسيوط لمعاينة المحبس المسؤل عن الخط وجدناه مغلق ومحتبس داخل الخرسانة التى بنيت فوقه ولا نعرف من الذى ارتكب ذلك الفعل، ناهيك عن مشكلة الخبز وعدم توافر الكمية المطلوبة للأهالى منه، بالرغم من تعدد المخابز بالقرية، فصار الأهالى يعتمدون على الرغيف فئة 25 قرشا من أجل توفير حاجتهم من الخبز، والسؤال الذي طرحه بعض الأهالي ماذا يفعل الرجل الذى يعيل أسرة تزيد عن العشرة أشخاص؟
هكذا سرد بعض أهالى درنكة قليلا من مشاكلهم، ولو تركنا لهم العنان لما كفت صفحات الجريدة تغطية المشاكل التي يعانون منها، وهم حاليا ينتظرون غد جديد لـ "درنكة" جديدة، فهل سيضفى المسؤلون الشرعية على هذا الحلم ليضحى حقيقة؟ أم أن مصر بعد الثورة مثل قبل الثورة "اسمع إن ناديت حيا ولا حياة لمن تنادي"!!
درنكة في سطور
الوحدة المحلية: درنكة
عددالسكان:70 ألف نسمة
المساحة:كيلو متر مربع تقريبا
المساحةالزراعية: 3 آلاف فدان، وتشتهر بزراعة الطماطم والخيار والبصل والفول
الحدود: من الجهة الشمالية مدينة أسيوط، ومن الجهة الجنوبية قرية دير درنكة ، ومن الجهة الشرقية طريق أسيوط - موشا الجديد، ومن الجهة الغربية جبل أسيوط الغربي
تضم: 8 مدارس إبتداتية، معهد أزهري لجميع المراحل، 4 مدارس إعدادية "مدرستان للبنات ومدرستان للبنين"، مدرسة ثانوية، مستشفى تكاملي، مكتب بريد بالقرية، نقطة شرطة, ومكتب تموين
تحتاجإلي :إنشاء مخابز إضافية أو زيادة حصة الدقيق، مدرسة ثانوية أخرى، وتوصيل خط مياه نظيف.
العائلات: الخطيب، أبوليفة، آل كريم، حميد، مطاوع، منصور، عزالدين، عليوة، عبدربه، قراعة، الدغار، علام، دوابة، النحالة، الملوش، أبودنقل، دده، السايح، أبوخرس، سيلمان، أبو طالب، عبدالخالق، دوشى، الدقيشى، مدكور، الخطابى، سويفى، رشوان، عطاالله، رفاعى، خلاّف، الشحات، الطويل، أبوحميد، جندية، بيت الأصفر، الملط، دريس، درويش، النسر وغيرها.
عددالسكان:70 ألف نسمة
المساحة:كيلو متر مربع تقريبا
المساحةالزراعية: 3 آلاف فدان، وتشتهر بزراعة الطماطم والخيار والبصل والفول
الحدود: من الجهة الشمالية مدينة أسيوط، ومن الجهة الجنوبية قرية دير درنكة ، ومن الجهة الشرقية طريق أسيوط - موشا الجديد، ومن الجهة الغربية جبل أسيوط الغربي
تضم: 8 مدارس إبتداتية، معهد أزهري لجميع المراحل، 4 مدارس إعدادية "مدرستان للبنات ومدرستان للبنين"، مدرسة ثانوية، مستشفى تكاملي، مكتب بريد بالقرية، نقطة شرطة, ومكتب تموين
تحتاجإلي :إنشاء مخابز إضافية أو زيادة حصة الدقيق، مدرسة ثانوية أخرى، وتوصيل خط مياه نظيف.
العائلات: الخطيب، أبوليفة، آل كريم، حميد، مطاوع، منصور، عزالدين، عليوة، عبدربه، قراعة، الدغار، علام، دوابة، النحالة، الملوش، أبودنقل، دده، السايح، أبوخرس، سيلمان، أبو طالب، عبدالخالق، دوشى، الدقيشى، مدكور، الخطابى، سويفى، رشوان، عطاالله، رفاعى، خلاّف، الشحات، الطويل، أبوحميد، جندية، بيت الأصفر، الملط، دريس، درويش، النسر وغيرها.