" خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صفر عَلَى رأس اثني عشر شهرًا من هجرته يريد عيرًا لقريش ، فبلغ هذين الموضعين ، وبينهما ستة أميال ، ولم يلق كيدًا فانصرف إلى المدينة.
وكان خليفته عليها فِي هَذِهِ المرة سعد بْن عبادة الخزرجي ، وغاب عَنْهَا خمس عشرة ليلة ، وفي هَذِهِ الغزاة وادع بني ضمرة بن كنانة عَلَى أن لا يغزوهم ولا يغزونه وألا يعينوا عَلَيْهِ أحدًا
خرج رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شهر ربيع الأول أيضًا فِي طلب كرز بْن جَابِر الفهري ، وَقَدْ أغار عَلَى سرح المدينة ، وكان يرعى بالجماء ونواحيها ، حتَّى بلغ بدرًا ، ثُمَّ رجع ولم يلق كيدًا ، ولم يدرك السرح وكان خليفته عَلَى المدينة زَيْد بْن حارثة الكلبي مولاه "
وبدر ماء كَانَ ليخلد بْن النضر ، وَيُقَالُ : لرجل من جُهينة.
واسم الوادي الَّذِي هُوَ بِهِ يليل ، وبين بدر والمدينة ثمانية برد.
قَالُوا : " وتحين رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انصراف العير التي خرج لها إلى ذي العشيرة من الشام ، فندب أصحابه لها وقَالَ : هَذِهِ عير قريش قَدْ أقبلت وفيها جلّ أموالهم ، وكانت العير ألف بعير.
وكان فِي العير أَبُو سُفْيَان بْن حرب ، ومخرمة بْن نوفل الزُّهْرِيّ ، وعمرو بْن العاص وغيرهم من الوجوه ، ولم يظنّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يحارب ، فلذلك قول اللَّه تبارك وتعالى : وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ سورة الأنفال آية 7 .1 وكان خروجه من المدينة يَوْم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة اثنتين ، وأبطأ عن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوم من أصحابه إذ لم يحسبوا أنهم يحاربون ، وهم : أسيد بْن حضير الأوسي ، وسعد بْن عبادة ، ورافع بْن مالك وعبد اللَّه بْن أنيس ، وكعب بْن مالك ، وعباس بْن عبادة بْن نضلة ، ويزيد بْن ثعلبة أَبُو عَبْد الرَّحْمَن.
ولما رجع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة ، هنّاه أسيد بنصر اللَّه وإظهاره إياه عَلَى عدوه ، واعتذار من تخلفه ، وقَالَ : إنَّما ظننتُ أنها العير ولم أظن أنك تحارب.
فصدّقه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان خُبيب بْن إساف ذا بأس ونجدة ، ولم يكن أسلم ولكنه خرج منجدًا لقومة من الخزرج طالبا للغنيمة.
فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يصحبنا إلا من كَانَ عَلَى ديننا ، فأسلم وأبلى.
وعرض رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه حين برز من المدينة ، فاستصغر عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب ، وأسامة بْن زَيْد مولاه ، ورافع بْن خديج ، والبراء بْن عازب ، وأسيد بْن ظهير ، وزيد بْن أرقم ، وزيد بْن ثابت فلم يجزهم.
وردّ عمير بْن أَبِي وقاص ، فبكى ، فأجازه ، فكان سعد بْن أَبِي وقاص أخوه يَقُولُ : لقد عقدتُ حمائل سيفه ، وإنها لتقصر ، وذلك لصغره ، ووجه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلحة بْن عُبَيْد اللَّه ، وسعيد بْن زَيْد بْن عَمْرو يتحسسان خبر قريش والعير ، فقدما المدينة ثُمَّ شخصا منها فلقيا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قافل ، فضرب لهما بسهمهما فِي المغنم وبأجرهما ، وضرب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعثمان بْن عفان بسهمه وأجره وكان خلفه عَلَى امرأته رقية بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وكانت مريضة مرضها الَّذِي توفيت فِيهِ.
وضرب لبَسْبَس بْن عَمْرو ، وعدي بْن أَبِي الزغباء الجهنيين بسهمهما وأجرهما ، وبعث بهما ليعرفا خبر العير ومن فيها من قريش وهم ثلاثون رجلًا ، ومن فيها من غيرهم ، وإلى أَيْنَ بلغت.
فعرفا ذَلِكَ.
ثُمَّ أقبلا إلى المدينة ولم يشهد بدرًا.
