قرية السهريج التابعة لقرية بنى شقير لمركز منفلوط

أعد السيرة / أحمد طه الفرغلى

– حبيب الفقراء والمساكين – بنى اول مسجد بالقرية

– رجل المصالحات والخدمات بالقرية وعلى مستوى المركز


-أدى فريضة الحج سبعة مرات وتوفى بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع

” فى تاريخ البلاد صفحات خالدة لعائلات عريقة ورموز طيبة كان لها فضل إدارة تلك البلاد وأقامة المشروعات والمساجد بها والوقوف على مشاكلها وحلها وأشاعة اجواء الأمن والأمان وأنهاء المشاكل والخلافات فضلا على تمتعها بالوطنية وفضيلة الانتماء والولاء وغرس الحب بين افراد هذه البلاد لتسود المحبة ..وينتشر الأمن والأمان بين ربوع هذه البلاد وغرس القيم والاخلاق الحميدة لتنشئة جيل يعرف معنى القيم والمبادئ والاخلاق والأصول . ومن قرية السهريج التابعة لقرية بنى شقير لمركز منفلوط نشأت عائلة صالح بقرية السهريج التابعة لقرية بنى شقير بمركز منفلوط من أقدم وأعرق العائلات بالقرية وهى عائلة مشهورة وتتمتع بسيرة حسنة وطيبة ومن العائلات التى تتمتع بالأصالة .. أسس العائلة الشيخ محمد صالح امبارك أقدم عمدة للقرية منذ زمن بعيد والعائلة من العائلات ذات الثراء الواسع وتمتلك ما يزيد على مائة فدان أرض زراعية وحوالى خمسة ماكينات ارتوازى لرى الأراضى الزراعية بمختلف أحواض القرية .. وكان العمدة الحاج محمد صالح امبارح شخصية من طراز فريد وكان مشهودا له بالطيبة والصلاح وحسن التدين والاخلاق الكريمة وعرف عنه سعيه لأعمال الخير وعقد المصالحات وانهاء الخلافات بين ابناء القرية والقرى المجاورة .. وأقام قصرا لسكناه والعائلة حوالى عام 1904 ومازال باقيا حتى الآن بالرغم من أنشاء منازل حديثة الا أن مركز تجمع العائلة مازال بالقصر الذى بناه من قبيل الترابط الأسرى الذى أسسه المرحوم العمدة محمد صالح امبارك والذى قام بانشاء اول مسجد بالقرية مازال قائما حتى الآن تؤدى فيه الشعائر الدينية ويروى عنه أنه كان لا يقبل ان يعطى سائلا طلب منه مساعدة أمام الناس وكان ينهره ثم يشير إليه بأن ينتظره خلف قصره ويذهب إليه ويعطى له ما يريد من مساعده له دون أن يراه أحد أو يؤذى مشاعره .. أضافة إلى أنه كان لا يتوانى عن أقراض أى محتاج إلى مبالغ لعذر عائلى ويمده بما يحتاجه دون تحديد موعد للوفاء او مطالبته بالسداد حتى يتم قضاء مصلحته وتدبير المبلغ ويعطيه اليه متى شاء .. كما قدمت العائلة منزلا لها لأنشاء مدرسة ابتدائية بالقرية ولقد كانت أول مدرسة أقيمت بالقرية .. ويروى عنه أن خطيب المسجد الذى أنشاه بالقرية كان من أحدى القرى المجاورة يحضر يوم الجمعة لألقاء خطبة الجمعة ويحضر معه عددآ من أبناء قريته أضافة إلى المصليين من أبناء قرية السهريج وبعد انتهاء الصلاة يقوم العمدة محمد صالح بدعوة جميع الضيوف من قرية الخطيب لتناول طعام الغذاء بقصره كل يوم جمعة .. وكان حريصا على تأدية الفرائض واحكام الطعام خاصة فى شهر رمضان وكذلك تلاوة القرآن الكريم من بعض المقرئين بقصره خلال سهرات شهر رمضان .. كما كان يقوم بأحياء مولد العارف بالله الشيخ حسن السهريجى والذى يقع ضريحه خلف قصره بالسهريج لف سبعة أيام يتم فيها عقد الأركان وتلاوة القرآن الكريم وأحكام الطعام .. وكان من المشهور عنه مساعدة فقراء القرية الذين لا يملكون أرضا زراعية بتخصيص مساحة أرض لهم لزراعتهة وتربية بعض الماشية فيها لخلق حياة كريمة لهم وتدبير حياة اجتماعية لهم بدلا من البطالة وان لا يكون عالة على أحد ويعيشون ويأكلون من جهدهم وعملهم بهذه المساحة التى خصصها لهم .. كان العمدة محمد صالح مشهورا ومما يؤكد ذلك قيامه مع أعيان المحافظة بأسيوط ومحافظة المنيا وسوهاج وبعض المحافظات الأخرى بتهنئة جلالة الملك فى الكتاب الذى أعده خصيصا لهذا الغرض فى أحدى المناسبات وكان من ضمن الذين يعدون من اوائل من قاموا بتركيب التليفون الذى يحمل رقم 113 مسجلا فى دفتر التليفونات صفحة رقم 153 .. وقد أنجب العمدة محمد صالح أحدى عشر رجلا منهم الحاج صالح محمد صالح وتولى عمدية القرية بعد وفاة والده وكذلك نجله الحاج على محمد صالح أحد رجال السياسة بالمركز منذ نشاة الأتحاد القومى ثم الأتحاد الأشتراكى وكذلك نجله الحاج حلمى محمد صالح وتولى العمدية بعد شقيقه العمدة صالح وأبنه المهندس محمدين محمد صالح وتولى وزارة الرى ،، اضافة إلى نجله المرحوم الحاج صالحين محمد صالح وكان عضوآ بالمجالس الشعبية المحلية منذ نشأتها وحتى وفاته .. ومن أنجاله أيضا المهندس حسن محمد صالح وكان وكيل وزارة الرى بمحافظة المنيا حيث أن والدته من مدينة المنيا ويقيم بالقصر الذى بناه والده العمدة محمد صالح ومازال موجود بمدينة المنيا حتى الآن .. أضافة إلى بقية أنجاله والذين كانوا يقومون بكافة اعمال الزراعة فى الأراضى الزراعية الواسعة المملوكة لهم بزمام قرية السهريج وبعض القرى المجاورة .. ومما يؤكد حسن تدينه وحرصه على أداء الفرائض الدينية أنه أدى فريضة الحج سبعة مرات وتوفى فى أخر عام 1949 بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع .. ومازالت السيرة العطرة والذكرى الخالدة الطيبة باقية وموضع أشادة وحديث القرية والقرى المجاورة وقرى المركز عما تتمتع به هذه العائلة من كريم الصفات وحميد السير .. ومازال العطاء من أبناء العائلة مستمرا ويشاركون فى كافة مناحى الحياة السياسية والأجتماعية .. ومازالت عمدية القرية يتولاها حفيد المرحوم الحاج محمد صالح العمدة حسن حلمى محمد صالح وهو موضع حب وتقدير واحترام من أبناء القرية ويسير على نفس منهاج جده واعمامه والعائلة .