واستخلف عَلَى المدينة فِي هَذِهِ الغزاة أبا لبابة بْن عَبْد المنذر ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره.
وخلف عاصم بْن عدي عَلَى قباء وأهل العالية ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره .وكسر خوّات بْن جُبَيْر بالروحاء ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره.
وأمر الحارث بْن حاطب بأمر فِي بني عَمْرو بْن عوف ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره وكسر الحارث بْن الصمة ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره ، وَيُقَالُ إنه ضرب لجعفر بْن أَبِي طَالِب وهو بالحبشة بسهمه وأجره ، والثبت أَنَّهُ ضرب لطلحة ، وسعيد ، والجهنيين ، وعثمان ، وأبي لبابة ، وعاصم بْن عدي ، وخوّات.
وكان مَعَ المسلمين سبعون بعيرًا ، فكانوا يتعاقبون عليها : البعير بين الرجلين والثلاثة والأربعة ، وكان بين النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلي بْن أَبِي طَالِب وزيد بْن حارثة بعير.
وكان بين حمزة ومرثد بْن أَبِي مرثد حليفة ، وأبي كبشة ، وأنسة مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعير ، وكان بين عبيدة ، والطفيل والحصين بْن الحارث ، ومسطح بْن أثاثة ناضح ابتاعه عبيدة بْن الحارث من أَبِي دَاوُد الْأَنْصَارِيّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ ، وكان بين عثمان ، وبني مظعون بعير.
وكان مَعَ المسلمين فرسان.
أحدهما للزبير بْن العوام ، يسمى السيل والآخر للمقداد بْن عَمْرو البهراني ، ربيب الأسود بْن عَبْد يغوث.
وَيُقَالُ : إنه لم يكن للزبير فرس ، وَإِنَّهُ كَانَ لمرثد بْن أَبِي مرثد فرس.
ولم يختلفوا فِي فرس المقداد ، ولا فِي أَنَّهُ لم يكن مَعَ المسلمين إلا فرسان ، وكان يُقال لفرس المقداد : سبحة ".
وقَالَ الواقدي : كَانَ المسلمون الَّذِينَ أسهم لهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غنائم بدر ثلاث مائة وأربعة عشر رجلًا ، منهم الثمانية الَّذِينَ لم يحضروا فأسهمَ لهم " .1 1
وكان خليفته عليها فِي هَذِهِ المرة سعد بْن عبادة الخزرجي ، وغاب عَنْهَا خمس عشرة ليلة ، وفي هَذِهِ الغزاة وادع بني ضمرة بن كنانة عَلَى أن لا يغزوهم ولا يغزونه وألا يعينوا عَلَيْهِ أحدًا
خرج رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شهر ربيع الأول أيضًا فِي طلب كرز بْن جَابِر الفهري ، وَقَدْ أغار عَلَى سرح المدينة ، وكان يرعى بالجماء ونواحيها ، حتَّى بلغ بدرًا ، ثُمَّ رجع ولم يلق كيدًا ، ولم يدرك السرح وكان خليفته عَلَى المدينة زَيْد بْن حارثة الكلبي مولاه "
وبدر ماء كَانَ ليخلد بْن النضر ، وَيُقَالُ : لرجل من جُهينة.
واسم الوادي الَّذِي هُوَ بِهِ يليل ، وبين بدر والمدينة ثمانية برد.
قَالُوا : " وتحين رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انصراف العير التي خرج لها إلى ذي العشيرة من الشام ، فندب أصحابه لها وقَالَ : هَذِهِ عير قريش قَدْ أقبلت وفيها جلّ أموالهم ، وكانت العير ألف بعير.
وكان فِي العير أَبُو سُفْيَان بْن حرب ، ومخرمة بْن نوفل الزُّهْرِيّ ، وعمرو بْن العاص وغيرهم من الوجوه ، ولم يظنّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يحارب ، فلذلك قول اللَّه تبارك وتعالى : وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ سورة الأنفال آية 7 .1 وكان خروجه من المدينة يَوْم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة اثنتين ، وأبطأ عن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوم من أصحابه إذ لم يحسبوا أنهم يحاربون ، وهم : أسيد بْن حضير الأوسي ، وسعد بْن عبادة ، ورافع بْن مالك وعبد اللَّه بْن أنيس ، وكعب بْن مالك ، وعباس بْن عبادة بْن نضلة ، ويزيد بْن ثعلبة أَبُو عَبْد الرَّحْمَن.
ولما رجع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة ، هنّاه أسيد بنصر اللَّه وإظهاره إياه عَلَى عدوه ، واعتذار من تخلفه ، وقَالَ : إنَّما ظننتُ أنها العير ولم أظن أنك تحارب.
فصدّقه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان خُبيب بْن إساف ذا بأس ونجدة ، ولم يكن أسلم ولكنه خرج منجدًا لقومة من الخزرج طالبا للغنيمة.
فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يصحبنا إلا من كَانَ عَلَى ديننا ، فأسلم وأبلى.
وعرض رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه حين برز من المدينة ، فاستصغر عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب ، وأسامة بْن زَيْد مولاه ، ورافع بْن خديج ، والبراء بْن عازب ، وأسيد بْن ظهير ، وزيد بْن أرقم ، وزيد بْن ثابت فلم يجزهم.
وردّ عمير بْن أَبِي وقاص ، فبكى ، فأجازه ، فكان سعد بْن أَبِي وقاص أخوه يَقُولُ : لقد عقدتُ حمائل سيفه ، وإنها لتقصر ، وذلك لصغره ، ووجه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلحة بْن عُبَيْد اللَّه ، وسعيد بْن زَيْد بْن عَمْرو يتحسسان خبر قريش والعير ، فقدما المدينة ثُمَّ شخصا منها فلقيا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قافل ، فضرب لهما بسهمهما فِي المغنم وبأجرهما ، وضرب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعثمان بْن عفان بسهمه وأجره وكان خلفه عَلَى امرأته رقية بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وكانت مريضة مرضها الَّذِي توفيت فِيهِ.
وضرب لبَسْبَس بْن عَمْرو ، وعدي بْن أَبِي الزغباء الجهنيين بسهمهما وأجرهما ، وبعث بهما ليعرفا خبر العير ومن فيها من قريش وهم ثلاثون رجلًا ، ومن فيها من غيرهم ، وإلى أَيْنَ بلغت.
فعرفا ذَلِكَ.
ثُمَّ أقبلا إلى المدينة ولم يشهد بدرًا.
واستخلف عَلَى المدينة فِي هَذِهِ الغزاة أبا لبابة بْن عَبْد المنذر ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره.
وخلف عاصم بْن عدي عَلَى قباء وأهل العالية ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره .وكسر خوّات بْن جُبَيْر بالروحاء ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره.
وأمر الحارث بْن حاطب بأمر فِي بني عَمْرو بْن عوف ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره وكسر الحارث بْن الصمة ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره ، وَيُقَالُ إنه ضرب لجعفر بْن أَبِي طَالِب وهو بالحبشة بسهمه وأجره ، والثبت أَنَّهُ ضرب لطلحة ، وسعيد ، والجهنيين ، وعثمان ، وأبي لبابة ، وعاصم بْن عدي ، وخوّات.
وكان مَعَ المسلمين سبعون بعيرًا ، فكانوا يتعاقبون عليها : البعير بين الرجلين والثلاثة والأربعة ، وكان بين النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلي بْن أَبِي طَالِب وزيد بْن حارثة بعير.
وكان بين حمزة ومرثد بْن أَبِي مرثد حليفة ، وأبي كبشة ، وأنسة مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعير ، وكان بين عبيدة ، والطفيل والحصين بْن الحارث ، ومسطح بْن أثاثة ناضح ابتاعه عبيدة بْن الحارث من أَبِي دَاوُد الْأَنْصَارِيّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ ، وكان بين عثمان ، وبني مظعون بعير.
وكان مَعَ المسلمين فرسان.
أحدهما للزبير بْن العوام ، يسمى السيل والآخر للمقداد بْن عَمْرو البهراني ، ربيب الأسود بْن عَبْد يغوث.
وَيُقَالُ : إنه لم يكن للزبير فرس ، وَإِنَّهُ كَانَ لمرثد بْن أَبِي مرثد فرس.
ولم يختلفوا فِي فرس المقداد ، ولا فِي أَنَّهُ لم يكن مَعَ المسلمين إلا فرسان ، وكان يُقال لفرس المقداد : سبحة ".
وقَالَ الواقدي : كَانَ المسلمون الَّذِينَ أسهم لهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غنائم بدر ثلاث مائة وأربعة عشر رجلًا ، منهم الثمانية الَّذِينَ لم يحضروا فأسهمَ لهم " .1 1
عدل سابقا من قبل مصطفى سليمان أبوالطيب في الخميس يونيو 29, 2017 3:00 pm عدل 1 مرات